‏إظهار الرسائل ذات التسميات اليمن. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اليمن. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 23 أغسطس 2019

الفتنة الكبرى - كذبة الخط الديموطيقي

على اي اساس علمي و منطقي تم اعتبار الخط الديموطيقي و الخط الهيروطيقي خطين كتبت بهما اللغة المصرية القديمة ؟!

اولا ..... لابد من نقل المعلومات الاساسية حومن00ه القضية و التي تعتبر المرجع الرسمي في الجامعات ، و الموجودة على الرابط التالي :

 

تطور الكتابة القديمة في مصر

-------------------

قبل الدخول في جواب سؤالنا الرئيسي ، دعونا نطرح ملاحظات و تساؤلات منطقية حول هذه المعلومات التي قدمت لنا :

■ اذا كانت الهيروغليفية كتابة مقدسة تكتب بها النصوص الدينية المقدسة ، فما الداعي لوجود خط خاص بالكهنة لكتابة نصوص دينية ؟!

الخط الهيروطيقي ظهر تقريبا ( 2000 ق.م ) و هو خاص بالكهنة ليكتبوا نصوص دينية على البردي ......... و في ذلك الوقت كانت الهيروغليفية مازالت قائمة و يكتب بها في مصر على جدران المعابد و على الاحجار  .... فالسؤال : 

لمن يكتب الكهنة تلك النصوص الهيروطيقية ؟! .

هل يكتبون تلك النصوص لانفسهم ... ام يكتبونها للشعب ........  اذن فلماذا سيكتبون نصوص دينية بالهيروغليفية على جدران المعابد و على الاحجار بعملية متعبة جدا ، و لمن سيكتبون تلك النصوص الهيروغليفية ؟!

هل الكتابة الهيروطيقية على البردي من اجل ان تكون بمثابة ارشيف للزمن ؟ .... لكن الكتابة على جدران المعابد و على الاحجار هي اكبر و افضل ارشيف من اوراق البردي .

هل لان الكتابة الهيروغليفية خاصة بالملوك ؟ ... لكن نصوص الهيروغليفية نصوص دينية تحوي مسميات الالهات، حتى و ان ضمت الكتابة اسماء الملوك .

ثم قبل ظهور الهيروطيقية ...... من كان يكتب النقوش الهيروغليفية ... اليس الكهنة ؟! ... اذن فهو خط الكهنة و لا داعي لخط اخر ليكتبه به الكهنة .

ظهرت الهيروطيقية تقريبا ( 2000ق.م) و استمرت حتى (800 ق.م ) ... لكن السؤال المنطقي :

1200 سنة تفرض منطقيا على الواقع ان يكون هناك ارشيف ضخم يحوي وثائق من هذه الكتابة، بل تفرض منطقيا استمرار اكتشاف هذه الوثائق المكتوبة بهذا الخط حتى اليوم، من جراء عمليات التنقيب الضخمة و المتواصلة و المستمرة في مصر ، لكن كل الوثائق الهيروطيقية على اوراق بردي قليلة ، موجود بعضها في متحف القاهرة و اخرى موجودة في متاحف غربية .

اما الكتابة الديموطيقية ( كتابة الشعب ) ، فهي خاصة بطبقة الشعب ، كتابة مختصرة و سريعة و خرجت من الهيروطيقية، و استمرت 1300 سنة تقريبا .

السؤال المنطقي :

ما هي وظيفة نقوش الهيروغليفية على الجدران ، اليست تمثل نصوص دين الشعب، اليست معنية بالشعب ، فلماذا لا تكون كتابة الشعب خرجت من الكتابة الأم ، لماذا كتابة الشعب يجب ان تتطور من كتابة الكهنة و ليس من كتابهم الام الاول ؟

بمعنى اخر ... اعتقد بانه من المنطق ان الكتابة في مصر لا يمكن ان تمر بثلاثة مراحل ... بل مرحلتين فقط ... الاولى الهيروغليفية و الثانية كتابة مختصرة منه .. سريعة و بسيطة و سهلة للتعامل اليومي .

بمعنى اخر .... الخط الجديد المختصر من الهيروغليفية سيفرض نفسه ... و ان كان سيتطور ... فانه سيتطور بطريقة رسمه فقط، و لا يتطور بان يتخذ رموز جديدة مختلفة .

لديك في صورة المقال، كتابة هيراطيقية و كتابة ديموطيقية، و لديك عقل و سمع و بصر .... و  تستطيع ان ترى الاختلاف في رموز الكتابتين .

الكتابة الديموطيقية هي كتابة الشعب،  و دونت بها نصوص دينة ايضا ،لكن الهيروطيقية يكتب بها نصوص دينية ، و الديموطيقية يكتب بها ايضا نصوص دينية ، فلماذا اذن هذه المعابد المكتوب جدرانها بالهيروغليفية ؟!

اذا فرضنا ان المصري سيكتب ايضا نصوص دينية، فلا داعي ان يخترع خط اخر ليكتب نصوص دينية، و يكتفي بالهيروطيقي، و يكتبه به حتى معاملاته اليومية ...... لانه لا يوجد في راي مانع يمنع المصري استخدام الهيروطيقية للكتابة، و لن يقطع راسه او يعدم لو كتب بخط الكهنة و يستمر به .. و كانه محرم عليه و الا فانه سيسجن او يقتل او يغضب عليه ( راع ) .

اذا كانت الكتابة الديموطيقية حاجة وصل لها المجتمع المصري لتسهيل عملية الكتابة السريعة و تدوين المعاملات اليومية ، لان عملية الكتابة بالهيروغليفية متعبة و تحتاج الى وضوح و بروز، و هذه العملية تتطلب استخدام ازمير للنقش على الاحجار .

فلماذا اذن كتب بهذه الكتابة المختصرة و السريعة و السهلة على حجر رشيد، هذا الحجر الذي اكتشفه الغزاة المحتلون الفرنسيون و عبره تم فك الكتابة الهيروغليفية، لماذا قرر المصري ان يستخدم الازمير في عملية متعبة و ينقش على هذا الحجر كتابة ديموطيقية، هذه الكتابة السهلة و السريعة و المختصرة ؟!

لماذا الديموطيقية لديها وثيقة حجرية واحدة فقط ؟ .. لماذا قرر المصري ان لا يكتب على ورق البردي مرة واحدة طوال 3000 سنة، و قرر ان يكتب  على حجرة واحدة طوال 3000 سنة ؟!


و عندما نذهب لحجر رشيد


 فكما يعرف الجميع بان حجر رشيد مكتوب بثلاث كتابات تتناول موضوع واحد و هي(هيروغليفية و ديموطيقية و يونانية ) .


 لكن الكتابة الهيروغليفية و الديموطيقية كتابتين خاصة بالمصري . صح ؟


فهل يعقل ان المصري يكتب وثيقة ما تتحدث حول موضوع واحد بخطين اثنين خاصين به ؟

بمعنى اخر ....... تخيل ان دولة مصر تكتب وثيقة تعاون مع دولة اليونان ، و تكتب الوثيقة باللغة العربية و اليونانية، في صفحتين . لنفترض بان هذا البروتوكول .. و هو يبدو منطقي ، لكن الغير منطقي ان تكون الوثيقة فيها ثلاث صفحات، الصفحة الاولى نص الوثيقة كاملة باللغة العربية لكن بخط الكوفي، و الصفحة الثانية ايضا نص الوثيقة كاملة باللغة العربية لكن بخط النسخ ، و الورقة الثالثة نص الوثيقة كاملة باللغة اليونانية .

هذا عمل غير منطقي ابدا، لان خط واحد يكفي تماما لكتابة موضوع بلغته .

هناك ايضا مشكلة ...... في هذا التقسيم الطبقي للمجتمع الذي كتبه المحتل الغربي و فرضه على مناهج التعليم . 

عندما تكون طبقة الملوك معاهم كتابة خاصة به و هي مقدسة ، و طبقة الكهنة معاه كتابة خاصة به خرجت من كتابة الملوك، و طبقة الشعب معاه كتابة خاصة به خرجت من كتابة الكهنة .

هذا التقسيم الطبقي يوحي لنا ......... بان الدين في المجتمع المصري قديما كانت سلطته من الملوك و هم اساس و اصل الدين  ، و بان الكهنة يجب ان يكونوا مرتبطين بالملوك .. لان كتابتهم خرجت من كتابة الملوك ..... فيجب ان تكون مهام و اعمال الكهنة من مصدر سلطة الملوك، اي ان الملوك هم من يامرون الكهنة و الكهنة يستمعون لهم ، اما الشعب فيجب ان يكونوا مرتبطين بالكهنة، لان كتابتهم خرجت من كتابة الكهنة ...... و يجب ان يستمع الشعب للكهنة مصدر دينهم .

اعتقد بان هذا التقسيم غير حقيقي و غير واقعي، هذه العقلية حديثة و تقسيم خرج من وعي حديث يعرف طبيعة مهام رجال السياسة و مهام الفاتيكان و هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و  لا يفهم معنى الفطرة البشرية ابدا ....... لان الدين قديما لم يكن  صناعة بل فطرة في المجتمع الانساني، و اعتقد بان الاصرار على هذا التقسيم هو لاسباب عديدة من بينها ، ايجاد مخرج منطقي لقصة هذين الخطين الكتابين و الذي عبر واحد منهما فكت الكتابة الهيروغليفية.

------------------------------------

الان نأتي الى سؤالنا الاول : على اي اساس تم اعتبار هذين الخطين قد كتب بهما الانسان المصري ؟

الجواب حسب المصادر الرسمية

بالنسبة للهيراطيقية

1- لان رموز الهيراطيقية مبسطة عن الرموز الهيروغليفية الأصلية ، لمجاراة الحركة السريعة للحياة و تطور المجتمع . اي لان الخط الهيراطيقي هو تبسيط للخط الهيروغليفي أو بمعنى آخر اختصار له .

 
2- اكتشاف نصوص هيراطيقي على مجموعة من قطع البردي في مصر ترجع لعصر الأسرة الرابعة (2597-2471 ق.م) و  موجود بعضها في متحف القاهرة وبعض المتاحف الأجنبية.

بالنسبة للديموطيقية

1- لان رموز الديموطيقية تطورت  من الهيراطيقية، وكانت تكتب مثلها: من اليمين إلى اليسار. والدارس للخط الديموطيقي قد يتصور لأول وهلة أن هذا الخط يمثل مرحلة التطور الثانية بعد الخط الهيراطيقي، وقد يتصور كذلك أنه يمثل مزيداً من التبسيط للخط الهيراطيقي.

2- اكتشاف وثائق مكتوبة بالديموطيقية إلى السنة الحادية والعشرين من حكم الملك إبسماتيك الأول ( 700ق.م - 600ق.م)، بجانب حجر رشيد الذي كان مكتوب بثلاث كتابات ( هيروغليفية و ديموطيقية و يونانية ) .

اذن فالسبب الاساسي لهذا الاعتقاد العلمي الذي يدرس في الاقسام العلمية في الجامعات هو :

اكتشاف وثائق بردي قديمة و حجر رشيد و عليها كتابات بهذين الخطين ..... و رأينا وجود شبه بين الهيروطيقي و الهيروغليفية،  و اما الديموطيقي فقد رأينا شبه كبير بينه و بين الهيروطيقي. 

و هذا جعلنا نعتقد، و هو اعتقاد منطقي، بان تطور الحياة فرض على المصري اختراع كتابة بسيطة و سهلة للمعاملات اليومية.

الان انت معاك سمع و بصر و عقل، لان السؤال المنطقي الذي سنطرحه عليك : 

هل يوجد تشابه بارز و ملفت و واضح جدا بين الخط الهيروطيقي و  بين الخط الهيروغليفي ، و هل يوجد تشابه ملفت و بارز و ملفت بين الخطين الهيروطيقي و الديموطيقي  ؟

انظر الى الخطين و ثق بعقلك و بصرك و احكم .

هذا اولا

ثانيا ... كم حجم الوثائق التي كتبت بهذا الخط، و اين هي ؟

حجم الوثائق لا يعبر ابدا عن 3000 سنة و هو مستعمل في مصر ، و بعض الوثائق في متحف القاهرة و الاخرى في متاحف الغرب.

لكن السؤال المنطقي جدا

لماذا الكتابتين كتب بهما على البردي فقط طوال 3000 سنة ، و حالة واحدة فقط كتب بها على حجر ( حجر رشيد)، مع ان لدينا خط اخر و هو خط المسند الذي تبدو رموزه متشابهة جدا مع الهيروغليفية و مختصرة و سهلة الكتابة، لكن لم يكتب بخط المسند على الورق ابدا، فكل نقوش المسند كتبت على الحجر و الخشب ... و هذا ينفي كون موضوع الكتابة الديموطيقية لها علاقة بالكتابة السريعة اليومية التي تتطلب معاملات يومية.

------------------------------------

فلا الخط الهيروطيقي يشبه بشكل واضح و بارز  و ملفت الهيروغليفية ، و لا الخط الديموطيقي يشبه بشكل واضح و بارز الخط الهيروطيقي .

فعلى اي اساس اذن يدرس مثل هذا الكلام في مؤسسات علمية ؟!

اذا كان المعيار هو التشابه و هو منطقي جدا، فلديك سمع و بصر و عقل :

انظر الى الصورة .......... خط المسند و الهيروغليفي،  تطابق و تشابه واضح جدا و بارز، و كأن المسند الابن الشرعي الذي خرج من الهيروغليفية.

و اذا كان المعيار هو ضرورة اكتشاف وثائق في مصر، حتى يتم اعتماد المسند رسميا في مناهج الغرب التي يتم تدريسها في المؤسسات العلمية،  كمرحلة من مراحل الكتابة المصرية، فلديكم التابوت الخشبي الذي اكتشف قرب هرم سقارة، المكتوب عليه نقوش بخط المسند .

اما اذا كان المعيار هو حجم الوثائق، و ان وثيقة واحدة لا تكفي، فاعتقد بانه معيار سليم جدا.

لكن موضوع التابوت الخشبي يمثل وحده حجم كل الوثائق المكتوبة بالهيروطيقية و الديموطيقي، لان كل الوثائق الهيروطيقية و الديموطيقية لا يمكن معرفة طبيعتها الحقيقة، لانها موجودة على اوراق بردي، و عملية صناعة الورق سهلة، و يمكن افتعال وثائق و دفنها في اي مكان.

بمعنى اخر .. لو اكتشفت جثة محنطة داخل تابوت  و هي تحمل وثائق هيروطيقية او ديموطيقية، سيكون الامر محسوم جدا، بانها وثائق اصلية حقيقة كتب بها المصري .

اما موضوع التابوت ... فهو مدفون في مقبرة رسمية، و تابوته مكتوب عليه كتابة بخط المسند، و هذه العملية لا تتم الا لكون المسند اصل حقيقي مرتبط بالهيروغليفي الذي كان يكتب به على التوابيت .

و مع ذلك ... فحجم وثائق المسند كثيرة جدا، و متواجدة في اليمن بشكل كبير .

اما اذا كان المعيار العلمي يفرض ان تكون نقوش المسند في مصر،  فالموضوع بسيط و سهل جدا و غير معقد ابدا. 

اخرج فقط من عقل سايكس بيكو ، اعتبر اليمن و مصر قديما دولة واحدة، و نكون عندها قد حلينا المشكلة، خصوصا و ان اكتشاف جثث محنطة في اليمن و اكتشاف العديد من القطع الاثرية المصرية في اليمن، منها تماثيل لابول الهول و عليه كتابات بخط المسند يؤكد هذه الحقيقة و على وجود وحدة دينية و لغوية و ثقافية  .

او افترض بان الاستعمار في سايكس بيكو جعل اليمن و مصر دولة واحدة .. عندها ستكون نقوش المسند ضمن اطار دولة واحدة .

سهل جدا

و اذا لم يقنعك هذا الامر كمعيار علمي ، اعتبر اليمن متحف مفتوح و يوجد داخل هذا المتحف وثائق مصرية قديمة ، تماما مثل وجود وثائق الهيروطيقية و الديموطيقية في متاحف الغرب.

ففي متحف القاهرة توجد وثائق هيروطيقية ، و يوجد في متاحف الغرب وثائق هيروطيقية و ديموطيقية.

و في متحف القاهرة توجد وثيقة مكتوبة بخط المسند( التابوت الخشبي) ، و يوجد في متحف اليمن الطبيعي وثائق مسند بحجم اكبر من وثائق متاحف الغرب .

معيار واحد .

------------------------------------

الان

اذا كان الانسان في اليمن، لم يستطع ان يبتكر كتابه خاصة به و قرر ان يختار رموز كتابية مستخرجة من نقوش مصر، فهذا يعني :

1- ان الكتابة قديما هي اختراع واحد، فرض نفسه على العالم القديم كله في المنطقة، و هذا الفرض يجعل من المنطقي ان المنطقة ستتطور من خط واحد فقط لا غير .

2- ان الكتابة الهيروغليفية كانت مقدسة عند اليمني، و عقيدة اليمني مسجلة في نقوش مصر.

3- ان لغة الكتابة التي كتبت بخط المسند، هي نفس اللغة التي كتب بالخط الهيروغليفي .

4- ان خط المسند هو المرحلة التالية الحقيقية بعد الخط الهيروغليفي، او المرحلة التطورية الاولى التي انبثقت من الهيروغليفية .

و هذا يعني :

اذا كان حجر رشيد حقيقي و اصلي، فمن المفروض ان نجد حجر رشيد يحتوي على خط المسند بدل الخط الديموطيقي... و هذا يدل بان الديموطيقي خط مصطنع.

اذا كان اكتشاف تابوت خشبي عليه كتابة بخط المسند في مقبرة مصرية، و القول بان عمره من عهد بطليموس الذي كتب في عهده حجر رشيد، فهذا يعني بان قصة بطليموس كاذبة، و قصة وثائق البردي المكتوبة بالهيروطيقية و الديموطيقية كاذبة :

لانه اذا كان نفس الزمن، اي في عهد بطليموس و كتبت في هذا الزمن وثيقتين اثنتين في مصر بيد المصري، الاولى بخط المسند ( التابوت الخشبي)  و الثانية بخط الديموطيقي ( حجر رشيد )  :

فهذا يعني بان واحد منهما الصحيح و الاخر مزيف، لان المصري لن تخط يده الا كتابة واحدة فقط في ذلك الزمن ، لن تخط يده الا كتابة واحدة مستخرجة و متطورة من الخط الهيروغليفي في ذلك الزمن ، في ذلك الزمن يفرض ان الواقع انتج خط واحد متطور من الهيروغليفية ،  و لان خط المسند هو الاوضح و الابرز في التطابق مع الهيروغليفية و وثائقة اكبر، فهو الخط الصحيح، و الديموطيقي مزيف .

بل ان هذا يعني، ان كتابة المصري بالخط المسند على التابوت الخشبي، تفرض منطقيا بانه في ذلك الزمن من المستحيل ان يكتب المصري على اوراق بخط الديموطيقي و الهيروطيقي، لان المصري ساعة كتابته بخط المسند، كانت اليمن تكتب بخط المسند على الاحجار فقط و لم تظهر اي وثائق ورقية مكتوبة بخط المسند في اليمن ..... و هذا يعني بان الوثائق الورقية لم تكن معروفة في ذلك الوقت ...... اي من الاستحالة ان يخرج خط متطور من الهيروغليفية و يكتب على الورق .

فاذا كان اليمني قد ذهب الى مصر و تحمل تعب السفر و لم يفكر ان يخترع كتابة خاصة به، بل اخذها من مصر، و اخذ من الكتابة الهيروغليفية بعض من رموزها و طور كتابتها بشكل اسهل، و كانت مرجعية خطه هي مصر ، فان السؤال المنطقي :

لماذا لم يستخدم اليمني الورق ايضا للكتابة كما فعل المصري، و يكتب عليها نقوش مسند كما فعل المصري و كتب على ورق البردي كتابة متطورة عن الهيروغليفية ؟

بل  لماذا لم يفكر اليمني ان يستخدم الكتابة الديموطيقية المختصرة و السهلة مادام و هو عاجز عن ابتكار خط لنفسه، الم يذهب الى مصر ليأخذ منها الكتابة التي اخترعها المصري ... اذن فالخط الديموطيقي سيكون اسهل له و يوفر عليه عناء تعب الاختيار، لانها ايضا كتابة من اختراع المصري ايضا، و كان من الاولى على اليمني ان يختارها بدل ان يختار رموز اخرى من الهيروغليفية ليكتب بها؟!

هذا يعني بان المسند ....... هو اول اختيار تم بعد الهيروغليفية، او اول مرحلة تطورية قد خرجت من الخط الهيروغليفي، و ليس الهيراطيقي او  الديموطيقي .

و هذا يعني بان حجر رشيد مزيف ... و قصة الخط الهيروطيقي و الديموطيقي صناعة غربية لتزوير نقوش مصر .

الهيروطيقي و الديموطيقي لا يوجد لهما اصل حقيقي في الهيروغليفية ، تبدو مثل الطلاسم و شخبطات الاطفال،  و قد وضعها الغربي من اجل هدف واحد هو تزوير النقوش، و هو الهدف الذي جاء بنابليون و الغرب لمصر .

هل يعقل بان انسان من مكان بعيد في اليمن ملتزم بحروف الكتابة في مصر و لديه حرص شديد على كتابة الرموز بنفس شكلها و عناية فائقة في كتابتها . بينما الانسان المصري يخترع كتابة اخرى من الهيروغليفية، تحتوي على رموز غريبة غير موجودة في كتابه الاصل،  و لا توجد لديه عناية فائقة في كتابته ، و قد عاش فترة طويلة على هذا الخط، لكنه لم يخلف الا حجر واحد عليه كتابة ديموطيقية ؟!

اما الدليل القاطع و اليقين الذي يؤكد بان الخط الهيروطيقي و الديموطيقي لعبة غربية ، هو السؤال الذي لم يطرح من قبل :

على اي اساس اختار المصري قديما رموز الكتابة الهيروطيقية من الرموز الهيروغليفية ؟ 

هل هو اختيار عشوائي ام هناك قانون ملزم داخل الخط الهيروغليفي يفرض عليه اختيار رموز معينة فقط ؟!

طبعا هناك قانون ملزم و ليس كل من هب و دب يختار رموز من الهيروغليفية بشكل عشوائي، و هذا القانون قد التزم به خط المسند، مما يؤكد بانه المرحلة الثانية من الخط الهيروغليفي، بينما الخط الهيروطيقي لم يلتزم بالقانون، مما يؤكد بانه مصطنع من ثقافة مختلفة، لها غرض تزوير واضح .

ما هو القانون ؟

في مقال اخر

.
.
.






السبت، 20 يوليو 2019

اسباب التشابه بين الهيروغليفية المسند - 2

ملاحظة :  انا وضعت في الصورة بعض رموز نقوش المسند، كمثال فقط ............ و ليس لانها  هذه الرموز الوحيدة المتطابقة ، لان كل حروف خط المسند، لها ما يطابقها في نقوش مصر.
------------------

  هوايتي في المطالعة و القراءة ، ثم اقترابي من عمل في مؤسسة ثقافية مهتمة بالاثار، جعلتني ادرك   منها معلومات حول حول الحجم  الكبير لتهريب الاثار في اليمن .

كل هذا جعلني ..... اهتم في الاثار و التاريخ في فترة ماضية من حياتي .... و انطلقت في البحث بنفسي عن الاثار و اتتبع الناس الذين يحصلون على الاثار في مناطقهم ..... بل كنت احاول تتبع  تجار الاثار كي اعرف عالمهم . 

في احدى الايام قرات مقال لكاتب عربي يعمل في مؤسسة علمية في فرنسا و اطلق رسالة للحكومة اليمنية يناشدها وقف تهريب الاثار و تحدث بان حجم الاثار المهربة من اليمن هي الاكبر ، فدق ناقوس الخطر لدي .

و دق ناقوس الخطر اكثر ....... خصوصا لاني اعرف بان معظم تجار الاثار دبلوماسين سعودين او اماراتين يعملون في السفارة، و يحملون حقائب دبلوماسية ، و انا كنت مطلع عن قرب حول هذا.

لاني كنت اؤمن  بان كل تحرك سعودي في المنطقة ليس عفوي، هولاء يتحركون بعمل منظم يستهدفون شيء ما ، انا لا اقصد شعوب، انا اقصد مسؤولين و مؤسسات دولة .

كان الهاجس داخلي بان هناك شيء يخافون منه و يخفوه، الموضوع ليس تهريب فقط ، هناك شيء اخر ... قد يكون هاجسي صحيح او خاطىء ، لكن الهاجس استمر معي .

لماذا دبلوماسي سعودي يهرب اثار من بلد عربي ؟

كنت اكرر السؤال في نفسي او اطرحه على البعض محاولا الوصول لجواب مقنع ..... و هذا الهاجس المستمر  جعلني ، افكر بالقيمة المعرفية  الموجودة داخل الاثار ، لذلك كنت عندما اجد مواطن يحصل على نقوش قديمة، كنت اسعى لتوثيق و تصوير النقوش.

و بدات البحث في القيمة المعرفية الموجودة في النقوش.

بدات ابحث عن كل ترجمات النقوش و افهم ما بداخلها ، و ارتب المعلومات التي اتحصل عليها .... لكني حقيقة لم اكن افكر يوما بقراءة النقوش.

لكن الامر تغير في يوما .. عندما قرات موضوع حول نقش قديم و يتحدث بانه اول قصيدة كتبت بالاوزان العربية مكتوبة بخط المسند .........و في الموضوع القيم الصوتية للنقوش و بجانبها ترجمت النقوش بلساننا اليوم .

الحقيقة اني شعرت بضيق شديد جدا، و انا اقرا القصيدة باللغة الحميرية بل جائني صداع شديد،  شعرت باني اعرف هذا الكلام لكنه صعب جدا كي افهمه، هذه ليست لغة طبيعية .. القصيدة كانت باللغة الحميرية ....... لكنها كانت  تحمل موسيقى اغنية مازالت متداولة في تراثنا حتى اليوم  و هناك مفردات قليلة مازالت في لهجتنا،  و لا اعرف هل كانت مصادفة ام مفتعلة .

و بعدها قررت ان ابدا بقراءة النقوش بدون ترجمات ........ لكن الحقيقة ان الضيق الشديد هو النتيجة التي كان تاتيني  بعد قراءة اي نقش باللغة الحميرية ... ضيق شديد جدا .

هناك شيء غلط ... انا لست غبي ابدا ... يجب ان لا اتعب نفسي .

و توقفت تماما عن قراءة النقوش ، و بدات اطرح على نفسي اسئلة حول اللغة  :

هل كان لسان اجدادنا الذين عاشوا في هذه الارض  بهذا الشكل الذي يسبب هذا الضيق و الصداع ؟! .. فكيف تبدل لساننا بشكل مختلف ؟!. هل يعقل بان مفردات لغتنا اليوم لم تكن في لغتهم قديما ، لا توجد حتى مفردة واحدة من الوقت الحالي في لسان القدماء ؟!

و بدات رحلة بحث عن اللغة و البحث من الواقع عن اجوبة لكل سؤال يصادفني حول اللغة ....حتى وصلت للمرحلة التي طرحت فيها السؤال :

لما لا تكون ترجمات الغرب مزورة .. بكلام مختصر ؟!

اعتقد بان الوصول لهذه النقطة ....... تتطلب وقت طويل رغم انه طريق مختصر جدا ......... بسبب حجم سلطة الغرب المعرفية و الاخلاقية في وعينا، و هذا الشيء يمنع الكثير من مجرد التفكير بطرح هذا السؤال ، لانه سيعرض نفسه للسخرية ... و من يتخطى هذا الحاجز، فانه سيكون قد قام باكبر خطوة معرفية في حياته.

و بدات التفكير بموضوع ترجمة خط المسند، و اطرح سؤال :

كيف تمت معرفة القيمة الصوتية لكل رمز في خط المسند، ما هي القاعدة المتبعة؟! .

طبعا ربما الكثير لا يعرف  بما فيهم اليمنين ..... بان الغرب قد فك خط المسند بالاستناد على لغة الجعزية الاثيوبية ..على اساس ان هذه مازالت باقية .... و هي اللغة الاكثر شبه باللغة الحميرية القديمة ، و سر بقاء هذه اللغة ( الجعزية) حتى اليوم ، هو لان الجعزيين كتبوا كتابهم المقدس بهذه اللغة ( العهد الجديد) ، و هذا هو سر بقاءها لليوم .... لذلك تجد بان اثيوبيا اليوم تستخدم خط مشابه تقريبا لخط المسند.

لو تلاحظ بان كل اللغات في المنطقة و  التي يدعي التاريخ بانها لغات سبقت العربية، مكتوب بها الكتاب المقدس ( العهد الجديد)، هذه الخطوة موجودة في كل المنطقة .... لكن الفرق بين الحالة الموجودة في المنطقة و اليمن، ان السريانية و القبطية، موجودة وفق قانون حدود سايكس بيكو اي، فالسريان موجودوين في العراق و الشام، و الاقباط في مصر، و وفق هذه الواقع يجب ان تكون نقوش سوريا و العراق معتمدة على اللغة السريانية،  و نقوش مصر تعتمد على اللغة القبطية . و لا يصح الاعتماد على القبطية في فك نقوش العراق .. هذا قانون سايكس بيكو ...... لكن  الحالة في اليمن هي الوحيدة التي شذت عن قانون سايكس بيكو ...... و تم اعتماد نقوش اليمن على واقع خارج حدود سايكس بيكو، و وافق سايكس بيكو على هذا الخروج من قانونه بشكل غريب و عجيب .

المهم تطلب هذا الشيء الى رحلة بحث و تفكير منطقي ... حتى وصلت الى ادراك حجم زيف هذا العمل الذي قام بها الغرب و حجم لعبتهم، و  كيف قبل الجميع بهذا العمل السخيف .. و سنضعها في بحث منفصل.

المهم ... وصلت الى مرحلة البدء في مهمة فك النقوش  بنفسي .
------------------

و بدات عمل صورة للمشكلة من كل الجوانب، و تفكيك المشكلة  الى جذور اساسية، و كانت المشكلة محصورة  في ثلاثة جذور :

الشق الكتابي ، الشق الصوتي ، الشق المرتبط بمن وضع الخط

ثم طرحت كل الأسئلة بحثا عن اجوبة لها  :

ما معنى الكتابة ، و لماذا كتب الانسان، و ما هو معنى الرموز تلك ؟، و لماذا رسمت بتلك الطريقة ؟ ، و على اي اساس تم تصميمها بهذا الشكل ؟ ..... و هل هي رموز تم تصميها بشكل عفوي او عشوائي ام وفق قواعد ؟ .... و هل هناك علاقة بين الرمز و القيمة الصوتية ؟!

هذه المهمة لم تمنعني من طرح بعض الاسئلة على مؤرخين و باحثين و قارئين لخط المسند من الواقع  .. ربما يكون هناك من يعطيني مفتاح او يملك تصور غير موجود عندي.   لكن الحقيقة كانت معظم الأجوبة غير مقنعة، و  كانت تدل على عدم وجود ادراك حقيقي لجوهر السؤال .

الحقيقة ...... اني بحثت و كنت اصل لاجوبة منطقية لبعض الاسئلة ........... حتى وصلت يوما لمرحلة متقدمة في طرح سؤالين :

- لماذا الشخص الذي وضع خط المسند،قد كتب هذا الرمز الموجود داخل المستطيل الاحمر بهذا الشكل ، هل عجز ان يجعل الخطين بشكل مستقيم .. سيكون اسهل و افضل له ؟ .

الا لو كان هناك سلطة على كاتب خط المسند هي من اجبرته على وضع الخطين مائلين و ليس باستقامة  .

- و عندما دققت في خط المسند ، شاهدت وجود رمزين اثنين، و يوجد نفس الرمزين ايضا لكن بوضعية مقلوبة ( دوران  بزاوية 180) .

فسالت نفسي : لماذا وجدت هذه الحالة في رمزين فقط، و لم تتم العملية على نصف رموز خط المسند ....... اي ان تكون نصف رموز خط المسند بأشكال معينة، و النصف الاخر مقلوب تلك الاشكال ؟!

هذه الاسئلة  جعلتني اذهب مباشرة ...الى سؤال منطقي اخر :

على اي اساس كتب سكان اليمن القدماء هذه النقوش ؟ ، ماهو المعيار الذي جعلهم يعتمدون هذه الرموز في كتابتهم؟!.

لماذا هو منطقي ؟

لانه لو لم يكن هناك معيار ما ..... او مرجعية للنقوش ،  و تمت العملية بشكل عفوي و عشوائي ...... لما اقتصرت ظاهرة القلب على رمزين فقط ، و تمت العملية على نصف رموز خط المسند .

هذا يدل .......... على ان هناك معيار دقيق معتمد في تصميم تلك الاشكال، او مرجع سابق في عملية التصميم  ... بل يدل على  ان هناك قداسة ما فرضت هذه الاشكال الكتابية .

و النتيجة المنطقية : بلا جدال .......  كان هناك قانون مفروض على من صمم خط المسند ، و كان يسير عليه في وضع رموز خط المسند .

اذا كان هناك قانون ..... فعلي البحث عن ، و عملية البحث تتطلب مني التفكير في احتمالين :

1- الاحتمال الاول ....... هو ان القانون مرتبط بسلطة موجودة عند صانع الخط نفسه ... اي سلطة خارجية
2- الاحتمال الثاني ....... هو ان القانون مرتبط بسلطة مموجودة داخل الخط نفسه ..... اي سلطة داخلية

 

البحث في الاحتمال الاول ... سيقودنا الى افتراض ان اول من وضع الخط كان يملك قانون ... رسم به تلك الخطوط ... لكن لو حاولنا ايجاد هذا القانون ... فلن نجد قانون او معادلة يسير عليها الخط، من حيث زاويته و دورانه و عدد خطوطه .

اما الاحتمال الثاني ....... بوجود سلطة داخل الخط نفسه، فهذا سيجعلنا نفترض وجود خط  اقدم منه ، و قد اكتسب سلطته من هذا الخط القديم . 

و لو حاولنا البحث في هذا الاحتمال ..... سنجد بان خط المسند مر بثلاثة  مراحل ... حسب الاكتشافات ... و وضع ترتيب زمني .. و لا نستطيع الجزم في عملية الترتيب .

لكن  لو اعتمدنا هذا الترتيب الزمني ، و بالنظر الى كل المراحل سنجد بانها متشابه و لا يوجد اي اختلاف جوهري في الموضوع، نفس الخطوط تماما ، و هذا يجعلنا نطرح السؤال مرة اخرى :

لو سلمنا بمنطق هذه المراحل الزمنية التي وضعها الغرب ، فانه يحق لنا طرح نفس السؤال على الخط في المرحلة الاولى : على اي اساس تم اعتماد اشكال المرحلة الاولى، ما هو المعيار ، لان الرمزين موجودين ايضا في المرحلة الاولى ؟!

لم يبقى لدينا الا هذا الاحتمال المقنع و المنطقي ، و هو وجود قانون من سلطة في داخل الخط نفسه .

لكن عملية البحث لن تقودنا الى نتائج ،  لانه لابد من وجود شكل كتابي اقدم، لكن بهيئة مختلفة جدا، بمعنى اخر ، لو مثلنا خط المسند بقلم الكتروني ، فلا بد من وجود قلم حبر قبله ، اخذ منه الشكل .

بتفكير بسيط ... عملية البحث لن تصل الى اي نتيجة حقيقية ابدا .... لان هذا الاشكال هي الموجودة في النقوش ... و لم تظهر نقوش اخرى بتصميم مختلف .

لكن ماذا لو خرج الباحث من حدود سايكس بيكو الضيقة جدا و المصطنعة و الغير علمية ابدا، بحثا عن ذلك القلم الحبر ؟!

مؤكد باننا سنجد قلم الحبر  ......  و سنصل الى القانون الموجود داخل بنية الخط نفسه .... الذي فرض هذه الاشكال الكتابية في خط المسند ... و هو القانون المنطقي جدا و النهائي ....... و لن  يترك اي سؤال يطرح بدون جواب .

و  قلم الحبر هذا موجود في مصر .

-------------------------------

الان ... دعونا ننسي كل ما سبق ... و كاننا لا نعرف شيء ، و قام شخص  باعطائي هذه الصورة ... و طرح علي السؤال  :

ما معنى هذا التشابهه و التطابق،  بين الهيروغليفية و المسند، تشابه، بين كتابتين يفصل بينهم مسافة كبيرة ؟!

الجواب :

■ في البداية ..... ساطرح على نفسي سؤال منطقي : من أخذ من الاخر ، هل سكان مصر اخذوا من سكان اليمن، ام العكس ؟!  او السؤال بطريقة اخرى ، هل الهيروغليفية اخذت من المسند، ام العكس ؟

لكن ربما ان صيغة السؤال، ستسبب حساسية لدى اصحاب الذوات المتورمة و المنغمس في عقلية سايكس بيكو ..... و ساطرح السؤال بطريقة اخرى ثالثة :

اي واحد منهما هو الاقدم، و ايهما الاحدث ؟

اعتقد بان الجواب سيكون خاطىء لدى الكثير، و سيكون الجواب يعتمد على نفس فكرة تطور التلفون  .... في البداية تلفون لديه شاشة فيها خطوط بسيطة ثم تحول الى تلفون لديه شاشه فيها رسوم ، و بان المسند هو الاقدم ، و الهيروغليفية الاحدث .

لكن العكس هو الصحيح

الهيروغليفية هي الاولى، و المسند جاء بعدها .

سنضع الاسباب في مقال اخر ، حتى لا يطول المقال .

الان .. اصبح لدي حقيقة ... بان الهيروغليفية هي الاقدم و المسند هي الاحدث .

■ انا اشاهد الرموز متطابقة  .......... و مادام و ان المسند جاء بعد الهيروغليفية ، فمنطقيا انهما  خط واحد، لكن الثاني متطور عن الاول . و اعتقد ان اسم كلا الخطين واحد .

السؤال المنطقي :  

لماذا لم تتم تسميه المسند بالهيروغليفية المتاخرة ....  او سمي بالهيروغليفية المتطورة ، او سمي بالديموطيقية ؟!، او لماذا لا تسمى الهيروغليفية بخط المسند الاول ؟!

بل ان السؤال الاهم  :

لو وضع شخص امامي خط المسند و الخط الديموطيقي .. و الخط الديموطيقي  هو الخط الذي كان من بين الخطوط الموجودة في حجر رشيد ، و الذي قال الغرب بان هذا الخط كان هو خط الانسان في مصر في مرحلة متأخرة، بعد ان تخلى عن الهيروغليفية ، و تمكن الغرب من فك الهيروغليفية بمساعدة هذا الخط . 

ثم  طرح هذا الشخص علي سؤال منطقي : اي خط من بين هذين الخطين ..... قد خرج من الخط الهيروغليفي ، او السؤال بطريقة اخرى : ماهو الخط الذي بمثابة الابن الحقيقي للهيروغليفية ؟!

ساجيب عليه سريعا :  خط المسند .

هل يعقل بان انسان من مكان بعيد ملتزم بحروف الكتابة في مصر و لديه حرص شديد على كتابة الرموز بنفس شكلها و عناية فائقة في كتابتها ..... بينما الانسان المصري بعد الهيروغليفية يخترع كتابة اخرى ، تحتوي على رموز غريبة ، غير موجودة في كتابه الاصل ......... اي لا اصل لها في كتابة الاجداد و لا توجد لديه عناية فائقة في كتابته ، و قد عاش فترة طويلة على هذا الخط، لكنه لم يخلف الا حجر واحد عليه كتابة ديموطيقية ؟!

بل السؤال المنطقي :

التابوت الخشبي المنقوش عليه خط المسند ، و الذي كان يحوي مومياء لشخص يمني قيل كان يعمل تاجر للمواد التي تدخل في طقوس المعابد . و اكتشف في أحدى مقابر معبد الإله أوزير جوار هرم سقاره في  مصر و هو معروض في متحف القاهرة ....... و قيل بانه مات في عهد حكم بطليموس لمصر ...... اي في نفس الفترة التي كتب فيها بطليموس حجر رشيد المكتوب بثلاث كتابات ، الهيروغليفية و الديموطيقية و اليونانية ..... و الذي بواسطته استطاع الغرب ان يفك نقوش مصر 

لماذا لم يتم اعتبار خط المسند من قبل علماء الغرب كمرحلة متقدمة للخط الهيروغليفي و كان كتاب الانسان في مصر، رغم التطابق الواضح  بين الاثنين .......... و الاعتماد عليه في فك الهيروغليفية ، و ذهبوا الى الاعتماد على الخط الديموطيقي  بانه كان كتابة الانسان في مصر ،مع انه يحوي رموز غير موجوده في الهيروغليفية ، و لا توجد عناية فائقة فيه كما في المسند . ؟!

■ المسند يوجدفي اليمن ....... و الهيروغليفية توجد في مصر ، و لايوجد بينها حدود سياسية ، بل هناك مسافة و بحر يفصل بين المكانين.

هل يعقل ان سكان اليمن يتحملون عناء و مشقة السفر الى مصر، حتى يأخذوا منها رموز كتابية سهلة و بسيطة جدا ؟!

هل يصعب على الانسان القديم في اليمن، ان يخترع و يبتدع كتابة خاصة به برموز جديدة و مختلفة تماما ، و يكتب بها كتابتة المحلية ؟! .......... ما هي السلطة القوية التي جعلت الانسان في اليمن لا يبتكر رموز خاصة به ،و يستورد خط من خارج حدوده ؟! ... مع ان الموضوع سهل جدا و ليس معقد .

هذا العمل  .......  يدل على على ان العالم قديم جدا ....... و كان متواصل بسهولة و لا يعرف فضاء حدودي ........ و كان هناك عالم معولم متصل  و  الانسان القديم في اليمن، كان يرى الهيروغليفية ككتاب له مقدس، و لهذا الكتاب سلطة معرفية و مقدسة و دينية عنده ......و كانت مصر مركز مرتبط بالانسان القديم في اليمن ، و الا لما تحمل كل هذه المسافة لياخذ منها هذه الرموز .

و هذا يدل على ان الانسان في اليمن و الانسان في مصر، كانا  يحملان فضاء ديني و معرفي واحد .

لكن السؤال المنطقي :

لماذا مسميات الهات الديانة اليمنية القديمة ، مختلفة تماما عن مسميات الهات الديانة المصرية القديمة ، حسب التاريخ الذي قدمه لنا الغرب ؟!

■  ساسال نفسي منطقس ، اذا كان  الانسان في اليمن قد تحمل عناء السفر من اجل البحث عن رموز كتابية من كتابة مصر، فالسؤال :

هل اخذ الانسان في اليمن من كتابة مصر  للشكل فقط،  أم انه قد اخذ الشكل مع القيمة الصوتية ؟!

اعتقد بانه .... من غير المعقول ان هذه السلطة التي فرضت على الانسان في اليمن عدم ابتكار رموز خاصة به، و جعلته يأخذها من مصر  .... فيقوم باخذ الرموز بشكل عشوائي، وفق منطق قائم  على عبارة "  رموز فقط .. المهم نكتب  " . لانه لو كان الامر مجرد رموز لكان قد اخترع لنفسه رموز  .... و الامر مش صعب ....... لكن اصراره على عدم ابتكار رموز  ... ثم ذهابه ياخذ رموز كتابته من مصر ... فمن المنطقي بان الانسان في اليمن سياخذ الاثنين .

منطقيا ....... سيأخذ الرمز مع قيمته الصوتية.

لكن السؤال المنطقي  :

لماذا القيمة الصوتية لرموز المسند مختلفة عن القيمة الصوتية لرموز الهيروغليفية ....... الاشكال متطابقة لكن القيم الصوتية غير متطابقات ابدا، حسب ترجمات الغرب ؟!

■  عندما ياخذ الانسان في اليمن الرمز مع قيمته الصوتية، فهذا يعني بانه كان يستطيع قراءة الهيروغليفية،و العكس صحيح بان الانسان القديم في مصر كان يستطيع قراءة  المسند بسهولة جدا، فكلها رموز من كتابة و يعرف القيمة الصوتية لكل رمز .

و هذا يعني ... بان  اللسان واحد ... اللغة واحدة .

لكن السؤال المنطقي :

لماذا اللغة اليمنية القديمة، مختلفة عن اللغة المصرية القديمة تماما، حسب ترجمات الغرب  ؟!

لماذا الاصرار من قبل الغرب ...... على القول بان التابوت الخشبي المنقوش عليه خط المسند و الذي كان يحوي مومياء تاجر يمني ، و المعروض في متحف القاهرة ...... قد قام رجال يمنين اخرين بكتابة خط المسند عليه، لانه اراد ان يكرم جثمانه بكتابة و لغة بلاده .

مع ان كتابة بلاد هذا التاجر اليمني ........ قد جاءت من مصر، و الانسان المصري قديما كان يستطيع ان يكتب بخط المسند بدون احتياج لوجود يمني اخر حتى يكتب بخط المسند على التابوت، و يستطيع ان يكتب بلغة هذا التاجر اليمني.

و لماذا الكتابة فوق التابوت بخط المسند قد جعلها الغرب  تكريم للتاجر اليمني ................ و ليست لانها كتابة مثل بقية الكتابة الهيروغليفية الموجودة فوق التوابيت ؟!

من غير المنطقي ان هذا التاجر اليمني ........ قد سافر لمصر و هو يحمل معه تابوت قبرة ، و تكون الصدفة ان يوجد يمني اخر يكتب بخط بلاده ... الا لكون الامر وفاة هناك  .... ثم تم تحنيطة و تم عمل تابوت و نقش عليه خط المسند بنفس الطريقة التي كانت معمولة في السابق، و دفن داخل مقبرة .

و لا علاقة للموضوع برغبة التاجر في كتابة خط بلاده، او بتكريم له في مقابر الاله اوزير غي  مصر  ... وهم .

مؤكد بان هذا السيناريو كتب بهذه الطريقة ........ حتى لا يعتقد احد بان المسند ليس الا المرحلة المتطورة من الهيروغليفية، و بانه هو الخط الذي قد اصبح معمول فيه في مصر ايضا .... اي ان المجتمع قد انتقل من مرحلة الهيروغليفية الى المسند ....  و اصبحت الهيروغليفية مثل الشيء التوقيفي ... و هذا التابوت قد صمم في حقبة زمنية لم تعد الهيروغليفية كتابة الانسان في مصر... بل قد انتقل المجتمع الى زمن مختلف تماما عن العالم الذي كتب الهيروغليفية .

■ عندما اشاهد  هذا التشابه سيجعلني اطرح سؤال : لماذا اكتفي الانسان في اليمن اخذ تقريبا 28 حرف ، و لم يأخذ كافة الرموز، لان عدد الرموز في كتابة مصر كثيرة جدا ؟!

منطقيا ... سيكون الامر سببه النظام الكتابي بين الاثنين ، نقوش مصر بحكم انها القديمة ، فمؤكد بانها مرتبطة بكتابة معمولة بنظام مختلف قديم، بينما نقوش اليمن بنظام كتابي مختلف جديد .

■ انا الان ادرك تماما بان خط المسند قد خرج من الخط الهيروغليفي ، و هذا يعني شيء هام زمنيا :

لا يمكن ان يحدث التقاء زمني في الاحداث بين الخطين، بمعنى اخر .... لايمكن ان يدون حدث في نفس الوقت داخل الخطين .

بمعنى اكثر دقة ..... لو دون خط الهيروغليفية حادثة ما ، فمن غير الممكن ان تكون نفس الحادثة مدونة في المسند . و لو حدث فهو تزوير واضح .

■ هذه المعاني السابقة التي وصلنا لها ، ستجعلنا نصل الى عدة حقائق .

1- لا يمكن ان يظهر في اليمن اي نقوش فيها رموز بدون مرجعية لها في خط المسند، اي نقوش تحتوي على رموز مختلفة عن رموز المسند، لو ظهرت نقوش مختلفة عن المسند فهي مزورة و مستحدثة و لا حقيقة لها.

ايضا ... صحيح ان مرجع المسند هو الهيروغليفية ، لكن لا يمكن ان يظهر في اليمن اي نقوش اقدم من المسند او احدث من المسند و فيها رموز كتابية  لها مرجع في الهيروغليفية  و مختلفة تماما عن خط المسند . و لو ظهرت فهي مزورة و مستحدثة في فترة قريبة.

لان المسند هو المرجع الاول في اليمن .... و كل الخطوط التي ستاتي بعد خط المسند سيكون مرجعها هو خط المسند .

يعني بشكل مختصر ... لو قال لك الغربي بانهم اكتشفوا نقوش في اليمن مختلفة عن خط المسند، و اخرج لك تاريخ طويل و عريض  لشعب جديد و حضارة قديمة تحمل لغة و ديانة و الخ  ...... فلا تصدق كلامه ، لان النقوش ستكون مزورة و قد صنعها بنفسه . 

بل لن هذا الشيء ينطبق على محيط مصر ايضا ،  فاي مكان تظهر فيه  نقوش تحوي رموز بدون وجود مرجعية لها في نقوش مصر ، فهي لعبة تزوير مؤكدة .

اعرف بانك تستطيع اليوم ان تصنع اي رموز كتابية و باي اشكال تريدها،لكن بالنسبة للزمن القديم فمرجعية الكتابة هي الكتابة في مصر فقط، و من غير الممكن ان يوجد كتاب في الزمن القديم بدون مرجعية الكتابة في  مصر.

و هذا يصنع لك مقياس علمي دقيق .... يدحض كثير من الخرافات و التزوير التاريخي الذي يقوم به المشروع الصهيوني في المنطقة ، و يدحض كثير من الخرافات بسهولة و ثبات كبير، حول وجود كتابة عبرية او التيفناغ و غيرها قديما ........ فكلها كتابة برموز غريبة و لا وجود لاصل لها في نقوش مصر ... و هذا يدل على انها اختراع حديث.

2- الكتابة قديما هي اختراع واحد فقط ......... بمعنى ان الكتاب واحد قديما.. او بمعنى اخر  ... في قديم الزمان ... بدا الانسان من كتاب واحد . و هو كان مرجع الجميع .

3- لا يمكن ان يظهر خط قديم فجاءة ... و اذا ظهر فجاءه فهو اختراع حديث .

■ اخيرا ..هناك ملاحظة مهمة ...... وجود اصرار شديد على رسم بعض رموز خط المسند بعد دوران بزاوية 90 درجة عن ماهو في نقوش مصر .

اعتقد ... باننا امام مقياس زمني .

كيف ؟

لمقال قادم
.
.


الخميس، 18 يوليو 2019

اسباب التشابه بين الهيروغليفية و المسند - 1

ما معنى هذا التشابه و التطابق بين الكتابة الهيروغليفية الموجودة في مصر و الكتابة المسند الموجودة في اليمن ؟

قبل الدخول لجواب هذا السؤال ، دعونا نتحدث في اشياء و ظواهر من حولنا اجدها مناسبة قبل جواب السؤال السابق .

عندي راي، و لا اعرف ان كان البعض يتفق معي ..... بان عدم فهم الكثير من الظواهر حولنا و الوصول الى ادراك حقيقي لها، سببه لاننا نفكر فوق قاعدة قد تم صناعتها بتعريفات و بمصطلحات و بمسميات خاطئة.

و اعتقد بان هذه الظواهر يمكن ادراكها بسهولة جدا، و لن تصبح بعدها عصية على الفهم .......... لو قمنا باعادة تعريف الاشياء و المصطلحات، و خصوصا اعادة اسماء الاشياء لمسمياتها  الحقيقية السابقة ...... ثم يصبح هذا الاجراء معتمد في الاعلام و المناهج الدراسية و التعليمية ........ عندها ستكون من السهل ادراكها و استيعابها في الوعي الجمعي عند الناس. 

لماذا اسماء الاشياء خصوصا ؟

الاسم ليس مجرد صوت فيزيائي ، الاسم عبارة  قالب .... يوجد داخله صوت و تاريخ و زمن و معرفة و احساس و شعور و ارتباط  نفسي نحو الشيء.

و عندما تبدل مسميات الاشياء المتعارف عليها ، باسماء جديدة ، فانت ستمسح التاريخ و الزمن و المعرفة و العلم و الارتباط النفسي الموجود داخل الانسان نحو هذا الشيء ، و ستصنع تاريخ جديد و معرفة جديدة لهذا الشيء عند الانسان ، و سيتولد احساس و شعور جديد و ارتباط نفسي جديد عند الانسان نحو هذا الشيء .

هذا الشيء نلاحظة في كثير من الاحداث حولنا، و اقرب مثال على ذلك ....  في تعليقات البعض على بعض مقالاتي، فهناك من يقول بان العقل يتفق مع بعض الاشياء، لكن لا يوجد احساس في القلب، و هذا الشيء نتيجة لما قلناه سابقا .

فنحن في كثير من موضوعاتنا نعيد اسماء الاشياء لمسمياتها الحقيقية .......... لكن لا يوجد احساس ، لان الاشياء  لم تعد بمسمياتها السابقة، و اصبحت تحمل مسميات جديدة ، و  طبيعي بانها قد اصبحت تحوي داخلها احساس و شعور مختلف، و ارتباط نفسي جديد مختلف تجاهها  .

هذه الظاهرة .... مثال بسيط جدا ... لمعنى المعرفة .

انا اعتقد بان المعرفة  ، لا تتم عند الانسان  الا  بشيئين اثنين :

1- ناقل للمعلومة
2- الاحساس بالمعلومة

- ناقل المعلومة .... هو اللغة ... هي الاسماء 
فعندما اقول لك : هذه سمكة .

اصبح لديك معلومة بان هذا الشيء هو سمكة ... لكن مازالت المعرفة لم تتحققو

- اما الاحساس بالمعلومة ...  فهو التجربة .

فعندما تمسك السمكة و تشاهدها في البحر و تراقبها، فانت قد اصبحت تملك المعرفة نحو السمكة .

يعني مثال اخر :

لو نصحك ابوك بحكم خبرته و قال لك حكمة ما . 

فابوك قد اعطاك معلومة ، انت تعرف بانها صحيحة لانك تثق بابوك، لكن لا تشعر بها ، يعني لا تدرك معناها جيدا، و تعتبرها كلام صحيح لكن ليس ملزم . 

لكن لو  وقعت لك حادثة ما تنطبق تماما مع حكمة ابوك، عندها تتذكر كلام ابوك، و تقول : الان عرفت حكمة ابي .. فعلا صحيحة .... عندها ستكون قد حققت المعرفة التامة .

اسم الشيء = معلومة + احساس .

و عندما يبدل اسم الشيء لاسم اخر  ... تختفي المعرفة .

و لو اردنا استعاد اسم الشيء ... فلن تتم المعرفة بعودة الاسم فقط .. نحتاج الى الاحساس و الشعور  .. و هذا الامر ...يفسر لك صعوبة فهم بعض الاشياء و تفسير بعض الظواهر  .

لا اريد ان اطيل كثيرا في الموضوع ، لكن ما اريد ان اقوله، باني تعمدت الان ان التزم بمسميات نقوش مصر و اليمن، التي وصلت لنا، و لا اريد ان اقول الان بانها ليست التسمية الحقيقية ، و بكونها مسميات مزورة . 

لكن دعوني اقدم سؤال :

هل عندما تسمع كلمة هيروغليفية ، يتبادر الى ذهنك بشكل مباشر عالم يوناني ساحري، يشبه العالم الموجود في الرسوم الكرتونية المتحركة ، و هل عندما تسمع كلمة مسند، يتبادر الى ذهنك  بشكل مباشر عالم مختلف تماما عن عالم مصر، لكنه ساحري مخلوط بقليل من الواقع ؟!

------------------

هناك ظاهرة واضحة و بارزة جدا و سيئة جدا و خطيرة بل  مدمرة ، في ثقافتنا عند تعاملنا مع التاريخ، خصوصا المجتمعات التي تحوي بلدانها نقوش قديمة . 

الحقيقة .... لا اجمل و لا افضل منها

الحقيقة عندما تختفي تصنع خلل في توازن الطبيعة و الانسان معا، و اعتقد بان اي فوضى  فكرية في اي مجتمع ليست الا بسبب غياب حقائق عن المجتمع، و لن يعود المجتمع لاتزانة الا بعودة الحقيقة و معرفتها .

عندما تشاهد صفحات التاريخ ، في اليمن و مصر و العراق و سوريا ، تشعر كانك داخل مباراة و مسابقة .... من الاول ، من الافضل ، من الاجمل ، من الاكثر تحضر ، تشعر بحسرة شديدة، ان الوعي العام نحو القديم منحصر باللمعان و البريق امام الاخر  ، و غير مهتم اطلاقا بادرك حقيقة  او استخلاص علم و معرفة او حل مسائل و قضايا .

و اعتقد بان هناك وعي منظم يريد من مجتمعاتنا الاستمرار بهذه الطريقة عند التعامل مع التاريخ القديم .

هذه الظاهرة .........لم تواجه باي محاولة جادة لايقافها من قبل مفكرين و باحثين بشكل علمي واضح و بارز ، حتى تنقل الوعي من هذا المكان السيء الى مكان اخر  في فهم التاريخ ... لان استمرار هذه الظاهرة يشكل خطر على المجتمعات .

نعم ... خطر ...... لان الموضوع تطور الى كتابة عوالم سحرية مليئة بالرموز ، و المجتمعات تتجرع هذه المواد و هي مؤمنة و مقتنعة جدا بان الانسان و الاجداد قديما عاشوا في تلك العوالم، و هذا الامر سيجعل المجتمعات تنفصل عن الواقع تماما، و تعيش التيهان .....و انا اقول هذا من عقلية امنية .. و ليس من عقلية قارى او باحث .

ستقول ... كل شخص حر يكتب و لا اهمية ، لكن المشكلة ليست في الكتابة ، المشكلة ان هناك سلطة معرفية قوية ملزمة توازي سلطة الدين ، و هي التي تغرس هذه الافكار كانها حقيقة ، و هذه السلطة قادمة من الغرب ، فكما يعرف الكثير بان عقدة الخواجة موجودة عندنا ، و سلطة المعلومة  التي تكتب باسماء اشخاص اجانب كبيرة جدا ، خصوصا لو كانت باسماء جامعات غربية معروفة او مؤسسات علمية ، او افلام وثائقية بانتاج ضخم .

هذه السلطة تستطيع ان تقول اي شيء و تصدق كانها حقيقة من عند الله .

لكن ما يهمني الان في هذه الظاهرة ... ظاهرة ( كان جدي ) ... هو اني اريد ان اقول لهم شيء ، و اعتبرها ضرورية ، قبل الدخول في موضوعي ، فربما سيكون هناك اشخاص ممن لديهم هذه الظاهرة   و يقرا موضوعي :

استطيع ان اكتب لك اي تاريخ تريده و بسهولة جدا، استطيع ان اطبق عليك تجربة و انت لا تعرف ، بان اكتب لك مجلد ضخم فيه تاريخ ، و لا تخف فلن اكتبه باسمي ، ساكتبه باسم عالم انجليزي، و صدقني بانك و غيرك ستتناقلون كل المعلومات التي في كتابي بكونها حقائق تاريخية ....... بينما كل ما كتبته مجرد خيال من دماغي لا اساس له من الصحة ... عالم ساحري فقط .

دعك من قصة المصادر ، لا تقل لي البرفسور فلان الفلاني قال في كتابه ... هذه ليست مصادر .... مصدرك الوحيد هو النقوش فقط فقط ... حتى لو وجدت مرجع تاريخي مكون من عشرين مجلد.

هذه الحقيقة التي لا تريد ان تدركها.

لانه اذا وصلك كتاب تاريخ، او مقالة تاريخية، بدون وجود صورة للنقوش التي استخرج منها هذا التاريخ مع ترجماتها، و تقرا انت بنفسك  ما يؤكد صحة ما كتب، فهذا  ليس تاريخ ...... بل عالم وهمي تخيلي سحري ... مثل مسلسل كرتون متحرك ... لا اكثر و لا اقل ... و لا يوجد فيه اي حقيقة .

لو كتب عالم غربي مجلد صخم عن حياة ملك عاش قبل 3000 سنة  ، فكيف استطاع ان يكتب هذا التاريخ ؟

ستقول من النقوش ........اذن ..... فطالبة بارفاق النقوش لكي تتاكد ، لانه لو كان يحمل امانة علمية ، لكان قد ارفق لك النقوش التي تؤكد ما كتبه .

-------------------------------

الان دعونا نحاول الاجابة على السؤال .

في البدء هناك ملاحظة :  انا وضعت في الصورة بعض رموز نقوش المسند، كمثال فقط ............ و ليس لانها  هذه الرموز الوحيدة المتطابقة ، لان كل حروف خط المسند، لها ما يطابقها في نقوش مصر.

قبل مدة طويلة ... كنت في نقاش مع مؤرخ و باحث و قارىء لخط المسند ..........و لانه كان هناك اسئلة تشغلني ، سالته السؤال المنطقي : على اي اساس كتب سكان اليمن القدماء هذه النقوش ؟ ، ماهو المعيار الذي جعلهم يعتمدون هذه الرموز في كتابتهم؟!.

طبعا الباحث لم يقدم لي جواب و جعلني اقتنع . و بعد فترة و في يوما ما صادفت معيد و باحث  في قسم الاثار بجامعة صنعاء ، و طرحت عليه نفس السؤال ، و كانت نفس الاجوبة السابقة  و لم اقتنع ، فكل الأجوبة كانت تدل على عدم وجود ادراك حقيقي لجوهر السؤال ، و  كلها خارجة من عقلية سايكس بيكو.

لماذا طرحت هذا السؤال السابق ؟!

لا اريد ان اتحدث من جانب علمي متعلق بالكتابة، سنؤجله لمقال منفصل ، لكن الحقيقة ان الموضوع كان منطقي لدي، و استغربت كيف ان هذا الموضوع فقير جدا في اهتمامات الباحثين ، و كيف ان  اقسام جامعية لا تتناول هذا الموضوع في موادها الدراسية . 

منطقية سؤالي جاءت من بنية خط المسند نفسه .

عندما تدقق في خط المسند ، ستشاهد وجود رمزين اثنين، و يوجد نفس الرمزين ايضا لكن بوضعية مقلوبة ( دوران  بزاوية 180) .

هذه الملاحظة تجعلك تطرح اسئلة منطقية :

لماذا وجدت هذه الحالة في رمزين فقط، و لم تتم العملية على نصف رموز خط المسند ....... اي ان تكون نصف رموز خط المسند بأشكال معينة، و النصف الاخر مقلوب تلك الاشكال ؟!

هذا السؤال ... سيجعلك تذهب مباشرة الى سؤال منطقي اخر :

على اي اساس كتب سكان اليمن القدماء هذه النقوش ؟ ، ماهو المعيار الذي جعلهم يعتمدون هذه الرموز في كتابتهم؟!.

لماذا هو منطقي ؟

لانه لو لم يكن هناك معيار ما ..... او مرجعية للنقوش ،  و تمت العملية بشكل عفوي و عشوائي ...... لما اقتصرت ظاهرة القلب على رمزين فقط ، و تمت العملية على نصف رموز خط المسند .

هذا يدل .......... على ان هناك معيار دقيق معتمد في تصميم تلك الاشكال، او مرجع سابق في عملية التصميم  ... بل يدل على  ان هناك قداسة ما فرضت هذه الاشكال الكتابية .

اذا كان هناك مرجع سابق للعملية او معيار  ..... فعلينا البحث عن المعيار ذلك ، و عملية البحث تتطلب مننا التفكير في احتمالين :

الاحتمال الاول ... هو ان العملية مرتبطة بسلطة صانع الخط نفسه .
الاحتمال الثاني ...  هو ان العملية مرتبطة بسلطة من داخل الخط نفسه .

 

البحث في الاحتمال الاول ... سيقودنا الى افتراض ان اول من وضع الخط كان يملك قانون ... رسم به تلك الخطوط ... لكن لو حاولنا ايجاد هذا القانون ... فلن نجد قانون او معادلة يسير عليها الخط، من حيث زاويته و دورانه و عدد خطوطه .

اما الاحتمال الثاني ....... بوجود سلطة داخل الخط نفسه، فهذا سيجعلنا نفترض وجود خط  اقدم منه ، و قد اكتسب سلطته من هذا الخط القديم . 

و لو حاولنا البحث في هذا الاحتمال ..... سنجد بان خط المسند مر بثلاثة  مراحل ... حسب الاكتشافات ... و وضع ترتيب زمني .. و لا نستطيع الجزم في عملية الترتيب .

لكن  لو اعتمدنا هذا الترتيب الزمني ، و بالنظر الى كل المراحل سنجد بانها متشابه و لا يوجد اي اختلاف جوهري في الموضوع، نفس الخطوط تماما ، و هذا يجعلنا نطرح السؤال مرة اخرى :

لو سلمنا بمنطق هذه المراحل الزمنية التي وضعها الغرب ، فانه يحق لنا طرح نفس السؤال على الخط في المرحلة الاولى : على اي اساس تم اعتماد هذه الاشكال ، ما هو المعيار ، لان الرمزين موجودين ايضا في المرحلة الاولى ؟!

لم يبقى لدينا الا هذا الاحتمال المقنع و المنطقي ، بوجود سلطة داخل الخط نفسه ...   لكن عملية البحث لن تقودنا الى نتائج .

لذلك اعتقد ... بان عملية البحث لن تصل الى اي نتيجة حقيقية ابدا ......... الا لو خرج الباحث من حدود سايكس بيكو الضيقة و المصطنعة و الغير علمية ابدا، بحثا عن ذلك المعيار و السلطة.

و اخيرا

و  بعد بحث خارج حدود سايكس بيكو ...........  اكتشفنا المعيار الحقيقي  موجود في مصر ....... و وصلنا الى السلطة الموجودة داخل بنية الخط نفسه .... التي فرضت هذه الاشكال الكتابية في خط المسند ... و اصبح العيار منطقي جدا و نهائي ... و لن  يترك اي سؤال يطرح بدون جواب .

الان ...سنحاول الاجابة على السؤال الموجود في الصورة :

ما معنى هذا التشابه و التطابق بين الهيروغليفية و المسند، تشابه، بين كتابتين يفصل بينهم مسافة كبيرة ؟!

في البداية .. دعونا ننسى ما سبق . 

سنرسم القصة الحقيقية الكاملة التي ستجيب على هذا السؤال، بالاستناد على منطق قاطع ... موجود في ثلاث حقائق علمية  غائبة عند الكثير .

لكن في مقال قادم ( حتى لا يطول المقال )

.
.
.


الأحد، 26 مايو 2019

نقد فرضية الربيعي - اليمن ليست جغرافيا كتاب اليهود

من يتابع النظريات الجديدة التي تتحدث عن جغرافيا مختلفة لكتاب اليهود .... و من بينها النظريات التي تنقل جغرافيا كتاب اليهود الى اليمن و اورشاليم و قدس و قصة ممالك اليهود في اليمن، سيرى بانها اصبحت موجه تتنامى كثيرا لدى الكثير من القراء في المنطقة ... بل اصبحت الموضة الحالية في الوسط الثقافي، و هذه الموجه تستند على كتب باحثين و مفكرين عرب من امثال كمال صليبي و فاضل الربيعي و اخرين ، الذين يقدمون نظريات مختلفة و جديدة في قراءة التاريخ .


الحقيقة بان هذه النظريات تستند على مجهود كبير من قبل هولاء الباحثين و المفكريين، و لا يجب ان يستهان به ، بل انها تصنع ارشيف لجهد بحثي و ارضية جديدة، يمكن ان الاستناد عليها لبناء نظريات اخرى او بحوث اخرى و تفتح طاولة نقاشات مختلفة ...... و لا يجب ان يعفي هذا الجهد و الابحاث من نقد من المتخصصين و الباحثين المعارضين لهذه النظريات . و اعتقد بان هذا شيء مفيد، لان هذا النقاش و النقد سيحرك المياة الراكدة، و تفتح زوايا جديدة في التفكير بالتاريخ . 


لكن هناك مشكلة براي الشخصي ...........عندما يكون هناك موجه فكرية تنمو و تجرف الكثير بدون وجود مكابح ، خصوصا عندما لا يكون هناك مع هذه الموجة موجة اخرى موازية تنقدها و تكشف اماكن قصورها و اخطاءها، لان هذا سيؤسس لوعي جديد لا يملك نقاط مراجعة و سصبح وعي جمعي راسخ ... لذلك ساحاول في هذا المقال تقديم نقد لهذه النظريات و المنهج المعتمد التي تسير عليه هذه الموجه ، بخطوط عريضة .... من وجهة نظر قارىء عادي.


 


-----------------------


 عند متابعة هذه الموجة التي تتحدث حول نقل جغرافيا كتاب اليهود الى جغرافيا اخرى .. سنجد بانها تنقسم الى نوعين، النوع الاول يمثله كمال صليبي و زياد مني ، و النوع الثاني يمثله فاضل الربيعي . 


النوع الاول يعتمد على المنهج : 


1- يعتبر كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة 

2- الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم 

3- الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


النوع الثاني يعتمد على المنهج : 


1- يعتبر كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة، لكن بنسختها السبعينية المكتوبة باللغة اليونانية، لان ترجماتها العربية فيها اخطاء كثيرة . 


2- الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم، و مسميات جغرافيا الماضي 

3- الاعتماد على كتب التراث العربي التي وصلت لنا، و على التراث الشعبي . 


4- الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


5- الاعتماد على ترجمات نقوش المنطقة . 


-----------------------


قبل ان ادخل في الموضوع، لابد من سؤال هام 


ما اهمية طرح هذه الموضوعات و صياغة نظريات جديدة، هل الموضوع مهم للناس او العالم، هل له فائدة ستعود على الواقع ؟ 


بالنسبة للموجة ......... قد يكون الامر يدخل في موضوع تفنيد التاريخ الصهيوني و شرعية الكيان الصهيوني .... او من باب البحث بسبب وجود تناقض بين ماهو موجود في كتاب اليهود و بين الواقع و التنقيبات التي لم تظهر اي اثر لوجود يهودي في ما يطلق عليها فلسطين ، لكن بالاخير نظريات لا يمكن تاكيدها، لكن من وجهة رأي ........ ان هذا لا يمنع من طرحها و تطويرها من اجل اكتشاف ادلة.


اما بالنسبة لي ...... فالامر يدخل في توضيح بان القصة حديثة جدا .... و الارتباط الوثيق بين هذا الموضوع و المشروع الغربي الصهيوني الذي يجري اليوم على طول و عرض منطقتنا ... حتى ندرك طبيعة دور كل قوة في المنطقة . 


-----------------------


 ساقتصر مقالي على نقد منهج النوع الثاني، لانه اشمل و يضم داخله النوع الاول . 


■ الاعتماد على كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة . 


السؤال المنطقي : على اي اساس يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة ؟ .


قد يكون هناك عذر لدى الباحثين العرب المسيحين و الذين يؤمنون بكتاب اليهود ككتاب مقدس، لان الايمان بهذا الكتاب يعني الايمان بان كل ما بداخله صحيح و تاريخ حقيقي .  


لكن الباحث المسلم الذي يساهم في صناعة هذه الموجة ، او تجرفه هذه الموجه ، فعلى اي اساس يعتبر كتاب اليهود وثيقة تاريخية صحيحة ؟! 


قد يكون انصار هذه الموجة من النوع الحداثي، الذين يعتقدون ببطلان فكرة شائعة لدى المسلم بان كتاب اليهود محرف .... و بان هذه الفكرة قديمة غير حداثية ، و قد صاغتها القوة السياسية في زمن قديم لم تكن المجتمعات قد وصلت لمفهوم العلمانية و التعايش بين الاديان . 


 و قد يكون السبب الحقيقي هو نظرة هولاء بان الاديان سياق ديني واحد و هو نفس خط الاسلام، و الله انزل كتب و لا يجب رفضها و فيها صحة ...... خصوصا و ان كتاب المسلم ( القران ) يمدح التوراة و الانجيل و يدعو المسلم بالايمان بكتب الله و التوراة و الانجيل و القران كلها كتب الله . 


دعونا نرسم الصورة العامة في عقل المسلم. المسلم يؤمن بان الله نزل التوراة لكنها حرفت ، فانزل الله الانجيل لكنه حرف، و انزل الله القران و هو محفوظ و غير محرف .  


اذن فلابد ان تكون البداية ........... ان يحل الباحثون و المفكرين المسلمين اصحاب هذه الموجه .... هذه المشكلات اولا قبل اعتماد كتاب اليهود كوثيقة صحيحة ... و هذه المشكلات : 


□ لماذا لم يحتفظ المسلم او اي دين بالتوراة بدون تحريف و يستمر معهم، او بمعنى اخر لماذا لم يستمر التوراة بدون تحريف، و بقت نسخة منه غير محرفة ليكون كتاب المسلم ؟! 


لانه مادام و ان المسلم يملك كتاب مختلف عن كتاب اليهود باللغة و الاسلوب و بطريقة سرد القصص ..... فالقران ملزم للمسلم بينما كتاب اليهود غير ملزم له ..... و هذا يعني ان التاريخ الموجود في كتاب اليهود ملزم على اليهود لانهم يؤمنون بهم .... و غير ملزم للمسلم حتى لو كان يحتوي تاريخ و هناك جماعة تؤمن به، فهو يعتبر تاريخ غير حقيقي بالنسبة له، لانه لو كان المسلم يؤمن بكتاب اليهود و يقراه فالتاريخ ملزم على المسلم و حقيقي و صحيح و قد حدث فعلا . 


□ لماذا يمدح كتاب المسلمين ( القران ) التوراة ....... بل يجعلها مصدر التحكيم الاول للانبياء .......لكن في نفس الوقت المسلم يعارض امر صريح من الله و يرى كتاب اليهود بانه محرف و لا يؤمن به ؟! 


□ و من ناحية اخرى ... هذه الموجة لديها اختلاف حول النسخة المعتمدة الصحيحة لكتاب اليهود .... فالنوع الاول يعتمد النسخة العربية من كتاب اليهود ويعتبرها صحيحة، و النوع الثاني يعتقد بان النسخة العربية مليئة بالاخطاء .......و يعتمد على النسخة السبعينية ( المكتوبة باليونانية) ، و يترجمها الى اللغة العبرية، و هذا النوع يعتقد بان الترجمة السبعينية هي النسخة الاولى من كتاب اليهود ، و هي النسخة الاصل و الصحيحة و يجب فهم هذا التاريخ من هذه النسخة . 


اعتقد بان النوع الثاني من هذه الموجة هي اقرب الى الصحة في منهجه باعتماد الترجمة السبعينية المكتوبة باللغة اليونانية، لانها فعلا النسخة الاولى من كتاب اليهود ...........و لا يجب اعتماد الترجمة العربية ...... لان هناك شيء لا يعرفه الكثير بان هناك ترجمات كثيرة لكتاب اليهود، و كل فترة تطلع ترجمة مختلفة نوعا ما، في مسمياتها و جغرافيتها و شخصياتها و الخ . 


لكن السؤال المنطقي : الترجمة من لغة الى لغة متعددة و مختلفة ، فماهي شروط الترجمة الصحيحة ، خصوصا و نحن امام لغة يونانية قديمة ؟! 


□ بل ان السؤال الاهم : 


● اذا كانت ....... اليهودية ديانة حقا اصيلة خاصة بجماعة لديها كتاب اصيل، فهل يعقل بان كتابهم المقدس تكون اول نسخة منه بلغة قوم اخريين ( اليونانية) .. بل هل يعقل ان يكون كتابهم المقدس ظهر للوجود نتيجة قرار سياسي لحاكم اجنبي ؟!



● و هل يعقل ..... بان كتاب ديني اصلي و ميراث تليد و نص مقدس الهي ويظهر نتيجة عملية ترجمة . اي ولادة من اللغة اليونانية الى لغتهم الاصلية و ليس العكس ؟


● هل يعقل ......... بانه لم يكن لديهم كتاب مقدس ثم يكتشفون كتابهم من خلال لغة اخرى اجنبية ؟! ... هل يعقل ... بان ظهور كتاب اليهود نتيجة عملية تحويل ، و ليس كما هو بدون ترجمة ؟ 


لابد من اجابات علمية و منطقية لهذه الاسئلة السابقة قبل اعتماد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية بنسخته السبعينية الاصلية .  




■ الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم، و مسميات جغرافيا الماضي. 


السؤال المنطقي : على اي اساس نعتمد مسميات جغرافيا اليوم و الامس ؟! 


لان مسميات جغرافيا اليوم قد تكون مسميات نتيجة تواجد يهود في مناطق، و طبيعي بان الانسان سيسمي اماكن من كتابه الديني، اي سيسقط تسميات كتابه المقدس على مناطق تواجده من باب تقديسه لمسميات الاماكن في كتابه ... ثم تصبح مسميات رسمية متعارف عليها لدى الجميع ..... ايضا هناك ملاحظة مهمة و هي ان المنطقة تعرضت لحكم من قوى خارجية ..........و هناك احتمال كبير بان هذا الحكومة الاجنبية قد عممت مسميات جديدة على مناطق و اعتمدت، ثم اصبحت متوارثة . 


اما بالنسبة لمسميات الامس ... فطبيعي بانها ستؤخد من كتب التراث. 


لكن هل اعتمد وثيقة تاريخية كتبها شخص من اواسط اسيا عن جغرافيا بعيدة عنه .... هل لانه مسلم و كتبها بالعربية تصبح وثيقة حقيقية ؟ . 


اما لو كان الشخص من نفس المكان ... فهل هناك مخطوطة اكيدة لهذا الكتاب .... و هل نستطيع التاكد من زمن هذه الوثيقة و تاريخ كتابتها ، هل نملك دليل قاطع يؤكد متى كتبت الوثيقة ؟ 


و حول هذه النقطة ، لابد ان نشير الى كتاب صفة جزيرة العرب الذي يعتمده المفكر فاضل الربيعي للاستدلال على نظريته حول جغرافية كتاب اليهود بانها في اليمن . 


موضوع الحسن الهمداني موضوع يحتاج الى تفصيل، لكن ساطرح على فاضل الربيعي عدة أسئلة، لانه يعتبر كتاب الهمداني سند كبير على صحة نظريته . 


● هل هناك مخطوطة اصل لكتاب الهمداني ؟!


● الا يثير الامر ريبة بوجود رجل في اليمن و من منطقة نائية و منعزلة ، و متبحر بعلوم اليونان و بارع جدا في تحديد مواقع جغرافية وفق نظام بطليموس ؟ 


● هل يعقل ان رجل دين يمني ............. في تلك الفترة منشغل بتحديد الجغرافيا، هل كان هناك وعي حدودي و سياسي بدا يتشكل عنده، رغم ان ذلك الزمن لم يكن التفكير قد وصل لهذا الوعي السياسي الحدودي 


● الا يثير الامر غرابة، بان الهمداني طاف اليمن و لم يتحدث اطلاقا عن وجود اليهود فيها ؟! 


● الا يثير الامر غرابة، بان رجل متطرف لقوميته و لكن لم يخرج كتاب واحد حول خط المسند ؟! 


● هل نحن متاكدين من الزمن الحقيقي للهمداني؟ ....... لان الامر غريب نوعا ما ............ فهو لا يذكر بعض المدن في اليمن مع انها قديمة و موجودة لليوم، و تتطابق هذه الغرابة مع رحلة الرجل الغربي نيبور لليمن ( و الذي كان بارع برسم الخرائط و تحديد المواقع ) ...... فنيبور مثلا عند زيارته لليمن لا يذكر ايضا وجود نفس المدن التي لم يذكرها الهمداني؟! 


■ الاعتماد على كتب التراث العربي التي وصلت لنا


السؤال المنطقي : الكل يعرف بان معظم تراث العرب ظهر في فترة واحد بعد فجوة تاريخية و جميعها ترجمات يونانية و معظم من كتبها شخصيات غير عربية و لا تعرف لهم وثيقة رسمية ، فهل استطاع انصار هذه الموجة معالجة هذه النقطة قبل اعتماد هذه الكتب ؟ 


بمعنى اخر ... هل لدى انصار هذه الموجة منهج يعرف من خلاله على زمن كتابة هذه النصوص و زمن المخطوطات ؟! 


■ الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


صحيح بان هذا المنهج يمكن اعتباره قرينة ، لكن االحقيقة هذا المنهج ليس دقيق مائة بالمائة ، فهو لا يقوم على قاعدة ثابتة يقينية ... معظمها محاولات صعبة .......و لا يقدمون منهج واضح ثابت حتى يستطيع اي شخص من الوصول الى نفس نتائجهم في بحوث اخرى تاريخية . 


■ الاعتماد على ترجمات نقوش المنطقة . 


السؤال المنطقي : هل يثق انصار هذه الموجة بترجمات الغرب لنقوش المنطقة ..... مع ملاحظة ان الغرب يؤمن بكتاب اليهود، و معظم مترجمي النقوش و كتاب التاريخ يهود ....... و من مصلحتهم ترجمة نقوش المنطقة لتاكيد صحة كتاب اليهود، و لا تنسى بان هناك مشروع غربي لاحتلال المنطقة قدم الينا بشرعية كتابه و بان له حق تاريخي عندنا ؟!


هل يثقون بترجمة الغرب ؟! 


اعتقد بان هذا ليس منهج علمي ......... من يريد اعتماد ترجمات نقوش المنطقة ....لتاكيد صحة النظريات التي يتبناها، فعلية ان يقوم هو بترجمة النقوش بنفسه و يتاكد من صحة الترجمات. خصوصا و ان النوع الثاني من الموجة قد رفض اعتماد ترجمة كتاب اليهود للعربية، بسبب امتلاءها بالاخطاء .. و ذهب الى النسخة الاولى الاصل المكتوبة باليونانية و يقوم بترجمتها، فمن الاولى ان يقوم النوع الثاني من الموجة بالذهاب للنقوش و ترجمتها بانفسهم . 


------------------------------------


الان 


ما هي المشكلة الاساسية لهذه الموجة ؟! 


براي الشخصي ... المشكلة الاساسية هي الزمن و الواقع . 


بخصوص الزمن 


 لا يوجد مع هذه الموجة مقياس زمني دقيق يستطيعون من خلاله التاكد من كل خطواتهم .... لو استطاعت هذه الموجة من الوصول الى مقياس دقيق و قاطع للزمن و اعتماده في صياغة نظرياتهم ستكون هي الخطوة الاولى الصحيحة اما البحث بدون تاكد من زمن وثائق او معلومات فهي موجة لا يمكن لها الخروج بنتائج سليمة . سنكون داخل دائرة مستمرة . و لا نعرف لنا مكان


اما بخصوص الواقع 


فاعتقد بان هذه الموجة قد بحثت في كل الكتب ..... لكنها نست كتاب الواقع ....... لانه لا يجب ان يقتصر البحث حول ظاهرة من الواقع داخل الكتب فقط ...يجب ان ينتقل للواقع و طرح اسئله من داخل كتاب الواقع عن الدليل المادي. 


لانه براي .... ان الاعتماد على كتب التاريخ في دراسة الواقع خطا يقع فيه الكثير ...... لان الواقع كتاب طبيعي مفتوح، بينما الكتب صناعة غير طبيعية، و نسبة الخطا فيها كبيرة عند محاولة فهم الحقيقة، لانك تحتاج بجانب تلك الكتب الى وثيقة تؤكد تلك الكتب. الاعتماد على الكتب في قراءة الظواهر ..... يصيب الشخص باعاقة مزمنة تمنعه من فهم الواقع ، لانك عندما تعتمد على كتب قديمة لتفسير ظاهرة ما ....... فانك تنقل الظاهرة من مجال الواقع الى مجال النصوص،فيتحول العقل من قارىء للواقع الى قارىء للنصوص، و من سيد للواقع الى تابع للنصوص، و يصبح تفسير الواقع ضمن مجال تاؤيل النصوص، فيتحول الخلاف حول فهم الظاهرة من خلاف على تفسير واقع ما الى خلاف حول النصوص لذاتها و تاويلاتها، فيغيب الواقع تماما بين تاويلات و تفسيرات لنصوص تاريخية. 


كيف ؟ 


بخصوص الموجة التي تتحدث عن جغرافيا كتاب اليهود في اليمن ... لا بد ان نطرح عليها مثل هذه الاسئلة من الواقع : 


 كم عمر تواجد اليهود في اليمن ؟ و كيف ظهروا في اليمن، و كم احتاجوا من وقت للانتشار و طبيعة القرابة الاسرية ؟ و كم تعدادهم ، و في اي زمن تم ذكرهم، خصوصا و ان هناك ندرة في المصادر المحلية التي تتحدث عن اليهود ، و ماهو حديث كبار السن عن تواجدهم، و هل توارثوا معلومات من اجدادهم حول اليهود في منطقتهم . 


انا الحقيقة ...... كتابي الواقع و ليست الكتب المليئة ب تاريخ افتراضي . 


ذهبت للواقع و وجدت بان : 


- اليهود في اليمن كانوا نوعا ما منبوذين ( بغض النظر اذا كان هذا الفعل صحيح او غير صحيح ). ... هذا التعامل مع اليهودي ليس بسبب قصة يهود خيبر او غيرها الموجودة في التاريخ، نحن نتحدث عن واقع كان موجود قبل ظهور هذا التراث في عقل الناس ( كتب الحديث و السيرة و التاريخ و تفسير القران) ، فالناس لم تكن تعرف كل هذا التراث ..... و اعتقد انها ردة فعل لاشعورية طبيعية من المجتمع نحو ظاهرة جديدة و غريبة قدمت اليهم، تحاول ان تحرف واقعهم.  


- لو كانت اليمن يهودية قبل الاسلام حسب التاريخ الذي قدم، لكان حال اليهود في اليمن في وضع متسيد. 


- اليهود في اليمن كانوا يدخلون في حمى قبائل لا تدين باليهودية ، و هذا التعامل في عرف القبائل، كان قانون و عرف قبلي تجاه الاشخاص الغرباء او ما يطلق عليهم الهجرة و الذين هم ليسوا من اصل المنطقة . و هذا يؤكد بان اليهود ظاهرة جديدة و لم يكونوا اصل قديم في مناطق تواجدهم . 


- اليهود كانوا لا يملكون ارض اطلاقا و لا يمتهنون مهنة الزراعة . 

و هذا يؤكد بشكل قاطع بان تواجدهم في اليمن حديث، بمعنى انهم ليسوا اصل طبيعي في اليمن، لو كانت اليمن يهودية قبل الاسلام حسب التاريخ الذي قدم، لكان اليهود في اليمن هم ملاك ارض و يمتهنون الزراعة ايضا . 


هذا يعني ان اليهودية ليست حالة اصيلة في اليمن، نحن نقرا واقع و لا نقرا تاريخ افتراضي . 


- اليهود في اليمن كانوا يملكون لغتين، لغة عربية و لغة اعجمية و مخلوطة بمفردات مثل اللغة العربية لكنها محرفة (عبرية) . 

لو كانت اليهودية قديمة و اصيلة و متجذرة في اليمن، حسب التاريخ الذي كتب، لكان اهل اليمن لغتهم الاصلية عبرية و يقراون القران بلغة عربية مثل الاتراك و الباكستانين، لكن العكس هو الواقع، اليهودي يتكلم لغتين ، اللغة الطبيعية و لغة اخرى هي لغة الدين ، بينما المسلم يتكلم لغة واحدة فقط و هي اللغة الطبيعية و الدين . 


هذا يعني بان اللغة العبرية ظاهرة حديثة في اليمن، و ليست اصيلة كما تذكره كتب التاريخ . 


- لو كانت اليهودية قديمة و راسخة في اليمن قديما ....... حسب اعتقاد هذه الموجة ، لما كان هناك في اليمن حتى اليوم إسلام، لانه لا يوجد شيء جوهري يستدعي تبديل الدين عند اليمنين مادامت بنية الدين واحدة. 


انا اقرا واقع و لا اقرا عالم افتراضي موجود في كتب تاريخ . 


لذلك 


عندما اقول بان اليهودية حديثة جدا في اليمن، فانا الان اقرا واقع ماثل امامي ككتاب مفتوح، و احاول ان اقرا و افهم الظاهرة من داخل هذا الكتاب المفتوح .... الواقع هو كتابي المفتوح . 


لماذا ؟ 


- عندما تعلم بان تعداد اليهود في احدى مدن اليمن تعدادها 10 الف نسمة عام 1945، حوالي 50 شخص فقط، بنسبة( 0.5 % ) فهذا تعداد ليس عمره 3500 سنة اطلاقا ... في تلك المنطقة او محيطها .  


- عندما تعلم بان تواجد اليهود في بعض مناطق اليمن كان عبارة عن تجمعات صغيره من 10 اشخاص و يسكنون في تجمع مكون على الاكثر من ثلاثة بيوت صغيرة جدا و منعزلة .  


- عندما تسال كبار السن هل كانوا يلعبون مع اطفال اليهود عندما كانوا صغارا ، فيقولون لك نعم ، لكن اباء هولاء كبار السن لم يلعبوا مع اطفال اليهود عندما كانوا صغار . 


 

كتاب الواقع يجعلني ادرك بان اليهودية مشروع حديث سياسي ، فالسياسة عندما تريد اختراق أنظمة طبيعية ، تحدث خلل في النظام الطبيعي، و هذا الخلل ينتج عنه فوضى و ظواهر غريبة لا يمكن تفسيرها . 


و هذا هو السبب في صعوبة ادراك اصول اليهود من قبل هذه الموجة و صعوبة تحديد هوية اليهود و اصولهم التاريخية، فتعدادهم القليل اليوم لا يدل على قدم هذه الديانة ابدا . تعدادهم ليس تعداد 3500 سنة .. وهم ... و مؤكد بان اليهودية مجرد دين مع كتاب ديني و تمت صناعة لغة جديدة من العدم لهذا الكتاب . 


هل تعتقد ان صناعة لغة امر صعب ؟ ... لا ليس صعب الم تسمع بلغة الاسبرانتو ، لغة صممت حديثا و يتكلم بها بعض علماء اللغة على اساس جعلها لغة عالمية .


 لو كانت اليهودية تحمل كتاب بلغة اصلية حقيقية، لما تسبب الامر بهذه الصعوبة عند الباحثين فاصبح اليهودي في كل مكان يتكلم لغتين، لغة البلد و لغة كتابه الديني ، بل انه يتعلم لغة دينه .... يتعلم هذه اللغة !!. فمن اين جاءت اللغة الثانية ؟!، هكذا يسال الباحثين .... لابد انها خرجت من مكان قديم لهم و وطن قديم .. وفق منطق الكثير من الباحثين . 


لكن وضع اليهود مختلف عن اي وضع موجود ..... فاليهودي يعتقد بان لغته الدينية هي اللغة الاصل و اللغة الاصل هي لغة غريبة عنه، بعكس الباكستاني او التركي الذي يقرا كتابة الديني لكنه في نفس الوقت يعتقد انها لغة دينية ، و لغته الاصلية هي اللغة الاصل الباكستانية او التركية .  

 


الناس لا تستطيع تخيل ان القوى السياسية تستطيع خلق واقع جديد لا تستطيع الظروف الطبيعية خلقه ، واقع لا يستقيم مع الطبيعة ...... فمن صمم اليهودية، صنع كتاب و لغة و دين و زرع فيهم فكرة وهمية انهم شعب، هذه كل القصة . 


و لانها مشروع سياسي . فمن الطبيعي... بانه لا يوجد لليهود مركز ديني واحد لهم و تجدهم بمختلف الاجناس ...... من العربي الى الاثيوبي الى الصيني الى التركي الى الاوروبي .... رغم ان كاتب تاريخ اليهودية جعلهم شعب و لا يتفق الجميع حول اصول هذا الشعب حسب ما كتبه المشروع السياسي القديم ........ و مشروع اسرائيل اليوم من اجل معالجة هذا الخلل الذي احدثته تلك القوة السياسية قديما. 



لماذا وصل بعض الباحثين الى الاعتقاد بان اليهود من اليمن؟ 


لان الكاتب الاول لقصة اليهودية، حاول صناعة قصة جديدة لهذا الدين، بلغة جديدة و مسميات جديدة، تشبه قصة الهجرة الاولى من اليمن و قصة العرب لكنها قصة محرفة ... بعد زيارته لليمن و الاطلاع جغرافيا اليمن ......... فاصبح العربي في هذه القصة الجديدة هو عبري .... و اصبحت العربية هي العبرية و اصبح البحر الاحمر هو ريدان .. و اصبح القران هو العهد القديم في القصة الجديدة ...... و بسبب خدعة الزمن و التاريخ الوهمي اعتقد البعض بان زمن و تاريخ اليهود سابق و قديم . 


هذه كل القصة ببساطة شديدة . 


هل أبالغ ؟ 


 ليست مبالغة .. لانه عندما نتاكد بان القران يتحدث عن نقوش المنطقة و فيها الكتاب الاول الذي كتب في الارض بلسان عربي ، و هو بنفس منطوق القران و بنفس نص القران، بلسان عربي مبين سندرك كل قصة التاريخ ... و حقيقة ما يجري اليوم . 


 هذا واقع امامي موجود يشرح كل التاريخ الوهمي الذي كتب كله في وقت واحد ... و عمم على الجميع . 


-----------------------


الى اصحاب هذه النظريات و انصارها ..............دعونا نترك التاريخ الموجود في الكتب و نقرا الواقع .... و نحاول معالجة التناقض عند المسلم بين ايمانه بان التوراة من عند الله لكنه لا يؤمن بكتاب اليهود و يعتقد بانه محرف 


الان


■ لدينا كتابين دينين و يتناولان موضوعات تبدو متشابهة و قصص انبياء لكن باسلوبين مختلفين و بلغتين مختلفتين . 


الاول العهد القديم خاص بجماعة دينية لا تعرف لها اصل ابدا، تعدادها يبلغ 6 مليون و الغرب يتبنى هذا الكتاب، و الكتاب الثاني خاص ب 2 مليار مسلم منهم 500 مليون عربي .


المفروض بانه كتاب واحد فقط و يتحدث بموضوع واحد ... هذا اذا مازلت تؤمن بقصة الاديان السماوية ......... و بان اليهودية دين سماوي .. و جاء قبل الاسلام لان الله لا يغير كتاب الى كتاب اخر و بلغات مختلفة و باسلوب مختلف . هناك كتاب واحد منهما اصلي و الاخر مزيف عمدا و مصطنع لغرض سياسي.


و ساحدثكم بحكمة الارض و الاجداد 


 مادام و ان اليهود هم الجماعة الوحيدة في العالم الذين لا تعرف لهم اصل فكتابهم مزيف عن اصل ... و مادام المسلم اصيل فكتابه اصلي .


 


■ معانا كتابين العهد القديم و القران و يتحدثان عن قصص واحدة، قصة موسى و يوسف و ابراهيم و هابيل و قابيل و الخ .


 ما الفائدة ان ينزل الله كتابين اثنين بنفس الموضوع و بلغتين مختلفتين و باسلوبين مختلفين.؟!

 .


لكن في كتاب العهد القديم روايات قد حدثت في الماضي بينما القران يتحدث حول انباء ستحدث في المستقبل. هذا هو الفرق الجوهري.


 طيب لماذا يبدل الله اللغة و الزمن من وقت لاخر ؟ 


هناك كتاب اصلي و هناك كتاب مزور عن الاصل . 

 

■ لديك كتابان اثنان ............. واحد بلسان عربي و الاخر بلسان عبري، و يتناولان نفس الموضوع و نفس القصص. الكتاب الاول هو كتاب معظم المنطقة ، و الكتاب الثاني هو كتاب يؤمن به معظم الغرب .... و بيننا و بين الغرب صراع و حروب مستمرة .  


لكن بنية المنطقة هي صاحبه الارض و قائمة على ثقافة عدم الاعتداء على احد ... مسالمة في محيطها الجغرافي ..... اما بنية الغرب الفكرية ...فقائمة على النهب و السرقة و الفساد و الخراب و الاستغلال و الاحتلال.


فهل تتوقع بان هذه البنية الغربية يمكن ان تملك كتاب ديني اصلي حقيقي ، و ليس لعبة ماكرة و خدعة كما هو معتاد علي الغرب. مستحيل يخرج من هذه البنية الغربية حقيقة قديمة اصيلة ، مستحيل يخرج من هذه البنية شيء حقيقي طبيعي . 


لو فكرت في ثقافة بنية من يحملون القران .... فهي ثقافة تقدس القران و تقدس الحرف الواحد فيه ..... و تملك ثقافة حفظ هذا الكتاب غيبا، و تحارب من يقول بان هناك حرف واحد ناقص . تعتبره تحريف ... بل تصارع نفسها لو ادخل اليها شخص فكرة ان هناك كلمة ناقصة . 


لكن لو فكرت في ثقافة بنية ثقافة من يحملون العهد القديم، فهي ثقافة لا تقدس الحرف في كتابها ابدا ، و كل فترة تطلع ترجمات جديدة للعهد القديم و كل فترة تطلع نسخة جديدة فيها تعديلات كثيرة في كتاب العهد القديم . 


فبالله عليك .... فكر معي قليلا 


هذا يدل على اننا امام ثقافتين اثنتين .... الثقافة الاولى اصيلة جدا و هي الاصل و تملك الحق ......... مقابل ثقافة غير اصيلة مستهتره و كتابها لا يحمل قداسة و ليس حقيقة و الا لما كان كل فترة تطلع نسخ منه عليها تعديلات . هذا مشروع سياسي و ليس حقيقة و اصل . 


فايهما الكتاب الذي سبق الاخر زمنيا ؟ 


الاصل طبعا 


و مادام القران هو الاول زمنيا و الاصل ، فالبعقل و المنطق .. كتاب العهد القديم ظهر بعد القران ... اذن فالتاريخ كذبة و الزمن لعبة.


■ الان لنفكر بطريقة اخرى .. كتابان متشابهان نوعا ما في قصص الانبياء لكنهما مختلفان بالاسلوب و باللغة، و يقال بانهما من أصل واحد خرج من المنطقة. 


لكن 


لماذا انتظرت المنطقة منذ بداية الخلق ......... حتى تظهر اللغة اليونانية للوجود و يكتب بها اول نسخة من كتاب مقدس ؟ ، لماذا انتظر العالم حتى ظهور الروم اليونان حتى يصدروا اوامر سياسية بكتابة الكتب المقدسة باللغة اليونانية ؟ 


اي اللغات تعبر اكثر عن المنطقة ، اليونانية ام العربية؟  


لو كانت اول نسخة من الكتاب المقدس الديني الذي ظهر اولا في المنطقة و مازال موجود حتى اليوم، مكتوبة باللغة السومرية او المصرية او البابلية او الحميرية ، لكان الامر منطقي جدا بان يكون هو اول كتاب ديني في المنطقة و خرج من رحم المنطقة و خرح من حقيقتها. 


غير منطقي 



خدعة الزمن الوهمي و التاريخ الوهمي .... السبب الحقيقي و الاول و المباشر في عدم فهم اصل الحكاية.


لان الاصرار على تناول قصص الانبياء في كتاب المسلمين و كتاب اليهود .... دليل على ان هناك نزاع و صراع على نص ديني مقدس قديم واحد، اي نص موجود مسبقا ...... .. و هذا النص عبارة نص الهي مقدس و فيه نبوءة الهية تستلزم نقلها بحذافيرها و بلغتها الاصلية و بدون اعادة صياغة او ترتيب او زيادة او نقصان . 



اي لابد عندها من وجود شيء مرجعي و قياسي يفصل الموضوع. و هذا الشيء المرجعي لابد ان يكون كتاب قديم كان لديه نظام دقيق( ميزان) و كانت تكتب بواسطتة انباء الغيب و النصوص الدينية و هذا الميزان يحتاج الى نظامه اللغوي الذي خرج منه. 


لابد من وجود كتاب مرجع .... و هذا الكتاب سيكشف لنا ما هو الكتاب الاصل و ما هو الكتاب المحرف و المزور. 


{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}


اذن .. فاين هو الكتاب الاصل المرجع الذي سيكشف كل اللعبة ؟! كيف الطريق للكتاب ..... هل هو مخفي .. ام موجود حتى نكشف لهذه الموجة كل اللعبة و التي هي حديثة و قد ساهم الاتراك في تنفيذها . 



{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} 





■ القران الكريم .. من اسمه القران ..... و لا يسمى كتاب ... القران اي مقروء لكتاب .... القران اي قراءة .... و القراءة لا تتم الا لكتاب. 


فمادام القران مقروء كتاب ، فاين هو الكتاب اذن ؟! 


و مادام و ان القران يتحدث عن ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، و فصلت اياته قران عربي، فمؤكد بانه يتحدث للمسلم عن الكتاب الاصل .......... اي الوثيقة الاولى الذي نقل منه جميع المسلمين نصهم الاول السماوي، الوثيقة الاصل حتى لا يضحك عليهم احد . 


من السهولة ان نكتشف بانه مخفي ، لان اخفاءة هو سبب كل هذه الفوضى .... لكن الوصول للكتاب ليس بالامر الصعب .... لو نفكر بشكل منطقي ، من زوايا كثيرة ........ من زاوية الكتابة البشرية الموجودة في المنطقة ..... لانه من المفروض بان الكتاب هو اول كتابة ظهرت في المنطقة . و لا يوجد الا الكتابة التصويرية . 



لكن دعونا نفكر و من زاوية مختلفة ، في كونه عقل واحد من كتب لنا التاريخ و صمم الزمن و صنع الافكار و التصورات.



لان هذا العقل ... قد صنع للمسلم زمن جديد و قصة جديدة بان كتابهم خرج من غرفة مظلمة في مكان ضيق اسمه مكة ......... و جعل اليهود في القصة سابقون لزمن الاسلام..... ثم كتب لليهود تاريخ وهمي يقول بان كتابهم كتب بقرار من حاكم يوناني ( وهمي ) عندما كان في مصر .


الان ........ مادام و ان هذا العقل قد جعل قصة اليهود تبدا من مصر ......... فثق ثقة مطلقة بان ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه موجود في المساجد القديمة في مصر ( المعابد) ..... اول خط كتابي كتب في الارض ... و المكتوب بخطوط التوراة (التي اطلق عليها الغرب تسمية مزورة و هي الهيروغليفية ). 


و ثق ثقة مطلقة ....... بان قصص امون و حتحور و ايزيس و اتون و توت عنخ امون الخ في نقوش مصر .. كلها قصص سحر اسود خبيث حتى تسحر عقول الناس .. تمنع اي مسلم او انسان في الارض من الوصول الى هذا اليقين و الحقيقة المخفية . 


هذه اللعبة و المشروع الضخم كان من ضمن خطة نابليون و الغرب الصهيوني قبل غزوة مصر و المنطقة .... هذا مشروع استراتيجي فكري و ديني و تاريخي لسرقة المنطقة و احتلالها على مدى بعيد ........... يفكرون بهذه الطريقة .. هذه مشاريع استراتيجية لقوى سياسية . 


---------------------


الان ...... لو تاكدنا و تيقنا بشكل مؤكد و قاطع، بان التوراة عبارة عن خطوط كتابية قديمة و ليست اسم لكتاب ديني، و بان القران كان مكتوب بخطوط التوراة .


 فاذن السؤال الهام لماذا يدعي اليهود بان كتابهم هو التوراة ؟. و ما اصل كتابهم ؟، و ما اصل اليهود ؟ 


سبب ادعاء اليهود بان كتابهم هو التوراة ........... هو لان اليهودية صناعة مشروع قوة قديمة هي من صنعتهم ..... بعد ان تمت لعبة ماكرة شيطانية بالزمن و التاريخ .. ... و هي من قامت بتزوير عقول الناس ، و لا يوجد للعهد القديم اي اصل تاريخي ابدا.


 فتلك القوة ...... هي من كتب هذا الكتاب بعد ان استعارت نصوص دينية من كتاب مقدس اصلي خاص بامة اصيلة ، من اجل منحها اصل ديني و علاقة ارتباط دينية و تاريخية بالمنطقة ، لتثبيت عالم مزيف وهمي في المنطقة و العالم، دينيا و زمنيا و تاريخيا، لاختراق المنطقة بعد ان استطاعت هذه القوة اخفاء الحقيقة و اخفت الكتاب و صنعت ذاكرة جديدة للمنطقة و العالم . 


و اما ما هو اصل اليهود ؟ 

 فلا اصل لهم ابدا 


و هذا هو السبب المنطقي ........... الذي يفسر سبب كثرة الكتب و النظريات التي تتحدث حول اصول عديدة و كثيرة لليهود و عدم اتفاقها على اصل ...... و سبب هذه الموجة التي تحاول ان تضع لها بصمة في البحث عن اصل اليهود ...... و سبب عجز الباحثين من معرفة و تحديد اصل اليهود و لا يوجد لديهم دليل مقنع ، لانهم اصلا يفكرون داخل عالم افتراضي صنعته هذه القوة، لان اليهود و بشكل مؤكد اصلهم هو مشروع قوة سياسية ، لقد خرجوا من وعي قوة ... لقد خرجوا من معمل او مختبر صناعي... هذا اصلهم . 


بمعنى اخر .... مؤكد بان اليهودية .......... بدات باستقطاب قبائل اسيوية تركية و قام العثمانين بتوطينهم في المنطقة ..... ثم بتربية اطفال ايتام او اختطافهم او اخذهم من اماكن مختلفة ، و تم تربيتهم على تعاليم ديانة اليهودية و جعلهم يحتفظون بكتاب ديني على انه كتابهم المقدس من يهوه ...... ثم تم نشرهم ، و بعد اجيال و سنين، تتجسد ديانة على الواقع ... تصبح واقع ....... تحمل كتاب ديني و لغة ثانية و تاريخ وهمي و زمن وهمي . 


انهم يستحدثون مجتمعات و اديان، يصنعون عالم جديد، يخلقون مجتمعات بشرية، تم تصميم دائرتها الدينية و الفكرية و اللغوية بواسطة عقول بشرية شيطانية .. انهم ارباب ديانات .. و مجتمعات يقودونها ..... بعد ان استطاعوا سرقة الزمن من الارض عبر حيلة ماكرة . 


اليهود ...... كان تواجدهم في المنطقة، من اجل ثلاثة اهداف


الهدف الاول ........... تثبيت تحريف لمعاني القران في الواقع، اي تجسيد الوهم و الزيف في عقول المسلمين بعد تزوير التاريخ و بانهم كانوا سابقة زمنية موجودين في كل المنطقة .. اما الهدف الثاني كانوا في مهمة اعلامية داخل المنطقة .... تزوير جغرافيا المنطقة ، استحداث مسميات جغرافية جديدة تشابه كتابهم، و ترديد معلومات كاذبة و ترسيخها في المجتمعات، اما الهدف الثالث من اجل عملية تفريخ اعداد اليهود في المنطقة .


القوة التي صنعت اليهود و عملت على نشرهم في المنطقة من مدة طويلة .... هي نفسها هذه القوة التي قامت بتجميع اعدادهم بعد ان قامت بعملية تفريخ لهم في كل مكان و وضعتهم في ارضنا في الشام .  


فهل مازلت هذه الموجة ...... مقتنعة بقصة اورشاليم و ممالك اليهود في اليمن و كل كتب تاريخ حول احداث العهد القديم.




 يا فاضل الربيعي ...... و يا انصار موجة جغرافيا كتاب اليهود في اليمن .... التوراة ليس كتاب ... بل خطوط الكتاب ... و هي خطوط قديمة ، الخطوط الاولى التي كتب بها الانسان في المنطقة ... و هي ايضا الخطوط الاولى التي كتب بها القران الكريم و التي نقل المسلمين منها ... لكن الغرب و بمساعدة العثمانين ... قد استطاعوا صناعة زمن و ذاكرة جديدة مزورة للمنطقة لسرقة المنطقة و احتلالها و استعباد سكانها. 




لذلك ... و بما ان ... هذه الموجة مازلت تعتقد بان كتاب اليهود هو التوراة ... اذن فهذه الموجة تقوم على ضلال و اوهام ... اي ان كل البناء الذي قامت عليه هذه الموجة وهم كبير ... لان كل التاريخ الموجود في كتاب اليهود عالم وهمي من خيال مؤلفين .... و يراد تجسيده على الواقع من قبل القوة السياسية التي صنعت اليهودية . 


اللعبة حديثة نسبيا 


{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ¤ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}


{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} 


.

.

الخميس، 23 مايو 2019

لماذا ترجمات الغرب لنقوش مصر مزورة ؟

لماذا سمى اليونان نقوش مصر وحدها بالهيروغليفية؟ 

لماذا طوال 2000 سنة ......من تواجد اليونان في المنطقة ، و تنقلهم في كل المنطقة ، و كتابتهم لتاريخ طويل و عريض على طول و عرض المنطقة، لكنهم تجاهلوا ابتكار تسميه يونانية صرفة لنقوش العراق و الشام و اليمن، تماما مثلما قاموا به تجاه نقوش مصر .

لماذا الغرب ابتكر قبل 200 سنة تقريبا  تسميه جديدة لنقوش الشام و العراق، الكتابة المسمارية، لكنه لم يجد في ارشيف اليونان اي تسميه يونانية للنقوش المسمارية ، كما وجدها في نقوش مصر؟!

لماذا قبل دخول نابليون لمصر ...... و طوال 2000 سنة لم يقابل اليونان نقوش اليمن و العراق و الشام و لم يطلق عليها اي تسمية ؟!

لماذا قبل دخول نابليون لمصر ...... و طوال 2000 سنة ، لم يتحلى اي يوناني محترم بالامانة العلمية و الاخلاقية، و ينقل لنا التسمية المحلية لنقوش مصر و التي كانت موجودة عند سكان مصر حتى دخول نابليون لمصر ؟

الهيروغليفية تسمية يونانية صرفة على نقوش مصر، تسمية من داخل بنية اللغة اليونانية و تعني الكتابة المقدسة في قاموس اليوناني، لكن ماذا كان يسمي سكان مصر لتلك الكتابة المقدسة ؟

و لا يوجد حتى يوناني واحد نقل لنا التسمية المحلية الموجودة في مصر ، و لا يوناني واحد تحلى بالامانة او سهى و غفل، و  ذكر لنا اسمها الحقيقي الذي كان عند سكان مصر .


لماذا اليونانيون اختاروا بالذات نقوش مصر، و قاموا بذكرها و سموها بالنقوش المقدسة؟! .... هل هذا يعني بان بقية النقوش غير مقدسة؟!

لكن الغريب .... بان  ترجمات الغرب لكل نقوش المنطقة، تتحدث بنفس الموضوعات و القصص و الاشعار ... فهناك اديان و الهات في العراق و الشام و اليمن، و تحتوي على قصص ملوك و حروب و الخ .

فماهو اذن الاختلاف بين نقوش مصر و نقوش الاخرى في المنطقة؟!

و اين هي  القداسة في نقوش مصر .... حتى يطلق عليها اليونان دون بقية نقوش المنطقة بالنقوش المقدسة ( الهيروغليفية ) ؟!

لا يوجد اي اختلاف في المواضيع بين نقوش مصر  و بين النقوش المسمارية و نقوش المسند.فاذا كانت مقدسة، فمن المفروض باننا سنلحظ وجود اختلاف واضح جدا في الموضوعات المستخرجة من نقوش مصر ......... عن الموضوعات المستخرجة في النقوش المسمارية و نقوش المسند.

لكن لا يوجد في موضوعاتها اي ميزة ظاهرة ابدا، كلها قصص و تسليات مسرحية، و قصص كوميكس مثل النقوش المسمارية .

اذا ... فلا داعي لان نطلق عليها نقوش مقدسة، او نسمي كل النقوش بالنقوش المقدسة .

 
----------------------------------

الان .... لماذا كل التاريخ الذي استخرجه الغرب من نقوش المنطقة وهمي ؟

لسببين رئيسين

السبب الاول :

لو سلمنا بصحة التاريخ اليوناني و بانه تاريخ حقيقي و غير وهمي .. فالعقل و المنطق يقول :

مادام و ان اليونان .... وهي البعيدة كل البعد عن المنطقة و التي لا يوجد معها ترابط ثقافي و لغوي، قد اخذوا عقيدتهم من مصر حسب كلام المؤرخين اليونان ، فالعقل و المنطق يقول : بانه من الاولى ان المنطقة القريبة من مصر قد اخذت عقيدتها من مصر.

صح

و هذا يعني بانه لابد ان تكون نقوش المنطقة الاخرى .... بنفس لسان النقوش المقدسة في مصر ....... لان العقيدة تستلزم نقل نفس نصوص النقوش المقدسة، اي يتطلب نقل منطوق نصوص مصر . لانها كتابة مقدسة تحتوي على كلام مقدس ... و لابد من كتابة هذا الكلام المقدس ... حتى و ان اختلفت اشكال الكتابة.

بل ان هذا يعني بانه من المفروض بان كل نقوش المنطقة الاخرى  تحتوي على نسخة طبق الاصل من مسميات الهات عقيدة  مصر القديمة ... اي انه من المفروض بان العقيدة في كل المنطقة هي نفسها العقيدة القديمة التي كانت في مصر. و اذا افترضنا صحة ترجمات الغرب لنقوش مصر، فهذا يعني ... بانه  لابد ان نقرا في نقوش العراق و الشام و اليمن اسماء الهات مصر، ايزيس و اوزريس و حتحور و حورس و امون و الخ .

لكن لا يوجد شيء من هذا

في كل مكان هناك عشرات اللغات المختلفة و الغير متطابقة مع لغة مصر المقدسة ، و في كل مكان هناك مسميات الهات مختلفة ،و لها قصص مختلفة ..... و تملك مسرح مختلف تمثل دور الالهي  لجمهور المؤمنين و تؤدي ادوار مختلفة ... دور الجنس و الخصوبة و  الاغواء و دور الموت و البعث و الطبيعة و المطر و الجبال الخ

السبب الثاني :

العقيدة بنية فوقية ، من الاشكال العليا للوعي، و الاشكال العليا للوعي بنى صلبة و عميقة لا يمكن ان تختفي من داخل المجتمعات مع مرور الزمن، بل تسير بشكل متوازي مع الزمن و تضفي بضلالها على الواقع مع تقدم الزمن .

لكن الغير منطقي ابدا.....بان كل العقائد القديمة التي استخرجها الغرب من نقوش المنطقة و ادعى بانها كانت متواجدة في العراق و الشام و مصر و اليمن و امن بها الناس، هذه البنى الفوقية اختفت تماما من المنطقة و لم يعد لها اي اثر باقي في الواقع اليوم مثل السحر.... فلا يوجد في الواقع اليوم اي اثر حتى بحجم حبة فاصوليا و يرتبط بتلك الاديان.

و الشيء المخيف، عندما نلحظ وجود من يغضب و يسخط شخص من قولنا بان كل تلك مسميات الالهات و  الاديان وهمية، و هذا السخط .... لان الوهم بدا يتجسد في مخيلة الناس.

---------------------

س : ما اسم نقوش مصر ؟

ج : الكتابة المقدسة

س : ما هو الكلام المقدس الحالي المنتشر و المتسيد في المنطقة ؟

ج : القران الكريم

اذن .... معانا في المنطقة كتاب مقدس ، و معانا ايضا قران مقدس ( القران هو قراءة كتاب )

القران المقدس = الكتابة المقدسة

القران الكريم هو مقروء الكتابة المقدسة، القران هو القراءة الحقة المقدسة للكتاب المقدس . 

{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ¤ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ¤ بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون}

{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ¤ فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ¤ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}

{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ¤ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}


نقوش مصر اقدم كتابة منطقيا

ساخاطبكم بلغة العقل و المنطق التي افهمها و يفهمها الجميع ، لانه سيكون مصدري و مصدرك واحد المتفق عليه... و لا يمكن ان نختلف عليه .

هل يعقل ....ان الانسان بدا الكتابة بخط مسماري او خط مسند او لاتيني.

العقل و المنطق يقول .. بان بداية الكتابة للبشر ستكون كتابة تصويرية ، الانسان سيبدا الكتابة برموز تصويرية . و عندما يبدا الكتابة برموز تصويرية فمستحيل جدا ان تعاصر تلك الكتابة في نفس الوقت كتابة اخرى مختلفة ، بمعنى اخر ...مستحيل ان تظهر الكتابة التصويرية في مكان ما و في نفس المكان او قريب من المكان تظهر كتابة مثل المسمارية او المسند في نفس الزمن.

و ان ظهرت كتابة اخرى ... فمن المنطقي بانها ستكون قد تطورت و اخذت اشكالها الجديدة عن الكتابة التصويرية في زمن مختلف تماما. 

مادام و انه من المستحيل ظهور اي كتابة اخرى بجانب الكتابة التصويرية في نفس المكان او قريب من المكان و في نفس الوقت الزمن .. فهل يعقل ان نقول بان هناك لغة قبل الكتابة التصويرية؟! .. مستحيل .

لان الكتابة التصويرية هي اول نظام كتابي يثبت وجود لغة حية في الارض في زمن ما بالماضي ... و سيكون منطوق تلك الكتابة هو اقدم لغة .. هي الاولى ...هي اقدم اثر يمكن الاستدلال على وجود لغة .

عندها لا يمكن ان نطلق على لغة تلك الكتابة الا اللغة الام او اللسان الام ... الاولى ... و لابد من اسم واحد لها ...  و اذا وجد اي شخص يعتقد بان هناك لغة قبل الكتابة التصويرية فهو مخطىء و غير منطقي ، لان قبل الكتابة التصويرية لا يوجد اي شكل كتابي يؤكد وجود لغة .. من الخطا و الغير منطق افتراض وجود لغة قبل الكتابة التصويرية .

الان ... فكر معي .

لو كانت ترجمة تلك الكتابة التصويرية هي لسان عربي مبين غير ذي عوج .. بنفس لسان القران الكريم ؟!

هذه المعادلة المنطقية التي اجتهد الغرب على مسحها من وعي سكان المنطقة ... تشرح لك جيدا ... لماذا اللغة العربية راسخة و متجذرة في المنطقة ... و على هذه المساحة الجغرافية الكبيرة ، و لماذا العربية لسان القران الكريم ....لانها اللغة الام للمنطقة . لغة النص الديني الاول .

و لا يوجد لغة سابقة للعربية في الزمن ابدا .... لا عبرية و لا سريانية و لا ارامية و لا قبطية .. لأن هذه اللغات حديثة جدا في المنطقة ... لغات انتجتها مختبرات علماء غربين و عمرها لا يتعدى 400 سنة ...... و جعلت لغات لكتب دينية مقدسة حتى يضمنوا ان حاملينها سيحافظون عليها .. لبقاءها و استمرارها،حتى يضمنوا تجسيد الوهم على الواقع بعد ان لعبوا بالزمن بمساعدة العثمانين ، لان خدعة الزمن الوهمي الذي وضع للمنطقة و التاريخ الوهمي الذي كتب للمنطقة .. هذه الخدعة التي صممها الغرب بمساعدة العثمانين ، هي السبب الحقيقي في صناعة هذا الوعي المقلوب و المزيف،  لان هذه الخدعة كان المقصود منها ان تجعل الانسان في المنطقة يصل لهذا الوعي المقلوب و المزيف .

لقد كان مشروع ذكي جدا صممه عقل غربي استراتيجي شيطاني بمساعدة العثمانين، و يستهدف  المنطقة كلها ........ عبر سلب الانسان و الارض من الهوية و الانتماء ، يستهدف خمسة اشياء ، وهي اللغة و الدين و التاريخ و الزمن و الجغرافيا ... و جعلها هذه الاشياء تابعة دائما الغرب .. اي جعلها فرع للغرب و ليس اصل  .. بجعل زمن الغرب و تاريخه و دينه و لغته  هي الاصل الاول في المنطقة و هي سابقة لك ..... فزمنك الحاضر ولد بعد الزمن الغربي الروماني ، و كتابك الديني المقدس خرج من كتاب الغرب الديني ... و لغتك ولدت من لغة كتاب الغرب و تاريخك جاء بعد تاريخ الغرب في المنطقة .. حتى مسميات جغرافيتك لابد ان تكون مستخرجة من مسميات المصادر الغربية و من الكتاب الديني للغرب ، اي ان المنطقة كلها ملك للغرب .

--------------------------

لا يمكن بناء منزل على اساسات ضعيفة .. لان البناء سينهار كله.  كذلك لا يمكن بناء معرفة صحيحة بالاعتماد على معلومات غير صحيحة او وهمية او غير موثوق منها.

لو بنينا تصور فكري بدون ان نقوم بعملية بناء متكامل تبدا من  معلومات اساسية يقينية و مؤكدة بنسبة 100% ...  سيكون كل بناءنا المعرفي بناء وهمي .. سيسكن عقلنا في مبنى وهمي مزيف.

لو فكرنا موضوع التوراة، و اردنا معرفتها فعلينا ان نبحث عن معانيها بأنفسنا و نصل الى يقين .. و الا سيكون بناءنا المعرفي وهم كله .

لدينا طريق واحد فقط.

بالنسبة للمسلم .. القران الكريم .. لان القران هو اول من اطلعك و اخبرك بهذه المعلومات . لذلك فمن المنطقي بانه من الاولى .. ان نعرف من القران معاني تلك المعلومات ...و اذا كان القران لدينا يسمي شيء واحد و بصيغة التعريف باسم الكتاب و بجانب الاسم كلمة توراة و انجيل ... طبيعي بانها ستكون خطوط الكتاب.

العقل و المنطق  يقول ....بان البشر قديما لو فكروا بالكتابة فان اول طريقة كتابية سيقومون بها هي الكتابة التصويرية، عبر الصور الرسومية .. اشكال تصويرية رسومية .

العقل و المنطق يقول ..... بان بداية الكتابة للبشر ستكون كتابة تصويرية .

الانسان سيبدا الكتابة برموز تصويرية . ثم يتطور نظامه الكتابي معتمد على هذه الكتابة التصويرية . 

ايضا العقل و المنطق يقول ..... بان الانسان سيكتب معتقداته في اول كتابة يكتبها ........و ستكون تلك الكتابة ميراث امة كبيرة  يحافظون عليها .

ايضا العقل و المنطق يقول ..بان اول كتابة سيكتبها الانسان ستكون كتابة مقدسة ....... لانها اول شكل كتابي ... و سيكون اثرها مستمر .

العقل و المنطق يقول .. بان عقيدة اليوم مرتبطة باول شكل كتابي كتب في المنطقة .

في داخله معتقد امة كبيرة حتى اليوم .

اذن ....... فالعقل و المنطق يقول:

بان اول شكل كتابي موجود في المنطقة ... هو الكتاب المقصود في القران الكريم .

و عند الملاحظة الدقيقة في نقوش المنطقة و  العلاقة بينها .... فان العقل و المنطق يقول :

لا توجد كتابة بشكل صور في المنطقة الا في مصر ... الكتابة التصويرية .

و عند الاطلاع عليها .... سنجد ملاحظة هامة

كما نعرف بان اي لغة مكونة من عدد من الحروف الصوتية، لنقل 25 رمز او 30 او 35  .. و كل رمز له شكل كتابي و يكتب بهذه الاشكال نصوص تلك اللغة.

لكن لو وجدنا نصوص كتابية مكونة من اكثر من 20 الف رمز تصويري و بنظام مختلف و مفتوح اي قابل للزيادة ؟! .. فهل من المنطقي الاعتقاد بان هذه الكتابة التصويرية تعبر عن نصوص عادية ام وراءها شيء اخر مختلف ؟ .

لو كانت نصوص لغة عادية ...... لكانت اكتفت ب 35 شكل تصويري لكتابة نصوصها، 35 تعبر عن مخارج 35 حرف صوتي .....  لكن ما فائدة بقية الاشكال الكتابية الاخرى و الى ماذا تعبر و ما وظيفتها؟!

اذن ....... نحن لسنا امام نصوص عادية .... نحن امام نظام نصي مختلف تماما ...ليس نظام عادي .. ليست نصوص عادية .. بل نصوص متعلقة بجانب روحي و مقدس.

اذن ..... فالعقل و المنطق يقول .... بان نقوش مصر كتابة مقدسة  .. و مؤكد بانها الكتاب المقصود في القران الكريم .

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ¤ بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون}

هذا هي القصة التاريخية لخطوط التوراة التي سميت  زورا و عمدا من قبل الغرب باسم الهيروغليفية.

{ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل}.