كتابان متشابهان نوعا ما في قصص الانبياء لكنهما مختلفان في الاسلوب و اللغة، و يقال بانهما من أصل واحد خرج من المنطقة.
لكن
لماذا انتظرت المنطقة منذ بداية الخلق، حتى تظهر لدينا اللغة اليونانية للوجود و يكتب بها اول نسخة من كتاب مقدس ؟ ، لماذا انتظر العالم حتى ظهور الروم اليونان حتى يصدروا اوامر سياسية بكتابة الكتب المقدسة باللغة اليونانية ؟
اي اللغات تعبر اكثر عن المنطقة ، اليونانية ام العربية؟
لو كانت اول نسخة من الكتاب المقدس الديني الذي ظهر اولا في المنطقة و مازال موجود حتى اليوم، مكتوبة باللغة السومرية او المصرية او البابلية او الحميرية ، لكان الامر منطقي جدا بان يكون هو اول كتاب ديني في المنطقة و خرج من رحم المنطقة و خرح من حقيقتها.
غير منطقي
لماذا يوجد هناك كتابين يحملان بنسبة 30% قصص متشابهة و بلغتين مختلفتين ؟ ، فما الداعي اذن للاسلام و للقران، كان من المفروض ان يكون كتاب ديني و يكون هناك دين مختلف و لن يتغير شيء . او كان من المفروض ان يكون دين المنطقة ، او يكون كتاب لدين جديد، لا حاجة لوجود اللغة العربية ، او يصبح القران مكتوب بلغة عبرية و باسلوب مختلف تماما عن العهد القديم ، اليس البعض يعتقد بان اليهودية نسخة من الاسلام؟!
لكن هذا السؤال المنطقي استطاع مخرج القصة ايجاد جواب منطقي له، فاقنع الناس بان اليهودية دين شعب او قوم و غير مسموح للدخول بها. لكن اليست المسيحية تعتبر كتاب العهد القديم ككتاب مقدس؟!، فكيف اذن يستقيم على دين اخر ان يأخذ كتاب خاص بقوم و شعب و يعبر عن هوية شعب و قوم و يعتبره كتابه الديني و يؤمن به ؟!
مخرج القصة فكر و قرر بعدها ، ان يحصر اليهودية في النسب و ليس فيها تبشير حتى تؤكد بان هوية شعب او قوم .... حتى تزيد صعوبة و تعقيد القصة .
لكن الحقيقة ان اليهودية دين فقط، و ليست هوية قوم او شعب، فهناك يهودي صيني و يهودي روسي و يهودي عربي و يهودي اثيوبي.
لماذا اذن حتى النبي محمد هذا الذكي و الداهية على حد زعم البعض، و الذي جعل مساحة جغرافية ضخمة تمتد من اسبانيا حتى حدود الصين بظرف 100 عام تؤمن بكتابة، و فكر ايضا بسرقة نصوص من كتاب ديني خاص بقوم و شعب و يجعلها بكتابه؟ .
مخرج القصة وجد حل لهذا المنطق، فاليهود و العرب ابناء عم و هذا يعني بانه لا مشكلة و لا فرق فهم من اصول واحدة ، و زرع قصة اسحاق و اسماعيل، اي ان محمد من نفس بيئة اليهود .
كان يستطيع محمد هذا الداهية و الذكي، ان يكتب كتاب ديني مختلف عن قصص العهد القديم الخاص باليهود، و لا داعي ابدا لقصص الانبياء، او يكتب قصص انبياء مختلفة تماما .. قصص مختلفة تماما بشكل جذري، و اسماءها مختلفة و حوادثها مختلفة ، حتى لا يجعل الناس تشك بانه مجرد سارق من كتاب اليهود، و حتى يكون متفرد عن البقية.
لماذا هو حريص على صناعة نسخة جديدة من العهد القديم، و اذا كان الموضوع حسب اعتقاد المسلمين عبارة عن دين سماوي و كتاب ديني جاء به محمد وفق ارادة الله بعد تحريف حدث لاديان الله، فما هو الداعي اذن لوجود نفس قصص العهد القديم في كتاب القران؟!، خلاص شيء انتهى و لابد من موضوع مختلف،ما الفائدة ان ياتي دين جديد بقصص تشبه تماما القصص الموجودة في كتاب العهد القديم، و الاختلاف فقط باللغة و الاسلوب في سرد القصة ؟
هل كان محمد يريد صناعة دين للعرب على حد قولهم، لكن ماذا سيستفيد من صناعة دين لهم، هل من اجل توحيدهم سياسيا على زعمهم، و لماذا ، ثم ان كان يريد صناعة دين لتوحيد العرب كان يستطيع ان يصنع لهم دين مختلف و بشكل اخر و بموضوعات مختلفة ، و اذا كان محمد على حد زعمهم كان يتعلم على يد يهود و رهبان، و لهذا جاء كتابة يشبه كتاب اليهود، لكن هل الامر صعب لهذا الرجل العبقري الذكي من الاطلاع على اديان اخرى و الاخذ منها، بل لماذا ياخذ من الاديان، كان يستطيع ان يخترع من عقله و خياله شيء جديد يتناسب مع عبقريته ، بل السؤال هل يعقل ان العالم كله كان معاهم دين، ما عدا العرب ليس لديهم دين، و لا يعرفون اي عقيدة، فسؤال الموت والوجود غير موجود لديهم، العرب قوم متخلفين دون بقية العالم حتى حتى ياتي لهم شخص يصنع لهم دين و يجعلهم يعرفون بان هذا الكون له خالق و بان هناك يوم اخر و الحياة ليست عبث .. يعني العرب انتظروا منذ بداية الخلق في عالم تائه حتى جاء محمد .
خدعة الزمن الوهمي و التاريخ الوهمي .... السبب الحقيقي و الاول و المباشر في عدم فهم اصل الحكاية.
لان الاصرار على تناول قصص الانبياء ، دليل على ان هناك نزاع على نص ديني مقدس قديم واحد، اي نص موجود مسبقا ، و هذا النص عبارة عن نبوءة الهية تستلزم نقلها بحذافيرها و بدون اعادة صياغة او ترتيب او زيادة او نقصان .
و لابد عندها من وجود شيء مرجعي و قياسي يفصل الموضوع. و هذا الشيء المرجعي لابد ان يكون كتاب قديم كان لديه نظام دقيق( ميزان) و كانت تكتب بواسطتة انباء الغيب و النصوص الدينية و هذا الميزان يحتاج الى نظامه اللغوي الذي خرج منه.
{الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب}
و هذا الكتاب سيكشف لنا من هو الكتاب الاصل و من هو الكتاب المحرف و المزور.
و ايضا مادام الموضوع انباء ، فالمفروض باننا سنجد اما العهد القديم او القران موجود بالحرف في هذا الكتاب، و عندها سنكتشف خدعة الزمن و التاريخ ، و سنكتشف مشروع روما و الغرب الضخم في تزوير وعي المنطقة و العالم منذ قرون عديدة و حتى اليوم .
{الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (52) وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق