كنت مخطىء عندما اعتقدات ان السنوات الاخيرة خصوصا السنة الحالية ستكون كافية لفضح ظاهرة الدعاة امام الجماهير الكبيرة ، عندما تخلع الاحداث المتسارعة و المواقف القناع عنهم و يظهر امام الجماهير الوجه الاعلامي الحقيقي لهم ، الذي يعمل ضمن مشروع ممنهج و منظم لتوجيه الجماهير بما يخدم مشروع استراتيجي اعلامي لقوى اقليمية تابعة لقوى دولية تعمل ضد مصالح المنطقة .
من واقع التعليقات وجدت انه ربما البعض يحتاج الى صدمات اشد ، حتى يدركوا باننا في عالم منظم و ليس عفوي . و ربما انهم لم يفهموا قواعد اللعبة التي تمكنهم من خلع الاقنعة بسهولة بدون حتى تجربة .
لذلك .. ساتحدث عن قواعد اللعبة من خلال نماذج من هولاء الدعاة ، و قد يزعج كلامي البعض خصوصا عند الحديث عن ظواهر الدعاة التي لا تسير في الخط الدعوي السعودي لكن الامر اصبح ضروري، حتى يدرك الكثير اللعبة ، و لذلك ساترك كل الظواهر و اتحدث عن ظاهرتين جديدتين هما ظاهرة عدنان ابراهيم و ظاهرة حسن فرحان المالكي .
عندما بدات هاتين الظاهرتين( عدنان ابراهيم و المالكي) في البروز في الفضاء الاعلامي شعرت بخطر اختراق ، خصوصا من كثرة اقبال الكثير من اليمنين على صفحة و حساب الداعية المالكي ، كنت ادعو الكثير من اليمنين و المقاومين للمشروع الصهيوني في المنطقة من الحذر الكثير منهما، ليس من الفكر وحده بل من ان يسيطران روحيا و فكريا على الناس .
لماذا ؟
ساخبركم بقواعد اللعبة
كل الشعوب العالم فيها نسب ، فيها غالبية و فيها قلة ، فالغالبية الكبيرة من اي شعب في مستوى تفكير عادي ، و هذه الغالبية هي المستهدفة دائما ... لانه يمكن توجيهها بسهولة بواسطة نجوم اعلامية ، نجوم ( فنية ؛ دينية ، فكرية ، سياسية )، و لان الدين من اقوى وسائل التوجيه في منطقتنا، لانه يملك سلطة روحية و وجودية بجانب السلطة الفكرية ، و يستطيع ان يخفي الوجه الحقيقي للتوجهات السياسية ، لذلك يجب الحذر دائما من النجوم الجديدة التي تظهر في الفضاء الاعلامي .
هذه حقيقة اصبح يدركها الكثير ، لكن قد يقول البعض بانه لا يمنع من وجود حالات تشذ عن هذه القاعدة .
صحيح ... لكن كيف تميز .
هناك طريقة نستطيع ان نعرف بها توجهات هولاء ، عندما نخرج من عالم التمثيل الى عالم الواقع . عندما نخرج من عالم التمثيل الذي سيطر على مخيلتنا بسبب كثرة مشاهدتنا للمسلسلات التلفزيونية و الافلام السينمائية ، و التي قضت على صورة الواقع الطبيعي في مخيلتنا ، فافقدتنا رؤية الواقع و اصبحنا نجد صعوبة شديدة في التفريق بين التمثيل و الواقع الطبيعي .
هناك مقولة تقول : الفرق بين الحقيقة و الزيف ، هو مثل الفرق بين المجوهرات الحقيقية و المزيفة .. المزيفة تبدو اكثر إتقان و أكثر لمعان و بريق.
نعم المزيف يبدو اكثر اتقان و احتراف و اكثر لمعان و بريق حتى يخدعك .
لنضرب مثالا بعدنان ابراهيم
● عندما تجد شخص يجيد الخطابة بصوت جهوري بالتناغم مع حركات يده و جسمه ، فانت امام ظاهرة مدربة و تعي جيدا مفعول هذا للجماهير ... و تعي ان الجماهير تنجذب لقوة الخطابة و ليس لقوة الحجة و المعرفة .
فدائما ما تجد بان اسلوب الخطابة و الصوت الجهوري اسلوب ذكي لاقناع الجماهير بالموضوعات .. و هو عمل ذكي ايضا لاخفاء الحقيقة .
● عندما تجد شخص بتلك اللحية المنتظمة و تلك العناية الفائقة بالملابس و يرفع مقاطع فيديو عالية الجودة لخطبه و هو يعتلي منبر جامع مزخرف بفضاء يحمل عمق، فانت امام طاقم محترف يعمل خلف ذلك الفضاء و يعي جيدا علاقة ذلك الديكور بايصال المعلومة للجماهير .
هل قد شاهد احدكم صورة للمصلين الذي يخطب عليهم عدنان ابراهيم ، هل قد سمعتم اصواتهم و هو يحدثهم ؟ ... فضاء مصطنع .
● عندما تجد شخص يرفع مقاطع فيديو عالية الدقة لمحاظرات يلقيها و خلفه توجد مكتبة و على سطح الطاولة امامة مجموعة من الكتب . ... فانت ايضا امام طاقم محترف خلف تلك الصورة ، و يعي دور ذلك الفضاء الديكوري في اقناع الجماهير بالافكار .
● عندما تجد شخص بشكل منتظم و متواصل و دقيق يرفع مقاطع فيديوهات له ... فانت امام عمل منظم و ليس عفوي .
● عندما تجد شخص دائما في فضاء محدود و لا تشاهده خارج ذلك الفضاء المعتاد ، و لا تعرف ماهو عمله الذي يحصل منه مصدر العيش .... فانت امام موظف ضمن وظيفة محصورة بذلك الفضاء
● عندما تجد شخص في احاديثة حريص على لغته و يعتني بها جيدا و لا يقع في غلطات كلامية ... فانت امام شخص حريص جدا على صورته امام الجماهير .
● عندما تجد شخص مشغول جدا بتبرير حديث او موقف خاطىء امام جمهوره .. فانت امام شخص راسماله هو الجمهور .
● عندما تجد شخص يناقش كل الموضوعات فلسفية و دينية و علمية و سياسية ... فانت امام شخص يحاول استقطاب جماهير كثيرة من كافة الشرائح .
● عندما تجد شخص غاضب جدا و صوته مرتفع و الانفعال ظاهر عليه عند الحديث عن نظام دولة عربية و لا يجد اي عذر له، و عندما يتحدث عن النظام الامريكي في المنطقة و نقل سفارة امريكا للقدس تجده يبتسم و يسخر و يصر على جعل القضية بانها مرتبطة بشخصية التاجر ترامب و ليس النظام بالامريكي، مستدل بصحف اسرائيلية ... فانت امام شخص غير طبيعي ابدا و يعي جيدا ما يقوله و يوجه الجماهير لتميع الواقع .
● عندما تجد شخص حريص في كثير من خطاباته على ان يحدث جمهوره الكبير بان اساس مشكلة شعوب المنطقة مرتبطة بالتراث ، و لا علاقة للغرب في مشاكلنا و يحمل الشعوب ...... فانت امام شخص مرتبط بتوجه غربي يخفي الدور الاساسي القذر للغرب في خرابنا.
● عندما تجد شخص يعلي من المؤسسات و المنظمات الدولية و يعتبر تقاريرها و اعمالها حجة شرعية ، و ينسى كل الاجرام و الحقارة التي تقوم بها منذ تاسيسها و الى اليوم .... فانت امام شخص ضمن الطاقم الاعلامي الغربي
● عندما تجد شخص حريص على تاكيد ان الطائفية في المنطقة سببها التراث و الفهم الخاطىء للدين و يعطي نموذج العراق و يستدل بالتاريخ ، و ينسى امريكا القذرة التي غزت العراق و دمرت و خربت .... فانت امام اعلامي امريكي .
● عندما تجد شخص يتحدث من على قناة سعودية ، و بصوت جهوري يصف علماء السعودية بانهم حجج الزمان، و بان السعودية قائدة الامة و العالم لاسلامي السني و بان محمد بن سلمان هو منقذ المنطقة و مشروع حداثي و بانه اكتشف مؤخرا بان ايران تمارس دور خبيث و قذر في المنطقة ... فانت امام انسان متدرب و يعمل في وظيفة منتظمة تابعة لجهاز مخابرات .
● اخيرا ... عندما تجد شخص يرفع مقطع فيديو ليبرر حديثة الجميل عن السعودية و يدافع عن نفسه و موقفه و بانه لم يشترى من قبل احد ، بعد توقيف برنامجة من قنوات السعودية و منع الاعلام السعودي من استضافته ، و تجده مشغول بشكل طفولي بالحديث عن فئة من الناس يصفهم بخصومة و اعداءه و هم اصدقاء محور ايران لانهم شمتوا به ...... فانت امام شخص يبعث برسالة غير مباشرة لجمهوره بان ايران عدوتنا من اليوم .
الان ... التمثيلية الحالية هي .... عدنان ابراهيم محارب من السعودية .... و هناك اعداء له هم محور ايران ...و هذا يعني بان حديثه القادم حول ايران سيكون منطقي و لن يكون بتوجيهات من السعودية ...لان السعودية تحاربه .
مسلسلات طفولية .
اما بالنسبة لحسن فرحان المالكي
اعرف ان الكثير سيعترض على حديثي حول هذا الرجل لكن :
لا يمكن لشخص يحمل مثل توجهات المالكي المعارضة للوهابية و يبقى حي في السعودية ، و يصعد دائما في قنواتهم ، الا لو لم يكن خطر بل هو مشروع قادم يعمل على استقطاب جماهير حتى اطلاقه . ... بديهية .
هم مشاريع مؤجلة .. هم في مرحلة صناعة نجوم جديدة من اجل استقطاب كبير .... حتى الوقت المناسب لاطلاقهم بما يخدم التوجه السياسي الجديد لهم .
عدنان ابراهيم و المالكي دخلوا الفضاء الشيعي باحاديثهم عن معاوية ... لكن البعض لا يدرك بانها عملية اختراق فقط ... لانهم يعرفون من اين تؤكل الكتف ... من اجل استقطاب جماهيري من الفضاء السني و خاصة الفضاء الشيعي ... و حتى لا يوصفون بالوهابية و الاخوانية و الطائفية عندما يكون لهم احاديث في قضايا ستاتي جديدة .
و خير دليل .... كلام عدنان ابراهيم الاخير .. و حديثه عن الدور الخبيث لايران في المنطقة .... لانه يعلم جيدا بان الجمهور الذي صنعه سيصدق كلامه و سيجد في كلامه منطق و حقيقة ، لان جمهوره يعرف بان عدنان ابراهيم ليس طائفي و يكره معاوية و مادام تحدث عن ايران بهذا الكلام فاكيد هناك سبب منطقي و حقيقي غير الطائفية ... فعلا ايران تمارس دور خبيث .
نحن امام موظف اعلامي رسمي ... نجم سينمائي دعائي ...يعمل لصالح قوى منظمة ، و لا يستطيع ان يشاهد الغرب القذر الفاجر و دول الخليج و هم يخربون و يدمرون دول المنطقة بوقاحة و سفالة .