{فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26) فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا (27) يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا (29) قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا}
-----------------------
لا اريد ان اتحدث في موضوع ، يتطلب متخصصين في اللغة ، فقد لا يكون عندي المام به .
لكن الحقيقة ......... هناك نقطة كانت تثيرني ، متعلقة بقواعد النحو الذي كنا ندرسه .... الذي كنت اشعر بوجود شيء في عقلي يمنعني من فهمي للنحو طوال حياتي ... كان عقدة مزمنة لدي، و كنت اسال نفسي لماذا لا افهمه .. رغم اني افهم بقية المواد .
لن اتحدث بتفصيل عن قواعد النحو و اسباب صعوبتها عند الطالب .... لكن الحقيقية اني مع الوقت و تقدمي في السن .. و اهتمامي في القراءة .. و في فترة من الزمن كنت قريب من مؤسسة علمية تتناول موضوعات مناهج التعليم ... بدات ادرك اسباب الصعوبة تلك ، و بدات تفك تلك العقدة عندي .
لست بارع في قواعد النحو ، فمازلت اعاني من صعوبة بالغة جدا في الكتابة بدون اخطاء و بنفس اسلوب من يكتب في الصحف و المجلات و حتى مواقع التواصل .. فالاخطاء الاملائية و النحوية كثيرة جدا ... عندما اكتب ....... حتى في اختيار المفردات .
لكن هذا لا يمنعني من التحدث في رأي متعلق بقواعد النحو .
هل قواعد النحو سبقت القران ، ام ان القران جاء بعد قواعد النحو ؟
هذا السؤال هام براي ... لان الحقيقة اجد بانه من الخطأ جعل قواعد النحو حجة على القران ، لان القران هو القاعدة الاولى في اللغة و الخطاب .
هذا الراي ... هو نفس الراي الذي جاء به طه حسين ....... عند حديثه عن الشعر الجاهلي .. و الذي كان عنده كل الحق، في قوله بان القران سابق لتلك الاشعار .. و بانها منحولة لاجل جعلها حجة على تفسير القران .
و هذا هو الراي المنطقي و العلمي ايضا عند الحديث عن قواعد النحو ايضا .
لا نعرف من وضع تلك القواعد ... و اصبحت لدينا مقدسة .. و نحن لا نعرف من وضعها ....... و لا توجد حتى وثيقة رسمية اولية تتحدث عنها ... بل الشيء المضحك ان حتى قواعد النحو وضعها اعاجم .. شيء لا يدخل العقل ابدا ... حتى كلمة معجم جاءت من اعجمي ... شيء منظم و مخطط بعناية فائقة ... لقد كان هناك سلطة سياسية لا تنتمي للمنطقة ... هي من قامت بهذا المشروع.
مع ان الموضوع ليس صعب ابدا ...... و ليس معقد ........ في وضع قواعد صحيحة للنحو اساسه القران .... و البدء من مفردات القران و لهجات المنطقة في وضع قاموس عربي .
الان ... بدات ادرك قواعد النحو ... عندما طرحت على نفسي سؤال ... لماذا لا يوجد للهجتنا المحلية قواعد نحو ... رغم اننا نتخاطب و نفهم بعض بدون ان ندرس قواعد لهجتنا .
هذا السؤال جعلني بعد فترة ادرك تماما ... بان القران هو لسان اجدادنا القدماء ... و بان قواعد لهجتنا الحالية تنتمي لقواعد لسان القران .. لكننا لا ندرك ذلك .
يعني مثلا ... لقد صنعت الرواية التاريخية التي قدمت للمسلم و العربي اعاقة كبيرة ... و جعلته يعتقد بان لغة القران ظهرت في زمن ما و مكان ما ..... و جاءت له بينما هو كان يحمل لسان مختلف ، فاصبح المسلم و العربي يقرا القران و يفهمه من قواميس اعاجم، و لا يدرك بان لسان القران و قواعده و مفرداته موجودة في لهجته.
هذا التصور السابق صنع انفصام حاد في شخصية المسلم العربي، و جعله لا يفهم خطاب القران .
مثال ... هل يوجد في اي لهجة في المنطقة كلمة مخاض .. و تطلق على المراة التي تلد ؟!
اعتقد 100% ...... بانها لا تقال ابدا ... بل يقال : الولادة .. الوضع الخ .
الان تخيل ....... ان كل مسلم يعتقد بان المخاض هو الولادة، لان التفسير التراثي العثماني هو من جعل المسلم يؤمن بهذا المعنى.
و عندما تقول له .. المخاض لا يعني الولادة ... يقول لك : في قاموس الفيروزابادي او اي قاموس اخر .. مخاض تعني ولادة . و يقول لك في لغة العرب قديما .. كانوا يسمون الولادة مخاض .
انت عربي ... صح ؟ .
لهجتك ممتلئة بمفردات كثيرة في القران
كلب ، حمار ، زيتون ، كتاب ، قلم ، شجر ، جبل ، سماء ، نهر ، بحر ، قرية ، مدينة
فلماذا لهجتك لا تملك مفردة مخاض بمعنى الولادة ؟!
-----------------------
انا لا افهم مصطلحات قواعد النحو كثيرا ... و لن اتحدث في القواعد التي موجودة الان ..... لكن ساحاول ان اقوم بعمل مصطلحات خاصة بي لاشرح موضوعي .
ساتحدث بالنظر لقواعد اللهجة ... و تراكيب الحديث بها
اعتقد بان اي ( فعل ) ....... يشتق منه اسماء كثيرة ... بل يتطلب ان يكون هناك اشتقاقات كثيرة .... لجعل اي جملة دقيقة في ايصال المعنى .
لابد من وجود جميع الاركان لاي فعل يحدث ...... اي ان الفعل يحتاج الى ....... فاعل و مفعول و اسم الاله و اسم المكان و اسم الفعل ....... كل هذه الاشتقاقات مهمة لمعرفة تفاصيل الحدث بدقة.
نحن لدينا في لهجتنا .... فعل ( خرج )
الفعل .... خرج ... ( خرجت من البيت )
اسم الفاعل .... خارج ... ( انا خارج من البيت )
اسم المفعول .. مخروج .. ( هذا المال مخروج من الحساب)
اسم الفعل .... خروج .... ( هذا خروج عن التقاليد )
اسم المكان ... مخرج .... ( لا يوجد الا مخرج واحد )
------------------
الان نستطيع التحدث بخصوص كلمة مخاض الواردة في الاية
{فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا}
منطقيا ... بان اي مفردة في اللغة ... لابد ان لها من اصل .. اي خرجت من جذر او اصل ....... ما عدا مفردات و ليس الوقت للحديث عنها
الان
كلمة ( ولادة ) ..... اصلها من ( ولد) .
فعندما نقول :
المراة جاءت لها الولادة ...... اي ان المراة تلد او تتولد.
و عندما نقول :
المرأة جاء لها المخاض ........... فهل هذا يعني بان المراة تخوض ، او تتخوض ؟!
فما هو اصل كلمة ( مخاض ) ؟
اصلها من الفعل ( خاض )
كلمة ( خاض ) ... متماثلة مع كلمة ( قال ) .... في النطق الصوتي .. و هذا يجعلنا ندرك بان اشتقاقات كلمة ( خاض ) هو نفسه اشتقاقات كلمة ( قال ) .
اي ان
قال يقول قل - قائل - قول - مقال
لابد ان يكون بالشكل
خاض يخوض خض - خائض - خوض - مخاض
الان .... دعونا نفتش في القران عن اشتقاقات كلمة ( خاض )
■ {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}
خوضهم = خوض ( اسم الفعل )
■ {الذين هم في خوض يلعبون}
خوض = خوض ( اسم الفعل )
■ {وكنا نخوض مع الخائضين}
نخوض = يخوض ( فعل حاضر )
خائضين = خائض ( اسم فاعل )
■ {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}
يخوضون = يخوض ( فعل حاضر )
■ {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا}
المخاض = مخاض ( اسم مكان )
اذن كلمة ( مخاض ) ... هي اسم المكان للفعل ( خاض )
بمعنى اخر
المكان الذي يقع فيه ( خوض ) يسمى ( مخاض )
تماما مثل الفعل ( سجد )
فالمكان الذي يقع فيه ( سجود ) يسمى ( مسجد )
و تماما مثل الفعل ( عاد )
فالمكان الذي وقع فيه ( عود ) يسمى ( معاد)
{إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين}
عاد يعود عد - عائد - عود - معاد
------------------
الان
المكان الذي وقع فيه اسم الفعل ( الخوض ) يسمى ( مخاض )
دعونا نعود للايات
في البداية ... اريد ان اوضح نقطة
حرف الفاء في كلمة ( فأجاءها ) ... فاء حرف .. و ليست اصل في كلمة اجاءها .... الكثير يعتقد بان كلمة فاجاءها ... من المفاجأة.
بدليل
ان الثلاث الايات تبدا بحرف الفاء
{فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا}
فحملته
فاجاءها
فناداها
و اعتقد بان هذا التحريف المتعمد من كتاب التفاسير ، تحول لدينا الى كلمة جديدة فجأة .... اضيفت في القاموس العربي .
الان لاحظ الى اسم المكان ( معاد ) في النص
{إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين}
لرادك الى معاد ..... ( الى معاد )
حرف الجر ( الى ) ... مرتبط دائما بالمكان
ذهب الى معاد ... ( معاد اسم مكان )
الان
{فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا}
جاءها المخاض الى جذع النخلة
نستطيع القول للمذكر :
جاءه المخاض الى جذع النخلة
لنفتش عن ( اسم مكان) لفعل اخر ، و ليكن الفعل ( خرج ) و اسم المكان ( مخرج )
ف هل نستطيع القول :
جاءه المخرج الى جذع نخلة
جاءة الى جذع النخلة المخرج
لاحظ الان ارتباط اسم المكان ( المخاض ) بحرف الجر ( الى )
فاجاءها الى جذع النخلة المخاض
اذن جذع النخلة ....... هو اسم المكان ... الذي سيقع فيه الخوض، و الخوض سيصدر من قبل خائضين، سيخوضون في الحديث عن مريم... بينما هي عند جذع النخلة .. و هم يشاهدونها و يخوضون في الحديث عنها ... و هي تراهم و حزينة و خائفة ... فقالت قولها.
ايضا
اعتقد بان اصرار كتب التفاسير العثمانية ..... على جعل المسلم يعتقد بان كلمة مخاض تعني ( ولادة ) ....... هو السبب الحقيقي الذي جعل المسلم يجد صعوبة كبيرة جدا في ادراك ان الحمل في جملة ( فحملته) هو نفس الحمل في كلمة ( و هي تحمله ) .
فاعتقد المسلم ........ بان جملة ( فحملته ) تعني .... حملته ببطنها ، و اما جملة ( و هي تحمله ) فتعني ... تحمله بيدها.
{فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26) فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا (27) يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا (29) قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا}
الان سنقدم لك الصورة
عندما وصلت مريم .. الى جذع النخلة و هي تحمل الصبي ، القته في مكان بعيد عنها ..... و كان قومها بعيد عنها لكنهم يشاهدونها .. فبداوا ينظرون لها و يخوضون في الحديث عنها .. و هي تراقبهم .
فقالت : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا .. اي ياليتني مت قبل هذا المشهد ....... و هي واقفة تشاهد قومها من عند جذع النخلة و هم ينظرون لها و يخوضون في الحديث عنها .
فجاء لها نداء و هي واقفة من اسفلها ... نداء من الصبي .. الموجود تحتها .. فقال لها : لا تحزني قد جعل ربك تحت سريا ( من سر ) . و هزي جذع النخلة .. تتساقط عليك رطبا جنيا ... و لا تكلمي احد.
فحملت مريم الصبي .......... و مشت الى قومها الذين يخوضون في الحديث عنها و هي تحمله ... فقالوا لها : يا اخت هارون ما كان ابوه رجل سيء و ما كانت امك بغيا ... فاشارت مريم الى الصبي .. فقالوا كيف نكلم صبي ... فقال الصبي .... إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا.
{ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} .
-------------------------------
ما معنى انتبذت ؟
-------------------------------
انتبذ .... اصلها .... نبذ
لكن في لساننا المحلي ..... مازلنا حتى اليوم نضيف حرف ( ت ) بعد اول حرف من الفعل .... و هذه العملية تستخدم مع افعال خاصة .......... الافعال التي تتطلب وجود شيء غير مرتبط بصاحب الفعل ... لكن الفعل مرتبط بالشيء ليتم الفعل .
الحقيقة لا اعرف كيف اوضح هذه النقطة ، لكن ساضرب مثال :
فعل ( رمى ) .... لا يتم الا بوجود شيء يتم الرمي به .
رمى الحجر بعيدا
لكن عندما يغيب هذالشيء ، و يريد الشخص ان يربط الفعل بنفسه ... يتم اضافة حرف ( ت )
رمى = ارتمى بنفسه
رجم = ارتجم بنفسه
نبذ = انتبذ بنفسه
نبذ = رمي او رجم شيء بعيدا
و مازلنا نقول .. فلان منبوذ من الناس .. اي الناس بعيده عنه .
نبذ ... كلمة توحي لك ... بانه فعل يؤدي لحدوث مسافة كبيرة بين الفعل و المفعول .
{أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون}
نبذه فريق منهم = رموا بالعهد بعيدا
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}
فنبذوه وراء ظهورهم = رموا الميثاق بعيدا خلف ظهورهم
{قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي}
فنبذتها = فرميتها بعيدا
{فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين}
فنبذناهم في اليم = فرميناهم بعيدا في اليم
-------------------------------
{واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا}
انتبذت من اهلها مكان شرقيا = رمت نفسها لمكان شرقي بعيدا من اهلها .
{فحملته فانتبذت به مكانا قصيا}
انتبذت به مكان قصيا = رمت نفسها به بعيدا لمكان قصيا .
انتبذت به = ارتمت به
نحن في لساننا المحلي ...... عندما يرمي اشخاص جميعهم بانفسهم لمكان ما ... نقول :
- ارتجموا بانفسهم الجبل .
لكن عندما يرمي شخص بنفسه و بصحبته شيء معه و غير قابل للحركة ، او غير مسؤول عن الحركة ... نقول :
- ارتجم احمد بالكتاب الغرفة
يعني رمي احمد بنفسه مع الكتاب بعيدا الى الغرفة .
- ارتجم احمد بمحمد القرية
يعني ان احمد و محمد بعيدا في القرية .. لكن احمد هو صاحب الفعل و بنفسه ، اي هو من رمى الجميع ، اما محمد فهو شخص غير مسؤول عن الفعل ، ربما يكون صديق او معاق او طفل او ضيف ...
{فحملته فانتبذت به مكانا قصيا}
فحملته
اعتقد
لو كانت كلمة ( فحملته ) تعني ( حمل في بطنها ) ..... لكانت الجملة ..... {فحملته فانتبذت مكان قصيا}
لان الموضوع الان يدور حول مريم وحدها الان ، و لا داعي لذكر الصبي في جملة ( انتبذت به ) .. لان الصبي اصبح في بطنها، و عندما تنتبذ مريم مكان قصيا ... بدون ( به ) فهو يفي بالمعنى ، لان الطفل في بطنها .. و لا داعي لورود اشاره له و هو في بطنها ، لان مريم عندما ( انتبذت مكان قصيا ) .. فانها ستنتبذ مكان قصيا مع الطفل الذي في بطنها .. سيكون الاثنين في مكان قصيا ... بدون الاحتاج لكلمة ( به ) ... فما هو الداعي لكلمة ( به ) في الجملة ( انتبذت به مكان قصيا ) ؟!
وجود اشارة له بكلمة ( حملته ) ( حملت الصبي ).. و اشارة اخرى بكلمة ( انتبذت به ) ( انتبذت بالصبي) .... يصور لنا مشهد يوجد فيه شخصين اثنين .
لكن هذا المشهد ............. بسبب كلمة ( المخاض التي فسرت بانه الولادة ) .... تحول لمشهد مليء باحداث متناقضة ..... امراة حامل بطفل في بطنها ... و عندما وصلت الى جذع النخلة ....... تحول المشهد الى مخاض ( ولادة ) ..... و حزن شديد منها ... و ليس آلام الولادة .... فخرج الطفل من تحتها يقول لها لا تحزني ...... مشغول بحزنها و غير مشغول بآلامها ......و يقول لها : هزي بجذع النخلة و كلي و اشربي ... و لا يعرف بانها بعد ولادة لا تقوى على هذا العمل .. و لاتكلمي احد ... فقامت المراة بعد الولادة و هي متعبة ... و هزت جذع النخلة و اكلت و شربت ........ ثم توجهت الى قومها و هي تحمل الطفل مرة اخرى ... لكنه ليس حمل في بطنها ...... بل حملته بيديها ... فقالوا لها ما قالوا ... فاشارت للطفل ... فقالوا : كيف نكلم صبي في المهد .. فقال لهم الصبي : اني عبد الله و اتاني الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق