السبت، 28 فبراير 2015

من هي القاعدة و داعش ؟

الكثير منا يعرف ملحمة الالياذة رائعة هوميروس ، هناك من قراءها و هناك من شاهد فلم طروادة و الذي مثل فيه براد بيت دور البطولة في شخصية اخيلس و تلك الحرب التي دارت عشر سنوات بين اسبرطة و طروادة ، و التي انتهت بخدعة الحصان الخشبي ، ليصبح ذلك الحصان اشهر حصان في التاريخ …. حصان طروادة.

لكن هل سأل احدكم من قبــل لماذا تحديدا الحصان ؟، لماذا اختار الاسبرطيين الحصان دون غيره من الحيوانات في تلك الخدعة التي جعلتهم ينجحون في التسلل الى داخل اسوار طروادة ؟، لماذا لم يكن شكل اخر ، كان يكون هندسي او عربة ، او أي مجسم كان ؟
دائما عندما نذكر أو نتذكر حصان طروادة. نريد أن نحيل لقاعدة يونانية فكرية و فلسفية مفادها( في المقدس يوجد المدنس) و تراجيديا طروادة كباقي تراجيدات اليونانية تفسر كيف أمكن و يمكن دائما أن نمرر المدنس و الخبيث و الحيل و الخراب و نلج به أعتى الحصون، إن نحن أعطيناه غلاف المقدس، و لكي يسهل علينا فهم هذه التراجيديا، لابد أن نعرف أن مدينة طروادة كانت تقدس الحصان ، و لم تجد اسبرطة غير حصان خشبي كهدية منها لطروادة بداخله وضعت 12 جنديا من اقوى جنودها ، و نشرت حوله جثث مضرجة بالدماء لجنود و اختفى الاسبرطيون للدلالة على انهم ليسوا موجودين و ليسوا مسؤولين عن ذلك الحصان . صحت طروادة و فتحت أبواب سورها المنيع لتجد الحصان ، ففرحت و استبشرت به بعد ان امنت انه مرسل من الرب ، بعد ان قتل جنود العدو ، و ادخلته الى داخل اسوارها تحتفل به و بالنصر ، و تحت جنح الليل تسرب الاثنى عشر جندي اسبرطي و ذبحوا كل الحراس و فتحوا الأبواب لجنود اسبرطة ، و هكذا طروادة فاقت لتجد نفسها و الخراب في كل مكان حولها .

هل تبدو القصة خرافية ؟
ما قام به الاسبرطيون في خدعة الحصان المقدس ، يتم عملة من قبل خبراء الامن و التخطيط في مجالات كثيرة ، انها تكتيك يتم عمله ضمن المشاريع الاستراتيجية في مجالات كثيرة ، استراتيجية التموية و الخداع بالمقدس او الموثوق منه بحيث يصعب رؤية الصورة الحقيقية المختفية خلف المقدس . 

فمثلا هذه التقنية القديمة في الاختراق و التدمير ( حصان طروادة )، استفاد منها هواة اختراق الأنظمة الكمبيوترية في بداية ظهور عصر الاننترنت ، طبقوا تلك التقنية حرفيا بالاعتماد على المقدس لكن على المستخدم ، بالاعتماد على التمويه فقط ، فهواة اختراق اجهزة الحاسوب، كانوا في البداية يستخدمون برامج يقومون بإرسالها الى الضحية الذي لا يملك ثقافة امنية بالحاسوب و عندما يفتحها تبدا البرامج الضارة تصيب النظام ، لكن بعد ان انتشرت ثقافة الحاسوب و امنه، فبدا هواة الاختراق يلجؤون الى حيلة اخرى تتمثل بخداع المستخدم بان الملف ليس برنامج ضار عن تغير خصائص شكلية في الملف ليظهر على شكل ملف صورة او مقطع فيديو، فتطمئن الضحية و يضغط على الملف ليبدا يعمل هذا التطبيق الضار. لكن مع الوقت استفاد محترفي الاختراق من تقنية حصار طروادة ، و طبقوها حرفيا بالاعتماد على المقدس للنظام نفسه ، و هم من ادخلوا الى قاموس مصطلحات الكمبيوتر مصطلح جديد اسمه تروجان، و الذي يشير الى حصان طروادة ، و التروجان هو برنامج خبيث غير آمن يتعرف عليه النظا على انه جزء من النظام يتسلل الى انظمة الكمبيوتر و يقوم بعملية تحكم و تخريب على النظام .

الآن دعونا نذهب الى تقرير من صفحي الماني ذهب الى العراق و قام بعمل تقرير عن ظاهرة داعش و حاول الوصول الى اماكن تقدمها و زار الجامع الذي خطب فيه البغدادي.
الصحفي يصف داعش كطوفان كاسح في كل مكان، و يصف ما يجري بالمذهل و الغير منطقي، ثم يلتقي بعدد من اعضاء داعش من جنسيات عديدة اوروبية امريكية و كلهم بلحى و ملابس قصيرة، و يطلقون صرخات الله اكبر مصممون على النصر و يتوعدون كل من يقف امامهم بالموت. 

ذهول الصحفي لا يقل عن ذهول شعوب المنطقة ، الصحفي منذهل امام هذا التوسع و التقدم و امام ذلك الايمان لدى الجنود ، لماذا الجميع عاجزون عن فهم ما يجري و تفسير هذا الذهول ، لماذا عاجزون عن تفسير داعش او القاعدة، لماذا تفسيرها لا يخرج ابدا عـــــــــــن منطقين اثنين فقط يدوران حول المقدس، نعجز عن تفسيرها و نعييدها الى نصوص لفهم الظاهرة.

حسنا لو عدنا الى قصة حصان طروادة و تخيلنا انفسنا من سكان طروادة فسنكون واحد من اثنين ، الاول قبل دخول الحصان : هو شخص مؤيد لدخول الحصان المدينة لانه مقدس و يحتفل به فقد استطاع قتل العدو و هذا ينطبق على حال من يعتقد بداعش اليوم في عملية استقطاب و احتفال بها لدخولها كما احتفل اهل طرواده بالحصان، و الثاني بعد دخول الحصان : هو شخص يرى ان سبب خراب طروادة هو الحصان المقدس ، و يعتقد ان الحصان لم يكن مقدس و هو سبب الخراب و الدمار فيتم توجيه السب و الشتم و اللعنان على تماثيل الاحصنة باعتقاد انها سبب الخراب و هذا ينطبق على من يعتقد بان الخراب سببة العقيدة. حتى يخرج من بين الجموع شخص ثالث و يقول السبب ان طروادة وقعت تحت طائلة اختراق اامني من خلال مقدسها ، و يقول ان كــــل الجماعات الاسلامية حصان طروادة التي تختفي خلف ظاهرتها مرتزقة و جنود و عملاء استخبارات ،و انها فكرة امنية قديمة و معروفة في اختراق الانظمة ، هذه هي القصة كاملة . 

كانت مرحلة القاعدة هي مرحلة الاستقطاب للمرتزقة من كل مكان باسم المقدس ( الحصان الاسلام ) بواسطة شبكة معدة لهذه المهمة ، مرحلة التاسيس او القاعدة للعملية الامنية ، ثم انتقلت الى مرحلة جديدة وهي العمل على الميدان بعد دخول الحصن ...... داعش او انصار الشريعة .

لذلك يصعب على الجميع تخيل انهم تحت دائرة مخطط امني ذكي اسمه حصان طروادة ، اعدته اجهزة استخابارات لقوى دولية، هذا المخطط الامني كان ضرورة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و سقوط شرعيات التدخل المباشر في البلدان ، كانت هذه العملية الامنية ضرورية لاجل الحفاظ و ترتيب مصالحها او السيطرة على مصالح جديدة ، بحيث تقوم بارسال مرتزقة مدربون و مدارون من قبل جــــــــــــنود استخبارات الى البلدان و لا يشك احد بهم لانهم بلباس داخلي مقدس، تكتيك للحفاظ على استراتيجية مسار المشروع السياسي لها في المنطقة . ثم تبدا بتنفيذ المهام الموكلة لها. 

يعني اذا دخل اوروببين و امريكين و اجانب الى المنطقة قبل ثلاثين سنة و عملوا جماعات و صنعوا فوضى فلن يشك احد اطلاقا بانهم تبع دول عظمى لزعـــــــزعة المنطقة و سيقف الجميع ضدها و ضد الغزاة ، لكن عندما يدخل امريكين و اوروبين و اجانب بلحى و دقون و ملابس و ازياء قديمة و يرفعون شعار الاسلام الى المنطقة للمشاركة بخدعة الخلافة الاسلامية، فالبعض يرحب به قبل الخراب كمنتج محلي ينتمي له ، و بعد الخراب فان الجميع بلا استثناء يذهبون على طول الى الحصان و يعتقدون انه السبب في الخراب . و لا يدركون انهم كانوا تحت طائلة اختراق امني من قبل اجهزة استخبارات تدير العملية على الميدان بواسطة عملاء و مرتزقة يجلبون من اماكن عديدة بلباس ديني كي تعطيهم حرية التنقل و عدم الشك في اهدافهم. 
لذلك 

اتحدى الاعلام يستبدل كلمة ارهابين او اسلامين الى كلمة مرتزقة اجانب او عملاء استخبارات في وصف ظواهر الجمـــاعات المسلحة التي تحمل طابع ديني كالقاعدة و داعش و انصــــــــــــار الشريعة و الخ، و يستمر شهر في الحديث بهذه اللغة ، سوف ترون كيف ان عقل المشاهد و المستمع سوف يبدا يعي القصة جيدا.
القصة اعلام موجه ذكي و عملية امنية معروفة من قبل مراكز استخبارات تطبق في المنطقة باسم حصان طروداة .