السبت، 3 نوفمبر 2018

12- تفكيك الزمن الصهيوني - نهر بثلاثة مجاري

بعد ان قمنا في المقال السابق بشرح مخطط الزمن هذا و المرسوم في مخيلة سكان المنطقة . ستنتقل رحلتنا الى فصل جديد و هو البحث عن المشكلات و الاخطاء الموجودة في هذا النموذج و طرح الاسئلة المنطقية التي لم تطرح من قبل. 



لكن قبلها ..... لابد من ملاحظات هامة 




● علينا ان نتذكر الفترات الزمنية الجديدة و التي اسقطناها من المخطط على مجرى نهر الزمن الازرق .... لاننا سنعتمد من الان على الفترات الزمنية (النهر ) و ليس على التاريخ ( السهم) في رحلتنا لتفكيك الزمن الصهيوني. 


الزمن الاول ------ ف1

الزمن الثاني ------ ف2

الزمن الثالث ------ف3

فجوة اليهودية ------ف4

ظهور زمن اليهودية ------ف5

فجوة المسيحية ------ف6

ظهور زمن المسيحية ------ف7

فجوة الاسلام ------ف8

الزمن الخامس ------ ف9





● علينا اعتبار انفسنا كمراقب خارجي و لا علاقة تربط بينه و بين المخطط و النهر الازرق و في داخلنا الثقة الكبيرة بانفسنا و بقدرتنا على الاكتشاف و الطرح المنطقي، ثم التركيز الشديد على كل النقاط و الاسئلة المنطقية التي ستواجهنا و نحن نشاهد شخص ما فوق قارب و يجدف في النهر الازرق . 


سيكون لدينا قارب موجود في الفترة الزمنية (ف5 ). 


 و سبب اختيارنا لتلك الفترة كنقطة انطلاق ، لاننا كما قلنا في السابق ان الفترة الزمنية (ف5) تمثل نقطة الصفر و هي بداية الزمن المنطقة ، لان مخيلة المنطقة الزمنية بدات من تلك الفترة تقريبا ...... لانها الفترة الزمنية الاولى التي مازالت مرتبط باليوم، بحكم كون اليهودية مازالت متواجده الى اليوم، و لان الزمن في المخيلة الدينية مرتبط بالانبياء ... فالانبياء يمثلون في وعينا حقب زمنية .. وفق تسلسل متتابع و ثابت ..... موسى عيسى محمد ...و هذا يعني ان كل زمن ديني نتيجة من الزمن الديني السابق له ............فولد زمن المسيحية نتيحة زمن اليهودية .. ثم ولد زمن الاسلام نتيجة زمن المسيحية ... و هي الازمنة التي مازالت مستمرة الى اليوم ............ و لان اول ظهور في التاريخ كان لزمن اليهودية .... فمنطقيا ستكون تلك الفترة هي بداية زمن المنطقة المستمر الى اليوم . 




 ستكون البداية اذن من (ف5)، و سنشاهد سير القارب في الفترة الزمنية (ف1) . و هذا يعني ان القارب سينطلق من (ف5) بشكل عكسي حتى بداية (ف1) . 


لماذا بشكل عكسي ؟ 


لان تخيلنا للزمن بشكل عام يبدا بشكل سيل مندفع لنهر يبدا من نقطة الصفر. 


 لكن الزمن في مخيلتنا قبل نقطة الصفر يبدو كعملية تراجعية و ليس اندفاعية ، فنحن نجد صعوبة في تخيل الزمن قبل نقطة الصفر كالاندفاع ... بل يبدو الزمن في مخيلتنا قبل نقطة الصفر كسيل يتم ابتلاعه قبل نقطة الصفر ... في نقطة الصفر ينهار الزمن تماما ... ليخرج منه نهر جديد ( زمن جديد ).


 من يدرس الزمن قبل نقطة الصفر ( الابتلاع) و كانهم فوق قارب على نهر و يجدفون بعكس اتجاه النهر . حيث نجد تاريخ الزمن قبل نقطة الصفر ( نقطة الابتلاع) ... عبارة عن تاريخ انهيارات متتابعة و ليس تاريخ اندفاع .... تاريخ اضمحلال ... تاريخ تلاشي متتابع .... تاريخ اختفاءات متتابعة .. فمجرى النهر يبدو معكوس، و كأن الحاضر هو من يرسم الماضي و ليس العكس ..


 في النهر المعكوس ....... يكون الحاضر هو من يجر الماضي و تكون حركة الماضي نتيجة حركة الحاضر او المستقبل .. الحاضر هو هو من يحدد شكل و حركة الماضي .... و الموجوده عليه الاعداد السالبة . 


-------------------

ثلاثة مجاري للنهر في (ف1)


الفترة (ف1) هي الفترة الزمنية التي خرجت منها المستطيلات الثلاثة الخاصة بالزمن الاول لمصر و الهلال الخصيب و اليمن . 


و لهذا رسمنا النهر الازرق ( الزمن ) بهذا الشكل ، فطول الفترة (ف1) سنجد بان النهر مكون من ثلاث مجاري ، و كل مجرى خاص بمصر و الهلال الخصيب و اليمن على التوالي، و منفصلات عن بعض و لا يوجد تقاطع بينها . 


لماذا ؟ 


لاننا طوال هذه الفترة الزمنية ....... لا وجود لدليل مادي يؤكد لقاء تم بين تلك الازمنة من واقع نقوش المنطقة ...... حتى لو تحدثت كتب التاريخ التي كتبها الغرب عن هذه الفترة الزمنية، حول سيطرة ملك مصري على الشام و العراق ...... او حول سيطرة ملك بابلي او ملك اكدي على مصر او اليمن .



 لاننا نستغرب بشكل كبير .....طوال هذه المدة الزمنية الطويلة جدا ... و التي تصل الى خمسة الف سنة و ربما اكثر ..... لكننا لا نجد نقش مسماري في مصر او اليمن و مكتوب على جدران معابد ، و لا نجد نقش هيروغليفي مكتوب في معابد في العراق و الشام، و لا نجد نقش بخط المسند في مصر او العراق و الشام ..... و لا نجد نمط منحوتات و نقوش الهلال الخصيب يدخل مصر، كذلك لا نجد نمط منحوتات مصر يدخل الهلال الخصيب او اليمن .


دعك من قصة اكتشاف الواح بتلك الخطوط في اماكن مختلفة ... مثل تلك الخمسة الالواح الطينية المسمارية المكتشفة في مصر او النقوش المصرية المكتشفة في اليمن .. لانها قد تكون منقوله في زمن مختلف و هو منطقي ........ انا اتكلم عن نقوش في معابد . بحكم وجود ملك بابلي او اكدي حكم مصر ، او ملك مصري حكم العراق و الشام و اليمن .. او ملك يمني حكم العراق .  


لا يوجد اطلاقا ... اي معلم واضح او أثر بارز ... كمعبد كبير او بناء كبير، او نقش مرسوم عليه صورة ملك بابلي او سومري بتلك مع ملك مصري و هو باللباس المصري المميز ... يؤكد بشكل قاطع وجود لقاء و تواصل بين تلك الازمنة في الفترة الزمنية (ف1). 




ليس هذا فقط 


بل لا نجد تلك الاشارة الصغيرة التي نبحث عنها و التي تؤكد وجود لقاء بين تلك الازمنة ، من خلال حتى نقش صغير تجتمع فيه تلك الخطوط داخل لوح حجري او طيني او خشبي، كما حدث مع قصة حجر رشيد و المدون بثلاث لغات و ثلاثة خطوط. 


فنحن لا نجد اي اثر قديم ( لوح حجري او لوح طيني) و على طول المنطقة طوال الفترة الزمنية (ف1) و مكتوب بخطين مختلفتين و يتحدث في موضوع واحد كحجر رشيد ؟. 


 بمعنى اخر ....... لا نجد مثلا لوح طيني مكتوب بخط مسماري و تحته كتابة بخط هيروغليفي و يتحدث في موضوع واحد، بحكم كون ملوك من الهلال الخصيب حكموا مصر ، او ملوك في مصر حكموا الهلال الخصيب في هذه الفترة الزمنية كما تقول كتب التاريخ؟


 حتى التابوت الخشبي المكتشف في مصر قرب هرم سقارة في احدى معابد الالهة المصرية اوزير و الذي كما قيل بانه كان يحوي مومياء لكنها سرقت، و هي لتاجر من اليمن اسمه زيد و توفي في مصر و كان وكيل توريد المواد و النباتات المقدسة التي كانت تستخدم في طقوس المعابد ... فالتابوت الخشبي منقوش عليه كتابات بخط المسند فقط .

 فتستغرب كيف ان هذا التكريم الذي حضى بها رجل ليقبر في معابد الالهة اوزير لكن تابوته لا يحوي على نقوش هيروغليفية ، من المنطق ان يكتب اسم الرجل بخط المسند على افتراض ان الرجل من اليمن و كانت اليمن تكتب بتلك الطريقة كتقليد يلزم الاخرين بدفنه بخط بلاده او بناء على وصيه منه ... لكن من المنطقي ان يكتب اسم الرجل بالكتابة الهيروغليفية ايضا بجانب خط المسند بالنظر لطريقة دفنه في مقبره الاله اوزير، فلا يوجد اي مانع من الكتابة بخط هيروغليفي خصوصا و ان دفنة في مقبرة الاله اوزير بمثابة تكريم من الاله اوزير و لابد من ان يحضى تابوته بتكريم ايضا عبر نقش كتابة هيروغليفية علية ... بل ان دفنه في مقبرة اوزير تعني وجود عقيدة مشتركة. 



 يعني اكثر ..... مش منطقي ابدا ابدا ..... ان خمسة الاف سنة ، و لم يفكر مسافر او شخص او تاجر او بحار او ملك او حاكم او مبعوث من العراق او مصر او اليمن بالكتابة على لوح حجري او طيني او خشبي، و يجمع فيه خطين مختلفين اثناء زيارته او سفره لمكان اخر ..... كوثيقة او معاهدة او تكريم او تذكار او حتى من باب التسلية و المعرفة .


هل تستوعب معنى 5 الف سنة بدون حدوث مثل هذا الامر ؟!


 اذن فلماذا حدثت المصادفة مع اللغة اليونانية في حجر رشيد الذي احتوى على كتابة يونانية مع كتابة هيروغليفية و تتحدث في موضوع واحد ... و هي اللغة البعيدة و الحديثة و التي تواصلها مع المنطقة قصير جدا مقارنة بلغات و كتابات المنطقة القريبة جدا لمصر و المتواصله مع مصر على مدى الالاف السنين ؟ 



الموضوع ليس منطقي ابدا 


--------------

اما عن مستوى مجاري النهر في الفترة (ف1)


في الزمن الخاص بمصر ......... سنجد ان مصر طوال هذه الفترة الزمنية و مجرى النهر الخاص بها مستوي و مستقر ... فاللغة و الخط و العبادات و الدولة واحدة . 


الامر يبدو منطقي في حالة مصر . 


اما مجرى النهر في العراق و الشام فهو منحدر بشكل درجات سلم و غير مستوي، فنحن نجد في العراق و الشام ظهور و اختفاء للاشياء بشكل متتابع .. اختفاء اللغات و العبادات و الدولة ...كذلك مجرى النهر في اليمن فهو منحدر بشكل درجات سلم و غير مستوي ، فنحن نجد في اليمن ايضا ظهور و اختفاء للاشياء بشكل متتابع ..اختفاء اللغات و العبادات و الدولة .




غير منطقي ... لماذا ؟ 


نحن عندما حاولنا رسم مسار و صورة الزمن الاول ... كان اعتمادنا على الخط الكتابي ..... و الخط المسماري في الهلال الخصيب هو واحد طوال الفترة الزمنية (ف1) ، و كذلك الخط المسند هو واحد طوال هذه الفترة الزمنية . 



فمادام هناك خط واحد طوال هذه الفترة الزمنية فهذا يجعلنا نعتقد باننا في عالم واحد .... يحمل لغة واحدة و عبادة واحدة و اصل واحد ... تماما مثل حالة مصر . 


لكن الامر مختلف في الهلال الخصيب 


تظهر لنا السومرية فجاءة بلغة و دين و خط ثم تختفي فجاءة و يقوم على انقاضها حضارة اخرى و هي الاكدية ..... بلغة و دين مختلفين . و لكن بنفس الخط المسماري الذي كتب به السومرين، المفروض ان الاكادين يقومون بتبديل الخط ايضا .... و يبتكرون لهم خط كتابي مختلف تماما عن الخط الكتابي للسومرين، تماما كظهورهم المفاجىء في مجرى النهر الذي جاء بلغة و دين و عقيدة مختلفات تماما عن زمن السومرين . 


فمادامت الحضارة السومرية هي المسؤولة و المتسببة الاولى عن ظهور الزمن الاول في العراق و الشام ... و المتسببة بظهور اللغة و الدين و الخط ....... المفروض ان هذا الزمن سيحكم مجرى النهر طوال الفترة (ف1)، لكنها تختفي تماما فجاءة في نفس الفترة (ف1) و لا يرث الزمن الذي ياتي بعدها اي شيء من زمنها الا نوع الخط الكتابي فقط ..اما اللغة و العبادة فتختفيان تماما من العراق بعدها. فاللغة السومرية انقرضت . 


اما بالنسبة لليمن 


 فتظهر لنا الدولة السبائية فجاءة بلغة و دين و خط كتابي . ثم تظهر فجاءة بعد فترة زمنية ... بجانب سبا عدة دول اخرى بلغات مختلفة نوعا ما و اديان مختلفة ... و لكن بنفس الخط المسند الذي كتب به السبائين .... المفروض ان تلك الدول تقوم بابتكار خط خاص بها ايضا كما لها لغة و دين مختلفين .... و لاننا في الفترة (ف1) و لم تكن قد ظهرت بعد الدولة الحميرية في اليمن ......... لكن نقاشنا مرتبط بالمستطيل الخاص بالزمن الاول لليمن الذي يخرج من الفترة ............. فاننا سنقول حتى تاتي الدولة الحميرية و تقضي على كل تلك اللغات و الاديان ... و تاتي بلغة جديدة و دين جديد قائم على التوحيد ( ذي سماوي رحمان) ... لكنها تحتفظ بنفس خط السبائين . 


فمادامت الدولة السبائية هي المسؤولة و المتسببة الاولى عن ظهور الزمن الاول في اليمن .......... و المتسببة بظهور اللغة و الدين و الخط ....... المفروض ان هذا الزمن سيحكم مجرى النهر طوال الفترة (ف1)، لكنها تختفي فجاءة في نفس الفترة (ف1) و لا يرث الزمن الذي ياتي بعدها اي شيء من زمنها الا نوع الخط الكتابي فقط ... اما اللغة و العبادة فتختفيان تماما . 


مثال : نحن طوال تقريبا 1100 عام و نحن بلغة و دين و خط واحد، و يعلم الله كم سوف تستمر هذه الحالة ... و حالتنا التي نحن اليوم عليها تجعلنا نعتقد منطقيا .... بانه يجب ان تنطبق حالتنا على نفس الحالة في الفترة الزمنية (ف1)، و تبدل الحكم او الدولة لا علاقة له بالدين او اللغة ... فكم شهدنا دول و انظمة حكم متعددة لكن لديها دين و لغة واحدة . 


● لذلك من المفروض ان مجرى النهر في العراق و الشام و مجرى النهر في اليمن .. يشبه تماما نفس مجرى النهر في مصر .. مستوي و مستقر و غير منحدر .


 و هنا نطرح سؤال منطقي عن السبب؟ 



------------------------

سرعة مجاري النهر في الفترة (ف1)


قلنا في مقال سابق ........ ان الغرب جعل بداية مجرى نهر الهلال الخصيب يبدا من زمن سحيق جدا ... باكتشاف الالواح الصينية المسمارية و التي تتحدث عن الطوفان العظيم ... عبر ربطه بمعاصرة احداث الطوفان ... كانه بدا من نقطة بداية الزمن الاول ... عندما خلق الاله الزمن ... ...ربط الطوفان مع بداية القصة الدينية الموجودة في العهد القديم . لكنه في نفس الوقت ربط نهاية زمن الهلال الخصيب باكتشاف اسطوانة قورش المكتوبة بالخط المسماري . 


 غير منطقي ابدا ............ كيف ان هذا الزمن الذي رسمه الغرب للهلال الخصيب ..... يبدو قديم جدا و بنفس الوقت حديث جدا. لان الخط الكتابي الذي يتحدث عن معاصرته للطوفان العظيم متشابهة تماما مع الخط الكتابي الذي يتحدث عن زمن حديث نسبيا موجود في نهاية الفترة الزمنية (ف3) . 


فالفارق الزمني بين ( ف1) و (ف3) كبير جدا . 


نفس الامر الغير منطقي .... في حالة مصر ... فبداية الزمن الاولى القديم لمصر الذي يبدا من A1 بنطبق تماما مع نهاية هذه الزمن A4 .... فالفارق الزمني بين الفترتين كبير جدا . 


و نفس الامر الغير منطقي .... في حالة اليمن .



لماذا ؟ 


الفارق الزمني بين بداية الزمن الاول لمصر و الهلال و اليمن و بين نهاية هذه الازمنة كبير جدا . 


و يجعلك تطرح سؤال منطقي : 


 هل يعقل ان الحضارة طوال هذا الزمن لم تفكر يوما بالقيام بتطوير نوعية و شكل الكتابة الخاصة بها ؟!


يعني .... اذا كانت الزمن طوال مجاري النهر في الفترة( ف1) شهد تبدل و تحول في اللغات و العبادات و السياسة و الحكم.... لكنه لم يحدث اي تطوير للخطوط الكتابية ... بدل تلك الخطوط الكتابية المعقدة و الصعبة . 



ليس هذا و حسب 


فطوال هذه الفترة الزمنية (ف1) .. شاهدنا خروج ثلاثة خطوط كتابية في المنطقة ...... و بحكم التبادل التجاري و التواصل و الحروب و التوسع السياسي الذي جرى في هذه الفترة ، و على مدى 5 الف سنة، لكن لم يحدث اطلاقا اي تبادل ثقافي بين الحضارات يساهم في تحسين و تطوير نوعية الخطوط الكتابية .



يتبع

.

.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق