في عام 1962 ، دخلت دولة المغرب في تحالف سعودي عسكري ضم عدة دول لدعم الشيعة في اليمن و إعادتهم للحكم.
و في عام 2015 ، دخلت دولة المغرب في تحالف سعودي عسكري ضم عدة دول لقتال الشيعة في اليمن و إخراجهم من الحكم.
يا ايها الشعب المغربي
القصة في اليمن ليست قصة سنة و شيعة، فمثل هذه القصص يتم ترويجها من قبل الدول للتأثير على عاطفة الشعوب الدينية حتى تبارك اي خطوة خاطئة تقوم بها الدولة و التغطية على السبب الحقيقي.
ما يجري في اليمن هو قتال ضد المشروع الصهيوني الذي تديره السعودية، و تريد فرضه على اليمن لخدمة القوى الغربية. مشروع الهيمنة على اليمن و صناعة نظام تابع و رسم خريطة جديدة لتفكيكها و نهب ثرواتها.
في السياسة بشكل عام ...اي خطوة عملية تقوم بها الدولة، لابد ان يسبقها حملة اعلامية تقنع الشعب بتلك الخطوة باي اسلوب او طريقة.
لابد ان يكون هناك دعم شعبي لكل خطوة عملية تقوم بها اي دولة .... و هذا يدخل في موضوع أمن نظام الحكم.
و لان الدين يعتبر أقوى أداة تاثير إعلامية في مجتمعاتنا، لانه يمكن من خلالها التاثير السريع و القوي على الناس، فإنك تجد دائما السعودية و بعض الدول في المنطقة التي تتبع مسار السعودية السياسي، تخاطب شعوبها و شعوب المنطقة في القضايا السياسية عبر وسائل الاعلام بواسطة اداة الدين.
و حتى تتاكد بان ذلك الاجراء ضروري في سياسات الدول و لا يغيب ابدا عند قيام الدول بخطوات عملية ، عندما تقوم بمراجعة حادثة حرق الطيار الاردني.
ستجد بان النظام الاردني كان يدرك جيدا تلك الحسبة، و عواقب اتخاذ خطوة سترتد عكسيا بمخاطر على أمنه الداخلي، بعد ان جاءته اوامر للمشاركة في التحالف الغربي لمحاربة داعش .
النظام الاردني جاءته اوامر بالمشاركة في تحالف لمحاربة داعش .الجانب الظاهري للتحالف كان محاربة داعش ، و لكن الجانب الخفي و الحقيقة لم يكن تحالف لمحاربة داعش بل كان تحالف لدعم داعش المكون من ضباط و جنود يعملون لصالح استخبارات غربية و اقليمية و مرتزقة اجانب و مغسولي دماغ، لتحقيق مهمته في اسقاط العراق و سوريا .
لكن النظام الاردني كان يدرك بانه قد فتح المجال في الاردن للاداة الدينية في الاعلام، و يدرك انه قد تم ضخ اعلام ديني في القضايا السياسية للمجتمع في الاردن، و يدرك جيدا بأنه توجد نسبة كبيرة في المجتمع الاردني تتعاطف مع داعش كممثلين للسنة و ضد المجوس و يسعون لتحقيق حلم الجماهير بالخلافة
فكيف سيدخل النظام الاردني في تحالف لمحاربة داعش و التي هي معشوقة نسبة كبيرة من الجماهير في الاردن؟!
خطوة مثل هذه ستنعكس سلبيا على امنه الداخلي، لانها ستولد حالة من السخط الشعبي و نقمة على النظام الحاكم الاردني.
ما الحل ؟
لابد من اخراج مسرحية لاعطاء شرعية شعبية للنظام الاردني للمشاركة في التحالف الغربي .
فكانت مسرحية الطيار الاردني، بذلك الاخراج و التصوير السينمائي من عدة زوايا و بتلك المشاهد المؤثرة و الحركات البطيئة التي نجدها في افلام هوليود عندما تتحرك شعلة النار حتى تصل الى مكان الطيار، و بعدها مشاهد فيها مبالغة في التوحش بظهور جرافة تدك الطيار ، و في المشهد الاخير من المسرحية يظهر المخرج لقطة مؤثرة جدا .. لقطة من قرب ليد الطيار الاردني و هي مرتفعة و خارجة من تحت الركام . ثم ياتي بعدها كلام لاحد جنود داعش و هو يبرر قيامهم بهذا العمل بناء على فتوى من ابن تيمية و مستدلين بنصوص دينية للتاكيد على انهم داعش.
ثم قام الاعلام النفطي بعرض مشاهد من مسرحية احراق الطيار الاردني لاول مرة في قنواته بالرغم من ان الاعلام بشكل عام يتجنب عرض المشاهد القبيحة و الدموية ، و بدا يتناول الموضوع بشكل متتابع.
المسرحية عصفت بالشارع الاردني و سببت له مشاعر غضب و سخط و الم داخلة ... فمن يتعاطف مع داعش فهو خائن و حقير لانه يقف مع من يقتل الشعب الاردني.
ثم يخرج وزير دفاع الاردن ببيان للشعب الاردني و ان الجيش الاردني سيثار للجندي الاردني ..و بعدها يظهر ملك الاردن . و يخرج بالزي العسكري و يركب طائرة للانتقام من داعش و يثار للمواطن الاردني.
و هكذا تقبل الاردنين فكرة دخول الاردن في التحالف الغربي ، و نجحت المسرحية .
و لهذا السبب .. فانت تشاهد دائما و بشكل واضح الاعاقة الفكرية و السياسية عند قيامك بعملية استطلاع لنظرة غالبية تلك الشعوب في القضايا السياسية في دولهم او في دول المنطقة.
فلو ناقشتهم في اي حدث سياسي جديد داخل العراق مثلا، ستجد ان الغالبية يتمحور عقلها حول نقطة واحدة أساسية دائما ......... سنة و شيعة. و لا يستطيع التفكير خارج تلك النقطة .
و في سوريا .... سنة و علويين
و في اليمن ... سنة و حوثيين
و في لبنان .... سنة و شيعة
و في عمان .... سنة و اباضية
و هذا الاستخدام لاداة الدين من قبل السعودية و حلفاءها في القضايا السياسية، تسبب ايضا و بشكل عكسي بظهور فئة اخرى من الناس في المنطقة، تعاني ايضا من اعاقة فكرية و سياسية و تعتقد ان كل ما حولها نتيجة الدين، فعندما تناقشها حول اي حدث سياسي في اي دولة او مكان تجد ان عقلها يتمحور دائما حول العلمانية ، فكل شيء من حولها نتيجة غياب العلمانية، حتى اسباب انتشار مرض الكوليرا لديهم ، بسبب غياب العلمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق