الخميس، 27 يوليو 2017

القوى العالمية و طرق تقسيم الدول و انشاء كيانات

كيف يتم تقسيم الدول من قبل القوى العالمية للدول لكن قبل الاجابة عن هذا السؤال ، اجد انه من الضروري اعادة شرح مفهوم القوى العالمية ، لاني اجد المواطن العادي يفكر بطريقة بسيطة عند ذكر مفهوم القوى  .

الكثير لا يدرك معنى القوى، و البعض يتعامل بسطحية و سذاجة مع مفهوم القوى، و البعض يعجز عن فهم معنى كلمة القوى ، لاسباب كثيرة منها ، صعوبة استيعاب المفاهيم المجردة ، و قياس مفهوم القوى بقوى الفرد العادية .

عندما نقول قوى ، فاننا نقصد شبكة من المصالح المترابطة ( فكرية ، اقتصادية ، اعلامية ، سياسية ، اجتماعية ، عسكرية ، مالية ، ...) و التي تسير في مسار واحد لتحقيق فائدة ما لصالح هذه الشبكة ، هذه الشبكة هي ما اقصده بمفهوم القوى. هذه الشبكة من المصالح المترابطة ( القوى) .

عند قيامنا بعملية مقارنة بين قدرات الفرد و بين قدرات القوى ، ستجعلنا نصل الى شعور بعجز كبير لنا كافراد امام القوى ، سينتفي الفرد لصالح القوى ، كما ينتفي الانسان  عند عملية المقارنة بينه و بين الله. الفرد محدود جدا في وعيه و في علاقاته و في خبراته و في علمة و في دخله المالي و في ادارة حياته و في ذاكرته و في تاثيره، بينما القوى تملك الوعي الكلي، و المال الضخم و مراكز الابحاث و الجامعات و الخبرات و الذاكرة المستمرة ( المشاريع الاستراتيجية ) و الجيوش و الاعلام و العلاقات و الاجهزة و الخبرات و ....التي تمنحها القوة ل العمل و التنفيذ و اكتشاف الاخطاء و المعالجات الخ ، و ادارة الاشياء على مساحات كبيرة بسهولة و بسرعة جدا ، بقرار واحد تستطيع تلك القوى ان تحدث تغير هائل بسهولة و يسر بعد ان تحشد كل ادواتها الهائلة في التغيير. بقرار واحد تستطيع ان تحدث تاثير كبير و تغير كبير على مساحات جغرافية كبيرة .

هذه القوى (قوى سياسية او اقتصادية او اعلامية او مالية الخ )، عندما تتشابك مصالحها بينها البين فانها تشكل قوة منظمة مطلقة، تعمل لتحافظ على مصالحها المشتركة ، و تحدث تاثير واسع و كبير عند قيامها بالعمل ، انها قوى مطلقة،  وعي كلي ، سلطة مطلقة ،لا تقارن بالفرد المحدود .

صعوبة استيعاب تلك المقارنة ، تجعل الكثير من الناس و خصوصا النيوعلمانين عاجزون عن فهم دور القوى في رسم الملامح السياسيه و الاعلامية و الاقتصادية و الثقافية الخ ... حولنا، فيقومون بتبرير هذا العجز بجملة " انا لا اؤمن بنظرية المؤامرة" ، لانهم يجدون صعوبة في فهم و استيعاب و تخيل تاثير القوى عند تحركها لتحقيق هدف معين ...يجري عمل هائل و تاثير شامل ، عمل منظم و مرتب لاجل تحقيق مصالح و اطماع تلك القوى.

ما قيمة النملة امام الانسان ؟

لا شيء ، بل ما قيمة الف نملة امام الانسان،  بل ما قيمة قرية كبيرة تحوي مليون نملة ، لا شيء . بل ما قيمة قرى عدة .... تلك القيمة هي نفسها قيمة الفرد و التجمعات البشرية و المدن و اي جغرافيا امام القوى ، و نظرة الانسان للنملة هي نفس نظرة القوى للانسان و للتجمعات السكانية و الجغرافيا. لا قيمة للفرد و للاعداد الكبيرة من البشر و الجغرافيا في حسابات القوى عندما تريد تنفيذ مشاريع استراتيجية تخدم اطماع لها او عندما تتعرض لتهديد من قوى اخرى .

تقسيم الدول و صناعة الدول الجديدة .

هناك نقطة مهمة لا ينتبه لها الكثير عند الحديث عن رغبات القوى في تقسيم الدول و انشاء دول جديدة، و هي قيام القوى بصناعة حدود معنوية كمقدمة ضرورية قبل عملية صناعة الحدود الجغرافية .

ماهي الحدود المعنوية ؟

قبل فترة شاهدت فيديو لبرفسور صهيوني و نزلته في صفحتي و سارفق رابطه مع المقال يتحدث فيه عن نقاط القوة الاساسية التي حمت امن اسرائيل ، فتحدث عن نوعين من القوى، قوة معنوية و قوة مادية ، و حول القوة المادية تحدث عن علاقة اسرائيل بامريكا ، و  عن القوة المعنوية التي حصنت و حمت اسرائيل تكلم عن الهولوكوست و تجريم معاداة السامية كمفاهيم ذهنية و ان لها الدور الاكبر في حماية اسرائيل ، و بالفعل الرجل صائب في كلامه جدا ، فالهولوكوست و تجريم معاداة السامية عملا كجدارين حماية لاسرائيل دوليا. فالهولوكوست كانت هي الشرعية لتاسيس و قيام اسرائيل كمظلومية دولية يرفعونها في وجه الجميع في جميع انحاء العالم ماعدا المنطقة لتبرير قيام اسرائيل ورفعها كحجة و شرعية للتاسيس ، و تم عمل نصب تذكاري ضخم ليكون رمزية معنوية يحتفل بها سنويا كرسالة غير مباشرة لتجديد بقاء اسرائيل ، و لولا الخوف من الاستنكار و الاستغراب لجعلت اسرائيل من يوم الهولوكوست هو العيد الوطني في اسرائيل.

هناك البعض في منطقتنا لم يستوعب بعد فكرة ان الصهيونية و القوى الدولية الناهبة التي اسست اسرائيل كان من مصلحتها الكبيرة صناعة العداء نحو اليهود و قتل اليهود، و بان الصهاينة كانوا سعداء جدا بموجة الكراهية نحو اليهود بل قاموا بتمويلها و ساعدوا في عمليات قتل اليهود لسببين ، الاول دفع اليهود للهروب من الغرب و التوجه نحو الوطن الجديد القادم اسرائيل ، فاسرائيل تريد شعب لتبقى و لاحل الا دفع اليهود للهجرة لاسرائيل باي وسيلة  ، و الثاني صناعة المظلومية التاريخية التي تؤسس لحقهم الشرعي امام الغرب . مع ملاحظة مهمة ان الصهيونية تعمدت المبالغة و تضخيم الهولوكوست لاجل تضخيم الحدود المعنوية و هذا ما سنشاهدة الان في الاحداث التي تجري في المنطقة .

ما قامت به القوى الدولية الناهبة عند تاسيس الكيان الصهيوني ، تكرر مرات عديدة في مناطق اخرى في العالم ، ففي يوغسلافيا مثلا قامت القوى الناهبة بنفس التقنية التي قامت بعملها قبل انشاء الكيان الصهيوني و صنعت حدود معنوية قبل تقسيم يوغسلافيا، فالحدود المعنوية لا يمكن ازالتها و ستكون هي الحدود الاقوى التي تمنع اي محاولة لازالة الحدود الجغرافية .

يوغسلافيا لم تكن الا شوكة داخل اوروبا ، و موضوع ازالتها اصبح محل ارادة الناتو و امريكا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، و لم تكن دوافعها حرب عرقية او دينية ، لكن الغرب ارادها هكذا و صورها بتلك الطريقة ، ففي البداية  قام عملاء تابعون لهم بمجازر عرقية و نسبت للصرب و الكروات لاجل دفع الحرب نحو هذا الاتجاة العرقي ، و تطورت الازمة لكنهم لم يتحركوا ابدا و تباطوا جدا لاجل زيادة الجرائم لزيادة قوة و صلابة الحدود الجغرافية الجديدة. لا ننسى ايضا انه  تم اسطرة تلك المجازر ( المبالغة بها) كما حدث في الهولوكست.

تخيل لو تم تقسيم يوغسلافيا بدون تلك الحدود المعنوية ، فمالذي يمنع عودة الحكومات و الشعوب للوحدة مرة اخرى . 

و بالفعل تم بناء نصب تذكاري ضخم في البوسنة و الهرسك لضحايا التطهير العرقي و في كل سنة يحتفل البوسنين بهذه الذكرى الأليمة. و اصبح لدى البوسنين حساسية و سخط  تجاه من يحاول اعادة قراءة رواية المذابح او التقليل منها، و اعتقد ان هناك قانون يجرم التقليل من تلك الجرائم .

مازالت تلك التقنية مستخدمة حتى وقتنا الحاضر، و هناك محاولات من قبل القوى النهب الغربية لتنفيذها في المنطقة من العراق الى سوريا و اليمن و ....الخ

في العراق مثلا يتم تنفيذ تلك التقنية حيث تجري عملية صناعة المظلومية لاجل صناعة الحدود المعنوية قبل تاسيس الحدود الجغرافية لكردستان ...فالقوى الناهبة الغربية دفعت و مولت داعش للقيام بعمليات تخريب و جرائم في مناطق العراقين من الطائفة الايزيدية ثم دفعت قوات البرزاني للتوجه لقتال داعش و الحقيقة حدثت عمليات تسليم لها من داعش ، لاجل صناعة التحرير على يد قوات البرزاني و التوسع ايضا في عدة مناطق .

البرزاني قام ببناء نصب تذكاري في اقليم كردستان لقواته التي حررت مناطق من داعش، و نصب تذكاري لماساة الايزيدين ، كرمزين على شرعية و احقية البرزاني في تبني مظلومية الايزيدين و اراضيهم المحررة .

لا انسى نقطة هامة ، و هي حجم المبالغات التي تنشر حول جرائم داعش ، لاجل اسطرة المظلومية ، و منها مبالغة عن اغتصاب طفلة ايزيدية من قبل 180 شخص من داعش.

الغريب ، ان مواطنة عراقية من الايزيدين قررت السفر الى اسرائيل للحديث عن ماساتها و ماساة طائفتها، و العجيب انها لم تدرك بعد ان تنظيم داعش في خدمة اسرائيل و لاجل ان تذهب لاسرائيل كي تتحدث عن ماساتها كجزء دعائي يدعم قيام كردستان ، و لم يدرك ايضا الكثير من العراقين من الايزيدين و الكرد الذين يملؤون صفحات اسرائيل في الفيسبوك بالتعليقات المليئة بالتاييد و الحب و العشق لاسرائيل، انهم كانوا و مازالوا تحت طائلة مشروع صهيوني من خراب و دمار و تشريد و توجيه اعلامي لايصالهم الى هذا الوعي من الحب و التاييد و العشق لاسرائيل و كراهية الفلسطينين في نفس الوقت كخطوة تسبق مشروع دولة كردستان و تاييد اسرائيل لقيامها و عدم اعتراض احد على اسرائيل ..لا يدرك هولاء ان كردستان هي المشروع البدليل بعد سقوط مشروع داعش.

و الاكثر غرابة ...ان الكثير من العراقين الكارهون لداعش و العاشقون لاسرائيل لم يقراوا بعد تاريخ الكيان الصهيوني، حتى يدركوا ان مشروع تاسيس اسرائيل كان يشبه تماما مشروع تاسيس داعش حاليا...فمن يريد ان يعود للماضي و يشاهد بصورة مباشرة لطريقة تاسيس الكيان الصهيوني فكل ما علية الا ان يشاهد داعش ، داعش نسخة طبق الاصل من اسرائيل في كل شيء ، في شرعية التاسيس و الايديولوجيا التي حاربت من اجلها  و وسائل و ادوات العمل و الدعم المالي و القوى التي وقفت خلف المشروعان. 

.
.
.
ابن الشمس

الأربعاء، 19 يوليو 2017

صرخة الله اكبر الموت لامريكا

امريكا لا تستطيع دخول ارض و شعبها لم يصل بعد الى مرحلة القابلية للاستعمار ..اي دولة تستطيع غزو ارض عندما يكون في وجدان الشعب قابلية و استعداد لقبول الغازي و الاحتفاء به..عندما تختفي عقائد الوطن و رفض الاجنبي..تصبح المهمة سهلة لاستعمار الشعوب ..تصفق الشعوب للغزاة و تتاملهم و هم يمرون امامهم و لا تتحرك اي شعرة داخلهم لقتالهم...خانعون و مستسلمون و الذل سيدهم و هم داخل ارضهم ..و لا حل الا احياء عقيدة موت العدو  . كل الثورات كانت ترفع شعار الموت للعدو. انها عقيدة .... ستعيد احياء و بعث الشعب من جديد.

و لا نحتاج الى دليل لاثبات صحة  قولنا انظروا حولكم فقط في اليمن و المنطقة ..انظروا كيف اوصلوا شعوب و جعلها تصفق لضرب اوطانها و الترحيب بدخول المحتل ..واحدهم يقول كان اسعد يوم في حياتي و شربت قارورة عسل عند سماع كل صاروخ يضرب صنعاء .. انظروا كيف يقبلون ايدي جلادينهم في اليمن ..انظروا كيف جعلوا جزء من ابناء الشعب يثق بالعدو اسرائيل و انه سيكون مرحب به لو دخل بلاده ..و اسرائيل ستدخل اليمن بشكل قاطع ( اياك ان تضحك كالعادة )

و هذا فحوى معنى كلام القائد حسين الحوثي ..لروحة السلام .. و لا يريد منك اي شيء و ليس تقليد لايران ....لا ...انها مرحلة خطيرة من تاريخ شعبنا و امتنا و المنطقة ..حاول ان تستشعر الامر... نحن امام انقلاب حضاري ...امام انقلاب في ميزان قوى العالم ... انقلاب في خريطة العالم ....و يتطلب منا ان نجد لنا مكان ممتاز فيه .. فعدو  المنطقة هي امريكا و اسرائيل ...و يجب ان تكون مواجهة صاحية معهم حتى تسقط مشاريعهم و تجبرهم على الرحيل . 

هذا ليس كلام الحوثي بس ......بل كلام اي انسان طبيعي مقاوم لمشروع الهيمنة الامريكية ... في داخل اليمن و خارجه  ...شمالا و جنوبا حتى و ان لم يظهروا ذلك امام الجميع .

الله اكبر
الموت لامريكا
الموت لاسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للاسلام

ابن الشمس

الثلاثاء، 18 يوليو 2017

رفاهية الغرب بسبب نهب و سرقة الاخرين

ما يجري الان في المنطقة هو هجمة غزو و نهب جديدة من قبل الغرب بثوب جديد و مختلف عن سابقاتها ، بثوب اسمه الدفاع عن الشعوب لنيل الحرية و التخلص من الديكتاتورية و نشر الديمقراطية  و محاربة الارهاب .

سندرك هذا الحقيقة اكثر عندما نقرا تاريخنا و نستوعب طبيعة علاقتنا مع اوروبا على مر التاريخ ، فمن لا يقرا تاريخة يكرر اخطائة السابقة.

طبيعة علاقة المنطقة باوروبا منذ القدم كانت قائمة على مقاومة هجمات اوروبا و الدفاع عن المنطقة الا في مرات قليلة من التاريخ اصبحت قائمة على غزو اوروبا و هي بالاساس دفاع عن النفس، لان افضل وسيلة للدفاع هو الهجوم .

فمن يقرا وضع اوروبا و وضع المنطقة من منظور جيوسياسي و استراتيجي، سيصل لحقيقة جيوسياسية ثابتة لن تتغير ابدا ، و هي : 

لن ينتهي صراعنا مع اوروبا ، و لن تنتهي هجمات غزو اوروبا للمنطقة ، ما دامت اوروبا قارة صغيرة و فقيرة جدا بمواد الخام و الثروات و يوجد فيها قوميات عديدة ، بينما المنطقة كبيرة جدا و غنية جدا بالخامات و الثروات و تحتل موقع جيوسياسي بالغ الاهمية و قريبة من اوروبا ، لانه لا حل لاوروبا الا الخروج من نطاقها الجغرافي بسبب مشكلتها الجيوسياسية و شحة مواد الخام  و الثروات لديها ، لاحل لاوروبا الا الغزو و نهب الشعوب و بالتالي ستستمر عمليات غزوهم للمنطقة باي طريقة و باي ثوب ، اما بثوب الاسكندر المقدوني او بثوب روما او بثوب صليبي او بثوب حملات نابليون او بثوب استعمار انجليزي او بريطاني او برتغالي او ايطالي او بثوب الديمقراطية او بثوب محاربة الارهاب او بثوب الحفاظ على المناخ و نحن سنكون في موقع المقاومة، موقع مقاومة تلك الهجمات الاحتلالية و عمليات التخريب و النهب، او هناك خيار ثاني و هو غزو اوروبا لان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.

.
.

لقراءة كامل الحوار مع رامون غروسفوغل : عن استحالة فصل الحداثة الأورومركزية عن الاستعمار.

اضغط هنا

السبت، 15 يوليو 2017

لن تنتهي هجمات الغرب على المنطقة ابدا

ما يجري الان في المنطقة هو هجمة غزو و نهب جديدة من قبل الغرب بثوب جديد و مختلف عن سابقاتها ، بثوب اسمه الدفاع عن الشعوب لنيل الحرية و التخلص من الديكتاتورية و نشر الديمقراطية  و محاربة الارهاب .

سندرك هذا الحقيقة اكثر عندما نقرا تاريخنا و نستوعب طبيعة علاقتنا مع اوروبا على مر التاريخ ، فمن لا يقرا تاريخة يكرر اخطائة السابقة.

طبيعة علاقة المنطقة باوروبا منذ القدم كانت قائمة على مقاومة هجمات اوروبا و الدفاع عن المنطقة الا في مرات قليلة من التاريخ اصبحت قائمة على غزو اوروبا و هي بالاساس دفاع عن النفس، لان افضل وسيلة للدفاع هو الهجوم .

فمن يقرا وضع اوروبا و وضع المنطقة من منظور جيوسياسي و استراتيجي، سيصل لحقيقة جيوسياسية ثابتة لن تتغير ابدا ، و هي : 

لن ينتهي صراعنا مع اوروبا ، و لن تنتهي هجمات غزو اوروبا للمنطقة ، ما دامت اوروبا قارة صغيرة و فقيرة جدا بمواد الخام و الثروات و يوجد فيها قوميات عديدة ، بينما المنطقة كبيرة جدا و غنية جدا بالخامات و الثروات و تحتل موقع جيوسياسي بالغ الاهمية و قريبة من اوروبا ، لانه لا حل لاوروبا الا الخروج من نطاقها الجغرافي بسبب مشكلتها الجيوسياسية و شحة مواد الخام  و الثروات لديها ، لاحل لاوروبا الا الغزو و نهب الشعوب و بالتالي ستستمر عمليات غزوهم للمنطقة باي طريقة و باي ثوب ، اما بثوب الاسكندر المقدوني او بثوب روما او بثوب صليبي او بثوب حملات نابليون او بثوب استعمار انجليزي او بريطاني او برتغالي او ايطالي او بثوب الديمقراطية او بثوب محاربة الارهاب او بثوب الحفاظ على المناخ و نحن سنكون في موقع المقاومة، موقع مقاومة تلك الهجمات الاحتلالية و عمليات التخريب و النهب، او هناك خيار ثاني و هو غزو اوروبا لان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.
.
.

السبت، 8 يوليو 2017

الحرب العادلة - تزيف الوعي باسم الثقافة

انها موضة العصر ، الكاتب الحداثي العلماني ، الناشط المثقف، الذي يفتي في جوانب عديدة ، معتمدا على سلطة الثقافة التي يرتديها ، الثقافة التي اصبحت سلطة فوقية تمارس سطوتها على المجتمع ، تجعل من موضة الكاتب المثقف، يمارس نفس سلطة رجل الدين في تاثيره على المجتمع .

بالفعل .....نحن امام سلطة جديدة باسم الثقافة ، سلطة قادرة على تدمير الوعي الجديد في المجتمع الذي استطاع الخروج من سلطة التدين و تفسيراته الخاطئة لكن هذه المرة باسم الثقافة. مجتمعنا ينتقل من عبث التدين الخاطىء الى عبث التثقف المزيف، من عبث رجال الدين الى عبث رجال الثقافة ، من عبث الدعاة الدين الى عبث ناشطين الثقافة . من الرجعية  الى الميوعة و التفسخ .

الحرب الحقيقية هي حرب المصطلحات و المفاهيم ، حتى الحروب العسكرية تسبقها حرب مصطلحات و مفاهيم . و لا يمكن غزو اي مجتمع في العالم قبل غزوه فكريا . فعندما تخلق فكر و تعرف مصطلحاته و مفاهيمه و تروجه في مجتمع ، فانت تنقل الاخر الى ارضيتك ، و بعدها يمكنك التحكم ب الاخر بما يخدم توجهك ف يسهل عليك القيام باي خطوة و التغلب عليه . و حرب الارهاب افضل مثال على ذلك ، فقد تم تعريف الارهاب امريكا و اصبح الجميع يؤيد هذا المصطلح ، و اصبح الارهاب يشار الى الاسلام ،  لكن قتل و تشريد ملايين البشر و تدمير اوطانهم لا يعد ارهاب .

لذلك فمن العبث و السذاجة حين تنفق وقت طويل في مطالعة الكتب كحال هذا الكاتب، و انت تجهل فكرة ان الكتاب مادة اعلامية مثل بقية المواد الاعلامية كالاذاعة و الصحف و القنوات الفضائية ، ليس بريئ كله بل اغلبه كتابات موجهة . يستلزم منك ان تكون  عقل حر منتج و تدرك المعنى و ان لا يكون دورك مستهلك فقط (متسمر امام شاشة الجزيرة ) وتصدق كل مادة اعلامية و تعتقد انها حقيقة و لا تخضعها للعقل و المنطق . متلقي فقط، تم صناعتك من ثقافة التلقي و الحفظ و الترديد التي ورثناها و تعلمناها من مناهج التربية و التعليم في مجتمعاتنا . 

الحديث عن الحرب العادلة بهذه الصورة العارضة و المجتزاة و مخاطبة جمهور و كانها حقيقة مطلقة و التعامل معها كمرجعية صحيحة ، تدل على محاولة تزييف وعي بالترديد و الحفظ ، و ربما محاولة استعراض و ادعاء فقط اكثر من كونها رغبة في اصلاح الوعي و توصيف دقيق لما يجري .

كيف جاء مفهوم الحرب العادلة ؟

عند النظر للحرب من نظرة علم الاجتماع ، يرى الكثير من علماء الاجتماع بانه لا يمكن تفادي الحروب ، لانها صراع مصالح و اطماع ، فلا يوجد شيء اسمه حرب عادلة و حرب غير عادلة ، اما الحديث عن اخلاق الحروب التي يعتقد ان مفهوم الحرب العادلة جاءت به، فهو غير صحيح ، لان اخلاقيات الحروب قديمة جدا موجودة في كل الحضارات ، و ايضا تشترط الحرب العادلة سرعة حسم الحرب في وقت بسيط ، و هذا الشرط انما وضع لصالح القوى العسكرية الكبيرة التي تملك امكانيات حسم المعارك بالنظر الى امكانياتها العسكرية المتقدمة التي تفوق امكانيات دول اخرى ضعيفة .

الحرب هي الحرب و عدالة خوض الحرب قائمة على شرعية الدفاع عن النفس و الحفاظ على المصالح فقط . لان هناك فرق بين المصالح و بين الاطماع .

الامبريالية الغربية مع هذه الحداثة حول الحقوق و قيم الحريات و حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، اصبحت تعاني امام شعوبها و العالم من شرعنة حروبها  و تحاول ان تصنع عقيدة لجيوشها يمكن من خلال خوض حروب و تغليفها بثوب اخلاقي ، لاعطاء مبرر اخلاقي لدى الجندي في القتال . و عندما تعجز عن المبرر الاخلاقي في الحروب تستبدله بمرتزقة اجانب بعقائد اخرى دينية (كداعش او القاعدة ) يقاتلون لخدمة مصالحها بطريقة غير مباشرة . فتم التنظير للحروب الامبريالية باسماء كثيرة ، منها الحرب الشرعية و الحرب العادلة و الحرب بقرارات دولية و الحرب بشرعية مجلس الامن ، و الحرب ضد الديكتاتوريات و الاستبداد ، و الحرب ضد الارهاب.

لذلك فان اسقاط مفهوم الحرب العادلة و الاستناد عليه كقيمة جديدة حداثية و حضارية ، على اي حرب تقع ، و قراءتها من منظور الغرب الذي انتج هذا المفهوم انما هو عملية تزييف للوعي، يجعلك تخلط بين مفهوم العدوان و الاحتلال و بين مفهوم الحرب العادلة ، و يجعلك تشرعن بصورة غبية للاحتلال العسكري و انت تعتقد في نفسك انك اصبحت انسان حداثي .


ابن الشمس

الجمعة، 7 يوليو 2017

الارهاب ظاهرة سياسية يقف خلفها مشروع نهب دولي

هناك اعاقة مزمنة في عقل دعاة العلمانية و اللادينين في فهم ظاهرة الارهاب بشكل لا يصدق ، فهم عاجزون عن رؤية الواقع و مشغولين و مدمنين في تقليب كتب التراث ليؤكدوا لانفسهم ان عقدهم الدينية و الاجتماعية حالة طبيعية .

تخيل.... انه بعد حادثة قتل جنود مصرين اليوم في سيناء ، واحد من دعاة العلمانية اكتشف حديث نبوي جديد يؤكد على ان الارهاب في سيناء سببه كتب التراث و الدين.

انت ....عندما تعتمد على نصوص دينية لتفسير ظاهرة الارهاب الحالية، فانك بشكل عملي تنقل ظاهرة الارهاب من مجال الواقع الى مجال النصوص، فيتحول العقل من قارىء للواقع الى قارىء للنصوص، و من سيد للواقع الى تابع للنصوص، و يصبح تفسير الواقع ضمن مجال تاؤيل النصوص، فيتحول الخلاف حول اسباب الارهاب من خلاف على تفسير واقع ما الى خلاف حول النصوص لذاتها و تاويلاتها،فتختبىء المصالح السياسية و يغيب الواقع تماما بين النصوص الدينية .

لذلك

اذا كنا نحمل شعور بالمسؤولية التاريخية، و متخلصين من العقد الشخصية و الدينية و التاريخية و من مرض جلد الذات، و اردنا الخروج من هذه الدائرة العبثية في تفسير ظاهرة الارهاب الى طريق واضح فعلينا ان ندرك جيدا ، باننا حين نقول ان الدين ليس السبب الرئيسي لظاهرة الارهاب الموجودة في المنطقة و العالم، فاننا لا ننطلق من حبنا للدين الذي يتحسس منه جمهور الحداثين و العلمانين ، و لا ننطلق من فكرة  اننا لا نريد تشوية الدين ، او من عاطفة خوفنا على عقيدتنا الصافية ، او ننطلق من فكر وسطي يرى في الدين قد تعرض لتشويه و ان هولاء ليسوا مسلمين ، علينا ان ننسى هذه الامور و هذه المقدمات التي تعيقنا عن فهم علمي لهذه الظاهرة ...نحن فقط نبحث عن الحقيقة كي نستطيع ان نصل لحل لهذا الظاهرة قبل ان تدمرنا و تلتهمنا و نحن لم نصل بعد لتشخيص السبب الرئيسي .

ما يجري الان لا علاقة له بالعقيدة و الدين .

علينا ان نفرق بين جذر المشكلة (السبب الرئيسي) و بين الادوات  و الوسائل .

نعم ...الفكر الوهابي فكر متخلف و متطرف و مدمر للمجتمعات و الشعوب، و هناك في الدين اشياء سلبية و تحتاج الى تصحيح لكنه ليس السبب الرئيسي وراء ظاهرة الارهاب، الفكر الوهابي اداة فقط  من بين ادوات كثيرة تعمل ضمن مشروع الارهاب و ليس السبب الرئيسي.

الارهاب ظاهرة سياسية بامتياز، الارهاب هو مشروع صممته استخبارات القوى الدولية الناهبة ..مشروع يملك ميزانية تشغيلية و موظفون و برامج و تدريب و اعلام ...و مهمة المشروع هو تدمير الدول و تخريبها و مبرر شرعي للتدخل في شؤون الدول للحفاظ على اطماع القوى الناهبة  .

السبب الحقيقي وراء ظاهرة الارهاب هو السياسة  .