الخميس، 22 نوفمبر 2018

التحنيط - عقيدة دينية واحدة بين مصر و اليمن

ما هي المعلومة الهامة و المؤكدة التي لا يريدك الغرب ان تدركها و تستشعرها جيدا بعد اكتشاف اعداد كثيرة جدا من المومياءات في اليمن  ؟

لا يريدك ان تدرك بشكل قاطع بان العقيدة الدينية في مصر و اليمن قديما كانت واحدة .

سيحاول الغرب حرفك عن هذه الحقيقة بشتى الطرق و النظريات و المعلومات ..... سيقول لك الغرب :

  - سيقول لك الغرب بان التحنيط في اليمن مختلف عن مصر
  -  سيقول لك الغرب بان موميات اليمن ربما اقدم من موميات مصر
  -  سيقول لك الغرب بان المواد المستخدمة في التحنيط في اليمن مختلفة جدا عن مصر، و بعضها مستورد من الهند.
  - سيقول لك الغرب بان التحنيط كانت مرحلة تطورية مرت بها البشرية.
  - سيقول لك الغرب بان التحنيط في مصر مازال لغز معقد

و كل هذه المعلومات و القواعد و النظريات كاذبة حتى لا تدرك بان الجثة المحنطة في اليمن هي نفسها الجثة المحنطة في مصر .

لأن :

-  اذا كان التحنيط مختلف بين مصر و اليمن فلماذا مواد الطقوس الدينية كانت تستورد من اليمن و هل المومياء المكتشفة لتاجر يمني كان وكيل توريد المواد و النباتات المقدسة التي تدخل في طقوس المعابد و كانت محفوظة داخل تابوت الخشبي منقوش عليه بخط المسند،  و مدفونة في مصر في مقبرة الاله اوزير ، فهل كانت محنطة بالطريقة اليمنية او الطريقة المصرية ؟
مع العلم بان المومياء سرقت حتى لا تكون دليل مادي على انها نفس الحالة التي كانت في مصر .

- اذا كانت مواد التحنيط في اليمن مختلفة عن مصر ، فهل يعقل ان مصر قديما تستورد المواد و النباتات المقدسة من اليمن، بينما اليمن تستورد من الهند لاجل التحنيط ...... كلام مضحك .
  المواد المستخدمة في التحنيط واحدة في مصر و اليمن و اهم مادة في عملية التحنيط هي مادة ( المر ) ، و لم يكن هناك شيء اسمه الهند حتى تستورد منها اليمن مواد . و اهم مكان كان مصدر لهذه المادة في الماضي هو جنوب الجزيرة العربية.

- اذا كان التحنيط في مصر لغز ،  فنحن الى اليوم لا نعرف اين يكمن اللغز  .... ماهو هذا اللغز المعقد بالتحنيط في مصر و الذي الغرب كل فترة ينشر حوله  بحوث و اخبار في الاعلام و الدوريات العلمية ، و يجعل الناس تضج كل فترة في التفكير بالموضوع .
يعملون هالة كبيرة في موضوعات تافهة ، لجعل العقل يصاب باعاقة و عجز في التفكير ... لانه عندما يسمع الغرب يردد دائما كلمة لغز معقد و ينشرها في دوريات علمية ........ يجعل الكثير يفكرون بان هذا الامر مادام يحير الغرب فلابد ان الامر كذلك و بالتالي يجب ان اردد مثلهم .... اللغز المعقد ..... و الاختلاف بين التحنيط في مصر و اليمن ، مثل الاختلاف بين غسل و تكفين الميت اليوم بين مصر و اليمن .

القصة سهلة جدا ... و لا يوجد اي لغز معقد ... صح ؟

- الجثث المحنطة في مصر و اليمن بنفس العمر ........ و بنفس الحقبة الزمنية ، و الدليل مومياء التاجر اليمني المدفونة في مصر.

  - سيقول لك الغرب بان التحنيط مرحلة مرت على البشر، و هذا غير صحيح ، لان المومياءات المكتشفة في بقية العالم حالات شاذة جدا و ليست وفق الطريقة في المنطقة ، بل حفظت نتيجة عملية دفن في اماكن بارد بين الثلوج ، و بعضها بسبب الطين . التحنيط في مصر و اليمن كان يعتمد على مادة المر .
كذلك .. المنطق العلمي يفرض علينا عدم جعل حالة شاذة كمقياس على ان منطقة شهدت تحنيط ، المقياس هو العدد الكثير ، الذي يؤكد على وجود ثقافة راسخة في المجتمع و شهدت تلك الثقافة عملية تحنيط ، لانه قد تكون جثة محنطة تم سرقتها و نقلها الى مكان اخر بعيد عبر لصوص التاريخ ، لتزوير الحقائق و صناعة قناعات مزيفة و كاذبة ...... و هو فعلا ما كان يلاحظه سكان بعض مناطق اليمن من ملاحظتهم الى غرباء ياتون الى قراهم يبحثون عن مومياءات لسرقتها . لصوص تاريخ . لكن في اليمن و مصر تحوي اعداد كبيرة جدا ، و هذا يدل على ثقافة راسخة .
--------------------

الان دعونا نفد كلام الغرب

● لنفترض اننا بعد الف سنة  .. و قام شخص بفتح قبر في مصر و وجد عظام جثة داخل كفن ابيض ، و اكتشف شخص اخر عظام جثة في اليمن داخل كفن ابيض بنفس الطريقة .
فالسؤال المنطقي : هل الجثة المكتشفة في مصر كان صاحبها يعبد امون و اوزريس ، بينما صاحب الجثة المكتشفة في اليمن كان يعبد المقة .

المفروض ان اكتشاف اعداد كبيرة من الجثث المحنطة في اليمن يجعل المنطق يقول :

بان الجثتين المحنطتين في اليمن و مصر  خرجتا من عقيدة واحدة ، خرجتا من نفس التصور الروحي و الوجودي للحياة  . و بان  المجتمع القديم الذي كان في اليمن و صنع الجثة المحنطة كان يملك تصور روحي و وجودي و فكري للحياة  ...... هو نفسه التصور الروحي و الوجودي و الفكري للمجتمع القديم في مصر و الذي صنع الجثة المحنطة. 

و كلا المجتمعان في القديم كانا يحملان عقيدة دينية  واحدة .

الموضوع سهل جدا و واضح و بدون كثرة كلام و لا يحتاج الى خبير و عالم يحمل شهادة دكتوراة من جامعة اكسفورد.

و الدليل
التابوت الخشبي المكتشف في مصر قرب هرم سقارة في احدى معابد الالهة المصرية اوزير  و الذي كما قيل بانه كان يحوي مومياء لكنها سرقت ، و هي لتاجر من اليمن اسمه زيد و توفي في مصر  و كان وكيل توريد المواد و النباتات المقدسة التي كانت تستخدم في طقوس المعابد ...... و هذا يعني وجود عقيدة مشتركة .
لكن انظر كيف كتب الغرب قصة المومياء التاجر الذي تم دفنة في مقبرة الاله اوزير بمثابة تكريم له من الاله اوزير ... تكريم من الاله اوزير للتاجر اليمني بدفنه في مقبرته ، لان التاجر اليمني لا يؤمن بالاله اوزير بل بالالهة اليمنية ( المقة ) . الامر مجرد تكريم ... لا يريدك الغرب ان تفهم

لانه اذا كان الامر مجرد تكريما له .... فهل يمكن القول بان جاري في اليمن الذي ذهب لمصر للعلاج و توفي هناك و دفن في مقابر المصريين، فهل عملية دفنه في مقابر المصريين بمثابة تكريم له من الهة المصرين ( الله)، مجرد تكريم و ليس ايمان منه بنفس الهة المصريين (الله )  لان اليمني لا يؤمن بالاله (الله) بل بالالهة ( المقة ) ؟

هل وصلت الفكرة

و لذلك فالمنطق يقول معنا ثلاثة احتمالات :

اما ان عقيدة مصر قديما هي نفس نفسها عقيدة اليمن قديما ، و بالتالي لا صحة ابدا لما كتبة الغرب عن ديانة اليمن قديما، او ان عقيدة اليمن قديما هي نفسها عقيدة مصر قديما، و بالتالي لا صحة ابدا لما كتبه الغرب عن ديانة مصر قديما. او ان عقيدة اخرى مجهولة كانت عقيدة مشتركة بين مصر و اليمن قديما ، و لا صحة ابدا لما كتبه الغرب عن ديانة مصر القديمة و اليمن القديمة .

و  اي احتمال صحيح من بين هذه الاحتمالات  .... لابد ان تكون من نتائجة التلقائية ... ان يكون الغرب في موضع كاذب و بشكل مؤكد .

اذا ... الغرب اليوم في موضع كاذب و بشكل مؤكد .... منطقيا.

و هو يحاول الان ... اخفاء حقيقة مزلزلة .

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

التحنيط ينسف التاريخ الذي كتبه الغرب للمنطقة


السؤال الطبيعي كيف نقرا تاريخ الانسان القديم ؟

نحن نقرا تاريخ الانسان قديما بناء على شيئين اثنين :
1- نصوص قديمة تركها
2- اثر مادي كان يستخدمه و مرتبط به

الان لنبدا مشاهدة هذا العمى

● قد يكون من المنطقي ان النصوص الكتابية القديمة هي الوثيقة الاقوى التي ستقدم لنا صورة عامة عن معتقد و اخلاق و فكر الانسان قديما ، لكن هناك مشكلات عديدة في هذه العملية :

اولا : صحة الترجمة

قد تكون الترجمات غير صحيحة و سليمة ، او ليست دقيقة 100% ..... و هذا يجعلنا ندخل بشكل مؤكد في عالم ميثولوجي خصوصا و نحن نستند في تخيل الزمن القديم بناء على قاعدة اساسية و هي التطور ..، بان الانسان كان في مرحلة قريبة من الحيوانات و تطور وعيه مع الزمن حتى وصل لوعي اليوم، و سنفترض عالم اسطوري. و سنؤمن مثلا بان المصرين كانوا يؤمنون حقا بات بالهة تموت و يقسم جسمه على كل انحاء الارض و تقوم زوجته  بتجميع جسدة و تبكيه ثم تضعه في تابوت و ترسله الى الارض المقدسة .

ثانيا : مشكلة تاويل النص

لماذا عندما نكتب  موضوع حول شيء ما ، و عندما نعود لقراءته بعد فترة طويلة نشعر و كاننا لم نقم بكتابته؟  هل مر عليك مثل هذا الشعور ، اعتقد ان الكثير مر بهذا الامر ، لكن هل سالت نفسك عن اسباب تلك الظاهرة ؟
                

عندما نقوم باسقاط احاديثنا الحية على الورق  بهيئة نصوص كتابية،  نكون بذلك قد افقدنا لغتنا الحية لمعلومات كثيرة توضح المعاني التي كنا نقصدها.
فاللغة الحية بمجرد تحولها الى لغة نصية فانها تتعرض الى تحريف في المعاني و المقاصد الحقيقية التي قيلت اثناء الحديث المباشر، و يحتاج النص عندها الى ادوات كثيرة تساعدنا في تفسر معانيه و مقاصدة بشكل صحيح كما كان في صورته الحية المباشرة. نحن نحتاج الى معرفة نبرة المتكلم و تعابير وجهه و ثقافة المجتمع و بيئة المتكلم و مجتمع المتكلم و الظروف المحيطة ساعة الكلام ........ حتى نفهم المقصود الصحيح من النص .

ساضرب مثال بسيط ............ تخيل انك كنت تستمع لحوار بين صديقين و قال احدهم للاخر في نهاية الحوار من باب الدعابة: لقد قتلتني  .  و الان لنتخيل ان الحوار تم تدوينة بشكل نصي . و قراه شخص امامك سيعتقد بان الرجل قتل فعلا ..بينما انت كنت شاهد حي اثناء الحوار و تدرك المعنى الحقيقي للجملة و ظروف قولها ..ان الرجل كان يضحك و هو ينطق جملته و كانت من باب المجاز على مقلب قام به صديقة .

هذا المثال يتكرر بشكل مستمر في حياتنا اليومية ، و بدون ان ننتبه ، خصوصا عندما نقوم بنقل احاديث كنا شاهدين عليها لاشخاص، فنحن ننقل نصوص فقط تفتقد للمعلومات و الظروف المحيطة بالنص، فيصبح المعنى غير المعنى الحقيقي .  مشوه و محرف . و يسبب كثير من المشكلات .

و هذا هو السبب في تلك الظاهرة التي تجعلنا نشعر عند عودتنا لقراءة نصوص كتبناها في الماضي ،  باننا لم نقم نحن بكتابة تلك النصوص .  فنحن عندما نقوم بالكتابة فنحن نسقط النصوص و لا نسقط المعلومات و الظروف المحيطة التي خلقت تلك لنصوص و عندما نعود لقراءته فنحن نقر نصوص تفتقد للمعلومات و الظروف المحيطة ساعة كتابة النص ، و لم نعد نجد حيوية النص التي تجعلنا نشعر و نحس بالنص .

فاذا كنا مختلفين على تاويل نصوص كتبت قبل 50 سنة ، فكيف بنصوص كتبت قبل 5000 سنة و ربما عمرها اكبر بكثير .

● اما الاثر المادي فهو الذي يقدم لنا صورة اقرب للحقيقة ، حول وعي الانسان قديما ، لا اقصد بالاثر المادي النقوش، بل المواد المرتبطة بالانسان قديما مثل اللباس و الاكل و الرسوم و المنزل الخ .

و الان سنتحدث عن العقيدة فقط

تحدثت في مقال سابق عن اكتشافي لمقبرة تحوي جثث محنطة ، و التي زودتني بمعرفة حول علامات اماكن دفن الموتى في قديم الزمان ، و تلك العلامات هي التي اوصلتني الى نتيجة اخرى مؤكدة و هي ان جبال اليمن ممتلئة بجثث محنطة و باعداد كبيرة جدا . هذا الاكتشاف بالاظافة الى كتشاف اثار مصرية القديمة كثيرة  في اليمن ، و في مناطق منعزلة جدا و وعرة .اثارت داخلي اسئلة كثير جدا و كان اصعبها، ما طبيعة العلاقة بين مصر و اليمن قديما ؟

لماذا طرحت على نفسي هذا السؤال ؟

السؤال منطقي جدا ... لانه لا يوجد في المنطقة مكانين اكتشف فيهما جثث محنطة ( بشكل واضح و كبير ) مثل اليمن و مصر . و حتى اكون اكثر دقة ، ففي اليمن يظهر الامر بشكل ملفت و كبير جدا ..نعم حقيقة ...جبال اليمن ممتلئة بالجثث المحنطة باعداد مهولة .

و هذا الامر يفرض علي اي عقل سليم و بشكل تلقائي طرح سؤال منطقي .............. حول العلاقة و هل كانت هناك عقيدة واحدة مشتركة ، فالتحنيط طقس ديني و من الطبيعي ان يكون الامر مرتبط بعقيدة مشتركة .

اعتقد ان الاجابة سهلة جدا و صعبة جدا بنفس الوقت

لماذا ؟

سؤال منطقي :

لنفترض اننا بعد الف سنة ، و قام شخص بفتح قبر في مصر و وجد عظام جثة داخل كفن ابيض، و اكتشف شخص اخر عظام جثة في اليمن داخل كفن ابيض بنفس الطريقة .
السؤال المنطقي :  هل الجثة المكتشفة في مصر كان صاحبها يعبد امون و اوزريس ، بينما صاحب الجثة المكتشفة في اليمن كان يعبد المقة .

الاجابة واضحة جدا

و هذا نفس الامر فس الجثة المحنطة في اليمن ، و التي هي نفسها تماما الجثة المحنطة في مصر ، في وضعية التحنيط(ضم الرجلين) ، و في المواد و في القماش .و ان كان هناك اختلاف فهو في تفاصيل مثل الاختلاف بين حرف العين المكتوب بخط النسخ و حرف العين المكتوب بخط الديواني .

لكن ماذا عن العقيدة ؟

المنطق يقول بان الجثتين المحنطتين خرجتا من عقيدة واحدة ، خرجتا من نفس التصور الروحي و الوجودي للحياة ، في كل شيء .


المجتمع القديم الذي كان في اليمن و صنع الجثة المحنطة كان يملك تصور روحي و وجودي و فكري للحياة  ...... هو نفسه التصور الروحي و الوجودي و الفكري للمجتمع القديم في مصر و الذي خرجت منه الجثة المحنطة. 

كلا المجتمعان كانا يحملان عقيدة دينية  واحدة. الموضوع سهل جدا و واضح و بدون كثرة كلام و لا يحتاج الى شهادة دكتوراة من جامعة اكسفورد . 


و من يريد دليل ليتاكد اكثر .... قصة التابوت الخشبي المكتشف في مصر قرب هرم سقارة في احدى معابد الالهة المصرية اوزير  و الذي كما قيل بانه كان يحوي مومياء لكنها سرقت ، و هي لتاجر من اليمن اسمه زيد و توفي في مصر  و كان وكيل توريد المواد و النباتات المقدسة التي كانت تستخدم في طقوس المعابد . و دفنة في مقبرة الاله اوزير بمثابة تكريم له من الاله اوزير ، و  تعني وجود عقيدة مشتركة.

كان من المفروض ... بان اكتشاف اول جثة محنطة في اليمن ، يصنع هزة كبيرة في الاوساط العلمية لدينا ، فكيف لو كان الامر اعداد مهولة من الجثث المحنطة في جبال اليمن .

و من المفروض ايضا ...... ان اكتشاف اعداد كبيرة من الجثث المحنطة في اليمن ، تجعل اي انسان يملك ذرة عقل سليم  ان يجزم بوجود مجموعة بشرية واحدة كانت تسكن مصر و اليمن و خرجت من مكون ثقافي واحد .... و تقدم لاي باحث او عالم مفتاح رئيسي و اساسي في دراسة التاريخ .

لكن للاسف العقل في نوم عميق جدا .

اذن اين الصعوبة  ؟

الصعوبة فيما يكتبه الغرب لنا من تاريخ ، و  المحاط بهالة من الامانة العلمية و الاخلاقية و الرفاهية ، و اصبح من المسلمات الفكرية ، التي تجعلنا نفقد الثقة بانفسنا و بتفكيرنا ، و تحولنا الى كائنات مستهلكة له ، لا تستطيع الانتاج و التفكير .

لانه حسب التاريخ الذي كتبه الغرب ، فمصر القديمة كان المجتمع يعبد الالهات المعروفة ( امون ايزيس رع اتون اوزريس حورس )، اما في اليمن فكان المجتمع يعبد ( المقة عم سين). و لا اريد ان أفتح ايضا باب اخر مرتبط بنفس الموضوع حول اللغة ، لكننا سنؤجله الى مقال اخر .

و هذا التاريخ الذي كتبه الغرب لنا ، جعلنا نفهم قصة المومياء للتاجر اليمني التي كانت موجودة في التابوت الخشبي المنقوش عليه كتابة بخط المسند بشكل صعب و مختلف، فجثة محنطة توضع لتاجر يمني في مقبرة للالة  اوزير تجعلنا نفترض بانه تكريم، لانه يؤمن بالاله المقة ، لكن من باب التكريم فقط .

و هنا الصعوبة

الهات مختلفة و لغات مختلفة .... و طقوس واحدة . 

كيف نحل هذا التناقض ؟

ساخبركم كيف نقوم بالحل 

عندما تناقلت الاخبار قصة اكتشاف مومياءات في اليمن،  حدثت هزة في الاوساط العلمية في الغرب ،بل دق ناقوس الخطر عندهم ،  فلم يكونوا يتوقعون هذا الشيء، و هم الذين قد زاروا اليمن و تجولوا فيها و كتبوا تاريخها ،و لم يمر عليهم اثناء تجوالهم في اليمن اكتشاف اي جثث محنطة،  حتى يكونوا قد استعدوا لها بروايات تاريخية، و السبب لان القدماء كانوا يضعون الجثث المحنطة  في اماكن بعيدة جدا و مرتفعة جدا في الجبال و لا تطولها يد احد، بل انه لا ينتبه لها احد من السكان ، و هي باعداد كبيرة جدا . و يمكن ان نقوم باعداد فلم و رفعه للانترنت ، و نحن نفتح احدى المقابر الموجودة في احدى الجبال لاول مرة و نشاهد منظر للجثث المحنطة.

المهم

و بعد اكتشاف اول جثة ، و تلاها اخبار اكتشاف جثث اخرى ، تطلب الامر زيارة من قبل باحثين و مؤسسات غربية  لليمن .

و قد اتحفتنا قناة نشيونال جيوجرافيك بفلم وثائقي بعنوان موميات ملكة سبأ ، يوثق رحلة خبير و عالم انجليزي يستطلع تلك الموميات .

و كعادة خبراء و علماء الغرب دائما عند تقديم انفسهم لاول مرة، يرسمون للمشاهد او القارىء صور خيالية و انسانية و عبقرية عن انفسهم، لتعطي لنا اشارات تجعلنا نستسلم و نؤمن بقصص اكتشافاتهم و نتائجهم و نثق باسباب اهتمامهم و رحلاتهم .

قدم الخبير الانجليزي نفسه ،  بان السبب وراء اهتمامه بالبحث عن المومياءات هو حادثة موت صديق او قريب له، جعلته يفكر بالموت و يبحث عن مومياءات في العالم .... و في يوم ما ارسل له صديق يقول له بان هناك اخبار عن اكتشاف موميات في اليمن. و على حسب كلام الخبير بان الخبر كان صادم له ، و بانه لم يكن يتوقع ابدا وجود موميات في اليمن .. و لم يسمع من قبل في التاريخ عن اكتشاف موميات  في اليمن .

طبعا هذا الخبير صادق في كون الغرب لم يعرف من قبل عن موميات في اليمن، و كما قلنا بان السبب اماكن تواجدالموميات  بعيدة و ليست في متناول اليد ، و صادق جدا في موضوع الصدمة لانها ستكشف تاريخ لايريد الغرب ان نعرفه .

لكنه كاذب بقصة صديقه الذي توفي و بان هذا الشيء هو السبب في اهتمامه بالبحث عن الموميات ، و كاذب في قصة صديقة الذي ارسل له خبر اكتشاف موميات في اليمن على بريده الالكتروني، لانه يعمل لحساب موسسة واحدة غربية و تتخذ اسماء عديدة في جميع دول اوروبا و هي مهتمة بالاثار في منطقتنا .

الغرب كان قد كتب لمصر قصة تاريخها و قصة الهاتها و لغتها ، و كتب ايضا لليمن قصة تاريخها و لغتها و الهاتها.


لكن فجاءة نكتشف تابوت خشبي مكتوب عليه بخط المسند و فيه مومياء و مدفونة في مصر،  و نكتشف جثث محنطة في اليمن متشابهة مع مصر .

مشكلة كبيرة جدا ستهدد الرواية التاريخية التي كتبها الغرب عن المنطقة  ..... طيب ما الحل ؟

1- بخصوص المومياء داخل التابوت الخشبي المكتشف في مصر، نقوم بسرقتها و اخفاءها ... و لا نسرق بقية المومياءات ... و التهمة ستكون للصوص الاثار .

لانه اول مرة يقوم اللصوص بسرقة مومياء ، اللص يسرق كنوز و ذهب ،  ماذا يعملون بالمومياء ، طيب لماذا لم يسرق المومياءات الاخرى التي كانت مدفونة جنب التابوت ؟!

لانه بقاء المومياء تعتبر دليل مادي على ان اليمن و مصر في عقيدة مشتركة .

2- بخصوص الموميات في اليمن

سنرسل خبير و نحاول تاسيس و تثبيت معلومة بشكل علمي لتزوير العقل عند محاولة فهم التاريخ .

الخبير الانجليزي بدا يستعرض عقله امام الكاميرا و دقة معامل الغرب الذي ارسل لهم عينات من قماش و شعر الموميات ، و بدا عملية التضخيم للموضوع .

  - واو التحنيط جيد و مختلف عن ماهو موجود في مصر
  - واو ربما نحن امام موميات ربما اقدم من موميات مصر
  - واو المواد المستخدمة مختلفة جدا، و بعضها مستورد من الهند.

و كله كذب في كذب

التحنيط في اليمن هو نفسه التحنيط في مصر و لا فرق اطلاقا ،و المواد المستخدمة في التحنيط هي نفسها في مصر و اليمن و من اهمها مادة المر  ، و لم يكن هناك شيء اسمه الهند حتى تستورد منها اليمن مواد  ....... فاذا كان الغرب نفسه كتب عن ان التابوت الخشبي خاص برجل يمني كانت تاجر المواد التي تستخدم في طقوس المعابد، لكن في حالة اليمن يقول بان اليمن كانت تستورد من الهند .

تخيل ......مصر تستورد من اليمن المواد التي تدخل في الطقوس الدينية ، اما في اليمن فهي تستورد مواد التي تدخل في الطقوس الدينية من الهند . كلام مضحك .
.

و اما عن اعمار الموميات.... فكلها من حقبة زمنية واحدة .

طبعا الغرب دائما عندما يكتب تاريخ ، فهو يحاول صناعة ذوات متضخمة عند سكان المنطقة ، ذوات مرضية ..... تجعل عقول الناس العادين و حتى الباحثين مسكونين بوهم التفرد و العظمة ... فتحول التاريخ الى مرض ... كان ابي و جدي .......... و لا يحاول استخلاص المعرفة من التاريخ و فهم السياق الديني و الاخلاقي و العلمي و الهندسي ،  و حتى لا يجعلوا الناس ينتبهوا لما يريده الغرب و يحاول ان يخفيه بشكل متعمد . 

عندما تدخل صفحات تاريخ في مواقع التواصل و  يتحدثون في موضوع التحنيط، تجد معظم تعليقات الناس :

- التحنيط في مصر كان لغز معقد
- وجدوا جثة محنطة في ليبيا يقول العلماء انها الاقدم و هي الاكثر اتقان
- التحنيط في اليمن الاقدم .

و الله الواحد يضحك و يشعر باسى في نفس الوقت ، يعني التاريخ لدينا من اجل الحصول على كلمات : الاعقد الاقدم الاكثر الاول.

لا اعرف ما هو الشيء الذي يجعل الناس تفتخر بالتحنيط ، لا حول و لا قوة الا بالله ، مدعاة للفخر؟! . و لا تعرف ما هو الفخر ، لا يريد ان يعرف من التاريخ الا المفاخرة ... مع ان الموضوع ليس فخر .. لا نهم لا يريدون الوعي بالتاريخ و فهم سياقنا .

هل هناك من يفتخر بتحنيط اجساد  ؟
يفتخرون بتجهيز موتى ههه

مرض ..... الله يمرض من امرض الناس بهذا الشكل  .

و لا اعرف ايضا .... ماهو هذا اللغز المعقد بالتحنيط في مصر و الذي الغرب كل فترة ينشر حوله  بحوث و اخبار في الاعلام و الدوريات العلمية ، و يجعل الناس تضج كل فترة في التفكير بالموضوع .
يعملون هالة كبيرة في موضوعات تافهة ..  لتجعل العقل يصاب باعاقة و عجز في التفكير ... لانه عندما يسمع الغرب يردد دائما كلمة لغز معقد و في دوريات علمية.... يجعله يفكر بان هذا الامر مادام يحير الغرب فلابد ان الامر كذلك و بالتالي يجب ان اردد مثلهم .... اللغز المعقد .

و القصة سهلة جدا .. تحنيط و بس ... و انتهت القصة ، و لا يوجد اي قصة معقدة او لغز معقد  .. التحنيط واحد .
و كل الجثث المحنطة المكتشفة في المنطقة خرجت من حقبة زمنية واحدة و بعمر متقارب . و المواد المستخدمة في التحنيط واحدة في كل مكان  .. و اهم مادة من تلك المواد بل الاساسية هي (المر) .. و اهم مصدر لهذه المادة كان في الماضي  هو جنوب الجزيرة العربية.

و الاختلاف بين التحنيط في مصر و اليمن ، مثل الاختلاف بين غسل و تكفين الميت اليوم بين مصر و اليمن .

القصة سهلة جدا ... و لا يوجد اي لغز ... صح ؟

زمان لم يكن هناك وعي مثل وعي اليوم ، الارض واحدة و التاريخ لم يكن يقرا العالم قديما كما نريد ان نقراه اليوم. نحن الان نعيش وعي سايكس بيكو، هذا الوعي انعكس على نظرتنا و قراءتنا للماضي ، فتخيلنا ان وعي سايكس بيكو الحالي يفرض علينا تخيل سايكس بيكو قديم يكتب الماضي ايضا.

فتخيلنا مصر حضارة و العراق حضارة و اليمن حضارة و ليبيا حضارة و المغرب حضارة ، و هناك لغة في مصر و لغة في العراق و لغة في سوريا و لغة في مصر ، و هناك دين في مصر مختلف و دين مختلف في اليمن و في العراق دين مختلف و في سوريا . و هناك تحنيط في مصر مختلف عن التحنيط في اليمن ، و هكذا .

و الحقيقة هي حضارة واحدة انتشرت في المنطقة كلها و استقرت في كل المنطقة .

يبقى السؤال :

كيف نحل التناقض السابق ، الهات مختلفة و لغات مختلفة .... و عقيدة واحدة ؟

المنطق و العقل يقول معنا ثلاثة احتمالات :

1- عقيدة مصر قديما هي نفس نفسها عقيدة اليمن قديما ، و بالتالي لا صحة ابدا لما كتبة الغرب عن ديانة اليمن قديما

2- عقيدة اليمن قديما هي نفسها عقيدة مصر قديما، و بالتالي لا صحة ابدا لما كتبه الغرب عن ديانة مصر قديما.

3- عقيدة اخرى مجهولة كانت عقيدة مشتركة بين مصر و اليمن قديما ، و لا صحة ابدا لما كتبه الغرب عن ديانة مصر القديمة و اليمن القديمة .

و  اي احتمال صحيح من بين هذه الاحتمالات  .... لابد ان يكون من نتائجة التلقائية ...... ان يكون الغرب في موضع كاذب و بشكل مؤكد .

اذا الغرب الان في موضع كاذب ... منطقيا .... و بشكل مؤكد .

ما الاهمية ؟

لا صلاح الوعي التاريخي حتى نستطيع رؤية الحقيقة المخفية المزلزلة عنا عمدا منذ قرون عديدة ... منذ ظهور الروم .

.
.

الأحد، 4 نوفمبر 2018

13- تفكيك الزمن الصهيوني - اين منبع النهر؟

نواصل رحلتنا في هذا الفصل اكتشاف الاخطاء و المشكلات في الفترة (ف1) ، و طرح الاسئلة المنطقية التي لم تطرح من قبل .

--------------------

منبع النهر في الفترة (ف1)

كما قلنا في مقال سابق  ..... بان الصورة التي رسمها الغرب لبداية الفترة (ف1) و التي ظهر فيها الزمن الاول لمصر و الهلال الخصيب و اليمن ...... كان عبارة عن انفجارات و بشكل مفاجىء و في لحظة واحدة.

تقريبا الصورة التي رسمها الغرب ............. مثل شخص يفتح جهاز الهاتف المحمول فجاءة على خبر عاجل حول وقوع عدة انفجارات مفاجئة في مدينة ما . او  مثل شخص يصحو من النوم فجاءة  ليجد نفسه في غرفة فيها عدة اشخاص لا يعرفهم و يتحدثون بلغات غريبة .

لاننا قبل قرنين من الزمان ... في الفترة التي بدا فيها فك نقوش المنطقة ...... صحونا فجاءة .... و هناك عدة حضارات في العراق و الشام و مصر و اليمن  و متقاربات في الظهور الزمني .. لكن لا تعرف تفسير منطقي حول اسباب هذا الظهور المفاجىء ........... فجاءة  بدون اي مقدمات او سياق منطقي و طبيعي .... فجاءة وجدنا الفترة الزمنية (ف1) ممتلئة بعدة حضارات و كل حضارة معاها لغات و اديان و خطوط كتابية .

ليس هذا فقط ...... بل عقب هذا الانفجار المفاجىء الذي حدث في المنطقة .... و بثانية واحدة ... جرت انفجارات مفاجئة داخل كل انفجار ....  فالهلال الخصيب و بعد الانفجار المفاجىء بجزء من الثانية ... جرت انفجارات مفاجئة اخرى  داخله .. و خرجت منها عدة حضارات ، كالسومرية و البابلية و الاكادية و الاشورية و الاوغارتية و الخ ... وظهور مفاجىء لعدة لغات و لعدة اديان ....الخ .

و في اليمن ايضا حدث نفس الشيء ..... انفجار مفاجىء ...و جرى بعده بجزء من الثانية انفجارات مفاجئة اخرى لحضارات ... سبأ قتبان معين اوسان .... ظهور مفاجىء لعدة اديان و عدة لغات .

اما مصر .... فوضعها مختلف .... فهي واحدة على طول الفترة الزمنية (ف1) .

● لقد رسم الغرب لنا البداية ... بعدة انفجارات مفاجئة في نفس الوقت ( الانفجار الام)  في الهلال الخصيب و مصر و اليمن ...... و في داخل كل ( انفجار أم) ..... جرت عدة انفجارات اخرى سريعة و متتالية ( انفجار ابن ) .... فقط مصر التي لم يحدث فيها انفجارات اخرى .

●  كل انفجار صنع كون خاص به .... و يحوي داخله لغة و دين و كتابة خاصه به .

هذه هي الصورة التي رسمها الغرب لنا ، لكنها صورة غير منطقية  ابدا ابدا .

كيف و لماذا ؟

1- لان هذه الصورة التي قدمها الغرب لنا و كأنها تقول لنا :

كان هناك سكان في مصر و الهلال الخصيب و اليمن .... و ظهروا فجاءة في زمن قديم و واحد .. ثم اتفق الجميع في لحظة زمنية معينة ...على ان يبدأ الجميع بالكتابة ... و الظهور على خشبة المسرح . قرروا جميعا الظهور في زمن معين .

و كانه كان هناك اتفاق ثلاثي بين سكان مصر و الهلال الخصيب و اليمن ..... و كان هناك ثلاثة اوراق في وعاء، و مكتوب في كل ورقة  نوع الخط و نوع العقيدة و نوع اللغة .... و على كل واحد اختيار ورقة ... و سيكون نصيب كل واحد حسب ماهو موجود في الورقة ... فكان من نصيب مصر الهيروغليفية و من نصيب الهلال الخصيب المسمارية و من نصيب اليمن المسند . و خرج الثلاثة مرة واحدة لخشبة المسرح للظهور و لاثبات وجودهم المسرحي .

و هنا يدعو الامر للاستغراب ........ فلا يوجد اي مؤرخ غربي قد طرح سؤال حول اسباب هذا الظهور المفاجىء في هذه المنطقة بالذات .. حتى مؤرخينا لم يطرحوا بشكل جدا هذا السؤال .. قد تكون هناك كتب تاريخ تتحدث عن اصول الحضارات ....... لكني اقصد اسباب هذا الظهور المفاجىء في المنطقة  و في هذه الفترة الزمنية بالذات و بهذا الإختلاف  ؟

2- لا وجود لتفسير منطقي حول اصول الدين و اللغة و الكتابة ، فلا يوجد لها سياق منطقي .... فقط ظهور مفاجىء و كل واحد وضع بضاعته في السوق .

فلا تعرف اي سياق منطقي يفسر سبب انبثاق العقيدة ، حتى لو قدمت كتابات الغرب تلك القصص عن الالهات و تم ربطها بظواهر الطبيعة .
لانه اذا كانت الطبيعة هي نقطة البداية ..... فنحن نستغرب لماذا لم يكن هناك الهة خاصة بالنيل او الفرات بحكم كون تلك الانهار ارتبطت بشكل قوي جدا بحياة الناس في تلك الجغرافيا ... و لماذا كانت الحضارات غير واحدة في عباداتها مادامت الطبيعة واحدة؟!

3- لا تعرف اي تفسير علمي و منطقي يفسر لك اسباب ظهور تلك الطريقة و تلك الاشكال في خطوط الكتابة و اختيارها دون غيرها .  لماذا تلك الطريقة بالذات و ليست طريقة اخرى في الكتابة؟!  و هل كان هناك نظام معين لاختيار خطوط الكتابة ام كان نظام عشوائي ؟!

لانك لا تجد سياق طبيعي لخط المسند و للخط المسماري و للخط الهيروغليفي . لانها نقوش ظهرت فجاءة و لا نعرف حقب سبقتها تفسر اسباب تلك الانواع من الخطوط .

4- لو تخيلنا انفسنا فوق القارب في الفترة (ف5) و قمنا بالتجديف فوق النهر متجهين نحو الفترة (ف1) ....... في داخل اي مجرى من الثلاث المجاري ..... و عندما نصل الى الفترة (ف1) لا نتوقف في التجديف ، بل نستمر بالتجديف ........عندها فاننا سنخرج من الفترة (ف1) و ندخل الى فترة زمنية  غير مرسومة او غير موجودة او مختفية و هي الفترة الصفرية (ف0).

لابد ان يصل القارب الى المنبع الاول و الرئيسي للنهر (ف0).

لماذا ؟

اتمنى ان  التركيز عند هذه النقطة 

هذا المنبع الاول و الرئيسي للنهر ، هو الموضوع الذي يبدو الغرب فيه غبي جدا و ساذج جدا ......... و هو  يكتب لسكان المنطقة تاريخهم القديم .

فكر جيدا و تخيل

نحن ننظر الى الغرب كبنية فكرية قائمة على العلم و المنطق و الدليل العلمي ، و خرج منها عدة عقليات عبقرية كما نعتقد، و قد تمكنت من فك نقوش المنطقة و اخرجت لنا كل هذا التاريخ القديم ... و استطاعت استنطاق هذه الكتابات القديمة و جعلها تنطق بنفس نطق الانسان قديما ... و اخرجت لنا عدة نظريات تاريخية تفسر لنا تاريخ المنطقة في الفترة (ف1) .

لكن هذه البنية هي نفسها البنية الفكرية  التي اخرجت لنا  نظريات علمية وحدت كثير من الاشياء حولنا .

فكر جيدا و تخيل

● البنية الفكرية الغربية خرج منها علماء  استطاعوا ان يوحدوا الحياة في الارض،  و استطاعوا ان يربطوا بين الانسان و الحيوان باصل واحد بنظرية داروين .
و اصبحت نظرية دارون صحيحة و تدرس في كل الجامعات .. و من يعارضها فسيكون في محل سخرية،لقد جعلت هذه النظرية بداية الحياة  من خلية صغيرة لا ترى بالعين المجردة .

تخيل ...... ان الانسان و القرد و الفأر كانوا من اصل واحد .

فكر  جيدا و تخيل

● البنية الفكرية الغربية خرج منها علماء  استطاعوا ان يوحدوا بين اجزاء هذا الكون  الشاسع و الخرافي و استطاعوا ان يربطوا بين المجرات و الكواكب و النجوم البعيدة جدا و التي المسافات بينها تصل الى ارقام خرافية .......... تم ربطها باصل واحد وهي نظرية الانفجار العظيم ... هل هناك من يعارض هذه النظرية ؟! .
لقد جعلت هذه النظرية بداية هذا الكون العملاق .... من انفجار في نقطة صغيرة في المكان .

تخيل ...... ان الارض و الشمس و القمر و النجوم و المجرات من اصل واحد و كان كل شيء في الكون في اللماضي السحيق نقطة صغيرة . لقد خرج الكون من انفجار نقطة صغيرة في المكان.

الاسئلة المنطقية الان :

لماذا اذن نفس هذه البنية الفكرية القائمة على العلم و المنطق  عاجزة او ربما غبية جدا هذه المرة ، و لم تفكر يوما بتوحيد حضارات المنطقة في حضارة واحدة ، و هي الحضارات القريبة جدا من بعض و لاتفصلها تلك المسافات الشاسعة الموجودة بين المجرات و الغير مختلفة اطلاقا عن بعضها كالاختلاف الشاسع بين الانسان و القرد .

لماذا لم تفكر بتوحيد حضارات المنطقة داخل  نظرية تاريخية علمية واحدة و هذه النظرية هي التي خرجت منها كل حضارات المنطقة ؟ .

لماذا عجزوا عن ذلك .. لماذا يتغابون ...لماذا لم يخطر ببالهم ؟! هل يخفون شيء ما ؟ .

قد يكون الامر مرتبط بتوجه فكري معين و ليس غباء ... و لابد ان يرسموا لنا صورة الفترة الزمنية (ف1) بتلك الطريقة ، مطلوب منهم العمل وفق هذه الصورة ........ و يمكن لانها تخدم السياسية  القائمة على فرق تسد ... و يمكن الامر مرتبط بشيء اخر خطير .

بل لماذا يجد الكثير صعوبة في استيعاب فكرة منبع واحد خرجت من حضارات المنطقة ، خصوصا المؤرخين لدينا و اصحاب العقول العلمية و  التي امنت بوحدة الانسان و الحيوان و ان البداية كانت خلية مجهرية خرجت منها كل اشكال الحياة ،  وامنت ايضا بان هذا الكون الضخم و تلك المسافات الشاسعة كانت نقطة صغيرة في المكان خرج منها كل هذا الكون الضخم ؟! ..... حتى لو وجد من يتحدث عن اصل مشترك واحد عبر مطابقة رموز و الهات و اسماء ، فليس بالصورة التي يتحدثون حولها و التي استخلصوها من كتابات الغرب ..لان الصورة التي يرسمونها ايضا غير منطقية .

المنطق و العقل و الحكمة ... جميعها تقول :

ان الفترة الزمنية (ف1) للمنطقة ظهرت نتيجة انفجار واحد فقط و ليس نتيجة عدة انفجارات .. و هذا الانفجار هو الذي شكل صورة الزمن في الفترة (ف1) ........و صنع العالم كله الموجود في الفترة (ف1) و صنع الزمان و المكان في الفترة (ف1) .

و لذلك

لابد ان تحتوي الفترة (ف1) على مجرى واحد بدل المجاري الثلاث ، مجرى واحد يخرج من منبع واحد موجود في (ف0)

كيف يمكن جعله مجرى واحد و كيف يمكن معرفة المنبع ؟

بخصوص مجاري النهر فهي تبدو لنا غير مستقيمة بل ملتوية.
اما بخصوص المنبع فلو قمنا بالبحث و استطعنا ايجاد مرجعيات ثابتة يمكن بواسطتها قياس سرعة و مستوى مجرى النهر،  فعندها سنصل للمنبع بشكل قاطع و مؤكد .

------------------------
مجري النهر داخل ثلاثة كهوف مظلمة .

لاحظ الى الثلاثة مجاري للنهر و الخاصة بمصر و الهلال الخصيب و اليمن، سنجد بان كل مجرى يختفي بعد دخوله الى كهف .

نحن لدينا ثلاثة كهوف مظلمة و هي التي تمثل الفجوات الثلاث للاديان الثلاثة . ( ف4 ف6 ف8) .

فلو تخيلنا انفسنا فوق قارب و نحن على مجرى النهر الخاص بمصر او الهلال الخصيب ، فعندما نصل الى الكهف ( ف4) ، سيدفعنا النهر و نحن فوق القارب الى داخل الكهف ، و في داخل الكهف المظلم سنشعل شمعة و نشاهد زمن فارس ، و بعد خروجنا مباشرة من النهر ، نكون فوق قارب جديد مختلف و فوق نهر لونه مختلف .... زمن جديد 

هذا الامر ينطبق على مصر و الهلال الخصيب ، لكن في حالة مجرى اليمن فهو مختلفة، فمجرى نهر اليمن يدخل الى الكهف الاول ( ف4) ، ثم يدخل الكهف ( ف6) و يستمر القارب و النهر كما هو ، حتى يصل الى الكهف ( ف8) و بعد دخوله الى الكهف سيحدث له نفس ما حدث لمجرى النهر الخاص بمصر و الهلال الخصيب .

العجيب ان الكهف ( ف8) يوجد فيه ايضا زمن فارس . و كان زمن فارس لا يتواجد الا داخل الكهوف، و له وظيفة واحدة ، هو عملية تنظيف للزمن .........كانه مثل الة تنظيف السيارات ، تدخل السيارة بشكل قديم ، و تخرج بشكل جديد مختلف .

لكن لماذا لم يحدث لمجرى اليمن في الكهف (ف4) عملية تنظيف مثل مجرى الزمن الخاص بمصر و الهلال الخصيب ؟

------------------------

المجرى الخاص بمصر .... سنجده يقطع الفترة الزمنية (ف4) .... و تقريبا في منتصف هذه الفترة الزمنية (ف4) ....... كتب هيرودت اليوناني كتابة و فيه جزء عن مصر ..  لكن كتابة الذي يتحدث فيه عن سفره الى مصر :

لا يتحدث عن الفرس كحكام لمصر و هو اليوناني المعادي لفارس بتفصيل ...... و لا يتحدث عن طبيعة حكم فارس لمصر و مظاهر فارس في مصر ... مع العلم ان فارس تقريبا في تلك الفترة حكمت مصر .

ايضا تحدث في كتابة عن عالم مصر من عبادات و الهات و عادات و تقاليد و معابد و  لغة ..... ثم بعد روايته التاريخية تلك ب 120 سنة .... يختفي كل ذلك العالم الذي كتبه من مصر بشكل كامل .

شيء غير منطقي ابدا ابدا ابدا ابدا ابدا .... لماذا ؟

ارجوك ركز هنا و تخيل

تخيل ان عالم مصر طوال 5000 سنة ..و الذي رسمه الغرب لمصر بالاستناد على رواية هيرودت،  و هي بلغة و عقيدة و الهات واحدة ،.مجرى النهر مستوي و سرعة النهر ثابته ....حتى رواية هيرودت 450ق.م ...... ثم بعد روايته ب 200 سنة ...... يختفي ذلك العالم كله .

و كأن مجرى النهر لمصر بعد 5000 سنة من الحركة الثابتة و المستوى المستقر .... دخل الى مرحلة السقوط المفاجىء .. كأن مجرى نهر مصر قابل منحدر مفاجىء و لم يكن الشخص فوق القارب يتوقعه .... لان سرعة النهر ثابتة قبل رواية هيرودت ،  و لا يوجد ما يدل على تسارع النهر حتى يستدل الشخص فوق القارب بوجود منحدر قريب ...... لكن فجاءة يقابل نهر مصر منحدر  بزاوية 90 درجة ... مثل شلال ايجيل ....... ليسقط الزمن المصري سقوط حر تماما ..... الى داخل ثقب اسود و يبتلع .

لم يكن انحدار متدرج منطقي .......... بل سقوط حر و مفاجىء . اشبه بابتلاع مفاجىء.

مستحيل استحالة كاملة .... ان 200 سنة يمكن لها ان تمحو كل ذلك العالم .... مستحيل ....... الا في حالة واحدة .... ابادة شعب كامل و استبدالة بشعب اخر .

ارجو ان تفكر جيدا

الدين و العقيدة بنية فوقية . شكل من اشكال الوعي العليا  متعلق بالوجود الانساني ... وعي عميق جدا جدا .. اساس الوعي ... و هذا الوعي ينتقل من زمن الى اخر ... و يعبر عن نفسه مع تقدم الزمن و لا يختفي .... يسير مع الزمن بشكل متوازي .
هذا الامر خاص بالفرد ......... فكيف  بالجماعة ؟!
عند الجماعة يتحول الدين الى اكثر تجذر في الوعي الجماعي . فالجماعة تحول تلك البنية الفوقية الى قانون و ميراث متواصل لا يمكن محوه ابدا ابدا... حتى لو فكر الفرد بالخروج منه . قانون و ميراث الجماعة يشكل حاجز صد يمنع تغيره  و يمنع  التخلي عنه .

كيف يختفي دين استمر طوال 5000 سنة و ربما اكثر بكثير ، كيف ان عقيدة متجذرة تاريخيا و عميقة في وعي سكان مصر،  ثم تختفي فجاءة خلال فترة زمنية تقدر ب 200 سنة ؟ .

كانه ثقب اسود ... ابتلع الزمن المصري تماما .

قصة غير منطقية ابدا و لا يقبلها اي انسان يملك عقل سوي .

------------------------

المستطيلات الثلاثة في الفترة الزمنية (ف1)

لان الفترة الزمنية (ف1) ........ هي الفترة التي خرجت منها تلك المستطيلات الافقية  الثلاثة  ، فالامر يفرض علينا الانتقال الى الفترات الاخرى ، لان تلك المستطيلات الثلاثة ( مجاري النهر )  تقطع فترات زمنية اخرى .

لاحظ معي

مجرى النهر الخاص بمصر و الهلال الخصيب .......... يقطع الفترة الزمنية (ف2 ف3 ف4 ).... لكن نقوش مصر و الهلال الخصيب لا يوجد فيها رواية كاملة و غنية عن شعب اسمه الفينقين او عن فارس او عن اليونان ...... فقط نقش واحد يؤكد وجود اليونان في مصر .و نقش واحد في العراق يؤكد وجود ملك فارسي . 

غير منطقي ابدا ... هناك خطأ ما

اما في حالة مجرى نهر اليمن، فالامر الاكثر غرابة و الا منطقية ، انه  يقطع (ف2 ف3 ف4 ) ...... لكن لا يوجد في نقوش اليمن اي اشارة او ذكر لشعب اسمه فينقين او امبراطورية اسمها فارس او اليونان او الاغريق و يقطع ( ف5 ف6 ف7) و لا يوجد ذكر لليهودية او المسيحية   .

لماذا اكثر غرابة و لامنطقية ؟

لانه .... بالرغم من ان اليمن كانت قديما و على طول مجرى الزمن الخاص بها ... مركز انتاج و تصدير للمواد التي تدخل في الطقوس الدينية ........ و هذا يعني ان التبادل التجاري و التواصل معها كان مستمر و كبير ....... لكن لا وجود لاي اشارة للفينقين او الفرس او اليونان في نقوش اليمن .

شيء غريب فعلا .... هناك خطأ

لكن الامر الغير منطقي في مجرى الزمن الخاص باليمن هو :

مجرى الزمن يبدو متكرر بشكل مش طبيعي ... و كان زمن اليمن منسوخ مرتين .... و كان مجرى زمن اليمن موضوع بشكل عمودي على مرآة ....... فيظهر لنا من داخل المراية مجرى اخر يشبه المجرى خارج المرآة .... و كان المرآة تقريبا موجودة في الفترة الزمنية (ف5) ..... و مجرى الزمن لليمن عمودي عليها .

تاريخ أمام مرآة ... كانها صورة طبق الاصل ... لكن تفاصيل الصورة معكوسة .

و هذه نقطة مهمة .... و يجب ان نتحدث عنها بشكل مفصل في المقال القادم .... لان هذه النقطة ........ هي السبب في  رسمنا مجرى نهر اليمن بهذه الطريقة .. و تقسيمنا لمجرى النهر الى قسمين عند الفترة (ف5) .

فاليمن تملك روايتين تاريخيتين ..... الرواية الاولى هي رواية المنطقة عامة .......... و الرواية الثانية هي الرواية الشعبية التراثية.  و نحن بهذه الطريقة سنحاول الترجيح بين احدى الروايتين ... لنختار بعدها الرواية المنطقية .. و بعدها سنعيد رسم مجرى نهر اليمن .

و هذه النقطة ...... جعلتنا نضع لليمن من الفترة (ف5) خط يقسم المجرى .

1- المجرى الاول ........ نفس المجرى العام للمنطقة و هو خاص بالرواية العامة للمنطقة .
2- المجرى الثاني ..... و هو المكتوب عليه الارقام السالبة باللون الاحمر و هو خاص بالرواية الشعبية التراثية .

يتبع ....

.
.
.

السبت، 3 نوفمبر 2018

12- تفكيك الزمن الصهيوني - نهر بثلاثة مجاري

بعد ان قمنا في المقال السابق بشرح مخطط الزمن هذا و المرسوم في مخيلة سكان المنطقة . ستنتقل رحلتنا الى فصل جديد و هو البحث عن المشكلات و الاخطاء الموجودة في هذا النموذج و طرح الاسئلة المنطقية التي لم تطرح من قبل. 



لكن قبلها ..... لابد من ملاحظات هامة 




● علينا ان نتذكر الفترات الزمنية الجديدة و التي اسقطناها من المخطط على مجرى نهر الزمن الازرق .... لاننا سنعتمد من الان على الفترات الزمنية (النهر ) و ليس على التاريخ ( السهم) في رحلتنا لتفكيك الزمن الصهيوني. 


الزمن الاول ------ ف1

الزمن الثاني ------ ف2

الزمن الثالث ------ف3

فجوة اليهودية ------ف4

ظهور زمن اليهودية ------ف5

فجوة المسيحية ------ف6

ظهور زمن المسيحية ------ف7

فجوة الاسلام ------ف8

الزمن الخامس ------ ف9





● علينا اعتبار انفسنا كمراقب خارجي و لا علاقة تربط بينه و بين المخطط و النهر الازرق و في داخلنا الثقة الكبيرة بانفسنا و بقدرتنا على الاكتشاف و الطرح المنطقي، ثم التركيز الشديد على كل النقاط و الاسئلة المنطقية التي ستواجهنا و نحن نشاهد شخص ما فوق قارب و يجدف في النهر الازرق . 


سيكون لدينا قارب موجود في الفترة الزمنية (ف5 ). 


 و سبب اختيارنا لتلك الفترة كنقطة انطلاق ، لاننا كما قلنا في السابق ان الفترة الزمنية (ف5) تمثل نقطة الصفر و هي بداية الزمن المنطقة ، لان مخيلة المنطقة الزمنية بدات من تلك الفترة تقريبا ...... لانها الفترة الزمنية الاولى التي مازالت مرتبط باليوم، بحكم كون اليهودية مازالت متواجده الى اليوم، و لان الزمن في المخيلة الدينية مرتبط بالانبياء ... فالانبياء يمثلون في وعينا حقب زمنية .. وفق تسلسل متتابع و ثابت ..... موسى عيسى محمد ...و هذا يعني ان كل زمن ديني نتيجة من الزمن الديني السابق له ............فولد زمن المسيحية نتيحة زمن اليهودية .. ثم ولد زمن الاسلام نتيجة زمن المسيحية ... و هي الازمنة التي مازالت مستمرة الى اليوم ............ و لان اول ظهور في التاريخ كان لزمن اليهودية .... فمنطقيا ستكون تلك الفترة هي بداية زمن المنطقة المستمر الى اليوم . 




 ستكون البداية اذن من (ف5)، و سنشاهد سير القارب في الفترة الزمنية (ف1) . و هذا يعني ان القارب سينطلق من (ف5) بشكل عكسي حتى بداية (ف1) . 


لماذا بشكل عكسي ؟ 


لان تخيلنا للزمن بشكل عام يبدا بشكل سيل مندفع لنهر يبدا من نقطة الصفر. 


 لكن الزمن في مخيلتنا قبل نقطة الصفر يبدو كعملية تراجعية و ليس اندفاعية ، فنحن نجد صعوبة في تخيل الزمن قبل نقطة الصفر كالاندفاع ... بل يبدو الزمن في مخيلتنا قبل نقطة الصفر كسيل يتم ابتلاعه قبل نقطة الصفر ... في نقطة الصفر ينهار الزمن تماما ... ليخرج منه نهر جديد ( زمن جديد ).


 من يدرس الزمن قبل نقطة الصفر ( الابتلاع) و كانهم فوق قارب على نهر و يجدفون بعكس اتجاه النهر . حيث نجد تاريخ الزمن قبل نقطة الصفر ( نقطة الابتلاع) ... عبارة عن تاريخ انهيارات متتابعة و ليس تاريخ اندفاع .... تاريخ اضمحلال ... تاريخ تلاشي متتابع .... تاريخ اختفاءات متتابعة .. فمجرى النهر يبدو معكوس، و كأن الحاضر هو من يرسم الماضي و ليس العكس ..


 في النهر المعكوس ....... يكون الحاضر هو من يجر الماضي و تكون حركة الماضي نتيجة حركة الحاضر او المستقبل .. الحاضر هو هو من يحدد شكل و حركة الماضي .... و الموجوده عليه الاعداد السالبة . 


-------------------

ثلاثة مجاري للنهر في (ف1)


الفترة (ف1) هي الفترة الزمنية التي خرجت منها المستطيلات الثلاثة الخاصة بالزمن الاول لمصر و الهلال الخصيب و اليمن . 


و لهذا رسمنا النهر الازرق ( الزمن ) بهذا الشكل ، فطول الفترة (ف1) سنجد بان النهر مكون من ثلاث مجاري ، و كل مجرى خاص بمصر و الهلال الخصيب و اليمن على التوالي، و منفصلات عن بعض و لا يوجد تقاطع بينها . 


لماذا ؟ 


لاننا طوال هذه الفترة الزمنية ....... لا وجود لدليل مادي يؤكد لقاء تم بين تلك الازمنة من واقع نقوش المنطقة ...... حتى لو تحدثت كتب التاريخ التي كتبها الغرب عن هذه الفترة الزمنية، حول سيطرة ملك مصري على الشام و العراق ...... او حول سيطرة ملك بابلي او ملك اكدي على مصر او اليمن .



 لاننا نستغرب بشكل كبير .....طوال هذه المدة الزمنية الطويلة جدا ... و التي تصل الى خمسة الف سنة و ربما اكثر ..... لكننا لا نجد نقش مسماري في مصر او اليمن و مكتوب على جدران معابد ، و لا نجد نقش هيروغليفي مكتوب في معابد في العراق و الشام، و لا نجد نقش بخط المسند في مصر او العراق و الشام ..... و لا نجد نمط منحوتات و نقوش الهلال الخصيب يدخل مصر، كذلك لا نجد نمط منحوتات مصر يدخل الهلال الخصيب او اليمن .


دعك من قصة اكتشاف الواح بتلك الخطوط في اماكن مختلفة ... مثل تلك الخمسة الالواح الطينية المسمارية المكتشفة في مصر او النقوش المصرية المكتشفة في اليمن .. لانها قد تكون منقوله في زمن مختلف و هو منطقي ........ انا اتكلم عن نقوش في معابد . بحكم وجود ملك بابلي او اكدي حكم مصر ، او ملك مصري حكم العراق و الشام و اليمن .. او ملك يمني حكم العراق .  


لا يوجد اطلاقا ... اي معلم واضح او أثر بارز ... كمعبد كبير او بناء كبير، او نقش مرسوم عليه صورة ملك بابلي او سومري بتلك مع ملك مصري و هو باللباس المصري المميز ... يؤكد بشكل قاطع وجود لقاء و تواصل بين تلك الازمنة في الفترة الزمنية (ف1). 




ليس هذا فقط 


بل لا نجد تلك الاشارة الصغيرة التي نبحث عنها و التي تؤكد وجود لقاء بين تلك الازمنة ، من خلال حتى نقش صغير تجتمع فيه تلك الخطوط داخل لوح حجري او طيني او خشبي، كما حدث مع قصة حجر رشيد و المدون بثلاث لغات و ثلاثة خطوط. 


فنحن لا نجد اي اثر قديم ( لوح حجري او لوح طيني) و على طول المنطقة طوال الفترة الزمنية (ف1) و مكتوب بخطين مختلفتين و يتحدث في موضوع واحد كحجر رشيد ؟. 


 بمعنى اخر ....... لا نجد مثلا لوح طيني مكتوب بخط مسماري و تحته كتابة بخط هيروغليفي و يتحدث في موضوع واحد، بحكم كون ملوك من الهلال الخصيب حكموا مصر ، او ملوك في مصر حكموا الهلال الخصيب في هذه الفترة الزمنية كما تقول كتب التاريخ؟


 حتى التابوت الخشبي المكتشف في مصر قرب هرم سقارة في احدى معابد الالهة المصرية اوزير و الذي كما قيل بانه كان يحوي مومياء لكنها سرقت، و هي لتاجر من اليمن اسمه زيد و توفي في مصر و كان وكيل توريد المواد و النباتات المقدسة التي كانت تستخدم في طقوس المعابد ... فالتابوت الخشبي منقوش عليه كتابات بخط المسند فقط .

 فتستغرب كيف ان هذا التكريم الذي حضى بها رجل ليقبر في معابد الالهة اوزير لكن تابوته لا يحوي على نقوش هيروغليفية ، من المنطق ان يكتب اسم الرجل بخط المسند على افتراض ان الرجل من اليمن و كانت اليمن تكتب بتلك الطريقة كتقليد يلزم الاخرين بدفنه بخط بلاده او بناء على وصيه منه ... لكن من المنطقي ان يكتب اسم الرجل بالكتابة الهيروغليفية ايضا بجانب خط المسند بالنظر لطريقة دفنه في مقبره الاله اوزير، فلا يوجد اي مانع من الكتابة بخط هيروغليفي خصوصا و ان دفنة في مقبرة الاله اوزير بمثابة تكريم من الاله اوزير و لابد من ان يحضى تابوته بتكريم ايضا عبر نقش كتابة هيروغليفية علية ... بل ان دفنه في مقبرة اوزير تعني وجود عقيدة مشتركة. 



 يعني اكثر ..... مش منطقي ابدا ابدا ..... ان خمسة الاف سنة ، و لم يفكر مسافر او شخص او تاجر او بحار او ملك او حاكم او مبعوث من العراق او مصر او اليمن بالكتابة على لوح حجري او طيني او خشبي، و يجمع فيه خطين مختلفين اثناء زيارته او سفره لمكان اخر ..... كوثيقة او معاهدة او تكريم او تذكار او حتى من باب التسلية و المعرفة .


هل تستوعب معنى 5 الف سنة بدون حدوث مثل هذا الامر ؟!


 اذن فلماذا حدثت المصادفة مع اللغة اليونانية في حجر رشيد الذي احتوى على كتابة يونانية مع كتابة هيروغليفية و تتحدث في موضوع واحد ... و هي اللغة البعيدة و الحديثة و التي تواصلها مع المنطقة قصير جدا مقارنة بلغات و كتابات المنطقة القريبة جدا لمصر و المتواصله مع مصر على مدى الالاف السنين ؟ 



الموضوع ليس منطقي ابدا 


--------------

اما عن مستوى مجاري النهر في الفترة (ف1)


في الزمن الخاص بمصر ......... سنجد ان مصر طوال هذه الفترة الزمنية و مجرى النهر الخاص بها مستوي و مستقر ... فاللغة و الخط و العبادات و الدولة واحدة . 


الامر يبدو منطقي في حالة مصر . 


اما مجرى النهر في العراق و الشام فهو منحدر بشكل درجات سلم و غير مستوي، فنحن نجد في العراق و الشام ظهور و اختفاء للاشياء بشكل متتابع .. اختفاء اللغات و العبادات و الدولة ...كذلك مجرى النهر في اليمن فهو منحدر بشكل درجات سلم و غير مستوي ، فنحن نجد في اليمن ايضا ظهور و اختفاء للاشياء بشكل متتابع ..اختفاء اللغات و العبادات و الدولة .




غير منطقي ... لماذا ؟ 


نحن عندما حاولنا رسم مسار و صورة الزمن الاول ... كان اعتمادنا على الخط الكتابي ..... و الخط المسماري في الهلال الخصيب هو واحد طوال الفترة الزمنية (ف1) ، و كذلك الخط المسند هو واحد طوال هذه الفترة الزمنية . 



فمادام هناك خط واحد طوال هذه الفترة الزمنية فهذا يجعلنا نعتقد باننا في عالم واحد .... يحمل لغة واحدة و عبادة واحدة و اصل واحد ... تماما مثل حالة مصر . 


لكن الامر مختلف في الهلال الخصيب 


تظهر لنا السومرية فجاءة بلغة و دين و خط ثم تختفي فجاءة و يقوم على انقاضها حضارة اخرى و هي الاكدية ..... بلغة و دين مختلفين . و لكن بنفس الخط المسماري الذي كتب به السومرين، المفروض ان الاكادين يقومون بتبديل الخط ايضا .... و يبتكرون لهم خط كتابي مختلف تماما عن الخط الكتابي للسومرين، تماما كظهورهم المفاجىء في مجرى النهر الذي جاء بلغة و دين و عقيدة مختلفات تماما عن زمن السومرين . 


فمادامت الحضارة السومرية هي المسؤولة و المتسببة الاولى عن ظهور الزمن الاول في العراق و الشام ... و المتسببة بظهور اللغة و الدين و الخط ....... المفروض ان هذا الزمن سيحكم مجرى النهر طوال الفترة (ف1)، لكنها تختفي تماما فجاءة في نفس الفترة (ف1) و لا يرث الزمن الذي ياتي بعدها اي شيء من زمنها الا نوع الخط الكتابي فقط ..اما اللغة و العبادة فتختفيان تماما من العراق بعدها. فاللغة السومرية انقرضت . 


اما بالنسبة لليمن 


 فتظهر لنا الدولة السبائية فجاءة بلغة و دين و خط كتابي . ثم تظهر فجاءة بعد فترة زمنية ... بجانب سبا عدة دول اخرى بلغات مختلفة نوعا ما و اديان مختلفة ... و لكن بنفس الخط المسند الذي كتب به السبائين .... المفروض ان تلك الدول تقوم بابتكار خط خاص بها ايضا كما لها لغة و دين مختلفين .... و لاننا في الفترة (ف1) و لم تكن قد ظهرت بعد الدولة الحميرية في اليمن ......... لكن نقاشنا مرتبط بالمستطيل الخاص بالزمن الاول لليمن الذي يخرج من الفترة ............. فاننا سنقول حتى تاتي الدولة الحميرية و تقضي على كل تلك اللغات و الاديان ... و تاتي بلغة جديدة و دين جديد قائم على التوحيد ( ذي سماوي رحمان) ... لكنها تحتفظ بنفس خط السبائين . 


فمادامت الدولة السبائية هي المسؤولة و المتسببة الاولى عن ظهور الزمن الاول في اليمن .......... و المتسببة بظهور اللغة و الدين و الخط ....... المفروض ان هذا الزمن سيحكم مجرى النهر طوال الفترة (ف1)، لكنها تختفي فجاءة في نفس الفترة (ف1) و لا يرث الزمن الذي ياتي بعدها اي شيء من زمنها الا نوع الخط الكتابي فقط ... اما اللغة و العبادة فتختفيان تماما . 


مثال : نحن طوال تقريبا 1100 عام و نحن بلغة و دين و خط واحد، و يعلم الله كم سوف تستمر هذه الحالة ... و حالتنا التي نحن اليوم عليها تجعلنا نعتقد منطقيا .... بانه يجب ان تنطبق حالتنا على نفس الحالة في الفترة الزمنية (ف1)، و تبدل الحكم او الدولة لا علاقة له بالدين او اللغة ... فكم شهدنا دول و انظمة حكم متعددة لكن لديها دين و لغة واحدة . 


● لذلك من المفروض ان مجرى النهر في العراق و الشام و مجرى النهر في اليمن .. يشبه تماما نفس مجرى النهر في مصر .. مستوي و مستقر و غير منحدر .


 و هنا نطرح سؤال منطقي عن السبب؟ 



------------------------

سرعة مجاري النهر في الفترة (ف1)


قلنا في مقال سابق ........ ان الغرب جعل بداية مجرى نهر الهلال الخصيب يبدا من زمن سحيق جدا ... باكتشاف الالواح الصينية المسمارية و التي تتحدث عن الطوفان العظيم ... عبر ربطه بمعاصرة احداث الطوفان ... كانه بدا من نقطة بداية الزمن الاول ... عندما خلق الاله الزمن ... ...ربط الطوفان مع بداية القصة الدينية الموجودة في العهد القديم . لكنه في نفس الوقت ربط نهاية زمن الهلال الخصيب باكتشاف اسطوانة قورش المكتوبة بالخط المسماري . 


 غير منطقي ابدا ............ كيف ان هذا الزمن الذي رسمه الغرب للهلال الخصيب ..... يبدو قديم جدا و بنفس الوقت حديث جدا. لان الخط الكتابي الذي يتحدث عن معاصرته للطوفان العظيم متشابهة تماما مع الخط الكتابي الذي يتحدث عن زمن حديث نسبيا موجود في نهاية الفترة الزمنية (ف3) . 


فالفارق الزمني بين ( ف1) و (ف3) كبير جدا . 


نفس الامر الغير منطقي .... في حالة مصر ... فبداية الزمن الاولى القديم لمصر الذي يبدا من A1 بنطبق تماما مع نهاية هذه الزمن A4 .... فالفارق الزمني بين الفترتين كبير جدا . 


و نفس الامر الغير منطقي .... في حالة اليمن .



لماذا ؟ 


الفارق الزمني بين بداية الزمن الاول لمصر و الهلال و اليمن و بين نهاية هذه الازمنة كبير جدا . 


و يجعلك تطرح سؤال منطقي : 


 هل يعقل ان الحضارة طوال هذا الزمن لم تفكر يوما بالقيام بتطوير نوعية و شكل الكتابة الخاصة بها ؟!


يعني .... اذا كانت الزمن طوال مجاري النهر في الفترة( ف1) شهد تبدل و تحول في اللغات و العبادات و السياسة و الحكم.... لكنه لم يحدث اي تطوير للخطوط الكتابية ... بدل تلك الخطوط الكتابية المعقدة و الصعبة . 



ليس هذا و حسب 


فطوال هذه الفترة الزمنية (ف1) .. شاهدنا خروج ثلاثة خطوط كتابية في المنطقة ...... و بحكم التبادل التجاري و التواصل و الحروب و التوسع السياسي الذي جرى في هذه الفترة ، و على مدى 5 الف سنة، لكن لم يحدث اطلاقا اي تبادل ثقافي بين الحضارات يساهم في تحسين و تطوير نوعية الخطوط الكتابية .



يتبع

.

.