‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ اليهودية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ اليهودية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 9 أبريل 2020

فاضل الربيعي و احمد داوود - الحق الغائب عنهم

دعونا نتخلص من الحساسية تجاه اي نقد نطرحه، و حتى و ان كان يحمل نوع من الحدة ( و هو خطأ ) فنحن منشغلين بنقد منطق و فكر  ، و نحن لا نتعرض اطلاقا لشخصيات مفكرين اطلاقا ، بالعكس فنحن نحبهم و نبجلهم و نقدرهم .

نحن ننتقد منهج فكري فقط، و من الخطأ التعليق على اي نقد بانه كتبه شخص يستجحش الناس او شخص يحاول ان يصعد على حساب قامات ...  لا يجب ان يكون هذا هو التصور ... يجب ان يكون النقد موجه للمادة فقط .. بدون ادخال الاشخاص .

ثم السؤال : لمن يكتب مفكرينا كل هذه الكتب ؟!

اليس للجميع لاجل قراءتها ...... اذن فمن حق القارىء نقدها بدون تحسس او اي تفسير اخر ........ لانه من الخطأ تحويل الانتاج الفكري مهما كان حجمه الى صنم شخصي، لان المعرفة ستصبح  مقتصرة على ما يقوله شخص معين مهما كان هذا القول ،  و ليس ما مدى صحة اي قول . .

لا اريد ان اكرر حديثي الدائم في اي موضوع يتطرق لانتاج مفكرين لدينا، من اجل كسر حاجز نفسي يتكرر دائما عندما نتطرق لنقد اي فكر ..... فانا احب و احترم المفكر فاضل الربيعي و احمد دواوود و مكتبتي تحوي انتاجهم .

و يحق لنا نقد انتاجهم .... صحيح نحن لا نصل الى المستوى المعرفي و الفكري، لكن هذا لا يمنع اطلاقا من نقد انتاجهم .. و حتى نتخلص من هذا الحاجز .. فيمكن اعتبار الموضوع طالب يعرض نقطة غابت عن الأستاذ .

لماذا انا مركز بشكل متواصل على هذا الجانب ؟

هنام البعض يعتقد بان الموضوع هو عقدة داخلي ناحية فكرة معينة تتكرر في انتاج فاضل الربيعي او احمد داوود، لكن الحقيقة بان الامر ليس عقدة اطلاقا، و لكن لان الافكار التي تتكرر لدى فاضل الربيعي و احمد دواوود هي نقاط جوهرية تسبب في زيادة صعوبة خروج الناس من الوعي الصهيوني الجاري في المنطقة  ... هكذا ارى .

---------------------

الان اسمحوا لي الحديث براحة في نقد منهج الفكري و شرح الموقع الحقيقي الذي يتواجد فيه انتاج المفكرين فاضل الربيعي و المؤرخ و احمد داوود ... و بدون حساسية .

في اي موقع يتواجد فاضل الربيعي و احمد داوود ؟!

في المستطيل الاخير الموجود في الصورة ... بشكل مختصر .

لماذا ؟

بنية الانتاج الفكري لفاضل الربيعي و احمد دواوود يقوم على اساس جوهري صلب هو نظرية التطور و الاساس الاخر هو الاعتماد على نصوص الاخر و اعادة تاويلها فقط .

  التطور هو القاعدة المتحكمة بانتاجهم بشكل واضح ......  و هذه النظرية التي يسعى الغرب لجعلها عقيدة و ركيزة المعرفة و التي اثرت على جوانب كثيرة في علوم اخرى و خلقت بنية معرفية تفسر العالم بنفس فكرة التطور ... و هذا سينعكس على كل عملية تفكير في الظواهر من حولنا .

كيف ؟!

■ بالنسبة لفاضل الربيعي

فاضل الربيعي يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخيه صحيحة و يؤمن بانها صحيحة، و يسميه دائما بالتوراة ،لكنه لا يعتمد القراءن في انتاجه ابدا .

مع انه من المفروض ان يعتمد القران كوثيقة تاريخية كما يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية و يجعلها اساس و مرتكز في قراءة التاريخ ... خصوصا و القراءن اصل له و ينتمي له اكثر من كتاب اليهود، و قد تكون هذه النقطة سبب في ادراكه لشيء غاب عنه و هو لا يعرف .

فمثلا القراءن يقول لفاضل الربيعي : {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

فالقراءن يمدح التوراة و لا يذمها ابدا ...... و هذا الخطاب في القراءن الواضح و الصريح و الامر فيه،  سيجعلنا نعتقد بانه من المفروض بان المسلم سيحمل معه ( التوراة ) بجانب ( القران ) ... او بمعنى اخر سيكون ( كتاب اليهود ) بجانب ( القراءن ) مع المسلم اليوم .

اي انه من المفروض بان المسلم يحمل ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) معه اليوم ... و عندما سيحمل المسلم ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) سنكون في وضع غير صحيح .... لان ( كتاب اليهود ) يوجد فيه قصص مختلفة تماما عن القصص في القراءن ... فايهما التوراة عندئذ ؟!

في القراءن توجد قصة ( ابني ادم ) ... و في كتاب اليهود قصة ( هابيل و قابيل ) .. . فايهما القصة الصحيحة ؟!

في القراءن ترد القصة كنبأ و في كتاب اليهود ترد كقصة من الزمن الماضي ...... و هذه النقطة التي لا يريد ان يستوعبها فاضل الربيعي .

كيف ؟!

هناك فرق بين قصص الشعوب و بين النبأ ، قصص الشعوب تسرد للتسلية و التربية ، بينما النبأ قصة ستحدث في الواقع و يجب ان يعلم بها الناس، و هذه الانباء هي الاداة الجوهرية التي خرجت منها ثقافة الانبياء في منطقتنا .

لكن فاضل الربيعي ينظر للمسألة من جانب تطوري فهو مثلا يعتقد بانه لا يوجد شيء اسمه سرقات في الاديان، و بان كلمة سرقة منطق خاطىء .......  فهي بنية دينية واحدة لاصل ديني واحد و اتخذت اشكال متعددة لجوهر واحد بسبب الزمن ، فمثلا يعتقد بان قصة هابيل و قابيل في كتاب اليهود هي قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة كانت في اديان سابقة تتحدث عن اثنين وقع بينهما خلاف، و في الاسلام تطورت تلك الحقيقة حتى وصلت للصياغة الموجودة في القراءن .

لكن الامر مختلف في حالتنا ... لان النبأ لم يقله احد قبل النبأ، هو نبأ حديث نزل و لا يفهم الا بنفس الصياغة الذي موجود فيه و باللغة الاصلية الذي نزل به .

اي ان كل قصة تشابه النبأ ستكون قصة كتبت بعد النبأ و لا تحمل داخلها اي حقيقة، و لا معنى لها ، بل انها في وظيفة لمنع و قطع وصول النبأ للناس ... خصوصا لو جعلت لهذه القصة عمر اقدم من النبأ ... عندها ستكون انت سارق و قد قمت بهذا العمل حتى توقف الزمن على اصحاب النبأ .. ستكون وظيفتك صناعة فساد .

هناك امر صريح في القراءن للمسلم بان يكون معاه التوراة ، لكن نجد المسلم اليوم لم يأخذ كتاب اليهود و اكتفى بالقراءن، بل يعتبرها محرفة .

و اذا كان كتاب اليهود هو التوراة حسب اعتقاد الربيعي ، فما الفائدة عندما يامر الله المسلم بكتاب اليهود ، و التي ستكون مع المسلم و القصص التي في كتاب اليهود هي نفسها قصص القراءن ؟! ، بل سيحدث تناقض و تعارض شديد عند المسلم ...... فالمسلم لا يعرف الا الله  و في كتاب اليهود اسمه الاله ( يهوه ) ، فهل الله يغير اسمه من كتاب الى اخر و هل يجب على المسلم تعلم العبرية حتى يقرا كتاب اليهود، ام سنقوم بترجمة كتاب اليهود الى العربية حتى نستطيع قراءته .

لكن اذا كان كتاب اليهود ليس التوراة و القراءن يمدح التوراة جدا، فمن المفروض بان المسلم معاه الان التوراة بجانب القران .. لكن لم يحدث هذا الشيء ... لماذا ؟!

لان القراءن هو مقروء ( قران ) التوراة ............. لان الخطوط الاولى الكتابية  التي كتب القراءن بها تسمى ( التوراة ) ... فمثلما ان المسلم يقدس القراءن كلام الله فالمسلم كان يقدس التوراة ايضا خطوط الكتاب.

لكن التوراة اخفيت عن الناس بواسطة قوة و بسبب اخفاءها تمكنت هذه القوة من كتابة كتاب اليهود و الذي جعلوه يشابه  القراءن ليحسبه فاضل الربيعي التوراة و من دين واحد جاء من عند الله .

ثم تم جلب جماعة بشرية من اسيا و اعطي لها هذا الكتاب الجديد الذي يشابه القراءن ، ثم كتب لهم تاريخ افتراضي داخل تقويم زمني غربي افتراضي داخل بيت فاضل الربيعي، و بعدها  قاموا بتوطينهم في بيت فاضل الربيعي ........ و بعد فترة قاموا بتجميعهم الى داخل غرفة في بيته .

و بسبب غياب هذه الشيء عن فاضل الربيعي ....اصبح فاضل الربيعي يتواجد في المستطيل رقم ( 3 ) .

و اصبح فاضل الربيعي داخل المستطيل رقم ( 3 ) محتار حول اصول هذه الجماعة التي احتلت غرفة في بيته ، بسبب عدم وجود اي اثر لهم في الغرفة التي هم الان موجودين فيها .....و لكي يحارب شرعية وجودهم في احدى غرف بيته، و بعد بحث وجد بان هولاء اصلهم الحقيقي في غرفة اخرى داخل منزله، و بان الاوصاف في كتابهم تنطبق على الغرفة الاخرى بل ان كتابهم كتب في الغرفة الاخرى.

لكنه لا يقول بانه يجب نقل هذه الجماعة من الغرفة الي يتواجدون فيها حاليا الى الغرفة الاخرى، بل يقول بان اصولهم الحقيقية الاولى فقط، و بانهم اصلا عرب قدماء عاشوا قديما في تلك الغرفة الاخرى ثم تشتتوا في كل غرف البيت بعد ان قام شخص من البيت بسبيهم  و اليوم تم تجميعهم لغرفة في بيته .

و كل هذا الشيء لان فاضل الربيعي ... لم يكن شاهد على الواقع في فترة دخول المحتل لبيته و هو يقوم بتوطين هذه الجماعة البشرية داخل غرف بيته لانه لا يملك وثائق  عن تلك الفترة ، فالطابعة لم تدخل له ساعتها ......... ثم بعدها ادخل الطابعة و اخرج له تاريخ افتراضي لصناعة اصل قديم لهم في بيته، ثم بعد 150 سنة قام بتجميعهم لغرفة داخل بيته و خرج المحتل من بيته.

و هذا الشيء لا يستطيع فاضل الربيعي ادراكه ... لانه اكثر التصاق بالكتب ، و يقرا واقع بيته من داخل الكتب التي كتبها المحتل الذي جعل تلك الجماعة تحتل احدى غرف بيته، و غاب عنه قراءة الواقع بدون الاعتماد على اي نصوص تنتمي للاخر ... و اهمل نص اصيل و صحيح كوصية و موجود في بيته  ... وصية من اجداده حتى لا يتوه داخل هذه اللعبة و هو ( القراءن) التي تشرح له كل اللعبة  ....... و استبدله بكتاب اليهود و نصوص المحتل الذي احتل غرفته و جعل اليهود فيها .

و ايمانه بكتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة  و تخليه عن القراءن هو السبب الذي صنع داخله هذا المنهج القائم على هذه الاسس .

1- نظرية التطور ( الاديان تطورت حتى وصلت للحالة الحالية )
2- الاعتماد على نصوص المحتل ( كتاب اليهود كتب تاريخ غربية ترجمات غربية لنقوش قديمة )
3- اهمال الواقع .

و هذه الاسس ...... هي التي وضعته في المستطيل رقم (3) و الذي صممه له المحتل ......... و جعل انتاجه محصور في خانه صنعها له المحتل ... و افرزت نظريات تتماشى مع تصورات الغرب .

فمثلا ... هذه الاسس جعلت فاضل الربيعي ينظر للتوراة ككاتب يمني قديم و هو كتاب اليهود، و اصبح يرى العالم قديما من منظور هوياتي، و تناسى ان 450 مليون انسان في المنطقة، في العراق في الشام في اليمن في مصر في النغرق . يملكون قراءن يقول لهم بان التوراة كتاب هداية و نور للناس جميعا و لا يحمل اي صفة مناطقية،
و اصبح يرى العالم قديما شعوب متعددة بلغات و اديان، و نسى رؤية الواقع بانه يملك وحدة يناقض هذه التصورات الموجودة في كتاب اليهود .

لو تدبر القراءن الذي ورثه من اجداده سيجد بانه يقوم على اسس مختلفة تماما عن الاسس التي بنى عليه منهجه .

1- فلا يوجد تطور في الدين في القراءن .. هو دين واحد .

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}

2- الناس كانوا امة واحدة ... منذ البداية

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

3- التوراة هداية و نور للناس و ليس كتاب يمني

{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

4- كتاب اليهود لعبة ليحسبه الناس هو التوراة

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

----------------------------

■ بالنسبة لاحمد داوود

اعتقد بانها بنية واحدة تماما ... لدى احمد داوود و الربيعي ... تقوم على نظرية التطور و على الاعتماد على نصوص الاخر المحتل و الثقة بها ،  و اهمال الواقع و اهمال القراءن .

لكن احمد داوود يتميز بانه عشق نظرية التطور ، و هذه النظرية هي لب انتاجه، فهو يقرا التاريخ بشكل تطوري بحت في فهم الاديان و الاساطير و اللغات . 

هو يعتمد على كتب الغرب اليونانية بدرجة كبيرة و  التي كتبت عن المنطقة في قراءة التاريخ ، و هذا الشيء جعله يرى العالم بصورة يونانية و بان كل هذا العالم خرج من الحضارة السريانية ( اليونانية ) .

يعتقد بان كل ما هو موجود في كتب اليونان نصوص صحيحة كتبت قديما، و مؤمن بصدقها حتى لو جعلته يدخل الى الفضاء السحري، فهو يعتقد بان الواقع قديما كان يخضع لتلك القوانين الموجودة في كتب اليونان ...... بسبب حجم الكتب السريانية اليونانية التي هي اساس الحضارة .

و هذا الشيء انعكس على انتاجه و نظرياته

فهو يرى مثلا بان جغرافيا كتاب اليهود في عسير ،  و يعتقد بان كتاب اليهود اسمه التوراة ..... تماما مثل نظرية الربيعي.

و يعتقد بان اللغة العربية كانت في بدايتها تسمى ( عرباء ) ... لان البداية يجب ان تكون الكلمة مختلفة عن التسمية اليوم، لان قانون التطور سيفرض منطق التحول عن الكلمة الاصل  حتى يصبح اسمها ( عربية ) .

ايضا يعتقد بان اللغة السريانية و التي كتب بها نفس كتاب اليهود هي لغة سابقة للعربية، تماما كما يعتقد فاضل الربيعي بان كتاب اليهود هو التوراة و سابق للقراءن .



لكن بالنسبة لاحمد داوود فهو تخصص لغات و اساطير .

احمد داوود لانه تخصص لغات ، فهو يعتقد ايضا بان بداية اللغة كانت لغة مختلفة و غير محكية اليوم ... لان وعية يعتمد على التطور . فهو مثلا يعتقد بان اول لغة لابد ان تحوي مفردات مختلفة عن مفردات اليوم ... و مفردات اليوم تطورت عن تلك المفردات القديمة .

فمثلا حسب منطقه ...بان اللغة الاولى كان الانسان يطلق على الحيوان الذي ينبح اسم ( كب ) ثم تطورت اللغة و اصبح الناس يطلقون عليه اسم ( كلب ) .

هذا هو التصور الجوهري في ادراك اللغة عند احمد داوود .

لكن الحقيقة لا اعلم لماذا لا يريد ان يفهم بانه لا توجد كلمة اسطورة في العربية حسب التعريف الذي يقدمه و بانها قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة ، لان كلمة الاساطير في القراءن تعني الكتابات .

و هذه النقطة التي لا يريد ان يفهمها

لان جوهر الموضوع ... اين هي كتابات اليونان القديمة و التي يمكن الوثوق بها من اجل كتابة تاريخ صحيح او معرفة حركة الاديان ؟!

لا يوجد

احمد داوود يعتمد على كتب مكتوبة بطابعة حديثة جدا لكنه يعتقد بانها نصوص تصف عالم قديم، فكيف يمكن علميا اخراج نظريات صحيحة لواقع قديم عبر نصوص طابعة حديثة ؟!

اين هي كتابات الاولين الموجود فيها كل تلك القصص التي يسميها اساطير و يتناولها و يعتقد بانها كانت تصورات الانسان في الارض ؟!

لا يوجد

احمد داوود لانه لا يريد ادرك المستطيل (2) ..... فهذا الشيء جعل موقعه يصبح في المستطيل رقم ( 3 ) ... و كل انتاجه محصور داخل المستطيل ( 3 ) و لن يخرج من تلك الدائرة .

كيف ؟!

كلمة اساطير الاولين في القراءن تعني كتابات الاولين ، يعني القراءن يقول لاحمد داوود بان ماهو في القراءن موجود نفسه في كتابات الاولين و بلسان عربي مبين ( لغة عربية ) ... و هي الاسماء الاولى التي وجد الانسان معها في الارض ... اللغة الاولى ( اللسان الاول )

يعني كلمة ( ادم ) منذ قديم الزمان في وعي الناس، و  كانت  الامم القديمة تعرف شخص باسم ( ابراهيم ) .. بهذا الاسم.

و الامم القديمة كانت تعرف بان الكون له خالق و اله واحد تماما مثل احمد داوود اليوم . 

لكن احمد داوود لا يريد ان يقرا واقع المنطقة جيدا ، و لا يريد ان يفهم معنى الاسماء الاولى و معنى ان العقيدة لا تتطور و البداية هي عقيدة واحدة و لسان واحد و نقطة واحدة فقط .

و هذا الشيء جعله يعتقد بان كل الاساكير التي كتبها اليونان و يكتبها الغرب من نقوش المنطقة صحيحة و بانها كانت قصص الاولين ، و هذا الشيء جعله يؤمن بان كل الشعوب كانت لهم اسطورة متشابه واحد في الخلق و الخ  ... و  التشابه بينها هو دليل على انها من اصل واحد و داخلها حقيقة .

و كلامه صحيح جدا ... لكن ليس بمثل تصوره

لان كل تلك الاساطير خرجت من اصل واحد فقط و هو الغرب يقوم بسحر الناس بعالم خرافي فقط .. و احمد داوود يعتقد بانها قصص جرت على مدار قرون طويلة اتخذت اشكال تطورية حتى وصلت لصيغة اليوم .

و هناك حقيقة موجودة خلف تلك الاساطير ، لكن تلك الحقيقة التي لم يصل لادراكها احمد داوود ... هي ان هناك حقيقة مخفية مبينة و هناك وعي غربي يحاول ان يختلق قصص سحرية تتشابه مع هذا الحق المبين المخفي ... حتى يعتقد احمد داوود ان العالم سار بتلك الطريقة التطورية في فهم العالم حتى وصل للنموذج الحالي .

الان احمد داوود في المستطيل الاخير ،  و عندما يقرا ترجمات الغرب سيعتقد بان الغرب قال له الحقيقة ، بينما الغرب قدم له قصة سحرية مزورة ... و هو امن بها و اعتقد بانها حقيقية ، و هذا الشيء جعله يعتقد  :

بان كلمة ( حو ) تعني الارض و الام، و اصل كلمة حواء جاءت من كلمة ( حو ) و حواء تعني الارض و الام ، بل ان كلمة حية اصلها حواء و هي رمز الخصوبة عند الانسان الاول .

و كلمة حور في العرببة اصلها سرياني  عربي ( لان السريانية التي كتب بها كتاب اليهود قد سبقت العرببة )...و اصلها ( حو ) و تعني الخصوبة و الحياة .

لكنه لا يعلم بان الغربي اخترع له اسم (حو) فقط ، لانه وثق بالغربي بشكل مطلق و صدق قصصه و اعتقد بان الانسان قديما يمكن ان يفكر بمثل هذه الطريقة التي اخترعها له الغربي، لكن بسبب مكره و ادراكه بان نظرية التطور اصبحت عقيدة الناس، فهو اخترع للناس خرافات تحمل مسميات متحورة من اسماء اصلية موجودة في لسان الناس او في نصهم المقدس، لانه يعلم بان المفكرين القائم منهجهم على اساس جوهري هو التطور، سيؤمنون بها و سيعتقدون بان الاسماء الحالية الموجودة في لسان الناس اصلها القديم حسب ما كتبه الغربي .

فاحمد داوود سيرى قصة  الالهين( دمت و حو ) تتشابه مع قصة ( ادم و حواء ) حتى بالتسميات متقاربة نوعا ماء ، و بالتالي فمؤكد بانها من اصل واحد ... و قصة ( دمت و حو ) هي الاصل الحقيقي لقصة ( ادم و حواء ) .

بالرغم من ان القران لا يتحدث اطلاقا ، عن حواء ابدا و لا يعترف بهذا الاسم .

و لا يعلم احمد داوود بان الغرب اعطاه قصة سحرية وهمية من خياله حتى يجعلوه يفكر بهذه الطريقة الخاطئة ، بعد ان زوروا كتابات اجداده الاولين .

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }

هذا هو الخلاصة الحقيقية لانتاج احمد داوود ، و هذا هو الموقع الحقيقي الذي لن يخرج ابدا عنه ... المستطيل رقم ( 3 )  و هو لا يعلم بانه داخل مربع محكم من تصميم الغرب ...  و لن يخرج من دائرة المشروع الصهيوني ... الذي لا يريد ان يخرج الناس منها .

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون} { ان انزلناه قراءنا عربيا لعلكم تعقلون } .


.
.
.







الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

اليهودية صنعها الغرب قبل 230 سنة

كيف تستطيع حساب زمن الاحداث بدقة ؟، و كيف تستطيع معرفة و ادراك الزمن الوهمي حتى تخرج منه و  تدخل في  الزمن الحقيقي ؟!


اذا علمت .......... بان مصر و المنطقة لم تعرف في الزمن ابدا ملك اسمه راعمسيس، الملك الذي اكتشف اسمه شامبليون  بعد ترجمة نقوش مصر .

ثم  تاكدت بصورة قاطعة ....... بان الرموز الهيروغليفية التي قال  شامبليون بان قراءتها هو ( راعمسيس ) هو كذب و تزوير، و تاكدت بان منطوقها الصحيح هو ( سمعنا ) .

{من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (46) يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا (47) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48) ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49) انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا (50) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا}

فالسؤال المنطقي :

لماذا و كيف ظهرت قبل شامبايون ب 2000 سنة تقريبا جماعة دينية اليهودية يقوم الغرب برعايتها و تعدادها اليوم قليل جدا جدا و لا يعرف لها اصل او ارض، و هي تحمل كتاب ديني يتحدث عن ملك مصري اسمه(راعمسيس) ..... و يعتبر الغرب كتاب هذه الجماعة هو كتابهم المقدس، ؟!


لان اللون الاخضر المرسوم على خط الزمن الوردي،  هو زمن وهمي كله، لم يحدث ابدا و لم يجري ابدا.

لانه هذا التاريخ الذي قدم لك ....... مجرد تاريخ تخيلي افتراضي موجود في الورق كتبه مشروع تاليف شيطاني ضخم، ثم قامت قوة محتلة للمنطقة تابعة للشيطان بتعميمه على المنطقة و العالم ، يريد اخفاء الزمن الطبيعي و الحقيقي و اخفاء لعبته الشيطانية الحقيقية داخل تاريخ تخيلي ..... لاجل سرقة الدين و الزمن و التاريخ و اللسان و الانسان و الارض .

و كتاب اليهود العهد القديم ( البايبل ) الذي يتحدث عن ملك مصري اسمه راعمسيس لم يكتب قبل شامبليون ابدا ، بل كتب في عهد شامبليون و نابليون الذي جاء الى مصر من اجل تزوير نقوش مصر ( التوراة) لاجل اخفاء القران الاصلي للنقوش و التمكن من صناعة كتاب ديني جديد بلغة مختلقة  يشبه قران المسلمين.

اما الاقلية اليهودية ......... الذين لا يعرف لهم اي اصل و قاموا بسرقة ارض شعب اخر بشرعية  انهم يملكون تاريخ قديم في المنطقة ...... فهم ليسوا الا قبائل من الغجر الذين كانوا و مازالوا يعيشون في اسيا و اوروبا ....... بعد ان استطاع المشروع الشيطاني و بالتعاون مع العثمانين على اجبار هذه القبائل الغجرية التي تعيش في اسيا على اعتناق هذا الكتاب الجديد ...... ثم قام العثمانيون بتوطينهم في المنطقة في فترة احتلالهم للمنطقة .

{وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ¤ ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

ثم قامت طابعة نابليون و العثمانين ...... بطباعة كل هذا اللون الاخضر على مسار الزمن ....... حتى يصبح كتاب هولاء الغجر هو مرجع قديم لتاكيد صحة ترجمة شامبليون المزيفة ، و على صحة الزمن و التاريخ للعالم الذي استخرجه الغرب من ترجمات نقوش المنطقة .... و حتى لا يعرف سكان المنطقة بداية اللعبة، و حتى لا يعرف المسلمين و العرب بان اليهودية عمرها 230 سنة و هي من صناعة الغرب .

كل اللون الاخضر .... الذي وصل للمسلم من التاريخ وهم و كاذب، و المسلم و العربي داخل لعبة هذا الزمن الوهمي ..... التي تستهدف دينه و تاريخه و ارضه  و حقيقته ........و لن يخرج المسلم من هذه اللعبة الشيطانية الا بخروج رسول يعيد للمسلم دينه الحقيقي و زمنه و تاريخه الحقيقي و قبلته الحقيقية التي كان عليها و كتابه الحقيقي و يسقط لعبة الشيطان في الارض . 

{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ¤ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم }

كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ¤ لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين ¤ وإنه لتنزيل رب العالمين ¤ نزل به الروح الأمين ¤ على قلبك لتكون من المنذرين ¤ بلسان عربي مبين ¤ وإنه لفي زبر الأولين ¤ ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ¤ ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب





الاثنين، 19 أغسطس 2019

اليهودية مشروع سياسي لصناعة عالم جديد

اذا اردت ان تصنع عالم جديد و يقوم على تاريخ جديد و حقيقة جديدة و زمن جديد من تأليفك كلها، فمنطقيا عليك اولا تدمير كل النصوص القديمة في العالم .

لان بقاء تلك النصوص القديمة، يعني بان الحقيقة الموجودة في تلك النصوص ستفرض نفسها و منطقها بقوة و شدة على العالم كله، ستحكم وعي العالم، بينما مشروعك قائم على صناعة زمن جديد للعالم مؤسس على تاريخ جديد و حقيقة جديدة.

لابد ان يتاسس عالم جديد على نصوصك الجديدة، و لابد ان يبدا زمن العالم الجديد من تاريخك الجديد الذي كتبته، و يجب ان يكون العالم بدا من تاريخك .

  و هذا الشيء تستطيع ملاحظته عندما تقرا عن تاريخ العالم، فتاريخ وعي العالم الحالي لا يبدا الا من تاريخ اليونان، فاليونان هم من كتبوا تفاصيل العالم كله، و هم بداية الوعي العلمي و الفكري للانسان اليوم، لكن لا تجد اي شواهد مادية حقيقية تؤكد هذا العالم، فلا تجد نقوش قديمة لهم و كتابات حجرية، كل ما وصل لنا من كتاباتهم هي نصوص مطبوعة بواسطة الة طابعة .

اليونان هم بداية الزمن، و عندها سيكون اي نص ينسب لذلك الزمن بمثابة حقيقة شرعية و تفرض نفسها و منطقها على العالم كله، و يمكن بعدها انتاج نصوص اخرى حديثة و تنسب لذلك الزمن لتصبح هي حقيقة ملزمة ...... الزمن يحكم منطق العالم .

و لهذا السبب، فانه من المنطقي جدا بان اي مشروع لصناعة عالم جديد للعالم سيتم على حساب المنطقة التي نعيش فيها ...لان منطقتنا تملك اقدم نصوص مكتوبة في الارض، و المشروع يتطلب احتلال للمنطقة و تدمير هذه النقوش او تزويرها .

و من هذا المدخل ستعرف حقيقة الديانة اليهودية و حقيقة كتابهم العهد القديم ...... و الهدف الرئيسي من صناعة هذه الديانة و كتابهم العهد القديم .

لان المنطقة قبل انطلاق مشروع العالم الجديد، كانت تحمل تسميات لهذه الكتابات القديمة التوراة و الانجيل الخ .... و لان اعلى نص مقدس في  المنطقة القران الكريم موجود في نقوش المنطقة القديمة ، و تتحدث نصوصه عن تلك الكتابات ، فلابد عندها من صناعة ديانة تحمل كتاب ديني يحمل اسم نقوش المنطقة ........ لان وجود نصوص في القران تتحدث عن تلك النقوش و تمدح فيها ، فان الامر سيجر سكان المنطقة للبحث عنها، لذلك لابد من صناعة ديانة يهودية و جعلها تملك كتاب يحمل اسم التوراة ......... حتى يتم قطع اي تفكير في البحث عن التوراة بحجة انها قد وصلت لليهود.

و من هذا المدخل تدرك لماذا تعمد المشروع صناعة كتاب يشبه كتاب المسلمين، و تحوي نصوصه على موضوعات و قصص مشابهة لقصص القران .

لان القران اصلا مكتوب بنقوش التوراة ... و لابد من صناعة كتاب يشبه القران و يتم تسميته التوراة .

و لانه لو لم يكن كتاب اليهود يشبه كتاب القران، اي لو كتبوا كتاب مختلف جذريا عن ماهو موجود اليوم في كتاب اليهود، لنقل كتاب لا يحوي قصص انبياء و لا يوجد فيه اي اشتراك مع القران،  فمن الاستحالة على المسلم تصديق ان هذا الكتاب هو التوراة، او يصدق بان اليهودية ديانه سماوية، عندها سيخلق هذا المنطق على المسلم البحث عن التوراة و سيصل عندها الى تلك النقوش القديمة، حتى لو تم تزويرها ، سيصل اليها الناس ، و من شروط استمرار مشروع العالم الجديد منع اي انسان من الوصول الى تلك النصوص القديمة و معرفة الحقيقة داخلها.

من هذا المدخل ايضا ........ تعرف لماذا اطلقوا على كتاب اليهود اسم العهد القديم .

و من هذا المدخل ايضا ........ تعرف لماذا مازال المسلم يعتقد باسبقية زمنية لليهودية على الاسلام في المنطقة ، و لماذا نصوص كتاب اليهود اصبحت مرجع في عقل المسلم رغم ان القران لا يتحدث بها .

هذا هو مشروع العالم الجديد او العهد الجديد .

{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ¤ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون }





الثلاثاء، 16 يوليو 2019

مكة قصة ملفقة لاخفاء حقيقة القران - 4

في المقال السابق ، وصلنا الى مقاربة لسيناريو القصة التي خرج منها القران و بالاعتماد على قواعد و نظريات المنهج الغربي في فهم نصوص القران ، و هي :

كان هناك اجتماع كبير و هام في الماضي ، على من يقرا الواح مقدسة قديمة سماوية ، و الرسول محمد استطاع ان ينسخ تلك الالواح و قام بكتابتها بشكل الصحيح، و قام بقراءتها بالشكل السليم و الصحيح الذي يتوافق مع لسان قومه الحديث ، و هذا العمل بوحي من الله ، و كان في الاجتماع بني اسرائيل و شهد شاهد من بني اسرائيل على صحة عمله، بينما كان هناك من رفض عمل الرسول محمد، و كذبوه ، لانهم يريدون منطوق تلك الالواح باللغة القديمة الاعجمية حتى لو لم تكن مفهومه ... و قالوا عنه انه جاء بافك. و حاربوا قران الرسول محمد .

------------------

لكن اذا كانت هذه القصة التخيلية التي نسجناها صحيحة، او مقاربة للصحة ، و قد خرج القران من هذه القصة ، و التي رفض فيها جماعة للقران ، و كفروا بقران النبي محمد للكتاب ، فجوهر الخلاف ليس ديني ، فهم على دين واحد ، بل جوهر الخلاف كتاب ، عندها لابد ان يكون لهم قراءة اخرى للكتاب مختلفة و ستكون قراءة اعجمية باللغة القديمة و باقية لليوم.

فهل هناك جماعة دينية تدين بالاسلام حتى اليوم و يملكون كتاب مقدس غير القران، او مشابه للقران لكن بلغة اعجمية ؟

لو فكرنا كثيرا و تاملنا بعمق ، فسنصل الى نقطة ملفتة و خطيرة  ، و قد تجعلنا نعيد كتابة القصة السابقة بشكل مختلف تماما،  و وفق منهج جديد مختلف .

لماذا ؟!

اعتقد بان الاعتماد على نظريات مناهج الغرب في علم اللغة و تاريخ اللغات و مخططات علماء الغرب في تصنيف لغات العالم و  العلاقات بينها كمسلمات ، هي التي اوصلتنا لتلك القصة، و سببت لنا صعوبة بالغة في فهم نصوص القران ... بل سبب إعاقة .

و اعتقد بان هذا المنهج الغربي قد وضع بهذا الشكل لصناعة وعي يمنع الناس من ادراك حقيقة القران ، و فهم خطاب القران بشكل سليم ... لاني ارى بان العقل الذي يسير  على هذا المنهج لا يمكن ان يصل ابدا للقصة الحقيقية للقران  و فهم خطاب القران .

المنهج الغربي في فهم اللغة قائم على ثلاث نقاط  :

● اللغة اكتسبها الانسان من الحيوان

هذه النقطة متعتبر من المسلمات في الوعي الذي تاسس على مناهج الغرب  .... لكن السؤال : اذا كان كل حيوان في الارض يملك لغة تواصل بينه و بين الحيوان الاخر من جنسه، الدب يملك لغة مع دب اخر، و الطيور تملك لغة ، و الحشرات.

فالسؤال :

كيف اكتسب النحل لغة التواصل بينها؟
و كيف اكتسب الحيوان لغة التواصل تلك ؟
و  هل كل حيوان اكتسبها من حيوان اخر ؟!

فهل يمكن ان تكون لغات تواصل الحيونات فطرة موجودة فيها ؟!

و اذا كان الانسان جزء من مملكة الحيوان ، فلماذا لا يمكن اعتبار حال الانسان في هذا الموضوع كجزء من الحالة العامة لمملكة الحيوان ، و ينظر الى اللغة التي يملكها الانسان ، بنفس النظرة التي ينظر بها الى لغات تواصل الحيوانات .. و ما ينطبق على بقية المخلوقات الحية ينطبق ايضا على الانسان ؟

لما لا تكون اللغة فطرة وجدت مع الانسان ؟!

فاذا كان الانسان .......... هو الحيوان الاول في سلم التطور،  و كان الانسان الاول بدون لغة .... فكيف سيتواصل و يتفاهم مع بقية افراد جنسه؟

فلدينا حيوانات تتواصل بينها و  تستطيع تحديد الاماكن و تستطيع ان تخبر افرادها بمكان ما .... و تستطيع ان تدرك احتياج غيرها للطعام و الشراب، و تستطيع ان تعرف مكان الخطر و تخبر غيرها .

و لدينا حيونات تمتلك اصوات مميزة ........ فلماذا لا يكون للانسان الاول اصوات مميزة ( اللسان = اللغة ) .... و كان بها يتواصل مع غيره ؟
  

● اللغة كائن حي يتطور

نعم .... اللغة كائن حي ...  تتطور مفردات اللغة ، و تتطور و تتبدل مدلولات مفراتها .

لكن اذا كانت اللغة تتطور  .... فهل كان هناك في الماضي لغة واحدة للانسان و انشقت منها بقية لغات الانسان الموجودة اليوم ؟

الاعتقاد هذا ....... يتفق تماما لو اعتقدنا بان اللغة كانت فطرة  وجدت مع الانسان في البداية.

لكن تطور اللغة .... لا يعني اختفاء اللغة الاولى و عدم بقاءها ........ لان هناك من حولنا اشياء لا يمكن ان تختفي مسمياتها من اللغة الاولى التي كانت مع الانسان.

و اعتقد بان هذا التطور في اللغة ......... هو السبب الذي منح النصوص القديمة الاولى قداستها، لان قداستها مرتبطة بذاكرة الانسان الاول، و وظيفتها ليست حسب ما اعتقدنا وفق المنهج الغربي الحداثة و التطوير ، بل وظيفتها حماية ذاكرة الانسان الاول و ادراك وعية القديم و حفظ معتقده الاول،  و هذا يتطلب الحفاظ و بقاء تلك اللغة لفهم ذاكرة الماضي و مقارنتها باليوم ....و ليس تبديل اللسان القديم و تطويرة ... الحفاظ لا يعني ضد التطوير .. الحفاظ هو الحفاظ على اللسان الاول الذي كتبت به العقيدة   .

و هذه النقطة التي أخطأنا فيها سابقا .... لانه من المنطقي جدا،  بان الحفاظ على المنطوق الاول للنصوص المقدسة هو المنطق الصحيح الذي يجب ان يكون ، و يجب ان يكون هو جوهر الخلاف، و ليس تبديله و تطويره ..... لان تبديله يعتبر تحريف و تزوير للحقيقة  .

● اللغة العربية من اللغات السامية و تطورت من لغات سابقة .

هذا التصنيف الغربي الذي وضعه الغرب للغات، و قيام الغرب بضم اللغة العربية في خانة لغات السامية ، و هذا المخطط التطوري  للغات الذي وضعه الغرب، و جعل العربية تخرج من لغات سابقة مثل الكنعانية و الارامية و السريانية و الخ ، لا يقوم على اساس علمي بل يقوم على اساس الزمن الروماني ..... فالمخطط يعتمد على التاريخ و الزمن الذي يدرسه الجميع ، و التاريخ و الزمن كتبه الغرب و لم يكتبه مرجع عام .

فوفق التاريخ و الزمن الموجود حاليا ، فاليهودية ظهرت في الزمن و هي تحمل كتاب مكتوب بلغة  عبرية ، و جاءت بعدها المسيحية في الزمن و هي تحمل معها كتاب كتب بالسريانية، ثم جاء بعدها الاسلام في الزمن و هو يحمل معه كتاب مكتوب بالعربية .

هذا التاريخ و الزمن .......... يجعل الانسان العادي البسيط ... يؤمن  بان اللغة الارامية كانت وحدها موجودة في العالم ......... ثم تطورت الى اللغة العبرية ، و تسيدت فترة من لزمن ثم تطورت منها اللغة السريانية، و تسيدت فترة من الزمن ، و اخيرا تطورت منها اللغة العربية .

اذن لولا هذا التاريخ و هذا الزمن .. لما كتب الغرب مخططات اللغات بذلك الشكل ..... و لما استطاع اي مخلوق في الارض بمن فيهم علماء الغرب من وضع قواعد علمية صحيحة ...لادراك اي لغة سبقت الاخرى، و اي لغة انشقت من الاخرى .

و هذا يدل بان التاريخ و الزمن هو السبب الاول و  فقط في رسم هذه المخططات بهذا الشكل ..... و المسالة دخلت في صياغة اسس علم اللغة وفق مناهج الغرب ..... بينما التاريخ و الزمن من كتابه اشخاص  ... و لا ندرك اطلاقا ما مدى صحة ذلك الزمن و التاريخ .

لذلك لا يمكن صياغة منهج علمي صحيح في فهم اللغة ، بدون كتابة التاريخ الحقيقي و اصلاح الزمن .

نحت عندما تحدثنا في مقالات سابقة حول تفكيك زمن المنطقة ....  وجدنا في تاريخ المنطقة ثلاث فجوات تاريخية مرتبطة بالثلاثة الاديان و تحدثنا باننا لو اردنا اصلاح الزمن و التاريخ ، فاننا نعتقد بان الموضوع يحتاج لضغط التاريخ و الزمن، و سيجعلنا نحصل على فجوة زمنية واحدة تخرج منها الديانات .

و تحدثنا باننا لو اردنا تحليل تلك الفجوة و وصفها ، سنجد بان نهاية الفجوة الزمنية ......  فيها احداث تاريخية متشابهة.

نهاية الفجوة

ظهور واحد لكتابين اثنين  ( القران و العهد القديم )
ظهور عدة لغات مرة واحدة ( العربية و العبرية و السريانية)
ظهور واحد لعدة ملوك ( بطليموس قسطنطين هارون و المامون )

و هنا سنلاحظ  نقاط هامة .

فهناك تطابق كبير جدا ، فيها اختلاف بسيط في الترتيب فقط ، اما نوعية الاحداث فهي متطابقة

■ فعندما نخرج من هذه الفجوة  ...... سنواجه ملوك قاموا باعمال واحدة .. ملوك مشهورين ....... و ارتبطت اسماءهم بكتب دينية مقدسة ........ و اهتموا بالثقافة ........ و قاموا  بترجمات لكتب عديدة .

■ ايضا عندما نخرج من الفجوة .... سيكون بين ايدينا ... كتابين مقدسين .... متشابهين جدا في الموضوعات ......... اي يتناولان موضوعات واحدة،  يتناولان قصص دينية واحدة ...... و ان كان احدهم يزيد على الاخر بقصصه التاريخية ..... الكتاب الاول قران عربي و الكتاب الاخر كتاب عبري العهد القديم.

■ حتى اسماء  اللغات  للكتاب المقدس متشابهة
العربية =  العبرية

السؤال الهام :

لماذا بعد خروجنا من الفجوة الزمنية .... حصلنا على نصين مقدسين .. يتناولان موضوع واحد .. لكن بلغتين مختلفتين ... و من اله واحد ؟!

فهل اصل القصة ..... هو نص ديني مقدس قديم جدا  .... و قد خضع لترجمة و استخرج منه نص جديد مختلف تماما و مزور ... و تم تخطيط الزمن بهذا الترتيب ..... حتى لا يمكن لاحد من الوصول لقصة القران ؟!

و هل اصل القصة و التاربخ :  ما هو اللسان الطبيعي و الحقيقي لاول نص ديني مقدس .. و ما هي الديانة الاصلية صاحبة الزمن ؟!

و هل الجماعة الدينية التي توصلنا و اعتقدنا في مقالنا السابق بانها ستدين بالاسلام حتى اليوم و ستملك كتاب مقدس غير القران، او مشابه للقران لكن بلغة اعجمية ، ليست الا اليهودية التي تملك كتاب العهد القديم المكتوب بلسان اعجمي اعوج، و  يشبه القران الكريم ؟!

اعتقد باننا وصلنا لجواب منطقي، لذلك السؤال الاول بخصوص الجماعة الدينية التي ستدين بالاسلام و ستحمل كتاب مختلف عن القران  .

فلو بحثنا عن جماعة تدين بالاسلام و تملك كتاب غير القران فلن نجد ابدا ....... و لا يوجد امامنا الا اليهودية ....... و التي يعتقد المسلم بانها ديانه من عند الله ..... و  تملك كتاب يشبه كتاب المسلمين لكن باسلوب مختلف و بلسان اعجمي اعوج .

اعتقد بانها ....... القصة الحقيقية المنطقية و الواقعية، و  التي وصلنا لها بالاعتماد على منهج جديد مختلف تماما عن المنهج الغربي ... و اعتقد بانه هو المنهج القادر على تفسير نصوص القران بشكل صحيح و سليم و حل جميع تناقضات تفاسير نصوص القران التي جاءت من كتب التراث العثماني .

فكيف ستكون اذن .... القصة التي خرج منها القران ؟!

" جاء في الماضي قوم من بيئة اعجمية لبيئة عربية فيها الرسول ، غزو او احتلال ... و ارادوا ترجمة الواح مقدسة قديمة سماوية موجودة في بيئة عربية ...... و الرسول قام بنسخ تلك الالواح ، و قام بقراءتها بالشكل السليم و الصحيح باللسان العربي الاصلي الطبيعي، و هذا العمل بوحي من الله ، بينما هولاء الاعاجم كذبوا و كفروا بكتاب الله و قاموا بتحريف الكتاب ، ثم كتبوا كتب تشبه القران بلسان اعجمي اعوج  ......و صنعوا لهذه الكتب الجديدة ديانة ،  لانهم كانوا يريدون اخفاء حقيقة. و يريدون محاربة الحق و الله و الرسول ، فحاربوا قران الرسول محمد و قومه . "

------------------

سنحاول عمل مقارنة بين القصة التي وصلت لنا من كتب التراث العثماني حول البيئة التي خرج منها القران ، و القصة السابقة  التي وصلنا لها وفق المنهج الغربي و القصة الجديدة التي وصلنا لها وفق منهجنا الجديد .

البيئة ( التراث العثماني ) : عربية صرفة + يهودية
البيئة ( المنهج الغربي)  : عربية صرفة
البيئة ( المنهج الجديد)  : عربية + اعجمية

ديانة البيئة  ( التراث العثماني ) : عبادة الاصنام
ديانة البيئة  ( المنهج الغربي ) : ديانة واحدة - الرسول و قومه
ديانة البيئة ( المنهج الجديد) : الاسلام في مواجهة الكفر

المكذبين ( التراث العثماني) : قبيلة عربية ( قوم الرسول )
المكذبين ( المنهج الغربي) : اناس عرب ( قوم الرسول )
المكذبين ( المنهج الجديد) : اناس عجم ( ليسوا قوم الرسول )

جوهر الخلاف ( التراث العثماني) : دين جديد
جوهر الخلاف ( المنهج الغربي) : كتاب قديم
جوهر الخلاف ( المنهج الجديد) : كتاب سماوي مقدس

اسباب الخلاف ( التراث العثماني ) : عدم ترك دين الاباء و الاجداد عبادة الاصنام
اسباب الخلاف ( المنهج الغربي ) : اراد قوم الرسول المنطوق القديم الاعجمي للالواح المكتوب فيها النصوص القديمة.
اسباب الخلاف ( المنهج الجديد ) : اراد قوم اعاجم ليسوا بقوم الرسول تحريف المنطوق الصحيح لالواح قديمة المكتوب فيها نصوص مقدسة و حولوه الى منطوق اعجمي اعوج .

ما قاله المكذبين تجاه الكتاب ( التراث العثماني ) : هذا كلام لم نسمع به ابدا من قبل ، لقد جاء الرسول بكلام جديد
ما قاله المكذبين تجاه الكتاب ( المنهج الغربي ) : يجب الحفاظ على منطوق النصوص القديمة  .
ما قاله المكذبين تجاه الكتاب ( المنهج الغربي ) : يجب الغاء هذا القران ، فكتبوا كتاب يشبه القران بلسان اعجمي اعوج، و صنعوا لاجله ديانة ، للتغلب على المسلمين.

ديانة المكذبين ( التراث العثماني) : عباد اصنام + يهود 
ديانة المكذبين ( المنهج الغربي ) : مؤمنين بالله
ديانة المكذبين ( المنهج الجديد) : شياطين

------------------

و هذه خلاصة القصة الجديدة الحقيقية ، و المعتمدة بختم القران الكريم .

{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ¤ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ¤ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ¤ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}

{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ¤ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم * أفلا تعقلون ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

الان

سنقوم بعمل صياغة كاملة لقواعد منهجنا الجديد ، ثم بعدها سنعيد قراءة نصوص القران وفق هذا المنهج .

لكن في جزء قادم
.
.




السبت، 13 يوليو 2019

العثمانيون و دورهم في صناعة اليهودية و توطينها

هل قد سمعت عن تاريخ القبائل التركية التي تبنت اليهودية ؟

ربما البعض ..... .. قد سمع عن الخزر الذين اعتنقوا الديانة اليهودية ... و البعض الاخر لم يسمع عنها .

لكن ........... الا يبدو لكم الامر غريب، بان تتبنى قبائل ديانة غير تبشرية، ديانة خاصة بقوم، في وقت  وجود ديانات اخرى، او في ظل وجود قدرة على اختراع ديانة خاصة بها ؟!

قد يبدو الامر صعب نوعا ما ، و مخالف للمنطق العام ... لكن التاريخ يقول بان الامر قد حدث.

اعتقد بان هذا الشيء قد حدث فعلا، لكنه ليس بذلك السيناريو الذي قدمه لنا التاريخ ..... لاني اعتقد بان البحث في التاريخ لا يكفي ، لان معظم التاريخ مزور لاجل اخفاء احداث تاريخية واقعية جرت .

و مع ذلك ... سننقل لكم ماذا يقول ذلك التاريخ حول تلك القبائل و تلك الحادثة .. و سننقل لكم مقال لباحث.

-----------------------
و يكبيديا

خانات الخزر
خاقان
القرن السابع ميلادي – القرن العاشر

من 618م  حتى 960 م تقريبا

الخزر هي شعوب تتارية قديمة ظهرت في شمال القوقاز واستقرت في منطقة الفولغا السفلى. وظهرت كقوة في القرن 7، فامتدت إمبراطوريتهم بين القرنين الثامن والعاشر من السواحل الشمالية للبحر الأسود وبحر قزوين إلى الأورال، وغرباً باتجاه كييف.

إتيل كانت عاصمة الخزر في دلتا الفولغا، وكانت مركزاً تجارياً هاماً. غزا الخزر بلغار الفولغا والقرم، كما تحاربوا مع العرب والفرس والأرمن

في القرن الثامن، كانت غالبية الخزر تعتنق اليهودية، وفي القرن التالي ساهم القديس كيرلس في تحويل بعضهم للمسيحية.

في القرن 10 دخل الخزر في علاقات ودية مع الإمبراطورية البيزنطية الذين استعانوا بهم أثناء التصدي للعرب.

سقطت إمبراطورية الخزر حينما قام سفياتوسلاف الأول (دوق كييف) بهزيمة جيوشهم في عام 965.

و تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن شعب الخزر هذا هم شعب يأجوج و مأجوج اللذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم عند ذكر قصة ذو القرنين و كذلك ورد ذكرهم في الكتاب المقدس في المسيحية و اليهودية.

حيث أشارت تلك الدراسات إلى أن السد الذي بناه ذو القرنين كان بين البحر الأسود و بحر قزوين في منطقة جبال القوقاز و ذلك لمنع شعب الخزر التتري الأصل من تدمير البلاد و المنطقة التي كانوا يقيمون فيها إمبراطوريتهم هي منطقة دولة جورجيا جنوب روسيا.

و في عام 50 هجرياً أرسل خليفة المسلمين بعثات إلى منطقة السد المذكورة و عادت البعثات لتؤكد للخليفة أن السد قد تم تدميره و هو ما يعني أن يأجوج و مأجوج قد خرجوا بالفعل ، و تقول بعض المصادر أن نسل يأجوج و مأجوج حالياً هم معتنقي الديانة اليهودية و الفكر الصهيوني في العالم حيث أن معظم سكان دولة إسرائيل هم ليسوا من نسل بني إسرائيل و لكنهم يهود من جورجيا و أوكرانيا و روسيا و بولندا و هو ما يعني أنهم من شعب الخزر شعب يأجوج و مأجوج.

-----------------------

دولة خازاريا اليهودية

الخزر هم من الشعوب التركية التي كانت تستوطن آسيا الوسطى قديما ، في القرن الثامن الميلادي هاجرت بعض القبائل منهم واستقرت على شواطئ بحر قزوين وفي منطقة دلتا نهر الفولغا في جنوب روسيا ، وأسست هذه القبائل كيانا سياسيا على راسها ملكا يدعى ( الخاقان ) واستطاعت هذه الدولة التي دعيت بخازاريا فيما بعد أن تسيطر على أراضي واسعة في حوض بحر قزوين والبحر الأسود وإزاحة الشعوب الأخرى نحو الشمال والغرب.

وتشير المصادر العربية الى أن ملك الخزر الخاقان اعتنق الديانة اليهودية وتبعه كثير من حاشيته وشعبه في بداية القرن التاسع الميلادي.

ويقال أن مجموعة من التجار اليهود الإيرانيين بزعامة حاخام يهودي استطاعت إقناع الخاقان باعتناق الديانة اليهودية وجعلها الدين الرسمي للبلاد بعد أن كاد الخاقان أن يعتنق إحدى الديانتين المسيحية أو الإسلامية بحكم أنهما الأكثر انتشارا في المنطقة.

تلك المجموعة من التجار اليهود أقنعوا الخاقان بأن اعتناق الاسلام يعني تبعيته للخلافة العباسبة في العراق ، أما اعتناق المسيحية فسيؤدي الى تبعيته للقيصر البيزنطي في القسطنطينية وذلك على عكس اعتناق اليهودية ،  إذ سيبقى مستقلا دون تبعية ﻷي كان .
بعد أن أعلنت اليهودية الديانه الرسمية للبلاد،  رفض الحاخام اعتناق جميع سكان خازاريا الديانة اليهودية بل جعلها حكرا على طبقة النبلاء من كبار التجار والعسكريين ووجهاء القوم ، وعندما استتب الأمر لليهود شكلوا مجلسا استشاريا للخاقان كان بمثابة سلطة تشريعية وتنفيذية يرأسه أحد أفراد الجالية اليهودية القادمة من إيران ليتحول الخاقان الى العوبة بيد اليهود الغرباء عن المجتمع الخزري
حينها كان الخزر كما يذكر المؤرخ ( الاصطخري ) :  تتوزعهم الديانات المسيحية والاسلامية واليهودية والوثنية ، وإن كان ملكهم ( خاقان الخزر ) يهوديا ، ولم تكن تعقد الخاناقية إلا لمن يعتقد اليهودية ، وظلت دولة الخزر تعتبر يهودية مستقلة ، كما يذكر ذلك ( ابن رسته والمسعودي وابن طفيل وابن حوقل والاصطخري ).

أصبحت دولة الخزر اليهودية في مرحلة من التاريخ تعتبر القوة الثالثة بعد الامبراطورية البيزنطية والخلافة الاسلامية ، ومع ذلك فقد زالت من الوجود وانتهت دولتهم واضمحل شأنهم ، وربما يعود ذلك الى غياب التماسك الديني والثقافي بين الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة .
كان موقع دولة خازاريا استراتيجيا هاما على ضفاف بحر قزوين وضفاف نهر الفولغا وهي الطريق التي تصل سيبيريا والصين بآسيا الوسطى وبالشرق العربي الاسلامي من جهة ، وبيزنطة أي آسبا الصغرى واوروبا الشرقية من جهة اخرى الذي سهل عملية السيطرة على طريق تجارتي الحرير من الصين والفرو من سيبيريا ، إذ كان حكام خازاريا اليهود يجبون ضرائب مرور القوافل ورسوم حماية بضائع هذه  القوافل التي تمر عبر أراضيهم ، وبفضل أموال تلك الضرائب استطاعوا جمع ثروات طائلة من الذهب ، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى هاجمها الروس في العام 965 م بقيادة أميرهم ( ستيفيلاف ) واحتل عاصمتهم ( ايتيل ) وثم نهبها وسبي أهلها الى اوروبا الشرقية والوسطى ليظهر بذلك اليهود في بولونيا وهنغاريا بداية ومنها الى المانيا وسائر دول اوروبا الشرقية .
لكن اللافت في الأمر أن يهود الطبقة الحاكمة في خازاريا اختفوا منها مع أموالهم وذهبهم قبيل سقوطها ، وتؤكد بعص المراجع التاريخية أن تلك الطبقة غادرت خازاريا بأموالها وذهبها الى البندقية وسردينيا عبر بيزنطة وشكلت شركات تجارية بحرية هيمنت على التجارة في البحر المتوسط وضاعفت ثرواتها ثم انتقل قسم منها الى اسبانيا حيث أصبح لهم نفوذ سري في اسبانيا ، وبعد ضعف اسبانيا وبزوغ فجر انكلترا كدولة مهيمنة على التجارة الدولية انتقلت تلك المجموعة إليها وأسست بنك انكلترا المركزي والذي جمع فيه معظم احتياطي العالم من الذهب وسيطروا عليه .
اما الطبقة الثانية المتوسطة من يهود خزاريا فقد عاشوا واندمجوا مع المجتمعات الاوروبية بعد اعتناق كثير منهم الديانة المسيحية ظاهريا ، والطبقة الأقل ثروة وفقيرة منهم فلم تتمكن من الاندماج في المجتمعات الاوروبية بسبب فقرها وجهلها وعدم الحاجة لها مما ادى الى عيشها في كانتونات خاصة بهم ( أحياء الجيتو اليهودية في المدن الاوروبية ) .
في أواسط القرن التاسع عشر ركزت الطبقة الأولى من أثرياء اليهود نشاطها في الولايات المتحدة الأمريكية ونقلت أموالها إليها في أوائل القرن العشرين وأسست الخزينة الفيدرالية الأمريكية تحت إدارتها وليس تحت إدارة الدولة ، وتؤكد الكاتبة الروسية غراتشوفا : ( أن أي رئيس أمريكي حاول إعادتها الى يد الدولة إما اغتيل أو عزل عن الحكم ، ثم عمل هؤلاء اليهود على تأسيس الحكومة العالمية السرية التي تحكم العالم حاليا ) .
في أواخر القرن التاسع عشر قام أحفاد حكام خزاريا اليهود على تأسيس الحركة الصهيونية العالمية ، واشتروا قادة الدول الكبرى للموافقة على نقل اليهود من اوروبا الى فلسطين ، وقد تعاملت الحركة الصهيونية والبنوك الدولية التابعة لها مع الفاشيين في ألمانيا ومولت حركة هتلر الانتخابية وأوصلته الى الحكم عام 1933م ، ودفعت الحركة الصهيونية الأموال للفاشيين ليقوموا بمجازر ضد اليهود الفقراء لإجبارهم على الهجرة الى فلسطين من أجل إتمام مشروعهم الاستيطاني وبناء الدولة العبرية في فلسطين .
والخلاصة أنه من المؤكد أن الخزر لم يكونوا عرقا واحدا أو ينتموا الى قبيلة واحدة معينة ، ولكنهم تجمع  سياسي وعسكري من الشعوب والقبائل التركية وكانت اليهودية تجمع دينيا بين قادتهم ونخبهم الحاكمة والمؤثرة ، فكان يهود الخزر الذين انتقلوا الى القارة الاوروبية أولا والى القارة الامريكية ثانيا والذبن أطلقوا على أنفسهم يهود ( الاشكيناز ) لا علاقة لهم لا مكانيا ولا عرقيا ولا لغويا باليهود الاسرائيليين ولا ببني اسرائيل ولكنهم سيطروا على دولة اسرائيل وعلى يهود العالم والعالم أيضا .
نوالدين عقيل
المصادر :
بحث للكاتبة الروسية تاتيانا غراتشوفا
كتاب ( يهود الخزر ) تأليف د ، م ،دنلوب

------------------------------------

انتهى

لا اريد ان اجعل من هذا التاريخ و الابحاث كمصدر من اجل الاستناد على تصورات ما او تاكيد اشياء. 

لكن بشكل عام ... هذا هو التصور العام لذلك الحدث التاريخي .... و لا غبار عليه .

الان .. قبل ان نحلل هذا التاريخ .. هناك سؤال :

لماذا التاريخ يخفي الاحداث؟ ، او بسؤال اخر لماذا يتعمد التاريخ  اخفاء نفسه ؟!

لا اعرف ان كان السؤال منطقي او علمي، لكن هذا ما اشعر به عند قراءة التاريخ ....... فقد اكون مخطىء عندما اعتقد بان كثير من التاريخ الوهمي يكتب له تاريخ وهمي اخر يمسحه و يخفيه ... حتى يمنعنا من ايجاد تفسيرات تجعلنا من التاكد من كونه تاريخ حقيقي او مزيف .

فمثلا .. عندما يتحدث التاريخ عن وجود اثر ما في مكان ما ... لكن سرعان ما نجد التاريخ يقول بان ذلك الاثر قد تهدم بسبب تدمير من قبل قوة بشرية او قوة طبيعية .

● فمنارة الاسكندرية تهدمت بسبب زلزال
● و اثار الاخمينين دمرت بواسطة الاسكندر
● و اثار دولة العباسين اختفت بسبب اجتياح المغول و التتار .
● و البيزنطين اختفوا بكل تراثهم بسبب اكتساح الاتراك

الخ

الان

هذه الامبراطورية الخزرية اختفت بعد ان استمرت 350 سنة .. و لم تخلف اي اثار من تلك الحقبة و لم تخلف لنا اي بقايا لليوم من تلك الفترة.

اقصد لا يوجد اثر متصل باقي حتى اليوم لتلك الفترة ... يشعرك بوجود ذلك التاريخ حتى اليوم .

يعني مثلا ... حسب التاريخ الموجود لدينا اليوم:
لقد تم بناء جامع من قبل الامويين في دمشق، و مازال هذا الجامع موجود في دمشق و اسمه الجامع الاموي.
الجامع الاموي قائم حتى اليوم .... و هنا نتاكد و نشعر بان الزمن متصل منذ تلك الفترة حتى اليوم .

هذا الشيء مازال قائم و يجعلك تشعر باننا اليوم مازلنا مرتبطين بعمر مقداره 1200 سنة .

يعني هناك شيء متصل يشعرك باتصال الزمن.

فيوجد هنا اثر قديم ..... و حوله جماعة بشرية مستقرة ، و تؤمن بمعتقد مازال يمارس طقوسة حتى اليوم .

لكن السؤال :

اين هي اثار تلك الامبراطورية او الدولة الكبيرة  ؟!

بالرغم من ان الامويين حكموا 100 سنة، و عاشوا قبل 1300 سنة ، لكن مازال هناك اثر باقي من عهد دولتهم .

لكن هذا الدولة الخزرية حكمت 350 سنة، و عاشوا قبل 1000 سنة،لكن لا يوجد اي اثر باقي من عهد دولتهم.فلا يوجد مجتمع بشري يهودي مستقر حتى اليوم في تلك المناطق،ولا يوجد اثار لمعابد دينية  لتلك الفترة ... و لا يوجد قصور او اثار .

دولتان في نفس العمر الزمني ، و استمرت احدى الدول 100 عام و خلفت اثر لها  و مجتمع مستقر، بينما الدولة الاخرى استمرت 350 سنة ، و لم تخلف اي اثر او مجتمع مستقر لها ؟

هل يعقل ؟!

-----------------------

اريدك ان تلاحظ تاريخ ظهور هذه الدولة الخزرية .. و هو تقريبا في عام 620 م .

الا تجد بان هذا التاريخ مقارب تماما لتاريخ بداية الاسلام الموجود في كتب التراث ..... هجرة النبي محمد و تاسيس الدولة في المدينة 622 م؟!

بل الا تلاحظ ....... بان مسمى قبائل الخزر مشابه تماما لمسى قبيلة الخزرج التي ناصرت الرسول في المدينة .

خزر = خزرج

دولتان بنفس التاريخ ... و بنفس الاسماء.

و هولاء يهود ... و هولاء مسلمين.

هولاء ترك .... و هولاء عرب

الان لاحظ

اعتنق الخزر اليهودية في القرن 8 ، و سقطت هذه الدولة في القرن 10 ... يعني هذه الدولة استمرت قرنين .... اي ستة اجيال و هم يهود .

حسب ويكبيديا ........ في القرن 10 دخل الخزر في علاقات ودية مع الإمبراطورية البيزنطية الذين استعانوا بهم أثناء التصدي للعرب.

و هذا يعني بانهم كانوا قوة ضاربة ... و تعاونوا مع البيزنطين  رغم انهم يهود و بيزنطة مسيحين،  لصد العرب.

لو تلاحظ عند قراءة التاريخ .. ستجد بان معظم الاقوم في العالم اختفت من التاريخ ماعدا العرب.

يعني مثلا ...... عندما يكتب التاريخ عن الاقوام فهو ينسب الاقوام الى مسميات كثيرة ... ما عدى العرب ينسبهم الى اللغة ... بالرغم من ان مفهوم القومية على اساس اللغة، لم يظهر الا حديثا و قادم من اوروبا، التي جعلت معيار القومية هو اللغة .

بمعنى اخر ... لم يكن الناس قديما ينتسبون للغة، و هذا يفسر لك السبب الحقيقي في كون القران الكريم لا يتحدث عن قوم اسمهم العرب، فقط يذكر مسمى الاعراب ...و ليس العرب ... و ليست صفة عامة .. بل بصفة خاصة .. تسمية لكيان ما معادي له .

و لا يذكر اسم عربي في القران ... الا في حديثه عن القران العربي للكتاب ، و اللسان العربي للكتاب .

الان ....... كاتب التاريخ اصبح يتحدث عن قومية اسمها العرب ( لغتهم عربية ) ، و هناك كيان اخر يريد صده ... لكنه ليس قومية ........ بل كيان ينتسب لاسم مدينة بيزنطة  .

ما اقصده ... مادام التاريخ يتحدث عن مسمى عرب كقومية .. فلابد انه قد اصبح في ذلك الوقت وعي بمفهوم القومية على اساس اللغة ... و لابد لكاتب التاريخ   ان يسمي الكيان الاخر بقوميته اللغوية.

يعني لابد ان يقول اليونانين ( لان البيزنطين كانوا يتحدثون لغة يونانية ) .. و لابد ان يسمي الدولة الخزرية ... الدولة التركية او التتارية . او يسميهم الاتراك او التتار .

ملاحظة : كلمة بيزنطه .. او الدولة البيزنطية ..لم تظهر الا في كتب التاريخ الا في عام 1600م تقريبا .... كانت تعرف بروما .. الدولة الرومانية الشرقية ... حسب التاريخ.

الان تخيل ........ ان مؤرخ الماني يعود له الفضل في اطلاق هذه التسمية الجديدة  ..... يعني لم تتسمى بهذا الاسم الا بعد سقوطها بنحو 150 سنة .

لا اعرف كيف يقبل التاريخ هذا ... لماذا يتم تغير اسم الدولة التي كانت تحكم من القسطنطينية باسم جديد ... و يتم اعتماده في كل كتب التاريخ.

ما الغاية و ما الهدف ؟!

لماذا يا ايها المؤرخ .....لا تلتزم بتسميتها القديمة التي عرفت بها ... ما الذي يضرك او يجعلك حريص على تغيير اسمها .

يعني .... هل الامر طبيعي او مقنع .... ان اكتب بانه كان هناك دولة كبير في روسيا ....حكمت بين عام 1917 - 1990 . و كان اسمها الدولة الموسكوفية .

كان اسمها الاتحاد السوفيتي ... فلماذا اخترع لها اسم جديد لم تكن تعرف ساعتها به ؟! .


الان ... فكر معي

امبراطورية او دولة كبيرة .... و ظهرت في نفس عمر الاسلام ... و اعتنقت اليهودية .

لكن الاولى اختفت و لم يعد لها اثر ....... و الثانية مازال لها اثر حتى اليوم في كل المنطقة ... بشر و عمارات و تجمعات بشرية و مساجد .

دولة الخزر شملت مساحات كبيرة و كان لديها حكم مركزي و اعتنقت اليهودية ... لكنها لم تقم بنفس العملية التي قام بها المسلمين حسب التاريخ بنشر الاسلام .

تخيل  ان امبراطورية عملاقة و كبيرة و حكام و يملكون قوى اخرى مسانده لها  ....... لكن جماعة صغيرة في مكة و المدينة ..... وعرة و بعيدة عن مراكز الطرق التجارية .. .. ثم توسعت خلال 100 سنة على مساحة ضخمة جدا وصلت لحدود دولة الخزر .

بل المضحك .... ان دولة كبيرة و ضخمة و جعلت سكانها يعتنقون اليهودية ... في نفس الزمن الذي ظهر فيه الاسلام ... لكن تعداد اليهود في العالم لا يتجاوز 7 مليون بينما المسلمين 2 مليار مسلم.

لا تقلي لي  .... بان السبب هو كون الاسلام مسموح فيه اعتناقه و ليس مثل اليهودية .

لان الخزر اصلا قبائل تركية  و اعتنقوا اليهودية، فكيف اعتنقوا اليهودية و هو غير مسموح ؟!

الان  تخيل ... ان خمسة اجيال من هذه الدولة و هي معتنقة اليهودية ... هذا يعني بان اليهودية اصبحت راسخة و متجذرة .. و المفروض بان هذا المجتمع ... سيستمر و يتوالد و يتكاثر ..في تلك المناطق ... حتى يصل تعداده حتى اليوم لتعداد جمهوريات  .

لكن لا يوجد

لا تقل لي ... الاسلام مختلف و يبشر .

لنتخيل  ....... الاسلام ظهر  في تلك الفترة التي ظهرت فيها  دولة الخزر .في ذلك الزمن قام تجار يهود بعمل تبشير في دولة الخزر، فاقنعوا ملك الخزر ان يصبح يهودي و اعتنق اليهودية و شعبه كله اصبح يهودي .....اما الاسلام فقام بعمل تبشير لسكان اليمن في نفس ذلك التوقيت.. فاسلم سكان اليمن .. و انتهى التبشير للاسلام في اليمن .. مرة واحدة حدث لهم تبشير .

فالسؤال المنطقي :  كم تعداد اليهود اليوم و كم تعداد سكان اليمن ؟!

اليهود 7 مليون و سكان اليمن 30 مليون

هل هي معادلة منطقية لتاريخ حقيقي ام لتاريخ وهمي  ؟!

-----------------------

دعوني انتقل الى مقال الباحث

الباحث امين و صادق في بحثه ...لانه يبحث حسب ماهو موجود في سوق التاريخ ، و انا ساحلل الوعي الذي كتب التاريخ، و لا اقصد الباحث .

انظر الى ما وصلنا من التاريخ :

" ويقال أن مجموعة من التجار اليهود الإيرانيين بزعامة حاخام يهودي استطاعت إقناع الخاقان باعتناق الديانة اليهودية وجعلها الدين الرسمي للبلاد بعد أن كاد الخاقان أن يعتنق إحدى الديانتين المسيحية أو الإسلامية بحكم أنهما الأكثر انتشارا في المنطقة."

هذا هو التصور الذي يريد كاتب التاريخ ان يصل للقارىء ، ليكون بمثابة التفسير المنطقي لسؤالنا الاول :
الا يبدو لكم الامر غريب، بان تتبنى قبائل ديانة غير تبشرية، ديانة خاصة بقوم و شعب واحد، في وقت  وجود ديانات اخرى، او في ظل وجود قدرة على اختراع ديانة خاصة بها   ؟!

فكر ملك الخزر ... و اختار اليهودية ... حتى لا يصبح تابع للعباسين المسلمين او البيزنطين المسيحين .

هذا يعني بان الموضوع .... سياسي ... و العملية اصبحت تفكير سياسي .

لا اعرف كيف يمكن لمنطقة و  محاطة بديانتين و لا يكون لدى سكانها عقيدة ... و كانهم هبطوا لاول مرة للارض ... و فكروا اعتناق ديانة و عرضت عليهم الخيارات ...... فاختاروا اليهودية .

اقرا ايضا :

اما الطبقة الثانية المتوسطة من يهود خزاريا فقد عاشوا واندمجوا مع المجتمعات الاوروبية بعد اعتناق كثير منهم الديانة المسيحية ظاهريا ، والطبقة الأقل ثروة وفقيرة منهم فلم تتمكن من الاندماج في المجتمعات الاوروبية بسبب فقرها وجهلها وعدم الحاجة لها مما ادى الى عيشها في كانتونات خاصة بهم ( أحياء الجيتو اليهودية في المدن الاوروبية ) .

الان ... هولاء اليهود الطبقة الفقيرة  المفروض ان تعدادهم الان بحجم دول ... و لماذا لا يبقوا في وطنهم و يختاروا احياء في بلدان اخرى ؟!

اقرا هذا :

  بعد أن أعلنت اليهودية الديانه الرسمية للبلاد،  رفض الحاخام اعتناق جميع سكان خازاريا الديانة اليهودية بل جعلها حكرا على طبقة النبلاء من كبار التجار والعسكريين ووجهاء القوم.

فهل الموضوع سياسي ام ديني ؟
اعتقد بان جوهر الموضوع كان سياسي بحت ... لكن ليس بهذا السيناريو الذي كتب لنا .

دعونا نركز على التاريخ الذي يبدو اكثر واقعية :

------------------
" في أواسط القرن التاسع عشر ركزت الطبقة الأولى من أثرياء اليهود نشاطها في الولايات المتحدة الأمريكية ونقلت أموالها إليها في أوائل القرن العشرين وأسست الخزينة الفيدرالية الأمريكية تحت إدارتها وليس تحت إدارة الدولة ، وتؤكد الكاتبة الروسية غراتشوفا : ( أن أي رئيس أمريكي حاول إعادتها الى يد الدولة إما اغتيل أو عزل عن الحكم ، ثم عمل هؤلاء اليهود على تأسيس الحكومة العالمية السرية التي تحكم العالم حاليا ) .
في أواخر القرن التاسع عشر قام أحفاد حكام خزاريا اليهود على تأسيس الحركة الصهيونية العالمية ، واشتروا قادة الدول الكبرى للموافقة على نقل اليهود من اوروبا الى فلسطين ، وقد تعاملت الحركة الصهيونية والبنوك الدولية التابعة لها مع الفاشيين في ألمانيا ومولت حركة هتلر الانتخابية وأوصلته الى الحكم عام 1933م ، ودفعت الحركة الصهيونية الأموال للفاشيين ليقوموا بمجازر ضد اليهود الفقراء لإجبارهم على الهجرة الى فلسطين من أجل إتمام مشروعهم الاستيطاني وبناء الدولة العبرية في فلسطين .
والخلاصة أنه من المؤكد أن الخزر لم يكونوا عرقا واحدا أو ينتموا الى قبيلة واحدة معينة ، ولكنهم تجمع  سياسي وعسكري من الشعوب والقبائل التركية وكانت اليهودية تجمع دينيا بين قادتهم ونخبهم الحاكمة والمؤثرة ، فكان يهود الخزر الذين انتقلوا الى القارة الاوروبية أولا والى القارة الامريكية ثانيا والذبن أطلقوا على أنفسهم يهود ( الاشكيناز ) لا علاقة لهم لا مكانيا ولا عرقيا ولا لغويا باليهود الاسرائيليين ولا ببني اسرائيل ولكنهم سيطروا على دولة اسرائيل وعلى يهود العالم والعالم أيضا . "

------------------
اعتقد بان هذا يبدو واقعي ... لكن البداية لم تكن بتلك الطريقة .

لماذا ؟

اعتقد بان البداية ..... كانت عبر نخبة سياسية حاكمة في الدولة العثمانية ....... عندما فكرت بتصميم مشروع لصناعة  نموذج لديانة تشبه الاسلام .... و يحمل كتاب يشبه كتاب المسلمين و توطينه في المنطقة ... كمشروع اختراق امني و سيطرة و احتلال استراتيجي .

لو فكرنا بهذه العملية .. ستكون صعبة ان يقتنع ناس ديانة غير متصلة .. او ليست ميراث قديم عاشوا عليه ... و لا يمكن ان يحدث هذا الامر...الا بطريقة واحدة :

قوة سياسية تملك سلطة كبيرة ، و تفرض على جماعة بشرية اعتناق اليهودية ........ لانه من الصعوبة البالغة ان تعتنق جماعات كبيرة ديانة، فاعتناق الديانة يمكن ان يحدث بشكل فردي و بشرط ان يكون دين موجود ....... لكن اعتناق جماعي و عن قناعة  لديانة جديدة .. فالامر صعب .

لكن سلطة العثمانين الكبيرة ... استطاعت ان تجعل قبائل في اسيا ينتمون لها او حول وطنهم، يعتنقون دين جديد  ...... و يحملون كتاب مقدس يشبه كتاب المسلمين .

المهم بعد ان تمت العملية  ... قام العثمانين بغرسهم و توطينهم في مجتمعات المنطقة  المسلمة .

العملية هي ... حسبة استراتيجية كبيرة ستستمر قرنين .. او حتى ثلاثة قرون ... ثم عملية غسيل دماغ .. بجعل السكان الاصلين يؤمنون بانها ديانة سماوية منزلة من عند الله و بان كتابهم من عند الله ........ و بانهم سابقون زمنيا في التواجد في المنطقة .

هذه مشاريع الجماعات السرية ....... و  التي تملك سلطات سياسية مطلقة يمكن لها من تنفيذ مثل هذه المشاريع الضخمة . 

العملية تمت في فترة احتلال العثمانين للمنطقة.
فلو تلاحظ ... بان كان تواجد اليهود في تركيا هو الاكبر و الاشهر .. يهود الدونمة .

ايضا تجد بان تواجد اليهود كان تحديدا في مناطق سيطرة و نفوذ الاتراك في المنطقة ...... اما خارج سيطرة الاتراك فلم يكن لليهود اي تواجد يذكر .

و لو تلاحظ ..... بان تعداد اليهود في كل اجزاء المنطقة ... قليل جدا ...... عبارة عن تجمعات مكونة من اسرة او اسرتين  قليلة .. و تتركز في المدن .

فلم يكن يوجد لهم تجمعات سكانية كبيرة ... مدن او قرى او محافظات الخ ........ اقليات بعدد الاصابع موزعة هنا و هناك ... يدل على ان لهم تاريخ و اصل في المنطقة

عمر هذا المشروع تقريبا  ... لا يتجاوز 300 سنة.
لكن بعد ظهور الطابعة ... و طباعة الاتراك كتب تاريخية للمنطقة ،فقامت بعمل غسيل عام جماعي لشعوب المنطقة ......... جعلتهم يفقدون ذاكراتهم الطبيعية التي شاهدوا فيها توافد اليهود للمنطقة بصحبة العثمانين.

تستطيع ان تلاحظ هذا ... عندما تقرا في رحلة نيبور للمنطقة قبل تقريبا 250 سنة ... لو تقرا نسخة اصل منها ... اتحدى واحد يطلع من رحلة نيبور اي ذكر لوجود يهود في المنطقة .

ايضا تلاحظ  ..... فالذكراة الشعبية لليمنين عن اليهود عمرها تقريبا 200 سنة تقريبا .

لقد كان مشروع استراتيجي ضخم ...... لتثبيت اصل لديانة جديدة على حساب المسلم و العربي صاحب الارض، لسرقة  كل ممتلكات المنطقة دينا و زمنا و تاريخا و انسانا.. و ارضا.

و اسرائيل اليوم هو امتداد لهذا المشروع.

و اخير

القران يحدثك بخلاصة هذا المشروع :

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ¤ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين}