بوست يجب ان يقال. اتخيل نفسي في فضاء افتراضي شاهدت فيه كل افكار و امزجة و تقلبات الناس، كان بالنسبة لي وسيلة جيدة و مفيدة اعلاميا لشخص يعتقد بفكرة غبية انه يشارك مجتمع في اصلاح الواقع على قدر الممكن.الشيء المؤكد الذي لا غبار عليه ان الزمن سيغير الجميع الجماد و الحي و لن يبقى شيء مكانة، سيلف الجميع ، لكن متى ؟. يكلمني شخص عن حماقتي ، بل قل عن حماقة حسابي و كيف تخليت عن كم كبير من المتابعين في صفحتي بعد مواقف و افكار اخيرة ، و كاني ابحث عن جمهور يعوض مرض حب الظهور لدي بكم لايك في صفحتي. اطلاقا .....لا اجد اي متعة اطلاقا في مثل هذه الاشياء، بل اني مدمن عزلة و احب كوني وحيدا اكثر من كوني بين اناس.
ساقول شيء بشكل صريح، رغم انه خاص بي الا اني اراه حالة عامة . اضحك كثيرا حين ازور صفحات نجوم في فضاء المواقع التواصل الاجتماعي مثل اروى عبده عثمان ، و موضوعاتها و قصة عمتي تقوى و كيف تشوفوا و كم لايك لديها و شير على كلام سمج لا يمت بصله للواقع الان ، و القصف و الحرب مستمرة ، و كانه كلام يخرج من شخص عاجز يبحث عن اي شيء كي يلونه ليبدو انه يستحق التصفيق ، و لم يستطع ان يفهم ما يجري، و لا يملك شجاعة الشخص المتمرس على ظروف اقسى من هذه الظروف الذي يجد نفسه حاضر في اي وقت لاظهار فكرته ، لكن هدار سخيف هذا اقل ما يقال عنه ، و ليس كلامي هذا لانها حظرتنيي من صفحتها لاني قلت لها هذا عدوان و ليست حرب ، و لكن لم يعد هناك وقت للمجاملات ، خلاص ، هذا وقت التعرية للجميع. و اضحك كثيرا في صفحة مثل صفحة منظر العلمانية الجديد حسين الوادعي، الذي استطاع ان يسحب اليها مدعي العلمانية و الغير منتمين لاحزاب، و البوست المكرر دائما العلمانية هي الحل في تفسير و حل الواقع و دروس في العلمانية بترتيب كلمات و استدعاء احاديث مكررة بالرغم من انها مليئة بالانترنت لكن كاننا نحتاج الى امام لها في اليمن يتحدث باسمها ، هذا الشعار الذي تحول الى هوس كقصة الحل هو الاسلام، و لا علاقة لما يجري الان في اليمن تماما من قريب او بعيد بقصة العلمانية هي الحل، و حتى لو كان 80 بالمائة من الشعب يؤمنون بالعلمانية فسيجري عليهم في واقعهم نفس ما يجري الان.لن تغير العلمانية اي شيء مما يجري الان .
و بالرغم من اني اضحك الا انه ينتابني نوع من الحسرة لدورهم الكبير في عملية تخريب العقل و التفكير ، و من بين تلك النماذج رئيس تحرير صحيفة الاشتراكي ابو النصر و هو يكتب هلوسات شاعرية في وقت نحن بحاجة فيه الى لغة جادة و جافة و واضحة و صريحة بدل تلك اللغة الغامضة الشاعرية التي تخاطب المخاوف و العواطف ، نحتاج لتعرية الحجاب الذي يراد اطباقه على وعينا ، و ليس لزيادة تغطية .
الحقيقة اني وصلت لقناعة ، من خلال مراقبة و متابعة و رصد عينات سوى هنا او خارج الفضاء الافتراضي، الى ان الدور الذى تمارسة تلك الشلة التي تملىء الفضاء الاعلامي (شلة المثقفين) التي تسبق اسماءها كلمة دكتور او اديب او مفكر و تملك جمهور متابع لها ..دور خطير جدا...انهم يروجون لموضى مدمرة للوعي في طريقة كتاباتهم و تحليلاتهم و قراءتهم ...لا توجد قيمة حقيقة فيما يكتبون تنهض بالوعي و تفتح الوعي ، مجرد مسابقات فيما بينهم حول من يكتب افضل مقال انشائي يخاطب العاطفة ، موضة قاتلة تدمر الوعي ، موضى تحول الحقيقة و الصدق الى قيم تعتمد على الكلمات المنمقة و التراكيب اللفضية الجديدة التي تعتمد على الموسيقى ، موضى تعتقد ان الحقيقة موجودة في اللغة المرتبة و الاختيار الجيد للمفردات و تراكيب الجمل المعقدة و ليس في النظر للواقع .موضى تستدعي اللغة فقط و تعتقد ان استدعائها يحقق واقع موجود من خلال تراكيب الجمل ...هذا ليس وعي سليم ..هذا تدمير و تخريب على نطاق واسع للوعي الجمعي . هذا ينتج وعي مصاب باوهام لا اساس لها على الواقع ..يصنع وعي مسكون مغرق بالاحلام و منفصل عن الواقع تماما .
اشعر باسى عندما ازور صفحات المهوسيين بالجلوس فوق عرش اللايكات ، اشعر باني في حضرة ملك مسرحية نهر الجنون لتوفيق الحكيم و هو يشاهد شعبه يشرب من نهر الجنون ، و اتخيل شكل سقطاتهم المنتظرة بسبب جمهورهم في اي وقت.
صحيح كنت اتابع ما يكتبون و اقوم بنشرة في بعض الاحيان ، لاجل تعميم منطق و كلام جديد و مختلف في وضع مختلف جدا و اكثر استقرار من هذا الوضع ، يتناسب مع موقف او حدث في سياق مختلف ، صوت جديد غير صوت المالوف لكن ما ان تقدموا ل الاختبار النهائي فشلوا جميعا، بكل شيء و اثبتوا لي انهم ضمن معسكر فكري واحد لخدمة الراسمالية المتوحشة، متوحدون في خدمة توجه سياسي و ليس عفوي ، سقطوا و تبين انهم انما يكتبون لاجل جمهور و ليس لاجل شيء يؤمنون به، موضى فقط، قد تقول هل اطلعت على دواخلهم؟، ساقول لك انهم ايضا لم يطلعوا على دواخلهم و لا يعرفون ماذا يريدون. لغتهم غامضة تشير الى عقل لم يستوعب بعد ، المهم ارضاء جمهور ، فهم يخافون من تقريع الجمهور كثيرا .
انا مجرد شخص عادي جدا ، عاش خمس سنوات ، استطاع ان يبني نموذج متكامل لفهم الواقع السياسي و ما يجري في اليمن و المنطقة، هذا النموذج الذي اجتهدت عليه، كي اطفي الهاجس دخالي الذي يريد ان يعرف و لا يحب ان يكون مطية للاخر يركب فوقه و يقاد الى اي مكان. هذا النموذج بنيته من اسس ثابته صلبة لا تتزعزع حتى الان ، هذا النموذج بنيته بوسائل و ادوات علمية تماما، يستند على العقل و المنطق و لا يتاثر بالعاطفة ، يخاطب عقلي و ليس عواطفي .متسلح بادوات الاستقراء و استبعاد الخطا و اعتماد الاشياء الاكثر صحة و المقارنة المنطقية..، و احجار هذا البناء من البيانات الاكثر موثوقية . هذا النموذج يستطيع ان يجيب علي كثير من الاسئلة تقريبا ، و زاد من ثبات هذا النموذج حتى الان انه قادر على التنبوء الدقيق .
بنيت نموذج فقط بنفسي و لم يتدخل احد بالبناء معي اطلاقا، و لم اشتري هذا النموذج من احد ، و لم اشتري اجزاء من هذا النموذج من احد، و لم اتبناه من احد ، اجتهدت و تعبت جدا حتى بنيت هذا النموذج ، و حتى الان لم يتصدع هذا النموذج لانه يجيب على الكثير من التساولات و يقدم تنبوات دقيقة ، هذا كل ما في الامر. و ما اكتبه لا اكتبه الا من باب شعور عميق بالمسؤولية خصوصا و نحن تحت توحش عدوان خارجي ، يتطلب منا نشر وعي سليم ليفضح المخططات التي تتعمد تغطية العقل كي تستطيع التسلل بل الاقتحام بدون اي رادع ، يتطلب وعي جديد غير الوعي السائد القائم على خطاب العاطفة ، اتقصد في كتاباتي استهداف العمق في الوعي بروح تفكر ب المصلحة العامة المشتركة اركز فيها على دعوة للتفكير و البحث عن اللامفكر و الاسئلة الغائبة .
البعض يرى في الامر شيء فيه نوع من التعالي ، لكني لست في باحة مثل هذه الازمات النفسية ، البلاد ذاهبة للجحيم و هم سبع ست سنوات يكتبون بلغة غير مفهومة غامضة ، الواقع اصبح واضح و لغتهم مازالت غامضة ، الموضوع ليس خاص او شخصي بل امر يخص العامة كلهم يطول الجميع ، بالرغم اني استطيع نشر هذا البوست بصيغة اخرى لا وجود لذات الكاتب فيه ، لكن تعمدت كتابته بهذه الطريقة لانقل تجربة شخصية فقط فقط ، ليست ملكي بل هي ملك الجميع ، فانا هو انت، و انا اعبر عنك بطريقة اخرى ، كي يخرج البوست من جموده و يدب فيه روح الواقع الذي نحتاجه اليوم بشكل اكبر من اي وقت مضى ، بدل اللغة المنفصلة عن الواقع المعبرة عن احلام ليست واقعية .
ابن الشمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق