الاثنين، 19 أغسطس 2019

اليهودية مشروع سياسي لصناعة عالم جديد

اذا اردت ان تصنع عالم جديد و يقوم على تاريخ جديد و حقيقة جديدة و زمن جديد من تأليفك كلها، فمنطقيا عليك اولا تدمير كل النصوص القديمة في العالم .

لان بقاء تلك النصوص القديمة، يعني بان الحقيقة الموجودة في تلك النصوص ستفرض نفسها و منطقها بقوة و شدة على العالم كله، ستحكم وعي العالم، بينما مشروعك قائم على صناعة زمن جديد للعالم مؤسس على تاريخ جديد و حقيقة جديدة.

لابد ان يتاسس عالم جديد على نصوصك الجديدة، و لابد ان يبدا زمن العالم الجديد من تاريخك الجديد الذي كتبته، و يجب ان يكون العالم بدا من تاريخك .

  و هذا الشيء تستطيع ملاحظته عندما تقرا عن تاريخ العالم، فتاريخ وعي العالم الحالي لا يبدا الا من تاريخ اليونان، فاليونان هم من كتبوا تفاصيل العالم كله، و هم بداية الوعي العلمي و الفكري للانسان اليوم، لكن لا تجد اي شواهد مادية حقيقية تؤكد هذا العالم، فلا تجد نقوش قديمة لهم و كتابات حجرية، كل ما وصل لنا من كتاباتهم هي نصوص مطبوعة بواسطة الة طابعة .

اليونان هم بداية الزمن، و عندها سيكون اي نص ينسب لذلك الزمن بمثابة حقيقة شرعية و تفرض نفسها و منطقها على العالم كله، و يمكن بعدها انتاج نصوص اخرى حديثة و تنسب لذلك الزمن لتصبح هي حقيقة ملزمة ...... الزمن يحكم منطق العالم .

و لهذا السبب، فانه من المنطقي جدا بان اي مشروع لصناعة عالم جديد للعالم سيتم على حساب المنطقة التي نعيش فيها ...لان منطقتنا تملك اقدم نصوص مكتوبة في الارض، و المشروع يتطلب احتلال للمنطقة و تدمير هذه النقوش او تزويرها .

و من هذا المدخل ستعرف حقيقة الديانة اليهودية و حقيقة كتابهم العهد القديم ...... و الهدف الرئيسي من صناعة هذه الديانة و كتابهم العهد القديم .

لان المنطقة قبل انطلاق مشروع العالم الجديد، كانت تحمل تسميات لهذه الكتابات القديمة التوراة و الانجيل الخ .... و لان اعلى نص مقدس في  المنطقة القران الكريم موجود في نقوش المنطقة القديمة ، و تتحدث نصوصه عن تلك الكتابات ، فلابد عندها من صناعة ديانة تحمل كتاب ديني يحمل اسم نقوش المنطقة ........ لان وجود نصوص في القران تتحدث عن تلك النقوش و تمدح فيها ، فان الامر سيجر سكان المنطقة للبحث عنها، لذلك لابد من صناعة ديانة يهودية و جعلها تملك كتاب يحمل اسم التوراة ......... حتى يتم قطع اي تفكير في البحث عن التوراة بحجة انها قد وصلت لليهود.

و من هذا المدخل تدرك لماذا تعمد المشروع صناعة كتاب يشبه كتاب المسلمين، و تحوي نصوصه على موضوعات و قصص مشابهة لقصص القران .

لان القران اصلا مكتوب بنقوش التوراة ... و لابد من صناعة كتاب يشبه القران و يتم تسميته التوراة .

و لانه لو لم يكن كتاب اليهود يشبه كتاب القران، اي لو كتبوا كتاب مختلف جذريا عن ماهو موجود اليوم في كتاب اليهود، لنقل كتاب لا يحوي قصص انبياء و لا يوجد فيه اي اشتراك مع القران،  فمن الاستحالة على المسلم تصديق ان هذا الكتاب هو التوراة، او يصدق بان اليهودية ديانه سماوية، عندها سيخلق هذا المنطق على المسلم البحث عن التوراة و سيصل عندها الى تلك النقوش القديمة، حتى لو تم تزويرها ، سيصل اليها الناس ، و من شروط استمرار مشروع العالم الجديد منع اي انسان من الوصول الى تلك النصوص القديمة و معرفة الحقيقة داخلها.

من هذا المدخل ايضا ........ تعرف لماذا اطلقوا على كتاب اليهود اسم العهد القديم .

و من هذا المدخل ايضا ........ تعرف لماذا مازال المسلم يعتقد باسبقية زمنية لليهودية على الاسلام في المنطقة ، و لماذا نصوص كتاب اليهود اصبحت مرجع في عقل المسلم رغم ان القران لا يتحدث بها .

هذا هو مشروع العالم الجديد او العهد الجديد .

{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ¤ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون }





هناك تعليق واحد: