‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرائيل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرائيل. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 30 يونيو 2019

العهدة العمرية - دس للسم في العسل


ما هي العهدة العمرية ؟

في البداية ... دعونا نفتش و نبحث و نقرا حول ما يقول التاريخ عن العهدة العمرية

---------------------------------
ماهي العهدة العمرية ؟

ويكيبيديا

العهدة العمرية هي كتاباً كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل  (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين وأقدم الوثائق في تنظيم العلاقة بين الأديان.

فبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك دخل عمر رضى الله عنه القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس في 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح..

----------------------------------------------

ماهو نص العهدة ؟

■   ابن القيم الجوزية - كتاب احكام اهل الذمة - 1350م

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نص العهدة العمرية; هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها... أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.
شهد على ذلك: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان."

وبينما كان عمر رضى الله عنه يملى هذا العهد حضرت الصلاة، فدعا البطريق عمر للصلاة حيث هو في كنيسة القيامة، ولكن عمر رفض وقال له: أخشى إن صليت صليت فيها أن يغلبكم المسلمون عليها ويقولون هنا صلى أمير المؤمنين.

■ كتاب التاريخ المجموع على التصديق و التحقيق. طبعة التوفيق  . تاليف البطريك افتشيوس المكني سعيد بن البطريك، و ابن البطريك هو اقدم مؤرخ قبطي بعد الفتح الاسلامي - 930 م.

" بسم الله الرحمن الرحيم

من عمر بن الخطاب لاهل مدينة ايليا ( القدس ) ، انهم امنون على دمائهم و اولادهم و اموالهم و كنائسهم الا تهدم و لا تسكن .... الخ .
و اشهد شهودا .. و فتح له باب المدينة ، فدخل عمر المدينة و اصحابة "

■ كتاب تاريخ الاقباط -  تقي الدين للمقريزي - 1449

" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اعزنا بالاسلام، و اكرمنا بالايمان، و رحمنا بنبيه محمد صلي الله و سلم عليه .

هذا كتاب عمر بن الخطاب ، لعهد و ميثاق اعطي الى البطريك المبجل المكرم و هو ( صفرونيوس ) ، بطريك الملة الملكية ، في طور الزيتون ، بمقام القدس الشريف .

و على زياراتهم التي بيدهم ، داخلا و خارجا  ، و هي القمامة و بيت لحم مولد عيسى عليه السلام ، و كنيسة الكبراء ، و المغارة ذات الثلاث ابواب ..قبلي و شمالي و غربي و بقية اجناس النصارى الموجودين هناك ، و هم الكرج و الحبش ، و الذين ياتون للزيارة من القبط و الافرنج و السريان و الارمن و النساطرة و اليعاقبة و الموارنة  ....... و الخ

و قد اعطي هذا المرسوم بحضور جم الصحابة الكرام : عبدالله عثمان بن عفان ، و سعد بن زيد و عبد الرحمن بن عوف ، و بقية الاخوة الصحابة الكرام

و صلي الله و سلم على سيدنا محمد و على اله و اصحابة ، و الحمد لله رب العالمين .

في عشرين من شهر ربيع اول سنة 15 للهجرة النبوية ."

هناك نص اخر ذكر في كتاب تارخ الاقباط للمقريزي يتحدث عن عهدة اخرى .. و هي العهدة الشريفة  .. كتاب كتبه النبي بخط الامام علي .

" هذا كتاب ، كتبه محمد بن عبدالله ، الى كافة الناس اجمعين ، رسولا مبشرا و نذير ، و مؤتمنا على وديعة الله في خلقة ، لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل .

كتبه لاهل ملة النصارى ، و لمن تنحل دين النصارى من مشارق الارض و مغاربها ، قريبها و بعيدها ، فصيحها و عجمها ، ... فمن نكث العهد الذي فيه ، كان لعهد الله ناكثا ، و للعنته مستوجبا .

ان احتمى راهب ، او سائح في جبل او وادي او مغارة او عمران ، فانا اكون من وراءهم ، اذب عنهم من كل غيرة عليهم ..... بنفسي و اعواني و اهلي و ملتي و اتباعي، لانهم رعيتي و اهل ذمتي .

....
....
....

تحررت بخط الامام علي و ختمت باصبع النبي "

----------------------------------------------

العهدة العمرية في كتب التاريخ

وردت العهدة في كتب التاريخ بأكثر من صيغة ونص، وتتراوح من نصوص قصيرة ومقتضبه كنص اليعقوبي ونص ابن البطريق وابن الجوزي و المقريزي و ابن خلدون، أو مفصلة كنص ابن عساكر ومجير الدين العليمي المقدسيِ ونص بطـريركيـة الروم الأرثوذكس.

لكن حسب كلام كثير من الباحثبن ، بان هناك فرق بين العهدة العمرية و الشروط العمرية . فالبعض يخلط بين العهدة العمرية وبين الشروط العمرية، مع أن الفارق الزمني بينهما طويل.

فأول من أورد «الشروط العمرية» هو الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه «أحكام أهل الذمة»، وابن كثير في تفسيره، وابن تيمية في مجموع الفتاوى.

فقد ذكر الإمام ابن القيم الشروط العمرية في كتابه أحكام أهل الذمة.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كتب أهل الجزيرة إلى عبد الرحمن بن غنم: إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا، وأهل ملتنا على أنا شرطنا لك على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتنا كنيسة، ولا فيما حولها ديراً، ولا قلاّية (بناء كالدير)، ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب من كنائسنا، ولا ما كان منها في خطط المسلمين، وأن لا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً، وألا نكتم غشا للمسلمين، وأن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفيفاً في جوف كنائسنا، ولا نظهر عليها صليباً، ولا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون، وأن لا نخرج صليبا ولا كتاباً في سوق المسلمين، وأن لا نخرج باعوثاً - والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر- ولا شعانين (عيد للنصارى)، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين، وألا نجاورهم بالخنازير، ولا نبيع الخمور، ولا نظهر شركاً، ولا نرغِّب في ديننا، ولا ندعو إليه أحداً، ولا نتخذ شيئاً من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين، وألا نمنع أحداً من أقربائنا أراد الدخول في الإسلام، وأن نلزم زينا حيثما كنا، وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا في مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، وأن نجزَّ مقادم رؤوسنا، ولا نفرق نواصينا، ونشدُّ الزنانير على أوساطنا، ولا ننقش خواتمنا بالعربية، ولا نركب السروج، ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله، ولا نتقلد السيوف، وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس، ولا نطلع عليهم في مجالسهم، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا يشارك أحد منا في تجارة إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيامٍ، ونطعمه من أوسط ما نجد. ضَمِنَّا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا، وإن نحن غيّرنا أو خالفنا عمّا شرطنا على أنفسنا، وقبلنا الأمان عليه، فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق.
فكتب بذلك عبد الرحمن بن غنم إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر: أن أمضي لهم ما سألوا، وألحق فيهم حرفين أشترطهما عليهم مع ما شرطوا على أنفسهم: ألا يشتروا من سبايانا شيئاً، ومن ضرب مسلماً عمداً فقد خلع عهده.
فأنفذ عبد الرحمن بن غنم ذلك، وأقر من أقام من الروم في مدائن الشام على هذا الشرط.


وقال الإمام ابن تيمية: "في شروط عمر بن الخطاب التي شرطها على أهل الذمة لما قدم الشام، وشارطهم بمحضر المهاجرين والأنصار م، وعليه العمل عند أئمة المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"... وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر" لأن هذا صار إجماعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لا يجتمعون على ضلالةٍ على ما نقلوه وفهموه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
--------------------- انتهى -------------------

تقريبا الجميع متفق على قصة فتح القدس و جيوش المسلمين و قدوم عمر الى القدس ...  و لا يوجد تشكيك حول  صحة هذا التاريخ  ..... و ايضا لا يوجد تشكيك حول وجود العهدة العمرية، لكن التشكيك حول نصها، و هناك تشكيك حول الشروط العمرية .

----------------------------------------------

الان ... ما هي الملاحظات الهامة في هذه النصوص السابقة

● اول من تحدث حول العهدة العمرية ، ليس رجل مسلم بل مؤرخ مسيحي قبطي .. ابن البطريك في العام 940 م ..و كتبها باللغة العربية .

● جميع من ذكر هذه العهدة من المسلمين عاشوا في حقبة زمنية واحدة و متقاربة جدا .

ابن تيمية - ابن القيم  - ابن كثير - المقريزي - ابن خلدون

● وجود العديد من المؤرخين المسيحين يذكرون العهدة و مهتمين بالحديث عنها . 

● نص العهدة مختلف من مؤرخ الى اخر، بالرغم من ان تركيا تتدعي بانها تحتفظ بمخطوطة لنصها الاصلي .

● هناك اختلاف حول اسم القدس من مؤرخ الى اخر ( ايليا - بيت المقدس - القدس )

● معظم الكتب التي ذكرت هذه العهدة ... من طبعات مطبعة مصر ... مطبعة بولاق و التوفيق .

كتاب تاريخ الاقباط المقريزي - طبعة التوفيق - مصر
كتاب الخطط المقريزي - طبعة بولاق - مصر
كتاب ابن البطريق - طبعة التوفيق - مصر


---------------------------------

دعونا نبدا ... بابن البطريك

من هو ابن البطريق ؟

البطريك افتشيوس ... و يكنى ب سعيد بن البطريك.

يحمل اسمين ........... اسم يوناني و في نفس الوقت اسم عربي.
اختار له اسم ... سعيد... لكن شهرته هو ابن البطريك .. كانه يريد ان يجاري مؤلفي التراث الاسلامي ، الذين  يحملون نيك نيم يبدا بكلمة " ابن" ...... ابن تيمية ... ابن خلدون ... ابن الجوزي ... ابن كثير ... ابن البطريق.

ابن البطريك يعرف عنه في اغلب الكتب  بانه اقدم مؤرخ قبطي بعد الفتح الاسلامي 941م . ( لاحظ الى كلمة الفتح الاسلامي ) .

كتابه اسمه : التاريخ المجموع على التصديق و التحقيق.

بنفس الطريقة التقليدية الموجودة في تسميات كتب تراث المسلمين ... حتى في طريقة اقناع القارى بكونه صحيح.
فمثلا ... هناك صحيح البخاري و هنا التاريخ المجموع على التصديق .

ماذا يقول ابن البطريق في كتابة ؟

ساحول ان اقتطع جزء منه :

ثم اتصل بالمسلمين قدوم عمر بن الخطاب ، و لقوا  عمر بن الخطاب ، ثم ساروا الى بيت المقدس ، فحاصروها ، فخرج ( صفرونيوس ) بطريك بيت المقدس الى عمر بن الخطاب ، فاعطاه عمر امانا ، و كتب لهم كتاب هذا نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم

من عمر بن الخطاب لاهل مدينة ايليا ( القدس ) ، انهم امنون على دمائهم و اولادهم و اموالهم و كنائسهم الا تهدم و لا تسكن .... الخ
و اشهد شهودا .. و فتح له باب المدينة ، فدخل عمر المدينة و اصحابة . "

الان لاحظ الى النص ..... فهو يسرد احداث فتح مدينة من قبل المسلمين و يسميها بيت المقدس ، لكن ما ان ينتقل الى سرد نص العهدة ، فهو يكتب النص على لسان عمر  باسم ( ايليا ) .

الفرق بين الحادثة و هذا المؤرخ هو 300 سنة ، فارق ليس كبير  فهل يعقل بان اسم القدس قد تبدل خلال هذه المدة ؟!

يعني المفروض بان اسمها ساعة كتابة هذا التاريخ و النص من قبل المؤرخ، ستكون واحدة ... او لا يجب ان يذكرها المؤرخ باسمين.

مش طبيعي ... كانه رجل الي يطبع فقط ، الة غير عاقلة ، لانه لو كان عاقل ... لكان اسمها واحد في كتابة.

من المفروض ان النص هكذا :
--------------------
ثم اتصل بالمسلمين قدوم عمر بن الخطاب ، و لقوا  عمر بن الخطاب ، ثم ساروا الى ايليا، فحاصروها ، فخرج ( صفرونيوس ) بطريك ايليا الى عمر بن الخطاب ، فاعطاه عمر امانا ، و كتب لهم كتاب هذا نصه :

" بسم الله الرحمن الرحيم

من عمر بن الخطاب لاهل مدينة ايليا ( القدس ) ، انهم امنون على دمائهم و اولادهم و اموالهم و كنائسهم الا تهدم و لا تسكن .... الخ
و اشهد شهودا .. و فتح له باب المدينة ، فدخل عمر المدينة و اصحابة . "
--------------------

او كان من المفروض ان يتحدث حول هذه النقطة في كون اسمها قديما كان ايليا و الان بيت المقدس .

هذا المؤرخ يصف البطريك ... ببطريك بيت المقدس ... و كما هو معروف بان تسميات البطريك واحدة متعارف عليها في الكنيسة . بطريك الشرق ... بطريك انطاكية ... بطريك الخ .. و  لا تتبدل .

فهل هو بطريك بيت المقدس ام بطريك ايليا

ايضا و بالرغم من كونه مؤرخ مسيحي ........ لكنه لا يعرفها باسم  اورشاليم، على حسب التاريخ المتعارف في الكنيسة .. اي كان من الاولى عندما يسرد التاريخ قبل نص العهدة .. ان يذكر لنا اسمها اورشاليم المعروفة عندهم .

باقي نقطة من كتاب ابن البطريق ، التاريخ المجموع على التصديق و التحقيق. ساقتطع لكم جزء من كتابة

يقول :

لما تنصر الروم و بنت هيلانة ام قسطنطين كنائس ، كان موضع الصخرة و حولها خراب ، و رموا على الصخرة تراب .

فقال قوم نبني المسجد و نصير الصخرة في القبلة ، فقال عمر : لا ، بل نبني المسجد و نصير الصخرة في اخر المسجد . و ذلك لان الصخرة كانت مقدسة عند بني اسرائيل و كانت تسمى قدس الاقداس ، لانها الصخرة التي كلم الله بها يعقوب ، و سماها باب السماء ، و كانت هيكلا لبني اسرائيل ، و كانوا يعظمونها و يجعلونها قبلتهم .

لاحظ كيف يستبق الفتح بقصة تنصر الروم و بان الفضل يعود للروم ببناء الكنائس . ايضا لاحظ كيف هو حريص على جعل المسجد الاقصى من بناء عمر ، و كيف ينسب المسجد للروم و بني اسرائيل و يتحدث عن وجود هيكل مقدس .

---------------------------------

اما بخصوص المقريزي ... شيخ المؤرخين في مصر

المقريزي يذكر نص العهدة  في كتاب الخطط و نص اخر  في كتاب تاريخ الاقباط و هما مختلفان .

■ كتاب الخطط المقريزي - طبعة بولاق

" يذكر علماء الاخبار من النصارى ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لما فتح مدينة القدس كتب للنصارى امانا على انفسهم ، و اولادهم و نسائهم و اموالهم ، و جميع كنائسهم لا تهدم و لا تسكن "

■ تاريخ الاقباط ... المقريزي .... تحقيق و تقديم مينا افندي اسكندر ... طبعة التوفيق ( مطبعة الاقباط 1890 )

ذكرناه سابقا

الان لاحظ

الاختلاف الواضح بين النصين ... رغم انه مؤلف واحد .

في النص الاول يقول بطريك القدس و في النص الثاني بطريك الملة الملكية .

لاحظ النص الثاني ... يذكر عبارة  ... ( القدس الشريف)
الا تجد بانها ... عبارة حديثة جدا

مع ملاحظة ان كتاب تاريخ الاقباط من تحقيق  مسيحي ، و بعد البحث وجدنا بان هذا المحقق لم يحقق الا هذا الكتاب و غير معروف .

الان  .....اعد اقراءة نهاية النص الموجود في كتاب تاريخ الاقباط
ماذا لاحظت ؟! ... كان من كتبه واحد بالامس ، يعيش في الحارة التي جنب حارتكم .

" قد اعطي هذا المرسوم بحضور جم الصحابة الكرام : عبدالله عثمان بن عفان ، و سعد بن زيد و عبد الرحمن بن عوف ، و بقية الاخوة الصحابة الكرام."

مضحكة جملة .... ( بحضور جم الصحابة ) .. كأن شخص كتبها في قسم الشرطة اليوم .

و ايضا جملة  ... ( بقية الاخوة الكرام ) ... ههه

ايضا لاحظ ... كيف ان عمر يختم نص عهدته،  و كانه شخص موجود اليوم و يختم مراسلته مع واحد في الواتس اب بجملة

" و صلي الله و سلم على سيدنا محمد و على اله و اصحابة ، و الحمد لله رب العالمين "

يعني واحد من اثنين ..... اما ان عمر يقصد بالصحابة ناس عاشوا قديما و لم يلتقي بهم مثل حالنا اليوم ....  او ان عمر يصلي على نفسه و اصبح يملك وعي  بنفس وعينا الحديث .

هذه العبارة حديثة جدا و مستحيل انها كانت على لسان شخص عاش  في تلك الفترة

■ تبقى نقطة اصررت على ذكرها

و هي العهد الشريف المذكور في كتاب تاريخ الاقباط ... على اساس انها الرسول كتبها بخط الامام علي .

بغض النظر عن الكلام الجميل و المنمق و الاخلاق و القوانين فيه، فنحن لسنا في هذه الباحة ... لكن ... لو عدنا لقراءة نص هذا العهد ........سنجد مكتوب في نهايته عبارة " تحررت بخط الامام علي و ختمت باصبع النبي "

مضحك جدا ......... النبي يبصم بصباعه على الوثيقة .

هل تعلم

بان بصمة الاصبع لم تعرف الا في القرن التاسع عشر ؟!

■ هناك  نقطة اخيرة في كتاب تاريخ الاقباط للمقريزي

يقول عند حديثة حول القدس  :
" المسيح .. اصلها ماسيح ، لكن العرب تلاعبت باللفظة و نطقته مسيح "

هل هناك مسلم يصف قرانه المقدس بانه تلاعب و تحريف ؟ 

و يقول حول فتح القدس :

" لما فتح عمر بن الخطاب مدينة القدس ، كتب للنصارى امانا على انفسهم و اولادهم و نسائهم و اموالهم و كنائسهم . و جلس في وسط صحن كنيسة القمامة ، فلما حان وقت الصلاة ، خرج و صلي خارج الكنيسة ، على الدرج التي خارج بابها ، ثم جلس و قال للبطريك : لو صليت داخل الكنيسة لاخذها المسلمين من بعدي ، و قالوا : هاهنا صلى عمر . 

و اشار عليه البطريك باتخاذ موضع الصخرة مسجدا ، و كان فوقها تراب كثير ، فتناول عمر رضي الله عنه من التراب في ثوبه ، فبادر المسلمون لرفع التراب حتى لم يبقى منه شيء . و بني المسجد الاقصى عند الصخرة امام الصخرة ، فلما كانت ايام عبد الملك بن مروان ادخل الصخرة في حرم المسجد .

ثم ان عمر اتى بيت لحم ، و صلى في كنيسته عند الخشبة التي ولد فيها المسيح و كتب سجلا للنصارى ... الخ "

الان  لاحظ

اعتقد بان كل مسلم يؤمن بانه المسجد الاقصى و مذكور في القران ... لكن هذا النص يحاول ان يجعلك تقتنع ان عمر و عبد الملك هم من بنوا المسجد الاقصى .. و سموه المسجد الاقصى . فهل يعقل ان هذا مؤرخ مسلم و  يرمي بنص القران و يدعي بان عمر هو من بناه ؟!

لاحظ ايضا ... البطريك يعود له الفضل في تعيين مكان المسجد الاقصى .و هو من اشار له ... لانه عمر رجل عربي  مازال حديث عهد بالدين، ناس لاول مرة يعرفوا الدين، لان البطريك قد سبق عمر في الدين و عنده ثقافة ...  و لا يعرف كيف يبني .

ايضا لاحظ الى هذا النص : " و جلس في وسط صحن كنيسة القمامة ، فلما حان وقت الصلاة ، خرج و صلي خارج الكنيسة ، على الدرج التي خارج بابها ، ثم جلس و قال للبطريك : لو صليت داخل الكنيسة لاخذها المسلمين من بعدي ، و قالوا : هاهنا صلى عمر ."

هل كان  يعرف عمر ساعتها ،  بانه سيكون شخصية مشهورة و بان هناك من سيعتبره شخصية محورية مقدسة حتى يقول هذا الكلام ؟!

كانه عقل حديث ينسب للماضي حديث،  حسب ما يشاهده من واقع اليوم .

تبقى اخيرا ملاحظة هامة :

طوال التاريخ و عمر بن الخطاب قابع في المدينة مستلقي و بيده عصى و ينظر احوال الرعية ..... و لم يسافر الى اي مكان ، لا يحب السفر ... منطوي و منعزل ... يكره السفر .. و لا يريد ان يلتقي بالناس في خلافته ... و لا يريد ان يشاهد احد صورته ....  فقط يوجه خلافته بالريموت كنترول من المدينة ، لم يسافرا الى العراق و لا اليمن و لا مصر و لا اي مكان ...... و  بغمضة عين قرر السفر الى القدس هوووب ...... الى القدس و يقص الشريط ليفتتح الزمن الجديد للقدس و للتاريخ الجديد، و يعلن حضوره و حضور المسلمين ثم يوقع عهدة و ينام في صحن قرب البطريك و يحدث  معه قصة مع البطريك و يعلن بناء مسجد و يؤكد بان اليهود معاهم حق هناك، ثم يعود الى خيمته في المدينة .
-------------------------------

اما بخصوص كلام ابن تيمية ، حول قصة الشروط العمرية

وقال الإمام ابن تيمية: "في شروط عمر بن الخطاب التي شرطها على أهل الذمة لما قدم الشام، وشارطهم بمحضر المهاجرين والأنصار م، وعليه العمل عند أئمة المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"... وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر" لأن هذا صار إجماعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لا يجتمعون على ضلالةٍ على ما نقلوه وفهموه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"

لاحظ كيف ان ابن تيمية يحاول ان يؤكد تاريخ هذه الشروط عبر اختلاق احاديث عجيبة على لسان النبي .

هل كان النبي يعرف بان من سياتي بعده،  سنسميهم نحن الخلفاء الراشدين ... لان  كلمة ( الراشدين ) ...... نحن من اطلقنا عليهم هذه التسمية .. هذا يدل على ان كاتب الحديث بوعي حديث، و اصبح ينسب احاديث بوعي حديث لزمن قديم.

ايضا انظر ....... كيف اصبح النبي يعرف بان من سياتي بعده هو ابوبكر و عمر ......... بل المدهش ان النبي قد ذكرهم بالترتيب ، ابوبكر  ثم عمر .


هذا ابن تيمية شيخ ابن القيم الذي ذكر الشروط.

لماذا هذا الكذب الحديث، و استخدام النبي  لتاكيد الشروط العمرية ؟ ... ما الاهمية ؟!

لجعل المسلمين دخلاء جدد .. جاءوا بعد اليهود و النصارى، اي صناعة زمن وهمي و تاريخ وهمي


-------------------------------

الان

لماذا هذا الاهتمام بالعهدة و الشروط و هذه القصة ..... من قبل المؤرخين المسيحين، لدرجة تصل للكذب الواضح ..... و حتى مؤرخين المسلمين الذين لا تعرف لهم اصل ؟!

طبعا المسلم مسكين ... مثل الاطرش داخل الزفة ... يفرح بهذا التاريخ . يفرح بالفتوحات  .. و بان عمر هو اول من كتب وثيقة تنظم و تحترم الاديان .

يفرح عندما يكتب المستشرقين له مدح في ان عمر و عبقريته  هو اول حاكم اعترف بالاديان و وضع شروط و بان تلك المعاهدة هي ارقى ما وصلت له الحضارة .

مسكين المسلم .. طيب زيادة ... يفرح .

المسلم لا يعرف بانه ضحية تاريخ كتبه عقل صهيوني، زرع له السم داخل العسل .

لو تلاحظ ........ كل التاريخ الذي يفتخر بها المسلم و لا يثار حوله الشبهات ، اي  لا تجد فيه  اي شيء مشوه.. فتستغرب لماذا ..... لان كاتب التاريخ لايريد ان يجعل المسلم يشكك في التاريخ ، يريد ان يجعله جميل جدا و يفتخر به و لا يرفضة ...لان لديه هدف اخر

هدفه 

اولا ........ تدمير مقدسات المسلم في عقل المسلم و جعل قيمتها مرتبطة باشخاص و مواقف يثار حولها جدل ، و بان بناءها حديث

ثانيا .... تاصيل اليهود و المسيحين في القدس زمنيا ..... و جعلهم سابقون زمنيا للوجود المسلم .. و لزمن المسجد الاقصى ....حتى يصبح المسجد الاقصى بناء جديد قام على اثار حقبة مسيحية و يهودية ... في زمن ليس ملكه .. و يصبح المسلم دخيل .. صناعة تاريخ وهمي و زمن وهمي للمسلمين،  ياتي بعد اليهود و النصارى .

لا تجعلهم يضحكوا عليك بهذه القصص .  

معاك مسجد مقدس بطول و عرض ........ اخرج من كتب التاريخ و خليك في الواقع ... انت صاحب الواقع ...... اما المشروع الصهيوني فهو صاحب عالم افتراضي موجود في الكتب فقط .... و قد تعمد اغراقك بهذا العالم و نشره لك .... بعد ان صنع لك رموز دينية  و خلق لها قصص مرتبطة بواقعك من اجل اثبات عالمه الافتراضي و التأثير عليك و سحبك من هذا الواقع لصالح مشروعه .

لان معظم التاريخ .... كتب من قبل مشروع صهيوني

تبقى ملاحظة هامة اخيرة

اقدم مخطوطة لهذا النص ( العهدة العمرية ) ، موجودة في الاستانة تركيا .

لاحظ ....... اصرار مركز خلافة المسلمين على الاحتفاظ بهذه الوثيقة حتى اليوم و عمل برواز فاخر لها .. بل ستجد  بان معظم الوثائق المزورة المحورية التي بمثابة شرعية لليهود لسرقة وعي المسلمين موجودة في خلافة المسلمين .

طبعا و ثيقة وهمية من صناعة العثمانين . متعمد و متقصد الكذب ... ارادوا تزوير عقول المسلمين بشكل واسع عبر هذه الوثيقة .. بتجسيد وهم القصة الصهيونية اليهودية و الزمن الصهيوني ... لاجل اخراج و سحب المسلمين من واقعهم، لان العثمانين كانوا الجزء الرئيسي و الاكبر من لعبة المشروع الصهيوني في المنطقة ... عبر خدعة الدين و الزمن . 





الاثنين، 10 يونيو 2019

الى المؤرخ احمد الدبش - كتاب اليهود ليس التوراة

يا احمد الدبش ...... متى ستتوقف يا ابن القدس( احمد الدبش) ، و لا اريد ان اقول يا ابن فلسطين ، لاني لا اعترف ابدا بهذا الاسم .... لانه اسم فرضه علينا الاحتلال الغربي و قد اخذه من كتابه العهد القديم، متى ستتوقف عن ترديد اسم التوراة على كتاب اليهود.

لان اصرارك على اطلاق تسمية التوراة على كتاب اليهود هو اسهام كبير جدا منك في تاكيد الرواية التاريخية الصهيونية الغربية الوهمية للمنطقة و للقدس و لوطنك .

كتاب اليهود اسمه العهد القديم و ليس التوراة ، و  لا علاقة للتوراة باليهود لا من قريب و لا من بعيد، لان التوراة هي خطوط كتاب الله و الذي مقروءه هو القران الكريم . 

القران الكريم هو قران التوراة ... حقا و يقينا .

هذه الحقيقة البسيطة و السهلة للتوراة و التي اخفيت عمدا عن الجميع بسبب كتب التراث  التي كتبتها حقبة الاتراك في منطقتنا من اجل غرسها في عقول سكان المنطقة .........تكشف لك كل ما جرى للمنطقة..... و هي الحقيقة القادرة  على اخراج الناس بسهولة من الظلمات و الوهم الى النور
المسامحة و اعذرني

انا لا اقوم بدور توجيه .....لكن اتعمد هذا الاسلوب ليكون كصوت يقوم  بعمل عصف ذهني ...... و يمنع من نسيان المعلومة و يمنع اهمالها عند التفكير

ما هي مشكلة الكثير من الباحثين - راي شخصي ؟!

● انا مؤمن بان الصعوبة دائما في قراءة و كتابة التاريخ ليست في المراجع التاريخية او  عدم وجود الوثائق التاريخية ، بل الصعوبة في مناهج التفكير فقط .
المشكلة ليست في نقص الكتب .... حتى لو وجدت مكتبة كاملة مخزنة في عقل شخص، فلن يقدم اي شيء جديد، لان المشكلة في وجود خلل لدينا في التفكير المنطقي .

نعم .... العقل الخلاق و المنطقي ..... مدمر تماما .

لانه يمكن عبر التامل و التفكير المنطقي فقط التمكن من  قراء التاريخ و الزمن بدقة متناهية و كشف خفاياه بدون حتى احتياج لكتاب واحد.

● ايضا ... اجد بأن الكثير من الباحثين يبحثون في كل الكتب الموجودة في المكتبات ، لكنهم ينسون كتاب الواقع

الاعتماد على كتب التاريخ في دراسة الواقع خطا كبير يقع فيه الكثير .....لان الواقع ايضا هو كتاب طبيعي مفتوح، و اهمية كتاب الواقع ان معلوماته دقيق و ملموسة و محسوسة، بينما الكتب صناعة غير طبيعية ..... و نسبة الخطا فيها كبيرة عند محاولة فهم الحقيقة، لانك تحتاج بجانب تلك الكتب الى وثيقة تؤكد زمن و صحة تلك الكتب.

الاعتماد على الكتب في قراءة الظواهر الحالية  يصيب الشخص باعاقة  ذهنية تمنعه من فهم الواقع ، لانك عندما تعتمد على كتب قديمة لتفسير ظاهرة ما موجودة اليوم في الواقع ..... فانك تنقل الظاهرة من مجال الواقع الى مجال النصوص، فيتحول العقل من قارىء للواقع الى قارىء للنصوص، و من سيد للواقع الى تابع للنصوص، و يصبح تفسير الواقع ضمن مجال تاؤيل النصوص، فيتحول الخلاف حول فهم الظاهرة من خلاف على تفسير واقع ما الى خلاف حول النصوص لذاتها و تاويلاتها، فيغيب الواقع تماما بين تاويلات و تفسيرات لنصوص تاريخية.
-----------------------

الان

لا يمكن بناء منزل للسكن على اساسات ضعيفة .. لان البناء سينهار كله.كذلك لا يمكن بناء معرفة صحيحة بالاعتماد على معلومات غير صحيحة او وهمية او غير موثوق منها.

لو بنينا تصور فكري بدون ان نقوم بعملية بناء متكامل تبدا من  معلومات اساسية يقينية و مؤكدة بنسبة 100% ...  سيكون كل بناءنا المعرفي بناء وهمي .. سيسكن عقلنا في مبنى وهمي مزيف.

كيف نقوم ببحث عن التوراة، و نطلق هذه التسمية  بدون ان نبحث في معنى و حقيقة هذه الكلمة ؟

ادراك حقيقة و معنى التوراة ، سيكون صحيح و دقيق عند البحث في كتاب الواقع الطبيعي و بواسطة التفكير المنطقي السليم.

و يجب ان نبحث عنها بأنفسنا و نصل الى يقين .. و الا سيكون بناءنا المعرفي وهم كله .

بالنسبة للمسلم .. فمرجعه الاول هو القران الكريم ،  لان القران الكريم هو اول كتاب اطلعه و اخبره بهذه المعلومات .

لذلك فمن المنطقي .. بانه ستكون البداية معرفة معاني تلك المعلومة من القران ...و اذا كان القران لدينا يسمي شيء واحد و بصيغة التعريف باسم الكتاب و بجانب هذا الشيء كلمة توراة و انجيل، فمن المنطقي بانها ستكون خطوط الكتاب.

العقل و المنطق  يقول ....بان البشر قديما لو فكروا بالكتابة فان اول طريقة كتابية سيقومون بها هي الكتابة التصويرية، عبر الصور الرسومية .. اشكال تصويرية رسومية ... على الاحجار .

العقل و المنطق يقول ..... بان بداية الكتابة للبشر ستكون كتابة تصويرية .... على الواح حجرية او طينية .

الانسان سيبدا الكتابة برموز تصويرية . ثم يتطور نظامه الكتابي معتمد على هذه الكتابة التصويرية .

اللعقل و المنطق يقول ......... بان الانسان سيكتب معتقداته في اول كتابة يكتبها .......و ستكون تلك الكتابة بعد زمن طويل ميراث امة كبيرة يحافظون عليها .

ايضا العقل و المنطق يقول ..بان اول كتابة سيكتبها الانسان ستكون كتابة مقدسة ....... لانها اول شكل كتابي و فيها معتقداته ... و سيكون اثرها مستمر .

العقل و المنطق يقول .. بان عقيدة اليوم مرتبطة باول شكل كتابي كتب في المنطقة ...... في داخله معتقد امة كبيرة حتى اليوم .

اذن ....... فالعقل و المنطق يقول:

بان اول شكل كتابي موجود في المنطقة هو الكتاب المقصود في القران الكريم ......و عند الملاحظة الدقيقة في نقوش المنطقة و  العلاقة بينها، فان العقل الطبيعي يقول :

لا توجد كتابة بشكل صور في المنطقة الا في مصر ... الكتابة التصويرية .

و عند الاطلاع عليها .... سنجد ملاحظة هامة

كما نعرف بان اي لغة مكونة من عدد من الحروف الصوتية، لنقل 25 رمز او 30 او 35  .. و كل رمز له شكل كتابي و يكتب بهذه الاشكال نصوص تلك اللغة.

لكن لو وجدنا نصوص كتابية مكونة من اكثر من 20 الف رمز تصويري و بنظام مختلف و مفتوح اي قابل للزيادة ؟! .... فهل من المنطقي الاعتقاد بان هذه الكتابة التصويرية تعبر عن نصوص عادية ام وراءها شيء اخر مختلف ؟ .

لو كانت نصوص لغة عادية ...... لكانت اكتفت ب 35 شكل تصويري لكتابة نصوصها، 35 تعبر عن مخارج 35 حرف صوتي ....... لكن ما فائدة بقية الاشكال الكتابية الاخرى و الى ماذا تعبر و ما وظيفتها؟!

اذن .... نحن لسنا امام نصوص عادية .... نحن امام نظام كتابي مختلف تماما ...ليس نظام عادي، و في داخله نصوص غير عادية ..بل نصوص متعلقة بجانب ديني و مقدس.

اذن ..... فالعقل و المنطق يقول .... بان نقوش مصر كتابة مقدسة  .. و مؤكد بانها الكتاب المقصود في القران الكريم .

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ¤ بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون}

هذا هي حقيقية التوراة التاريخية ..... و التي اخفيت عمدا في مناهج التفكير و البحث لاجل نجاح كامل المشروع الغربي الشيطاني الصهيوني على المنطقة و شعوبها، و هذه هي التوراة التي  سميت زورا و عمدا من قبل الغرب باسم الهيروغليفية ، و اخفيت تماما بعد ان تم صناعة ذاكرة جديدة للمنطقة و  فيها تاريخ و زمن وهمي، ذاكرة جديدة جعل فيها اسم التوراة هو تسمية كتاب اليهود الذي يحوي قصص مشابهة للقران لكنها محرفة و بلسان اعجمي، حتى تعتقد بانه كتاب من عند الله و خرج من صلب المنطقة و بانه المقصود بالتوراة المذكورة في القران ..... و اكثر الناس لا يعلمون . 

{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}

يا ابن القدس

نحن نفكر داخل ارضيه زمنية و تاريخية وهمية كاملة كتبها الغرب و وكلاءهم .

لقد مكروا مكرا لتزول منه الجبال .




الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

1- تفكيك الزمن الصهيوني - طبيعة الرحلة

" الغاز في الغاز في طلاسم..مللت من كل هذا "

لم اتمالك نفسي من الضحك و انا اقرا هذه الجملة لشخص كتبها تعليقا على مقال تاريخي طويل نشر في مجموعة تاريخية في احدى مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، كان المقال حول مدينة بابل و ربطها بالاهرامات مدعوم ب نصوص دينية، و تابعت ردود صاحب المقال و الذي لم يجد رد الا  : ملل لا بد منه .

ضحكت لاني شعرت بالحالة التي  وصل لها بدون نتيجة مقنعة ، و هي نفس الحالة التي تعم المنطقة كلها ...... و وجدت في تعليقه كمن يعري الحقيقة بدون تحفظ .........  و يلخص الحقيقة التي اشاهدها ماثلة امامي بجملة حادة ساخرة.
             
هل مجتمعات المنطقة تعاني من ذاكرة مشروخة؟

هذا السؤال كان يتردد داخلي و انا اقرا الموضوعات التاريخية و اراقب الحوارات التاريخية التي تجري في مواقع الانترنت و اشاهد طبيعة التعليقات و منطلقاتها في بناء الرواية التاريخية ...... و معظمها تدور في نفس الزاوية ........... و تدعي تاريخ و تنسبه لجغرافية معينة او لقوم معين بصورة حادة ، فكنت اسال عن السبب ؟ . لكن بعد مطالعة عديدة لصفحات التاريخ في المواقع التواصل الاجتماعي من اليمن الى العراق الى سوريا الى مصر الى غيرها .. ادركت انها ظاهرة عامة ...... فتلك الصفحات خرجت من بيئة و عقلية و نفسية واحدة تعم المنطقة  ........ و تزيد الطين بله . فهي تساهم في خلق وعي غير سليم و متطرف نحو التاريخ، و لا تجعل من التاريخ مادة تثقيفية و معرفية  ........ و لا تخلق قارىء يستطيع فهم السياق الديني و الثقافي و الاجتماعي و اللغوي، و لا تستطيع ان تخلق قراءات جديدة وفق منهج علمي جديد كمحاولة لاعادة قراءة التاريخ  .......... فجل الصفحات مقتصرة على ظاهرة النسخ و اللصق من مراجع غربية ... تقريبا .. معظم تلك الصفحات تخلق وعي مريض في فهم التاريخ و ذوات متضخمة متورمة مسكونة بوهم التفرد.

اهتماماتي مختلفة .. و لم افكر يوما ......... بانه سياتي اليوم الذي ابحث فيه بشكل جاد  في موضوع التاريخ ....لاني اهتمامي الاكبر مقتصر على جوانب فكرية ........ و التاريخ بالنسبة لي شيء من الماضي ...... لكن مع دخولنا في ما يسمى الربيع العربي  وجدت نفسي  في مواجهة مع مشكلة و لغز في ان معا، و انا اشاهد ما يجري في منطقتنا من فوضى في كافة المستويات و بدون وجود حلول عملية .. و من بين هذه الفوضى التي تجري  ... موجة من العبث التاريخي تعم المنطقة ...... فالتاريخ اصبح لدى الكثير ضرورة من اجل استحقاق سياسي ...... و اجد نفسي استوعب بعض  جوانبها و في نفس الوقت هناك عجز عن وقفها ...... فهناك توجه ما ببقاءها على حالتها و جعلها شعارات سياسية لدى جماعات في المنطقة من اجل استحقاقات سياسية على الارض و من الطبيعي ان  تلك الشعارات تتلقى دعم من قبل مشاريع خارجية لتكون لها كحامل سياسي تستطيع من خلالها وضع قدم لها ، مستغلة بنية العقل التاريخي لدى شعوب المنطقة ..... و العاجز عن تفكيك الكم الهائل من السرديات و النظريات التاريخية .... التي كتب معظمها المستشرقين الاوروبين و صدرت لنا .

لذلك بدات اتعامل مع موضوع التاريخ بطريقة مختلفة نوعا ما و بجدية اكبر، عرفت ذلك بعد ان وجدت نفسي انجر نحو  قراءة مقالات و كتب في التاريخ و اكتب في التاريخ في مقالات صغيرة في محاولة لوقف بعض الكتابات التاريخية المتطرفة و الغير مقنعة و المزورة و التي لا تملك ادلة مادية و منطقية ، لم اكن اتخيل بان الامر يحتاج الى مهمة تاريخية عمرها بعمر بدايات الحضارة، فتحولت تلك المتعة في قراءة التاريخ الى بحث جاد عن حلول للمشكلات في قراءة التتاريخ  ثم اصبحت في مواجهة عدة الغاز و كان علي ان اجد اجوبة  نهائية لها. 

دخولي للتاريخ بجدية ليس لان التاريخ يعنيني شخصيا، لكن لان التاريخ اصبح بنظري مشكلة و لغز  في ان معا و يحتاج الى علاج و حل ....... صحيح ان التاريخ بنظري يكمن في متعة التخيل و في فهم سياق المعرفة الاجتماعية للشعوب ،  لكن اهمية التاريخ اصبحت بنظري تكمن في جانب اخر .

فهناك ظاهرة جديدة اخرى اصبحت تتجلى بشكل واضح، ظاهرة الموجات التي جعلت من  التاريخ قاعدة اساسية قاعدة في في الحاضر ، و بدات تنمو جماعات ذات خطاب يستند على قراءة التاريخ القديم لاجل استحقاقات سياسية على الارض ، و حين تقرا تلك القراءات التاريخية لدى تلك الجماعات تجدها قراءات انتفاعية مزورة و متطرفة و غير مستقرة و غير واضحة و لا تجد لها سياق متصل واضح ، قراءات عديدة تشكل حالة من الفوضى .

هذه الحالة جعلتني اسال نفسي عن اسباب هذا

لان هذه القراءات العديدة و المتطرفة و الخاطئة للتاريخ خلقت فوضى من التصورات التاريخية في وعي الشعوب، و انتجت مخيلات جمعية متصارعة داخل كل بلد  .......و لن نخرج من هذه الفوضى التاريخية ........ الا عندما نعرف سياقنا التاريخي بشكل سليم و نعرف من نحن و كيف وصلنا الى هذه المرحلة ..... و لن يحدث اي تصالح في مخيالنا نحو تاريخنا الا بعد ان ننزل التاريخ من الفضاء الاسطوري و المزور الى الفضاء الواقعي  .... بإيقاف حركة التاريخ الاسطورية في مخيلتنا و تحويلها الى حركه طبيعية واقعية قابله للفهم .

هذه مشكلة تعاني منها مجتمعاتنا الان .... لكني لا استطيع ان انظر للامر كظاهرة ملازمة و اصيلة بالشعوب، فانا اتفهم الاسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة  و التي ادت الى ظهورها ... و التي من بين اهم اسبابها ........ دخول مشروع كيان الاحتلال الاسرائيلي للمنطقة و هو يحمل معه رواية تاريخية دينية مزورة عمرها اكثر من 3000 عام ... كشرعية للتواجد في المنطقة امام العالم، و عليه فمن الطبيعي .. ان الوعي الذي يقف خلف هذا المشروع سينعكس على وعي المنطقة كلها .. كظاهرة عامه تتعامل مع التاريخ بجدية .... لانه سيكون هو الشرعية التي تدحض شرعية تواجد الكيان الاسرائيلي،  و سينعكس هذا الوعي ايضا عند قراءة التاريخ بشكل عام. 


الحقيقة حين افكر في التاريخ بشكل عام .. اجده فعلا مثل الطلاسم، رغم حبي لقراءة فترات زمنية من التاريخ ، امارس فيها هواية تخيل شكل الحياة و الوعي قديما و مقارنته بالشكل الحالي للحياة و  الوعي الحالي،  الا اني اجد صورة التاريخ بشكل عام في مخيلتي غير مرتبة و  فوضى غير منظمة و مليئة بالفجوات المظلمة ..... لم اكن من قبل انتبه لهذا الامر  الا مؤخرا بسبب موجة العبث التاريخي ، و بحثي عن رواية تنظم كافة الرويات التي اقراها من وقت الى اخر ...... فعلا وجدت التاريخ غير منظم، ويسبب لي الازعاج ...... لست انا وحدي اعتقد بان الكثير اصبح يشعر بذلك ...... و كأن التاريخ مثل حبات المسبحة المبعثرة في غرفة مظلمة و  تحتاج منا التقاطها ثم ترتيبها داخل خيط لتنتظم داخله .

كتب كثيرة في  التاريخ تجدها تحوي روايات مختلفة و مسميات جديدة لاقوام و شعوب ، و هناك مقالات في الانترنت و مواقع التواصل تملك قراءات مختلفة و تاويلات جديدة، كل يوم تجد تصور جديدحول تلك التسميات و الاقوام .... و ليس لديك تصور واضح و ثابت حولها ، و عندما تكون تصور جديد سرعان ما تجد قراءة جديدة تدحض ما لديك و هكذا.

قراءة التاريخ  .............. سوف تظل مشكلة نعاني منها اليوم و لم تفصل بعد، حتى الاحداث المعاصرة تفتقد الى التوثيق الكامل ..... فمثلا الاحداث القريبة العهد الينا نجد ان لها اكثر من رواية و كلها تناقض الاخرى . و عندما نذهب الى التاريخ الماضي نجد ان الصعوبة تزداد و الروايات تتناقض .و لو فكرنا قليلا و بحثنا عن حلول وجدنا انفسنا امام مقولة تاريخية  تقول ان التاريخ نسبي و ليس مطلق ... فتزداد صعوبة المشكلة.

سؤال منطقي ...... هل يوجد في العلوم الانسانية اجابة واحدة ثابته كما في علم الحساب ؟.

سؤال صعب و كانه يحاول ان يجعلنا نستسلم لكل تلك القراءات التاريخية حولنا، و نقتنع بتلك الفوضى كأمر طبيعي .


لكن لدي قناعة تامة ......  بان هناك في التاريخ جواب حاسم .......و هذه القناعة نابعة من رؤيتي لاصل المشكلة عند قراءة التاريخ ....لاني اعتقد ...... بانه لو استطعنا ان نفهم جذور مشكلة وعينا التاريخي ..... فاننا سنجد جواب حاسم و نهائي .

لقد اشتغلت فترة لا باس بها في الماضي ....... حول الزمن الغير معالج داخل ثقافتنا، و من خلال معرفتي لمشكلة الزمن لدينا،  فانا اعتقد بان اسباب الكثير من القراءات التاريخية الخاطئة  قد جاءت من نقاط جذرية اساسية  مرتبطة بالزمن .

نعم .... الزمن هو المشكلة .

و هذا هو اهم اسباب كتابة هذا الموضوع .... و الذي سيكون على شكل رحلة مكونة من عدة اجزاء ... في تفكيك زمن المنطقة .

و قبل البداية  .... احب ان اطلعكم على طبيعة الرحلة

رحلتنا ....... مرتبطة بالزمن  ..... و بالتفكير حول التاريخ ........ اكثر من كونها مرتبطة بكتابة التاريخ ... هذه طبيعة الرحلة ....حتى نستطيع ....  الخروج بنتائج على الواقع .... و هذه النتائج هي الادلة التي سنجدها و نكتشفها ......... نحن في رحلتنا سنقوم بمعالجة مفهوم الزمن في مخيلتنا و ثقافتنا  ... و سنقوم بربطة بالرواية التاريخية الرسمية ... و نقوم بتحليلها فقط ... و نطرح اسئلة منطقية ....و نطرح مقارنات منطقية... و نحاول خلق صور منطقية جديدة .... و نكتشف زوايا لم يكن احد يفكر بها ....حتى نصنع الارضية ...... وحتى تصبح الصورة كاملة لدينا و هذا الامر براي سيفتح الباب امامنا لرؤية الأدلة اليقينية، و التي ستحسم جدل تاريخي طويل منذ قرون طويلة ..... حاولت مؤسسات الغرب العلمية اخفاءه حتى يومنا هذا ... و الذي سنشاهده في نهاية الرحلة .

و بدون هذه الرحلة ....... سيجد الكثير صعوبة  في استيعاب الادلة .. لاننا عندما قررنا الحديث في هذا الموضوع ... عرفنا اين تكمن المشكلة ..... و  هي في مناهج التفكير الموجودة في السوق حاليا....  بشكل عام ... و مناهج التاريخ بشكل خاص ... انها الحقيقة .

دعونا نصعد طائرة الرحلة جميعا ......... حتى نستطيع كلنا و جميعا و بالاخير  ..... من انتزاع الأدلة نزعا .... من بين انياب الضبع .

---------------------------

في المقال السابق ..... تحدثنا عن الخمسة الازمنة التي مرت على المنطقة .... و هي :

1- الزمن الاول : هو من بداية اول حضارة في المنطقة و ما تلاها من حضارات حتى ظهور زمن الفينقين على مسرح  المنطقة.

2- الزمن الثاني: هو  زمن الفينقين.

3- الزمن الثالث : هو زمن فارس.

4- الزمن الرابع : و هو زمن الاديان و اقصد به الزمن التي ظهرت فيه الاديان الثلاثة، و هو من بداية رواية الديانة اليهودية 560 ق.م  .... حتى نهاية فتنة خلق القران الكريم عام 860م . 

5- الزمن الخامس : من عام 860 م تقريبا و حتى اليوم.

و في المقال القادم ....... سنتحدث بالتفصيل عن كل زمن و صورته  و مساره على خط الزمن حتى نقوم بعدها برسم مخطط جديد نسقط عليه صورة و مسار كل زمن  ..... و ستكون البداية من الزمن الثاني . 

ملاحظة : سنؤجل الحديث عن الزمن الاول الى ما بعد خروجنا من  الزمن الخامس ...... لماذا؟ ...... لاننا سنقوم بالسير فوق خط التاريخ العام للمنطقة بشكل متتابع، و اثناء السير ... لم نكن نعرف ابدا ساعتها شي عن الزمن الاول ... الا عندما دخلنا الزمن الخامس،  و تحديدا في الزمن الحديث المعاصر بعد ان قام الغرب بفك نقوشنا و اخرج لنا صورة الزمن الاول.

بمعنى اخر .... لم يكن احد في المنطقة و العالم، يعلم بوجود ذلك الزمن طوال خط التاريخ .... و لم يكن مرسم بعد ....  و هذا يفرض علينا .. المحافظة على مسار الزمن الموجود قبل ظهور الزمن الاول .... و المحافظة على المخطط ....... ثم بعد خروجنا من الزمن الخامس .... سنقوم بالحديث عن الزمن الاول حتى نستطيع رسم صورة و مسار الزمن الاول بشكل سليم .



يتبع .....

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

هل كان كولومبس صهيونياً؟!

هل كان كولومبس صهيونياً؟!
أحمد الدَبَشْ
كاتِب وباحِث فلسطيني في التاريخِ القديم

-------------------ِ

فور هزيمة المسلمين في غرناطة في عام 1492، بدأت اكتشافات كريستوفر كولومبس لأمريكا، بدعم كل من فرديناند الأراغوني وإيزابيلا القشتالية، بدافع اعتقاد بأن رحلاته هي جزء من سيناريو ألفي ــ مسيحاني، سوف يقود في النهاية إلى تحرير «أورشليم» القدس من المسلمين (الكفار) وإعادة بناء الهيكل.

يري الأب مايكل برير، في كتابه «الكتاب المقدس والاستعمار الاستيطاني»: لم يكن ثمة تقصير فيالدعم اللاهوتي والكتابي لتقديم الأساسات المعتقدية. وقد تشارك اللاهوتيون المسيحيون في القرون الوسطىمع علماء اللاهوت من «بني إسرائيل» بمفهوم واحد، تضمن التقديس (الراديكالي)  للدولة وكل مؤسساتها،بما في ذلك الأرض. وادعى كلاهما أن الأرض كانت هبة من الرب لـ«بني إسرائيل» في زمانهم، وللإسبان
والبرتغاليين لاحقًا في العالم الجديد . إن ملكية الرب الأرض تضم السيادة السياسية على كل أراضي الكرةالأرضية .

وعكس كولومبس العنصر الديني حافزًا له من خلال استهلال الإهداء لمفكرته في رحلته الأولى (الجمعة 3 آب/ أغسطس 1492):«إن سموّكم، كاثوليكيين ومسيحيين وأمراء أحبوا العقيدة المسيحية ويتوقون لرؤيتها تتوسع، وكأعداء لملّة محمد ( Mahomet ) وكل الوثنيين والهراطقة، والذين ارتأوا أن من المناسب أن يرسلوني، أنا كريستوفر كولومبس، إلى الأجزاء المسماة بالإنديز للنظر في الطريقة الممكنة لتحويلهم إلى عقيدتنا المقدسة».

يقول فؤاد شعبان، في كتابه «من أجل صهيون»: وقد أصبحت رسالته التي بعث بها إلى العرش الإسباني فور عودته من رحلته الأولى وأرخها في 15/2/1492 خطة عمل ومنهاج حياة التزم به طيلة عمره. طبعت هذه الرسالة فيما بعد في عام 1493، وترجمت إلى لغات عديدة كما أعيدت طباعتها عدة مرات بحيث أصبحت وثيقة رسمية تمثل البرنامج الإيديولوجي للأوروبيين في حملاتهم الاستكشافية الاستعمارية والتبشرية. ويلخص كولومبس هذا البرنامج الشمولي في الرسالة كما يلي: «غزو العالم وهداية البشرية إلى المسيحية، واستعادة الأراضي المقدسة، والإعداد لإنشاء مملكة الإله على جبل صهيون في موقع الهيكل».

كتب كولومبس، كتاباً بعنوان «كتاب النبوءات أو الرؤيا» (Libro de Ia Profecias, The Book of Prophecies)، وهو عنوان كتاب الرؤيا، الكتاب الأخير من العهد الجديد. يعرض كولومبس في هذا الكتاب بالتفصيل رؤياه وسعيه لتحقيق «أهداف ونبوءات العهدين القديم والجديد» كما تراءت هذه النبوءات له ولمعاصريه. وقد اقتبس كولومبس لهذا الكتاب عنوان أحد أكثر كتب العهد الجديد تنبؤاً بمستقبل البشرية ومستقرها. 

أشار كولومبس إلى العديد من نصوص الكتاب المقدس على أنها أدلة وبينات تثبت بعثته المقدسة إلى البشرية. فهو طالما اقتبس من سفر «الرؤيا» النص التالي: «وهناك قطعان أخرى لم تنضم إلى رعيتي، ولابد لي من الوصل إليها . ولسوف يسمعون ندائي حتى لا يكون سوى قطيع واحد وراع واحد». كما كان كولومبس يستشهد بالنص التالي من «سفر إشعياء» كدليل قاطع على أن العناية الإلهية اختارته لتحقيق مهمته المقدسة هذه، حيث الحديث عن القدس «وعودة» الشعب المختار إليها: «إِنَّ الْجَزَائِرَ تَنْتَظِرُنِي، وَسُفُنَ تَرْشِيشَ فِي الأَوَّلِ، لِتَأْتِيَ بِبَنِيكِ مِنْ بَعِيدٍ وَفِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ مَعَهُمْ، لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكِ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكِ». (سفر إشعياء 60: 9).
كما دلل كولومبس على رؤياه تلك وعلى مصداقية أهدافه بنص من (المزمار 2: 6- 8): «أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي.إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ».

وضع كولومبس رسالته المذكورة إلى الملك فرديناند والملكة إيزابيلا في مقدمة قصة اكتشافاته ومغامراته، وشرح في الرسالة أنه عرض نفسه دليلاً لقيادة «الحملة الصليبية» الأخيرة، قائلاً: «إن القدس وجبل صهيون سوف يتم بناؤهما على يد المسيحيين، كما قال على لسان نبيه في المزمار رقم 14».والمزمار المذكور يحتوي على النص التالي الذي يشير إليه كولومبس:«لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَ رَدِّ الرَّبِّ سَبْيَ شَعْبِهِ، يَهْتِفُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ إِسْرَائِيلُ».

كتب كولومبس إلى العرش الإسباني لدي عودته من رحلته أنه على استعداد لتجهيز (50.000) جندي و(4.000) فارس، إذ قرر فرديناند وإيزابيلا قيادة حملة «لتحرير مهد المسيح في القدس». وقال لهما «سوف يكون النصر حليفكما في مشروع القدس إن كنتما مؤمنين».

يقول الأب مايكل برير، استهل كولومبس مفكرته «باسم إلهنا يسوع المسيح». بهذه الصورة أصبح الحافز الديني في تنصير الهنادِرة التسويغ لمجمل مشروع الغزو. 

وفي معرض تقديمه كولومبس ، كتب بارتُلُميه ديه لاس كازَس، في عام  1527، إن دافع كولومبس هو توطين المستعمرين الإسبان، الذين سيؤسسون كنيسة مسيحية جديدة وقوية، ودولة المساواة السعيدة، واسعة الانتشار واللامعة.  ورأى كولومبس في اكتشافاته تحقيق النص المقدس، خاصة «هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً» إشعيا (65: 17). التي يستشهد بها بشكل متكرر؛ والمزامير (19: 4) التي استجار بها خمس مرات في كتابه؛ و«ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً» رؤيا يوحنا (21: 1) إضافة إلى ذلك، وبشكل عام، تتميّز لغة كولومبس المجازية وإحساسه بالتاريخ وعلم الكونيات، بكونها ذات علاقة بالنصوص المقدسة.

وكما يظهر في كتابه «ليبرو ديه لاسبروفيثياس» (Libro de las profecias shows) حقًا فسّر كولومبس مهمته ضمن إطار الصورة العريضة لنهاية ذات ذروة وبداية الألفية، مُدخلاً في ذلك استعادة جبل (صهيون («ومن أجل تنفيذ ذلك أمل في أن يتمكن من ذلك، أمل في تمويل عشرة آلاف ومئة ألف راجل».

كما أن كولومبس نفسه أسرّ إلي دفتر يومياته في 16/11/1492: «لقد زرعت الصليب في كل مكان وطئته قدماي سواء في الجزر أو القارات».

ينقل هوارد زِنْ، في كتابه «التاريخ الشعبي للولايات المتحدة»، عن المؤرخ صامويل إليوت موريسن Samuel Eliot Morison، في كتابه الشهير «كريستوفر كولومبس بحاراً» (Christopher Columbus, Mariner): «كانت لكولومبس أخطأوه وعيوبه، لكنها كانت في الأساس عيوب الصفات التي جعلت منه إنساناً عظيماً؛ وهي صفات تمثلت في إرادته الصلبة وايمانه العظيم بالله والمهمة التي قام بها كمبشر بالمسيح في بلاد ما وراء البحار ومثابرته الشديدة في تحقيق أهدافه، رغم الإهمال والفقر وتثبيط الهمة. لكن لم يكن هناك عيب أو جانب مظلم في أبرز وأهم صفاته؛ ونقصد بذلك براعته في الملاحة».

ويؤكد مؤرخو كتاب »الأمة الأمريكية« أن »كولومبس تصور نفسه رسول الوحي المستقبلي الكتابي الذي يتنبئ باستعادة القدس وهداية اليهود«. كان كولومبس يوقع اسمه بصيغة مميزة، وهي »كريستوفرنز« (Christopherens)، وتعني باللاتنية »حامل المسيح«. 

وفي هذا الصدد، يقول فؤاد شعبان، وبهذا المعني يمكن القول بأن حماس كولومبس المبكر هذا يضعه في أوائل من بشروا بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس، وبخاصة نصوص النبوئية التي تتعلق بالأراضي المقدسة والتي تدعوا في نهاية الأمر إلى إنشاء »مملكة الله« على جبل صهيون في الأراضي المقدسة الجغرافية.

يذهب رضا هلال، في كتابه »المسيح اليهودي ونهاية العالم«، إلي إن دراسات تاريخية، أوضحت أن يهود المارانو (اليهود المسيحيين في إسبانيا) هم الذين تبنوا مشروع كولومبس ودعموه بالتمويل والخرائط، وأنهم (يهود المارانو) كانوا من أوائل المستوطنين في أمريكا.

وينقل عن فاينجولد، في كتابه »صهيون في أمريكا«، الذي صدر في نيويورك عام 1974، أن كريستوفر كولومبس، عندما فشل في إقناع ملك البرتغال يوحنا الثاني، بإمكان تنفيذ مشروعه الخاص بالإبحار غرباً للوصول إلى الشرق، اتجه إلى ديجو دي ديجا أسقف سلامنكا، الذي كان من يهود المارانو، فأقنع الأخير يهود المارانو الذين كانوا يشكلون مراتب عليا في الإدارة والتجارة في إسبانيا، وتبنوا مشروع كولومبس ودعمه بالخرائط والتمويل اللازم، حتى إن السلطات الإسبانية تشككت في أن يكون كولومبس يهودياً.

وذلك ما علق عليه فاينجولد بقوله: إن كان بوسع المرء أن يتشكك في نسب يهودي لكولومبس، فلا شك في الدور الذي لعبه يهود المارانو في جعل بداية رحلاته أمراً ممكناً وهو دور لا سبيل إلى المجادلة فيه.

في هذا الصدد، ينقل هنري فورد، في كتابه «اليهودي العالمي«: قصة طريفة تقول إن مجوهرات الملكة إيزابيلا هي الممول الرئيسي لرحلة كولومبس لكنها اختفت في ظل الأبحاث الحديثة. فقد كان هناك ثلاثة يهود متخفين وذوي تأثير شديد على القصر الأسباني وهم: لوي دي سنتاجل وكان تاجراً مهماً في فالينسيا وملتزم الضرائب الملكية، ومعه قريبه جبريل سانشيز وهو أمين الخزانة الملكية، وصديقهم حاجب الملك جون كابريرو.

وقد عمل الثلاثة بلا انقطاع على خيال الملكة إيزابيلا واقنعوها بخلو الخزينة الملكية وبإمكانية اكتشاف كولومبس للذهب في الإنديز، وبذلك أصبحت الملكة مستعدة لتقديم مجوهراتها كضمان للتمويل. لكن طلب سنتاجل الإذن بتقديم المال اللازم وهو 17000 دوكات أي ما يعادل 20000 دولار، وربما يعادل هذا المبلغ 16000 دولار اليوم. وقد يكون هذا المبلغ تجاوز تكلفة الرحلة. 

وكان مع كولومبس في الرحلة خمسة يهود على الأقل، وهم لويس دي توريس، وهو مترجم، وماكو، وهو جراح، وبرنال، وهو طبيب، وألونزو دي لا كالي، وجبرائيل سانشيز.

من هنا؛ إن مغامرة كولومبس لم تكن إلا مغامرة دينية، ومُدخلاً لاستعادة الأراضي المقدسة، والإعداد لإنشاء مملكة الإله على جبل صهيون !!

هل كان كولومبس صهيونيا؟