هل اسرائيل وراء العدوان على اليمن ؟
هل تخوض السعودية في اليمن حرب بالوكالة لصالح اسرائيل ؟
السؤال الذي يفرض نفسه ، لدى الكثير من المتابعين لما يجري في المنطقة :
ما اسباب هذا التحول السياسي الكبير للسعودية ، في كثير من ملفات المنطقة ، و هذه المخاطرات السياسية الكبيرة التي تقوم بها حاليا ؟
دعونا نستعرض سياسية السعودية، في عهد الملك عبد الله، في بعض الملفات الداخلية و الخارجية.
1- يدرك الكثير بان الملك عبد الله شهد عهده في السعودية نقلات نوعية ، في مجالات كثيرة ، منها التعليم و الابتعاث الطلاب للخارج ، و رفع رواتب الموظفين، و انشاء صناديق لمشاريع مستقبلية .
الملك عبدالله هو اول من انشأ مجلس البيعة في السعودية، لانه يدرك حجم الازمة التي في السعودية، بعد موت ابناء عبد العزيز ، و هو اول من استحدث منصب ولي ولي العهد .
2 - كانت سياسة السعودية بشكل عام ، ضد جماعة الاخوان في المنطقة ، و يبدو واضح هذا الامر في ملفات كثيرة.
3- في ملف سوريا يبدو واضح ان السعودية لم يكن لها حضور كبير في بداية الازمة السورية التي بدات منذ عام 2011 ، و كان الحضور الاكبر لدولة قطر، حتى منتصف عام 2014 تقريبا، و قد تحدث وزير خارجية قطر بهذه الحقيقة في لقاء مشهور مع جريدة فرنسية ، قال فيها ان قطر جاء لها الضوء الاخضر لتولي ملف سوريا ، لولا السعودية التي خافت من الدور القطري بحجة ازاحتها عن دورها، فتدخلت في ملف سوريا و افسدت الطبخة.
4- في ملف اليمن و هو الاهم، كان للسعودية حضور كبير منذ بداية الازمة اليمنية ، فهي من تولت ملف اليمن باتفاق القوى الدولية، و قدمت مبادرة الخليجية لحل الازمة في اليمن، و هي من قامت بعلاج ضحايا تفجير دار الرئاسة ، و عالجت علي عبد الله صالح و نقلته بطائرة خاصة .
كان علي عبدالله صالح يشيد دائما بالملك عبدالله منذ توليه مقاليد حكم السعودية ، و يشيد بمواقفة، و يصفة بانه كان زعيم و قائد عربي.
يعتبر الملك عبدالله هو اول ملك يزور اليمن ، و يحضر عرض عسكري للجيش اليمني ،و في عهده تم توقيع اتفاقية الحدود بين اليمن و السعودية ، و كما هو معلوم، فان ملف الحدود كان من اصعب الملفات الشائكة بين اليمن و السعودية. ايضا السعودية كان لها دور في التوسط لدى امريكا في صفقات السلاح الامريكية لليمن ، و قد تحملت السعودية جزء من ثمن الصفقة ، و كان هذا من بين المقابل على توقيع اتفاقية الحدود.
كانت هناك علاقة قوية تربط بين علي عبد الله صالح و الملك عبدالله ، و صالح كانت يتحدث عنها في كثير من مقابلاته التلفزيونية،حتى ان الملك عبد الله كان يستشير علي صالح في بعض القضايا السياسية . و هناك مواقف كثيرة تؤكد ذلك ، فكما يعلم الجميع بان اليمن غطت على السعودية ، في فضيحة صواريخ اسكود التي كانت متوجهه للسعودية قادمة من كوريا.
في بداية ازمة اليمن ، قامت السعودية بتولي ملف اليمن ، باتفاق القوى الدولية ، و تم تقديم مبادرة خليجية لحل الازمة ، ثم وقع حادث تفجير دار الرئاسة و قامت السعودية بعلاج علي صالح و بقية ضحايا الحادث ، و تم نقل صالح بطائرة ملكية خاصة للعلاج ، ثم بعد ذلك ، تم توقيع المبادرة الخليجية في الرياض بحضور كل القوى السياسية.
بعد توقيع المبادرة الخليجية .
اتسم موقف حزب الاخوان بالسخط من السعودية ، و ارشيف تصريحاتهم لوسائل الاعلام تؤكد ذلك، و منذ بداية الازمة التي تلت المبادرة في اليمن ، و تحديدا منذ ازمة دماج ، و موقف السعودية هو الصمت ، او الضوء الاخضر للحوثين و صالح في التقدم و القضاء على ادوات جماعة الاخوان في اليمن ، كان الصمت السعودي من دماج و الى الجوف و حاشد ثم عمران ثم دخول صنعاء و سقوط معسكر الفرقة مدرع ، و حتى سقوط دار الرئاسة بيد الحوثيين .
و مازال اليمنين يتذكرون، اعلام المعارضة في اليمن منذ بداية ازمة دماج، حتى سقوط القصر الجمهوري و هم يتحدثون ان السعودية تحارب اهل السنة ، و في معركة حاشد قالوا ان السعودية قد باعت ال الاحمر، و استبدلتهم بالحوثيين، و شن اعلام ال الاحمر هجوم عنيف على السعودية ، و المقالات التي تتحدث عن وجود مؤامرة دولية على السنة ، و ان المجتمع الدولي سيستبدلهم بالاسلام الشيعي .
ملاحظة مهمة : يعرف الجميع من اليمنين ، بان الملك عبدالله كان يستضيف في بدايات الازمة الثانية وفد من جماعة الحوثي في الرياض، و قد حدثت تطمينات جانبية و كان الملك عبدالله راضي عنها، و هناك من اليمنين من تحدث عن تعاون مشترك و ان الحوثيين تلقوا اموال لاجل حماية الحدود، و قد تحدث حسن نصر الله عن هذا الاجتماع بين وفد انصار الله و الملك عبد الله في احدى خطاباته حول حرب اليمن .
بعد استعراضنا لتلك الحقائق ، سيتبادر الى ذهن الجميع سؤال مهم و ملح :
هل كان الملك عبد الله بن عبد العزيز ، سيوافق على انشاء تحالف دولي بقيادة السعودية ، و شن عدوان على اليمن و تحت اي مبرر ؟
الحقيقة، انه من الاستحالة ان يخطر على بال اي شخص قيام السعودية بشن حرب على اليمن ، في خطوة لم تقم بها اي دولة عربية بهذه الصورة ، فما بالك لو كان الملك عبد الله مازال في الحكم ،
و محال ان يقدم الملك عبدالله على القيام بهذه الخطوة .
سنحاول صياغة السؤال السابق بصورة اخرى :
هل كانت صدفة، ان يكون هذا التحول السياسي للسعودية في ملفات المنطقة، و منها اتخاذ خطوة شن الحرب على اليمن ، بعد وفاة الملك عبد الله ؟
هذا السؤال يقودنا الى سؤال اخر، قبل الاجابة عليه :
هل كانت وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز طبيعية، ام كانت وفاته نتيجة عملية اغتيال ؟
من يتذكر الاحداث جيدا ، سيعرف بان اعلان وفاة الملك السعودي كانت بعد تقديم الرئيس اليمني استقالته بساعات قليلة.
من يتذكر ، يعرف بان عاصفة الحزم كانت بعد وفاة الملك عبد الله بشهرين تقريبا. و هي مدة قليلة بالنسبة لنظام جديد كي يتخذ مثل هذا الخطوة الكبيرة و الذي تتطلب ترتيب و استعداد طويل .
و يتزامن بعد وفاته باسابيع قليلة تراجعه عن الاستقالة .
من يتذكر الاحداث ، يعرف ان الرئيس اليمني تراجع عن استقالته بعد وفاة الملك عبدالله بايام قليلة .
هل تتذكرون كيف تمت مراسم تنصيب الملك السعودي الجديد ؟
كانت مراسيم تنصيب الملك غريبة و سريعة ، و كان هناك شيء غير طبيعي سيحدث ، كان جو مكهرب و غير طبيعي، حتى ان الملك لم يتقيد بالبروتوكلات في استقبال رئيس امريكا. و تم تعيين ولي العهد للملك السعودي مقرن بن عبدالعزيز ، و ولي ولي العهد محمد بن نايف لاول مرة من الجيل الثاني ، ثم تم عزل ولي العهد مقرن ، و تعيين محمد بن نايف ولي للعهد و صعود نجم جديد و هو محمد بن سلمان لمنصب ولي ولي العهد ، و نشرت صحف سعودية تصريح غريب للملك الجديد لاول مرة يصدر من حاكم سعودي، بانه يعتذر لشعوب المنطقة على سياسة السعودية السابقة و الخاطئة و التي وقفت مع الحكام المستبدين، و انها سوف تغير سياستها و سوف تدعم شعوبها .
سنحاول الاجابة على السؤال السابق ، هل تم اغتيال عبد الله ملك السعودية السابق ، و نحاول ان نعرف الاسباب التي يمكن ان تقود الى عملية الاغتيال .
كان هناك في اليمن ازمتان
الازمة الاولى مع بداية ما يطلق عليه الربيع العربي و التي انتهت بالمبادرة الخليجية التي وقعت اليها القوى السياسية في اليمن في الرياض.
الازمة الثانية كانت عند تولي عبدربة منصور هادي رئاسة اليمن ، و تقريبا في منتصف العام الفين و ثلاثة عشر ، و التي سميت ازمة الحوثين.
دعونا نتذكر بعض الاحداث و المواقف التي رافقت تولي عبدربة منصور هادي رئاسة اليمن.
انتخب رئيس لليمن و قام بعمل مؤتمر الحوار و جمع القوى السياسية و الاجتماعية و المدنية فيه للخروج بحلول لمشكلة اليمن ، و هو من طرح ورقة الاقاليم على الجميع، و التي لم تكن مطروحة ابدا .
هناك مواقف كثيرة لكن سنركز على الاهم .
من بداية ازمة دماج في اليمن ثم الوصول لاتفاق حول السلم و الشراكة ، بدات المحادثات الجدية بين امريكا و ايران حول الملف النووي .
ذلك الوقت تقريبا الذي بدات فيه الازمة الثانية في اليمن ، تلقت امريكا على اتصال ايراني بجدية الخروج باتفاق ، و تزامن مع اعلان امريكا بعد الاتصال انه لا حل في سوريا الا حل سياسي . غضبت اسرائيل و السعودية و انطلق سفير السعودية الى روسيا و عرض عليهم شيك مفتوح مقابل التخلي عن بشار الاسد و رفضت روسيا ، فقامت السعودية بخطوة اقتصادية بضخ مزيد من النفط لاجل خفظ اسعار النفط عالميا كضغط اقتصادي على روسيا و ايران ، على امل ان تجعل هذه الخطوة روسيا تتخلى عن الاسد .
فشلت كل الاوراق الضغط لروسيا كي تتخلى عن الاسد ....فاخرجوا ورقة اخرى اقوى ...و هي اوكرانيا و صنعوا ثورة فيها و ندشوا اوكرانيا ،و للعلم فان اوكرانيا بالنسبة لروسيا تمثل عمق استراتيجي خطير ، و كانوا يريدون من هذه الخطوة مقايضة مع روسيا ...تسليم اوكرانيا لروسيا مقابل تخليها عن سوريا ...و فشلت .
فجاءة ...........انصدم العالم بقيام تنظيم اسمة الدولة الاسلامية في الشام و العراق... داعش ، و سقطت الموصل و صعد البغدادي يخطب في جامع الموصل ، امام ذهول العالم كله من هذه السرعة و هذا الطوفان الكاسح لكل شيء حوله ، و دعت امريكا لتحالف دولي لاجل القضاء على داعش ، بمشاركة دول الخليج و امريكا و بريطانيا و اسرائيل و الاردن .
اما في اليمن فكانت الاحداث تتطور بسرعة و بغرابة و لا تعرف السبب بالتوازي مع التقلبات الجديدة التي تحدث في سوريا و مواقف الدولية و مفاوضات ايران النووية .
في يوم تسعة و عشرين من شهر اغسطس عام الفين و اربعة عشر ، قبل دخول انصار الله صنعاء بواحد و عشرين يوم تقريبا ، يجتمع عبدربة منصور هادي بكبار قيادات الاحزاب و المنظمات و الشخصيات الاجتماعية لنقاش الازمة التي افتعلها انصار الله بخصوص سعر النفط للخروج بحل و بدل ان يناقش معهم التفاصيل الداخلية للازمة ، يقوم هادي و يسال المجتمعين سؤال غريب جدا : ما العلاقة بين تقدم داعش في العراق و سوريا و بين الازمة الحالية التي افتعلها انصار الله ؟
.
.
قاعدة في السياسة مهمة ، في اليمن التي تعيش داخل نظام عالمي محكوم بقوى كبرى ، نحن نرتب و نوازن المصالح و لا نحكم بسيادة ، لاننا ضعفاء و ليس دولة تملك القوة التي تستطيع ان تتحمل رفض مصالح قوى كبرى و تواجه اي نتائج تترتب على الرفض ، لكننا لا نمرر مصالحها الا بعملية اشراك قوة عالمية اخرى كي تعمل توازن بطريقة لا تؤثر على مصالحنا، و عفاش كان صادق في كلمة له قديمة : انا لا احكم في اليمن ، انا ادير المصالح فقط .
دول العالم كلها ،تتخذ سياستين لاجل البقاء، السياسة الاولى موازنة مصالح القوى ، و السياسة الثانية تبعية عمياء لاحدى القوى لاجل الحفاظ عليها .
السعودية تبعية عمياء لامريكا و اسرائيل حتى على حساب امنها و مصالح شعبها ، لكن اليمن تنتهج سياسة موزانة مصالح حتى لا نصبح تحت هيمنة قوة ، و هذه النقطة ستجعلكم تفهمون غرابة الاحداث .
ما معنى الاتفاق النووي بين ايران و امريكا ؟
.
بالصورة العامة ..اتفاق على وقف ايران نشاطها النووي مقابل رفع عقوبات ...اتفاقات تحدد تقنية خاصة بالمفاعلات و الاحتياح و النسبة ...الخ كي تثبت ايران انها لايمكن ان تصل للنووي في المستقبل .
لكن اسرائيل تعي جيدا كبديهية ، ان هناك بنود سرية تحت الطاولة تتم بين ايران و امريكا كجزء من الصفقة لتخلي ايران عن النووي ، بجانب نقطة مهمة جدا ، و هي ان اي اتفاق بين الدول تحتاج الى ضمانات مؤكده و خطوات عملية اثناء الاتفاق على بنود يثبت جدية الوصول لصيغة اتفاق و يضمن الاتفاق النهائي .و للمعلومة فان ايران جهزت خمسة و عشرين خطة بديلة و لكل خطة ميزانيتها الخاصة في حال تلاعبت امريكا بالاتفاق او ببنود منها ، بمعنى انها عملت كل الاحتمالات الممكنة لمواجهة اي تلاعب من قبل امريكا.
اثناء المحادثات النووية بين ايران و دول خمسة زائد واحد ، كانت تخرج عدة تصاريح من قبل وزير خارجية امريكا، من محادثة الى اخرى ، من بين تلك التصاريح : ان اليمن لن تدخل ضمن الاتفاق النووي، و مرة يخرج تصريح امريكي بان ايران لا علاقة لها بالشان الداخلي في اليمن ، و مرة يخرج تصريح ان اليمن على وشك الدخول في الاتفاق النووي .
عبدربه منصور هادي لم يكن يتخذ مواقف ، بدون مشاورات الدول الراعية للمبادرة خصوصا امريكا ، و كان في كل مرة يجتمع مع سفراء الدول الراعية للمبادرة لتحمل المسؤلية لانه كما قلت لا يمكن ان يتخذ سياسي اي خطوة بدون مشاورة كي يعرف هل الخطوة تدخل في مصالح القوى الكبرى او لا ، لانه لو اتخذ خطوة تعارض مصالح قوى كبرى ، ستفشل اي خطوة يقوم بها .
هنا هادي لا يتحرك بقوة اثناء تقدم الحوثي من صعدة حتى صنعاء ، و هذا الموقف من هادي يقابلة ايضا سخط من قبل الاخوان نحو السعودية و موقفها الصامت ، هذه المواقف كانت رسالة لاسرائيل بانها هي رغبة امريكا ، و ان هذه الخطوات تدخل ضمن الاتفاق النووي ، كانت السعودية صامته و لم تتحرك ، لان امريكا تريد هكذا و السعودية تنفذ فقط ، و حديث انور عشقي مسؤول الاستخبارات السابق السعودي يثبت ذلك و حديثة في لقاء تلفزيوني عن اجتماع المخابرات السعودية مع المخابرات الاسرائيلية قبل قصف اليمن بيومين و كلامة حول موقف امريكا من الحوثيين ان امريكا جعلت الحوثيين شريك في محاربة الارهاب حتى استطاعت السعودية الضغط على القرار الامريكي و تغيير وجهة راي البيت الابيض حول الحوثيين
بعد ظهور داعش خرج انصار الله و تقدموا ، لاجل تقوم عملية مقايضة بين سوريا و اليمن ، سحب داعش و وقف تقدمة مقابل سحب الحوثي و وقف تقدمه، و هذا مضمون كلام هادي حول العلاقة بين تقدم داعش في العراق و سوريا و بين الازمات التي يفتعلها الحوثي ، ضمانة بضمانة ، لكن اسرائيل كانت تعتقد ان ما يجري في اليمن من البنود السرية تحت الطاولة و لم تثق بامريكا ، و هذا يفسر تصريحات كيري بعد كل مفاوضات مع ايران حول اليمن ، و كان هادي يزيد من توضيح حقيقة الموضوع ، خصوصا بتصريحة بعد دخول عمران بفترة ، حين قال ان باب المندب باهميتة يساوي قنبلة نووية ، هادي بتصريحة هذا كان يلمح بان ايران ستتخلى عن النووي مقابل باب المندب .
و تحدث ازمة دبلوماسية بين امريكا و اسرائيل ، بسبب تجسس اسرائيل على المفاوضات بين امريكا و ايران و يذهب نتنياهو و يجتمع باللوبي الصهيوني اكبر جماعة ضغط في امريكا بخصوص الضغط على ادارة اوباما لرفظ الاتفاق لانه يهدد وجود اسرائيل، و يطلق اغرب تصريح من امريكا و يقول : ان الحوثيين يهددون امن اسرائيل و ان ايران تسعى للسيطرة على الشرق الاوسط من بوابة اليمن .
عرض كل الاحداث و شرحها و تحليلها ، سيطول الموضوع ، لذلك ان اختصر و اتحدث حول المهم .
عند سقوط القصر الجمهوري ، لماذا لم يسال الواحد نفسة حول صمت السعودية و لم تحرك ، مادام سقطت صنعاء بيد انصار الله ، فهذا يعني انها بيد ايران على حسب كلامهم ؟ . فلماذا لم تقصف السعودية اليمن في ذلك الوقت و انتظرت حتى نزول انصارالله الى عدن ؟
فعلا سؤال مهم..الحقيقة ان هادي كانا ينتظر اشارة من السعودية ، لكن السعودية صامته بسبب موقف امريكا و ايضا لان عبدالله كان قد استقبل وفد الحوثي و حدثت تطمينات من الطرفين
هادي يقول انه تعب و لم تعد له طاقة ، و يقدم استقالته ،
ما معنى الاستقالة ؟
ان تنتقل الشرعية الى صالح و الحوثي ، لانه كان هناك تنسيق بين صالح و انصار الله منذ ازمة دماج و مفاوضات مع المبعوث الدولي و يصبح تحركاتهم مشروعة ، لان الاستقالة سوف تذهب للبرلمان و يتم التصويت على قبولها و تسلم اليمن لايران بصورة شرعية .
فجأة ......تحدث المفاجئة المنتظرة لهادي، فبعد ساعات من الاستقالة يتم اعلان وفاة ملك السعودية ..و الملك عبدالله هو العائق الذي يمنع التحرك و اعلان الحرب علي اليمن لوقف الحوثي. و هي لم تكن وفاة طبيعية ، بل تم اغتيالة بالتعاون بين الموساد و من داخل اسرة ال سعود ، فمن الاستحالة كان على الملك عبدالله ان يعلن الحرب على اليمن خصوصا و قد وقع اتفاقية الحدود مع صالح و بينهما كانت هناك علاقة خاصة و قوية ، و لا ننسى ان السعودية كانت تستضيف قيادة من جماعة الحوثي و معروف للجميع هذا الامر .
و تم اعلان صعود ملك جديد ، و تم ترتيب مراسيم تنصيب الملك بصورة غريبة و سريعة و كان هناك شيء سيحدث ، كان جو مكهرب و غير طبيعي ، حتى ان الملك لم يتقيد بالبروتوكلات في استقبال رئيس امريكا . و نشرت صحف سعودية تصريح غريب للملك الجديد لاول مرة يصدر من حاكم سعودي بانه يعتذر لشعوب المنطقة على سياسة السعودية السابقة الخاطئة و التي وقفت مع الحكام المستبدين و انها سوف تغير سياستها و سوف تدعم شعوبها .
بعد اعلان وفاة الملك السعودي، ادرك هادي ان الموضوع يسير بشكل مكتمل و ينتظر اشارة السعودية ،و بالفعل تلقى الاشارة منها و اتصال منها عبر طريقة اتصال معينة .
بالفعل جاءت الاشارة من السعودية و الملك الجديد ، بعد ضغط اللوبي الصهيوني في امريكا بعد زيارة نيتنياهو لامريكا و خطابة المشهور امام الكونجرس حول خطر الحوثيين في اليمن على امن اسرائيل ، من اجل الضغط على الترتيبات التي ستتم قريبا في اليمن و بالفعل نجح اللوبي في اقناع الادارة الامريكية بخطر الحوثيين في اليمن على الامن لاسرائيل و نجح الضغط و غيرت امريكا مواقفها و ايدت خطوات السعودية في اليمن في الترتيب لتحالف لقصف اليمن، اذن جاءت الاشارة لهادي من قنوات اتصال ، بان يتراجع عن الاستقالة و سوف يقدمون له ما يريد اشياء سرية بعد ان تلقوا وعود من هادي بانه يمكن دحر الحوثي بسهولة لو توفرت له الامكانيات ، فتراجع عن الاستقالة و تم ضخ مال ضخم جدا لاجل دفعها للامن لتهريب هادي ، تهريب الشرعية و ذريعة اعلان الحرب هروب . و هرب نحو عدن و خطب بالتلفاز و قال بانه لن يسمح لايران ان تحتل اليمن و سيرفع علم اليمن بجبال صعدة .
كان دور هادي هو شرعية لل السعودية لاعلان الحرب على اليمن بطلب من اسرائيل من اجل افشال الاتفاق النووي مع ايران، هذا الاتفاق الذي تقول عنه اسرائيل انه اكبر خطا استراتيجي يهدد وجودها .
و يحصل هادي على مقابل من السعودية و اسرائيل تم الاتفاق عليها سريا .
امريكا وافقت على الحرب بعد ضغط اللوبي الصهيوني بناء على رغبة اسرائيل ، و الدليل ان القصف تم قبل الحصول على موافقة جامعة عربية و مجلس الامن ، خطوة مثل هذه لو كانت ملحة على امريكا لكانت رتبت الامر بشكل دقيق لا يقبل الاحتمال ، فقد ترفض روسيا و بالتالي يفشل التدخل .
اذن فالحرب على اليمن ، هي حرب تخوضها السعودية بالوكالة لصالح اسرائيل .
فبعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران و الغرب ، انسحب الحوثيين من عدن ، و خرج عبدربة منصور هادي يعلن انتهاء عاصفة الحزم و الاعلان عن اعادة الامل .
اذن فشلت اسرائيل في منع الغرب و ايران من توقيع الاتفاق . و هذا ما صرح به وزير خارجية ايران بعد خروجه من توقيع الاتفاق عندما قال : فشل المشروع الصهيوني في افشال الاتفاق النووي .
ايران خدعت اسرائيل ، و ورطتها في اليمن،لان اسرائيل فشلت في تقويض الاتفاق النووي . هذا الاتفاق الذي تصفه اسرائيل بانه اكبر خطا تاريخي ترتكبه امريكا و انه يهدد وجود اسرائيل.
الان السعودية مورطة في مستنقع اليمن و و لم يعد هناك من فائدة من الحرب ، لان هدف العدوان على اليمن كان تقويض الاتفاق النووي ، لكن الاتفاق النووي تم بين ايران و الغرب ، و لم يعد هناك من فائدة سوى الاستنزاف فقط .
و الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ، يدرك تمام الادراك بان الملك عبدالله تم اغتيالة ، لانه الملك عبدالله كان هو العائق امام لوبي ضاغط داخل ال سعود في حال طلب منها شن عدوان على اليمن، و خطابة الاخير في يوم 25 سبتمبر 2016 و توجيه حديثة الى محمد بن نايف الا مؤشر قوي على ان محمد بن نايف كان وراء عملية الاغتيال و شن الحرب على اليمن ، مقابل دعم اللوبي الصهيوني له في امريكا ليكون ولي ولي العهد ثم ولي للعهد .
.
.
.
.
صالح يوجه اتهام مبطن لمحمد بن نايف بقتل الملك عبدالله بن عبد العزيز
http://sun2son.blogspot.com/2016/09/blog-post_25.html
.
.
.
--------------
ردحذف( قنبلة السيد " نصر الله " ) :
لم يستوعب الإسرائيليون حديث السيد " حسن نصر الله " عن مستودعات الامونيا في حيفا ..
حتى أعاد السيد تذكير الكيان بمعادلة حرب تموز مابعد بعد حيفا ..
" ديمونا " معادلة ردع جديدة وهذه المرة المعادلة نووية
العواجل كانت تنهمر على القنوات الإسرائيلية ..
وحده السيد نصر الله يتفوق في حضوره التلفزيوني على القنوات العبرية على كل ساسة الكيان .
ورغم هذه المعادلة النووية التي تظهر شجاعة وإقدام المقاومة وإرادة في المواجهة لا تنكسر ، كانت قنبلة السيد نصر الله في مكان آخر تماما ..
القنبلة كانت في حديثه عن المشاركة الإسرائيلية الكاملة في الحرب على اليمن ، بما يعنيه ذلك من تحالف معلن سعودي إسرائيلي ، وما يترتب عليه ذلك من تحالف عنصريتين معا ومشاريع مستقبلية ، تنذر بالأسوأ على مستوى المنطقة.
الحالة اليمنية كانت دائما نقطة التقاء المصالح للكيانين ( السعودي - الصهيوني ).
أول ما استهدفته الحرب على اليمن ، هو إمكانية وصول حكم يمني ، يعادي إسرائيل ويهدد مصالحها وطرقها عبر البحر الأحمر ، وفي الوقت نفسه يكون غير تابع للسعودية ويمتلك هامشا واسعا في ترتيب علاقاته بعيدا عن نفوذها.
السعودية لم تحتمل الرفض اليمني لهيمنتها ، فكانت حربها المتقاطعة المصالح مع أمريكا و" اسرائيل " حرب إبادة لشعب مظلوم ، يدفع ثمن كرامته تدميرا لبنى دولته وحضارته ، في استعادة لنموذج حرب 1967.
لم تكن الحرب السعودية حربا بالإنابة فقط ، فالسيد نصر الله - المعروف بصدقيته العالية ودقة معلوماته - يعلن أنها حرب بالشراكة الكاملة.
والواقع ، أنها أيضا حرب بالشراكة الكاملة على سورية ،
فقراءة توزيع الأدوار على الساحة السورية تظهر أن الحليفين السعودي والإسرائيلي يشتركان بغرفة عمليات واحدة.
قنبلة السيد " نصر الله " تؤشر لتداعيات ستكون خطيرة على المنطقة ، ربطا مع كلام الإدارة الأمريكية ومعاهدة الدفاع المشترك مع دول الخليج ، التي ستكون " إسرائيل " أحد أضلاعها.
القضية الفلسطينية وطرح حل خليجي استسلامي ، والضغط على الأطراف الفلسطينية لقبوله ، سيكون المقدمة الأساسية لإعلان انتهاء حالة العداء مع الكيان الصهيوني ، والدفع نحو حالة شراكة استراتيجية معه من قبل السعودية ، والعنوان العريض سيكون إيران.
قنبلة السيد " نصر الله " تنذر بعواقب كارثية في غير اتجاه وبتصعيد الصراع على امتداد المنطقة وانفلاته من الضوابط
ولربما يكون المؤشر الأول في سورية ، من خلال انسحاب تركيا من التزاماتها ، وتخفيض التمثيل في " أستانة " يؤشر انها على شفا اتخاذ قرار جدي في هذا الاتجاه ، بانتظار قرار جدي من ترامب.
قنبلة السيد لربما تؤشر إلى أن الحلف الأمريكي السعودي التركي الإسرائيلي ، يريد أن يلعب لعبة " رابح - رابح " من جديد ، اي العودة إلى ذروة الصراع ومحاولة تسعيره وشراء الوقت.
فوضع السيد يده على زر الإطلاق صوب ديمونة..ثمة أيد أخرى جاهزة الضغط على أزرار أخرى..
الرسائل واضحة ،
لعبة عض الأصابع في ذروتها..
من سيصرخ اولا ...؟!.
( يوسف عبود غانم )
ربي يحفظكم
ردحذف