الأحد، 27 ديسمبر 2020

محاولات افتعال ازمة هوية في سوريا

البداية الحقيقية للمشكلة .

لقد تعرضنا لاحتلال من قبل كيان كان يمتلك كل ادوات القوة ........ من السلاح و التنظيم و الجيوش و الاعلام و الاجهزة الحديثة المتطورة ... و عندما غادر هذا الكيان من ارضنا، اعتقدنا بان الامر قد انتهى تماما ، و نسينا القيام بمراجعة لكل الفترة الزمنية التي تعرضنا فيها للاحتلال ، و لم نطرح سؤال عن ما هي الاشياء  التي استحدثها هذا الاحتلال في مجتمعاتنا قبل مغادرته، و التي حاول عبرها من احداث خلل في النظام المتزن  للمجتمع الذي دخله ... ( النظام الاقتصادي و النظام الديني  و النظام اللغوي و النظام السياسي .. .. )، و التي قام بها لاجل خلق مشكلات في المجتمع،فتبدا الفوضى تعم المجتمع، فيسهل تفكيكه و يسهل عليه السيطرة و التحكم بهذه المساحة الجغرافية .

و تستطيع ادراك هذا الشيء ........ من ملاحظة معظم الدول الاخرى من خارج منطقتنا و  التي قد تعرضت في الماضي للاحتلال الغربي ........... ستجدها حتى اليوم تعاني من مشكلات سببت فيها فوضى ، و الغرب يستثمر  تلك المشكلات للتحكم و السيطرة على تلك البلدان .

لماذا كثير من المشكلات في مجتمعاتنا لم تظهر الا في العصر الحديث و لم تظهر قديما ؟!

ببساطة .... السبب هو فترة الاحتلال الحديثة نسبيا ، لان كثير من هذه المشكلات من نتاج فترة الاحتلال  .

و لذلك .. فاي مشكلة سوى كانت مشكلة اقتصادية او دينية او ثقافية او سياسية  او تاريخية  ، و تريد فهمها عليك الانطلاق من فترة الاحتلال .

هذا هو المدخل الحقيقي و نقطة البداية في فهم سياق مشكلاتنا و معالجتها  .

الان ... لماذا يطرح الان مشكلة الهوية في سوريا ؟

الحقيقة ان جذر المشكلة هو التاريخ الذي كتب لسوريا و لكل مجتمعات المنطقة .......... فلو فكرت في بداية المشكلة ستجد بانها بدات منذ دخول الاحتلال دائما ، و الذي جاء الينا بالطابعة و طبع لنا كل هذا التاريخ المدون في كتب الطابعة .

لقد كان من بين ادوات المشروع الاستراتيجي الذي أراد صناعته ، حتى ينتج مستقبلا مثل هذه المشكلات في مخيلة المجتمع التاريخية  .

و من الطبيعي ان هذا التاريخ الذي صنع هذه المشكلة، هو من تاليف الغرب و من طباعته .

فهذا التاريخ جزء من عمليات الاستحداث الجديدة التي صنعها الرجل الغرب في اوطاننا في فترة الاحتلال ، و وظيفة هذا التاريخ احداث مشكلات و فوضى في المجتمع ...... بدليل ان هذا التاريخ يقوم بنفس ابوظيفة التي جاء بها المحتل ، و هو نزع الانسان من الارض،  و نهب الارض و سرقتها بطريقة ذكية ، و جعلها محتلة لصالح ادوات مرتبطة بالغرب .

و لديكم مثال واضح ..... كتاب البايبل ( كتاب الغرب ) الذي اصبح وثيقة تاريخية و شرعية جاء به الغرب لتوطين اليهود في فلسطين و صناعة دولة لهم تدير اطماع الغرب في المنطقة .. و الذي سبب  مشكلات ادت لظهور الفوضى في المنطقة .............. بدليل ان حجم الابحاث التاريخية التي تتحدث عن اصل اليهود مهولة و لم تنتهي،  و بدون نتيجة منطقية واقعية . و كاننا نتعامل مع ظاهرة جديدة و ليست قديمة عجزنا عن تفسيرها .

و الان ... لا يمكن للانسان في سوريا من فهم سبب ازمة الهوية ... الا بعد تفكيك الخرافات المؤسسة لعقله و التي زرعها الاحتلال عبر طابعته .. و منعت الانسان في سوريا من فهم المشروع الذي جاء به المحتل ، و فهم الحقيقة التي اخفاها المحتل و التي سببت كل هذه الفوضى التاريخية .

ما هي تلك الخرافات ؟!

عشتار ادونيس ديانة الخصب
اوغاريت الفينقين
زنوبيا الملك فيليب
سوريا
يسوع السوري - السريانية

هذه هي تقريبا الخرافات المؤسسة للعقل التاريخي للانسان في سوريا ، و التي هي السبب الرئيسي لازمة الهوية في سوريا و التي يفتعلها الاعلام الصهيوني و الادوات التابعة للصهيونية في المنطقة .

فلو تلاحظ الى هذه الخرافات .... ستجد بان مجموعها هو عبارة عن وعي شامل، كنقطة انطلاق للانسان الاول و حتى اليوم ... يصلح ليكون وعي لمجتمع بشري في ارض حتى يعيش عليه، يعني هوية واحدة لمساحة جغرافية .

فهو يحمل [ الوعي ديني ، الوعي السياسي ، الوعي اللغوي ، الوعي الثقافي .... ]

كيف ؟

■ الوعي الديني

1- ادونيس - عشتار - ديانة الخصب

[ الانسان الاول الذي عاش في سوريا ، كان يعبد ادونيس و عشتار ، و قد عرف ( ديانة الخصب ) ... و سوريا هي اول مكان عرف ديانة الخصب ، و انتقلت لبقية العالم ]

هذه المعلومة لم يكتبها انسان في سوريا ، و لم يطلع  الناس عليها اي انسان من سوريا ، فقبل 150 سنة لم يكن احد في سوريا يعرف هذه المسميات و المعلومة.

هذه المعلومة كتبها مؤلفين غرب ، و قام بعض السورين و غيرهم بترجمتها ....ثم اصبحت هذه الترجمات جزء من التاريخ الوطني في سوريا .... و بدات النخب المثقفة في سوريا التي تعتقد بان الثقافة قراءة الكتب، تتفاعل مع هذه الترجمات و صدقتها، و بدات تعيشها و تتفاعل معها ، حتى نزعتها من الواقع، فاصبحت تعيش ازمة هزية،  بين مخيلة عالم في الكتب و واقع مختلف.

و بدات افرازات هذه الترجمات و الايمان بها .... تظهر في الواقع السوري .

امثلة على تلك الافرازات

■ ظهر لدينا مثقف سوري اسمه ( احمد سعيد )، اختار لنفسه لقب ( ادونيس )، و اصبح لا يعرفه الناس الا بهذا الاسم ..... ( ادونيس الهة سوريا القديمة ).

و لو تلاحظ الى كثير من القضايا التي يطرحها هذا المثقف السوري ( ادونيس ) ستجدها متعلقة بهوية سوريا ....... بل انه في احد الايام طرح هذا المثقف السوري المبدع و العبقري ، منطق غريب بان من ازمات العقل العربي هو ايمانه بالاله الواحد، بعكس اليونان التي امنت بتعدد الالهات فمنح المجتمع حرية الابداع.

■ ظهر لدينا مثقف سوري اخر ( فراس السواح ) كتب مؤلفات عديدة عن ( عشتار ) الهة سوريا القديمة ، حتى انه يعتقد بانها محور الكون و البداية فسماها ( لغز عشتار ) .

و لو تلاحظ الى كثير من القضايا التي يطرحها هذا المثقف السوري ( فراس السواح ) ستجدها متعلقة بهوية سوريا .

■ ظهر في سوريا جماعة من المتنورين و العلمانين قبل فترة، ارتفعت اصواتهم الغاضبة لان شخص قام بقلع شجرة كان منحوت عليها صورة ( الالهة عشتار ).

و عندما تلاحظ لكثير من القضايا التي يطرحها هولاء ستجد بانها موضوع الهوية .

اذا (عشتار و ادونيس ) ... هذا التاريخ الذي كتب ... جزء من المشكلة التي انتجت هذا الوعي المازوم حول الهوية .

السؤال : من قال بان سوريا عرفت ( عشتار و ادونيس)؟!، هل تملك سوريا وثائق قديمة ، او ارشيف قديم يؤكد وجود هذا العالم ؟!

لا يوجد ... كله عالم موجود في كتب طابعة .

فكيف يقبل شخص و يدعي بان مثقف على نفسه ، بان يكون مثل الطفل و هو يتفاعل مع مسلسل كرتون اطفال ،  و يتصرف مثل الاطفال الذين يحاولون تقليد الشخصيات الكرتونية على الواقع ، فيلبس ملابس سوبر مان و يسمي نفسه سوبر مان  ، ثم يقرر ان يقفز من اعلى المنزل .

بل كيف تسمح دولة لمثل هذا التاريخ ان يدرس للناس او ينشر لهم بدون توعية بانه ليس حقيقي بل قصص خيالية .

هل عرفت سوريا ( ادونيس و عشتار ) ؟

لا .. و اتحدى اي مثقف سوري يعطيني وثيقة قديمة و تؤكد هذا العالم المزيف، او ان يستطيع  ان يقرا هذه الوثائق القديمة لو وجدت .

فمن اين جاءت كل هذا التاريخ الضخم الموجود في كتب الطابعة ، و الذي تتحدث عن عالم قديم بدائي وثائقة بسيطة و قليلة جدا  .

بل المضحك ... بان الغرب كتب للعراق قصة لكن ليست مثل قصة سوريا بل مختلفة، فقد جعل لعشتار حبيب مختلف، اي الهة اخرى  ( عشتار - تموز ) .

حتى العشاق يتفاعلون مع سايكس بيكو ، العراق معاهم (تموز ) و سوريا معاهم (ادونيس ) .... سخافة .

  ما هي ( ديانة الخصب ) ؟

كيف تكون هذه الديانة التي شغلنا المؤرخ السوري عنها  ، و كيف عرفتم طقوسها؟

اذا كنا اليوم مختلفين ...... على كيف يكون الحج عند المسلمين، رغم هذا الكم الضخم من الكتب الطابعة، و التي نستطيع قراءتها جيدا و الجدال حول تفسيراتها ، فما بالك بقطعة طينية داخلها اربع اسطر بكتابة قديمة و يصعب قراتها و فهم لغتها و معانيها .... ثم  تريد ان تضحك علي ..... بقصة ديانة الخصب و بكل هذه المعلومات الضخمة  التي تنشرها في كتب الطابعة .

هل كان الناس يمارسون فلم اباحي جماعي في ديانة الخصب .... حتى يخصبوا بعضهم  ؟!

اين العقل ؟.

فكيف تسمح دولة لمثل هذه الخزعبلات التاريخية لشعبها ،  بدون توعية ؟!

ما هي وظيفة ( عشتار و ادونيس و ديانة الخصب ) في ازمة الهوية ؟

ايمان الناس بهذا الوهم يفقدهم هويتهم الدينية الحالية،  فيصبح الدين الحالي ليس اصل في سوريا، و ليس اصل الانسان في سوريا ، بل ظاهرة حديثة سبقها ظاهرة اخرى ، و الانسان يحن الى اصله الاول ،   فيبدأ يتفاعل مع هذا الوهم مفارق للواقع ،  و هذا يؤدي الى صناعة ازمة في الشخصية السورية ... و يسبب ازمة هوية دينية .

2- يسوع السوري

بعد ان اختفت من سوريا ديانة الخصب و عبادة ادونيس و عشتار ، ظهر يسوع السوري .

من قال ان يسوع سوري ؟

اذا كان البعض يكتب مثل هذا التاريخ احتراما لمكون في الشعب السوري و هو  المسيحي، لكن بالمقابل يجب ايضا احترام بقية مكون الشعب في سوريا ......... احترموهم  لأنه لا يوجد عندهم مثل هذا الوصف ، فلا يوجد في قراءن المسلم شخص اسمه (يسوع) بل اسمه ( عيسى ) و هو مسلم .

مثل هذا الوضع يحتاج  الى مصارحة بدون تاجيل ، و المصارحة تتطلب فصل الامر بين الاثنين و  بدون تاخير ، حتى يتم بتر الامر .

يجب فصل الشخصيتين .. بالقول بان (عيسى) الموجود عند المسلم ..........ليس هو ( يسوع ) الموجود عند المسيحين ابدا ، شخصيتين مختلفين ..... لكن نوعا ما متشابهين ( شبه لهم) .
لان مثل هذا الخلط الديني ، جزء من مشكلة ازمة  الهوية .... فهو في وظيفة لسرقة دين الاخر  .

لانه لو كان (عيسى ) هو الذي يقصد به (  يسوع ) و كان سوري ، فسوريا كانت مسلمة لان (عيسى ) مسلم و لم يكن مسيحي او على دين اخر .

و  بدون هذا المنطق ، و اصرار على (يسوع - جسوس ) بدون فصل عن ( عيسى )  فهو سرقة لمكون اخر في سوريا لا يؤمن ( بيسوع او جيسوس ).

و هذا ما سبب ازمة في الهوية الدينية، فكما يلاحظ الكثير ممن يؤمنون بهذا الخلط، يحملون عندهم ازمة هوية دينية ........... فدائما حديثهم  بان سوريا كانت مسيحية قبل الاسلام، في عملية نفي لمكون كبير في سوريا.

■ الوعي السياسي و الوعي اللغوي

ما اسم سوريا قديما ؟

سوريا

ما هي لغة سوريا القديمة ؟

الفينقية الاوغارتية ... السريانية ... العربية .

مشكلة ... لماذا ؟

بدون حساسية

انه كذبة كبرى  ، (سوريا )  تسمية حديثة فرضها المحتل ، و اعتمدها من كتابه الديني ( البايبل ) ، و لم يكن احد يعرف او يتعامل بهذا الاسم قبل دخول الغرب الينا .

الحقيقة ... انا استغرب من عقل يؤمن بان الحدود هذا الحالية في المنطقة و العالم ..... كانت اصل قديم في الانسان الاول، و يعتقد بان الانسان القديم كان يتعامل مع هذا الوعي الحدودي.... فسمى جزء من الارض بنفس تقسيم اليوم الحدودي .... سوريا ....... و سمى جزء اخر باسم ..... ليبيا و العراق و الاردن و فلسطين .

فتش عن كل هذه التسميات ستجدها قد اخذت من كتاب البايبل ( كتاب المحتل الغربي ) .

و هذا الواقع الحديث ... لم يكن الغرب ليستطيع من غرسه في وعي المجتمع  الا عبر تاليف تاريخ ليكون هو المخيلة التي تحافظ على هذا التقسيم .

فمثلا ....كتب قصة تاريخية تدور احداثها في سوريا فقط، و صنع لسوريا دولة الغساسنة ، و للعراق دولة المناذرة، و كتب لسوريا ادونيس ، و للعراق تموز . و الخ

الحقيقة ان اسم (سوريا ) .... مرتبط بازمة الهوية الساسية و اللغوية ..... كيف و لماذا ؟

هناك بلاد اسمها .... (فرنسا )
اسم شعبها ........ ( فرنسين )
اسم لغتها ....... ( فرنسية )

هذا الامر في كل دول اوروبا ........... التسمية واحدة و متطابقة ... تسمية البلد متطابقة مع تسمية الشعب و متطابقة مع تسمية  اللغة. 

لكن عندنا الامر مختلف تماما

هناك بلاد اسمها .... ( سوريا )
و اسم شعبها ....... ( سورين )
و اسم لغتها ...... ( العربية )

هناك بلاد اسمها ..... ( مصر )
و اسم شعبها ....... ( مصرين )
و اسم لغتها ........ ( العربية )

لماذا الامر مختلف عندنا و لا يوجد تطابق مثل ما هو في الغرب ؟

الحقيقة المؤكدة بان هذه القصة غير متطابقة عندنا ، لان القصة اصلا حديثة ...  فالتسميات حديثة ، و المفاهيم حديثة جدا .

لان الارض كانت واحدة قبل دخول المحتل و لا تعرف حدود  ، و عندما قسمها المحتل ، و ضع لها تسميات من اختراعه، و  عندما فرض على العالم مفهوم القومية على اساس اللغة  ، حدث معنا عالم غير متطابق بين الواقع الحديث و المفاهيم الحديثة .... و بين اصلنا الاول الفطري .

لكن لو تلاحظ ........... صحيح ستجد انها غير متطابقة في تسمياتنا ، لكن لو تدقق جيدا ستجدها متطابقة في مسميات الغرب التي وضعها لنا   .

فهناك دولة اسمها ( syria ) = سيريا
و اسم شعبها ( Syrian ) = السريان
و اسم لغتها ( Syrian ) = السريانية

فهناك دولة اسمها ( Egypt ) = الحبت
و اسم شعبها ( Egyptian ) = الاقباط
و اسم لغتها ( Egyptin ) = القبطية

الان لاحظ معي  ....... كيف ان الغرب عندما وضع هذه التسميات، يؤمن بان لغة مصر هي الجبطية و اسمها الجبت ، و لغة سوريا هي السريانية  و اسمها سيريا، و لهذا السبب قرر المحتل زراعة لغات في كل قطعة ارض مقسمة  ...... و  تحمل تسميات تتناسب و تتطابق مع التسميات الجديدة التي ابتكرها للارض .

فلو تلاحظ جيدا ... ستجد بانه يوجد في المنطقة جماعة دينية بنفس ديانة الغرب المحتل ،  و تؤمن بكتاب (البايبل)  الذي يؤمن به الغرب المحتل ... لكنه مكتوب بلغات مختلفة و متعددة .

الغريب ان اسم اللغات التي كتب بها هذه الكتب متناسق و متطابق مع اسم الارض في لغات الغرب ...و متطابق مع اسمهم الذي اختاروه لهم .

فهل هي صدفة غريبة .........ان يكون اسم لغة كتاب  المسيحين ( البايبل ) في سوريا هو( السريانية) و هو بنفس اسم سوريا ؟ ... هل هي صدفة غريبة ان يكون اسم لغة كتاب المسيحين في مصر ( البايبل )  هو الجبتية و هو بنفس اسم ايجبت بلغاتهم ؟!

ليس صدفة ابدا

لانهم حقيقة .... واقع استحدثه الغرب في الارض اثناء فترة الاحتلال ، مشاريع مهندسة بنفس هندسة اوروبا تماما ، و هذه اللغات حديثة جدا على سوريا و مصر ، و لم تكن لغات اي مخلوق في الارض قبل دخول الغرب ، لكن الغرب لديه مخطط لفرضها و جعلها وعي عبر خدعة الزمن الذي صممه و هذا التاريخ .

ماهو الدليل ؟

الانتساب الى اللغات لم يكن معروف ابدا في وعي البشر  قبل 300 سنة، القومية التي تقوم على اللغة وعي بشري حديث ظهر في اوروبا، و لم يكن احد في الارض يعرف الانتساب للغة .

مفهوم القومية اللغوية .....ظهر قبل تقريبا 300 سنة فقط، و الغرب هو من نشره و جعله وعي انساني شامل  في الارض، و من بنى عليه هندسته لشعوب العالم .

السؤال المنطقي : كيف تطابقت الاسماء بهذا الشكل المذهل عند المسيحين في سوريا و مصر، و الذين تواجدوا  في سوريا و مصر قبل 2000 سنة، بينما مفهوم القومية اللغوية حديث ظهر قبل 300 سنة تقريبا ؟!

فالمسيحي المصري

يعيش في مصر ..... جبت
و اسمه قبطي .......جبتي
اسم لغتة قبطية - جبتي

و المسيحي السوري 

يعيش في سوريا ..... سيريا
و اسمه سريان .......سريان
اسم لغتة سريانية - سرياني

كيف تطابقت مسميات (  الارض و الشعب و اللغة )  مع المسيحين في سوريا و مصر بنفس التطابق الموجود في دول الغرب ،لكن مسميات ( الارض و الشعب و اللغة )  لم تتطابق مع المسلمين في سوريا و مصر ؟!

لماذا حدث التطابق في المسميات عند المسيحين في سوريا ، و بنفس التطابق الموجود في دول الغرب في تسمياتهم ......بالرغم من ان مفهوم القومية اللغوية حديث جدا خرج من اوروبا قبل 300 سنة ، و لم يكن مفهوم قديم ابدا ؟!

لان الحقيقة ... المحتل الغربي هو من وضع مسميات ( الدول و اسم المسيحين و اسم لغة كتابهم الديني ).

فهو من وضع اسم ( سوريا و ايجبت ) ، و هو من سمى المسيحين في سوريا و مصر ( سريان و اقباط ) ، و هو من سمى لغات كتاب البايبل ( كتاب الغرب )  الذي يؤمنوا به ( السريانية و الجبتية) .... بنفس الهندسة التي جعلوها في دول اوروبا .

سريا - سريان - سريانية
جبت - جبتي - جبتية
ايطاليا - ايطالي - ايطالية
اسبانيا - اسباني - اسبانية

انهم  واقع حديث نسبيا في الارض ...... و لغاتهم لغات  حديثة نسبيا في الارض ..... و مسميات الارض حديثة نسبيا ظهرت مع ظهور المحتل ...... و لم يكن احد قبل المحتل يعرفها .

و لذلك فعدم التطابق الذي يحدث في سوريا و مصر في التسميات الارض و الشعب و اللغة ، سيفرز ازمة الهوية اللغوية و السياسية ...

بدليل .... انك تجد بان اكثر فئات المجتمع التي تثير ازمة الهوية في سوريا ..... هم المسيحين في سوريا .. تماما مثل المسيحين في مصر  .

و الحقيقة .. هم واقع من استحداث الغرب و الكتاب الذي يؤمن به المسيحين في المنطقة ، هو بالاصل كتاب من تاليف الغرب .. مشروع اختراق ديني فقط .

 

و الحل بنزع اسماء كتاب البايبل من الجغرافيا ..... مثل سوريا و فلسطين ...... و وضع تسميات متفق عليها لانها ليست اصل فينا ...... ثم الزام الغرب بتغير تسمياتهم في لغاتهم لاوطاننا ، مثل الزام الغرب بتسمية مصر ( مصر ) و ليس ( ايجبت ) في لغاتهم .

هذا معالجة ازمة الهوية اللغوية ، عبر فهم هذه المداخل .

■ الوعي التاريخي

اوغاريت - الفينقين - زنوبيا - الملك فيليب

مرت حضارات كثيرة في سوريا ، مثل اوغاريت و الفينقين و الخ .

هذا ما يتم تدريسه للسورين الشعب الواحد ، و تستغرب من دولة لديها حس أمني كبير ، في السماح لمثل هذا التاريخ و جعله تاريخ وطني .

الحديث عن حضارات في سوريا ، ليس الا مفهوم صناعة هويات و تقسيمات ، و غير صحيح بان هناك حضارات عدة.

حتى لو افترضنا باننا يمكن ان نقبل تاريخ مزيف ما الذي يمنع من تأليف تاريخ مزيف حول حضارة واحدة، لها دين واحد و لغة واحدة ؟!

لكن اللغة الفينقية و اللغة السومرية و اللغة الاوغارتية و اديان شتى .

اين هي حضارة اوغاريت ؟

قطعة واحدة لا تؤكد وجود هذه الحضارة ، لو كان الامر اثار عديدة تكتشف كل يوم لكان الامر ممكن ، لكن قطعة واحدة و اخرج الغرب كتب ضخمة عن اوغاريت .

بل الغريب كيف يسمح لتاريخ يتحدث بان سوريا كان يحكمها الروم ؟!

هل لديكم وثائق قديمة مخطوطات تركد هذا ، ام هي كتب طابعة ؟!

بل ان البعض جعل من هذه المادة التاريخية وسيلة لمواجهة هذه الوعي الهوياتي المريض، بالقول بان حاكم سوري اسمه فيليب العربي كان احد حكام روما .

و لا يعرف بان هذا التاريخ سم في الدسم ، لان مثل هذا القول هو احتلال تاريخي لمخيلة الشعوب، بان الارض كان يحكمها الغرب، و كانت امتداد للغرب ،  بكل تلك القصص المزيفة من الاديان و اللغات .

ايضا قصة زنوبيا .... مجلدات ضخمة تتحدث عن ملكة في سوريا ، و كلها مؤلفات كتب طابعة بدون وجود اي دليل اثري يؤكده ، او وثيقة تاريخية يؤكدها .

ما هي القصة ؟!

لا اهتم لما سيقال ، المهم ان يفهم الناس المغلوب على امرهم المؤامرة التي تحاك عليهم .

اصل كل الحكاية في الارض .... كتاب واحد فقط .. هو الكتاب الذي خرج منه الانسان في الارض و المدون فيه تاريخ الانسان الاول في الارض ، و الخط الكتابي لهذا الكتاب .. قد كتب به النبأ الذي حفظ منه المسلمين القراءن .

و قد قام الغرب بتزويره و اخفاءه على الناس ، ثم قام بتاليف كتاب ( البايبل ) بشكل يشبه القراءن لتعتقده بانه كتاب من عند الله ، ثم اخرجه بلغات عدة من تاليف علماء غرب ( العبرية السريانية الجبتية الخ ) ،  و قام بنشر هذا الكتاب في كل الارض .... ثم صنع للمسلمين مسجد ضرار في ( مكة ) بديل عن المسجد الحرام في ( بكة ) ، لاجل صناعة قصة تاريخية جديدة للمسلمين في الارض تاتي بعد قصة الاقليات الدينية التي زرعها الغرب في المنطقة ، و تاليف كل هذا التاريخ الوهمي السحري ، لسرقة حقيقة المسلم لصالح كتاب البايبل و دين الغرب .. و لاجل صناعة مثل هذه الازمات و المشكلات في الهوية و التي ستؤدي لفوضى يمكن بعدها تبديل لغات الارض و دينها و تاريخها و حقيقتها .

هذه الخلاصة

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (213) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب (214)}