الأزمة التي حدثت مؤخرا بين تركيا و هولندا هي بالحقيقة ازمة مفتعلة، مسرحية دعائية فقط لاجل الاستثمار الانتخابي من قبل حكومتي البلدين، سوى كانت باتفاق الطرفين او بدون اتفاق.
لانه من الغباء على الحكومة الهولندية افتعال ازمة سياسية قبل موعد الانتخابات لديها الا لو كانت تعلم جيدا بانه يمكن استثمارها من اجل التاثير على اصوات الناخبين .
لكن هل كانت مسرحية بالاتفاق مع تركيا و ما اهمية طرح مثل هذا السؤال ؟
الحقيقة ان معرفة ذلك سيجعلنا نعرف هل مازال اردوغان يعمل بالاتفاق مع اوروبا حتى نعرف الدور الذي يقوم به .
لن ادخل في التفاصيل لكن زيارة مسؤولين اتراك لهولندا في هذا الوقت قبل الانتخابات و تصرف هولندا معهم بتلك الطريقة ، و كما هو متعارف دبلوماسيا ، يدرك اي شخص ان طبيعة زيارة اي مسؤول لدولة ما يكون معروف مسبقا من قبل الدولة المستقبلة ، فلماذا التصرف هكذا معهم و هم يعلمون خط زيارة المسؤولين الاتراك ؟، الا لو كانت هولندا تعمدت ذلك .
لا نستطيع الحكم هل كان اتفاق او غير اتفاق ، لكني ساحكم على النتائج و هو فوز الحزب الحاكم في هولندا بالنتخابات و فشل الحزب اليميني في هولندا من الفوز ، و كما علقت الصحف الالمانية بان اهم اسباب الفوز كانت موقف هولندا الحازم في الازمة مع تركيا، و هذه الاشارة تؤكد ان اردوغان كان عامل كبير في الدعاية للحزب الحاكم في هولندا و فوزه في الانتخابات . و هو مؤشر قوي على ان اردوغان عمل لصالح سياسة الاتحاد الاوروبي ، لكن الحقيقة لا يمكن الجزم نهائيا لانه قد يكون غباء اردوغان هو من يعمل لصالح اوروبا ، او ان اوروبا تستغل جشع اردوغان و امله في دخول اوروبا بطريقة تخدم سياسة اوروبا .
اردوغان مقبل على استفتاء دستوري في تركيا و هو انقلاب كبير في طبيعة الحكم في تركيا تماما، من نظام برلماني الى نظام رئاسي، و يحتاج اردوغان الى مسرحيات سياسية و ازمات مفتعلة لتوحد الاتراك حول خطوته المقبلة .بينما الاتحاد الاوروبي بشكل عام و هولندا بشكل خاص قلقة من صعود خطاب احزاب اليمين التي ترفع شعارات ضد الهجرة و اللاجئين و الاسلام الذي يزيد في اوروبا .
لكن هل سيحدث انقلاب في سياسة تركيا في الملف السوري ، بعد حدوث الاستفتاء الذي يضمن فيها اردوغان السيطرة التامة في تركيا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق