الأربعاء، 24 يوليو 2019

الفتنة الكبرى - شامبليون و حجر رشيد

قبل مدة طويلة  .......... قرات خبر بان باحث مصري معاه قناة يوتيوب و يدعي أن تفسير سامبليون خاطىء و بان لديه  تفسيرا جديدا للهيروغليفية ، و انها ستغير مفاهيم كثيرة عن الحضارة الفرعونية.

اعجبني الخبر جدا .

تصفحت قناته و رايت شيء جديد و حتى لو كانت بسيطة ، لكن الحقيقة باني شعرت بان النقوش بدات تستنطق بشكل تشعر بانها تنتمي لعالمنا و لكن ليس بالشكل الكافي. 

وجدتها نقطة ضوء بظهور شخص قرر ان يخرج عن القطيع و يحاول اعادة قراءة النقوش و قراءة التاريخ.

خصوصا و اننا لم نكتب تاريخنا بعد ، كلها كتابات غربية وفق رؤية استشراقية استعمارية مليئة بالتزيف و قائمة على رؤية  صهيونية و نحن فقط نعيد انتاجها و نعتقد انها تاريخنا .

لكن ساعتها خطرت فى عقلي فكرة وجعلتني اشعر برعب داخلي. ماذا لو كان حقا الغرب يدرك القراءة الصحيحة للنقوش و يعطينا ترجمات مزيفة؟ .

فكرة شيطانية .. سيكون عمل خبيث ... يسحر شعب و أمة .

هل يعقل  ؟

من مده طويلة و انا اعتقد اعتقاد راسخ  بان هناك خطاء تاريخي كبير نتيجة كشوفات اثرية ، و ارتقت لمرتبة المسلمات و بنينا عليها تصوراتنا ........ او نتيجة قراءات فرضتها الحالة القومية الحالية التي مطلوب منها الالتزام بصياغة تاريخ محدود ضمن حدود جغرافيا سياسية حديثة ، و تسببت بكل هذه الفوضى التاريخية في عقل الشعوب.

و لا استطيع ان استبعد التقصد و العمد في عملية التزوير و التي لها خلفيات سياسية، فنحن اليوم نشاهد بصورة حية اكبر عملية نصب و احتيال و تزوير تاريخي يقوم به الكيان الصهيوني، و قد شاهد البعض مؤخرا كيف رفع مندوبها في الامم المتحده عملة معدنية و قطعة بحجم الزرار و يقول انها من القرن الاول الميلادي و عليها كتابة عبرية تثبت هوية القدس اليهودية.

كنت اعرف بان  الفكرة ستثير سخرية البعض، خصوصا الاشخاص الذي يسخرون من نظرية المؤامرة دائما ، لكني ساعتها كنت افكر في الموضوع من زاوية ارتباطها باطماع قوى دولية ...... و  الكيان الصهيوني الذي تاسس على فكرة دينية و تاريخية مزيفة خير مثال على ما نقول.

و كنت ادرك ان الذين يسخرون من هذه الفكرة لا يستشعرون قيمة هذا الامر كثغرة امنية في وعي الشعوب،  تجعل الغرب يستطيع التسلل عبرها بسهولة لاي مكان في المنطقة عبر اللعب بمخيلة التاريخية للشعوب من خلال اختلاق تاريخ جديد سيكون بمثابة ايديولوجيا يمكن للغرب نشرها في دول المنطقة لصناعة مخيلة جديدة تخدم مشروعهم . 

كنت افكر بعقلية مشاريع استراتيجية تستهدف شعوب و أمم .

فسالت نفسي :

ماذا لو اخبرنا الغرب بان حكام مصر مثلا كانوا اوروبيون من خلال تزوير نقوش و عملية فحص دي ان اي، اعتقد بان هذا فكرة ستعزز في مخيلة المصري بكون حضارته بناها الانسان الغربي و لا هوية له ، مجرد تابع للغرب دائما .

هل تدرك اين الخطورة ؟ .

لكن بعد ان تاملت كثيرا في المشروع الصهيوني الذي جاء لاحتلال المنطقة و طرد شعبها بشرعية كتاب وهمي مليء بقصص وهمية و هيكل وهمي ....... وجدت بانه من غير المستبعد ان يقوم الغرب بتزوير نقوش المنطقة .

اصبحت الفكرة ممكنة جدا لدي .

بعدها تاملت الموضوع من سياقه العام ......و رايت بانه قبل قرنين تقريبا ...... كانت مخيلة شعوب المنطقة التاريخية بسيطة و لا تعاني من التعقيد و الابهام كما تعانية اليوم من فوضى تاريخية ، فبعد ان تم فك و تفسير نقوش الحضارات القديمة في المنطقة اصبح لدينا تاريخ جديد يضاف الى التاريخ الماضي المدون في الكتب،  فاصبحت عملية كتابة التاريخ بشكل سليم و دقيق  و البحث عن خط زمني للتاريخ مهمة صعبة جدا و ضرورية . 

بعد تفكير و تامل طويل .... وجدت نفسي ....... غير مقتنع اطلاقا بقصة حجر رشيد الرسمية  و التفسيرات حوله لاسباب منطقية و موضوعيه و لدي  اعتقاد بان المشكلة التاريخية بدات من حجر رشيد.

لماذا ؟

صحيح .... ان معظم نقوش المنطقة القديمة فكت علي يد علماء و مستشرقين غربيين و مؤكد بانها تحوي على الكثير من الاخطاء و الترجمات الغير مقنعة .... لكن حجر رشيد فهو مرتبط بنقطة مهمة و هي الاخطر ..... فساعات اشعر و كاني ربما اكون اهبل او مجنون امام عدم انتباه الباحثين و المؤرخين  لهذه النقطة.

حجر رشيد و شامبليون

ماهو الشيء الخارق الذي قام به شامبليون؟

فكرت  بالموضوع ... و وجدت بانه لم يقدم اي شيء خارق،  مجرد شخص نطق كلمة واحدة ( راعمسيس ) فقط ، و لا نعرف اي شيء اخر عنه بعدها .

و وجدت بان هناك قصص و مقالات و افلام تتحدث عن عبقرية شامبليون  بصورة غير اعتيادية و مبالغ بها ... محاط بهالة كبيرة.

لم يكن غرور مني ..... لاني لم اكن في باحه بطولات و لكن لانها الحقيقة ببساطة ،  و لا بد ان يدرك الكثير هذا، لانه الموضوع مرتبط كما نعتقد بمسؤولية تاريخية، و حديثنا ليس له علاقة بالبحث عن شهرة .

سالت نفسي بعدها

لماذا لا يحضى مستشرقين غربيين اخرين قاموا بفك النقوش المسمارية و غيرها من النقوش في المنطقة بمثل ما حضى به شامبليون ؟!

شعرت بان هناك مبالغة كبيرة جدا في القصة من اجل اخفاء شيء ما ، و منع اي عقل من الانتباه و الالتفات نحو شيء ما .

شخص قال كلمة ( راعمسيس ) ....  فاصبح عبقري.

زاد الشعور داخلي .... بان هناك شيء مريب خفي .

    
ثم وصلت لاعتقاد راسخ بان فك التاريخ يوجد في مصر ، لاسباب عديدة من بينها :

1- حجم و كمية النقوش و الاثار المصرية الضخمة و المليئة بالرسومات التي تعطينا اظافة جديدة  في فهم التاريخ بشكل اكبر من اي مكان اخر ..... و لابد من وجود دليل اثري في نقوش مصر يفك جانب من نقوش العراق و الشام و اليمن و الغاز كثيرة من التاريخ .

سالت نفسي ........ هل وجود اقسام خاصة في الجامعات الغربية  تدرس الاثار في مصر تحت مسمى المصريات ، يدعو للاستغراب ؟! 

نعم .. يدعو للاستغراب

الحقيقة عندما كنت اقرا في التاريخ القديم في المنطقة كلها، كنت اجد انها متشابهة جدا في طبيعة الدين ، هناك نواة واحدة و هناك ثلاثة الهات رئيسية في كل حضارة بما فيها مصر ، و اسال نفسي باستغراب لماذا هناك رموز ثلاثة ؟ .

  لكن اجد مصر نوعا ما تبدو مختلفة لدي ، اشعر بان هناك  خطا ما في داخلي ، ماهو سبب هذا الشعور و من اين جاء ؟

و بعد تفكير عميق ..... عرفت اسباب ذلك الشعور  انه بسبب اسماء الالهات و الملوك و اللغة .

اصبح السؤال كبير داخلي و مطروح بقوة  :

ماذا لو كان عمل شامبليون غير صحيح ، لنفترض بان هناك قراءة مختلفة اخرى تماما ؟!

فمثلا استطيع ان اغير حرف واحد و ابدله بحرف يخرج من نفس مخرجة تقريبا و سانتج لك قراءة مختلفة تماما ...... فما بالك لو بدلنا الحروف بما يشابهها من احرف تخرج من نفس المخرج ، فاسنتج لك كم هائل من القراءات ..هل يدرك الكثير  هذا الامر؟

الباحث المصري على قناته .....  بدا يقدم قراءة مختلفة مثيرة للاهتمام و تشعر بحيويتها و بدات تحس بها و بانها قريبةجدا لك ، اما طريقة شامبليون فقد انتجت لغة لا تحس بها  ، و لفتني في بحوثه مفردة شعر فهو يرى انها الترجمة الصحيحة و التي هي نجم الشعرى .

الشعور الذي قدمه لي الباحث المصري ... جعلني ادرك حجم اللعبة لو كانت فعلا قد تمت .... انه سحر كبير .. يولد داخل عقلك سحر  ......... باختلاف قراءة و تقديم تفسير مختلف، و كأنك تدخل الى عالم اخر مختلف .

شعور مخيف لو تخيلنا الفكرة

لا يدرك القارىء العادي بان نقوش الحضارات القديمة كلها لم تكن تكتب الحروف الصوتيه في نقوشها ........ فتجد صعوبة في تهجئة الكلمة الصحيحة ........ لكن كاتبها يعرف كيف يقرا النص بشكل صحيح  ... لانها حروفه و معتاد على رسمها بتلك الطريقة .

مثال .... كحال اللغة العربية التي عالجت تلك النقطة باختراع علامات التشكيل (فتحة و ضمة و كسرة و سكون)، فمثلا كلمة ( قلم ) ننطقها بالشكل ( قا - لا - م) بمعنى قلم الكتابة،  و يمكن ان ننطقها بشكل اخر ( قا - ل لا - م) بمعنى التقليم ..... حسب سياق الجملة و المعنى، لانها لغتنا و ندرك القراءة الصحيحة ،   و هذا ما كان موجود في النقوش القديمة كلها.

فمثلا عندما تقرا في النت ابحاث حول ترجمات الواح جلجامش ، فتجد عملية الترجمة بهذه الطريقة :

يتم وضع عدة حروف صوتية ، بعد كل حرف ساكن ....... و حتى الحروف الساكنة ، فكل حرف موجود ضمن مجموعة من الحروف المشابهة لها في المخرج و المتقاربة في الصوت.

و لذلك فانت  تستطيع ان تفترض عشرات بل مئات الالاف من الترجمات للنقوش التي يمكن تكوينها بهذه الطريقة .

حجر رشيد كما يقال بان حجر مكتوب فيه موضوع واحد بثلاث لغات  ..... و قد كتب بثلاث كتابات مختلفة ... الهيروغليفية و الديموطيقية و اليونانية ،  و هو السبب الذي جعل شامبليون و الغرب يستطيعون فك الكتابة الهيروغليفية بمقارنتها باللغة اليونانية .

فكرت  كثيرا .... و وجدت بان هذه القصة تفرض اسئلة منطقية .

●  ما هي الاسباب التي جعلت صاحب النقش يقوم بكتابة نقش واحد بثلاث كتابات مختلفة و تتحدث بنفس الموضوع ؟

●  ما القيمة المعرفية و الدينية و السياسية التي تجعل شخص يقوم بهذا العمل؟!

و هذا السؤال منطقي لان قصة حجر رشيد نادرة جدا ، فنحن لحد الان لم نكتشف الواح حجرية قديم اخرى و مكتوبة بالخط اليونانية  و الخط الهيروغليفي و تتحدث في موضوع واحد ، فلا يوجد الا حجر رشيد الوحيد .

لا نجد اي اثر اخرى و على طول المنطقة مكتوبة بكتابتين مختلفتين لموضوع واحد .  لا نجد مثلا لوح طيني او حجري او خشبي مكتوب بخط مسماري و تحته مكتوب بخط هيروغليفي و  يتحدث في موضوع واحد بحكم ان ملوك من العراق حكموا مصر في فترة  كما يقول التاريخ؟.

● لماذا تم اللقاء مع اليونان بنقش وحيد، و يكتبه ملك يوناني ؟!

لاننا طوال هذه الفترة الزمنية ....... لا وجود لدليل مادي يؤكد لقاء تم بين سكان المنطقة ...... حتى لو تحدثت كتب التاريخ التي كتبها الغرب عن هذه الفترة الزمنية، حول سيطرة ملك مصري على الشام و العراق ...... او حول سيطرة ملك بابلي او ملك اكدي على مصر او اليمن .

لاننا نستغرب بشكل كبير .....طوال هذه المدة الزمنية الطويلة جدا ... و التي تصل الى خمسة الف سنة و ربما اكثر ..... لكننا لا نجد نقش مسماري في مصر او اليمن و مكتوب على جدران معابد ، و لا نجد نقش هيروغليفي مكتوب في معابد في العراق و الشام، و لا نجد نقش بخط المسند في مصر او العراق و الشام ..... و لا نجد نمط منحوتات و نقوش الهلال الخصيب يدخل مصر، كذلك لا نجد نمط منحوتات مصر يدخل الهلال الخصيب او اليمن .

دعك من قصة اكتشاف الواح بتلك الخطوط في اماكن مختلفة ... مثل تلك الخمسة الالواح الطينية المسمارية المكتشفة في مصر او النقوش المصرية المكتشفة في اليمن .. لانها قد تكون منقوله في زمن مختلف و هو منطقي ........ انا اتكلم عن نقوش في معابد . بحكم وجود ملك بابلي او اكدي حكم مصر ، او ملك مصري حكم العراق و الشام و اليمن .. او ملك يمني حكم العراق . 

لا يوجد اطلاقا ... اي معلم واضح او أثر بارز ... كمعبد كبير او بناء كبير، او نقش مرسوم عليه صورة ملك بابلي او سومري بتلك مع ملك مصري و هو باللباس المصري المميز ... يؤكد بشكل قاطع وجود لقاء و تواصل . 

ليس هذا فقط

بل لا نجد تلك الاشارة الصغيرة التي نبحث عنها و التي تؤكد وجود لقاء بين شعوب المنطقة ، من خلال حتى نقش صغير تجتمع فيه تلك الخطوط داخل لوح حجري او طيني او خشبي، كما حدث مع قصة حجر رشيد و المدون بثلاث لغات و ثلاثة خطوط.

فنحن لا نجد اي اثر قديم ( لوح حجري او لوح طيني) و على طول المنطقة و مكتوب بخطين مختلفتين و يتحدث في موضوع واحد كحجر رشيد ؟.

بمعنى اخر ....... لا نجد مثلا لوح طيني مكتوب بخط مسماري و تحته كتابة بخط هيروغليفي و يتحدث في موضوع واحد، بحكم كون ملوك من الهلال الخصيب حكموا مصر ، او ملوك في مصر حكموا الهلال الخصيب في هذه الفترة الزمنية كما تقول كتب التاريخ؟

حتى التابوت الخشبي المكتشف في مصر قرب هرم سقارة في احدى معابد التي اطلق عليها الغرب (معبد الالهة  اوزيريس)  و الذي كما قيل بانه كان يحوي مومياء لكنها سرقت، و هي لتاجر من اليمن اسمه زيد و توفي في مصر و كان وكيل توريد المواد و النباتات المقدسة التي كانت تستخدم في طقوس المعابد ... فالتابوت الخشبي منقوش عليه كتابات بخط المسند فقط .

فتستغرب كيف ان هذا التكريم الذي حضى بها رجل ليقبر في معابد الالهة اوزير لكن تابوته لا يحوي على نقوش هيروغليفية ، من المنطق ان يكتب اسم الرجل بخط المسند على افتراض ان الرجل من اليمن و كانت اليمن تكتب بتلك الطريقة كتقليد يلزم الاخرين بدفنه بخط بلاده او بناء على وصيه منه ... لكن من المنطقي ايضا ان يكتب اسم الرجل بالكتابة الهيروغليفية ايضا بجانب خط المسند كما حدث مع الحاكم اليوناني ، و بالنظر لطريقة دفنه في مقبره الاله اوزير، فلا يوجد اي مانع من الكتابة بخط هيروغليفي خصوصا و ان دفنة في مقبرة الاله اوزير بمثابة تكريم من الاله اوزير و لابد من ان يحضى تابوته بتكريم ايضا عبر نقش كتابة هيروغليفية علية ... بل ان دفنه في مقبرة اوزير تعني وجود عقيدة مشتركة.

يعني اكثر ..... مش منطقي ابدا ابدا ..... ان خمسة الاف سنة ، و لم يفكر مسافر او شخص او تاجر او بحار او ملك او حاكم او مبعوث من العراق او مصر او اليمن بالكتابة على لوح حجري او طيني او خشبي، و يجمع فيه خطين مختلفين اثناء زيارته او سفره لمكان اخر ..... كوثيقة او معاهدة او تكريم او تذكار او حتى من باب التسلية و المعرفة .

هل تستوعب معنى 5 الف سنة بدون حدوث مثل هذا الامر ؟!

●  اذن فلماذا حدثت المصادفة مع اللغة اليونانية في حجر رشيد الذي احتوى على كتابة يونانية مع كتابة هيروغليفية و تتحدث في موضوع واحد ... و هي اللغة البعيدة جدا و الحديثة جدا و التي تواصلها مع المنطقة قصير جدا مقارنة بلغات و كتابات المنطقة القريبة جدا لمصر و المتواصله مع مصر على مدى الالاف السنين ؟

الموضوع ليس منطقي ابدا

● و لماذا لا توجد مخطوطة يونانية قديمة او كتاب يوناني قديم ، و فيه نفس الحالة تقريبا الموجودة في حجر رشيد ؟!

● لماذا لا توجد حتى كتابة يونانية قديمة فسرت الكتابة الهيروغليفية ، اليس الامر غريب و مريب؟!.

●  لماذا لا توجد في المكتبة اليونانية القديمة اي كتاب يوضح الكتابة الهيروغليفية ؟!،

مادامت اليونان كانت متواصله مع مصر حسب التاريخ الذي قدم لنا  .. لانه بالعقل و المنطق ....لو كان موجود لما استدعى الامر تلك الضجة حول حجر رشيد، و ليكون هو المفتاح الرئيسي الذي يعود له الفضل في فك الكتابة الهيروغليفية ، لانه في حالة وجوده ...... ستكون قصة فك الكتابة الهيروغليفية سهلة جدا ، و ثقافة متعارف عليها موجودة لدى اليونان و مسجلة في كتبهم.

هناك امر غريب فعلا  ؟!
 

الشيء المهم الاخر في القصة هو الزمن ........ لان هذا الحجر هو الوثيقة التي تؤكد على ان الحضارة في مصر عاصرت اليونان ، بمعنى ان ساعة ظهور عالم اليونان على مسرح التاريخ ، ذهبوا الى مصر و كان الناس في مصر يكتبون باللغة الهيروغليفية بينما هم يكتبون بحروف يونانية .

● هل يعقل  بان المصري ساعة دخول بطليموس .. كان مازال يكتب كتابة بدائية جدا، بينما اليونان يكتبون بكتابة متطورة جدا ؟!

اليس اليونان كانوا في تواصل مستمر مع مصر ، و كان اليونان يتعلمون و يأخذوا علومهم من مصر، و هناك تواصل حضاري و ثقافي ....  لكن المصريون لم تتطور كتابتهم بعد .

غير منطقي

ناتي الى السؤال المهم حول الزمن .

● ماذا لو تخيلت ان القصة لم تكن كذلك ؟ ...... بمعنى ان لقاء اليونان بمصر لم يتم الا بعد ان بدلت مصر كتابتها و اصبحت تكتب بحروف اخرى مختلفة جدا ، عندها ستكون اكبر اكذوبة تاريخية، و  ستدمر تاريخ كامل،  شكل وعي شعب و امة باكملها و تسبب لها بالتيهان. 

بعد كل تلك الاسئلة

وصلت لقناعة راسخة  ...... بان اليونان معرفتهم بمصر كانت في وقت  لم تعد مصر تكتب بكتابة الهيروغليفية ....... و الا لكانت حضارة مصر سجلت هذا اللقاء ، او  كان اليونان قد سجلوا اللقاء و كتبوا بنفس كتابة مصر ..... و نقلوا لنا ترجمات هيروغليفية عديدة.

و اصبحت على قناعة بان حجر رشيد .... هو حجر الزاوية . 
و لم يكن ذلك الحجر الا محاولة  من قبل شخص لفك الكتابة الهيروغليفية ..... و لم يكن مصري ... بل يوناني ... قد يكون بطليموس نفسه.  

● لكن هل يعقل ان ملك حاكم ( يوناني) .. يكتب حجر واحد فقط ليؤكد وجوده في الزمن و التاريخ ؟! .... و لماذا يربط حاكم يوناني خطه بخط بلاد اخرى ؟!

غير منطقي ابدا ... ان يكون حجر واحد فقط .. هو دليل مؤكد على  وجود تاريخ كبير و ضخم، فلا توجد وثيقة اخرى توكد وجود هذا الحاكم الا حجر واحد فقط  .
--------------------------

حجر الزاوية فعلا

بعد فترة و بينما كنت اواصل البحث  ... وجدت ملاحظة هامة جدا ... و جعلتني ادرك بان اللعبة قد تكون فعلا كبيرة جدا و شيطانية . 

الملاحظة جائتني ....اثناء مراجعة خط المسند اليمني، و لان موضوع حجر رشيد كان في بالي ..... شعرت بان خط المسند كانه ولد من الخط الهيروغليفي تماما، لكنه متطور عن الهيروغليفية.

زاد شعوري بوجود لعبة شيطانية ... و كبرت المؤامرة

و  سالت نفسي سؤال :

● ماذا لو كانت لغة  و عقيدة القديمة متشابهة مع لغة مصر و عقيدتها قديما ؟! .

لكننا لا نجد اي تشابه  .. ففي مصر هناك عنخ و ايزيس و اوزريس و تافنيس و توت و بتاح و احمس كلها تسميات يونانية  ...بينما اليمن قديما هناك شعرى و سهيل و رحمان   .

فاين الخطا ؟!

الخطا بدا من شامبليون ... و الذي جعل من اليونانية هي مقياس و مرجع فك الهيروغليفية . شامبليون الذي اغرقنا الغرب بقصص اسطورية عن عبقريتة حتى تمنع اي شخص من الاقتراب من فكرة اعادة فك الهيروغليفية .

سالت نفسي ...... اذا كان اليوناني نفسه على لسان هيرودت نفسه يقول بان  اليونانيون اخذوا الهاتهم و عقيدتهم من المصريين .. و اخذوا حروفهم الكتابية من الفينقين ( المصريين القدماء كانوا يقدسون طائر الفينيق) فلماذا اسماء الهات اليونان القديم مختلفة تماما عن اسماء الهات مصر القديم. ؟!


سالت نفسي ايضا ....... اذا كان الغرب يسمي مدينة الدار البيضاء باسم كازبلانكا، فهل يعقل انه بعد الفين سنة نقوم بمطابقة بين حروف كتابة الدار البيضاء العربية مع الحروف الانجليزية لكازبلانكا ثم ياتي شامبليون للمغرب و يقول لنا  ان الحرف ( ا) يقابله الحرف ( K ) ؟!

سالت نفسي ايضا ........  لماذا مسميات الالهات المصرية القديمة يبدو منطوقها و كانها خلطة بين لكنة يونانية و لغة اخرى غريبة لا يشعر بها المصري انها تنتمي له ( ايزيس تحوت جبطع سيسو خنعس تفنس ) ؟!

لكن القبطية كانت سائدة في مصر .

فتشت وجدت بان القبطية لغة يونانية بحته .....بنفس لغة  الكتاب المقدس ... حتى انهم يفههمون و يجيدون اليونانية .

فلماذا سميت قبطية ؟!

القبطية ليست لغة مصر القديمة، بل لغة يونانية بحته، فهل سميت بالقبطية كتسميه تحايلية لاخفاء كونها اللغة اليونانية؟

فهل هذه الحيلة ارادوا تثبيتها اكثر بقصة ان بابا الكنيسة قام بعملية اصلاح للغة القبطية ...... و غيرها الى اليونانية في عام 1860، حتى يعتقد الكثير بانه لولا هذا الاصلاح لكانت اللغة هي لغة مصر القديمة و المختلفة عن اللغة اليونانية التي تبدو بارزة في القبطية ؟!

كبرت اللعبة  في راسي

و بعدها وصلت لقناعة ... بانه ليس شخص من كتب حجر رشيد ، بل هناك قوة سياسية تملك مشروع استراتيجي .. هي من  خلقت قصة حجر رشيد .... من اجل اقناع الجمهور بانها نجحت في فك كتابة قديمة جدا .

لان الهيروغليفية ليست اي كتابة عادية بل كتابة مقدسة،  و المقدسة سيكون وراءها لعبة ، لان كلمة  الهيروغليفية حسب قاموس اليونان... ( الكتابة المقدسة ).

الموضوع متعلق بكتابة مقدسة دينية

و يوجد في الواقع اليوم ......... ثلاث ديانات يقال بانها من اصل واحد، بل ديانتين فقط ........... الديانة الاولى اكثر تعبير عن المنطقة، بينما الديانة الاخرى مرتبطة بالغرب و معبرة عن الغرب ........ و هناك كتابان دينيان متشابهان في الموضوعات و مختلفان في الاسلوب و اللغة و التفاصيل .

اذن الموضوع ليس بسيط ابدا ابدا

و سيكون الموضوع متعلق بلعبة اديان و تاريخ  و زمن، و لا امان اطلاقا بالغرب، لا امان لمحتل و مستدمر .......... ستكون لعبة شيطانية لو تمت ، و لن تخطر على عقل احد ، ستكون لعبة شياطين سحرة .

و بعد بحث ...  فعلا

لقد كان حجر رشيد ... لعبة شيطانية .. اكبر اكذوبة تاريخية و اكبر عملية تزوير علمية  من تصميم الغرب .. حجر كتبه الغرب انفسهم ... لصناعة وثيقة شرعية لاختراق المنطقة و احتلالها .

حجر رشيد  ... هو الفتنة التي اصابت مصر و المنطقة ، و لن يسلم الغرب حجر رشيد السحري لمصر  ابدا ...... لانه اللعبة ستنكشف و  التي تمت على المنطقة منذ غزوة نابليون، الذي صمم مشروع استراتيجي لتدمير و تخريب المنطقة و احتلالها.

و ادركت و استشعرت بعدها ...... المعنى الحقيقي لعبارة مؤرخ تشيكي يقول فيها :

" لتصفية الشعوب، نبدا بمسح ذاكرتهم، ثم نتلف كتبهم التي تحوي ثقافتهم و تاريخهم، ثم ياتي شخص اخر ليكتب لهم كتب اخرى، و يعطيهم ثقافة اخرى، و يبتكر لهم تاريخ اخر ، ثم بعدها يبدا الشعب بالنسيان تدريجيا ، من هو!، و كيف كان!، و العالم الذي حوله سينساه ايضا بسرعة "

.
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق