الجمعة، 2 نوفمبر 2018

11- تفكيك الزمن الصهيوني - مخطط الزمن الحالي

بعد ان انتهينا من الحديث عن كافة ازمنة المنطقة الخمسة ، علينا رسم الشكل و المخطط النهائي لازمنة المنطقة فوق مسار خط التاريخ العام للمنطقة ( السهم الابيض ) و الموضح في الصورة.

تقريبا .... هذا هو شكل الزمن حاليا و المرسوم في مخيلة سكان المنطقة  ..... بمعنى ..... ان اي فرد من سكان المنطقة موجود اليوم و في هذه الساعة ... فهو يتخيل الزمن مثل هذا المخطط تماما .

في البداية ...اتمنى من الجميع ... النظر الى هذا النموذج بتمعن  حتى يمكن لنا تذكره . و قبل شرح هذا الشكل ........... لابد من ملاحظة هامة :

● هذه المخطط النهائي ... لم يكن لنا ان نصل له ،  لولا تاجيلنا الحديث عن الزمن الاول  ..... لانه كما قلنا سابقا ...... باننا اجلنا الحديث حول الزمن الاول حتى ننتهي من الحديث حول بقية الازمنة ،  و بان سبب هذه الخطوة :

لان الزمن الاول لم يظهر الا في الزمن الخامس ، و هذا يعني اننا في سيرنا فوق خط الزمن العام للمنطقة بشكل متتابع، فوق كل نقاط خط الزمن، لم نكن نعرف ابدا ساعتها شكل الزمن الاول، الا عندما دخلنا الزمن الخامس،  و تحديدا في الزمن الحديث المعاصر بعد ان قام الغرب بفك نقوشنا و اخرج لنا صورة الزمن الاول، و هذا الشيء فرض علينا تاجيل الحديث عن الزمن الاول الى ما بعد خروجنا من  الزمن الخامس .

لانه منطقيا .... لسنا متاكدين من وجود الزمن الاول طوال سيرنا فوق خط الزمن الا عندما دخلنا الزمن الخامس ...... التاكيد جاء الينا تحديدا في الفترة الخامسة (  1798 - 2018) من الزمن الخامس .

بمعنى اخر .... لم يكن احد في المنطقة و العالم، يعلم بوجود ذلك الزمن طوال خط الزمن .... و لم يرسم بعد ....  و هذا يفرض علينا ...... المحافظة على مسار الزمن الموجود قبل ظهور الزمن الاول .... و المحافظة على المخطط الاول ...... ثم بعد خروجنا من الزمن الخامس .... سنقوم برسم صورة و مسار الزمن الاول على المخطط .

و الان ......سنقوم بشرح هذا النموذج بشكل كامل .


● نحن في السابق قسمنا كافة الازمنة التي مرت على المنطقة الى خمسة ازمنة ، و اسقطنا تلك الازمنة على المخطط، حيث وضعنا كل زمن تحت خمسة مسستطيلات سوداء افقية موجود في اعلى النموذج ، و مكتوب في وسط كل مستطيل رقم الزمن الخاص به ، و هي الخمسة الازمنة التي تحدثنا عنها .

1- الزمن الاول : هو من بداية اول حضارة في المنطقة و ما تلاها من حضارات حتى ظهور رواية اليونان على مسرح  المنطقة.
2- الزمن الثاني: زمن الفينقين
3- الزمن الثالث : زمن فارس
4- الزمن الرابع : و هو زمن الاديان و اقصد به الزمن التي ظهرت فيه الاديان الثلاثة ....... و هو من بداية رواية الديانة اليهودية 560 ق.م - حتى عام 860م . 
5- الزمن الخامس : من عام 860 م تقريبا و حتى اليوم.

● في هذا المخطط الجديد نشاهد ....... بان الزمن الاول يخرج منه ثلاثة مستطيلات ....... و هذه المستطيلات خاصة بالزمن الاول لكل من مصر و الهلال الخصيب و اليمن ...... و المفروض بان هذه المستطيلات يجب ان تنتهي عند نهاية  فترة الزمن الاول للمنطقة ....... لكننا نجد انها تمتد اكثر و تخرج من الزمن الاول للمنطقة و تدخل الى ازمنة اخرى .

لماذا ؟

قلنا سابقا في حديثنا عن الزمن الاول ، باننا اعتمدنا في رسم صورة و مسار الزمن الاول بالاعتماد على شكل نقوش الكتابة في المنطقة ....... و هي الهيروغليفية و المسمارية و المسند. و هذه النقوش هي من رسمت تلقائيا صورة و مسار  الزمن الاول و لسنا نحن .
فنهاية الزمن الاول الخاص بمصر و الهلال الخصيب  ينتهي عند بداية الفجوة اليهودية .... بينما نهاية الزمن الاول الخاص باليمن ينتهي عن بداية فجوة الاسلام .

لماذا ؟
كما تحدثنا في المقال السابق الذي تحدثنا فيه عن الزمن الاول بانه :

1- حدث ظهور الزمن الاول في مصر  في نقطة من الزمن غير واضحة  .... و توقف الكون الذي اوجده هذا الزمن مع ظهور (اليونان و فارس و اليهودية ). لاننا في حالة مصر وجدنا ان زمن نهاية الكتابة مع ظهور اليونان و فارس و اليهودية ، و قد دل حجر رشيد المكتوب بالهيروغليفية و الذي يذكر ملك يوناني اسمه بطليموس على ذلك و رواية التوراة حول الملك كورس .

هذا يعني ان نقطة النهاية هي ( كورس فارس اليونان اليهودية)

2 - اما ظهور الزمن الخاص بالهلال الخصيب في نقطة زمنية قريبة من زمن الطوفان حسب مرجعية زمن العهد القديم ... و توقف الكون الذي اوجده هذا الزمن مع ظهور (  اليونان و فارس و اليهودية ). لانه في حالة الهلال الخصيب وجدنا ان زمن نهاية الكتابة مع ظهور فارس و القضاء على الدولة البابلية و احراق بابل و تخليص  اليهود من الاسر البابلي  ، و استدلينا ب رواية التوراة حول قصة الملك كورس و كذلك الاسطوانه المكتوبة بخط مسماري و التي تذكر الملك كورس و التي تسمى باسطوانة كورس .

هذا يعني ان نقطة النهاية هي ( كورس فارس اليونان اليهودية)

3 - اما الزمن الخاص باليمن فظهر في نقطة من الزمن غير واضحة لكنها محددة ب 1300 ق.م تقريبا ....... و توقف الكون الذي اوجده هذا الزمن مع ظهور ( روما و فارس و الاسلام) ... لانه في حالة اليمن وجدنا ان زمن نهاية الكتابة مع ظهور روما و احتلال الاحباش لليمن و فارس و الاسلام ، و استدلينا بقصة سيف بن ذي يزن الموجودة في التراث و الذي قابله جد النبي محمد عندما ذهب اليه ... لتهنئته بطرد الاحباش بمساعدة الفرس و ملكها كسرى ........ و بكون حكام فرس كانوا يحكمون اليمن اثناء ظهور النبي محمد ..... ايضا استدلينا بنقش ابرهه المكتوب بخط المسند و الذي يؤكد تلك الرواية التاريخية حول قصة هدم الكعبة .

هذا يعني ان نقطة النهاية هي ( كسرى فارس روما الاسلام)

الخلاصة  ... نهاية المستطيلات التي تخرج من الزمن الاول مرتبطة بنهاية الكتابة بتلك النقوش الثلاثة .

و عليه فان الزمن الاول الخاص بمصر ... يبدا من الزمن الاول  و يمر بالزمن الثاني و الثالث و ينتهي عند بداية الزمن الرابع ( الزمن الديني ) ..... اما الزمن الاول الخاص بالهلال الخصيب فيبدا من الزمن الاول و يمر بالزمن الثاني و الثالث و ينتهي عند بداية الزمن الرابع ( الزمن الديني ) .... و اما الزمن الاول الخاص باليمن فيبدا من منتصف الزمن الاول و يمر بالزمن الثاني و الثالث و الرابع ( الزمن الديني )  و ينتهي داخل الزمن الرابع و  تحديدا عند بداية الفجوة الخاصة بالاسلام .

● في الزمن الرابع .........  مثلنا زمن كل ديانة بلون مختلف على الشكل ، فاليهودية برتقالي و المسيحية ازرق و الاسلام اخضر .
و هذه الالوان هي البداية الحقيقية لظهور الزمن الخاص بكل ديانه. صحيح ان كل الديانات تتحدث عن زمن اقدم .. لكن نحن استبعدانه لسبب منطقي ... لانه عند الظهور الحقيقي لكل ديانه في التاريخ جاءت بعدها رواية تتحدث عن 300 سنة تسبق ظهورها .. و لا يوجد ما يؤكد تلك الفترة ... و اسمينا تلك الفترة بالفجوة الزمنية . و زمن الفجوات يبدا من تاريخ بداية ظهور نبي ، و ينتهي عند تاريخ كتابة الكتاب الديني او جدال حول الكتاب الديني .

و الالوان التي رسمنها في المخطط للديانات ، جعلناها بصورة ولادة  .. لون يولد من لون، فاللون البرتقالي هو اللون الاول لان اليهودية هي اول ظهور في التاريخ ، و جعلنا اللون الازرق يولد من اللون البرتقالي ، و جعلنا اللون الاخضر يولد من اللون الازرق .

لماذا ؟

لان مفهوم الزمن في عقل المؤمن مرتبط و متحد  بمفهوم الانبياء و الرسل .  فالانسان المتدين عندما يتخيل الزمن فهو يرسمه كما قلنا كسيل جارف يبدا من نقطة و ينتهي عند نقطة ... لكنه يضع فوق مسار هذا الزمن الانبياء ...... فالانبياء في المخيلة عبارة عن زمن واحد يمر بحقب زمنية و دينية متتابعة  وفق مخطط ثابت لتتابع للانبياء . زمن واحد وفق ترتيب الانبياء المعروف هو موسى عيسى محمد ... و عليه فان ترتيب ظهور كل دين بنفس ترتيب الانبياء .

و نلاحظ بانه يوجد ثلاث مستطيلات عمودية سوداء في الزمن الرابع ، و هذه المستطيلات تمثل الفجوات الزمنية حول نشأت الاديان و  التي تحدثنا عنها في مقالتنا السابقة ، و عددها ثلاث فجوات و  طول كل فجوة يقارب 300 سنة ....  و كل فجوة تسبق الظهور المباشر لكل دين.

الفجوة الخاصة باليهودية
الفجوة الخاصة بالمسيحية
الفجوة الخاصة بالاسلام

لكن و وفق المخطط

-  فزمن الاسلام ( الاخضر ) يبدا بفجوة  زمنية و لا يقطعه اي مستطيل اسود .... و هذا يعني ان لديه فجوة زمنية واحدة .
- اما زمن المسيحية ( الازرق ) فيبدا بفجوة و يقطعه مستطيل اسود واحد ... و هذا يعني ان لديه فجوتين زمنيتين
- اما زمن اليهودية ( البرتقالي) فيبدا بفجوة و يقطعه مستطيلين اسودين ..... و هذا يعني ان لديه ثلاث فجوات زمنية

لماذا ؟

لانه بحكم ان اليهودية كانت هي اول ظهور في التاريخ ، فلديها  ثلاث فجوات :

1- الفجوة الاولى التاسيسية و التي تبدا من ظهور قورش الملك الفارسي الذي خلصهم من السبي و تنتهي عند زمن بداية الترجمة السبعينية للعهد القديم و هي تقريبا 300 سنة. فلا توجد اي وثيقة تؤكدها غير رواية العهد القديم و رواية اليونان.

2- الفجوة الثانية و هي نفس فجوة المسيحية. فليس لدى اليهود رواية تاريخية كاملة تتحدث عن بدايات المسيحية و عن الزمن من ميلاد المسيح و حتى مؤتمر نيقة .

3- الفجوة الثالثة و هي نفس فجوة الاسلام، فليس لدى اليهود رواية تاريخية كاملة تتحدث بدايات الاسلام و عن النبي محمد و حتى حادثة خلق القران .

اما المسيحية و بحكم كونها ثاني ديانه في الظهور على التاريخ  فلديها فجوتين :

1- الفجوة الاولى التاسيسية و التي تبدا من ميلاد المسيح  تنتهي عند زمن كتابة العهد الجديد
2- الفجوة الثانية لاتوجد لدى المسيحين رواية تاريخية كاملة لبدايات الاسلام و عهد الخلفاء و قصص الفتوحات حتى حادثة خلق القران.

اما الاسلام و بحكم كونه اخر الاديان ظهور في التاريخ فلديه فجوة واحدة :

1- الفجوة التاسيسية التي تبدا من ميلاد النبي محمد و حتى حادثة خلق القران و هي تقريبا 300 سنة .

● في الزمن الرابع .... سنجد بان هناك خط ابيض يخرج من تاريخ ميلاد الرسول عيسى كما تقوله رواية الغرب و  يقسم زمن المنطقة الى قسمين ... و سنسميه بخط الزمن الفاصل .

● نحن عندما وضعنا للزمن الثالث و هو لقاء فارس و اليونان مكان في هذا المخطط ... و هي الفترة التي تتحدث فيها رواية اليونان حول فارس و  حسب رواية العهد القديم التي تتحدث عن ملك فارسي حرر اليهود من السبي و دمر بابل، على اساس وجود فترة زمنية بفارس تسبق هذه الرواية التاريخية و  تعطي لهذا الظهور المفاجىء لزمن فارس منطقيته .

لانه كان يمكن القيام بمسح هذا الجزء من المخطط ، و الاكتفاء بالفجوة الزمنية التي يبدا منه الزمن الرابع و هي الفجوة الخاصة باليهودية ... لان هذه الفجوة الخاصة باليهودية و التي تقارب 300 سنة ، و التي تبدا من عام 550 ق.م و هو تاريخ ظهور ملك فارسي اسمه قورش ( كورس) و تنتهي عند 250 ق.م تقريبا و هو تقريبا تاريخ دخول اليونان مصر و كتابة العهد القديم ......  هي نفسها الحقبة الزمنية لظهور الامبراطورية الفارسية و سقوطها على يد الاسكندر المقدوني عام 333 ق.م.

و لهذا السبب

وضعنا مستطيل ابيض شفاف افقي على طول الفجوة الزمنية الخاصة باليهودية ، و هذا المستطيل اسميناه ايضا بزمن فارس وفق رواية اليونان و كتاب العهد القديم .

و وضعنا ايضا ...... مستطيل ابيض شفاف اخر يمثل زمن فارس و على طول الفجوة الزمنية الخاصة بالاسلام، لانه يتكرر ظهور رواية الامبراطورية الفارسية مرة اخرى و  على طول الفجوة الزمنية الخاصة ب الاسلام ، لان الرواية تتحدث عن  قدوم فارس لليمن و تحريرها من الاحباش بطلب من الملك سيف بن ذي يزن و هو  تقريبا نفس تاريخ ميلاد النبي .... ثم رسالة النبي محمد لملك الفرس ( كسرى ) و حتى سقوط الامبراطورية الفارسية اثناء الفتوحات الاسلامية .

و ربطنا بين المستطلين الخاصين بفارس في الفجوتين ... بواسطة مستطيل ابيض شفاف و ضيق و ليس واسع يشبه الانبوبة .... لسبب منطقي ... اولا حتى نربط الزمن ...... ثانيا جعلناه ضيق لاننا في مخيلتنا نجد وضوح واسع لرواية فارس في تلك الفجوات الزمنية  ... بينما خارج تلك الفجوتين ...... يكاد يكون زمن فارس ضيق لانه لا توجد روايات اخرى واسعة و واضحة مثل الروايتين السابقتين التي سبقت ظهور زمن اليهودية (البرتقالي ) و سبقت ظهور زمن الاسلام( الاخضر) .

● السهم الابيض الموجود في المخطط ، و المكتوب عليه تاريخ الاحداث يمثل لدينا التاريخ في المخيلة .

لاننا كما ذكرنا في مقالاتنا السابقة ، فنحن علينا ان نميز بين شيئين ... بين التاريخ و الزمن .. صحيح ان هناك علاقة متداخلة و يصعب فصلها ........ لكننا عرفنا التاريخ بانه خط مكتوب عليه ارقام فقط .

● اما المستطيل الازرق الموجود اسفل السهم الابيض و المكتوب عليه الاعداد السالبة و الموجبة و يوجد اسفله حرف(ف)  فهو يمثل نهر الزمن و سيره في المخيلة .

لاننا وصلنا في المقال السابق الى ان الزمن في المخيلة نوعين الاول الوعي العادي و  يبدو مثل نهر من الاحداث المتتابعة و الذي يبدا من الماضي الى الحاضر حتى المستقبل ... نهر يقوم الماضي بدفع الاحداث للحاضر و الذي بدوره يدفعها الى المستقبل الى مالا نهاية . و اما الزمن في الوعي الديني مثل وصف النهر السابق لكنه لا يستمر بالحركة الى مالا نهاية بل يتوقف عند نقطة  .

و كما هو موضح في المخطط .... فالنهر مقسم الى عدة اقسام و عددها تسعة اقسام ... و كل قسم من هذه الاقسام يمثل فترة زمنية موجودة في المخطط .

بمعنى اخر ............ لقد اسقطنا بعض ازمنة المنطقة الخمسة و الفترات الزمنية التابعة لبعض الازمنة  و الموجودة في المخطط .... على مجرى النهر الازرق .. فاصبح لدينا 9 فترات زمنية .. لاننا من هذا المقال سنبدا تفكيك زمن المنطقة بالاعتماد على الزمن و الفترات الزمنية (النهر ) و ليس على التاريخ ( السهم) .

لاننا سننتقل الى مرحلة جديدة .... في رحلة تفكيكنا لزمن المنطقة ... بالاعتماد على الزمن و الفترات الزمنية الموجودة على (النهر ) و ليس على التاريخ ( السهم) .

و هذا يفرض علينا اشياء عديدة  :

لن يكون لارقام تاريخ الاحداث اي اهمية .

بمعنى اخر ... عندما ندرس زمن المنطقة بمرجعية هذا النهر الازرق ... فاننا سندرس فترات زمنية طويلة ....... و لايهم بعدها اختلاف تاريخ الاحداث المدون في كتب التاريخ .... ستختفي تلك الجزئيات ... فلا اهمية مثلا ........ في وجود اختلاف حول ميلاد شخص  اما في  عام 500م او  في عام 530 م.

لان هذه الاختلافات و الفروقات  ......... ستصبح لدينا مثل الكسور العشرية التابعة للاعداد في علم الحساب .... و الذي يتطلب مننا تقريب تلك الكسور العشرية الى اقرب عدد صحيح ... لاننا عندما ندرس الزمن ..... بناء على ارقام التاريخ سيكون نسبه الخطا فيه كبيرة ، لعدة اسباب :

- لان تاريخ الاحداث ليست دقيقة،  لقد كان تحديد التاريخ في الماضي تقريبي، و سجلات الكتب ايضا ليست دقيقة  .

- لاننا عندما نتعامل مع ارقام سنصبح و كاننا في اختبار في مادة الرياضيات و يتطلب مننا الة حاسبة تعطينا النتيجة الصحيحة ... بينما نحن نتعامل مع حقب زمنية طويلة ،  و  نريد ان نفهم ماذا و كيف و لماذا جرى ، و لا اهمية للدقة في ارقام التاريخ .

  - نحن سنتعامل مع احداث جرت في فترات زمنية ، و مرجعيتنا هي الاحداث و ليس الارقام .

ماذا يمثل الصفر ؟

الصفر يمثل ...... الفترة الزمنية التي ظهر فيها زمن الديانة اليهودية .

ماذا يعني الصفر و لماذا جعلنا الصفر خاص بفترة ظهور زمن الدين اليهودي ؟

الصفر يعني بداية ظهور الزمن المرتبط و المحسوس بزمن اليوم، و منطقيا سيكون تحديدا بداية الزمن المرتبط بزمن اليوم من تلك الفترة .

لان مخيلة المنطقة الزمنية بدات من تلك الفترة .... تقريبا هي الفترة الزمنية الاولى التي مازالت مرتبط باليوم،  بحكم كون اليهودية مازالت متواجده الى اليوم، و لان الزمن في المخيلة الدينية مرتبط بالانبياء ، وفق تسلسل متتابع و ثابت ..... فهذا يعني ان كل زمن ديني يولد من الزمن الديني السابق له ... فولد زمن المسيحية من زمن اليهودية .. ثم ولد زمن الاسلام من زمن المسيحية ... و هي الازمنة التي مازالت مستمرة الى اليوم .....و لان اول ظهور في التاريخ كان لزمن اليهودية .... فمنطقيا ستكون تلك الفترة هي بداية زمن المنطقة المستمر الى اليوم .

هذا التصور المنطقي .... يتفق تماما مع رواية تاريخية للطبري يتحدث فيها عن التقويم المعمول فيه عند الرومان في ساعة كتابته لمؤلفة التاريخي ... عندما قال بان التقويم الروماني يبدا من زمن انتصار الاسكندر على فارس و ليس من زمن ميلاد المسيح ، و فعلا فبداية الفترة التي ظهر فيها زمن اليهودية هي تقريبا في نفس التاريخ انتصار الاسكندر على ملك فارس و الذي تذكره كتب التاريخ 330 ق.م .

ما معنى  الاعداد السالبة و الموجبة ؟

هذه الاعداد تمثل حركة مجرى النهر.

كيف ؟

تخيلنا للزمن بشكل عام يبدا بشكل سيل مندفع لنهر يبدا من نقطة الصفر ، لكن الزمن قبل نقطة الصفر يبدو كعملية تراجعية و ليس اندفاعية ، فنحن نجد صعوبة في تخيل الزمن قبل نقطة الصفر كالاندفاع ... بل يبدو الزمن في مخيلتنا قبل نقطة الصفر كسيل يتم ابتلاعه قبل نقطة الصفر ... في نقطة الصفر ينهار الزمن تماما ... ليخرج منه نهر جديد ( زمن جديد ).

و هذا التصور للزمن واضح جدا عند جميع من يدرسوا التاريخ .. فهم يدرسون تاريخ الزمن قبل نقطة الابتلاع و كانهم فوق قارب على نهر و يجدفون بعكس اتجاه النهر . لذلك نجد تاريخ الزمن قبل نقطة الصفر ( نقطة الابتلاع) عبارة عن تاريخ انهيارات متتابعة و ليس تاريخ اندفاع .... تاريخ اضمحلال ... تاريخ تلاشي متتابع .... تاريخ اختفاءات متتابعة ... .... فمجرى النهر يبدو معكوس و كان الحاضر هو من يرسم الماضي و ليس العكس .. بعكس النهر الطبيعي و الذي يخرج من نقطة الابتلاع و مستمر الى اليوم .

في النهر العادي ... يكون الماضي هو سبب الحاضر و الحاضر سبب للمستقبل ... بمعنى اخر .... الماضي هو من دفع الحاضر  و تكون حركة  الحاضر نتيجة لحركة الماضي .....الماضي هو من يحدد شكل و حركة الحاضر  .

اما في النهر المعكوس ... يكون الحاضر هو من يجر الماضي و تكون حركة  الماضي  نتيجة حركة الحاضر او المستقبل .. الحاضر هو هو من يحدد شكل و حركة الماضي .

ما معنى حرف (ف) الموجود اسفل مجرى النهر ؟

سيكون حرف ( ف)  و المتبوع برقم هو اسم الفترة الزمنية التي تمثل جزء حركة النهر  ، و قمنا بوضع هذه الطريقة في التسمية ، لتسهيل الحديث في المقالات القادمة ،  لاننا سنبدا التعامل  مع الفترات الزمنية و سيتكرر الحديث عنها كثيرا .. و هي كالاتي :

الزمن الاول ------ ف1
الزمن الثاني ------ ف2
الزمن الثالث ------ف3
فجوة اليهودية ------ف4
ظهور زمن اليهودية ------ف5
فجوة المسيحية ------ف6
ظهور زمن المسيحية ------ف7
فجوة الاسلام ------ف8
الزمن الخامس ------ ف9

----------

هذا هو المخطط ... و الان ... هل هذا النموذج خالي من الاخطاء  و ماهي تلك الاخطاء ....هل هذا النموذج منطقي ، و هل الاحداث فوق مجرى النهر يمكن ان ينتج عنها هذا المخطط؟ .... و هل يمكن ان ينتج عن هذا النموذج الموجود في المخيلة مشكلات على الواقع ؟

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق