الرجل في وادي و هم في وادي آخر ....هم من يصطلح على تسمية انفسهم العلمانين، و من يصطلح على تسمية انفسهم الاسلاميين.
كل شيء اصبح مثل الشمس واضح ، و معادلة المنطقة و العالم تتفكك ، اعتقدت ان هذه المعادلة ستصبح واضحة للجميع كما تحدثت بذلك منذ بداية العدوان على اليمن، لكن يبدو ان زوايا الرؤيا لدى الكثير لم تتغير .
كيف اصبحت واضحة وضوح الشمس ؟
تصريح غريب .....هل تتذكرون تصريح نيتنياهو حول الهولوكست و هو يبرىء هتلر و يوجه بالاتهام للحسيني الفلسطيني انه صاحب الفكرة و صاحب فكرة طرد اليهود ؟
تصريح غريب......هل تتذكرون تعليق ميركل مستشارة المانيا حول تصريح نيتنياهو و قالت : لا تحرف التاريخ نحن نعلم جيدا من كان وراء تلك المحرقة. اي الماني سيفرح عن نفي تلك المحرقة عنه و وقف التعويضات التي تقدمها المانيا لليهود بسبب تلك المحرقة، فلماذا تحاول ميركل التاكيد على تلك التهمة .
هل تتذكرون قضية اللاجئين في اوروبا و كيف نالت مساحة كبيرة من الاعلام الاوروبي و الجدل بين قبول اللاجئين و عدم قبولهم .
تصريح غريب .....هل تتذكرون تصريح وزيرة الخارجية السويدية و هي تربط بين الارهاب في المنطقة و بين اسرائيل و هذا التصريح الذي جعل اسرائيل تصفه بالوقح.
تصريح غريب ....هل تتذكرون تصاريح المرشحين الجمهورين حول اللاجئين و كيف وصفوا اللاجئين بالكلاب المسعورة و يجب منعهم من دخول امريكا .
تصريح غريب ...هل تتذكرون تصاريح المستشار ميركل للامن و هو يصف السعودية بالداعمة لنشاطات الارهاب و يصف ابن سلمان بالمتهور الذي يمكن ان يصنع الفوضى .
تصاريح غريبه .... تذكرون فقط تصاريح ترامب حول المسلمين، تذكرون فقط هذه التصاريح الغريبة ، من مرشح للرئاسة الامريكية ، و كيف يكون هذا في امريكا ، و هناك من جعل مادة هذا الرجل وسيلة لنقد الاسلام او الدفاع عن الاسلام ، و الرجل في وادي اخر و هناك من هو في وادي اخر .
لماذا كل هذه التصاريح غريبة و غير مألوفه مرة واحدة و في فترة قصيرة ، لم نعتد على مثل هذه التصاريح الغريبة و تعاقبها واحد بعد اخر ، و لم تلقى نصيبها من الاعلام ، بينما تصريح هذا الرجل لقى نصيب كبير في الاعلام. ...هذا هو المقصود؟
الاعلام الاوروبي لاهم له الا نقد ترامب و التشنيع بتصاريحة و الدعوة لمنعه من دخول دول اوروبية بسبب تصاريحة المعادية و العنصرية وحملات للتنديد به و بتصاريحة و حوارات حول خطابه المستفز و كي يمكن منع هذه العنصرية ، و برامج لدمج المسلمين ، و قبلها حاول الاعلام الاوروبي التفاعل مع قضية اللاجئين و تحدثت الصحافة بان ميركل يمكن تحصل على جائزة نوبل للسلام ، بسبب موقفه من اللاجئين ، و لولا حادثة باريس و الذي قيل ان من قام بتلك العمليات شخص من اللاجئين الذين فروا الى اوروبا .
بعد ان نكثت امريكا وعدها لفرنسا بليبيا، و دخول روسيا الخط في سوريا ، بدات تتغير تصاريح اوروبا حول الوضع في سوريا، و دخلت فرنسا الخط بحجة حرب داعش بسبب اعلان داعش انها وراء العملية ، تغيرت التحالفات ، و اصبحت روسيا و فرنسا في تحالف ، و سحبت فرنسا المانيا ، و لاول مرة المانيا تشارك بجنود خارج المانيا ، و سحبت بقية دول الاتحاد الاوروبي ، و بريطانيا دخلت لكن ليس بقوة .
ماهو الشيء الذي لدى امريكا و الذي يمكن يقضى على تلك التحالفات و تغير مواقف تلك الحكومات و جعلها تتبع مسار امريكا السياسي ؟
لا تستطيع امريكا القيام بنفس ما تقوم به في دول المنطقة، من التدخل العسكري و صناعة انظمة تابعة لها، و لا حل الا تغير حكومات تلك الدول الاوروبية، خصوصا انها مقبله على استحقاقات سياسية قريبة، بواسطة تغير توجهات الراي العام الاوروبي ، و لا حل الا اليمين المتطرف الذي هو ضد سياسات تلك الدول ، و يجب دعم ذلك الخطاب اليمني في اوروبا و رفع مستوياته في الراي العام، يجب القيام بحملة اعلامية للرد على كل عمل سياسي تقوم به تلك الحكومات، و رفع حظوظ اليمين المتطرف في اوروبا.
فنيتنياهو مؤكد ان ضد سياسة الدول الاوروبية ، و لم يكن لديه الا التصريح حول هتلر و تبرئته ، كي يرتفع حظ اليمين المتطرف، لان اليمين المتطرف كان يعاني من عقدة هتلر لدى بقية الراي العام و بعد ان تخلص من هذه التهمة اصبح اليمين يستشهد و شهد شاهد من اهلها ، المانيا قبلت لاجئين و نقاش في اوروبا حول اللاجئين ، و اوباما يقبل لاجئين ، ثم يقوم المرشحين الجمهورين بوصف اقذر الاوصاف على الاجئين و انهم كلاب مسعورة فكيف يمكن لدول تقبل كلاب مسعورة ، و هذا يرفع الدعاية الاعلامية لليمين المتطرف في اوروبا الذين ينتقدون سياسة دولهم في قبول المهاجرين و اللاجئين، و سيكون الدليل الارهاب الذي جرى في فرنسا .
ثم يبدا المرشح الجمهوري بحملة ضد المسلمين و وصفهم باقذر الاوصاف ، و هو يستخدم هذه الدعاية لرفع رصيد اليمين المتطرف في اوروبا عندما يفتح باب في اوروبا للحديث عن المسلمين الذين يملؤن اوروبا و الذي يشتكي منه الاوروبين ، و بالتالي ستلقى تصاريحه دعم و تايد من اليمين و الدليل امريكا راعية الديمقراطية و حقوق الانسان بدات تكيل الاتهامات على المسلمين ، و وصل الامر بمنع المسلمين من دخول امريكا ههه، و من يفكر جيدا سيجد انه ما يقوله مستحيل ، اذن فتصاريحة ليست للداخل الامريكي بل هي بالاساس للراي العام في اوروبا ، و شحنه و خلق حالة تركيز على الضخ الاعلامي الاستفزازي القادم من امريكا ، و تحويلها الى شاهد و تاكيد على صحة كلامه لو حدثت مشكلات من قبل المسلمين .
و قد لقت هذه السياسة الاعلامية من امريكا نجاح ، بصعود اليمين المتطرف في فرنسا في الانتخابات و ستتبعها بقية الدول الاوروبية ايضا .
المرشح ترامب قال انه كان ينوي زيارة اسرائيل ، لكنه قرر انه سيزور اسرائيل بعد ان يصبح رئيس امريكا .. لماذا ؟
يعني اننا و اسرائيل في موقف واحد، و نريد دعم اللوبي الصهيوني في الحملة الانتخابية للفوز في الانتخابات حتى يصبح رئيس و يخدم اسرائيل.
اضحكني شخص يصف نفسه بالعلماني يقول عن هذا الرجل : ان تاتي متاخر افضل من ان لا تاتي ، يعبر عن اعجابة بهذا الرجل و مواقفه ضد المسلمين الذين هم سبب بلوى العالم ههه، و لا يعلم هذا العلماني ان هذا الرجل يقوم بدور اعلامي فقط لغاية سياسية ، و لو اصبح رئيس امريكا لن يقوم باي شيء مما قاله.
العالم في وادي و هم في وادي آخر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق