القران الكريم - الحوت هو القارب

ما معنى الحوت في القران ؟!

هناك من طرح سؤال ما اهمية معرفة معنى كلمة الحوت، و ساحاول ان اوضح بعض النقاط .

اولا ........ نحن امام نص ديني سماوي، و من الواجب و الضروري فهم خطاب و مفردات القران بشكل سليم و صحيح ، حتى لو كان الامر بالنسبة للبعض غير مهم .

ثانيا ... اي مجتمع او شعب او امة ، عندما يكون هناك قوة خارجية تريد استهدافها لتدميرها ، فان هذه القوة تستهدف اول الامر النصوص المقدسة التاسيسية لهذا المجتمع او الشعب بالتحريف معانيها . و تحريف هذه النصوص كفيل باحداث فوضى داخل المجتمع .. و لا يتم اصلاح اي مجتمع الا بتخليص هذه النصوص من ما وقع عليها من مشروع تحريف ...... و هذا العمل مهم جدا ، في اعادة الوعي الصحيح لتلك النصوص و فهم معانيها و رسالتها و خطابها للناس ....... لان قداستها هي قداسة اتفق عليها قديما لوجود معنى حقيقي فيها و رسالة صادقة نقية طبيعية .

الان لنذهب الى كلمة الحوت في القران

■ في قصة موسى

{وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا (60) فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا (61) فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا (62) قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا (63) قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا (64) فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما (65) قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا}

سانقل لكم التفسير الموجود في كتب التراث
-----------------------

و اذكر يا محمد حين قال موسى لخادمه يوشع بن نون: لا أزال أتابع السير حتى أصل إلى ملتقى البحرين، أو أسير زمنًا طويلا حتى أصل إلى العبد الصالح؛ لأتعلم منه ما ليس عندي من العلم.

  وجَدَّا في السَّيْر، فلما وصلا ملتقى البحرين جلسا عند صخرة، ونسيا حوتهما الذي أُمر موسى بأخذه معه قوتًا لهما، وحمله يوشع في مِكْتَل، فإذا الحوت يصبح حيًّا وينحدر في البحر، ويتخذ له فيه طريقًا مفتوحًا.

فلما فارقا المكان الذي نسيا فيه الحوت وشعر موسى بالجوع، قال لخادمه: أحضر إلينا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا تعبًا.

قال له خادمه: أتذكر حين لجأنا إلى الصخرة التي استرحنا عندها؟ فإني نسيت أن أخبرك ما كان من الحوت، وما أنساني أن أذكر ذلك لك إلا الشيطان، فإن الحوت الميت دبَّتْ فيه الحياة، وقفز في البحر، واتخذ له فيه طريقًا، وكان أمره مما يعجب منه .

فقال موسى: ما حصل هو ما كنا نطلبه، فإنه علامة لي على مكان العبد الصالح، فرجعا يقصان آثار مشيهما حتى انتهيا إلى الصخرة.

فوجدا هناك عبدًا صالحًا من عبادنا هو الخَضِر عليه السلام -وهو نبي من أنبياء اللّه توفاه اللّه-، آتيناه رحمة من عندنا، وعَلَّمْناه مِن لدنَّا علمًا عظيما .
-----------------------

انا الحقيقة ...... عندما بدات قراءة القران بشكل جاد و رغبة في فهم خطاب القران ...سالت نفسي لماذا كنت اتخيل هذه النصوص بهذا الشكل السابق ؟ ... رغم اني لم اكن اقرا كتب التراث . فمن اين وصلت لي هذه المعاني المتطابقة مع كتب التراث . هل كنت اتحصل على الصورة من احاديث الناس او من معلومات متفرقة في المدرسة او التلفزيون الخ .

عندما كنت صغير كنت اتخيل قصة موسى و فتاة ....... بشخصين فوق سمكة كبيرة ( الحوت الازرق)  .... ثم تطور المشهد بشخصين يمشيان على البر و جنبهم سمكة كبيرة ..... و انتهى ........ و لا افهم بقية التفاصيل ... او لم اكن مهتم بادراك معناها .

تقريبا هذا التصور موجود عند الكثير ... شخصان يمشيان على البر للوصول الى مكان ما .

حسب المنهج الذي اتبعة في فهم مفردات القران، فكتاب اليهود العهد القديم .. لا قيمة له .. فهو كتاب كتبه مشروع غربي و غرضه الاساسي تحريف عقل المسلم و تحريف معاني القران ،  بسبب وجود تشابه في نصوص كتاب اليهود مع نصوص القران فحسب المسلمين انه كتاب من عند الله .

ايضا القواميس التي كتبها اعاجم الاتراك و ظهرت كلها اثناء تواجدهم في المنطقة لا معنى لها عندي ، انا اعتمد في فهم مفردات القران بالبحث من لسان سكان المنطقة لاني اؤمن بان معاني مفردات القران موجودة في لهجات المنطقة ، لانهم ورثة اقدم لسان و اقدم نص مقدس ... لان القران نزل بلسان هولاء الناس   .

ايضا ... انا اؤمن بان مفردات القران ... هي مكتوبة باللسان الاول.. بالمفردات الاولى ... بالعناصر الاولى للغة .

الان

ما معنى كلمة الحوت في لسان سكان المنطقة ؟!

في اليمن .....  كنا نقول للسمك (حوت )... و نسمي سوق السمك ( محوات )

في الجزائر  .... بائع السمك يسمى ( حوات ) ... و الشبكة صيد السمك ( حواته )

في الاردن ( العقبة ) .... يسمى القارب ( حوت ) .

لا يوجد لدي مثل الان، في كون ارتباط اسم شيء ما  بشيء ، فانه يستعار منه الاسم .... اقتران شرطي .

لكني اعتقد بان ارتباط الحوت ( القارب ) بصيد السمك، جعل الناس تسمي السمك حوت .

كان يكفيني وجود سكان مكان ما في المنطقة يسمون القارب حوت، و وجدت سكان العقبة على حسب كلام صديق بانهم يطلقون على القارب اسم حوت .. و اصبح الامر ممكن  في  كون الحوت هو القارب .

الان

موسى و فتاة فعلا فوق الحوت ( القارب )على نهر او بحر ، و يريدون الوصول لمجمع البحرين ... حتى وصلوا لمجمع البحرين ، و خرجا من الحوت ( القارب ) قرب الصخرة  ... فنسيا الحوت ( القارب ) من دون ربطه على الصخرة ....... فهرب الحوت ( القارب ) للبحر، و لما مشيا و جاوزا الحد الفاصل بين البحرين ...  طلب موسى من فتاه ان ياتي ب الغداء الموجود في الحوت ( القارب ) ...... الفتى قال له :   عندما أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت  واتخذ طريقة في البحر بشكل عجيب  ، فقال موسى :  هذا الشيء  لم نكن نريده ان يحدث ... فرجعا الى الصخرة لعلهم يجدونه ... فوجدا في المكان عبد من عباد الله فارتدا على آثارهما قصصا .

سربا = هربا
سرب = هرب
تسرب = تهرب

(ما كنا نبغ ) ... فسرتها كتب التراث العثماني بان معناها ... هذا الذي كنا نريده .... او ...  ما حصل هو ما كنا نطلبه.

لكن اعتقد بان الجملة واضحه ... بان هذا الشيء  لم نكن نريده ان يحدث .... بدليل ... ان نفس الصيغة ترد في نصوص عديدة في القران

  {ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}
{قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا}

{ما كنا معذبين}

ما كنا لنهتدي = لم نكن نهتدي لهذا
ذلك ما كنا نبغ = لم نكن نبغ ذلك
ما كان ينبغي لنا = ما كنا نبغي ذلك = لم نكن نريد ذلك

ما كنا ... جملة نفية .

اي ان ... حرف ( ما ) ... للنفي و ليس اسم موصول

النصوص واضحة ... و لا يذكر القران شخص اسمه يوشع بن نون ، و لايتحدث القران عن رجل اسمه الخضر ، و لا يتحدث القران بانه سبب سفرية موسى هو رؤية العبد الصالح  ..... و لا يتحدث القران بانه حوت ميت ثم دبت فيه الحياة و عاد للبحر ، و لا يتحدث بان هذه هي علامه ظهور الرجل الصالح .

قد اوفق اي شخص يقول ما سبق  ... لو كان من باب الاستنتاج و التأويل .

لكن هل هناك نص صريح في القران يقول بان سبب الرحلة هو رؤية العبد الصالح ؟! ... لا .

------------------------------------

{وإن يونس لمن المرسلين (139) إذ أبق إلى الفلك المشحون (140) فساهم فكان من المدحضين (141) فالتقمه الحوت وهو مليم (142) فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144) فنبذناه بالعراء وهو سقيم (145) وأنبتنا عليه شجرة من يقطين (146) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون (147)} {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم (48) لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم (49) فاجتباه ربه فجعله من الصالحين (50) وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (51)}

اعتقد ان كلمة (ساهم) لا تعني حسب كتب التراث ... لعبة .

حرب = حارب = محارب
سهم = ساهم = مساهم

يونس ساهم ( استخدم سهام) للصيد ، فسقط من الفلك و التقمه  حوت )( قارب ) ........ لولا انه كان من المسبحين للبث داخل القارب .

يعني ..  شخص وحده داخل قارب في وسط البحر .... بلاء

سبب وجود لفظة بطن و لفظة حوت في القصة ، جعل القصة تتحول الى كائنات حية ... و لولا وجود كلمة حوت في النص، لفهمت القصة بشكل مختلف .

يعني مثلا ... لدينا نوع من انواع الطائرات نسميها ( النسر) ، الان لو قلت ان شخص في بطن النسر ، فهل يعني ان البطن يعني العضو الموجود في الكائنات الحية ، و هل النسر هنا يعني الطائر المعروف ؟!

ايضا كلمة بطن .. ترد ايضا  في نص في القران ( ببطن مكة )

فهل مكة كائن حي ... و تملك بطن ؟!

يعني معنى كلمة بطن في ( ببطن مكة ) هو نفس معنى بطن في كلمة ( للبث في بطنه )

لو كان حوت موسى يقصد به  السمك العادي ، لكان حوت يونس هو ايضا السمك العادي، و اعتقد صعبة تصور سمكة تبتلع انسان .

اما لو كان حوت يونس يقصد به السمكة الضخمة ( حوت ازرق) ، لكان حوت موسى هو ايضا السمكة الضخمة ( حوت ازرق) ، و اعتقد صعب تصور ان حوت ضخم سيكون غداء لشخصين .

انا الحقيقة ....... لا اريد الاصرار على كون مفردة الحوت تعني القارب ، من باب تخليص القران من هذه القصص، التي تتحدث عن رجل داخل بطن حوت ازرق ... و مكث داخل بطنه فترة طويلة، لانها تتعارض مع العقل و العلم ... لا لا

انا اريد ان افهم معنى النص فقط  و لو تاكدت و تيقنت من ان حوت يونس هو السمك ، فلا توجد اي مشكلة ، لاني مؤمن بصدق كل ما هو موجود في القران .

-----------------------

{واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون}

كتب التراث تقول :
----------
واسأل -أيها الرسول- هؤلاء اليهود عن خبر أهل القرية التي كانت بقرب البحر، إذ يعتدي أهلها في يوم السبت على حرمات اللّه، حيث أمرهم أن يعظموا يوم السبت ولا يصيدوا فيه سمكًا، فابتلاهم اللّه وامتحنهم؛ فكانت حيتانهم تأتيهم يوم السبت كثيرة طافية على وجه البحر، وإذا ذهب يوم السبت تذهب الحيتان في البحر، ولا يرون منها شيئًا، فكانوا يحتالون على حبسها في يوم السبت في حفائر، ويصطادونها بعده. وكما وصفنا لكم من الاختبار والابتلاء، لإظهار السمك على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده فيه، وإخفائه عليهم في اليوم المحلل لهم فيه صيده، كذلك نختبرهم بسبب فسقهم عن طاعة اللّه وخروجهم عنها.
----------

انظر كيف جعلوا الله  يعظم و يقدس يوم السبت حق اليهود، ثم قرر الله ان يتخلى بعدها عن قدسية السبت لصالح الجمعة .

لعبة ماكرة من تراث الطابعة العثمانية ..... و طبعا المسلم بسبب كون الزمن مضروب في عقله لانه مازال يعتقد بان اليهودية سبقت الاسلام ،  فانه سيصدق قصة يوم سبت يهود في الماضي ، و كون الله تخلى عن قداسة السبت لصالح الجمعة .

و انظر ... كيف اخترعت كتب التراث العثمانية قصة مكونة من 10 سطور، و من 570 حرف ، و من 100 كلمة ... لتفسير نص مكون سطر واحد ، و من 10 كلمات ، و من 25 حرف .

عود = عيدان
حوت = حيتان

حيتانهم تعني قواربهم

اللفظة واضحة ... حيتانهم ... قواربهم .

لا اعرف ما اذا كنت على حق ..... لكني اجد ان المعنى ثقيل في تخيل نص ينسب اسماك كملك لقرية.

اسماكهم ... صعبه

انعامهم ... خفيفة مقبولة .
اغنامهم ... خفيفة

اما سمك ... فهو ليس ملك احد .

ايضا ... كذب قصص التراث جعلت المسلم يدخل في تاويلات لصورة غير صحيحة .. فالاسماك تاتي يوم السبت بكثرة و غير السبت لا تاتي بكثرة ... لماذا ؟!

لان الله كان يعظم يوم السبت ....... تفسير سريع و بسيط يقنع المسلم و يخلي المسلم يؤمن بان اليهودية ديانة سماوية ، و بان الله كان يعظم يوم السبت .......... و مادام و ان الله يعظم السبت  فمؤكد بان القصة ستكون مقنعة للمسلم ... لان الله سيجعل  هذا اليوم المقدس مختلف عن بقية الايام .

-----------------------

هذه كل الايات التي ترد فيها لفظة حوت .....و اعتقد بان البعض يجد الامر لا يكفي ..و يبحث عن معاني و تفسيرات الايات السابقة لكن انا الان امام معنى مفردة و لست امام تفسير تلك القصص و تاويلها .... متروكة لتدبر الجميع و للزمن  .

و مع ذلك هناك  اسئلة في بالي، مرتبطة بالايات السابقة ، و اريد طرحها على الجميع :

■ هل القارب الذي هرب على موسى عند مجمع البحرين .... و اتخذ طريق له في البحر بشكل عجيب،  هو نفسه القارب الذي شاء الله ان يجعله يلتقم يونس ؟!

■ و هل موسى اخذ الحوت ( القارب ) من القرية التي كانت حاضرة البحر ؟

■ و هل كان اليوم الذي وصل فيه موسى لمجمع البحرين مع فتاه، كان السبت  ؟

■ و ماهو سر السبت ، و الحديث المتكرر عنه ؟!

{وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63) ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين (64) ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}

{ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا}

{يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا}

{إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}

■ ماهو سر مجمع البحرين، و اين هما  ؟

اعتقد بان كلمة الحوت لا ترد الا في هذه المنطقة ... مجمع البحرين،  اما في قصة يونس فلانه قارب هرب من هذا المكان بشكل عجيب و اتخذ له طريق للبحر   .

القران يتحدث عن مجمع البحرين .. عن بحر عذب و بحر مالح ، بينهما برزخ ... و عند المجمع صخرة ....و يتحدث عن  قرية حاضرة عند البحر معاها حيتان (قوارب) .

و اعتقد بان موسى لم يكن يبحث عن الرجل الصالح ، بل  كان يبحث عن سر في مجمع البحرين ... فيه سر عجيب .

و اعتقد بان قصة موسى غايتها جواب هذا السؤال .

 

ٌ