بلغة بسيطة خالية من الكلمات المنمقة و الجمل الانشائية ...بلغة المواطن العادي ، في حوار وجه لوجه مع الانسان البسيط ... دعونا نتكلم من واقع موجود و ليس عن رغبات و امنيات .
لكن قبل الحديث ، هناك كلام يجب قوله بالرغم من انه كلام غبي و مضحك في بيئة اليمن ، لانه غير موجود اطلاقا ، و لابد ان ابدا الكلام به و توضيح جوانب من شخصيتي، لانها اصبحت ضرورة لدى الكثير في فهم شخصية المتحدث قبل مناقشة الفكرة ، و يجب ان اجاريها و انهي اي جدل حول الشخصية.
انا يمني و اسرتي ليست هاشمية و من منطقة يقال انها شافعية ، بالرغم من ان المكان جماد لا يملك دين او مذهب ولكن مجارة لمنطق البعض ، مع العلم بانه لم يعد هناك شافعية او زيدية في اليمن ، بل هناك وهابية متوغلة في كل مكان في اليمن (اعلم انه لا يوجد هذا المنطق في اليمن).
و الان ...حديثي هو للعلمانيين الجدد
لا يمكن انهاء فكرة الدين في اي مجتمع... لان الدين يمثل وعي اولي في المجتمع و مكون ثقافي قوي. الدين يمثل بنية فوقية تسبق الوجود .
لو نظرنا الى الفكر من زاوية معينة و هي ارضية الاستناد، فاننا نستطيع تقسيم الفكر الى نوعان :
1- فكر حر لا يستند على معطى خارجي ، يعني فكر ليست له ارضية مسبقة ينطلق منها في التفكير . و هذا النوع ليس له قيود اطلاقا .
2- فكر مقيد و يستند على معطى خارجي، يعني فكر يملك ارضية ينطلق منها في التفكير و البناء الفكري و التطوير ، و لان الدين لا يمكن ازالته في المجتمع لانه مكون ثقافي عميق في المجتمع الكبير و يمثل للمجتمع مصدر للوجود ، لذلك فان النوع الثاني من الفكر هو الاسلم في مجتمعاتنا و المقبول في تحديث او نقد الممارسات الخاطئة باسم الدين (انا واقعي و جزء من مجتمع انتمي اليه).
كم نسبة انصار العلمانية و الليبرالية في المجتمع ؟
مائة شخص ، الف شخص ، عشرة الف ...قليل جدا و موزعين هنا و هناك و لا يشكلون رقم امام شريحة المجتمع الواسع .
ثم ماهي العلمانية ؟
كثير من المفاهيم الجديدة التي لم يتم تعريفها في مجتمعنا ، عندما تدخل الينا تتعرض للتشوية فتنتج فكر غريب متوحش ..فيروس ...يلعب بتراكيب ثقافية و اجتماعية للمجتمع فتنتج مجتمع متخبط . من الفكر الاخواني الى الشيوعي و الى العلمانية و الليبرالية . و التاريخ شاهد على تحول فكر الاخوان الى فكر قاعدة و داعش و تحول الشيوعية الى قبلية مناطقية و الان معانا العلمانية.
العلمانية الان اصبحت مرادف للمياعة و الخلاعة و التفسخ و الانتقام من المجتمع و الترحيب بابو عيون زرق و شعر اشقر في وطنك غازي و محتل . العلمانية حاليا لدى نخبها هي نسخ للخارج و لصق في الداخل ، العلمانية اصبحت لدينا لا تمثل منهج فكر لاصلاح المجتمع بل حالة سخط و مقارنة دائما بالخارج . بالرغم من ان العلمانية لاتحتاج الى فكر عميق و تنظير .. هل سيرتاح الليبرالي لو قلنا في الدستور فصل الدين عن الدولة ؟ .. هل هذه كل القصة ؟!
و من يعتقد اننا لو وضعنا مادة في الدستور فصل الدين عن الدولة ، سنصبح في يوم و ليلة دولة علمانية مثل الغرب فهو مخطىء . يا اخي لم افهم معنى العلمانية الى اليوم . لنترك المصطلح هذا (العلمانية )، سنترك تعقيدات المصطلح كما يحاول ادعياء العلمانية صناعته و نذهب ل ثقافة قبول الاخر و التعايش مع الاخر مهما كان معتقدة . هذا كل ما في الامر ...ثقافة قبول الاخر ... هل لديك اعتراض حول ثقافة قبول الاخر ؟
و الان ل نذهب الى النوع الثاني من انواع الفكر ...انا لست باحث متخصص ، لكني قارئ متوسط و لدي اهتمام في قراءة كتب الفكر ، و حين اقول كتب الفكر ، فلا اقصد كتب السخط المريضة و الناقمة و التي ترى الفكر بتحقير مجتمعها ، بل كتب الفكر و الواقع و انعكاس احدهما على الاخر ، و كان لي وقت طويل مع الفكر الديني و من خلال تلك الفترة كانت لدي خلاصات و صلت لها .
ساقتصر الحديث على اليمن كنموذج
حين قمت بمراجعة للشافعية و الزيدية كفر ديني حول طرق الاستدلالات في كل مذهب ، و لا اقصد مراجعة نصوص او روايات ، بل بنية الفكر و الادوات الموجودة في كل فكر ، وجدت ان العقل في الشافعية غير موجود اطلاقا ، حقيقة .. لا وجود للعقل اطلاقا ، العقل غائب .. العقل غير مستخدم.. مازال بالقرطاس، و الارادة الانسانية للمسلم مسلوبة تماما و المسؤولية ليست كاملة و الاجتهاد الفكري انتهى .
و اما في المذهب الزيدي فالعقل له حضور واضح و ملفت ، و الارادة غير مسلوبة و المسؤولية كبيرة . هذه هي الحقيقة التي وصلت لها ، فالفكر الزيدي يملك تراث معتزلي عميق .
و اكبر دليل على صحة ما وصلت له هو ظهور جماعة المطرفية في التاريخ اليمني ، لقد كانت فلته فكرية دينية ، و اين ؟ ، في اليمن ، لا يمكن تصديق ظهور تلك الجماعة في اليمن ، و لم يصل له الفكر الديني حاليا ، ذلك الفكر يمكن يظهر في الاندلس او مصر ...لكن في اليمن المنعزلة جغرافيا و ليست مكان لالتقاء حضاري ، شيء لا يصدق . ا
لمطرفية كان من الاستحالة ان تخرج من الفكر الشافعي بل خرجت من الفكر الزيدي ..ايضا لدينا الامام الشوكاني الذي خرج من الفكر الزيدي و مثل نقلة و اصلاح ديني قبل اصلاح محمد عبدة في مصر . الاجتهاد شغال .
طبعا ....لا اقصد في حديثي هذا مقارنة كمدخل سياسي كما يراه البعض بالتزامن مع ما يجري في المنطقة و اليمن ، و لا تعني تلك المقارنة ان الفكر الزيدي غير قابل للنقد ...اطلاقا ليس هذه الاسباب ، ايضا لا يجب قراءة هذه المقارنة من مراجعة تاريخ سياسي ، لا علاقة له ، تاريخ و انتهى و لا نستطيع محاكمة تاريخ ، انا امام فكر فقط ، مقارنتي لقناعتي بان الفكر الزيدي يمكن ان يكون ارضية صلبة و قوية لاي اصلاح ديني للمجتمع . كمعطى خارجي يستند عليه الفكر لدى المسلم في تفاعله بين ايمانه و العالم ، يمكن للعقل ان يقوم بدوره في التحديث و التطوير ..ارضية يمكن للعقل التحاور مع نفسه و نقده في حالة حدوث مشكلات .
مع العلم انه في اليمن ...مذهب الجغرافيا منعدم ، فاليمني يمكن ان يختار اي تصور ديني ، و لم يعد يستطيع اليمني القول ان هناك شافعية او زيدية في اليمن ، لانه ببساطة هناك فقط وهابية منتشرة في كل اليمن و متوغلة ، وهابية متوحشة متخلفة تكفيرية ، وهابية العقل فيها محرم ، و الحاكم الظالم مقدس ، و الارادة مسلوبة تماما و المسؤولية منعدمة تماما.
و من يعتقد ان الوهابية و السلفية فكر عفوي في اليمن ، فهو لم يستوعب بعد ما يجري في اليمن و المنطقة ، الوهابية مشروع سياسي كارثي خارجي لاستلاب اليمن و دول المنطقة ، خلفها ارادة سياسية لنشرها، خلفها 12 مليون برميل نفط يدعمها ماليا... لا يمكن غزو اي بلاد قبل غزوها فكريا، هي مشاريع استراتيجية لقوى سياسية دولية في اختراق الشعوب لغزوها و خدمة مصالحها . الوهابية مشروع خبيث لخلق اجيال عقيمة متخلفة منفصله عن الواقع و تكون تابعة و مستعبدة للخارج في حالة رغبتها تمرير مصالحها في اليمن ، مصالح تفتيت و تدمير و استلاب و استعباد امام نظر ابناء اليمن و هم لا يحركون ساكنا، لانهم اصبحوا مفقودين لكل ادوات مقاومة الواقع الذي يعمل . و الاحداث حولنا التي تجري في اليمن و المنطقة شواهد على صحة كلامي .
اذن ...معنا الان نموذج
نموذج وهابي صهيوني متوحش متخلف لا وجود للعقل و الارادة و المسؤولية فيه، و الظلم فيه مقدس، و مرجعيته خارج اليمن، و نحن بحاجة الى خلق نموذج جديد لخطاب دين للمجتمع لموجهة الوهابية وازالة فساد النموذج الوهابي و تكون مرجعيته في الداخل.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق