هذا واقع حقيقي مثبت، و قد اجتهد مشروع على اخفاءه عبر كتابة تاريخ جديد وهمي افتراضي ثم فرض على الشعوب الايمان بهذا التاريخ الجديد، لان العقل الاستراتيجي الغربي يقول :
"لتصفية الشعوب، نبدا بمسح ذاكرتهم، ثم نتلف كتبهم التي تحوي ثقافتهم و تاريخهم، ثم ياتي شخص اخر ليكتب لهم كتب اخرى، و يعطيهم ثقافة اخرى، و يبتكر لهم تاريخ اخر ، ثم بعدها يبدا الشعب بالنسيان تدريجيا ، من هو!، و كيف كان!، و العالم الذي حوله سينساه ايضا بسرعة"
الان
عندما يكون يكون لديك واقع مثبت حقيقي تدركه بكامل حواسك، ثم يتم كتابة تاريخ افتراضي ورقي يتناقض مع هذا الواقع، و يفرض هذا التاريخ على العقل الايمان به، فانه يجعل العقل يعاني من عجز في فهم الواقع و تحليل الظواهر من حوله .
هذا الواقع الثابت الحقيقي الجديد ،حاول التاريخ الذي كتب معالجة التناقضات التي ستظهر في العقل اثناء التفكير به في داخل التاريخ الذي سيكتبه، و من الطبيعي ان هذه المعالجات ستتسبب في عقد تاريخيه عند من يؤمن به، لانها معالجات داخل واقع افتراضي و لم يكن فعلا في الواقع .
فمثلا سيطرح العقل المنطقي :
■ لماذا لم يتم اصلاح القبطية الا في عهد الالباني؟
فكانت معالجة التاريخ : ان بابا الكنيسة القبطية قام بعملية الاصلاح خوفا عليها بعد تاثرها باللسان العربي و دخول كلمات فيها .
لكنه جواب غير منطقي ابدا .
لماذا بدا الخوف على القبطية بعد 1200 سنة، و لماذا لم يتم الاصلاح قبل 500 سنة، ثم اذا كان الخوف فعلا من تاثرها بلغة اخرى، فلماذا لم يخافوا ابدا من اليونانية، لان البابا اصلح القبطية باللغة اليونانية، فلماذا لايوجد خوف ابدا من اليونانية لكن الخوف من العربية .
الايمان بهذه المعالجة التاريخية الغير منطقية لاخفاء هذا الواقع الجديد سيخلق داخل المؤمنين بالكنيسة عقدة كراهية نحو العربية .. لكن الغريب لا يوجد لهم كراهية نحو اليونانية مع انها ليست لغتهم و بعيده عنهم و لا تنتمي لهم ابدا، لا يشعرون نحوها بكراهية .
ايضا كانت معالجة التاريخ : تسمي العملية باصلاح .... و هذه التسمية ليست الا ضمن المعالجة التاريخية للواقع الجديد المثبت .
لكنه جواب غير منطقي
لأن اللغة لا تتشكل بغمضة عين و يتبدل لسان مجتمع عبر الاصلاح.
و الايمان بهذه المعالجة الغير منطقية لاخفاء واقع جديد ستسبب للعقل اعاقة في تفسير الواقع، لان كلمة اصلاح دليل على ان العملية سياق متصل قديم سابق و قد حدث في هذا التوقيت، و سيؤمن العقل بان وجود حاجة اسمها اصلاح، سيبدل لسان مجتمع كامل .
■ لماذا لم يظهر التقويم القبطي الا في عهد الالباني؟
فكانت معالجة التاريخ : ان بابا الكنيسة القبطية قام بعملية اصلاح للتقويم القبطي بامر من الحاكم الالباني .
لكنه جواب غير منطقي
لانه نفس فكرة اصلاح اللغة ..... فهو يفرض وجود سياق قديم للتقويم و تم عمل اصلاح فقط له. اي ان الاقباط عاشوا 1800 سنة على تقويم خاطىء و كانت كنيسة روما طوال 1800 سنة تصحح التقويم، لكن الاقباط لم يكونوا يتفاعلون مع الواقع و لم يفكروا بعمل اصلاح .
الايمان بهذه المعالجة الغير منطقية لاخفاء الواقع سيسبب اعاقة للعقل ، لانه سيؤمن بوجود سياق تقويم قبل الالباني و زمن سابق بالرغم من ان الواقع لا يوجد فيه اي وثائق تثبت هذا التقويم الا في عهد الالباني .
■ لماذا اول كنيسة للاقباط بنيت في عهد الالباني؟
فكانت معالجة التاريخ : ان الاقباط كانوا يعانوا من اضطهاد من قبل حقبة المماليك التي جاء الالباني و قضى عليها، و قام بتنفيذ سياسة مخالفة لهم و شهدت تسامح .
لكنه ايضا جواب غير منطقي
لانه اين الكنائس قبل المماليك .... لابد من وجود كنائس قبل المماليك و موجودة في كل انحاء مصر. لكنها كنائس حديثة عمرها حديث . اما ماىيقال عنةكنائس في مناطق بعيدة خالية من السكان في سينا فهي حديثة جدا حتى لو صنع لها تاريخ قديم .
------------------------------
هذه المعالجات الغير منطقية في داخل التاريخ الافتراضي الذي قدم و التي استهدفت اخفاء واقع جديد ، هو السبب الذي جعل العقل يعاني من عجز في تفسير الواقع و اجابة اسئلة كثيرة يفرضها الواقع ، و هذه الاسئلة لها اجوبة سريعة خرافية من داخل التاريخ الافتراضي الذي قدم للناس و الذي يحوي اخطاء تلك المعالجات الغير المنطقة السابقة .
فمن بين اسئلة الواقع التي تطرح :
■ لماذا تعداد من يسمون انفسهم اقباط قليل جدا و لا يقارن ابدا رغم 2000 سنة من التاريخ المكتوب لهم ؟
الجواب : الاضطهاد من قبل 1200 سنة و هناك قصة الفتوحات الاسلامية هي مرجعية الجميع لتفسير الواقع .
لكن لو عاش 10000 شخص قبل 1300 سنة ، لكان تعدادهم اليوم تعداد دولتين ، لكن تعداد الاقباط قليل جدا لا يقارن ابدا .
ايضا الجواب : لان مصر كانوا مسيحين، و عندما جاء الاسلام فرض الاسلام على كل المصرين الا قلة نجت .
لماذا اذن بقت القلة لليوم ؟!.. المفروض ان 1300 سنة بهذه السياسة لن تترك اي قبطي في مصر .
ايضا الجواب : لان الاسلام دين حق . لكن الدين الحق هو دين الفطرة الاولى، و الدين بنية فوقية تفرض نفسها بقوة في الواقع
■ لماذا تواجدهم انحصر فقط ضمن حدود سياسية حديثة، و لم يشذوا عن قاعدة الحدود السياسية التي فرضها المستعمر؟!
الجواب : لانهم سكان مصر .
لكن السؤال : هل الاقباط دين ام عرق او قوم ؟!
لو كان دين ، فالدين معتقد فقط ، فلماذا سموا اقباط ؟!
لو كانوا عرق او قوم، فلماذا انحصر وجودهم ضمن نطاق حدود سايكس بيكو ، و لماذا هولاء القوم و هم قوم لهم خصوصيتهم القديمة قد تبنوا كتاب ديني ( العهد القديم) الخاص بقوم اخرين ( اليهود ) ......... لماذا لم يكن لهم خصوصية بل ارتبطت خصوصيتهم بكتاب قوم و عرق مختلف عنهم ؟!
لماذا خصوصيتهم تلك جعلتهم يتبون كتاب دين قوم اخرين، و هذا الكتاب الذي يؤمنون به يشبه كتاب غالبية سكان مصر ( قران كريم) ؟!.
لماذا خصوصيتهم القومية تصبح غير ظاهرة مع كتاب قوم اخرين ( العهد القديم) و لغة هذا الكتاب ( العبرية و اليونانية) ، لكن خصوصيتهم تصبح حاضره مع ( القران الكريم) و لغته ( العربي )، بالرغم من ان كتاب العهد القديم و القران الكريم يبدوان متشابهين في الموضوعات .
■ لماذا يتكلمون العربية مثل اي انسان عربي و لسان 90 مليون مصر، بينما القبطية منحصره في نطاق الطقوس الدينية ؟
الجواب : لان العرب هم وراء جعل لسان مصر عربي، و بسبب هذا الوضع اصبحوا يتحدثون عربي، و انحصرت القبطية في الطقوس الدينية.
لكن لماذا اللغة القبطية محصورة في مصر فقط، لماذا محيطه لا يتكلم لغة كتابه ... كيف تختفي لغته و تصبح محصورة في كتاب ديني ؟! .
لان زمان كانت الارض واحدة، و كل الارض مفتوحه لا جوازات و لا حدود و لا اي شيء حديث .
هل لانها لغة كتاب ديني فقط ؟!
لكن العربية ايضا لغة كتاب ديني ؟ ... لكن هناك شيء اسمه نص بلسان الناس الطبيعي الحقيقي الموجود في الواقع، وانت يمكن ان تقرا القران بسهولة بدون احتياج لتعلم اللغة .
لكن ..... كتاب اليهود و هي جماعة تحمل دين مختلف عن الاقباط ، لكنه يشبه القران في موضوعاته و كان مكتوب بلغة عبرية و يحتاج القبطي لتعلم لغتهم لفهم النص الاول المكتوب به كتابهم العبرية ، لكنه في نفس الوقت لسان القران هو لسان 90 مليون مصري و يستطيع ان يقرأه بسهولة جدا.
هل كانت مصر تتكلم بلسان كتابكم الديني ؟!
لكن ... لماذا كتاب القبطي الديني بلغة مختلفة عن لغة نفس الكتاب الموجود في الشام و العراق الخاص بالمسيحين .
لماذا ... لغتهم محصوره ضمن عقلية حدود سايكس بيكو . و كانه واقع فرضتها حالة سياسية واعية بالحدود اكثر من كونها حالة طبيعية لا تعي حدود غير طبيعية .
لماذا ..... اللغة القبطية لا تقارن ابدا بلسان سكان مصر و المحيط ؟!
----------------------------------------
السؤال الرئيسي : لماذا انتظر الاقباط 1800 سنة حتى يقوموا بهذه الخطوات العملية الجذرية ؟!
لو لم تتم معالجة هذا الواقع الجديد ضمن التاريخ الافتراضي الذي قدم للناس، لما حدث هذا العجز في تفسير الواقع و اجابة كل هذه الاسئلة .
لان اللغة القبطية لم تظهر في مصر الا بعد غزوة نابليون و هي لغة يونانية بحته وضعت كلغة كتاب ديني، و لم يظهر التقويم القبطي و يبدا التعامل معه الا بعد غزوة نابليون، و لم يتم بناء اي كنيسة في مصر منذ بدء التاريخ الا بعد غزوة نابليون .
كل هذا واقع جديد استحدث في عالم قديم جدا مصر و قد ظهر بعد غزوة نابليون و قد حاول صناع هذا الواقع الجديد اخفاء حداثته و منحه موقع ضمن عالم قديم ، بواسطة كل هذا التاريخ الذي اخرج للناس بواسطة طابعة نابليون و الالباني.
نعم ... هذه اللعبة الدينية و الزمنية و اللغوية و التاريخية .... هي المشروع الذي جاء به نابليون و التي لم تكن لتستطيع اي قوة من تنفيذها الا بعد تزوير نقوش مصر.
{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}
.
.
تحليل منطقي معلومات قيمه
ردحذف