الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

التحنيط ينسف التاريخ الذي كتبه الغرب للمنطقة


السؤال الطبيعي كيف نقرا تاريخ الانسان القديم ؟

نحن نقرا تاريخ الانسان قديما بناء على شيئين اثنين :
1- نصوص قديمة تركها
2- اثر مادي كان يستخدمه و مرتبط به

الان لنبدا مشاهدة هذا العمى

● قد يكون من المنطقي ان النصوص الكتابية القديمة هي الوثيقة الاقوى التي ستقدم لنا صورة عامة عن معتقد و اخلاق و فكر الانسان قديما ، لكن هناك مشكلات عديدة في هذه العملية :

اولا : صحة الترجمة

قد تكون الترجمات غير صحيحة و سليمة ، او ليست دقيقة 100% ..... و هذا يجعلنا ندخل بشكل مؤكد في عالم ميثولوجي خصوصا و نحن نستند في تخيل الزمن القديم بناء على قاعدة اساسية و هي التطور ..، بان الانسان كان في مرحلة قريبة من الحيوانات و تطور وعيه مع الزمن حتى وصل لوعي اليوم، و سنفترض عالم اسطوري. و سنؤمن مثلا بان المصرين كانوا يؤمنون حقا بات بالهة تموت و يقسم جسمه على كل انحاء الارض و تقوم زوجته  بتجميع جسدة و تبكيه ثم تضعه في تابوت و ترسله الى الارض المقدسة .

ثانيا : مشكلة تاويل النص

لماذا عندما نكتب  موضوع حول شيء ما ، و عندما نعود لقراءته بعد فترة طويلة نشعر و كاننا لم نقم بكتابته؟  هل مر عليك مثل هذا الشعور ، اعتقد ان الكثير مر بهذا الامر ، لكن هل سالت نفسك عن اسباب تلك الظاهرة ؟
                

عندما نقوم باسقاط احاديثنا الحية على الورق  بهيئة نصوص كتابية،  نكون بذلك قد افقدنا لغتنا الحية لمعلومات كثيرة توضح المعاني التي كنا نقصدها.
فاللغة الحية بمجرد تحولها الى لغة نصية فانها تتعرض الى تحريف في المعاني و المقاصد الحقيقية التي قيلت اثناء الحديث المباشر، و يحتاج النص عندها الى ادوات كثيرة تساعدنا في تفسر معانيه و مقاصدة بشكل صحيح كما كان في صورته الحية المباشرة. نحن نحتاج الى معرفة نبرة المتكلم و تعابير وجهه و ثقافة المجتمع و بيئة المتكلم و مجتمع المتكلم و الظروف المحيطة ساعة الكلام ........ حتى نفهم المقصود الصحيح من النص .

ساضرب مثال بسيط ............ تخيل انك كنت تستمع لحوار بين صديقين و قال احدهم للاخر في نهاية الحوار من باب الدعابة: لقد قتلتني  .  و الان لنتخيل ان الحوار تم تدوينة بشكل نصي . و قراه شخص امامك سيعتقد بان الرجل قتل فعلا ..بينما انت كنت شاهد حي اثناء الحوار و تدرك المعنى الحقيقي للجملة و ظروف قولها ..ان الرجل كان يضحك و هو ينطق جملته و كانت من باب المجاز على مقلب قام به صديقة .

هذا المثال يتكرر بشكل مستمر في حياتنا اليومية ، و بدون ان ننتبه ، خصوصا عندما نقوم بنقل احاديث كنا شاهدين عليها لاشخاص، فنحن ننقل نصوص فقط تفتقد للمعلومات و الظروف المحيطة بالنص، فيصبح المعنى غير المعنى الحقيقي .  مشوه و محرف . و يسبب كثير من المشكلات .

و هذا هو السبب في تلك الظاهرة التي تجعلنا نشعر عند عودتنا لقراءة نصوص كتبناها في الماضي ،  باننا لم نقم نحن بكتابة تلك النصوص .  فنحن عندما نقوم بالكتابة فنحن نسقط النصوص و لا نسقط المعلومات و الظروف المحيطة التي خلقت تلك لنصوص و عندما نعود لقراءته فنحن نقر نصوص تفتقد للمعلومات و الظروف المحيطة ساعة كتابة النص ، و لم نعد نجد حيوية النص التي تجعلنا نشعر و نحس بالنص .

فاذا كنا مختلفين على تاويل نصوص كتبت قبل 50 سنة ، فكيف بنصوص كتبت قبل 5000 سنة و ربما عمرها اكبر بكثير .

● اما الاثر المادي فهو الذي يقدم لنا صورة اقرب للحقيقة ، حول وعي الانسان قديما ، لا اقصد بالاثر المادي النقوش، بل المواد المرتبطة بالانسان قديما مثل اللباس و الاكل و الرسوم و المنزل الخ .

و الان سنتحدث عن العقيدة فقط

تحدثت في مقال سابق عن اكتشافي لمقبرة تحوي جثث محنطة ، و التي زودتني بمعرفة حول علامات اماكن دفن الموتى في قديم الزمان ، و تلك العلامات هي التي اوصلتني الى نتيجة اخرى مؤكدة و هي ان جبال اليمن ممتلئة بجثث محنطة و باعداد كبيرة جدا . هذا الاكتشاف بالاظافة الى كتشاف اثار مصرية القديمة كثيرة  في اليمن ، و في مناطق منعزلة جدا و وعرة .اثارت داخلي اسئلة كثير جدا و كان اصعبها، ما طبيعة العلاقة بين مصر و اليمن قديما ؟

لماذا طرحت على نفسي هذا السؤال ؟

السؤال منطقي جدا ... لانه لا يوجد في المنطقة مكانين اكتشف فيهما جثث محنطة ( بشكل واضح و كبير ) مثل اليمن و مصر . و حتى اكون اكثر دقة ، ففي اليمن يظهر الامر بشكل ملفت و كبير جدا ..نعم حقيقة ...جبال اليمن ممتلئة بالجثث المحنطة باعداد مهولة .

و هذا الامر يفرض علي اي عقل سليم و بشكل تلقائي طرح سؤال منطقي .............. حول العلاقة و هل كانت هناك عقيدة واحدة مشتركة ، فالتحنيط طقس ديني و من الطبيعي ان يكون الامر مرتبط بعقيدة مشتركة .

اعتقد ان الاجابة سهلة جدا و صعبة جدا بنفس الوقت

لماذا ؟

سؤال منطقي :

لنفترض اننا بعد الف سنة ، و قام شخص بفتح قبر في مصر و وجد عظام جثة داخل كفن ابيض، و اكتشف شخص اخر عظام جثة في اليمن داخل كفن ابيض بنفس الطريقة .
السؤال المنطقي :  هل الجثة المكتشفة في مصر كان صاحبها يعبد امون و اوزريس ، بينما صاحب الجثة المكتشفة في اليمن كان يعبد المقة .

الاجابة واضحة جدا

و هذا نفس الامر فس الجثة المحنطة في اليمن ، و التي هي نفسها تماما الجثة المحنطة في مصر ، في وضعية التحنيط(ضم الرجلين) ، و في المواد و في القماش .و ان كان هناك اختلاف فهو في تفاصيل مثل الاختلاف بين حرف العين المكتوب بخط النسخ و حرف العين المكتوب بخط الديواني .

لكن ماذا عن العقيدة ؟

المنطق يقول بان الجثتين المحنطتين خرجتا من عقيدة واحدة ، خرجتا من نفس التصور الروحي و الوجودي للحياة ، في كل شيء .


المجتمع القديم الذي كان في اليمن و صنع الجثة المحنطة كان يملك تصور روحي و وجودي و فكري للحياة  ...... هو نفسه التصور الروحي و الوجودي و الفكري للمجتمع القديم في مصر و الذي خرجت منه الجثة المحنطة. 

كلا المجتمعان كانا يحملان عقيدة دينية  واحدة. الموضوع سهل جدا و واضح و بدون كثرة كلام و لا يحتاج الى شهادة دكتوراة من جامعة اكسفورد . 


و من يريد دليل ليتاكد اكثر .... قصة التابوت الخشبي المكتشف في مصر قرب هرم سقارة في احدى معابد الالهة المصرية اوزير  و الذي كما قيل بانه كان يحوي مومياء لكنها سرقت ، و هي لتاجر من اليمن اسمه زيد و توفي في مصر  و كان وكيل توريد المواد و النباتات المقدسة التي كانت تستخدم في طقوس المعابد . و دفنة في مقبرة الاله اوزير بمثابة تكريم له من الاله اوزير ، و  تعني وجود عقيدة مشتركة.

كان من المفروض ... بان اكتشاف اول جثة محنطة في اليمن ، يصنع هزة كبيرة في الاوساط العلمية لدينا ، فكيف لو كان الامر اعداد مهولة من الجثث المحنطة في جبال اليمن .

و من المفروض ايضا ...... ان اكتشاف اعداد كبيرة من الجثث المحنطة في اليمن ، تجعل اي انسان يملك ذرة عقل سليم  ان يجزم بوجود مجموعة بشرية واحدة كانت تسكن مصر و اليمن و خرجت من مكون ثقافي واحد .... و تقدم لاي باحث او عالم مفتاح رئيسي و اساسي في دراسة التاريخ .

لكن للاسف العقل في نوم عميق جدا .

اذن اين الصعوبة  ؟

الصعوبة فيما يكتبه الغرب لنا من تاريخ ، و  المحاط بهالة من الامانة العلمية و الاخلاقية و الرفاهية ، و اصبح من المسلمات الفكرية ، التي تجعلنا نفقد الثقة بانفسنا و بتفكيرنا ، و تحولنا الى كائنات مستهلكة له ، لا تستطيع الانتاج و التفكير .

لانه حسب التاريخ الذي كتبه الغرب ، فمصر القديمة كان المجتمع يعبد الالهات المعروفة ( امون ايزيس رع اتون اوزريس حورس )، اما في اليمن فكان المجتمع يعبد ( المقة عم سين). و لا اريد ان أفتح ايضا باب اخر مرتبط بنفس الموضوع حول اللغة ، لكننا سنؤجله الى مقال اخر .

و هذا التاريخ الذي كتبه الغرب لنا ، جعلنا نفهم قصة المومياء للتاجر اليمني التي كانت موجودة في التابوت الخشبي المنقوش عليه كتابة بخط المسند بشكل صعب و مختلف، فجثة محنطة توضع لتاجر يمني في مقبرة للالة  اوزير تجعلنا نفترض بانه تكريم، لانه يؤمن بالاله المقة ، لكن من باب التكريم فقط .

و هنا الصعوبة

الهات مختلفة و لغات مختلفة .... و طقوس واحدة . 

كيف نحل هذا التناقض ؟

ساخبركم كيف نقوم بالحل 

عندما تناقلت الاخبار قصة اكتشاف مومياءات في اليمن،  حدثت هزة في الاوساط العلمية في الغرب ،بل دق ناقوس الخطر عندهم ،  فلم يكونوا يتوقعون هذا الشيء، و هم الذين قد زاروا اليمن و تجولوا فيها و كتبوا تاريخها ،و لم يمر عليهم اثناء تجوالهم في اليمن اكتشاف اي جثث محنطة،  حتى يكونوا قد استعدوا لها بروايات تاريخية، و السبب لان القدماء كانوا يضعون الجثث المحنطة  في اماكن بعيدة جدا و مرتفعة جدا في الجبال و لا تطولها يد احد، بل انه لا ينتبه لها احد من السكان ، و هي باعداد كبيرة جدا . و يمكن ان نقوم باعداد فلم و رفعه للانترنت ، و نحن نفتح احدى المقابر الموجودة في احدى الجبال لاول مرة و نشاهد منظر للجثث المحنطة.

المهم

و بعد اكتشاف اول جثة ، و تلاها اخبار اكتشاف جثث اخرى ، تطلب الامر زيارة من قبل باحثين و مؤسسات غربية  لليمن .

و قد اتحفتنا قناة نشيونال جيوجرافيك بفلم وثائقي بعنوان موميات ملكة سبأ ، يوثق رحلة خبير و عالم انجليزي يستطلع تلك الموميات .

و كعادة خبراء و علماء الغرب دائما عند تقديم انفسهم لاول مرة، يرسمون للمشاهد او القارىء صور خيالية و انسانية و عبقرية عن انفسهم، لتعطي لنا اشارات تجعلنا نستسلم و نؤمن بقصص اكتشافاتهم و نتائجهم و نثق باسباب اهتمامهم و رحلاتهم .

قدم الخبير الانجليزي نفسه ،  بان السبب وراء اهتمامه بالبحث عن المومياءات هو حادثة موت صديق او قريب له، جعلته يفكر بالموت و يبحث عن مومياءات في العالم .... و في يوم ما ارسل له صديق يقول له بان هناك اخبار عن اكتشاف موميات في اليمن. و على حسب كلام الخبير بان الخبر كان صادم له ، و بانه لم يكن يتوقع ابدا وجود موميات في اليمن .. و لم يسمع من قبل في التاريخ عن اكتشاف موميات  في اليمن .

طبعا هذا الخبير صادق في كون الغرب لم يعرف من قبل عن موميات في اليمن، و كما قلنا بان السبب اماكن تواجدالموميات  بعيدة و ليست في متناول اليد ، و صادق جدا في موضوع الصدمة لانها ستكشف تاريخ لايريد الغرب ان نعرفه .

لكنه كاذب بقصة صديقه الذي توفي و بان هذا الشيء هو السبب في اهتمامه بالبحث عن الموميات ، و كاذب في قصة صديقة الذي ارسل له خبر اكتشاف موميات في اليمن على بريده الالكتروني، لانه يعمل لحساب موسسة واحدة غربية و تتخذ اسماء عديدة في جميع دول اوروبا و هي مهتمة بالاثار في منطقتنا .

الغرب كان قد كتب لمصر قصة تاريخها و قصة الهاتها و لغتها ، و كتب ايضا لليمن قصة تاريخها و لغتها و الهاتها.


لكن فجاءة نكتشف تابوت خشبي مكتوب عليه بخط المسند و فيه مومياء و مدفونة في مصر،  و نكتشف جثث محنطة في اليمن متشابهة مع مصر .

مشكلة كبيرة جدا ستهدد الرواية التاريخية التي كتبها الغرب عن المنطقة  ..... طيب ما الحل ؟

1- بخصوص المومياء داخل التابوت الخشبي المكتشف في مصر، نقوم بسرقتها و اخفاءها ... و لا نسرق بقية المومياءات ... و التهمة ستكون للصوص الاثار .

لانه اول مرة يقوم اللصوص بسرقة مومياء ، اللص يسرق كنوز و ذهب ،  ماذا يعملون بالمومياء ، طيب لماذا لم يسرق المومياءات الاخرى التي كانت مدفونة جنب التابوت ؟!

لانه بقاء المومياء تعتبر دليل مادي على ان اليمن و مصر في عقيدة مشتركة .

2- بخصوص الموميات في اليمن

سنرسل خبير و نحاول تاسيس و تثبيت معلومة بشكل علمي لتزوير العقل عند محاولة فهم التاريخ .

الخبير الانجليزي بدا يستعرض عقله امام الكاميرا و دقة معامل الغرب الذي ارسل لهم عينات من قماش و شعر الموميات ، و بدا عملية التضخيم للموضوع .

  - واو التحنيط جيد و مختلف عن ماهو موجود في مصر
  - واو ربما نحن امام موميات ربما اقدم من موميات مصر
  - واو المواد المستخدمة مختلفة جدا، و بعضها مستورد من الهند.

و كله كذب في كذب

التحنيط في اليمن هو نفسه التحنيط في مصر و لا فرق اطلاقا ،و المواد المستخدمة في التحنيط هي نفسها في مصر و اليمن و من اهمها مادة المر  ، و لم يكن هناك شيء اسمه الهند حتى تستورد منها اليمن مواد  ....... فاذا كان الغرب نفسه كتب عن ان التابوت الخشبي خاص برجل يمني كانت تاجر المواد التي تستخدم في طقوس المعابد، لكن في حالة اليمن يقول بان اليمن كانت تستورد من الهند .

تخيل ......مصر تستورد من اليمن المواد التي تدخل في الطقوس الدينية ، اما في اليمن فهي تستورد مواد التي تدخل في الطقوس الدينية من الهند . كلام مضحك .
.

و اما عن اعمار الموميات.... فكلها من حقبة زمنية واحدة .

طبعا الغرب دائما عندما يكتب تاريخ ، فهو يحاول صناعة ذوات متضخمة عند سكان المنطقة ، ذوات مرضية ..... تجعل عقول الناس العادين و حتى الباحثين مسكونين بوهم التفرد و العظمة ... فتحول التاريخ الى مرض ... كان ابي و جدي .......... و لا يحاول استخلاص المعرفة من التاريخ و فهم السياق الديني و الاخلاقي و العلمي و الهندسي ،  و حتى لا يجعلوا الناس ينتبهوا لما يريده الغرب و يحاول ان يخفيه بشكل متعمد . 

عندما تدخل صفحات تاريخ في مواقع التواصل و  يتحدثون في موضوع التحنيط، تجد معظم تعليقات الناس :

- التحنيط في مصر كان لغز معقد
- وجدوا جثة محنطة في ليبيا يقول العلماء انها الاقدم و هي الاكثر اتقان
- التحنيط في اليمن الاقدم .

و الله الواحد يضحك و يشعر باسى في نفس الوقت ، يعني التاريخ لدينا من اجل الحصول على كلمات : الاعقد الاقدم الاكثر الاول.

لا اعرف ما هو الشيء الذي يجعل الناس تفتخر بالتحنيط ، لا حول و لا قوة الا بالله ، مدعاة للفخر؟! . و لا تعرف ما هو الفخر ، لا يريد ان يعرف من التاريخ الا المفاخرة ... مع ان الموضوع ليس فخر .. لا نهم لا يريدون الوعي بالتاريخ و فهم سياقنا .

هل هناك من يفتخر بتحنيط اجساد  ؟
يفتخرون بتجهيز موتى ههه

مرض ..... الله يمرض من امرض الناس بهذا الشكل  .

و لا اعرف ايضا .... ماهو هذا اللغز المعقد بالتحنيط في مصر و الذي الغرب كل فترة ينشر حوله  بحوث و اخبار في الاعلام و الدوريات العلمية ، و يجعل الناس تضج كل فترة في التفكير بالموضوع .
يعملون هالة كبيرة في موضوعات تافهة ..  لتجعل العقل يصاب باعاقة و عجز في التفكير ... لانه عندما يسمع الغرب يردد دائما كلمة لغز معقد و في دوريات علمية.... يجعله يفكر بان هذا الامر مادام يحير الغرب فلابد ان الامر كذلك و بالتالي يجب ان اردد مثلهم .... اللغز المعقد .

و القصة سهلة جدا .. تحنيط و بس ... و انتهت القصة ، و لا يوجد اي قصة معقدة او لغز معقد  .. التحنيط واحد .
و كل الجثث المحنطة المكتشفة في المنطقة خرجت من حقبة زمنية واحدة و بعمر متقارب . و المواد المستخدمة في التحنيط واحدة في كل مكان  .. و اهم مادة من تلك المواد بل الاساسية هي (المر) .. و اهم مصدر لهذه المادة كان في الماضي  هو جنوب الجزيرة العربية.

و الاختلاف بين التحنيط في مصر و اليمن ، مثل الاختلاف بين غسل و تكفين الميت اليوم بين مصر و اليمن .

القصة سهلة جدا ... و لا يوجد اي لغز ... صح ؟

زمان لم يكن هناك وعي مثل وعي اليوم ، الارض واحدة و التاريخ لم يكن يقرا العالم قديما كما نريد ان نقراه اليوم. نحن الان نعيش وعي سايكس بيكو، هذا الوعي انعكس على نظرتنا و قراءتنا للماضي ، فتخيلنا ان وعي سايكس بيكو الحالي يفرض علينا تخيل سايكس بيكو قديم يكتب الماضي ايضا.

فتخيلنا مصر حضارة و العراق حضارة و اليمن حضارة و ليبيا حضارة و المغرب حضارة ، و هناك لغة في مصر و لغة في العراق و لغة في سوريا و لغة في مصر ، و هناك دين في مصر مختلف و دين مختلف في اليمن و في العراق دين مختلف و في سوريا . و هناك تحنيط في مصر مختلف عن التحنيط في اليمن ، و هكذا .

و الحقيقة هي حضارة واحدة انتشرت في المنطقة كلها و استقرت في كل المنطقة .

يبقى السؤال :

كيف نحل التناقض السابق ، الهات مختلفة و لغات مختلفة .... و عقيدة واحدة ؟

المنطق و العقل يقول معنا ثلاثة احتمالات :

1- عقيدة مصر قديما هي نفس نفسها عقيدة اليمن قديما ، و بالتالي لا صحة ابدا لما كتبة الغرب عن ديانة اليمن قديما

2- عقيدة اليمن قديما هي نفسها عقيدة مصر قديما، و بالتالي لا صحة ابدا لما كتبه الغرب عن ديانة مصر قديما.

3- عقيدة اخرى مجهولة كانت عقيدة مشتركة بين مصر و اليمن قديما ، و لا صحة ابدا لما كتبه الغرب عن ديانة مصر القديمة و اليمن القديمة .

و  اي احتمال صحيح من بين هذه الاحتمالات  .... لابد ان يكون من نتائجة التلقائية ...... ان يكون الغرب في موضع كاذب و بشكل مؤكد .

اذا الغرب الان في موضع كاذب ... منطقيا .... و بشكل مؤكد .

ما الاهمية ؟

لا صلاح الوعي التاريخي حتى نستطيع رؤية الحقيقة المخفية المزلزلة عنا عمدا منذ قرون عديدة ... منذ ظهور الروم .

.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق