هل اصبح الجميع يستوعب ... بان كل الخلافات التي تجري في المنطقة بسبب عامل خارجي يصنعها لاجل تقسيم و تفكيك الدول لما يخدم مصالح الغرب ؟
الغرب من مصلحته الاستراتيجية ان يخلق الفرقة في كل مكان ، من مصلحته تقسيم و تفتيت الدول و المجتمعات .. حتى يبقى و يظل هو الاقوى .
سياسة .... فرق تسد
هذه الاستراتيجية الغربية في تقسيم المجتمعات ليست فكرة حديثة ، بل قديمة، و القوة السياسية التي تحكم في الغرب تنتهج هذه السياسة .
الغرب عندما يكون له اطماع في مكان ما ، فهو يضع مجتمع المكان في راسه ، و اول فكرة يفكر بها هي تقسيم مجتمع ، فهو يدرس المجتمع و عندما يكون مجتمع متجانس و مستقر ، فيقوم عندها بصناعة اختلافات فيه ، و يحاول ان يصنع لها تصنيفات جديدة ، و يصنع لها سردية ثقافية كبيرة و يؤسس لها اهتمام و تضخيم ، يحاول ان يصنع اي تصنيفات للمجتمع ، سوى كانت تصنيفات دينية او مذهبية او طائفية او عرقية او قبلية او جنسية او تاريخية الخ ،او يحاول ان يظهر التنوع الواضح و البارز في المجتمع و ينميه و يصنع له مؤسسات لحمايتها ، لصناعة الخلاف داخل المجتمع .
الموضوع ليس صعب ابدا ... لفهم هذه السياسة .
قصة سنة و شيعة .... هي صناعة الغرب
و قصة هوتو و توتسي .... هي صناعة الغرب
و قصة مسلم و مسيحي ... هي صناعة الغرب
و قصة فرس و عرب ..... هي صناعة الغرب
الان
عندما يضع الغرب شمال افريقيا في دماغة ... سيجد بانه ليس هناك سنة و شيعة ، و ليس هناك مسلم و مسيحي ، و لايوجد اختلاف ديني او مذهبي واضح و بارز هناك ...فكيف سوف يقسم المجتمع هناك ؟
عرقيا او لغويا
الان ....... الغرب يصنع لدول المغرب العربي سردية تاريخية جديدة وهمية و الناس ستصدق ، تماما كما صنعوا سردية تاريخية جديدة وهمية للمنطقة قبل 1400 سنة.
و لان الغرب لا يستطيع ان ينتج صراع بناء على الرواية الدينية ، او على الزمن الحديث الذي لا يحمل مظاهر او قصة يمكن تجسيد الصراع فيه ، فلابد عندها من نقل مخيلة المجتمع الى زمن اخر ، و صناعة قصة وهمية جديدة داخل هذا الزمن، و جعل القصة تحمل في داخلها بنية صراع ، و تقوم باداء ادوار القصة شخصيات تحمل صفة ملوك او حكام ( رموز و ايقونات ) ، لان صفة الملك مرتبطة لدينا بغريزة الحكم و السيادة و الاحقية، ثم جعل المجتمع يعيش احداث هذه القصة الوهمية حتى يجسد المجتمع ذلك الصراع على ارض الواقع اليوم و على الهواء مباشرة ... بث حي و مباشر .
كنت قد كتبت مقال سابق يتناول موضوع عام حول نظرية البيرة، و اليوم نقدم لكم مثال جديد على نظرية البيرة .
صناعة الشعوب عبر تزوير التاريخ - نظرية البيرة
قصة سيفاكس و ماسيناس
الفينقين معاهم سيفاكس ، و الامازيغ معاهم ماسيناس.
زمان كان اسمهم فينقين و اليوم اسمهم عرب ، و زمان كان اسمهم بربر و اليوم امازيغ .
العرب و البربر
السنة و الشيعة
الان ... انتقلوا الى خطوة متقدمة جدا بتجسيد رموز تلك القصة الوهمية التي لم تحدث .. بتصميم تماثيل و منحوتات لشخصيات القصة و سيتم وضعها في الساحات العامة و الكبيرة .
هل هناك عاقل يقبل ان يجعل من تاريخ لم يكتبه هو تاريخه، هل هناك عاقل يجعل من تاريخ صراع وهمي كتاريخ حقيقي ثم يجعله تاريخ خاص بشعبه و بلده ؟!
هل هناك من يصدق تلك القصة الوهمية ، و يؤمن حقا بانه كان هناك حقا تلك الاسماء و الاحداث .
انهم و الله يسحرون المجتمعات بالاوهام .
في الماضي .... تم ترجمة قصة سيفاكس اخر ملوك الفينقين الوهمية، الى قصة الملك سيف بن ذي يزن اخر ملوك الدولة الحميرية . و اليوم عاد الناس لى النسخة الاصلية من القصة.
هل تعرفون لماذا هذا ؟
لان ذاكرة هذه المجتمعات قد مسحت، بعد ان تم اخفاء سجلاتها الكتابية القديمة ..... و استبدلت بتاريخ وهمي تحوي ايقونات بشرية وهمية و يقوم بكتابته اوغاد ... يخفون لديهم سجلات الشعوب و المجتمعات بعد سرقتها .
اصبح الوهم يملك ملامح على هيئة تمثاثيل، و اصبح حقيقة حية يعيش الناس معها.
متى سينتهي عصر الضحك على الشعوب من قبل الغرب ؟
قريبا
.
.
"التاريخ يكتبه المنتصرون" ونستون تشرشل
ردحذف