الجمعة، 14 مايو 2021

صناعة ‏الشعوب ‏عبر ‏تزوير التاريخ - ‏نظرية ‏الهة ‏البيرة

سانقل لكم ملخص نصي ل مقطع فيديو شاهدته في اليوتيوب بعنوان ( نظرية الصدمة ) .

----------الملخص------------

في خمسينيات القرن العشرين ، فكر طبيب نفسي كندي يدعى دونالد كاميرون بفكرة شيطانية ، حيث حاول البحث عن طريقة يستطيع من خلالها تغيير الانسان بشكل كامل ، اي ان يصنع من انسان ما .. انسان جديد مختلف تماما ... بافكاره و عواطفة و قناعاته .

كان الطبيب الكندي يرى ان افكارنا و مشاعرنا و اخلاقنا تاتي من مصدرين اثنين :

1- ذكريات الماضي

2- ادراكنا للحاضر .

و لكي يصنع كامرون الانسان الجديد الذي يريد، لابد اولا من ان يلغي الانسان القديم ... اي لابد ان يرجع الصفحة بيضاء قبل ان يكتب عليها ما يريد.

و حتى يفعل ذلك عليه ان يعرضه لصدمة كبيرة ، تلغي الماضي و تلغي الاحساس ايضا بالحاضر .

قام الطبيب الكندي بتجاربة على مرضاه النفسيين ، حيث كان يعرضهم لصدمات كهربائية شديدة و يعطيهم عقاقير مهلوسة، حتى يفقد المرضى ذاكرتهم . ثم كان يعطل جميع حواسهم، بان يضعهم في اماكن يسودها ظلام دامس و صمت مطبق ، حتى يفقدهم احساسهم بالواقع .

هل تعلم من مول ابحاث هذا الطبيب ؟

وكالة الاستخبارات الامريكية ، و قد طورت ابحاثة فيما بعد و طبقتها في معتقلاتها .

الفكرة الاساسية في نظرية الصدمة ، هي انك اذا اردت ان تجعل الطرف الاخر ملك لك و لافكارك، عليك ان تعرضة لصدمة شديدة لتجعله مستسلم لك و لكل ما تلقنه له .

-------------انتهى ---------
 


اعتقد بان هذه الفكرة التي قام بها الطبيب الكندي، ليست بالفكرة الجديدة حسب ما ذكره صاحب الفيديو، فالقوى السياسية من زمن اقدم و هي تفكر بنفس الطريقة التي فكر بها الطبيب الكندي، و هي ليست بالنظرية الخارقة الجديدة و التي صعب الوصول لها قديما .

هذه  التجربة التي قام بها الطبيب الكندي قد تم استخدامها من قبل الغرب في فترة استعماره للعالم و مازال يستخدمها حاليا، و نفذها الغرب ايضا في منطقتنا بواسطة الغرب و الاتراك في فترة احتلالهم للمنطقة. 

لقد طبق الغرب هذه التجربة حرفيا .... لكنهم لم يطبقوها على الافراد بل طبقوها على الشعوب الأمية ، و حولوها الى شعوب جديدة تنقاد لها بسهولة و يسر.

كيف ؟

دعونا نحاول اسقاط فكرة الطبيب الكندي لكونها نموذج بسيط و حديث على نموذج اخر كبير ... لنستطيع من خلالها تبسيط فكرة و تجربة الغرب الذي طبقها قديما على العالم و في منطقتنا حتى يمكن فهمها .

الفرد ليس الا صورة مصغرة للشعوب و الامم، و ما ينطبق على الفرد ينطبق ايضا على الشعوب و الامم ..... حيث يمكن دراسة الشعوب بنفس القوانين التي يتم فيها دراسة الفرد .

فمثلا 

فعندما نريد دراسة اي شعب ....... فنحن سندرس هذا المجتمع و نتعامل معه كانه مثل الفرد ، يملك وعي و ذاكرة و نفسيه و سلوك و معتقدات و افكار و عواطف.



كما ان الفرد يملك عقل و وعي، فالشعب ايضا لديه عقل و وعي جمعي واحد.

و كما ان الانسان له ذاكرة شخصية، فالشعب ايضا يملك ذاكرة جمعية واحدة. 

كما ان الفرد يملك شخصية و نفسيه ،فالشعب ايضا يملك نفسيه جمعية واحدة.

كما ان الفرد يملك سلوك شخصي ،فالشعب ايضا يملك سلوك جمعي واحد.


لذلك يمكن القول بان الشعوب و الامم مثل الفرد تماما. 

 و حسب نظرية و تجربة الطبيب الكندي التي طبقها على الافراد، فكما ان الفرد تاتي افكاره و مساعره و وعيه من شيئين ، فكذلك الشعوب تاتي افكارها و وعيها من مصدرين :

1- ذاكرة الماضي الجمعية

2- الادراك الجمعي للحاضر .

و لكي تصنع شعب جديد من شعب، لابد اولا من ان الغاء الشعب القديم داخل هذا الشعب.

 كيف ؟

بطمس الذاكرة الجمعية لذلك الشعب ،و ارجاع ذاكرته الجمعية الى صفحة بيضاء ، قبل ان تكتب عليها ما تريد . 

اي لابد من الغاء ماضي الشعب تماما .

اين توجد ذاكرة الشعوب ؟

ذاكرة الشعوب و الامم توجد في النصوص الكتابية التي كتبها اي شعب عبر الزمن ...... السجلات الكتابية القديمة لهذا الشعب عبر الزمن ، و سنسميها الارشيف القديم. 

و نقوش المنطقة القديمة هو ذلك الارشيف القديم  .

و الان من المنطقي ........ بانك اذا اردت طمس الذاكرة الجمعية للشعب، فكل ما عليك هو اخفاء الارشيف الكتابي القديم للشعب . 

فعندما تقوم باخفاء ذلك الارشيف القديم بشكل نهائي، فانت بشكل تام تقوم بطمس ذاكرة الشعب الجمعية،و تحولها الى صفحة بيضاء تامة، و بعدها تستطيع ان تكتب ما تريده في الصفحة البيضاء، بحيث تصنع شعب جديد، و بطريقة تجعل هذا الشعب جديد و منقاد لك و يصدق افكارك و تحت سيطرتك .


كيف يمكن اخفاء تلك السجلات القديمة ؟

هناك طرق عديدة و كثيرة .... لكننا سنأخذ منها اثنتين فقط 

● الطريقة الاولى 

يمكن عملها في حالة وجود شعوب تملك ارشيف كتابي قديم و لا تستطيع قراءته.


كيف ؟ 

عندما تذهب الى شعب يملك ارشيف كتابي قديم ، و تقول له بانك تستطيع قراءة محتويات و معلومات هذا الارشيف القديم، ثم تقوم بحيلة ماكرة و تخدع هذا الشعب بقصص خارقة كبيرة عن عبقريتك التي اوصلتك لتنجح في ترجمة ذلك الارشيف القديم و قراءته بشكل صحيح،  و انت بالحقيقة كاذب و مزور، ثم يصدقك هذا الشعب،  عندها يصبح بين يديك شعب تحت تصرفك بشكل تام .

انت الان .... تكون قد اخفيت الارشيف القديم للشعب، و تكون قد مسحت ذاكرة الشعب الجمعية و حولت ماضي الشعب الى صفحة بيضاء بين يديك ، و عندها تستطيع بسهولة ان تكتب ما تريده من زيف في ذلك الارشيف. 

اي ستصنع ذاكرة جديدة تناسبك و تخدمك، ستكتب في الصفحة البيضاء ما يناسبك من افكار و تاريخ و قصص و اخبار و امثال و مرويات و معتقدات الخ، و بطريقة تجعل هذا الشعب منقاد لك و يصدق كل افكارك و تحت سيطرتك. 

في هذه الحالة و الطريقة ..... ستصنع شعب جديد يناسبك . 

امثلة :

1- لو كتبت زورا ...... في الصفحة البيضاء ان ماضي ذلك الشعب كان يبجل شعب اخر ، فانت ستجعل هذا الشعب اليوم يبجل هذا الشعب في الحاضر في اللاوعي الجمعي له . 

2- و لو كتبت زورا ............ في الصفحة البيضاء ان ماضي ذلك الشعب تعرض دائما لهزائم، فانت ستجعل هذا الشعب اليوم مصاب بعقدة الهزيمة في اللاوعي الجمعي له .

2- و لو كتبت زورا ....... في الصفحة البيضاء ان هذا الشعب كان لديه عقيدة دينية جميلة و مختلفة عن عقيدة اليوم، فانت اليوم ستجعل هذا الشعب ينفر دائما من عقيدة اليوم في اللاوعي الجمعي له ، و يحاول ان يستعيد عقيدة الماضي التي صممتها بنفسك في اللاوعي الجمعي لها  .

3 - و لو كتبت زورا ....... في الصفحة البيضاء ان هذا الشعب كان في الماضي يعبد الهات كثيرة غير الاله الواحد الذي يعبده اليوم ، فانت اليوم ستجعل الشعب ينفر من الاله الذي يعبده اليوم و يعشق مسميات الالهات اجداده في اللاوعي الجمعي له  .

4 - و لو كتبت زورا ....... في الصفحة البيضاء ان هذا الشعب في الماضي عاش ازهى تاريخ الى على يد حكام اجانب غزاة، فانت اليوم ستجعل هذا الشعب يحب الغازي و يؤمن في اللاوعي الجمعي له بانه لن يتطور الا على يد حكام اجانب غزاة  .

5 - و لو كتبت زورا ..... في الصفحة البيضاء ان ارض هذا الشعب في الماضي كان يسكن فيها شعب اخر مختلف عنه و ذلك الشعب الاخر مازال موجود في الحاضر في ارض اخرى، فانت اليوم ستجعل هذا الشعب يؤمن في اللاوعي الجمعي له بان الارض التي يعيش فيها ليست ارضه و سيقبل هذا الشعب بشرعية تواجد ذلك الشعب الاخر على ارضه .

6 - و لو كتبت زورا .... في الصفحة البيضاء ان اجداد هذا الشعب كان يتخاطبون بلغة مختلفة عن هذا الشعب حاليا، و صنعت لتلك اللغة قاموس مفردات و وضعت لها قواعد،فانت اليوم ستجعل هذا الشعب ينفر من لغة اليوم و يحاول ان يتقن لغة اجداده التي قمت انت باخترعها في اللاوعي الجمعي له. 

7 - و لو كتبت زورا .....في الصفحة البيضاء ان هذا الشعب كان في الماضي يعيش في عالم مثالي و في مدينة فاضلة و يملك قوانين راقية لم يصل اليها اليوم ........ فانت اليوم ستجعل هذا الشعب يرفض في اللاوعي الجمعي له  واقعه و يسعى لتدمير واقعه و استبداله بتلك المدينة الفاضلة الغير واقعية و التي كان يعيشها فيها اجداده في الماضي.


بالمختصر

لو اردت ان تجعل اي شعب يقتنع باي فكرة تريدها ، فكل ما عليك القيام به هو ان تكتب في الصفحة البيضاء، بان هذا الشعب كان في الماضي يعتقد بنفس فكرتك.

و لو اردت ان تجعل هذا الشعب يقوم بتنفيذ عمل ما ، فكل ما عليك القيام به هو ان تكتب في الصفحة البيضاء، بان اجداد هذا الشعب كان في الماضي يقوم  بنفس ذلك العمل الذي تريد من الشعب عمله اليوم في الحاضر .

نماذج واقعية  :

1- نشرت صفحة على احد موقع التواصل الاجتماعي، متخصصة بتاريخ العراق موضوع طويل عن البيرة،  و تسرد فيه معلومات من كتاب لباحث امريكي  متخصص بالتاريخ العراقي .... و يقول فيه ان السومريون كانوا يعبدون الهة تسمى ( نينكاسي ) و هي الهة البيرة (الجعة)، و السومريون عرفوا سبعين طريقة لصناعة البيرة ، و كان السومريون  يشربون البيرة عبر القصب او بدون قصب، حتى ان السومريون كان لديهم مثل مشهور يقول : "من لم يتذوق البيرة فلم يذق الحياة "، لدرجة ان هذا الشيء دفع شركة امريكية لصناعة البيرة الاستفادة من السومريين في انتاج البيرة .

تخيل معي الان 

 كيف ان باحث عراقي يصدق هذا التاريخ الكاذب و هذه الدعاية الاعلامية و التسويق الاعلامي لمنتج تجاري امريكي و يعتبرها من تاريخه الحقيقي و ماضيه الاصيل .... و لو شاهدت تعليقات بعض العراقين على هذا الموضوع،ستضحك جدا من افتخارهم بهذا التاريخ العظيم ... لدرجة ان البعض اصبح يريد تنفيذ هذا العمل و قرر البحث عن اسم هذه البيرة الامريكية ليتذوق نكهة البيرة التي كان يصنعها اجداده السومريون في العراق  .

استخفاف بالعقول لدرجة لا تصدق !

2- و حتى تتاكد ....... ستشاهد قريبا مقال تاريخي لباحث غربي يقول فيه، ان ظاهرة الشواذ كانت منتشرة في الحضارة السومرية و الحضارة المصرية القديمة،و كان قدماء العراق و مصر يحترمون الشواذ جدا، لدرجة ان من اشهر ملوك العراق و مصر قديما كانوا من الشواذ. 

● الطريقة الثانية

 ايضا يمكن صناعة صفحة بيضاء لاي شعب من خلال ارشيفك الكتابي القديم، عن طريق كتابة نصوص تاريخية كاذبة وهمية، و الادعاء انك كتبتها في الزمن الماضي لشعبك الذي التقى بالزمن الماضي لذلك الشعب .

 و تكتب احاديث كاذبة عن ذلك الشعب من كافة الجوانب، ثم يصدقك هذا الشعب ،  عندها يصبح ذلك الشعب و كانه يملك ارشيف جديد، اي ذاكرة جديدة من داخل سجلاتك غير ذاكرته الحقيقية .

عندها ستصنع ذاكرة جمعية جديدة لذلك الشعب تناسبك و تخدمك ، لانك ستكتب له ذاكرة جديدة، و بطريقة تجعل هذا الشعب منقاد لك و يصدق كل افكارك و تحت سيطرتك. 

 في هذه الحالة ..... ستصنع شعب جديد يناسبك . 

امثلة :

عندما تكتب رواية وهمية و بانها موجودة في ارشيفك القديم ، و تتحدث بان في ساعة دخولك لارض شعب اخر ، كان هذا الشعب يقدمون اضاحي بشرية و ياكلون قلوب الاضاحي .... و يصدقك هذا الشعب ... فانت ستجعل هذا الشعب يجدك دائما مثال للكمال الاخلاقي و  الانساني .

 نماذج واقعية :

قامت هوليود بانتاج فلم عن تاريخ امريكا الجنوبية ، و قد صور الفلم مشاهد قدوم الرجل الاوروبي لاحتلال امريكا ، بالتزامن مع مشهد لسكان امريكا و هي تقدم قرابين بشرية ......... و لذلك لا تستغرب لو شاهدت تعليقات لبعص سكان امريكا الاصلين و هم يشكرون الله بقدوم الاسبان الاوروبين الذين خلصوهم من هذه القرابين و التوحش الذي كان يمارسها اجدادهم .

-----------انتهى -----------

الان ....... دعونا نحاول تطبيق نفس تجربة الطبيب الكندي على الشعوب .

■ فكما قام الطبيب الكندي بعمل تجارب على مرضاة النفسين ، باعطاءهم عقارات مهلوسة ، فيمكن القيام بنفس التجارب على الشعوب ايضا.

فعندما تقوم باعطاء اي شعب تاريخ مليء بخرافات و قصص غير منطقية و اكاذيب، لايقبلها العقل السليم الطبيعي ( مثل خرافات اليونان الطفولية  ) ، و تقول له بان اجداده كانوا يعيشون داخل هذا العالم، ثم يصدقك هذا الشعب، فانت عندها و كانك تجرع الشعب عقاقير طلية مهلوسة تماما، و كلما زادت الجرعات بشكل مكثف و متواصل، كلما اصبح الوعي الجمعي للشعب متعب من كثرة الهلاوس، و لا يستطيع معرفة ذاكرته الطبيعية و الحقيقية الواقعية و يفقد الاحساس بواقعه، بسبب الجرعات الكبيرة من عقاقير الهلوسة   .

■ و كما قام الطبيب ايضا بتعطيل حواس المرضى عن طريق وضعهم داخل غرف مظلمة لتعطيلها ، فانه يمكن القيام بنفس التجربة لاي شعب .

فعندما تعطي اي شعب تقويم زمني،  و تصنع في داخل التقويم  فجوة زمنية ، غير مدون فيها اي شيء من التاريخ، فانت عندها و كانك تصنع غرفة مظلمة يسودها الصمت و تدخل كل هذا الشعب الى داخلها ، حتى تقوم بتعطيل حواس اادراك الواقع الجمعي لهذا الشعب .

لانه عندما تصل مخيلة الشعب الزمنية الى تلك الفجوة الزمنية،  فان مخيلة الشعب تدخل تماما داخل غرفة مظلمة جدا، فيحدث تعطيل لحواس الادراك الجمعي بالواقع، و بعد ان تتعطل حواس الادراك الجمعي للشعب، تفقد الاحساس بالواقع الطبيعي، ثم تقوم باخراج هذا الشعب من تلك الفجوة الزمنية المظلمة، و تدخله الى تاريخ فيه عالم فانتازي سحري خرافي ....... اي تجرعة عقاقير هلوسة ... عندها سيتقبل الشعب وجود ذلك العالم بشكل طبيعي و منطقي .لان الادراك الجمعي بالواقع الطبيعي قد اصبح معطل تماما ... و اصبح عنده استعداد لقبول هذا العالم الخرافي و كانه كان عالم واقعي موجود عاش فيه اجداده  . 



هذا ماحدث لنا تماما. 

لقد طبقت تلك التجربة علينا حرفيا .

فقد قام الغرب بمساعدة الاتراك في فترة احتلالهم لكل المنطقة ، بصناعة تلك الغرفة المظلمة و ادخلوا المنطقة فيها ، عندما منعوا الطابعة على المنطقة 300 سنة، و  صنعوا فجوة زمنية مظلمة طوال تلك الفترة، ثم بعدها قاموا بتزوير الارشيف الكتابي القديم في المنطقة، و بعدها ادخلوا الطابعة و اخرجوا عبرها تاريخ جديد  ، اي جرعوا المنطقة ذاكرة جديدة، تاريخ مليء  بقصص خرافية وهمية .... فانتجت شعوب جديدة بمخيلات جديدة .

و هذا مازال يحدث معنا اليوم،  من قبل الغرب الذي مازال يقوم بتطبيق التجربة علينا .  

لقددخل الينا الغرب قبل 250 سنة محتلا، و كان في بداية دخوله لنا منشغل و مهتم جدا بترجمة نقوش المنطقة ( ارشيفنا القديم).

و الغرب الان ..... يقوم بكتابة ذاكرة جديدة لشعوب المنطقة، بعد ان تمكن من طمس الذاكرة القديمة. 

 و يقوم بكتابة ذاكرة جديدة على صفحة بيضاء، و يكتب ما يريده من عالم خرافي سحري ( يجرع الشعوب حبوب هلوسة )، لتفارق الواقع من حولها، و يكتب لها تاريخ بالطريقة، بحيث تتناسب مع توجهاته السياسية الاستراتيجية، و يضمن سيطرته على الشعوب .

هذه التجربة عبر عنها بشكل مختصر .... مؤرخ تشيكي عندما قال :

" لتصفية الشعوب، نبدا بمسح ذاكرتهم، ثم نتلف كتبهم التي تحوي ثقافتهم و تاريخهم، ثم ياتي شخص اخر ليكتب لهم كتب اخرى، و يعطيهم ثقافة اخرى، و يبتكر لهم تاريخ اخر ، ثم بعدها يبدا الشعب بالنسيان تدريجيا ، من هو!، و كيف كان!، و العالم الذي حوله سينساه ايضا بسرعة."

و هذا يبدو واضحا جدا في نظرة الغرب اليوم الينا. 

 فهناك باحث فرنسي و في مقابلة معه طرح عليه سؤال : مالفرق بين اليونان و الشرق ؟ ، كان جوابه: " ان الشرق كان يعيش في مرحلة الوعي الخرافي، بينما اليونان كان يعيش في عالم يمجد العقل "

هذا الباحث و غيره من الباحثين الغربين و الكثير من مؤرخي المنطقة ، لم يستوعبوا بعد حقيقة ... ان ذلك العالم الخرافي لم نكتبه نحن بل كتبه الغرب و قدمه لنا على انه تاريخنا الحقيقي .

و لذلك فالوعي الجمعي لمجتمعات المنطقة، هو نتيجة لتلك التجربة التي توصل لها الطبيب الكندي، و التي طبقها علينا الغرب  .

لان ذاكرة مجتمعات المنطقة قد طمست، و استبدلت بعقاقير هلوسة ( تاريخ خرافي) لا يمت للواقع اليوم باي صله، يجعل الشعوب تعاني من اضطرابات نتيجة عدم وجود اي صلة بين الذاكرة التاريخية و الواقع. 

و اصبحت الشعوب تسكن داخل عالمين، عالم فانتازي سحري ( ذاكرة الماضي )، و عالم واقع طبيعي اعتيادي (ادراك الحاضر الواقع ) .

◆ شعوب ....اصبح الغرب يستطيع صناعة افكارها و السيطرة عليها و توجيهها عبر التاريخ الذي يكتبه لها ، عبر كتابة ذاكرة جديدة تتناسب مع اي حدث او مشروع يراد تمريره. 

 فكلما جاء حدث سوى كان سياسي او علمي و يريد اقناعنا بمنطقه ، يقوم الغرب باخراج تاريخ جديد من نقوش المنطقة القديمة لنا يحوم حول ذلك الحدث حتى نؤمن به عبر علماء او باحثين او مؤسسات علمية، و كلما اراد الغرب تمرير مشروع لخدمة اطماعه في المنطقة ، يقوم الغرب باخراج تاريخ يتحدث بان اجدادنا قاموا بنفس العمل او عمل مقارب له ، ثم يقوم بنشره في دوريات علمية و مقالات و كتب، و يعمل على ترويجه في الاعلام. 
 

 لقد تم طمس الذاكرة الاصلية الحقيقية، و الان يتم استبدالها بذاكرة جديدة، و الغرب كل يوم يكتب ذاكرة جديدة، لتخدم توجهاته الفكرية و مشاريعه في المنطقة .

◆ شعوب ..... تعاني من تناقض و انفصام، بسبب كونها بين ماضي سحري فانتازي و بين واقع مختلف، شعوب تعاني من صعوبة في تخيل ماضيها كواقعها. و هذه الحالة تتسبب بانتاج ردات عنيفة من الشعب تجاه الواقع، يحاول ان يرفضه و يبحث عن ماضي سحري فانتازي ( هلاوس )، بعد ان ادمنت من عقارات الهلوسة .


و نحن اليوم اصبحنا نشاهد نتائج تلك التجربة بشكل واضح، من خلال مشاهدة جماعات في المنطقة تملك ذاكرة جديدة من تاليف الغرب و تسير وفق ما تريده مخططات الغرب ، فهي تعتقد بعد جرعات الهلاوس الكبيرة ، بان ماضيها كان خرافي و تحاول ان تعود له و تستعيد هويتها القديمة التي كتبها لهم الغرب، جماعات ترفض واقعها التي تعتقده بانه السبب الحقيقي من حرمانها من ذلك الماضي الفانتازي الخيالي السحري ( الهلاوس ).


-----------------

الان السؤال :  كيف يمكن تركيب صورة لشخص يقرا القران الكريم داخل مشهد فلم إباحي ؟!.

اعتقد بان عملية تركيب الصورة ستكون صعبة نوعا ما، و هذا هو السحر الذي القاه الغرب علينا .

لقد قام الغرب طوال قرنين بزراعة صور سحرية و اباحية كثيرة داخل عقول شعوب المنطقة عبر كتابته لتاريخ المنطقة ، و لو حاولت استبدال تلك الصور السحرية الاباحية الموجودة داخل المخيلة الجمعية بصور مختلفة و استعادة الصور الحقيقية، فلن تركب ابدا ابدا داخل مخيلة الشعوب، و ستقابل بالرفض الشديد، بل ستكون محل سخرية و تهكم من قبل الجميع و اتهام بالجنون .

ما الحل ؟ ، او كيف يمكن تركيب صورة حقيقة مؤكدة تلغي كافة المشاهد الاباحية و الوهمية السابقة في الذاكرة ؟. 

لا يوجد حل الا عبر تقديم جرعات صغيرة جدا تدريجيا، عبر عمل اعلامي منظم ، حتى تتكون في المجتمع نفسية و عقلية و وعي، تستطيع ان تمسح تدريجيا كل تلك الصور السحرية الاباحية التي زرعت في الذاكرة، و يتهيأ العقل لاستقبال صورة حقيقية مزلزلة،
و بعدها سيتم ابطال السحر الذي القاه الغرب علينا، بعد ان يعرف و يتاكد الجميع، بان جل نصوص النقوش القديمة الموجودة في المنطقة هي نصوص واقعية جدا، ذاكرة واقعية ، كتبها انسان و كانه يعيش اليوم بيننا، بوعي مثل وعي انسان اليوم، و لا يؤمن اطلاقا بان هناك ثور هبط من السماء ليصارع الرب، و لم يكن يؤمن بان هناك الهة تصارعت مع الهة اخرى حتى تستولي على كرسي الحكم، و لم يكن ايضا  يؤمن بان هناك اله مات و تقسم جسده على كامل الارض و جاءت زوجته لتجمع جسده و تضاجعه لتنجب من الهة ، و لم يكن يؤمن ابدا بان هناك ملك حاكم بنصف اله و نصف بشر، و سيسخر منك و سيعتقد بانك مجنون، لو قلت له بانه كان يؤمن بالهة الخمر. 


الأربعاء، 5 مايو 2021

ارث ‏نابليون الذي ‏مازال يثقل ‏فرنسا - ‏حسب ‏خطاب ‏ماكرون

عندما قام مشروع غربي بقيادة نابليون بتجهيز حملة عسكرية ضخمة لغزو و احتلال المنطقة ، كانت حملته تضم عدة من علماء الغرب في كافة المجالات ... لقد جاء الى المنطقة من اجل صناعة مشروع نظام عالمي جديد . 

هذا المشروع الغربي لم يبدا من المغرب القريبه من خط سير نابليوم ، و لكن بدا من مصر . 

تقريبا ..........هذا الحدث هو نفسه عمر ذاكرتنا الشعبية المحلية الحية التي مازالت مرتبطة بنا الى اليوم في كل المنطقة. و لا يوجد ما قبل هذا العمر اي احساس بالتاريخ الموجود في كتب الطابعة  . 

هذا الحدث لا يمكن نسيانه اطلاقا ، و لا يمكن اخفاءه ابدا من ذاكرة الشعوب لانه مازال حي، و لهذا السبب كان لابد من التفكير بمشروع ذكي، لاخفاء هذا الحدث كبداية السياق الحقيقي للواقع الجديد الذي ستعيشه الشعوب في المنطقة . 

و لهذا فان الخطوة الصحيحة هو التفكير بصناعة ذاكرة افتراضية جديدة للشعوب لترتبط مع ذاكراتها الشعبية الحقيقية الواقعية، حتى لا تستطيع الشعوب التفريق بين الذاكرة الحقيقية و الذاكرة الوهمية، و يحدث بينهما ارتباط تام .... عندها ستعيش الشعوب داخل السحر . 

اهمية صناعة الذاكرة السحرية الجديدة : 

1- حتى لا يتمكن اي مجتمع في المنطقة من فهم سياق واقعه الحالي، و بانه امتداد لهذا الغزو و الاحتلال الذي تم عليهم، لان الزمن و التاريخ السحري سيكون قد غرس في مخيلة المجتمع، و قد اختلط و ارتبط بالزمن الواقعي، و عندها ستصبح الشعوب عاجزة عن التفريق بين الزمن الحقيقي و الزمن السحري،و عاجزة من الخروج من الزمن السحري، و عاجزة عن فهم الواقع و السياق، و عندها يصبح تفكيرها خرافي دائما،  لا تستطيع فهم و ادراك الواقع الحالي، و ستعتقد بانه امتداد لهذا الزمن السحري، و ستحلل و تقرا واقعها من خلال سياق تاريخ سحري وهمي . 

2- حتى يعاني المجتمعات من اعاقة مزمنة في ادراك ان واقعها اليوم هو امتداد لذاكرتها الشعبية، اي امتداد لهذا الحدث الكبير الذي جاء بمشروع لطباعة ذاكرة جديدة سحرية لهذه الشعوب الامية . 

هذه العملية تحتاج الى : 

● احتلال عنيف شامل لكل المكان بالقوة و الجبر،  ثم اخفاء الارشيف الاصلي لهذه الشعوب، اما تدمير او اخفاء  او تزوير.  

● طابعة حتى تطبع نصوص الذاكرة الجديدة التي قد تم كتابتها خلال مدة قبل تنفيذ المشروع ، حتى تقوم هذه الذاكراة برسم المخيلة الجديدة للشعوب .

● صناعة موسسات تعليمية و دينية مؤسسة على نصوص هذا الذاكرة الجديدة  . 

● و لان الشعوب القديمة الاصيلة لا تتخلى ابدا عن تركة الاجداد،  و تحج الى اقدم مكان نقطة البداية التي خرجت منه ،خصوصا لو ان هذه الشعوب مازالت تحتفظ بنص مقدس جدا، يلزمها بالذهاب الى هذا المركز ....... ف لابد من قطع هذا الاتصال، حتى يتم قطع الزمن الحقيقي الطبيعي من مخيلتهم، و يمكن بعدها غرس زمن تخيلي في مخيلتهم .  لان استمرار ارتباط الناس بشيء قديم كمركز يمنع مشروع صناعة الزمن السحري لهذه الشعوب من النجاح ...... فاستمرار ارتباط الشعوب بهذا المكان القديم يعني استمرار اتصال مخيلة الشعوب ، و  هذا الاتصال المستمر  سيمنع اي ذاكرة جديدة من التسلل الى عقل الشعوب .

لذلك ..... فان المشروع يقوم ايضا على تبديل هذا المكان القديم الذي يحج اليه الناس ،  و عليه فلابد من صناعة مركز جديد و حديث و يتم جعله مركز انطلاق الذاكرة السحرية الجديدة ، و نقطة انطلاق الزمن و التاريخ الجديد السحري،  مركز حديث يساهم في جعل مخيلة هذه الشعوب القديمة  في اللاوعي تشعر بان بدايتها من تلك النقطة و تشعر بحداثة واقعها و بانها واقع جاء بعد واقع اخر كان موجود قبلها . 

● و لان الشعوب القديمة تحتفظ دائما بتركة الاجداد و لا تتخلى عنها،فمن الطبيعي بان اقدم اثر كتابي لها سيكون هو بداية وجودها في الارض، و سيترك اثرة على مساحة كبيرة في الارض، لذلك فلابد من اخفاء هذا الكتاب و تغيبة، و لذلك لابد من تزوير و اخفاء هذا الارشيف الكتابي القديم الموجود فيه ذاكرة هذه الشعوب. 

لكن ستكون العملية غير كافية و  تتطلب خطوات اخرى لو مازالت هذه الشعوب تحتفظ بالمضمون الاصلي (مقروء) هذا الكتاب و هذا المضمون عبارة عن نبأ يتحدث عن هذا الكتاب. 

وعندها سيتطلب الامر الى اجراء خطوات اظافية اخرى ضرورية جدا و مهمة ، عبر صناعة كتاب يشبه هذا النبأ ( مضمون - مقروء الكتاب) لكنه محرف و مختلف و بلغة مختلفة و ممتلىء باضافات كثيرة تتعارض مع المضمون الاصلي للكتاب، ثم البحث عن جماعة بشرية و جعلهم يؤمنون بهذا  الكتاب، ثم كتابة تاريخ سحري لهم داخل زمن افتراضي يجعل من وجودهم التاريخي اقدم من زمن اصحاب المضمون الاصلي للكتاب، ثم تسمية الكتاب الجديد بنفس التسمية الاصلية لكتاب هذه الشعوب . 

عندها لا يمكن ان يصل النبأ ( الحقيقة ) التي يحفظها هذا الشعب، وفق منطق سيعتقد بان نفس نبأهم قد وصل لجماعة دينية في قديم الزمن . 

لكن الامر غير كافي ......... لان المشروع يستطيع ان يسرق اسم كتاب هذا الشعب و جعله اسم لكتابه الجديد و يستطيع ان يصنع جماعة دينية تؤمن به  .. لكن بعد سرقة الاسم من هذا الكتاب فان الكتاب سيصبح بدون اسم، و  عندها سيحتاج المشروع الى اطلاق تسمية جديدة على هذا الكتاب ( كتاب هذا الشعب )، و عند الصاق تسمية جديدة على هذا الكتاب ، فان الكتاب يحتاج الى تزوير اخر جديد .

المشروع يحتاج الى خطوتين .. الخطوة الاولى هي تزوير الكتاب الموحود في الواقع بشكل مختلف تماما لا يوجد له اي ارتباط مع الواقع بلغة جديدة ، و  الخطوة الثانية هي تاليف كتاب يشبه نوعا ما المضمون الاصلي للكتاب ( المقروء الاصلي ) و بلغة جديدة اخرى . 

------------------------

 
 

لذلك فان المحتل قد جاء قبلها و المنطقة نشر الامراض الاوبئة و مجاعات حتى انهكتها و اصبح تعداد سكانها قليل ...... حتى يسهل عليه تطبيق المشروع و يسهل عليه عملية الاحتلال . 

جاء المحتل بالتوحش في القتل و التدمير و التخريب ، و قاموا بتقسيم المنطقة و استعانوا بالاتراك و نصبوهم كحكام تابعون لهم . 

--------------
■ و اهم عملية جاء به نابليون ........ هو  تزوير نقوش مصر  القديمة  .  

المحتل ................. جاء بلوح حجري الى مصر مكتوب بثلاث خطوط ( هيروغليفية و ديموطيقية و جبتية  ) ........ و ادعى بانه حصل عليها صدفة في مصر، و ادعى تاريخيا بان هذا اللوح سيكون هو القادر على فك الكتاب القديم لهذا الشعب ، بسبب وجود كتابة يونانية فيه لانه يمكن قراءتها، خصوصا و ان الحجر تتحدث في موضوع واحد. 

القصة التي قدمها المحتل حاولت ان تصور الموضوع بانه لم يكن احد في مصر يستطيع قراءة كتاب هذا الشعب ، و بانهم عندما دخلوا مصر .... لم يكن احد يستطيع قراءة هذا الكتاب، 

و ادعى المحتل بانه جلب الحجر الى علماءه و قام علماءه بدراسة الحجر و استطاعوا قراءة الكتابة اليونانية التي تتحدث عن ملك يوناني اسمه (بطليموس) ....... و توصلوا الى انه من المفروض بان  الاطار الدائري الموجود في الحجر في الكتابة الهيروغليفية لابد ان يحوي اسم( بطليموس).  و ادعى علماء المحتل الى انهم توصلوا الى منطوق رموز  الاطار الدائري هو اسم الملك اليوناني ( بطليموس) . 

لو قدمت القصة هكذا فقط، فان الشعوب ستسال و لا يجب ترك اي سؤال ممكن الا بتعبئته بجواب ... من هو ( بطليموس )، لان ذاكرة الشعوب لا تعرف شخص بهذا الاسم قد مر عليهم ؟! 

كان اختيار المحتل للاسم ( بطليموس)  موفق جدا ...... لان اسم (بطليموس) هو بالحقيقة ليس الا اسم طلموس .... الطلموس هو السحر . و هذا السحر ( الطلموس) الموجود في الحجر لابد من تحويلة الى ملك حقيقي واقعي و صناعة زمن و تاريخ حقيقي له، حتى يخزن في المخيلة السحرية (الطلموسية) الجديدة لشعوب المنطقة. 

سيقوم المحتل بكتابة تاريخ سحري كبير لهذا السحر (الطلموس)، و بانه كان ملك عظيم يوناني و تشبه سيرته سيرة نابليون الذي غزى و احتل مصر ، و يجعلوا من هذا الملك يقوم باعمال هي نفس اعمال نابليون لكن بشكل عكسي ... و يتم عمل تقويم زمني قديم سحري له . 

لهذا لابد من قيام المحتل بصناعة زمن سحري .... فكتب المحتل تاريخ عن هذه الشخصية التي اخترعها و كتب لها تاريخ و مملكة داخل ورق مطبوع و تم تعبئته في زمنه الافتراضي الذي كتبه  

 

و قام مشروع المحتل بكتابة قصة لهذا ( الطلموس )، يعمل نفس اعمال قائد مشروع الاحتلال، حتى يصبح هذا ( الطلموس ) هو من افتتح الزمن القديم الوهمي الذي سيتصل مع الزمن الحالي الذي جاء فيه المحتل ..حتى يتم ربط الزمن الوهمي بالزمن الحقيقي و جعله متصل 

ملك يوناني اوروبي ( بطلموس ) غزى و احتل مصر
ملك فرنسي اوروبي ( نابليون ) غزى و احتل مصر . 

( بطلموس) افتتح الزمن القديم الديني الوهمي للمنطقة.  
( نابليون ) افتتح الزمن الحديث المعاصر الحقيقي للمنطقة

(بطلموس) كان محب للعلم و الثقافة 
( نابليون ) كان محب للعلم و الثقافة 

(بطلموس) قام بترجمة كتب كثيرة من لغات الى الغة اليونانية 
( نابليون ) قام طابعته بترجمة كتب من اليونانية الى العربية 

( بطلموس ) استدعى علماء يهود الى مصر للقيام بترجمة كتاب ديني خاص بجماعة دينية الى اللغة اليونانية ( العهد القديم ) . 
(نابليون) استدعى علماء الى مصر للقيام بترجمة كتابة دينية مقدسة خاصة بامة الى اللغة اليونانية ( الهيروغليفية ). 

  

الحقيقة عندما قال لنا التاريخ بان نابليون طلب من علماءه ان يقوموا بفك حجر رشيد الذي يحتوي كتابة قديمة و تحوي على خط يوناني ، ليس الا طلب من نابليون لعلماءه ان يزوروا تلك الكتابة مرتين عبر ذلك الحجر الذي جعلوا فيه اسم (طلموس) ، تزويره مرتين .... لاجل اخفاءه من الواقع . 

فعملية اخفاء تلك الكتابة تتطلب تزوير مرتين 

الاولى تزوير قراءة الكتاب التوراة في الواقع ( جعلها قراءه اعجمية) 

الثانية تزوير اسم الكتاب ( الهيروغليفية ) ، ثم  تاليف كتاب يشبه القراءة الاصلية للكتاب و اطلاق اسم التوراة عليه . 

فعندما جاء المحتل بذلك الحجر و قالوا ب انهم قادرون على فك محتويات الكتاب الذي في مصر ،  فهم في الواقع جاءوا من اجل تزويره عبر السحر ( بطلموس )، لان هذا السحر ( بطلموس ) هو القادر على صناعة كتاب يشبه المضمون الاصلي للكتابة ( العهد القديم ) ليكون كتاب الجماعة الدينية التي ستؤمن به ، و التي سيتم جعل زمن لها سحري و تاريخ سحري يظهرون في الارض في زمن الملك (بطلموس ) . 

و بعد ان قام المحتل بتزوير الكتاب باللغة الجبتية ( اليونانية ) عبر السحر (بطلموس ) ، و بعد ان قام فريق منهم اخر بتاليف كتاب يشبه مضمون الكتاب الاصلي بلغة جديدة و هي العبرية و جعل بطليموس هم من يامر الفريق بترجمته الى اليونانية، قام المحتل و بالتعاون مع الاتراك باستقدام قبائل غجرية الخزر ، و جعلوهم يعتنقون ديانة جديدة و كتاب جديد  و تم اعطاءهم كتاب ( البايبل)  الجديد الذي كتبوه باللغة العبرية الجديدة، ثم قام الاتراك الذي نصبهم المحتل على المنطقة بتوطينهم في المنطقة اثناء فترة احتلالهم لها . 

و سيحمل هولاء الغجر الكتاب الجديد المقدس (البايبل ) الذي كتب بامر من المحتل ، حتى يكون هو ممثل الزمن السحري الجديد للعالم القديم لسرقة الزمن و التاريخ و الارض ، و سيتم غرسه و زراعته في عقول سكان المنطقة و سيسمى ( التوراة ) لانه قد اصبح الان ممثل العالم القديم الجديد بلغته و جغرافيته و قصصه و اسماءه، و الطابعة هي من ستقوم بطابعة كميات كبيرة من هذه الذاكرة الجديدة السحرية .... و  سيتم عبر الاتراك طباعة زمن جديد للعالم القديم، و استبدال زمن و تاريخ العالم القديم الاصلي بعالم قديم مزيف سحري من صناعة سحرة المحتل ( علماء نابليون )، و سيتم اخراجه عبر الطابعة و سيكون للاتراك الدور الكبير في غرس هذه الذاكرة الجديدة .

 
مشروع توطين الغجر الذين اصبحوا يحملون كتاب (البايبل) باللغة اليونانية و اللغة العبرية الجديدة والذي يشبه في موضوعاته قران معظم سكان  المنطقة، سيكون على مدى فترة طويلة، حتى يتم تفريخ اعداد منهم في المنطقة ، ثم يتم بعدها تجميعهم من كل مكان حتى يمكن تاسيس دولة لهم في المنطقة بعد طرد سكانها و يكونوا اداة لادارة اطماع شياطين الغرب ( الكيان الصهيوني) . 

و عندما تقرا ستجد بان نابليون جاء بفكرة صناعة دولة لليهود يكون مقرها في الشام لادارة مصالح فرنسا . 

لماذا لليهود و توطينهم  ؟! 

لماذا ليست دولة تابعة له ..........  و لماذا لم يقم نابليون ساعتها بصناعة دولة لهم رغم انه يملك  امكانيات و قوة يستطيع عبرها ان يقوم بهذا العمل ، كيف لا و هو قد احتل المنطقة و اوروبا و قائد مشهور و لا يصعب عليه هذا العمل ؟!

فلماذا انتظر العالم حتى 1948 لاجل صناعة دولة لهم، ما الذي منع نابليون من القيام بهذا المشروع الاستراتجي و هو العقل العسكري و السياسي الاستراتيجي ؟

عندما تسمع المعلومة تلك تعتقد بان نابليون يتحدث عن واقع موجود فيه اليهود و هو ينظر لهم و يريد صناعة دولة لهم . هل كان اليهود ساعتها موجودين اثناء كلام نابليون حول دوله لهم ؟! 

لا 

فعندما جاء المحتل بهذه الفكرة ...... فهو لم يكن ساعتها يمكن له عمل هذه الدولة ....... بل كان يتحدث عن مشروع سيتم عملة في المستقبل و هو يقوم باعداد المشروع حتى يحين الوقت المناسب الذي يكون فيه الواقع جاهز لصناعة الدولة رسميا . فعندما دخل المحتل للمنطقة  ....... لم يكن هناك ساعتها في كل المنطقة اي تواجد لليهود في اي جزء في المنطقة ، كانت المنطقة خالية تماما من اليهود، و لا يعرف سكان المنطقة  اي تواجد لليهود حولهم في الواقع . 

فكيف ينشىء المحتل دولة لليهود ؟! 

هنا يبدا دور الاتراك . 

قبل دخول الاتراك للمنطقة بشهور تقريبا ...... جرى اجتماع كبير بين مندوب نابليون و حاكم اسطنبول ... و هذا الاجتماع لم يكن الا ترتيب بين الطرفين على تحالف و اتفاقات عند احتلال المنطقة و على خطة تنفيذ المشروع الاستراتيجي في المنطقة . 

هذا المشروع يحتاج الى مجموعة بشرية امية اولية يتم صناعتها لتتبنى دين موازي لدين المنطقة و تحمل كتاب موازي لدين المنطقة ، و هذه المجموعة البشرية موجودة في اسيا ... الغجر الاتراك الذين يتواجدون في اسيا و محيط دولة العثمانين . 

جماعة بشرية يصنع لهم دين و كتاب يتحدث عن ارض ميعاد و بان لهم ارض كانوا يسكنون فيها في الشام حتى يتم خلق وعي مستقبلي بارتباط موضوع الارض بجانب عقائدي من صميم الرب و يصبحوا اداة مستقبلية لصالح الغرب . 

لماذا ؟!

حتى يتم توطينها في المنطقة بعد احتلالها و تقسيمها و تفريخ اعداد منهم في المنطقة  ثم بعدها يتم اخذهم من المنطقة و تجميعهم في الشام لانشاء دولة لهم تقوم برعاية مصالح الغرب . 

فعندما جاء نابليون بهذه الفكرة ... فهو لم يكن ساعتها يستطيع تنفيذ المشروع ... لان اليهود مازالوا غير جاهزين للعملية، و الوعي الجمعي في المنطقة مازال لم يختمر بعد و لم يغسل عبر طابعته . 

ما اهمية توطينهم ؟! 

لا يمكن تنفيذ المشروع لو قام نابليون بجعل هذه الجماعة البشرية التي ستعتنق دين موازي و كتاب ديني  موازي في موطنها الاصلي و تفريخ اعدادها هناك ....... لانه سيكون ساعتها عمل غير مقنع انتجلب جماعة بشرية من مكان بعيد،  و تقوم باخذها و  تضعهم في بلاد و تقول بانها بلادهم و كانوا يعيشون هناك . 

العملية تحتاج الى توطين لهم في غالبية المنطقة، لكي تجعل لهم ذاكرة حية في عقل سكان المنطقة بانهم تواجدوا في الارض، بعد ان تجعل سكان المنطقة عبر كتب الطابعة  يعتقدون بان وجود هذا الدين الموازي لدينهم ليس الا لانه من عند الله و بان تواجدهم ليس الا لانهم مرحلة تطورية في الدين و بانهم سابقون لهم في الزمن ... و بان المسلمون قد جاء دينهم بعد دين هولاء وفق خطة الله الزمنية التي سيتم نشرها عبر كتب الطابعة . 

لانه اذا لم يكون لهم وجود محسوس جنب المسلمين، سيصعب اقناع المسلم بخطة الله الزمنية و التطور الديني في الزمن الذي اوصلهم للشكل الحالي الذي هم فيه و هو الاسلام .. الا عبر التوطين . 

بدون التوطين لن يحس المسلم بان هناك دين من عند الله سابق لدينه .... و سيصعب اقناع المسلم باي رواية دينية جديدة ستكتب له، حول ظهور نبي في مكة .. ستكون قصة  مليئة بالثغرات ... لان كتابة قصة حول ظهور نبي في مكة يحتاج الى وجود دين سابق من ضمن خطة الله و اديانه يجعل المسلم يعتقد بان الاسلام هو اخر دين و الناس اصبحت مسلمة لانها كانت في السابق تعرف معنى الانبياء و معنى الله و جاء لهم بالاسلام النسخة الاخيرة الصحيحة . 

لو لم يكن هناك يهود حول المسلمين ....... لكانت الرواية مليئة بالثغرات . فكيف يؤمن ناس بقصة مكة ... الا لو كانوا يعرفون معنى الانبياء .. لو لم يعرفوا معنى الانبياء في السابق فكيف اسلموا . 

اذن اليهود معاهم كتاب يشبه كتاب المسلمين .... و بالتالي سيقتنع المسلم بان الله صنع ديانه قبله حسب خطة الله الزمنية .... تفسير بسيط و مقنع . 

لكن هذه المشروع لابد ان يسبقه اهم خطوة ..... و هي تزوير كتاب المسلمين تماما  الذي حفظوا منه القران الكريم ... و تحويله الى كتاب يحوي عوالم سحرية و بلغة غريبة لا يفهمها احد .... حتى يمكن بعدها من صناعة كتاب موازي بلغة جديدة و باسلوب جديد يشبه موضوعات و قصص القران العربي للكتاب، ثم اطلاق تسمية كتاب المسلمين الاصلية على هذا الكتاب الجديد . 

■ و بعدها قام المحتل ايضا بزراعة اسرة لا ينتمون للمنطقة في نجد و صنع لها دعوة دينية تقوم على هذا الزمن السحري و التاريخ السحري ، حتى يكونوا هم مدراء مسجد ضرار الذي سيتم صناعته ، و الذي سيكون هو بداية انطلاق الزمن و التاريخ السحري الجديد لهذا الشعب ........ اي مركز الذاكرة الجديدة التي ستنطلق من هذا المركز الجديد و الحديث و هي مكة. بداية الدين و اللغة و الزمن و التاريخ بدل قبلة الاولى للشعب في بكة في مصر حيث مقام ابراهيم . 

 هذا هو الارث الذي قام به نابليون عبر جنوده و سحرته و الاتراك و الاعراب الى المنطقة، و الذي مازال يثقل فرنسا و اوروبا .


نص ‏كلمة ‏ماكرون ‏في ‏الذكرى ‏المئوية ‏الثانية ‏لوفاة ‏نابليون

مؤتمر ماكرون في المعهد الفرنسي الذي تأسي عام ١٩٩٥:
نابليون اخذ معه ١٥٠ عالماً من الرياضيين و من الاطبّاء و من علماء النبتات و طلب منهم ان ينضمّو الى لجنةٍ من الفنون و العلوم لكي تدرس طبيعة و حضارة مصر.
ذهبوا معه في الثورة الفرنسية و عادوا بثورةٍ من المعارف.

حياته رمزٌ من الحريّة ، يحترم الرأي الآخر ، اوّل الرومنسيين ، كان دائمًا حرًّا طليقًا، متمكّن عسكريًّا ما وصّله  للنّجاح و الانتصار، كان عاقلًا مستبدًّا، كما وصفوه ب(غول اوروبا).

نابليون جسّد نظامنا الاداريّ و السّياسيّ الذي ثقل هذه السّيادة بعد الثورة الفرنسيّة ( لا يمكن ان نحكم على ظروف و صوله للحكم و لن ادخل في هذة المتاهات التّاريخيّة).

أسّس فرنسا الجديدة بعبقريّته، اعطى فرنسا قيمة انسانيّة ، صانع المدافعي عن الملكيّة ، عاملا للوحدة الوطنيّة، يد للعون و مدليّة وسام للوحدة الفرنسيّة.
أنشأ مفارقة عظيمة حيث أعطى للجمهوريّة لقب امبراطوريّة ، عمل على تكريس الثّورة  على مدة بعيد. 
في عام ١٧٨٩، قام الفرنسيون باكبر جهد من بين كافّة الشعوب.

رسالة  ماكرون الى طلّاب الفرنسيين:
انتم طلّاب ثانويات ، و بالرّغم انكم فرنسيين ، انتم جزءًا من هذا التّاريخ، انتم رعاته ، يمكن ان تحبّوا ذلك التّاريخ و ممكن ان تنقدوه، و لكن يجب ان تتعلّموه ، انّه هنا هذا التاريخ و هو يبنيكم و هو ضروريّ لكي تنتقلوا في هذا القرن  و يجب ان تواصلو هذا التاريخ .... إرث نابليون ما زال يثقلنا.