مازال البعض تحت تاثير تنويم مغناطيسي يمنعه من فهم و استيعاب حقيقة داعش و هدفها رغم انكشاف الصورة من وقت الى اخر حتى اصبحت اليوم واضحة جدا . لذلك يجب فصل الاسئلة المكررة حول داعش نهائيا ، و سيكون على هيئة حوار مع احد المنومين مغناطيسيا .
السؤال : من هي داعش ؟
هي مجرد اسم لكيان تخيلي ، و هم مقاتلين و مرتزقة قادمين من خارج المنطقة و من داخلها . منظمين تحت قيادة ضباط استخبارات اجنبية لتنفيذ مهام لصالح مشروع امني مشترك في المنطقة بين اجهزة استخبارات اجنبية .
بمعنى اخر ....اتفقت اجهزة استخبارات دولية على مشروع مشترك اسمته داعش ، من اجل تنفيذه في المنطقة لاجل مصلحة مشتركة بين الدول التابعة لها تلك الاجهزة الاستخباراتية .
السؤال : لماذا ضهرت داعش فجاءة ؟
اي دول في العالم تستطيع الحصول على مصالحها في اي مكان اذا كان هناك شرعية لها خصوصا لو كانت تملك القوة للقيام بذلك .
في سوريا استطاع الاعلام الموجه التابع لدول النفط و الغرب اقناع العالم بان هناك ثورة شعبية في سوريا و ان الحكومة السورية و الاسد يقتلون الشعب السوري، و حصلوا على تعاطف دولي و محلي و شرعية حماية الشعب السوري و الانتصار للديمقراطية و ارادة شعوب تبحث عن الحرية . و فتحوا الحدود لدخول مقاتلين من كل مكان ، عن طريق تركيا و العراق و الاردن و لبنان ، و كونوا تنظيمات و دعم بالمال و السلاح و سموها بانها ممثلة للشعب السوري تقاتل النظام السوري القاتل و الديكتاتوري . الهدف منها اسقاط الدولة السورية و تدميرها بشرعية و موافقة راي عام محلي و خارجي .
سوريا صمدت بفضل سياستها الذكية و الجيش السوري حقق تقدم في دحر تلك التنظيمات و هم مستمرون في استجلاب المرتزقة و المقاتلين و دعم مالي و بالسلاح في معركة استنزاف حتى يسقط النظام ..معركة النفس الطويل .
امريكا على راس المشروع لاسقاط سوريا
السعودية و اسرائيل و بقية الدول ضغطوا على امريكا كي تتدخل عسكريا و فرض منطقة حظر جوي لاسقاط سوريا . و تكرار سيناريو العراق و ستتكفل السعودية و دول الخليج بميزانية الحرب .
فجاءة صعد رئيس ايراني جديد كان مسؤول الملف النووي كمؤشر على وجود نية تسوية نهائية للملف النووي ، و حدث اتصال بين ايران و امريكا لاول مرة و كان من بين صفقة الاتفاق بين ايران و امريكا جعل الحل في الازمة السورية سياسي و ليس عسكري .
ايران بمفاوضات النووي مع امريكا استطاعت ان تضغط على امريكا من خلال اتفاق للتخلي عن النووي مقابل وقف ضغط اللوبي الصهيوني على القرار في امريكا .
غضبت السعودية و اسرائيل و اوروبا من هذا الامر ، و يأست السعودية من الضغط على الادارة الامريكية ، فاتجهت الى اماكن اخرى لاجل اسقاط سوريا ، ذهبت الى روسيا و عرضت عليها صفقة كبيرة مقابل التخلي عن النظام السوري ، و رفضت روسيا الصفقة ، فذهبت السعودية الى خطوة تخفيض سعر النفط و فشلت ، ثم بالتعاون مع دول اوروبية صنعوا ثورة في اوكرانيا ، و اوكرانيا تمثل عمق استراتيجي لروسيا ، و كان هدف اوكرانيا ، لاجل ان تتم مقايضة مع روسيا ، اوكرانيا مقابل روسيا .
فشلت كل المحاولات ، و لم يبقى لديهم الا اعلان قيام تنظيم داعش.
السؤال : ما الفائدة من اعلان داعش اذا كان لديهم من البداية تنظيمات تقاتل لصالحهم ؟
سؤال جيد.
اذا لم تسقط سوريا ، فيعني انكشاف مشروعهم التدميري ..سقوط المؤامرة ، و سيرتد الامر علي كل الدول التي عملت على اسقاط سوريا . الامر خطير و مسالة وجودية لهم ، لذلك عليهم استخدام كل الوسائل من اجل اسقاط سوريا و اخراج كل مافي جعبتهم من اوراق .
ظهور داعش بتلك الطريقة و الاحتفالية الدينية و تنصيب خليفة و صعودة منبر جامع الموصل بذلك الوقار الذي يذكرنا بافلام الاسلامية ثم خطبتة اعلان قيام داعش، هو من اجل صناعة طابع ديني عميق للمشروع ، و ابراز فكرة الخلافة الاسلامية التي تمثل اعظم غاية في عقل المسلم، فهي فكرة المدينة الفاضلة في عقول المتدينين ، الدولة التي يحلم بها كل مسلم بعد عقود طويلة من الغسيل الوهابي و الاخواني ، و اعطوا اسم ابوبكر لخليفتهم، ليذكر المسلمين بخليفة ابوبكر الصديق ، و انها حالة مطابقة للزمن الاول، كل هذا لاجل اعطاء شرعية التحرك امام الجماهير و بنفس الوقت تستقطب مقاتلين اكثر من كل انحاء العالم من المغسولي الدماغ، فالمشروع يحتاج الى مقاتلين عقائدين ، يقاتلون بعمى و شراسة حتى الموت، فلا يمكن ان يقاتل مقاتل بدون عقيدة و ان قاتل سيكون قتالة غير بطولي و مثمر ، و تتذكرون كيف دعت داعش في رسائلها و بياناتها المسلمين في كل مكان للهجرة للدولة الجديدة و كيف طلعوا مقاطع فيديو عن عمليات احراق للجوازات للتدليل على ان المسالة اصبحت حياة او موت لاجل هذا الحلم ، و اما التنظيمات الاخرى و مسمياتها فسيتم اعلان ولاء منها لداعش بصورة شكلية لاعطاء زخم و دلالة على ان الجميع ضحوا بكل شيء لاجل هذا الحلم .
و بعد كل هذا الشرح دعونا نعالج منطق السعودية :
السعودية تقول ان داعش ايرانية .... لكن السعودية تقول ان العراق وىسوريا بيد ايران ، فكيف تحارب ايران نفسها ؟ .
السعودية تقول انها تحارب داعش الايرانية و ان داعش عدوتها السعودية ... فلماذا اذن كل هذه الضجة و الغضب من السعودية اثناء تحرير الموصل و حلب من داعش الايرانية عدوه السعودية ؟ .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق