الأحد، 30 يونيو 2019

العهدة العمرية - دس للسم في العسل


ما هي العهدة العمرية ؟

في البداية ... دعونا نفتش و نبحث و نقرا حول ما يقول التاريخ عن العهدة العمرية

---------------------------------
ماهي العهدة العمرية ؟

ويكيبيديا

العهدة العمرية هي كتاباً كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل  (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين وأقدم الوثائق في تنظيم العلاقة بين الأديان.

فبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك دخل عمر رضى الله عنه القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس في 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح..

----------------------------------------------

ماهو نص العهدة ؟

■   ابن القيم الجوزية - كتاب احكام اهل الذمة - 1350م

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نص العهدة العمرية; هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها... أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.
شهد على ذلك: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان."

وبينما كان عمر رضى الله عنه يملى هذا العهد حضرت الصلاة، فدعا البطريق عمر للصلاة حيث هو في كنيسة القيامة، ولكن عمر رفض وقال له: أخشى إن صليت صليت فيها أن يغلبكم المسلمون عليها ويقولون هنا صلى أمير المؤمنين.

■ كتاب التاريخ المجموع على التصديق و التحقيق. طبعة التوفيق  . تاليف البطريك افتشيوس المكني سعيد بن البطريك، و ابن البطريك هو اقدم مؤرخ قبطي بعد الفتح الاسلامي - 930 م.

" بسم الله الرحمن الرحيم

من عمر بن الخطاب لاهل مدينة ايليا ( القدس ) ، انهم امنون على دمائهم و اولادهم و اموالهم و كنائسهم الا تهدم و لا تسكن .... الخ .
و اشهد شهودا .. و فتح له باب المدينة ، فدخل عمر المدينة و اصحابة "

■ كتاب تاريخ الاقباط -  تقي الدين للمقريزي - 1449

" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اعزنا بالاسلام، و اكرمنا بالايمان، و رحمنا بنبيه محمد صلي الله و سلم عليه .

هذا كتاب عمر بن الخطاب ، لعهد و ميثاق اعطي الى البطريك المبجل المكرم و هو ( صفرونيوس ) ، بطريك الملة الملكية ، في طور الزيتون ، بمقام القدس الشريف .

و على زياراتهم التي بيدهم ، داخلا و خارجا  ، و هي القمامة و بيت لحم مولد عيسى عليه السلام ، و كنيسة الكبراء ، و المغارة ذات الثلاث ابواب ..قبلي و شمالي و غربي و بقية اجناس النصارى الموجودين هناك ، و هم الكرج و الحبش ، و الذين ياتون للزيارة من القبط و الافرنج و السريان و الارمن و النساطرة و اليعاقبة و الموارنة  ....... و الخ

و قد اعطي هذا المرسوم بحضور جم الصحابة الكرام : عبدالله عثمان بن عفان ، و سعد بن زيد و عبد الرحمن بن عوف ، و بقية الاخوة الصحابة الكرام

و صلي الله و سلم على سيدنا محمد و على اله و اصحابة ، و الحمد لله رب العالمين .

في عشرين من شهر ربيع اول سنة 15 للهجرة النبوية ."

هناك نص اخر ذكر في كتاب تارخ الاقباط للمقريزي يتحدث عن عهدة اخرى .. و هي العهدة الشريفة  .. كتاب كتبه النبي بخط الامام علي .

" هذا كتاب ، كتبه محمد بن عبدالله ، الى كافة الناس اجمعين ، رسولا مبشرا و نذير ، و مؤتمنا على وديعة الله في خلقة ، لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل .

كتبه لاهل ملة النصارى ، و لمن تنحل دين النصارى من مشارق الارض و مغاربها ، قريبها و بعيدها ، فصيحها و عجمها ، ... فمن نكث العهد الذي فيه ، كان لعهد الله ناكثا ، و للعنته مستوجبا .

ان احتمى راهب ، او سائح في جبل او وادي او مغارة او عمران ، فانا اكون من وراءهم ، اذب عنهم من كل غيرة عليهم ..... بنفسي و اعواني و اهلي و ملتي و اتباعي، لانهم رعيتي و اهل ذمتي .

....
....
....

تحررت بخط الامام علي و ختمت باصبع النبي "

----------------------------------------------

العهدة العمرية في كتب التاريخ

وردت العهدة في كتب التاريخ بأكثر من صيغة ونص، وتتراوح من نصوص قصيرة ومقتضبه كنص اليعقوبي ونص ابن البطريق وابن الجوزي و المقريزي و ابن خلدون، أو مفصلة كنص ابن عساكر ومجير الدين العليمي المقدسيِ ونص بطـريركيـة الروم الأرثوذكس.

لكن حسب كلام كثير من الباحثبن ، بان هناك فرق بين العهدة العمرية و الشروط العمرية . فالبعض يخلط بين العهدة العمرية وبين الشروط العمرية، مع أن الفارق الزمني بينهما طويل.

فأول من أورد «الشروط العمرية» هو الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه «أحكام أهل الذمة»، وابن كثير في تفسيره، وابن تيمية في مجموع الفتاوى.

فقد ذكر الإمام ابن القيم الشروط العمرية في كتابه أحكام أهل الذمة.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كتب أهل الجزيرة إلى عبد الرحمن بن غنم: إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا، وأهل ملتنا على أنا شرطنا لك على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتنا كنيسة، ولا فيما حولها ديراً، ولا قلاّية (بناء كالدير)، ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب من كنائسنا، ولا ما كان منها في خطط المسلمين، وأن لا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً، وألا نكتم غشا للمسلمين، وأن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفيفاً في جوف كنائسنا، ولا نظهر عليها صليباً، ولا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون، وأن لا نخرج صليبا ولا كتاباً في سوق المسلمين، وأن لا نخرج باعوثاً - والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر- ولا شعانين (عيد للنصارى)، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين، وألا نجاورهم بالخنازير، ولا نبيع الخمور، ولا نظهر شركاً، ولا نرغِّب في ديننا، ولا ندعو إليه أحداً، ولا نتخذ شيئاً من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين، وألا نمنع أحداً من أقربائنا أراد الدخول في الإسلام، وأن نلزم زينا حيثما كنا، وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا في مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، وأن نجزَّ مقادم رؤوسنا، ولا نفرق نواصينا، ونشدُّ الزنانير على أوساطنا، ولا ننقش خواتمنا بالعربية، ولا نركب السروج، ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله، ولا نتقلد السيوف، وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس، ولا نطلع عليهم في مجالسهم، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا يشارك أحد منا في تجارة إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيامٍ، ونطعمه من أوسط ما نجد. ضَمِنَّا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا، وإن نحن غيّرنا أو خالفنا عمّا شرطنا على أنفسنا، وقبلنا الأمان عليه، فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق.
فكتب بذلك عبد الرحمن بن غنم إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر: أن أمضي لهم ما سألوا، وألحق فيهم حرفين أشترطهما عليهم مع ما شرطوا على أنفسهم: ألا يشتروا من سبايانا شيئاً، ومن ضرب مسلماً عمداً فقد خلع عهده.
فأنفذ عبد الرحمن بن غنم ذلك، وأقر من أقام من الروم في مدائن الشام على هذا الشرط.


وقال الإمام ابن تيمية: "في شروط عمر بن الخطاب التي شرطها على أهل الذمة لما قدم الشام، وشارطهم بمحضر المهاجرين والأنصار م، وعليه العمل عند أئمة المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"... وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر" لأن هذا صار إجماعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لا يجتمعون على ضلالةٍ على ما نقلوه وفهموه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
--------------------- انتهى -------------------

تقريبا الجميع متفق على قصة فتح القدس و جيوش المسلمين و قدوم عمر الى القدس ...  و لا يوجد تشكيك حول  صحة هذا التاريخ  ..... و ايضا لا يوجد تشكيك حول وجود العهدة العمرية، لكن التشكيك حول نصها، و هناك تشكيك حول الشروط العمرية .

----------------------------------------------

الان ... ما هي الملاحظات الهامة في هذه النصوص السابقة

● اول من تحدث حول العهدة العمرية ، ليس رجل مسلم بل مؤرخ مسيحي قبطي .. ابن البطريك في العام 940 م ..و كتبها باللغة العربية .

● جميع من ذكر هذه العهدة من المسلمين عاشوا في حقبة زمنية واحدة و متقاربة جدا .

ابن تيمية - ابن القيم  - ابن كثير - المقريزي - ابن خلدون

● وجود العديد من المؤرخين المسيحين يذكرون العهدة و مهتمين بالحديث عنها . 

● نص العهدة مختلف من مؤرخ الى اخر، بالرغم من ان تركيا تتدعي بانها تحتفظ بمخطوطة لنصها الاصلي .

● هناك اختلاف حول اسم القدس من مؤرخ الى اخر ( ايليا - بيت المقدس - القدس )

● معظم الكتب التي ذكرت هذه العهدة ... من طبعات مطبعة مصر ... مطبعة بولاق و التوفيق .

كتاب تاريخ الاقباط المقريزي - طبعة التوفيق - مصر
كتاب الخطط المقريزي - طبعة بولاق - مصر
كتاب ابن البطريق - طبعة التوفيق - مصر


---------------------------------

دعونا نبدا ... بابن البطريك

من هو ابن البطريق ؟

البطريك افتشيوس ... و يكنى ب سعيد بن البطريك.

يحمل اسمين ........... اسم يوناني و في نفس الوقت اسم عربي.
اختار له اسم ... سعيد... لكن شهرته هو ابن البطريك .. كانه يريد ان يجاري مؤلفي التراث الاسلامي ، الذين  يحملون نيك نيم يبدا بكلمة " ابن" ...... ابن تيمية ... ابن خلدون ... ابن الجوزي ... ابن كثير ... ابن البطريق.

ابن البطريك يعرف عنه في اغلب الكتب  بانه اقدم مؤرخ قبطي بعد الفتح الاسلامي 941م . ( لاحظ الى كلمة الفتح الاسلامي ) .

كتابه اسمه : التاريخ المجموع على التصديق و التحقيق.

بنفس الطريقة التقليدية الموجودة في تسميات كتب تراث المسلمين ... حتى في طريقة اقناع القارى بكونه صحيح.
فمثلا ... هناك صحيح البخاري و هنا التاريخ المجموع على التصديق .

ماذا يقول ابن البطريق في كتابة ؟

ساحول ان اقتطع جزء منه :

ثم اتصل بالمسلمين قدوم عمر بن الخطاب ، و لقوا  عمر بن الخطاب ، ثم ساروا الى بيت المقدس ، فحاصروها ، فخرج ( صفرونيوس ) بطريك بيت المقدس الى عمر بن الخطاب ، فاعطاه عمر امانا ، و كتب لهم كتاب هذا نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم

من عمر بن الخطاب لاهل مدينة ايليا ( القدس ) ، انهم امنون على دمائهم و اولادهم و اموالهم و كنائسهم الا تهدم و لا تسكن .... الخ
و اشهد شهودا .. و فتح له باب المدينة ، فدخل عمر المدينة و اصحابة . "

الان لاحظ الى النص ..... فهو يسرد احداث فتح مدينة من قبل المسلمين و يسميها بيت المقدس ، لكن ما ان ينتقل الى سرد نص العهدة ، فهو يكتب النص على لسان عمر  باسم ( ايليا ) .

الفرق بين الحادثة و هذا المؤرخ هو 300 سنة ، فارق ليس كبير  فهل يعقل بان اسم القدس قد تبدل خلال هذه المدة ؟!

يعني المفروض بان اسمها ساعة كتابة هذا التاريخ و النص من قبل المؤرخ، ستكون واحدة ... او لا يجب ان يذكرها المؤرخ باسمين.

مش طبيعي ... كانه رجل الي يطبع فقط ، الة غير عاقلة ، لانه لو كان عاقل ... لكان اسمها واحد في كتابة.

من المفروض ان النص هكذا :
--------------------
ثم اتصل بالمسلمين قدوم عمر بن الخطاب ، و لقوا  عمر بن الخطاب ، ثم ساروا الى ايليا، فحاصروها ، فخرج ( صفرونيوس ) بطريك ايليا الى عمر بن الخطاب ، فاعطاه عمر امانا ، و كتب لهم كتاب هذا نصه :

" بسم الله الرحمن الرحيم

من عمر بن الخطاب لاهل مدينة ايليا ( القدس ) ، انهم امنون على دمائهم و اولادهم و اموالهم و كنائسهم الا تهدم و لا تسكن .... الخ
و اشهد شهودا .. و فتح له باب المدينة ، فدخل عمر المدينة و اصحابة . "
--------------------

او كان من المفروض ان يتحدث حول هذه النقطة في كون اسمها قديما كان ايليا و الان بيت المقدس .

هذا المؤرخ يصف البطريك ... ببطريك بيت المقدس ... و كما هو معروف بان تسميات البطريك واحدة متعارف عليها في الكنيسة . بطريك الشرق ... بطريك انطاكية ... بطريك الخ .. و  لا تتبدل .

فهل هو بطريك بيت المقدس ام بطريك ايليا

ايضا و بالرغم من كونه مؤرخ مسيحي ........ لكنه لا يعرفها باسم  اورشاليم، على حسب التاريخ المتعارف في الكنيسة .. اي كان من الاولى عندما يسرد التاريخ قبل نص العهدة .. ان يذكر لنا اسمها اورشاليم المعروفة عندهم .

باقي نقطة من كتاب ابن البطريق ، التاريخ المجموع على التصديق و التحقيق. ساقتطع لكم جزء من كتابة

يقول :

لما تنصر الروم و بنت هيلانة ام قسطنطين كنائس ، كان موضع الصخرة و حولها خراب ، و رموا على الصخرة تراب .

فقال قوم نبني المسجد و نصير الصخرة في القبلة ، فقال عمر : لا ، بل نبني المسجد و نصير الصخرة في اخر المسجد . و ذلك لان الصخرة كانت مقدسة عند بني اسرائيل و كانت تسمى قدس الاقداس ، لانها الصخرة التي كلم الله بها يعقوب ، و سماها باب السماء ، و كانت هيكلا لبني اسرائيل ، و كانوا يعظمونها و يجعلونها قبلتهم .

لاحظ كيف يستبق الفتح بقصة تنصر الروم و بان الفضل يعود للروم ببناء الكنائس . ايضا لاحظ كيف هو حريص على جعل المسجد الاقصى من بناء عمر ، و كيف ينسب المسجد للروم و بني اسرائيل و يتحدث عن وجود هيكل مقدس .

---------------------------------

اما بخصوص المقريزي ... شيخ المؤرخين في مصر

المقريزي يذكر نص العهدة  في كتاب الخطط و نص اخر  في كتاب تاريخ الاقباط و هما مختلفان .

■ كتاب الخطط المقريزي - طبعة بولاق

" يذكر علماء الاخبار من النصارى ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لما فتح مدينة القدس كتب للنصارى امانا على انفسهم ، و اولادهم و نسائهم و اموالهم ، و جميع كنائسهم لا تهدم و لا تسكن "

■ تاريخ الاقباط ... المقريزي .... تحقيق و تقديم مينا افندي اسكندر ... طبعة التوفيق ( مطبعة الاقباط 1890 )

ذكرناه سابقا

الان لاحظ

الاختلاف الواضح بين النصين ... رغم انه مؤلف واحد .

في النص الاول يقول بطريك القدس و في النص الثاني بطريك الملة الملكية .

لاحظ النص الثاني ... يذكر عبارة  ... ( القدس الشريف)
الا تجد بانها ... عبارة حديثة جدا

مع ملاحظة ان كتاب تاريخ الاقباط من تحقيق  مسيحي ، و بعد البحث وجدنا بان هذا المحقق لم يحقق الا هذا الكتاب و غير معروف .

الان  .....اعد اقراءة نهاية النص الموجود في كتاب تاريخ الاقباط
ماذا لاحظت ؟! ... كان من كتبه واحد بالامس ، يعيش في الحارة التي جنب حارتكم .

" قد اعطي هذا المرسوم بحضور جم الصحابة الكرام : عبدالله عثمان بن عفان ، و سعد بن زيد و عبد الرحمن بن عوف ، و بقية الاخوة الصحابة الكرام."

مضحكة جملة .... ( بحضور جم الصحابة ) .. كأن شخص كتبها في قسم الشرطة اليوم .

و ايضا جملة  ... ( بقية الاخوة الكرام ) ... ههه

ايضا لاحظ ... كيف ان عمر يختم نص عهدته،  و كانه شخص موجود اليوم و يختم مراسلته مع واحد في الواتس اب بجملة

" و صلي الله و سلم على سيدنا محمد و على اله و اصحابة ، و الحمد لله رب العالمين "

يعني واحد من اثنين ..... اما ان عمر يقصد بالصحابة ناس عاشوا قديما و لم يلتقي بهم مثل حالنا اليوم ....  او ان عمر يصلي على نفسه و اصبح يملك وعي  بنفس وعينا الحديث .

هذه العبارة حديثة جدا و مستحيل انها كانت على لسان شخص عاش  في تلك الفترة

■ تبقى نقطة اصررت على ذكرها

و هي العهد الشريف المذكور في كتاب تاريخ الاقباط ... على اساس انها الرسول كتبها بخط الامام علي .

بغض النظر عن الكلام الجميل و المنمق و الاخلاق و القوانين فيه، فنحن لسنا في هذه الباحة ... لكن ... لو عدنا لقراءة نص هذا العهد ........سنجد مكتوب في نهايته عبارة " تحررت بخط الامام علي و ختمت باصبع النبي "

مضحك جدا ......... النبي يبصم بصباعه على الوثيقة .

هل تعلم

بان بصمة الاصبع لم تعرف الا في القرن التاسع عشر ؟!

■ هناك  نقطة اخيرة في كتاب تاريخ الاقباط للمقريزي

يقول عند حديثة حول القدس  :
" المسيح .. اصلها ماسيح ، لكن العرب تلاعبت باللفظة و نطقته مسيح "

هل هناك مسلم يصف قرانه المقدس بانه تلاعب و تحريف ؟ 

و يقول حول فتح القدس :

" لما فتح عمر بن الخطاب مدينة القدس ، كتب للنصارى امانا على انفسهم و اولادهم و نسائهم و اموالهم و كنائسهم . و جلس في وسط صحن كنيسة القمامة ، فلما حان وقت الصلاة ، خرج و صلي خارج الكنيسة ، على الدرج التي خارج بابها ، ثم جلس و قال للبطريك : لو صليت داخل الكنيسة لاخذها المسلمين من بعدي ، و قالوا : هاهنا صلى عمر . 

و اشار عليه البطريك باتخاذ موضع الصخرة مسجدا ، و كان فوقها تراب كثير ، فتناول عمر رضي الله عنه من التراب في ثوبه ، فبادر المسلمون لرفع التراب حتى لم يبقى منه شيء . و بني المسجد الاقصى عند الصخرة امام الصخرة ، فلما كانت ايام عبد الملك بن مروان ادخل الصخرة في حرم المسجد .

ثم ان عمر اتى بيت لحم ، و صلى في كنيسته عند الخشبة التي ولد فيها المسيح و كتب سجلا للنصارى ... الخ "

الان  لاحظ

اعتقد بان كل مسلم يؤمن بانه المسجد الاقصى و مذكور في القران ... لكن هذا النص يحاول ان يجعلك تقتنع ان عمر و عبد الملك هم من بنوا المسجد الاقصى .. و سموه المسجد الاقصى . فهل يعقل ان هذا مؤرخ مسلم و  يرمي بنص القران و يدعي بان عمر هو من بناه ؟!

لاحظ ايضا ... البطريك يعود له الفضل في تعيين مكان المسجد الاقصى .و هو من اشار له ... لانه عمر رجل عربي  مازال حديث عهد بالدين، ناس لاول مرة يعرفوا الدين، لان البطريك قد سبق عمر في الدين و عنده ثقافة ...  و لا يعرف كيف يبني .

ايضا لاحظ الى هذا النص : " و جلس في وسط صحن كنيسة القمامة ، فلما حان وقت الصلاة ، خرج و صلي خارج الكنيسة ، على الدرج التي خارج بابها ، ثم جلس و قال للبطريك : لو صليت داخل الكنيسة لاخذها المسلمين من بعدي ، و قالوا : هاهنا صلى عمر ."

هل كان  يعرف عمر ساعتها ،  بانه سيكون شخصية مشهورة و بان هناك من سيعتبره شخصية محورية مقدسة حتى يقول هذا الكلام ؟!

كانه عقل حديث ينسب للماضي حديث،  حسب ما يشاهده من واقع اليوم .

تبقى اخيرا ملاحظة هامة :

طوال التاريخ و عمر بن الخطاب قابع في المدينة مستلقي و بيده عصى و ينظر احوال الرعية ..... و لم يسافر الى اي مكان ، لا يحب السفر ... منطوي و منعزل ... يكره السفر .. و لا يريد ان يلتقي بالناس في خلافته ... و لا يريد ان يشاهد احد صورته ....  فقط يوجه خلافته بالريموت كنترول من المدينة ، لم يسافرا الى العراق و لا اليمن و لا مصر و لا اي مكان ...... و  بغمضة عين قرر السفر الى القدس هوووب ...... الى القدس و يقص الشريط ليفتتح الزمن الجديد للقدس و للتاريخ الجديد، و يعلن حضوره و حضور المسلمين ثم يوقع عهدة و ينام في صحن قرب البطريك و يحدث  معه قصة مع البطريك و يعلن بناء مسجد و يؤكد بان اليهود معاهم حق هناك، ثم يعود الى خيمته في المدينة .
-------------------------------

اما بخصوص كلام ابن تيمية ، حول قصة الشروط العمرية

وقال الإمام ابن تيمية: "في شروط عمر بن الخطاب التي شرطها على أهل الذمة لما قدم الشام، وشارطهم بمحضر المهاجرين والأنصار م، وعليه العمل عند أئمة المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"... وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر" لأن هذا صار إجماعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لا يجتمعون على ضلالةٍ على ما نقلوه وفهموه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"

لاحظ كيف ان ابن تيمية يحاول ان يؤكد تاريخ هذه الشروط عبر اختلاق احاديث عجيبة على لسان النبي .

هل كان النبي يعرف بان من سياتي بعده،  سنسميهم نحن الخلفاء الراشدين ... لان  كلمة ( الراشدين ) ...... نحن من اطلقنا عليهم هذه التسمية .. هذا يدل على ان كاتب الحديث بوعي حديث، و اصبح ينسب احاديث بوعي حديث لزمن قديم.

ايضا انظر ....... كيف اصبح النبي يعرف بان من سياتي بعده هو ابوبكر و عمر ......... بل المدهش ان النبي قد ذكرهم بالترتيب ، ابوبكر  ثم عمر .


هذا ابن تيمية شيخ ابن القيم الذي ذكر الشروط.

لماذا هذا الكذب الحديث، و استخدام النبي  لتاكيد الشروط العمرية ؟ ... ما الاهمية ؟!

لجعل المسلمين دخلاء جدد .. جاءوا بعد اليهود و النصارى، اي صناعة زمن وهمي و تاريخ وهمي


-------------------------------

الان

لماذا هذا الاهتمام بالعهدة و الشروط و هذه القصة ..... من قبل المؤرخين المسيحين، لدرجة تصل للكذب الواضح ..... و حتى مؤرخين المسلمين الذين لا تعرف لهم اصل ؟!

طبعا المسلم مسكين ... مثل الاطرش داخل الزفة ... يفرح بهذا التاريخ . يفرح بالفتوحات  .. و بان عمر هو اول من كتب وثيقة تنظم و تحترم الاديان .

يفرح عندما يكتب المستشرقين له مدح في ان عمر و عبقريته  هو اول حاكم اعترف بالاديان و وضع شروط و بان تلك المعاهدة هي ارقى ما وصلت له الحضارة .

مسكين المسلم .. طيب زيادة ... يفرح .

المسلم لا يعرف بانه ضحية تاريخ كتبه عقل صهيوني، زرع له السم داخل العسل .

لو تلاحظ ........ كل التاريخ الذي يفتخر بها المسلم و لا يثار حوله الشبهات ، اي  لا تجد فيه  اي شيء مشوه.. فتستغرب لماذا ..... لان كاتب التاريخ لايريد ان يجعل المسلم يشكك في التاريخ ، يريد ان يجعله جميل جدا و يفتخر به و لا يرفضة ...لان لديه هدف اخر

هدفه 

اولا ........ تدمير مقدسات المسلم في عقل المسلم و جعل قيمتها مرتبطة باشخاص و مواقف يثار حولها جدل ، و بان بناءها حديث

ثانيا .... تاصيل اليهود و المسيحين في القدس زمنيا ..... و جعلهم سابقون زمنيا للوجود المسلم .. و لزمن المسجد الاقصى ....حتى يصبح المسجد الاقصى بناء جديد قام على اثار حقبة مسيحية و يهودية ... في زمن ليس ملكه .. و يصبح المسلم دخيل .. صناعة تاريخ وهمي و زمن وهمي للمسلمين،  ياتي بعد اليهود و النصارى .

لا تجعلهم يضحكوا عليك بهذه القصص .  

معاك مسجد مقدس بطول و عرض ........ اخرج من كتب التاريخ و خليك في الواقع ... انت صاحب الواقع ...... اما المشروع الصهيوني فهو صاحب عالم افتراضي موجود في الكتب فقط .... و قد تعمد اغراقك بهذا العالم و نشره لك .... بعد ان صنع لك رموز دينية  و خلق لها قصص مرتبطة بواقعك من اجل اثبات عالمه الافتراضي و التأثير عليك و سحبك من هذا الواقع لصالح مشروعه .

لان معظم التاريخ .... كتب من قبل مشروع صهيوني

تبقى ملاحظة هامة اخيرة

اقدم مخطوطة لهذا النص ( العهدة العمرية ) ، موجودة في الاستانة تركيا .

لاحظ ....... اصرار مركز خلافة المسلمين على الاحتفاظ بهذه الوثيقة حتى اليوم و عمل برواز فاخر لها .. بل ستجد  بان معظم الوثائق المزورة المحورية التي بمثابة شرعية لليهود لسرقة وعي المسلمين موجودة في خلافة المسلمين .

طبعا و ثيقة وهمية من صناعة العثمانين . متعمد و متقصد الكذب ... ارادوا تزوير عقول المسلمين بشكل واسع عبر هذه الوثيقة .. بتجسيد وهم القصة الصهيونية اليهودية و الزمن الصهيوني ... لاجل اخراج و سحب المسلمين من واقعهم، لان العثمانين كانوا الجزء الرئيسي و الاكبر من لعبة المشروع الصهيوني في المنطقة ... عبر خدعة الدين و الزمن . 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق