الأحد، 26 أكتوبر 2025

العلاقة بين سد النهظة و المنفذ البحري ل إثيوبيا

لا اختلاف بان سد النهظة تهديد امني خطير على السودان، و تعمد اثيوبيا بناءه قرب حدود السودان مقصود، و اعتقد لا يمكن لدولة ان تسمح ببناء مثل هذا السد قرب حدودها لانه سيمثل خطر وجودي على هذه الدوله، لانع ما الذي يضمن بقاء السد و عدم انهياره، و الضمانه ليست ضمانه 50 سنة بل يجب ان تكون الضمانة 500 سنة. 

و لا اختلاف ايضا بان سد النهظة يهدد الامن المائي لمصر و السودان . 

 لذلك اعتقد بان المشروع لم يكن ليتم لولا ما يسمى الربيع العربي، و اشغال مصر و السودان بملفات داخلية و خارجية حتى تاخذ اثيوبيا راحتها في اتمام المشروع، و من بين تلك الملفات ما تقوم به الامارات من دعم الاقتتال في السودان بشكل وقح جدا، فهذا العمل الذي تقوم به الامارات بالمحصلة كان و مازال يخدم اثيوبيا التي لن ترى مقاومة سودانية لمشروع سد النهظة، بدليل شاهدت صور لمحمد زايد حاكم الامارات و هو في اجتماع ثلاثي مع رئيس اثيوبيا و حميدتي قائد قوات الدعم السريع . لكني اعتقد ان هذا الخطر سيكون حسبه جهة اخرى شيطانية هي من دعمت اثيوبيا داخليا و خارجيا لبناء المشروع، بينما اثيوبيا كمسؤولين فكرتها من السد ان تحلم بالثراء على حساب الاخر و بصورة جشعة. 


لكني اعتقد ... ان ارتباط اكتمال سد النهظة با ارتفاع ضجيج اثيوبيا حول رغبتها بمنفذ بحري لها، و الحضور الكبير للامارات و السعودية في اثيوبيا من خلال وجود استثمارات ضخمة لهما هناك، و كذلك تسابق الاثنين لعقد اتفاقات طويلة الامد مع دول القرن الافريقي لادراة مواني على البحر الاحمر ، يدل على ان فكرة سد النهظة ليست للداخل فقط، اي ليس مشروع لاجل انتاج الكهرباء لتغطية احتياجات إثيوبيا، بل ايضا له علاقة قوية فكرة خارجية، و متعلق بالتحول العالمي الذي يجري نحو سياسة جعل  الهيدروجين الاخضر هو وقود المستقبل. 

و الدليل الذي يؤكد ذلك، ان اثيوبيا عام 2024 وقعت اتفاقية ضخمة مع شركة امريكية قيمتها 40 مليار دولار ، و الاتفاقية تهدف لتطوير مرافق إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في اثيوبيا، بجانب ان اختيار اثيوبيا لشركة امريكية دليل ان اثيوبيا تبحث عن غطاء امني لها في مشروع سيجلب لها مخاطر من دول ترفض ما تقوم به . 

و للعلم عملية انتاج الهيدروجين الاخضر، تحتاج الى طاقة مجانية و هذا ما اصبحت اثيوبيا تملكه، و يحتاج الى مصدر ضخم للماء عذب دائم و الذي يمكن توفيرة عبر محطات تحلية البحر، و لان اثيوبيا لا تملك سواحل بحرية، فكيف يمكن انتاج ذلك الوقود من الماء العذب؟


اذن ... لا يوجد الا ماء النيل مصدر ضخم و دائم للماء العذب ، و ان استطاعت اثيوبيا البدء بذلك، فهذا سيشكل تهديد وجودي فعلا على السودان و مصر، لان عملية انتاج الهيدروجين سيجعل اثيوبيا تسحب كميات ضخمة من الماء على حساب مصر و السودان ، و لن تستطيع السودان و مصر منعها، لان كل القوى العالمية المستفيدة من الوقود ستعترض مصر و السودان لانها تحتاج للوقود ، ستواجه مصر و السودان ضغط من مراكز القوى العالمية، و سيعطي اثيوبيا الحرية بسحب الماء باي حجم تريده . 


هو مشروع شيطاني صهيوني، و فكرة الهيدروجين الاخضر عالميا هو مجرد مدخل لاجل تنفيذ مثل هذه المشاريع الشيطانية . 

اما بخصوص السعودية و الامارات، هل تعتقد ان كل ما يلي صدفة : 

ان السعودية و الامارات ..... لديهما رؤية و خطة مستقبلية لانتاج الوقود الهيدروجين الاخضر ، ليكونوا من اعلى الدول في تصدير هذا الوقود ، و من مدة طويلة يستثمرون اموال ضخمة في هذا المجال، حتى انهم يستمرون اموال في مجال الاستمطار الصناعي. 

و بنفس الوقت ... السعودية و الامارات لهما استثمارات ضخمة في اثيوبيا . 

و بنفس الوقت .. السعودية و الامارات يوقعون عقود طويلة لادارة مواني في جيبوتي و الصومال . 

و بنفس الوقت .. وقعت اثيوبيا اتفاقية ضخمة مع شركة اجنبية لتطوير مرافق انتاج الهيدروجين الضخم . 


صدفة ؟ 

اذن ...... هل مازلت تستبعد فكرة ان سدة النهظة لها علاقة ايضا برغبة اثيوبيا في انتاج الاهيدروجين الاخضر من مياة النيل ، و هل تستبعد فكرة ان تواجد السعودية و الامارات في اثيوبيا و القرن الافريقي لاجل هذا الوقود الجديد الذي سيتم انتاجه من مياة النيل، و هل مازلت تستبعد فكرة ان الامارات و السعودية يخططان لانشاء موانىء في القرن الافريقي لخدمة اثيوبيا ، من خلال جعل تلك الموانىء من اهم الموانىء عالميا في تصدير الهيدروجين الاخضر المنتج من مياة النيل .  



النقطة الهامة الاخير 

الم تسأل نفسك سؤال منطقي يفرض نفسه بقوة : من المنطقي ان تتدخل مصر في موضوع سد النهظة ، و لا يمكن اعتبار سد النهظة شأن داخلي اثيوبي، لانه متعلق بشيء مشترك بين اثيوبيا و مصر و هو نهر النيل الذي يمر بالدولتين، لكن من غير المنطقي ان تتدخل مصر ضد تحركات اثيوبيا ليكون لها منفذ بحري، و بانها ستقف بقوة لمنع حصول اثيوبيا على ميناء بحري، لان هذا الموضوع يعتبر شأن داخلي اثيوبي ، و لا يحق لمصر التدخل فيه. 

اذن ... لماذا مصر تتحرك لمنع حصول اثيوبيا على منفذ بحري ؟ 

السبب ..... لان ملف سد النهظة مرتبط بالميناء، فاثيوبيا لن تحقق نجاح في مشروع انتاج الهيدروجين الاخضر عبر مياة النيل،  الا ب تكامل بين وجود سد النهظة و بين وجود الميناء لها، حتى تستطيع تصدير ذلك الوقود بسهولة . 


اخيرا 

من خلال متابعة سياسة مصر و ادراتها للملفات، ستدرك نقطة هامة في طبيعة سياستها، و هذا النقطة لها ايجابيات و لها سلبيات. 

سياسة مصر لا تظهر حالة العداء ناحية اي دوله الا ناحية السياسة التي تهددها بشكل واضح كما هو حال اثيوبيا، اما سياستها مع الدول التي تهدد و تمس مصالح مصر بطريقة غير مباشرة و غير واضحة، كما هو حال الكيان و بعض دول الخليج، فهي لا تجاهر بالعداء نحوها، حيث تتخذ سياسة المراوغة معها و تحاول الحفاظ على اكبر قدر من المصالح القائمة، لكنها  تتحرك لازالة ذالك التهديد بطرقها الخاصة، لان مصر تعرف ان سياسة المجاهرة و المواجهة مكلفة و في هذا الظرف بالتحديد، و هذه من الايجابيات. اما من ناحية سلبيات هذه السياسة و عدم الافصاح عن اسباب تحركاتها،  فهي تجعل مصر اعلاميا دائما تبدو انها تتنازل عن مصالحها و عن امنها القومي، و هذا يؤثر على الاسناد الجماهيري لها داخليا و خارجيا . 

لذلك ... لا اعتقد بان مصر لا تدرك و لا تعي الدور الاماراتي الخطير في السودان على أمنها لكنها كما قلت تتعامل معه بطريقتها الخاصة بعيدا عن ابتغطية الاعلامية ، و ايضا لا اعتقد بان مصر لا تدرك ابعاد التواجد السعودي و الاماراتي في القرن الافريقي و علاقته بموضوع سد النهظة . 


   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق