الجمعة، 9 أغسطس 2019

خرافة الاصل السرياني للحروف المقطعة في القران

انا ارى ...... بان نتائج دراسة القران الكريم ( بحوث و اعادة تاويل القران) في واقعنا الثقافي في الماضي القريب و الحاضر محصورة بين نوعين فقط من النتائح :

النوع الاول التراثي ، و النوع الثاني التنويري

النوع الاول ... هي من مخرجات الباحث الذي يعتمد على كتب التراث التي وصلت لنا كارضية ثابته و راسخة و وافية  توفر له كافة المعلومات التي يمكن من خلالها الوصول الى نتائج صحيحة و لا تخرج عن الوعي الديني الذي سار عليه المجتمع و الوعي الديني منذ القدم.

النوع الثاني .... هي من مخرجات الباحث الذي غادر كتب التراث و اصبح يعتمد على دراسات المستشرقين الغربين و مصادر التاريخ الاخرى كارضية علمية و موضوعية توفر له توازن بين العلم الموضوعي و الدين، التي يمكن من خلالها الوصول الى نتائج موضوعية علمية صحيحة، و لا تخرج عن جوهر الدين بل عمل يساهم في تنوير  وعي المسلم .

لكن الملاحظة ... بان هذه النتائج ... يمكن القول بان كل مخرجاتها هي مخرجات كتبها الاخر و ليست مخرجات الباحث نفسه ..... لان هذين النوعين من الباحثين يعتمدان على ارضية كتبها الاخر، و لذلك فمهما كانت النتائج التي ستخرج من الباحث، فلن تخرج من الارضية التي كتبها الاخر، اذن فكل النتائج هي رؤية الاخر عنك، و الباحث التراثي او التنويري لا يقوم الا  بتوفير عملية الجهد للاخر في دراسة كتابه القران الكريم .

الباحث الاول يعتمد على كتب تراث لا يعرف اصلها و مصدرها. فربما لو اعتمد على كتب كتبها شخص معروف لديه حاليا سيكون منطقي ، لكن معظم مؤلفيها من اواسط اسيا ليسوا عرب، و لا يمكن الجزم بانهم كانوا مسلمين، فقط قيل له بان فلان الفلاني مسلم . و كونه مسلم و يكتب بالعربي جعله يعتمد و  بثقة على هذه الكتب كارضية ثابتة .

سنترك الحديث عن هذا النوع من الباحثين ( النوع التراثي)، فموضوعنا اليوم مرتبط بالنوع الثاني ، الذي لم يتعرض لنقد كفاية ، لانه يتستر بلباس جديد و انيق و يعتمد على سلطة معرفية محاطة بهالة من الدعاية .

هذا الباحث التنويري معذور نوعا ما ، لقد مل من كتب التراث و لم تعد تلبي كتب التراث حركة العصر، و لا تستطيع ان تقدم اجوبه لاسئلة كثيرة تظهر في المشهد الثقافي و العلمي، و مخرجات كتب التراث التي يقوم بها الباحث التراثي اصبحت مكررة . 

هذا الباحث التنويري قرر التوجه الى ارضية اخرى، لمواكبة حركة العصر و العلم و التغيرات، لتقدم له اجوبة للاسئلة التي لم يجد لها جواب في الارضية الاولى.

لكن اين المشكلة ؟!

ان الباحث التنويري يقوم بنفس العمل و الخطوات التي يقوم بها الباحث التراثي، و الاختلاف بينهما في الشكل فقط ..... اما البنية الفكرية فهي واحد لدى الاثنين ........ و مخرجات الباحث التنويري اصبحت مكررة و مستهلكة .

الباحث التنويري مشكلته في الشكل و ليس في البنية

فهو يستند على ارضية صنعتها بنية ثقافية مختلفة عنه تماما، و يجعل من هذه الارضية مصدر للعلم و الموضوعية ، عندها ستكون مخرجاته الفكرية عبارة عن دراسات لمستشرقين لا اكثر.

مع انه من المفروض ان على الباحث المتنور بناء ارضية بنفسه ، و يعتمد عليها في ابحاثه ..... لذلك تجد الباحث التنويري، يفرح جدا باي شيء جديد و قادم من اصحاب العلم و المعرفة الغرب، ليس لقيمته بل لانه جديد فقط و قادم من الغرب .

و هذا هو السبب في فكرة السريانية مع القران التي اصبحت موضى لهذا النوع من الباحثين و العلمانين ......... فيكفي ان تتحدث بهذا الخرافة السريانية، لتصنع لك مكانة في عالم التنوير.

هذه الفكرة حول الاصل السرياني لمفردات القران و للحروف المقطعة ... دائما ما اجدها عند العلمانين و المتنورين، لمجرد انها فكرة جديدة، و يتبناها مفكرين و باحثين غربيين ،خصوصا الباحثين اصحاب فكرة تاريخ الحضارة السريانية للعرب، لان الزمن الروماني يتبناها ايضا

لو تبحث في الدراسات التي كتبت حول القران ، ستجد بان اول دراسة تتحدث حول كون مفردات كثيرة من القران من اصل سرياني ، لباحث اسمه نولدكه ( تاريخ القران ) و يتحدث فيه بان القران يكشف اسرار خطابة لو قرانا القران من المفردات السريانية ، و هذه الدراسة هي دائما مرجع المتنورين، لدرجة انهم يحرفون معاني القران الواضحة لصالح نظرية هذا المستشرق، و اصبحوا يؤمنون بنتيجة هذه الدراسة العلمية و الموضوعية .

الباحث التراثي معاه ابن كثير ، و الباحث التنويري معاه نولدكه، و لا يوجد اي فرق جوهري .. و لا اريد ان اقول حاليا للمتنور بان المستشرقين الذين كتبوا دراسات حول القران هم انفسهم من كتبوا لك كتب ابن كثير ........ و مهمة الاثنين اخفاء حقيقة القران عنك.

لماذا ؟

في كتب التراث ......... ستجد بان معظم التفسيرات حول الايات المقطعة الموجودة في بدايات السور ، تتحدث بان علمها عند الله و لا يعلمها احد الا الله  ، لكن ابن كثير لديه تفسير اخر

يقول ابن كثيرحول تفسير ( طه ) ( ط ها ) ..... بانها الرسول كان يصلي و يقرا القران و يطول في الصلاه فكان يشقي نفسه فيها ، و كان من شدة الالم تتورم قدماه و تتفطر ، فيرفع رجليه من الارض من الالم ... فنزلت سورة ( طه ¤ ما انزلنا عليك القران لتشقى )، و (طه ) تعني ( طاها ) اي طأ بقدمك الارض يا محمد.

اما المتنور الذي يؤمن بفكرة الاصول السريانية للحروف المقطعة، فهو اصبح يروج لها تحت عنوان " اخيرا تم تفسير هذه الحروف المقطعة" ، خصوصا لو قالها باحث سعودي ، لان الباحث السعودي سيكون في وضع ( و شهد شاهد من اهلها ) سيكون حيادي و صادق و علمي .... لان القران نزل في السعودية ( ههه ) .

فكلمة

طه .... اصلها من كلمة سريانية تعني ( اناديك ايها الرسول )
الم .... اصلها من كلمة سريانية تعني ( يا ايها المستنير )

لاحظ الى جملة ( يا ايها المستنير )

و كيف ان هناك تعمد و تقصد من قبل صائغي هذه النظريات و الابحاث ، على اختلاق كلمة جديدة تناسب هذه الفئة المتنورة، و كأن هذه النظريات خرجت من وعي يدرك و يعي احتياجات هذا النوع من الباحثين و القارئين ........ فهو يخاطب هذا النوع  بنفس مفرداته،  لاعطاء و منح تفسيراته قبول و استحسان من خلال البرمجة اللغوية ...... لان  وعيهم قائم على مفردات التنوير و العلمانية.

يا ايها المستنير ( ههه )

اذن ما الفرق بين : نظرية ابن كثير ( طا بقدمك يا محمد) ، و بين نظرية المتنورين ( يا ايها المستنير ) ؟!

الشكل و مفردات اللغة فقط ... حب التقليعات الجديدة و الانيقة و الكلام الذي يحوي كلمات موسيقية .

هذا النوع الجديد من الباحثين ..... لا يريد ان يجهد عقله في البحث و لا يريد ان يفكر ........ و لا يريد ان يتعامل مع نصوص مقدسة بعقل يدرك بان قداستها قد خرجت من حقيقة ازلية ارتبطت باجداده القدماء ... لا يريد ان يستشعر انه هذه النصوص بمثابة الاصل و الفصل الحقيقي الذي خرج منه ... و هو مسؤول عن ادراكها بنفسه .

يعني هل يعقل :

ان نص مقدس جدا عجز  ان يستبدل جملة  ( الم ¤ ذلك الكتاب لا ريب فيه ) بجملة ( يا ايها المستنير ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ؟

كيف تحكمون ؟!

و لماذا يختصر (جملة يا ايها المستنير)  بجملة ( ا ل م ) ؟

------------------------------------

لابد من اسقاط هذه الخرافة و هذا الوهم الجاثم و المتعمد نشره و ترويجه و جعله موضى ....  لاخفاء حقيقة القران و حقيقة ما يجري في المنطقة، لان هذه الخرافة تستند على الزمن الوهمي الذي وصل لنا، و الذي جعل العقل لا يستطيع مغادرة تلك المخيلة الزمنية الطفولية الخرافية، التي تعتقد بان العالم و الارض كلها كانت مسيحية و يتكلمون لغة سريانية ، ثم جاء الاسلام و هو يتكلم عربي، فجعل العالم كله اسلام و يتكلم عربي، و لانه جاء الاخير ، فاكيد انه سيأخذ من السابق اشياء و يستفيد منه ، من باب ان السابق لديه شهادة خبره قديمة في الدين و كتابة النصوص الدينية  .

سخافة

اخرج يا ايها المتنور .... من هذه المخيلة الطفولية الخرافية ،  لانك الاصل و الفصل و غيرك وافد اليك .. لكن لان  اجدادك قد تعرضوا لاحتلال طويل من قوة خارجية و هو من كتب لهم تاريخ جديد لمحو ذاكرتهم .. و  هذا التراث الاحتلالي الذي ورثته هو من صنع لك هذه المخيلة الزمنية الوهمية  ... من اجل اخراجك من التاريخ و الزمن ثم الارض مستقبلا  .

------------------------------------

الان سنشرح حقيقة هذه الايات المقطعة

لو تلاحظ انه في الابجدية الانجليزية ، نسمي الحروف ( بي سي دي جي اس ان) ...... و هي تسميات منطقية ... لانها مجرد مخارج اصوات .

السؤال المنطقي

لماذا بعض حروف اللغة العربية نسميها  ( عين ، سين ،  قاف، الف ، نون ... الخ ) .. مع انه من المفروض ان نسميها ( عاء ، ساء ، قاء ، ااء ، ناء )، لانها مجرد مخارج صوت فقط ؟!

الان انظر للصورة

لدينا الحروف المقطعة ( عسق ) موجودة في سورة الشورى

كيف يقراها المسلم ؟

عين سين قاف

صح ؟

الان دعنا نقوم بتجربة تخيلية

و نفترض ان دولة واحدة اصبحت تحكم المسلمين و العرب .. و قررت القيام بتعديل على الخط .. لن تعدل كل الخط بل ستعدل حرف واحد فقط .. ستبدل حرف واحد من الخط الحالي الذي نكتب به ... و سيفرض ايضا على كتابة المصحف  ...... و قد لقى الموضوع قبول الجميع . 

الحرف الذي سيتم تغيره هو حرف ( ع ) ...... و قررنا استبداله برمز اخر و هو رسمه ( عين  انسان ) .

بدل هذا الشكل ( ع )  سنرسم  ( عين انسان )

الان تخيل

ان بعد تنفيذ التعديل ... ستصبح بداية  سورة الشورى في المصحف مكتوبة بهذا الشكل :

(رسمة عين انسان)سق .

فكيف ستقراها  ؟

هل ستقراها .......  (عين سين قاف ) .... ام ستقراها ......( اي) سين قاف ... ( eye ) سين قاف  ؟

طبعا ستقراها ... عين سين قاف

و هذا معنى قول الله تعالي ( تلك ايات الكتاب المبين انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون )

( رسمة عين الانسان ) تقرا ( عين ) و ليس ( eye )

سنقراها تماما بنفس الطريقة التي كنا نقراها قبل تعديل الخط ،
و لا نقراها ( عسق ) (عاساق) بشكل مترابط ،  نقراها مقطعة  كما ورثنا القراءة  من اجدادنا ، لاننا هكذا نقرا الايات المقطعة التي تاتي في بدايات السور ببتلك الطريقة .

عين سين قاف

الان

بعد ان بدلنا خط القران

فكيف سنقرا الكلمة داخل القران و التي تحتوي على حرف ( ع ) بالشكل الجديد ؟!

مثال

(رسمة عين انسان)ربيا

فهل ... سنقراها (عينربيا ) .... ام .... سنقراها ( عربيا ) ؟!

سنقراها طبعا (عربيا)

تماما كما كنا نقرا القران في السابق قبل تعديل الخط و لا علاقة للشكل الجديد لحرف العين بطريقة نطقنا للقران ...هو مجرد رمز لا اكثر ........ و نحن فقط نقرا حرف ( ع ) ب ( عين )  في الايات المقطعة في بداية السور .... فقط  فقط .

و هذه هي اول قاعدة من قواعد قراءة الكتابة الاولى التي انزلت منذ البداية  بلسان عربي مبين غير ذي عوج، هذه الكتابة التي كانت تسمى بالتوراة  .... و التي سميت زورا بالهيروغليفية .

ما هي اهمية ذكر هذه الايات المقطعة في بدايات سور القران ؟

عندما تفكر  بعمق كبير جدا ... من اجل الوصول لجوهر المشكلة التي بنا او من اين بدات المشكلة  ...لابد ان تصل لادراك ان جوهر المشكلة يكمن في وجود ارشيف قديم تم اخفاءه عمدا ثم كتب لنا و للعالم رواية جديدة افتراضية و  فيها تاريخ البشرية حتى اليوم. اهمية الارشيف انك ستعرف ذاكرة الانسان في الارض، و  هذا الشيء لا يستشعر الكثير مدى خطورته، لان اخفاء حقيقة مدونة قديما جدا يعني بانك ستبني تصورات و نظريات خاطئة و تزرعها في عقل الانسان. لذلك اذا كان هناك مهمة الهية و مهمة انسانية فهي تقوم على اساس استعادة هذا الارشيف المخفي .

اما اذا اردت حل اي  مشكلة .... فعليك ان تتجه الى جذر المشكلة، و مشكلتنا في حقيقة نصنا الاولي التاسيسي ...... و حقيقة النص تبدا من الحروف ( الايات) و ليس من الكلمات و الجمل . و هذا هو السبب الجوهري الذي من اجله وردت الحروف المقطعة في بدايات سور القران الكريم .......خطاب القران يريد ان يحل لنا المشكلة من جذورها، لان اللعبة الصهيونية بدات من الحروف و ترجماتها المزيفة الوهمية لنقوش المنطقة.

{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}

مقياس وصول الفكرة يعتمد على جواب السؤال الاتي :

هل يمكن القول بان الخرافة السريانية قد سقطت نهائيا و بدون اي رجعه  ؟!

ادعو الله ان يهدي الجميع

{تلك آيات الكتاب المبين ¤ إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}

.
.
.


هناك 3 تعليقات: