لماذا الكثير في مجتمعاتنا خصوصا النيو علمانين يفكرون بطريقة ساذجة و سطحية في الشان السياسي ؟
السبب هو صعوبة استيعاب مفهوم القوى ، فهم يعجزون عن فهم معنى كلمة القوى ، لانه مفهوم تجريدي ، كالطفل الذي لا يستطيع العد الا من خلال الاشياء الحسية ، فهم عندما يسمعون او يتحدثون بمفردة القوى ، فهم يقيسون مفهوم القوى على انفسهم و يسقطون امكانياتها بامكانيتهم الفردية ، ينظرون الى تاثيرها م بقوة الفرد العادية ، قوة مادية فقط .
القوى مفهوم تجريدي، و هي شبكة من المصالح المترابطة( فكرية ، اقتصادية ، سياسية ، اجتماعية ، عسكرية ، مالية ، ...) و التي تسير في مسار واحد لتحقيق مصلحة ما تعود بالنفع القوى ، هذه الشبكة هي ما اقصده بمفهوم القوى. هذه الشبكة من المصالح المترابطة ( القوى) ستقف ضد أي شبكة مصالح اخرى ( قوى اخرى) لا تسير في خط سيرها و اهدافها.
نحن عندما نحاول ان نقوم بعملية مقارنة بين وعي الفرد و بين وعي القوى ، فسيجعلنا هذا نصل الى شعور بعجز شديد للفرد امام وعي و امكانيات و تاثير القوى ، سينتفي الفرد لصالح تلك القوى ، كما ينتفي الانسان عند عملية المقارنة بينه و بين الله المثل الاعلى( كان الله المثل الاعلى في وعي مجتمعاتنا حتى لا يتم استعبادهم من قبل تلك القوى تحت اي صورة ، الله فوق كل قوى )
الفرد محدود جدا في علاقاته و في امكانياته و في خبراته و في علمة و في وعيه و في دخله المالي و في ادارة حياته في ذاكرته و في تاثيره، بينما القوى تملك المال الضخم و مراكز الابحاث و الجامعات و الخبرات و الذاكرة المستمرة ( المشاريع الاستراتيجية ) و الجيوش و الاعلام و العلاقات و الاجهزة التي تمنحها القوة في اكتشاف الاخطاء و المعالجات و التنفيذ الخ ، انها سلطة كلية ، وعي كلي ، تاثير كلي ، تنظيم كلي ، تستخدم كل تلك الادوات لتحقيق اهدافها ، و تستطيع ان تدير الاشياء بسهولة و بسرعة جدا ، ف بقرار واحد و شخطة قلم تستطيع ان تغير بعد ان تحشد كل ادواتها الهائلة للتغير.
هذه القوى قد تكون قوى سياسية او اقتصادية او اعلامية او مالية الخ ، تتشابك مصالح تلك القوى بينها البين لتشكل قوة منظمة كبيرة، تعمل لتحافظ على مصالحها و تملك استراتيجيات لاجل الحفاظ على بقاءها ، كقوى مطلقة و لا ينافسها أي قوى ، وعي كلي لا يقارن بوعي الفرد المحدود .
صعوبة استيعاب تلك المقارنة ، تجعل النيو علماني ساذج و سطحي في العقل السياسي ، و عاجز عن فهم دور القوى في رسم ملامح الحياة حولنا ....الملامح الجغرافية و السياسيه و الاعلامية و الاقتصادية و الفكرية الخ... لتحقيق مصالحها .
هذه هي الاسباب التي جعلتهم سطحيون و ساذجون في نظرتهم السياسية ، و جعلتهم عاجزون عن استيعاب :
1- دور السعودية المحوري في تدمير اليمن بشكل خاص و المنطقة بشكل عام على مدى عقود .
2- الاثر الكبير لاتفاقية كامب ديفيد على مصر و المنطقة
3- دور تركيا في خراب سوريا .
4- دور اللوبي الصهيوني في امريكا و اعتبار اسرائيل حاكم لامريكا، و دور اسرائيل في ما يجري في المنطقة و انها ضمن مصالح اسرائيل التي تحققها عن طريق امريكا و السعودية .
5- ان السعودية ستفرض مصالحها بسهولة في اليمن في حال انتصار تحالف السعودية .
6- ان مشروع الاقاليم في اليمن ليس الا مشروع تقسيم ، و سيتم بسهولة و سيفرض بعد سقوط كل قوى داخل اليمن .
7- الاثر الكبير للسعودية في الوعي المتردي في المنطقة .
8- ان العلمانية و ثقافة قبول الاخر يمكن بسهولة نشرها في المنطقة بوقت بسيط في حالة سقوط ال سعود و تحرير مكة.
9- عن فهم ان اسرائيل تدير مشروعها بواسطة السعودية ، و ان الفكر الوهابي التكفيري يدخل ضمن مشروع اسرائيل لتدمير و تفتيت دول المنطقة .
10- ان نفط الخليج مسخر لخدمة المشروع الصهيوني .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق