الاثنين، 13 أبريل 2020

ابن خلدون - من خيال المستشرق الفرنسي كاترمير

لماذا لم يهتم المسلمين و العرب بفكر ابن خلدون ؟!

اتذكر باني قرات هذا السؤال اول مرة  في مقال لمفكر عربي في مجلة العربي الكويتية،  و اعتقد بانه جابر الانصاري ... و كانت المجلة تحوي ملف كامل عن ابن خلدون كاحتفال بهذا الشخصية .

الحقيقة ... دائما ما اجد هذا السؤال يطرح في مجلات ثقافية او في الانترنت او في الصحف او كعنوان ندوات او بحوث ....... لكني اصبحت اجدا هذا السؤال مستفز بالنسبة لي و للقارىء العادي، و السبب لانه سؤال يحاول اخفاء جانب هام حول هذه المادة التي وصلت لنا من هذه الشخصية .

لانه من المفروض ان يسبق هذا السؤال طرح اسئلة كثيرة، منها كيف وصلت لنا هذه المادة، و كيف نتأكد من وجود هذه الشخصية، لانه قد يكون شخصية وهمية مثل ( مثل حسابات الفيسبوك الوهمي ) التي تنتحل اسماء وهمية . لكن السبب الاهم هو لان هذا السؤال يطرح دائما من قبل مفكرين عرب .

قد تبدو الاسئلة مضحكة و سخيفة بنظر البعض، و انا حقيقة  لا اريد ان اقدم نتيجة و افرضها كواقع بدون اثبات، و لسنا هنا في باحة بطولات و ادعاءات و تنقيص من اي شخص .

لا ..... و لكن  لان قبل طرح هذا السؤال ،  يجب ان تطرح اسئلة منطقية من قبل هولاء المفكرين  .

فمثلا ....... ساسال المفكر جابر الانصاري و لا اعلم ان كان مازال حي او قد توفاه الله :

ماهو الدليل العلمي و المنطقي الذي يؤكد بان  تلك النصوص التي وصلت لنا من كتاب ابن خلدون قد كتبت في عام 1350 م اي قبل 650 سنة  ؟! ...... سؤال علمي و منطقي مشروع جدا ... من قبل قارىء عادي .

ليس هذا السؤال الوحيد ، بل هناك اسئلة منطقية اخرى :

لماذا كتب ابن خلدون كتابة الموسوعي هذا ؟!

هل كتب موسوعته هذا ، لانه كان يريد ان يتحصل على ارباح مادية من مبيعات كتابه هذا ؟! ، ام انه كتبها ليس لاجل غاية مادية، بل لاجل العلم و المعرفة و هذه الصفة موجودة لدى العلماء ....... ام انه كتبها بناء على طلب جهة حكومية ( حاكم دولة ) ؟!

اذا كانت لاجل المادة ..... فهل يعقل بان تلك الموسوعة ستكون بمتناول كل شخص مسلم او عربي ، حتى يطرح مفكرينا سؤالهم المعتاد : لماذا تجاهل العرب و المسلمين فكر ابن خلدون ؟!

لانه لو ابن خلدون كتب كتابة لاجل الربح المادي ........ اي انه كان ينتظر  ان يقوم ناس بنسخ موسوعته، ثم يتم توزيعها و بيعها في كل مكان في مصر او في كل المنطقة مثلا .

لكن كم سيحتاج النساخ من وقت لكتابة موسوعته؟!.
اول ناسخ سيحتاج الى وقت لنسخ المؤلف الاصلي ، و يحتاج الى وقت معلوم،  ثم ياتي ناسخ ثاني ينسخ من النسخة الاولى بينما الناسخ الاول ينسخ من المؤلف الاصلي  ، ثم ياتي ناسخ ثالث ينسخ من النسخة الثانية  و هكذا .

فكم يحتاج النساخ الى وقت ؟!
لنقل كل ناسخ يحتاج الى شهر حتى يستطيع نسخ مؤلف ابن خلدون .

ستصل مدة كتابة  20 نسخة الى سنة ...فلو كان عدد الناسخون هو   100 ... فانهم سيحتاجون الى 5 سنوات ، ليكون مجموع النسخ هو 5000  نسخة   .

5000 نسخة بعد 5 سنوات .

و ستباع ال 5 الف نسخة في مصر و المنطقة.

هل يبدو الموضوع منطقي ؟!

لو وزعنا 5000 نسخة في مصر و المنطقة ، سيكون لدينا 5000 شخص في المنطقة يملكون موسوعة ابن خلدون .

فهل 5000 شخص في كل المنطقة هو مقياس يصنع وعي عام في المنطقة يجعلنا نطرح مثل هذا السؤال : لماذا تجاهل العرب فكر ابن خلدون ؟!

لكن المثير و الغريب في الامر ... ان كتاب ابن خلدون لا توجد منه الا مخطوطة واحدة حسب ما يقال في فرنسا، و لا توجد اي صورة كاملة لهذه المخطوطة متوفرة في الانترنت .

فاين بقية المخطوطات ال 5 الف لموسوعة ابن خلدون،  التي قام النساخ بكتابتها و توزيعها في المنطقة عندما طرحنا هذا السؤال : لماذا تجاهل العرب و المسلمين ابن خلدون  ؟!

تخيل من بين 5 الف نسخة كتبت قبل فترة قريبة نسبيا و هي 600 سنة، لم يبقى منها في المنطقة الا نسخة واحدة و موجودة في فرنسا .... فالسؤال المنطقي اذن : لماذا يطرح دائما هذا السؤال و نحن لا نملك الا مخطوطة واحدة و موجودة في فرنسا؟!

اما لو كان ابن خلدون قد كتب موسوعته لاجل العلم فقط و ليس لاجل العائد المادي و هو يبدو الاقرب للمنطق ........ فاعتقد بان الموسوعه ستكون مجرد نسخة واحدة او لنقل عشر نسخ موجودة في مكتابات الدولة، خصوصا لان موضوع العائد المادي و الكسب من وراء تاليف الكتب قديما لم يكن مثل اليوم .. فالتاليف مرتبط بمجهود دولة و عائدها ياتي من الحاكم .

فالسؤال المنطقي : هل وجود نسخة او عشر نسخ من مؤلف ابن خلدون و متواجده في مكتبات الدولة او الحاكم و ليست في متناول المواطن العادي ........ سيجعل طرح مثل السؤال ( لماذا تجاهل العرب و المسلمين ) ، امر منطقي، ؟!

مع العلم بانه لم يصل الينا من مؤلف ابن خلدون الا مخطوطة واحدة، و لم نطلع عليها و ليست في متناول احد بل موجودة في فرنسا. و هذا يجعل طرح مثل هذا السؤال مستفز .

ملاحظة  :نسخة واحدة من كتاب ابن خلدون تجعل من المفروض حقوقيا  رفع المخطوطة للانترنت و يتم تصويرها في ملف بي دي اف ..و عليها ختم معتمد من وزراة الثقافة في فرنسا ...حتى تصبح النسخة المعتمدة للمخطوطة و تكون في متناول الجميع لتكون ضمانة حتى لا يتم طباعة نسخة من كتاب ابن خلدون و فيها اظافات جديدة، و حتى لا تستطيع اي جهة عملية التزوير .

نسخة واحدة من مخطوطة ابن خلدون  ...... تجعل من المنطقي الاعتقاد .... بان الاحتمال كبير في ان سكان المنطقة لم يكونوا يعرفون افكار ابن خلدون في ذلك الوقت ... بل احتمال كبير انه لم يكن هذا الشخص معروف في المنطقة  .

نعم الاحتمال كبير  ........ ان ابن خلدون لم يكن معروف قبل 650 سنة في المنطقة . و من هذا الاحتمال اصبح طرح سؤالنا مشروع علميا و منطقيا .

ماهو الدليل العلمي و المنطقي الذي يؤكد بان  تلك النصوص التي وصلت لنا من كتاب ابن خلدون قد كتبت في عام 1350 م اي قبل 650 سنة ؟!

لو طالعنا التاريخ الذي يتحدث عن اول ظهور لكتاب ابن خلدون سنجد ما يلي :

لم يكتشف ابن خلدون إلا في القرن التاسع عشر من قبل الغربيين وليس من قبل العرب .  و بمجرد ظهور اسم ابن خلدون اعتبر كثير من المؤرخين الغربيين أن ابن خلدون يعتبر " أكبر منظر لفلسفة التاريخ في كل الأزمنة ، وصاحب النظريات الشهيرة عن مجرى التاريخ البشري وحركته ، وأحد مؤسسي علم الاجتماع السياسي "

فكتابه (المقدمة) الجزء الأول من كتابه (العبر) يشكل أساسا لعلم جديد وهو “علم العمران” ويهتم بتطور المجتمعات البشرية واستخدمت نظريات ابن خلدون من طرف علماء الاجتماع والاقتصاد والمؤرخين والفلاسفة وخبراء التاريخ.

■  كانت أولى المحاولات للاستفادة من تراث ابن خلدون على يد المؤرخ التركى مصطفى نعيما سنة 1609 وهو من أشهر  مؤرخي الدولة العثمانية.

■  في 1818 قام المؤرخ والفيلسوف النمساوى هامر بورشتيفال بترجمة أعمال ابن خلدون إلى اللغة اليونانية وقد أعجب بابن خلدون إعجابا شديدا وكان يطلق عليه “مونتيسكو العرب”.

■ لكن أول نسخة من مقدمة ابن خلدون تتألف من 3 مجلدات بتحقيق المستشرق الفرنسي إلين مارك كارتمير، وقد نشرت هذه النسخة 1858 في باريس بفرنسا.

■ بعد اول نسخة ......... ترجمت المقدمة سريعا  إلى أكثر من عشرين لغة إضافة إلى نشر مئات الكتب و البحوث والمقالات حولها، وما تزال المراكز العلمية والبحثية تعتمد على هذه المقدمة في تطوير مناهج التعليم وعلم الاجتماع و التاريخ وغيرها من العلوم.

هذه القصة و هذا التاريخ يثير الريبة فعلا، و يزيد من منطقية سؤالنا حول ما هو الدليل ماهو الدليل العلمي الذي يؤكد بان  تلك النصوص التي وصلت لنا من كتاب ابن خلدون قد كتبت في عام 1350 م اي قبل 650 سنة ، و ما هو الدليل على انها شخصية حقيقية و عاشت في عام 1350؟!

هذه الشكوك تجعلنا نبحث و نفتش في التاريخ الذي وصلنا حول ذلك العصر، و نحاول ان نجد هذه الشخصية في مؤلفات كتاب ذلك العصر في مصر و المنطقة .

الحقيقة شخصية ابن خلدون ليست موضوعي اليوم،  فموضوعي متعلق بجانب اخر متعلق بالمسالة، وجدته اثناء البحث في هذه الشخصية .

ما هو الموضوع اذن ؟!

عندما قررت البحث  في البداية  ....... لم افكر ان ابحث عن ابن خلدون من خلال دراسة المخطوطة و الاثار المادية التي خلفها ، بل كانت البداية في البحث عن ابن خلدون في كتابات من عاصروا ابن خلدون في مصر و المنطقة او من جاءوا بعده.

لكن الحقيقة ..... واجهني اثناء البحث شعور غريب جدا لم اكن اعرف ما هو ....... كان الشعور الغريب قادم اثناء مطالعتي لكتب المقريزي، الذي عاش في نفس فترة ابن خلدون ، و من لا يعرف المقريزي فهو يعتبر عمدة المؤرخين في مصر في تلك الفترة .

لم ادرك اسباب ذلك الشعور الا اثناء توقفي و تاملي طويلا محاولا ادراك اسباب ذلك الشعور .

فاسلوب المقريزي في الكتابة و لغته و منهجة و طريقة تفكيره يشبه كثيرا ابن خلدون ...............حتى في نظرياتهم العلمية الانسانية و الاقتصادية  التي سبقوا بها علماء الغرب في القرن التاسع عشر  .

المقريزي نسخة طبق الاصل من ابن خلدون .

عجيب و غريب

ساعتها لم اكن  قد بحثت في امر المقريزي ........ لكن  عند تلك النقطة نسيت ابن خلدون  و توقف تركيزي حول امره، و واصلت مطالع كتب المقريزي و كتاباته و افكاره و نظرته العامة للامور  لمدة من الوقت . 

شيء غريب فعلا نفس العقلية ... ابن خلدون و المقريزي .

بحثت في مقالات و بحوث لعلي اجد من لاحظ ملاحظتي .

صحيح ان هذه الملاحظة لم يقلها اي باحث من قبل بشكل مباشر، لكن كثير من الباحثين قد قالوها لكن بشكل غير مباشر، و هم يتحدثون عن خصاص منهجي الرجلين و هي خصائص متطابقة .

هل يعقل ان ان الرجلين نتاج وعي مجتمعي كان مسيطر في تلك الفترة و هو من صنع هذا التشابه بين العقليتين ؟!

قد يكون جواب منطقي، لكن اسلوبهم في الكتابة متشابه ايضا ، لكن ايضا قد يكون نتيجة اسلوب كتابي كان مسيطر في تلك الفترة .

هل هناك تفسير اخر ؟!

وضعت فرضية اخرى مختلفة لتفسير  هذا التطابق ، و حاولت ان ان اشاهد ............ هل سيتحقق تنبا الفرضية بدقة ... فلو صحت فاعتقد بان الموضوع يقترب من النظرية  .

لقد وضعت فرضية ان محقق كتب المقريزي هو نفسه محقق كتاب ابن خلدون .

و عندما ذهبت للبحث عن المقريزي و اول نسخة من كتابة متى ظهرت .... وجدت  فعلا محقق كتب المقريزي هو نفسه محقق كتاب ابن خلدون .

انه المستشرق الفرنسي كاترمير .
------------------------

من هو كاترمير ؟!

كارتمير (1782م - 1857م) مستشرق فرنسي عني بالتاريخ الإسلامي، كما اهتم بنشر العديد من المخطوطات العربية. وكان يتقن اليونانية، كما أتقن معظم اللغات السامية.

ولد في باريس في 12 يوليو 1782 . وكان نبوغه قد ظهر مبكراً جداً، إذ كان يعرف القراءة وهو في سن الثالثة. ولما بلغ الخامسة كان قد اطلع على الكثير من المؤلفات. واستمر، بعد مصرع أبيه الفاجع هذا، في دراسته. فبعد أن أتم مرحلة الدراسة الثانوية، بدأ في دراسة العلوم، خصوصاً علم النبات، وعلم المعادن، والرياضيات. وفكر في الالتحاق بمدرسة الهندسة.

لكن ميوله الحقيقية ما لبثت أن تكشَّفت، فبدأ في دراسة اللغات الشرقية، وبدأ منها بالعبرية، ومنها انتقل إلى اللغة العربية، فتابع دروس سلفستر دي ساسي في الكوليج دي فرانس Collège de France.

وعين في قسم المخطوطات بالمكتبة الأهلية بباريس حيناً من الزمان، ثم ترك هذه الوظيفة ليصبح أستاذاً للغة والآداب اليونانية في كلية الآداب بجامعة روان Rouen (بشمالي فرنسا).

وعاد إلى باريس 1811، وبقي فيها حتى نهاية حياته.

في 1815  انتخب عضواً في أكاديمية «النقوش والآداب».

وفي 1819 عيّن أستاذاً في الكوليج دي فرانس، في كرسيّ اللغة العبرية والسريانية والكلدانية.

وفي 1832 خلف الأستاذ شيزي Chèzy في كرسي اللغة الفارسية بمدرسة اللغات الشرقية ـ الحيّة بباريس، إلى جانب كونه أستاذاً في الكوليج دي فرانس، التي ظل فيها حتى آخر عمره.

وتوفي في أكتوبر 1857 في باريس.

كانت باكورة إنتاجه في الدراسات الشرقية بحث بعنوان: «أبحاث نقدية وتاريخية عن اللغة والآداب في مصر»، نشره في 1808. وقد أثبت في هذه الأبحاث أن لغة مصر القديمة يجب أن يبحث عنها في اللغة القبطية. وكان هذا افتراضاً سبقه إليه جابلونسكي Jablonski لكن دون دليل، فجاء كاترمير وقدم البراهين القاطعة على صحّة هذا الفرض.

وكان بحث كاترمير هذا نقطة انطلاق للأبحاث التي ادت بعد سنوات قليلة ـ إلى حل مشكلة الكتابة الهيروغليفية. بيد أنه توقف عند هذه الخطوة الأولى، ولم يرَ أن من الممكن السير في هذا الطريق إلى أبعد من ذلك، حتى إنه لم يؤمن أبداً بما اكتشف شامبليون Champollion بعد ذلك من فك رموز الكتابة الهيروغليفية ـ استناداً إلى نقوش حجر رشيد ـ وما كتبه في ذلك الموضوع في ثلاثة كتب ظهرت بين 1821 و 1828.

ومنذ أن عيّن أستاذاً «للغة العبرية والسريانية والكلدانية» في الكوليج دي فرانس ـ وقد ظل يشغل هذا الكرسي قرابة أربعين عاماً ـ عني بالدراسات المتعلقة بالعهد القديم من الكتاب المقدس.


وفي ميدان اللغة الفينيقية، يرجع إلى كاترمير الفضل في اكتشاف الشكل الدقيق للاسم الموصول في اللغة الفينيقية. وقد تأيد اكتشافه هذا عند قراءة النقوش الطويلة التي اكتشفت بعد ذلك في مارسيليا (فرنسا)، وصَيْدا (لبنان).

وفي ميدان الدراسات الآرامية، كان كاترمير أول من أبرز أهمية كتاب «الفلاحة النبطية» وهو كتاب سرياني الأصل لم يبق منه إلاّ ترجمته العربية التي تمت في القرن الثالث الهجري. وقد بيّن كاترمير أن هذا الكتاب هو كتاب في الفلاحة ألّف في بلاد بابل في عهد نبوخذ نصر. وقد توالت الأبحاث بع ذلك حول هذا الكتاب، نظراً لشدة الخلاف بين الباحثين في تحديد زمن تأليفه.

أما في ميدان الدراسات العربية والإسلامية :

1 ـ فقد نشر القسم الثاني من كتاب «السلوك لمعرفة دول الملوك» للمقريزي (باريس، 1837 ـ 1845) في مجلدين، مع ترجمة إلى الفرنسية وتعليقاته لغوية، وتاريخية، وجغرافية، ومقدمة فيها ترجمة حياة المقريزي.

2 ـ وفكر في ترجمة «خطط» المقريزي إلى اللغة الفرنسية، وقام فعلاً بترجمة قسم كبير منها.

3 ـ ونشر الجزء الأول من تاريخ مغول فارس، تأليف رشيد الدين، مع ترجمة فرنسية وتعليقات وفيرة، 1836.

4 ـ كتب عدة مقالات عن: عبد الله بن الزبير، والأمويين، والعباسيين، والفاطميين، وكذلك عن كتاب «الأمثال» للميداني، وكتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني وعن حياة المسعودي ومؤلفاته.

5 ـ وأهم من هذا كله نشرته المحققة النقدية لـ «مقدمة» ابن خلدون في ثلاثة مجلدات، في باريس 1858 .

------------------------

هل كتب لنا كاترمير مؤلفات تاريخية، و ابتكر لنا شخصيتين افتراضيتن ( او حسابين وهميين في الفيسبوك ) و نسب لها هذه المؤلفات لصناعة ذاكرة تاريخية لنا جديدة ؟!

الحقيقة لا يمكن الجزم في هذه النقطة .

لكني اعتقد .........بان البنية الفكرية الموجودة في الغرب  لا يستبعد منهم اي شيء ....... المكر و الحيلة و الكذب و التزوير و الوساخة ملازمة لتاريخهم و هم يحتلون العالم ............ فلديهم مشروع يقوم على طمس معرفي للاخر بشتى الوسائل و الطرق، و يحاولون ان يجعلوا من معارفهم و نصوصهم هي المعرفة الانسانية الوحيدة .

بالنسبة لي ...........اجد الشخصيتين من خيال هذا المستشرق الذي كان في مهمة رسمية لصالح حكومة فرنسا بكتابة تاريخ و ذاكرة جديدة للعرب و المسلمين تخدم مشروعهم في المنطقة

و ان شاء الله سيكون لنا مقارنة شاملة بين المقريزي و ابن خلدون من كافة الجوانب ، حتى نلاحظ حجم التطابق الكبير في عقلية الاثنين و اسلوب كتابتهما .

لكن دعوني ...... في هذا المقال اعطيكم نموذج واحد بسيط  حول نظرة كل من المقريزي و ابن خلدون تجاه قضية علمية و تاريخية ،  عفوا ليس المقريزي و ليس ابن خلدون ، بل نظرة كاترمير نفسه حول هذه القضية العلمية .

القضية هي  الخط الكتابي

لكن قبل استعراض الاراء ، يجب ان نتذكر ملاحظات هامة جدا متعلقة بكاترمير ذكرناها في حديثنا حول هذا الشخص، و هذه الملاحظات هي :

1- عاصر كاترمير الحملة الفرنسية على مصر التي كانت سبب في فك نقوش مصر القديمة .

2- كتب بحث عن لغة مصر و نشره في 1808. قد أثبت في هذه الأبحاث أن لغة مصر القديمة يجب أن يبحث عنها في اللغة القبطية. وقدم البراهين القاطعة على صحّة هذا الفرض.

3-  اهتم كاترمير بتاريخ مصر فى العصور الوسطى و بعصر الدوله المملوكيه فى مصر و باللغه المصريه الخاصه بالمصريين فى مصر فى العصر المملوكى .

4- اهتم بمؤلفات ابن وحشيه و الذي يعتبر اول من كتب مؤلف عن الاقلام و الخط .

5- كان يجيد و يتقن العديد من اللغات الشرقية القديمة .

الان ماذا يقول المقريزي و ابن خلدون حول الكتابة ؟!.

■ يقول تقي الدين المقريزي: «القلم المسند هو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد».

يقول ابن خلدون في مقدمته في فصل أن الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية:

لقد كان الخط العربي بالغًا ما بلغه من الأحكام والاتقان والجودة في دولة التبابعة، لما بلغت من الحضارة والترفه، وهو المسمى بالخط الحميري، وانتقل منها إلى الحيرة، لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية والمجددين لملك العرب بأرض العراق، ولم يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان عند التتابعة، لقصور ما بين الدولتين، وكانت الحضارة وتوابعها من الصنائع وغيرها قاصرة عن ذلك. ومن الحيرة لقنه أهل الطائفوقريش فيما ذكر، يقال أن الذي تعلم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن أمية، ويقال حرب بن أمية، وأخذها من أسلم بن سدرة وهو قول ممكن. وأقرب ممن ذهب إل أنهم تعلموها من إياد أهل العراق قول شاعرهم: قوم لهم ساحة العراق إذا…ساروا جميعا والخط والقلم. وهو قول بعيد لأن إيادًا وإن نزلوا ساحة العراق فلم يزالوا عل شأنهم من البداوة، والخط من الصنائع الحضرية. فالقول أن بأن أهل الحجاز إنما لقنوها من الحيرة، ولقنها أهل الحيرة من التبابعة وحمير هو الأليق من الأقوال.

وكان لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة، وكانوا يمنعون من تعلمها إلا باذنهم، ومن حمير تعلمت مصر الكتابة العربية، إلا أنهم لم يكونوا مجيدين لها شأن الصنائع إذا وقعت بالبدو، فلا تكون محكمة المذهب ولا مائلة إلى الإتقان. كانت كتابة العرب بدوية مثل أو قريبًا من كتابتهم لهذا العهد، أو نقول إن كتابتهم لهذا العهد أحسن صناعة، لأن هؤلاء أقرب إلى الحضارة ومخالطة الأمصار والدول، وأما مضر فكانوا أعرق في البدو وأبعد عن الحضر من أهل اليمن وأهل العراق وأهل الشام ومصر، فكان الخط العربي لأول الإسلام غير بالغ إلى الغاية من الإحكام والاتقان والاجادة، ولا إلى التوسط لمكان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصنائع " .

انتهى .

لاحظ اهتمام الرجلين بموضوع واحد و عاشا في عصر واحد و في مصر ، لكن الاول يتحدث بشكل مختصر و الاخر بشكل مطول لكن الاثنان يتحدثان باسلوب إنشائي غبي في موضوع علمي،  و هما صاحبا النظريات العلمية التي سبقت علماء الغرب .

لكن السؤال الهام

كيف عرف المقريزي خط المسند ؟! و كيف عرف ابن خلدون بانه كان لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة ؟!

هل سافر المقريزي او ابن خلدون الى اليمن و شاهده، ام انه اطلع عليه من كتب وصلت له، و كيف عرف ان المسند هو اول القلم ؟!

لكن نقوش اليمن و كتابات الموجودة في اليمن لا تقارن ابدا بحجم النقوش و الكتابات الموجودة في مصر ....... صحيح ان نقوش اليمن كثيرة ، لكن الموجودة في مصر اكثر جدا و بارزة و واضحة جدا، و غير مدفونة في الارض، بل بارزة جدا داخل معابد كبيرة جدا و من المستحيل ان تكون مطمورة ....... بل في اماكن تدل على وجود عناية و اهتمام بها متواصل جدا ... و من المستحيل الاعتقاد بان تلك المعابد الضخمة كانت مكبوسة تحت الرمال في عصر ابن خلدون و المقريزي، بل ان اي انسان عادي في مصر لو حفر بيده مكان سيجد اثار قديمة .

فكيف يتحدث الاثنان عن الكتابة في اليمن و عن خط المسند الموجود في مكان بعيد جدا عنهما ، و يتجاهل الاثنان تماما و بشكل واضح الكتابة الموجودة في مصر، و هما يعيشان في مصر قرابة 30 سنة ؟!

يعني طوال حياة المقريزي و ابن خلدون لم يلاحظا اي نقوش قديمة في مصر ؟! ، هل يعقل بان الرجلين لم يصادفا ابدا طوال حياتهما اي اكتشاف اثري،و لم يشاهدا معابد مصر او لم يزورا واحد من تلك المعابد المرتفعة جدا جدا عن سطح الارض التي من المستحيل ان تكون مدفونة تحت الارض ؟!

هل يعقل ان المقريزي قد تحدث عن خط المسندالبعيد عنه و قد شاهده و يتحدث بانه اول قلم ، لكنه في نفس الوقت موجود في مصر و لم يتحدث عن الخط الموجود في مصر و لم يشاهد التطابق بين خط المسند و الخط في مصر و بكون الخط في مصر هو  اول قلم ؟!

هل يعقل بان ابن خلدون يتحدث عن خط المسند كخط عربي لكنه يسميه الخط الحميري و المسند و قد شاهده و عرف بان حروفه منفصلة و هو لم يزر اليمن ، لكنه في نفس الوقت يعيش  في مصر مدة 25 سنة،  و  لم يشاهد ابدا الخط الموجود في مصر و لم يشاهد حروفه المنفصلة ايضا .... و لم يشاهد التطابق بين قلم المسند و القلم في مصر و الاصول الواضحة بين الاثنين ،  حتى يجعله  يسرد لنا قصة فانتازية ساحرة في عوالم وهمية و  تتحدث عن رحلة القلم الاولى ؟!

كيف يتحدث ابن خلدون عن خط المسند بذلك التفصيل الذي يدل على انه خارج من شخص مطلع و ملم بهذه المسالة جيدا، فهو يقول بانه خط المسند حروفه منفصلة  و يقدم لنا معلومة كحقيقة تقول ( ومن حمير تعلمت مصر الكتابة العربية )  و هو لم يزر اليمن اطلاقا، لكنه عاش في مصر حوالي 25 سنة و لا يتحدث عن نقوش مصر ابدا،  و لا يشاهد الواقع الموجود من حوله في مصر ، و لم يقارن ابن خلدون بين خط المسند الذي تحدث عنه و بين الخط الموجود في مصر ..... حتى يدرك ابن خلدون وفق منهجه العقلي و العلمي و الواقعي ... هذا المنهج الذي دائما ما يتحدث عنه مفكري الغرب و العرب في مقالات مطولة صنعت له هالة كبيرة و سلطة معرفية على عقل مفكرينا العرب .. حتى يدرك ابن خلدون بان المسند و الخط في مصر متطابقين، و بان خط المسند ولد من رحم الخط في مصر، و بان خط المسند جاء من مصر، و بان حمير هي من تعلمت  الكتابة العربية من مصر ..... و ليس  العكس حسب كلام ابن خلدون صاحب المنهج العلمي و الواقعي و العقلي ... حتى يدرك بان الكتاب الاول موجود في مصر و كل الاقلام في المنطقة خرجت من القلم الموجود في مصر  .

عجيب و غريب و غير واقعي و غير منطقي

هل كان المقريزي و ابن خلدون .. يعملان لصالح الغرب و نابليون و الحملة العسكرية الفرنسية على مصر و المنطقة  و التي فكت نقوش مصر و المنطقة. هل كان المقريزي و ابن خلدون لا يريدان من اي مصري او عربي او مسلم الاقتراب من نقوش مصر ابدا، و لايريدان الحديث عن القلم في مصر و تنبيه القارىء لوجوده في العالم القديم .... و لا يريدان ان يقدما اي معرفة نحو ذلك القلم و ماذا تحوي نقوش مصر و حقيقة حجر رشيد الذي جاءت به فرنسا ، و يريدان ان يتركوا مهمة الحديث عن الخط في مصر لشخصيات اخرى من جنسيات يونانية تعمل لصالح الحملة الفرنسية ؟!

 

هذا الاسلوب الغريب الغير طبيعي و الغير واقعي  الذي لا يريد ان يتحدث عن نقوش مصر، يؤكد باننا فعلا امام عقل يكتب لنا عالم افتراضي وهمي و هو يقوم برسم صورة هذا العالم تكون فيها نقوش مصر مختفية تماما من الواقع المتصل بنا اليوم ......  و هذا العقل ليس الا عقل مستعمر اوروبي خبيث و ماكر جدا ....... و هو يحاول القيام بعملية طمس معرفي، و كتابة ذاكرة جديدة لسكان مصر و سكان المنطقة .

لقد تم هذا بعد ان نجح الغرب من صناعة زمن جديد للمنطقة عبر العثمانين  ......... و هو الان يقوم بكتابة تاريخ لهذا التقويم الجديد ....... حتى يصبح ذاكرة الناس الجديدة بدل ذاكراتهم الاصلية .....مشروع اخراج الناس من الواقع و ادخالهم الى فضاء فنتازي وهمي افتراضي ....لنزعهم من الارتباط بالارض و جعلها غير متصلة بواقعهم ، و جعل الارض لا تنتمي لهم .

فعلا انه كاترمير ... و كان يعمل ضمن المشروع الذي قدم به الغرب و نابليون  .. الذي قدم بجيوش لاحتلال مصر و المنطقة ... و قد أنشأ كاترمير حسابين وهمين في الفيسبوك، الاول باسم المقريزي و الثاني باسم ابن خلدون ...... على اساس انهما حسابين عربين و مسلمين عاشا قديما في مصر ... بينما هو حساب لواحد من ذرية ابليس ......... و قام بنشر معلومات تاريخية حول عالم وهمي في الحساببن، حتى يكون هي اصل و حقيقة العالم الذي خرج منه المسلم و العربي ، حتى تكون هي الذاكرة الجديدة، التي تمسح الذاكرة الاصلية ، حتى  تمنع اي مسلم و عربي من الوصول للقلم الاول الذي كتب به نصهم المقدس الذي يحملوه  .

{وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال }

.
.



ابن خلدون - نقوش مصر القديمة غائبة عنه

السؤال المنطقي :

كيف يتحدث ابن خلدون عن خط المسند بذلك التفصيل الذي يدل على انه شخص مطلع و ملم بهذه المسالة جيدا، فهو يقول بانه خط المسند حروفه منفصلة  و يقدم لنا معلومة كحقيقة تقول ( ومن حمير تعلمت مصر الكتابة العربية )  و هو لم يزر اليمن اطلاقا .... لكنه عاش في مصر حوالي 25 سنة و لا يتحدث عن نقوش مصر ابدا ...... و لا يشاهد الواقع الموجود من حوله في مصر ، و لم يقارن بعقله العلمي بين خط المسند الذي تحدث عنه و بين القلم الموجود في مصر ..... حتى يدرك وفق منهجه العقلي و العلمي و الواقعي ... هذا المنهج الذي دائما ما يتحدث عنه مفكري الغرب و العرب في مقالات مطولة صنعت له هالة كبيرة و سلطة معرفية على عقل مفكرينا .... حتى يدرك بان قلم المسند و القلم في مصر متطابقين، و بان قلم المسند ولد من رحم القلم في مصر، و بان المسند جاء من مصر، و بان حمير صاحبت المسند هي من تعلمت  الكتابة العربية من مصر .. و ليس  العكس حسب كلام ابن خلدون صاحب المنهج العلمي و الواقعي و العقلي ..... و حتى يدرك ايضا بان القلم الاول موجود في مصر و كل الاقلام في المنطقة خرجت من القلم الموجود في مصر  .

هل يعقل بانه طوال حياة ابن خلدون في مصر و هي 25 سنة، و لم يلاحظا اي نقوش كتابية قديمة في مصر ؟! ، هل يعقل بان هذا الرجل لم يصادفا ابدا طوال حياته في مصر اي اكتشاف اثري لمواطن بسيط ،و لم يشاهد  معابد في مصر و لم يزر واحد من تلك المعابد المرتفعة جدا جدا عن سطح الارض التي من المستحيل ان تكون مدفونة تحت الارض ؟!

ابن خلدون عرف المسند بالرغم من ان نقوش اليمن و كتابات الموجودة في اليمن لا تقارن ابدا بحجم النقوش و الكتابات الموجودة في مصر .......... صحيح ان نقوش اليمن كثيرة ، لكن الموجودة في مصر اكثر جدا و بارزة و واضحة جدا، و غير مدفونة في الارض، بل بارزة جدا داخل معابد كبيرة جدا و من المستحيل ان تكون مطمورة ..... بل في اماكن تدل على وجود عناية و اهتمام بها متواصل جدا ....... و من المستحيل الاعتقاد بان تلك المعابد الضخمة كانت مكبوسة تحت الرمال في عهد ابن خلدون، بل ان اي انسان عادي في مصر لو حفر بيده مكان سيجد اثار قديمة .

هل يعقل بان ابن خلدون يتحدث عن خط المسند كخط عربي لكنه يسميه الخط الحميري و المسند و قد شاهده و عرف بان حروفه منفصلة و هو لم يزر اليمن ، لكنه في نفس الوقت يعيش  في مصر مدة 25 سنة،  و  لم يشاهد ابدا الخط الموجود في مصر و لم يشاهد حروفه المنفصلة ايضا .... و لم يشاهد التطابق بين قلم المسند و القلم في مصر و الاصول الواضحة بين الاثنين ،  حتى يسرد لنا وفق منهجة العلمي و العقلي و الواقعي ، تلك القصة الفانتازية الساحرة التي  تتحدث عن رحلة القلم الاولى ؟!

فلا واقع موجود
و لا علم موجود
و لا عقل موجود

فاين هذا المنهج العقلي و العلمي و الواقعي عند هذا الرجل، الذي تحتفي به المجلات و الندوات الثقافية لدينا  ؟!

فهل كان هذا الرجل ابن خلدون ....... يعمل لصالح الغرب و نابليون و الحملة العسكرية الفرنسية على مصر و المنطقة  و التي فكت نقوش مصر و المنطقة. و لا يريد من اي مصري او عربي او مسلم الاقتراب من نقوش مصر ابدا، و لا يريد الحديث باي اشارة عن القلم في مصر و تنبيه القارىء لوجوده في العالم القديم .... و لا يريد ان يقدم اي معرفة حقيقية واقعية نحو ذلك القلم،  بل يريد تزوير الواقع و تحريف العقل ... حتى لا يصل الى محتويات نقوش مصر و حقيقة حجر رشيد الذي جاءت به فرنسا.

هل كان ابن خلدون ... يريد ان يترك مهمة الحديث عن القلم في مصر لشخصيات اخرى من جنسيات يونانية تعمل لصالح الحملة الفرنسية ؟!

 

هذا المنهج الغريب و الغير علمي و الغير واقعي، يؤكد باننا فعلا امام منهج يقوم على كتابة عالم افتراضي وهمي تكون فيها نقوش مصر مختفية تماما من الواقع المتصل بنا اليوم .

  هذا المنهج  ليس الا المنهج النبليوني الماكر الذي جاء بحجر رشيد، و هو الان يحاول القيام بعملية طمس معرفي، و كتابة ذاكرة جديدة لسكان مصر و سكان المنطقة .... المنهج القائم على اخراج الناس من الواقع و ادخالهم الى فضاء  وهمي افتراضي،لنزع ارتباطهم بالارض و جعلها غير متصلة بواقعهم ، و جعل الارض لا تنتمي لهم .

المنهج القائم على كتابة ذاكرة جديدة، تمسح الذاكرة الاصلية ، حتى  تمنع اي مسلم و عربي من الوصول للقلم الاول الذي كتب به نصهم المقدس الذي يحملوه  .

ابن خلدون  ليس الا شخصية من حبر و ورق  موجودة في فرنسا ، و كتبها مستشرق فرنسي و نشرها في عام 1856 م اسمه كاترمير.

عبد الرحمن ابن خلدون الكاترميري lol

{وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال }

.
.



الخميس، 9 أبريل 2020

الكتاب و ذاكرة الأمم - جوهر خطاب القراءن

القراءن و ذاكرة الأمم

■ الامم مثل الانسان تماما ... فكما ان الانسان يملك ذاكرة ، فالامم ايضا تملك ذاكرة و هذه الذاكرة موجودة في كتبها القديمة،و مسجل في تلك الكتب مسميات العالم من حولها و دينها و الاماكن المقدسة لها و تاريخها و بلسانها الاول الذي خرجت منه .

و كما ان الانسان عندما يفقد ذاكرته فانه سيضيع و يتوه في المكان ، فكذلك الامم عندما تختفي كتبها القديمة (ذاكرتها ) فانها ستتوه و تضيع . 

و من هذه المدخل الحقيقي و الجوهري ..... ستفهم السبب الجوهري الحقيقي لخطاب القران عندما يحدثنا في اول سورة في القران حول ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه و بانه هدى للناس ..... و ستفهم لماذا هذا الكتاب الذي اتاه الله لموسى ارتبط  برحيل القرون الاولى ( الامم السابقة )، و علاقة الكتاب بجملة ( لعلهم يتذكرون ) .

( لعلهم يتذكرون ) = (ذاكرة الشعوب و الامم)

{ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين }

{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون}

■ القدماء سجلوا حياتهم و معلومات كثيرة في الكتب القديمة و هذه الكتب مقدسة عند الامم ..... لانها ذاكرتهم الاولى فطرتهم الاولى التي خرجوا منها .

و هذا هو المدخل الرئيسي الجوهري .... الذي يعنيه خطاب القراءن عندما يتحدث في قصة موسى عن فرعون ،  و سؤال فرعون له عن القرون الاولى ، و جواب موسى بان علمها عند الله في كتاب ( الكتاب الذي اتاه الله لموسى ).

{قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى }

■ الاشياء من حولك لا تملك اسماء ( كلمات ) فيها الا اتفاق في لسان الناس ... لذلك لابد من ان تكون مسميات الاشياء من حولك مسجلة  في وثيقة حتى لا تضيع الاسماء الاولى الصحيحة التي وجد عليها الناس  .

و هذا هو المدخل الحقيقي الرئيسي ...... الذي يشرح لك اسباب خطاب القراءن حول الواح موسى ، و التي كتب فيها من كل شيء و تفصيلا لكل شيء.

{وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء }

اسم كل شيء ( مسميات الاشياء ) ( كلمات الاشياء ) .

■ مسميات الاشياء من حولك يمكن ان تضيع من ذاكرتك ... فمثلا لو انت تملك تسميات خاصة بك ....  فهناك شخص اخر يمكن ان يسمي الاشياء من حولك بتسميات اخرى مختلفة عنك، و لو سكن عشرين شخص حولك يحملون تسميات  للاشياء من حولك و مختلفة عن تسمياتك ، فسوف تضيع تسمياتك و يحل محلها تسميات هولاء  للعالم من حولك، و ستكون تسمياتهم ( كلماتهم ) على لسان ابنائك فيما بعد.

بل لو قام مشروع بتبديل مسميات الاشياء من حولك ، ثم فرضها على الناس و على أبناءك بواسطة القوة في موسسات التعليم للناس او في الكتب و في اللغات و في المراجع و في الترجمات  ........ فسوف تضيع الاسماء الاصلية التي بنت المكان من حولك . 

و هذا هو المدخل الرئيسي الحقيقي .... الذي يعنيه خطاب القراءن عندما يحدثنا حول كتاب موسى الذي اختلف فيه، و لولا ( كلمة ) سبقت من الله لقضى بينهم.

{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب}

يعني سافرض مثال :

لدي منزل اسمه على اسم عائلتي ( بيت محمد ) ... و قررت الدولة تسمية منزلي باسم ( بيت جورج ) و فرضت التسمية في الصحف الرسمية و الكتب و الزمت تدريسه في التعليم ...... بعد فترة هذا البيت لن يكون لي اطلاقا بعد ان يختفي اسمه من لسان العالم من حولي ... خصوصا لو ان وثيقة المنزل قد سرقت بواسطة لص، ثم ياتي شخص اسمه جورج معاه وثيقة مزيفة تثبت ملكيتة لمنزلي .

و هذا هو المدخل الرئيسي الجوهري الحقيقي .......... الذي يعنيه خطاب القراءن عندما يحدثنا القراءن عن  الذين يحرفون الكلم في الكتاب، يحرفون و يلحدون في اسماء الله في الكتاب الذي اوتي موسى .

{من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه } {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}

■ و عندما تطلع جهة ما على تاريخ القرون الاولى الموجود علمها في كتاب ، و هو تاريخ يمتد الى اكثر من عشرات الاف السنين، و تتعرف على الكلمات الاولى لتي بنت العالم المحيط بالناس ، لكن تلك الجهة فكرت بفكرة شيطانية فقامت باخفاء هذا الكتاب و اخترعت اسماء جديدة للاشياء الموجودة في الكتاب و التي بواسطتها تم بناء العالم المحيط بامة كبيرة ..... فانت ستسحر العالم كله و تسحر هذه الامة لانك ستفقدها مسميات العالم من حولها ........... خصوصا لو جعلت الاسماء الجديدة بلغة غريبة ، و جعلتها مسميات رسمية في التعليم و الدراسة و العلوم و الكتب و الخ ..... فان العالم سيدخل في تيهان و يمكن بعدها استعباد هذه الامة و كتابة تاريخ جديد لها بعد ان افقدتها اسماء الاشياء الاصلية من حولها .... و تستطيع ان تصنع امة جديدة بعالم جديد .... فيه كل شيء من صناعتك .... ستصنع لهم قبلة جديدة و مكان مقدس جديد و افكار جديدة .

و هذا هو المدخل الرئيسي الجوهري ..... الذي يعنيه خطاب القراءن عند حديثه عن الشياطين التي كفرت و تعلم الناس السحر

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ¤ لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين }

و هذا هو المدخل الرئيسي الجوهري ..... الذي يعنيه خطاب القراءن عند حديثه عن فرعون و قومه الذين اطلعوا حياة الامم الاولى التي خرح منها الناس و اطلعوا  على العلم الموجود في الكتاب ثم اختلفوا فيه .

{قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } { و لقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب}

و هو المدخل الحقيقي الرئيسي الجوهري ....... الذي يعنيه خطاب القراءن عندما يحدثك بان الدين عند الله الاسلام ........ و السبب الحقيقي وراء ارتباط هذه الحقيقة  التي يتحدث بها الوحي في القراءن بالحديث عن الذين اوتوا الكتاب .....  لان ذاكرة المسلمين و الاسلام موجود في الكتاب الذي اختلفوا فيه بعد ان جاءهم موسى بعلم القرون الاولى الموجود في الكتاب و المدون فيه الاسماء التي صنعت عالم المسلمين في القرون الاولى ( اسماء و مواقع البيت الحرام المسجد الحرام مقام ابراهيم الحج الخ .... ) .

تزوير هذه الوثيقة ( الكتاب ) الذي يحوي الاسماء الاولى من قبل اي قوة بعد ان وصل لها العلم ... يمكن بعدها لاي كيان من صناعة دين جديد .... و زراعته داخل هذا المجتمع و هو يحمل وثيقة دينية من تاليفه يحمل مسميات جديدة ، و سيكون ماكر جدا لو صنع مسميات جديدة متشابه نوعا ما مع الاسماء الموجودة في الكتاب الذي مازال المجتمع يحفظها، اي مسميات جديدة و محرفة ، ثم اقنع المجتمع بانه دين كان سابق له في الارض، فانت ستصنع عالم جديد مزيف ، لسرقة العالم كله من حول هذا المجتمع عبر  الدين الذي صنعته . سرقة الارض و العالم و الدين من حولك .

مثال :  في الشام يوجد كيان محتل بواسطة اليهود .

فالغرب عنده اصرار كبير على تسمية شيء باسم مختلف عن اسمه الاصلي ........ و هذا الشيء هو مدينة القدس و الغرب يسميها باسم اورشاليم و فرضها في لغاتهم الرسمية و بنفس التسمية  في الكتاب الديني الخاص بهم، بينما الناس الاصلين لا تعرف هذا الاسم ابدا على لسانهم، و  لا تعرفها الا باسم القدس.

الناس الان قد سرق منها زمنها و تسمياتها ........ لانها قد امنت بان اليهودية سبقتها في الزمن، بعد ان كتبوا هذا التاريخ .. و يعتقدون بان اسمها القديم قبل الاسم الاول الاصلي هو اورشاليم... بينما هو اسم مختلف عن الاسم الاصلي .... اي افتراضي فقط من صناعة ذلك الكيان الذي اختلف في كتاب موسى ، لسرقة الاسم الاصلي من الناس ، و بعد سرقة الاسم ... فنتيجتها ستكون  سرقة الشيء ( الارض ) . سرقة الاسم مقدمة قبل سرقة الشيء ( الارض ) .

و هذا هو المدخل الرئيسي الجوهري الحقيقي .......... الذي يعنيه خطاب القراءن عندما يحدثك بان الدين عند الله الاسلام، فطرة الله في الارض،   و بان اي دين اخر لم ياتي قبل الاسلام بل جاء بعد الاسلام .... و  سبب ارتباط الموضوع بالكتاب الذي اختلفوا فيه  بعد ان جاءهم علم القرون الاولى الموجود في الكتاب من موسى  .

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}

و هو أيضا المدخل الرئيسي الجوهري الحقيقي ........ الذي يعنيه خطاب القراءن عندما يحدثك بان هذا الكيان الذي جاء لهم علم من موسى و الموجود في الكتاب ... بانهم يحاولون صناعة وثيقة جديدة ( العهد القديم ) .... و فيها مسميات جديدة و تتشابه مع المسميات الاصلية في الكتاب مكرا و خداع ....... و حتى يعتقد الناس بانها من مسميات الكتاب التي كانت في لسان القرون الاولى القديمة ، و يحسب الناس هذه الوثيقة بانها من عند الله و ماهي من عند الله بل كذب على الله و هم يعلمون .  

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

■ و كل ما سبق هو المدخل الجوهري الحقيقي الرئيسي  .... و الذي بسببه ترد قصة موسى في القران و هي مرتبطة بخطاب مباشر مع الرسول.

{ نتل عليك من نبأ موسى و فرعون بالحق لقوم يؤمنون }

{وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين}

و هو ايضا السبب الرئيسي الذي يشرح لك اسباب العلاقة بين كتاب موسى الذي اختلفوا فيه ....  و كتاب الرسول و بكونه مصدق له في خطاب القراءن و المتكرر دائما .

{ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين}  {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون}

{أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون}

■ و كل ما سبق هو السبب الجوهري الرئيسي ... الذي يشرح لك سبب ضياع المسجد الحرام عن المسلمين و الذي نتحدث عنه دائما ، و الذي يجد البعض صعوبة في استيعاب فكرة ضياع المسجد الحرام بحجة انه لا يمكن خداع كل هولاء الناس، و هولاء لا يدركون بانه عندما تقع شعوب تحت حكم احتلال في منعطف تاريخي كبير و هو الطابعة و السلاح الناري ...... فانه يمكن تصميم مثل هذه المشاريع الاستراتيحية على الشعوب بسهولة من قبل قوة منظمة تملك قدره و امكانيات كبيرة  تفوق قدرة الفرد و الاسرة و المجتمعات .

و هذا يفسر لك السبب الجوهري الذي خرج منه خطاب القراءن للناس و حديثة المتكرر عن عن القبلة و المسجد الحرام و الببت الحرام  .

و هو السبب الجوهري و الحقيقي .......... الذي يشرح لك و يفسر لك اسباب علاقة موضوع المسجد الحرام بالكتاب، اسباب ارتباط خاطب الوحي للرسول و الناس عن القبلة و المسجد الحرام بالذين اوتوا الكتاب، و  بانهم يعلمون بانه الحق و بانهم يعرفون المسجد الحرام كما يعرفون ابناءهم لكنهم يكتمون الحق و هم يعلمون ، يعلمون لان موسى جاء اليهم بالكتاب الذي فيه علم القرون الاولى، الموجود فيه مسميات العالم القديم المسلم، ( اسم المسجد الحرام الخ .. ) لكنهم كفروا به و اخفوا الاسماء و الكلمات الحقيقية و اختلفوا فيها .

{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (144) ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون (146) الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (147)}

لان اسماء الاشياء للعالم القديم المسلم .... موجودة في الكتاب الذي اختلفوا فيه ، و اسم ( المسجد الحرام)  موجود في الكتاب الذي جاء به موسى اليهم و علمهم ما بداخل الكتاب ....  فاختلفوا في اسمه و حرفوا اسمه و اخترعوا اسم جديد له و اضاعوه من ذاكرة الناس و صنعوا عالم جديد داخل كتب (قرطاسية )، ثم قاموا ببناء مسجد جديد للناس ( مسجد ضرار )  بديل المسجد الحرام، اي صنعوا  قبلة جديدة للناس، و جعلوا اسمه داخل كتبهم القرطاسية باسم المسجد الحرام .

و هذا يشرح لك السبب الرئيسي الجوهري الحقيقي الذي يفسر لك اسباب خطاب الوحي للرسول بان يقول لهم : من انزل الكتاب الذي جاء به موسى تجعلونه ( قراطيس ) تبدونها و تخفون كثيرا و علمتم ما لم تعلموا انتم و لا اباءكم .

{وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}

و هو المدخل الجوهري الحقيقي .....و الذي يشرح لك اسباب  ارتباط (مسجد ضرار ) ( و مكة ) بالكفر و بالذين كفروا و الذين صدوا الناس عن المسجد الاول المسجد الحرام  ............ لان لذين كفروا و غطوا الحقيقة الموجودة في الكتاب الذي اوتي موسى ..... اي كتموا  الحق الموجود في الكتاب الذي اختلفوا فيه ، و استبدلوه بالكذب و الافك، هم من صنعوا ( مسجد ضرار ) .

{ الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون} {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا (24) هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما }

■ و كل ما سبق يشرح لك العلاقة بين خطاب القراءن على لسان فرعون عند سؤاله موسى  عن القرون الاولى، و جملة وردت على لسان نابليون الذي جاء بجنوده لاحتلال مصر و المنطقة و قام بترجمة الكتاب القديم الموجود في مصر .

{قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى (52)} [طه : 51-52]

نابليون : التاريخ مجموعة من الاكاذيب المتفق عليها .

 
■  و ما يعنية خطاب القراءن في كل ما سبق عند حديثه عن الكتاب و القبلة و بالذين كفروا و بان الدين هو الاسلام و بالكتاب العربي ،  يشرح لك ايضا و بدقة كبيرة  مقولة لنابليون الذي جاء بجنوده و علماءه لاحتلال مصر و المنطقة، و قام بتزوير الكتاب الموجود في مصر، جاء و هو يحمل معه الة طابعة، متخصصه بطباعة الكتب القرطاسية التي نقراها اليوم .

" لتصفية الشعوب، نبدا بمسح ذاكرتهم، بأن نتلف كتبهم التي تحوي ثقافتهم و تاريخهم، ثم ياتي شخص اخر ليكتب لهم كتب اخرى، و يعطيهم ثقافة اخرى، و يبتكر لهم تاريخ اخر ، ثم بعدها يبدا الشعب بالنسيان تدريجيا ، من هو!، و كيف كان!، و العالم الذي حوله سينساه ايضا بسرعة "

■ و كل ما سبق سيجعلك تفهم جيدا البعد الحقيقي لخطاب مباشر لرئيس امريكا ترامب ، و السبب و المنطلق الحقيقي الذي جعله يذكر الثورة الفرنسية ( الثورة التي ارسلت نابليون بجنود الى مصر لترجمة الكتاب الموجود فيها ) ، و  بانها الثورة التي قلبت العالم كله و غيرته و انهت الدين الذي كان يحكم العالم منذ قديم الزمان  .

ترامب : ايها السادة ، اليوم قررت أن أخبركم بكل ما يجري والى اين يتجه العالم في ظل كل المتغيرات الذي حصلت طيلة (300) عام، تذكرون عام 1717 الذي كان ولادة العالم الجديد .. وتذكرون ان اول دولار طبع عام 1778 ولكي يحكم هذا الدولار ،كان العالم بحاجة الى ثورة فكانت الثورة الفرنسية عام 1789، تلك الثورة التي غيرت كل شئ، وقلبت كل شئ ومع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوماً طيلة 5000 سنة بالاديان ، وبدأ نظام عالمي جديد يحكمه المال والإعلام .

■  اخيرا..... ذاكرة الامم هي جوهر خطاب القراءن ....... و هذا هو المدخل الجوهري الحقيقي الرئيسي الذي يفسر لك اسباب الارتباط الدائم بين مفردة ( الأمة ) مع مفردات (الكتاب ) و ( النبيين ) في سياق الحديث في موضوع واحد ،  في كثير من مواضع القراءن.

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}






فاضل الربيعي و احمد داوود - الحق الغائب عنهم

دعونا نتخلص من الحساسية تجاه اي نقد نطرحه، و حتى و ان كان يحمل نوع من الحدة ( و هو خطأ ) فنحن منشغلين بنقد منطق و فكر  ، و نحن لا نتعرض اطلاقا لشخصيات مفكرين اطلاقا ، بالعكس فنحن نحبهم و نبجلهم و نقدرهم .

نحن ننتقد منهج فكري فقط، و من الخطأ التعليق على اي نقد بانه كتبه شخص يستجحش الناس او شخص يحاول ان يصعد على حساب قامات ...  لا يجب ان يكون هذا هو التصور ... يجب ان يكون النقد موجه للمادة فقط .. بدون ادخال الاشخاص .

ثم السؤال : لمن يكتب مفكرينا كل هذه الكتب ؟!

اليس للجميع لاجل قراءتها ...... اذن فمن حق القارىء نقدها بدون تحسس او اي تفسير اخر ........ لانه من الخطأ تحويل الانتاج الفكري مهما كان حجمه الى صنم شخصي، لان المعرفة ستصبح  مقتصرة على ما يقوله شخص معين مهما كان هذا القول ،  و ليس ما مدى صحة اي قول . .

لا اريد ان اكرر حديثي الدائم في اي موضوع يتطرق لانتاج مفكرين لدينا، من اجل كسر حاجز نفسي يتكرر دائما عندما نتطرق لنقد اي فكر ..... فانا احب و احترم المفكر فاضل الربيعي و احمد دواوود و مكتبتي تحوي انتاجهم .

و يحق لنا نقد انتاجهم .... صحيح نحن لا نصل الى المستوى المعرفي و الفكري، لكن هذا لا يمنع اطلاقا من نقد انتاجهم .. و حتى نتخلص من هذا الحاجز .. فيمكن اعتبار الموضوع طالب يعرض نقطة غابت عن الأستاذ .

لماذا انا مركز بشكل متواصل على هذا الجانب ؟

هنام البعض يعتقد بان الموضوع هو عقدة داخلي ناحية فكرة معينة تتكرر في انتاج فاضل الربيعي او احمد داوود، لكن الحقيقة بان الامر ليس عقدة اطلاقا، و لكن لان الافكار التي تتكرر لدى فاضل الربيعي و احمد دواوود هي نقاط جوهرية تسبب في زيادة صعوبة خروج الناس من الوعي الصهيوني الجاري في المنطقة  ... هكذا ارى .

---------------------

الان اسمحوا لي الحديث براحة في نقد منهج الفكري و شرح الموقع الحقيقي الذي يتواجد فيه انتاج المفكرين فاضل الربيعي و المؤرخ و احمد داوود ... و بدون حساسية .

في اي موقع يتواجد فاضل الربيعي و احمد داوود ؟!

في المستطيل الاخير الموجود في الصورة ... بشكل مختصر .

لماذا ؟

بنية الانتاج الفكري لفاضل الربيعي و احمد دواوود يقوم على اساس جوهري صلب هو نظرية التطور و الاساس الاخر هو الاعتماد على نصوص الاخر و اعادة تاويلها فقط .

  التطور هو القاعدة المتحكمة بانتاجهم بشكل واضح ......  و هذه النظرية التي يسعى الغرب لجعلها عقيدة و ركيزة المعرفة و التي اثرت على جوانب كثيرة في علوم اخرى و خلقت بنية معرفية تفسر العالم بنفس فكرة التطور ... و هذا سينعكس على كل عملية تفكير في الظواهر من حولنا .

كيف ؟!

■ بالنسبة لفاضل الربيعي

فاضل الربيعي يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخيه صحيحة و يؤمن بانها صحيحة، و يسميه دائما بالتوراة ،لكنه لا يعتمد القراءن في انتاجه ابدا .

مع انه من المفروض ان يعتمد القران كوثيقة تاريخية كما يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية و يجعلها اساس و مرتكز في قراءة التاريخ ... خصوصا و القراءن اصل له و ينتمي له اكثر من كتاب اليهود، و قد تكون هذه النقطة سبب في ادراكه لشيء غاب عنه و هو لا يعرف .

فمثلا القراءن يقول لفاضل الربيعي : {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

فالقراءن يمدح التوراة و لا يذمها ابدا ...... و هذا الخطاب في القراءن الواضح و الصريح و الامر فيه،  سيجعلنا نعتقد بانه من المفروض بان المسلم سيحمل معه ( التوراة ) بجانب ( القران ) ... او بمعنى اخر سيكون ( كتاب اليهود ) بجانب ( القراءن ) مع المسلم اليوم .

اي انه من المفروض بان المسلم يحمل ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) معه اليوم ... و عندما سيحمل المسلم ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) سنكون في وضع غير صحيح .... لان ( كتاب اليهود ) يوجد فيه قصص مختلفة تماما عن القصص في القراءن ... فايهما التوراة عندئذ ؟!

في القراءن توجد قصة ( ابني ادم ) ... و في كتاب اليهود قصة ( هابيل و قابيل ) .. . فايهما القصة الصحيحة ؟!

في القراءن ترد القصة كنبأ و في كتاب اليهود ترد كقصة من الزمن الماضي ...... و هذه النقطة التي لا يريد ان يستوعبها فاضل الربيعي .

كيف ؟!

هناك فرق بين قصص الشعوب و بين النبأ ، قصص الشعوب تسرد للتسلية و التربية ، بينما النبأ قصة ستحدث في الواقع و يجب ان يعلم بها الناس، و هذه الانباء هي الاداة الجوهرية التي خرجت منها ثقافة الانبياء في منطقتنا .

لكن فاضل الربيعي ينظر للمسألة من جانب تطوري فهو مثلا يعتقد بانه لا يوجد شيء اسمه سرقات في الاديان، و بان كلمة سرقة منطق خاطىء .......  فهي بنية دينية واحدة لاصل ديني واحد و اتخذت اشكال متعددة لجوهر واحد بسبب الزمن ، فمثلا يعتقد بان قصة هابيل و قابيل في كتاب اليهود هي قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة كانت في اديان سابقة تتحدث عن اثنين وقع بينهما خلاف، و في الاسلام تطورت تلك الحقيقة حتى وصلت للصياغة الموجودة في القراءن .

لكن الامر مختلف في حالتنا ... لان النبأ لم يقله احد قبل النبأ، هو نبأ حديث نزل و لا يفهم الا بنفس الصياغة الذي موجود فيه و باللغة الاصلية الذي نزل به .

اي ان كل قصة تشابه النبأ ستكون قصة كتبت بعد النبأ و لا تحمل داخلها اي حقيقة، و لا معنى لها ، بل انها في وظيفة لمنع و قطع وصول النبأ للناس ... خصوصا لو جعلت لهذه القصة عمر اقدم من النبأ ... عندها ستكون انت سارق و قد قمت بهذا العمل حتى توقف الزمن على اصحاب النبأ .. ستكون وظيفتك صناعة فساد .

هناك امر صريح في القراءن للمسلم بان يكون معاه التوراة ، لكن نجد المسلم اليوم لم يأخذ كتاب اليهود و اكتفى بالقراءن، بل يعتبرها محرفة .

و اذا كان كتاب اليهود هو التوراة حسب اعتقاد الربيعي ، فما الفائدة عندما يامر الله المسلم بكتاب اليهود ، و التي ستكون مع المسلم و القصص التي في كتاب اليهود هي نفسها قصص القراءن ؟! ، بل سيحدث تناقض و تعارض شديد عند المسلم ...... فالمسلم لا يعرف الا الله  و في كتاب اليهود اسمه الاله ( يهوه ) ، فهل الله يغير اسمه من كتاب الى اخر و هل يجب على المسلم تعلم العبرية حتى يقرا كتاب اليهود، ام سنقوم بترجمة كتاب اليهود الى العربية حتى نستطيع قراءته .

لكن اذا كان كتاب اليهود ليس التوراة و القراءن يمدح التوراة جدا، فمن المفروض بان المسلم معاه الان التوراة بجانب القران .. لكن لم يحدث هذا الشيء ... لماذا ؟!

لان القراءن هو مقروء ( قران ) التوراة ............. لان الخطوط الاولى الكتابية  التي كتب القراءن بها تسمى ( التوراة ) ... فمثلما ان المسلم يقدس القراءن كلام الله فالمسلم كان يقدس التوراة ايضا خطوط الكتاب.

لكن التوراة اخفيت عن الناس بواسطة قوة و بسبب اخفاءها تمكنت هذه القوة من كتابة كتاب اليهود و الذي جعلوه يشابه  القراءن ليحسبه فاضل الربيعي التوراة و من دين واحد جاء من عند الله .

ثم تم جلب جماعة بشرية من اسيا و اعطي لها هذا الكتاب الجديد الذي يشابه القراءن ، ثم كتب لهم تاريخ افتراضي داخل تقويم زمني غربي افتراضي داخل بيت فاضل الربيعي، و بعدها  قاموا بتوطينهم في بيت فاضل الربيعي ........ و بعد فترة قاموا بتجميعهم الى داخل غرفة في بيته .

و بسبب غياب هذه الشيء عن فاضل الربيعي ....اصبح فاضل الربيعي يتواجد في المستطيل رقم ( 3 ) .

و اصبح فاضل الربيعي داخل المستطيل رقم ( 3 ) محتار حول اصول هذه الجماعة التي احتلت غرفة في بيته ، بسبب عدم وجود اي اثر لهم في الغرفة التي هم الان موجودين فيها .....و لكي يحارب شرعية وجودهم في احدى غرف بيته، و بعد بحث وجد بان هولاء اصلهم الحقيقي في غرفة اخرى داخل منزله، و بان الاوصاف في كتابهم تنطبق على الغرفة الاخرى بل ان كتابهم كتب في الغرفة الاخرى.

لكنه لا يقول بانه يجب نقل هذه الجماعة من الغرفة الي يتواجدون فيها حاليا الى الغرفة الاخرى، بل يقول بان اصولهم الحقيقية الاولى فقط، و بانهم اصلا عرب قدماء عاشوا قديما في تلك الغرفة الاخرى ثم تشتتوا في كل غرف البيت بعد ان قام شخص من البيت بسبيهم  و اليوم تم تجميعهم لغرفة في بيته .

و كل هذا الشيء لان فاضل الربيعي ... لم يكن شاهد على الواقع في فترة دخول المحتل لبيته و هو يقوم بتوطين هذه الجماعة البشرية داخل غرف بيته لانه لا يملك وثائق  عن تلك الفترة ، فالطابعة لم تدخل له ساعتها ......... ثم بعدها ادخل الطابعة و اخرج له تاريخ افتراضي لصناعة اصل قديم لهم في بيته، ثم بعد 150 سنة قام بتجميعهم لغرفة داخل بيته و خرج المحتل من بيته.

و هذا الشيء لا يستطيع فاضل الربيعي ادراكه ... لانه اكثر التصاق بالكتب ، و يقرا واقع بيته من داخل الكتب التي كتبها المحتل الذي جعل تلك الجماعة تحتل احدى غرف بيته، و غاب عنه قراءة الواقع بدون الاعتماد على اي نصوص تنتمي للاخر ... و اهمل نص اصيل و صحيح كوصية و موجود في بيته  ... وصية من اجداده حتى لا يتوه داخل هذه اللعبة و هو ( القراءن) التي تشرح له كل اللعبة  ....... و استبدله بكتاب اليهود و نصوص المحتل الذي احتل غرفته و جعل اليهود فيها .

و ايمانه بكتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة  و تخليه عن القراءن هو السبب الذي صنع داخله هذا المنهج القائم على هذه الاسس .

1- نظرية التطور ( الاديان تطورت حتى وصلت للحالة الحالية )
2- الاعتماد على نصوص المحتل ( كتاب اليهود كتب تاريخ غربية ترجمات غربية لنقوش قديمة )
3- اهمال الواقع .

و هذه الاسس ...... هي التي وضعته في المستطيل رقم (3) و الذي صممه له المحتل ......... و جعل انتاجه محصور في خانه صنعها له المحتل ... و افرزت نظريات تتماشى مع تصورات الغرب .

فمثلا ... هذه الاسس جعلت فاضل الربيعي ينظر للتوراة ككاتب يمني قديم و هو كتاب اليهود، و اصبح يرى العالم قديما من منظور هوياتي، و تناسى ان 450 مليون انسان في المنطقة، في العراق في الشام في اليمن في مصر في النغرق . يملكون قراءن يقول لهم بان التوراة كتاب هداية و نور للناس جميعا و لا يحمل اي صفة مناطقية،
و اصبح يرى العالم قديما شعوب متعددة بلغات و اديان، و نسى رؤية الواقع بانه يملك وحدة يناقض هذه التصورات الموجودة في كتاب اليهود .

لو تدبر القراءن الذي ورثه من اجداده سيجد بانه يقوم على اسس مختلفة تماما عن الاسس التي بنى عليه منهجه .

1- فلا يوجد تطور في الدين في القراءن .. هو دين واحد .

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}

2- الناس كانوا امة واحدة ... منذ البداية

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

3- التوراة هداية و نور للناس و ليس كتاب يمني

{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

4- كتاب اليهود لعبة ليحسبه الناس هو التوراة

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

----------------------------

■ بالنسبة لاحمد داوود

اعتقد بانها بنية واحدة تماما ... لدى احمد داوود و الربيعي ... تقوم على نظرية التطور و على الاعتماد على نصوص الاخر المحتل و الثقة بها ،  و اهمال الواقع و اهمال القراءن .

لكن احمد داوود يتميز بانه عشق نظرية التطور ، و هذه النظرية هي لب انتاجه، فهو يقرا التاريخ بشكل تطوري بحت في فهم الاديان و الاساطير و اللغات . 

هو يعتمد على كتب الغرب اليونانية بدرجة كبيرة و  التي كتبت عن المنطقة في قراءة التاريخ ، و هذا الشيء جعله يرى العالم بصورة يونانية و بان كل هذا العالم خرج من الحضارة السريانية ( اليونانية ) .

يعتقد بان كل ما هو موجود في كتب اليونان نصوص صحيحة كتبت قديما، و مؤمن بصدقها حتى لو جعلته يدخل الى الفضاء السحري، فهو يعتقد بان الواقع قديما كان يخضع لتلك القوانين الموجودة في كتب اليونان ...... بسبب حجم الكتب السريانية اليونانية التي هي اساس الحضارة .

و هذا الشيء انعكس على انتاجه و نظرياته

فهو يرى مثلا بان جغرافيا كتاب اليهود في عسير ،  و يعتقد بان كتاب اليهود اسمه التوراة ..... تماما مثل نظرية الربيعي.

و يعتقد بان اللغة العربية كانت في بدايتها تسمى ( عرباء ) ... لان البداية يجب ان تكون الكلمة مختلفة عن التسمية اليوم، لان قانون التطور سيفرض منطق التحول عن الكلمة الاصل  حتى يصبح اسمها ( عربية ) .

ايضا يعتقد بان اللغة السريانية و التي كتب بها نفس كتاب اليهود هي لغة سابقة للعربية، تماما كما يعتقد فاضل الربيعي بان كتاب اليهود هو التوراة و سابق للقراءن .



لكن بالنسبة لاحمد داوود فهو تخصص لغات و اساطير .

احمد داوود لانه تخصص لغات ، فهو يعتقد ايضا بان بداية اللغة كانت لغة مختلفة و غير محكية اليوم ... لان وعية يعتمد على التطور . فهو مثلا يعتقد بان اول لغة لابد ان تحوي مفردات مختلفة عن مفردات اليوم ... و مفردات اليوم تطورت عن تلك المفردات القديمة .

فمثلا حسب منطقه ...بان اللغة الاولى كان الانسان يطلق على الحيوان الذي ينبح اسم ( كب ) ثم تطورت اللغة و اصبح الناس يطلقون عليه اسم ( كلب ) .

هذا هو التصور الجوهري في ادراك اللغة عند احمد داوود .

لكن الحقيقة لا اعلم لماذا لا يريد ان يفهم بانه لا توجد كلمة اسطورة في العربية حسب التعريف الذي يقدمه و بانها قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة ، لان كلمة الاساطير في القراءن تعني الكتابات .

و هذه النقطة التي لا يريد ان يفهمها

لان جوهر الموضوع ... اين هي كتابات اليونان القديمة و التي يمكن الوثوق بها من اجل كتابة تاريخ صحيح او معرفة حركة الاديان ؟!

لا يوجد

احمد داوود يعتمد على كتب مكتوبة بطابعة حديثة جدا لكنه يعتقد بانها نصوص تصف عالم قديم، فكيف يمكن علميا اخراج نظريات صحيحة لواقع قديم عبر نصوص طابعة حديثة ؟!

اين هي كتابات الاولين الموجود فيها كل تلك القصص التي يسميها اساطير و يتناولها و يعتقد بانها كانت تصورات الانسان في الارض ؟!

لا يوجد

احمد داوود لانه لا يريد ادرك المستطيل (2) ..... فهذا الشيء جعل موقعه يصبح في المستطيل رقم ( 3 ) ... و كل انتاجه محصور داخل المستطيل ( 3 ) و لن يخرج من تلك الدائرة .

كيف ؟!

كلمة اساطير الاولين في القراءن تعني كتابات الاولين ، يعني القراءن يقول لاحمد داوود بان ماهو في القراءن موجود نفسه في كتابات الاولين و بلسان عربي مبين ( لغة عربية ) ... و هي الاسماء الاولى التي وجد الانسان معها في الارض ... اللغة الاولى ( اللسان الاول )

يعني كلمة ( ادم ) منذ قديم الزمان في وعي الناس، و  كانت  الامم القديمة تعرف شخص باسم ( ابراهيم ) .. بهذا الاسم.

و الامم القديمة كانت تعرف بان الكون له خالق و اله واحد تماما مثل احمد داوود اليوم . 

لكن احمد داوود لا يريد ان يقرا واقع المنطقة جيدا ، و لا يريد ان يفهم معنى الاسماء الاولى و معنى ان العقيدة لا تتطور و البداية هي عقيدة واحدة و لسان واحد و نقطة واحدة فقط .

و هذا الشيء جعله يعتقد بان كل الاساكير التي كتبها اليونان و يكتبها الغرب من نقوش المنطقة صحيحة و بانها كانت قصص الاولين ، و هذا الشيء جعله يؤمن بان كل الشعوب كانت لهم اسطورة متشابه واحد في الخلق و الخ  ... و  التشابه بينها هو دليل على انها من اصل واحد و داخلها حقيقة .

و كلامه صحيح جدا ... لكن ليس بمثل تصوره

لان كل تلك الاساطير خرجت من اصل واحد فقط و هو الغرب يقوم بسحر الناس بعالم خرافي فقط .. و احمد داوود يعتقد بانها قصص جرت على مدار قرون طويلة اتخذت اشكال تطورية حتى وصلت لصيغة اليوم .

و هناك حقيقة موجودة خلف تلك الاساطير ، لكن تلك الحقيقة التي لم يصل لادراكها احمد داوود ... هي ان هناك حقيقة مخفية مبينة و هناك وعي غربي يحاول ان يختلق قصص سحرية تتشابه مع هذا الحق المبين المخفي ... حتى يعتقد احمد داوود ان العالم سار بتلك الطريقة التطورية في فهم العالم حتى وصل للنموذج الحالي .

الان احمد داوود في المستطيل الاخير ،  و عندما يقرا ترجمات الغرب سيعتقد بان الغرب قال له الحقيقة ، بينما الغرب قدم له قصة سحرية مزورة ... و هو امن بها و اعتقد بانها حقيقية ، و هذا الشيء جعله يعتقد  :

بان كلمة ( حو ) تعني الارض و الام، و اصل كلمة حواء جاءت من كلمة ( حو ) و حواء تعني الارض و الام ، بل ان كلمة حية اصلها حواء و هي رمز الخصوبة عند الانسان الاول .

و كلمة حور في العرببة اصلها سرياني  عربي ( لان السريانية التي كتب بها كتاب اليهود قد سبقت العرببة )...و اصلها ( حو ) و تعني الخصوبة و الحياة .

لكنه لا يعلم بان الغربي اخترع له اسم (حو) فقط ، لانه وثق بالغربي بشكل مطلق و صدق قصصه و اعتقد بان الانسان قديما يمكن ان يفكر بمثل هذه الطريقة التي اخترعها له الغربي، لكن بسبب مكره و ادراكه بان نظرية التطور اصبحت عقيدة الناس، فهو اخترع للناس خرافات تحمل مسميات متحورة من اسماء اصلية موجودة في لسان الناس او في نصهم المقدس، لانه يعلم بان المفكرين القائم منهجهم على اساس جوهري هو التطور، سيؤمنون بها و سيعتقدون بان الاسماء الحالية الموجودة في لسان الناس اصلها القديم حسب ما كتبه الغربي .

فاحمد داوود سيرى قصة  الالهين( دمت و حو ) تتشابه مع قصة ( ادم و حواء ) حتى بالتسميات متقاربة نوعا ماء ، و بالتالي فمؤكد بانها من اصل واحد ... و قصة ( دمت و حو ) هي الاصل الحقيقي لقصة ( ادم و حواء ) .

بالرغم من ان القران لا يتحدث اطلاقا ، عن حواء ابدا و لا يعترف بهذا الاسم .

و لا يعلم احمد داوود بان الغرب اعطاه قصة سحرية وهمية من خياله حتى يجعلوه يفكر بهذه الطريقة الخاطئة ، بعد ان زوروا كتابات اجداده الاولين .

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }

هذا هو الخلاصة الحقيقية لانتاج احمد داوود ، و هذا هو الموقع الحقيقي الذي لن يخرج ابدا عنه ... المستطيل رقم ( 3 )  و هو لا يعلم بانه داخل مربع محكم من تصميم الغرب ...  و لن يخرج من دائرة المشروع الصهيوني ... الذي لا يريد ان يخرج الناس منها .

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون} { ان انزلناه قراءنا عربيا لعلكم تعقلون } .


.
.
.