‏إظهار الرسائل ذات التسميات ارض التوراة في اليمن القديم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ارض التوراة في اليمن القديم. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 9 أبريل 2020

فاضل الربيعي و احمد داوود - الحق الغائب عنهم

دعونا نتخلص من الحساسية تجاه اي نقد نطرحه، و حتى و ان كان يحمل نوع من الحدة ( و هو خطأ ) فنحن منشغلين بنقد منطق و فكر  ، و نحن لا نتعرض اطلاقا لشخصيات مفكرين اطلاقا ، بالعكس فنحن نحبهم و نبجلهم و نقدرهم .

نحن ننتقد منهج فكري فقط، و من الخطأ التعليق على اي نقد بانه كتبه شخص يستجحش الناس او شخص يحاول ان يصعد على حساب قامات ...  لا يجب ان يكون هذا هو التصور ... يجب ان يكون النقد موجه للمادة فقط .. بدون ادخال الاشخاص .

ثم السؤال : لمن يكتب مفكرينا كل هذه الكتب ؟!

اليس للجميع لاجل قراءتها ...... اذن فمن حق القارىء نقدها بدون تحسس او اي تفسير اخر ........ لانه من الخطأ تحويل الانتاج الفكري مهما كان حجمه الى صنم شخصي، لان المعرفة ستصبح  مقتصرة على ما يقوله شخص معين مهما كان هذا القول ،  و ليس ما مدى صحة اي قول . .

لا اريد ان اكرر حديثي الدائم في اي موضوع يتطرق لانتاج مفكرين لدينا، من اجل كسر حاجز نفسي يتكرر دائما عندما نتطرق لنقد اي فكر ..... فانا احب و احترم المفكر فاضل الربيعي و احمد دواوود و مكتبتي تحوي انتاجهم .

و يحق لنا نقد انتاجهم .... صحيح نحن لا نصل الى المستوى المعرفي و الفكري، لكن هذا لا يمنع اطلاقا من نقد انتاجهم .. و حتى نتخلص من هذا الحاجز .. فيمكن اعتبار الموضوع طالب يعرض نقطة غابت عن الأستاذ .

لماذا انا مركز بشكل متواصل على هذا الجانب ؟

هنام البعض يعتقد بان الموضوع هو عقدة داخلي ناحية فكرة معينة تتكرر في انتاج فاضل الربيعي او احمد داوود، لكن الحقيقة بان الامر ليس عقدة اطلاقا، و لكن لان الافكار التي تتكرر لدى فاضل الربيعي و احمد دواوود هي نقاط جوهرية تسبب في زيادة صعوبة خروج الناس من الوعي الصهيوني الجاري في المنطقة  ... هكذا ارى .

---------------------

الان اسمحوا لي الحديث براحة في نقد منهج الفكري و شرح الموقع الحقيقي الذي يتواجد فيه انتاج المفكرين فاضل الربيعي و المؤرخ و احمد داوود ... و بدون حساسية .

في اي موقع يتواجد فاضل الربيعي و احمد داوود ؟!

في المستطيل الاخير الموجود في الصورة ... بشكل مختصر .

لماذا ؟

بنية الانتاج الفكري لفاضل الربيعي و احمد دواوود يقوم على اساس جوهري صلب هو نظرية التطور و الاساس الاخر هو الاعتماد على نصوص الاخر و اعادة تاويلها فقط .

  التطور هو القاعدة المتحكمة بانتاجهم بشكل واضح ......  و هذه النظرية التي يسعى الغرب لجعلها عقيدة و ركيزة المعرفة و التي اثرت على جوانب كثيرة في علوم اخرى و خلقت بنية معرفية تفسر العالم بنفس فكرة التطور ... و هذا سينعكس على كل عملية تفكير في الظواهر من حولنا .

كيف ؟!

■ بالنسبة لفاضل الربيعي

فاضل الربيعي يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخيه صحيحة و يؤمن بانها صحيحة، و يسميه دائما بالتوراة ،لكنه لا يعتمد القراءن في انتاجه ابدا .

مع انه من المفروض ان يعتمد القران كوثيقة تاريخية كما يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية و يجعلها اساس و مرتكز في قراءة التاريخ ... خصوصا و القراءن اصل له و ينتمي له اكثر من كتاب اليهود، و قد تكون هذه النقطة سبب في ادراكه لشيء غاب عنه و هو لا يعرف .

فمثلا القراءن يقول لفاضل الربيعي : {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

فالقراءن يمدح التوراة و لا يذمها ابدا ...... و هذا الخطاب في القراءن الواضح و الصريح و الامر فيه،  سيجعلنا نعتقد بانه من المفروض بان المسلم سيحمل معه ( التوراة ) بجانب ( القران ) ... او بمعنى اخر سيكون ( كتاب اليهود ) بجانب ( القراءن ) مع المسلم اليوم .

اي انه من المفروض بان المسلم يحمل ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) معه اليوم ... و عندما سيحمل المسلم ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) سنكون في وضع غير صحيح .... لان ( كتاب اليهود ) يوجد فيه قصص مختلفة تماما عن القصص في القراءن ... فايهما التوراة عندئذ ؟!

في القراءن توجد قصة ( ابني ادم ) ... و في كتاب اليهود قصة ( هابيل و قابيل ) .. . فايهما القصة الصحيحة ؟!

في القراءن ترد القصة كنبأ و في كتاب اليهود ترد كقصة من الزمن الماضي ...... و هذه النقطة التي لا يريد ان يستوعبها فاضل الربيعي .

كيف ؟!

هناك فرق بين قصص الشعوب و بين النبأ ، قصص الشعوب تسرد للتسلية و التربية ، بينما النبأ قصة ستحدث في الواقع و يجب ان يعلم بها الناس، و هذه الانباء هي الاداة الجوهرية التي خرجت منها ثقافة الانبياء في منطقتنا .

لكن فاضل الربيعي ينظر للمسألة من جانب تطوري فهو مثلا يعتقد بانه لا يوجد شيء اسمه سرقات في الاديان، و بان كلمة سرقة منطق خاطىء .......  فهي بنية دينية واحدة لاصل ديني واحد و اتخذت اشكال متعددة لجوهر واحد بسبب الزمن ، فمثلا يعتقد بان قصة هابيل و قابيل في كتاب اليهود هي قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة كانت في اديان سابقة تتحدث عن اثنين وقع بينهما خلاف، و في الاسلام تطورت تلك الحقيقة حتى وصلت للصياغة الموجودة في القراءن .

لكن الامر مختلف في حالتنا ... لان النبأ لم يقله احد قبل النبأ، هو نبأ حديث نزل و لا يفهم الا بنفس الصياغة الذي موجود فيه و باللغة الاصلية الذي نزل به .

اي ان كل قصة تشابه النبأ ستكون قصة كتبت بعد النبأ و لا تحمل داخلها اي حقيقة، و لا معنى لها ، بل انها في وظيفة لمنع و قطع وصول النبأ للناس ... خصوصا لو جعلت لهذه القصة عمر اقدم من النبأ ... عندها ستكون انت سارق و قد قمت بهذا العمل حتى توقف الزمن على اصحاب النبأ .. ستكون وظيفتك صناعة فساد .

هناك امر صريح في القراءن للمسلم بان يكون معاه التوراة ، لكن نجد المسلم اليوم لم يأخذ كتاب اليهود و اكتفى بالقراءن، بل يعتبرها محرفة .

و اذا كان كتاب اليهود هو التوراة حسب اعتقاد الربيعي ، فما الفائدة عندما يامر الله المسلم بكتاب اليهود ، و التي ستكون مع المسلم و القصص التي في كتاب اليهود هي نفسها قصص القراءن ؟! ، بل سيحدث تناقض و تعارض شديد عند المسلم ...... فالمسلم لا يعرف الا الله  و في كتاب اليهود اسمه الاله ( يهوه ) ، فهل الله يغير اسمه من كتاب الى اخر و هل يجب على المسلم تعلم العبرية حتى يقرا كتاب اليهود، ام سنقوم بترجمة كتاب اليهود الى العربية حتى نستطيع قراءته .

لكن اذا كان كتاب اليهود ليس التوراة و القراءن يمدح التوراة جدا، فمن المفروض بان المسلم معاه الان التوراة بجانب القران .. لكن لم يحدث هذا الشيء ... لماذا ؟!

لان القراءن هو مقروء ( قران ) التوراة ............. لان الخطوط الاولى الكتابية  التي كتب القراءن بها تسمى ( التوراة ) ... فمثلما ان المسلم يقدس القراءن كلام الله فالمسلم كان يقدس التوراة ايضا خطوط الكتاب.

لكن التوراة اخفيت عن الناس بواسطة قوة و بسبب اخفاءها تمكنت هذه القوة من كتابة كتاب اليهود و الذي جعلوه يشابه  القراءن ليحسبه فاضل الربيعي التوراة و من دين واحد جاء من عند الله .

ثم تم جلب جماعة بشرية من اسيا و اعطي لها هذا الكتاب الجديد الذي يشابه القراءن ، ثم كتب لهم تاريخ افتراضي داخل تقويم زمني غربي افتراضي داخل بيت فاضل الربيعي، و بعدها  قاموا بتوطينهم في بيت فاضل الربيعي ........ و بعد فترة قاموا بتجميعهم الى داخل غرفة في بيته .

و بسبب غياب هذه الشيء عن فاضل الربيعي ....اصبح فاضل الربيعي يتواجد في المستطيل رقم ( 3 ) .

و اصبح فاضل الربيعي داخل المستطيل رقم ( 3 ) محتار حول اصول هذه الجماعة التي احتلت غرفة في بيته ، بسبب عدم وجود اي اثر لهم في الغرفة التي هم الان موجودين فيها .....و لكي يحارب شرعية وجودهم في احدى غرف بيته، و بعد بحث وجد بان هولاء اصلهم الحقيقي في غرفة اخرى داخل منزله، و بان الاوصاف في كتابهم تنطبق على الغرفة الاخرى بل ان كتابهم كتب في الغرفة الاخرى.

لكنه لا يقول بانه يجب نقل هذه الجماعة من الغرفة الي يتواجدون فيها حاليا الى الغرفة الاخرى، بل يقول بان اصولهم الحقيقية الاولى فقط، و بانهم اصلا عرب قدماء عاشوا قديما في تلك الغرفة الاخرى ثم تشتتوا في كل غرف البيت بعد ان قام شخص من البيت بسبيهم  و اليوم تم تجميعهم لغرفة في بيته .

و كل هذا الشيء لان فاضل الربيعي ... لم يكن شاهد على الواقع في فترة دخول المحتل لبيته و هو يقوم بتوطين هذه الجماعة البشرية داخل غرف بيته لانه لا يملك وثائق  عن تلك الفترة ، فالطابعة لم تدخل له ساعتها ......... ثم بعدها ادخل الطابعة و اخرج له تاريخ افتراضي لصناعة اصل قديم لهم في بيته، ثم بعد 150 سنة قام بتجميعهم لغرفة داخل بيته و خرج المحتل من بيته.

و هذا الشيء لا يستطيع فاضل الربيعي ادراكه ... لانه اكثر التصاق بالكتب ، و يقرا واقع بيته من داخل الكتب التي كتبها المحتل الذي جعل تلك الجماعة تحتل احدى غرف بيته، و غاب عنه قراءة الواقع بدون الاعتماد على اي نصوص تنتمي للاخر ... و اهمل نص اصيل و صحيح كوصية و موجود في بيته  ... وصية من اجداده حتى لا يتوه داخل هذه اللعبة و هو ( القراءن) التي تشرح له كل اللعبة  ....... و استبدله بكتاب اليهود و نصوص المحتل الذي احتل غرفته و جعل اليهود فيها .

و ايمانه بكتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة  و تخليه عن القراءن هو السبب الذي صنع داخله هذا المنهج القائم على هذه الاسس .

1- نظرية التطور ( الاديان تطورت حتى وصلت للحالة الحالية )
2- الاعتماد على نصوص المحتل ( كتاب اليهود كتب تاريخ غربية ترجمات غربية لنقوش قديمة )
3- اهمال الواقع .

و هذه الاسس ...... هي التي وضعته في المستطيل رقم (3) و الذي صممه له المحتل ......... و جعل انتاجه محصور في خانه صنعها له المحتل ... و افرزت نظريات تتماشى مع تصورات الغرب .

فمثلا ... هذه الاسس جعلت فاضل الربيعي ينظر للتوراة ككاتب يمني قديم و هو كتاب اليهود، و اصبح يرى العالم قديما من منظور هوياتي، و تناسى ان 450 مليون انسان في المنطقة، في العراق في الشام في اليمن في مصر في النغرق . يملكون قراءن يقول لهم بان التوراة كتاب هداية و نور للناس جميعا و لا يحمل اي صفة مناطقية،
و اصبح يرى العالم قديما شعوب متعددة بلغات و اديان، و نسى رؤية الواقع بانه يملك وحدة يناقض هذه التصورات الموجودة في كتاب اليهود .

لو تدبر القراءن الذي ورثه من اجداده سيجد بانه يقوم على اسس مختلفة تماما عن الاسس التي بنى عليه منهجه .

1- فلا يوجد تطور في الدين في القراءن .. هو دين واحد .

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}

2- الناس كانوا امة واحدة ... منذ البداية

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

3- التوراة هداية و نور للناس و ليس كتاب يمني

{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

4- كتاب اليهود لعبة ليحسبه الناس هو التوراة

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

----------------------------

■ بالنسبة لاحمد داوود

اعتقد بانها بنية واحدة تماما ... لدى احمد داوود و الربيعي ... تقوم على نظرية التطور و على الاعتماد على نصوص الاخر المحتل و الثقة بها ،  و اهمال الواقع و اهمال القراءن .

لكن احمد داوود يتميز بانه عشق نظرية التطور ، و هذه النظرية هي لب انتاجه، فهو يقرا التاريخ بشكل تطوري بحت في فهم الاديان و الاساطير و اللغات . 

هو يعتمد على كتب الغرب اليونانية بدرجة كبيرة و  التي كتبت عن المنطقة في قراءة التاريخ ، و هذا الشيء جعله يرى العالم بصورة يونانية و بان كل هذا العالم خرج من الحضارة السريانية ( اليونانية ) .

يعتقد بان كل ما هو موجود في كتب اليونان نصوص صحيحة كتبت قديما، و مؤمن بصدقها حتى لو جعلته يدخل الى الفضاء السحري، فهو يعتقد بان الواقع قديما كان يخضع لتلك القوانين الموجودة في كتب اليونان ...... بسبب حجم الكتب السريانية اليونانية التي هي اساس الحضارة .

و هذا الشيء انعكس على انتاجه و نظرياته

فهو يرى مثلا بان جغرافيا كتاب اليهود في عسير ،  و يعتقد بان كتاب اليهود اسمه التوراة ..... تماما مثل نظرية الربيعي.

و يعتقد بان اللغة العربية كانت في بدايتها تسمى ( عرباء ) ... لان البداية يجب ان تكون الكلمة مختلفة عن التسمية اليوم، لان قانون التطور سيفرض منطق التحول عن الكلمة الاصل  حتى يصبح اسمها ( عربية ) .

ايضا يعتقد بان اللغة السريانية و التي كتب بها نفس كتاب اليهود هي لغة سابقة للعربية، تماما كما يعتقد فاضل الربيعي بان كتاب اليهود هو التوراة و سابق للقراءن .



لكن بالنسبة لاحمد داوود فهو تخصص لغات و اساطير .

احمد داوود لانه تخصص لغات ، فهو يعتقد ايضا بان بداية اللغة كانت لغة مختلفة و غير محكية اليوم ... لان وعية يعتمد على التطور . فهو مثلا يعتقد بان اول لغة لابد ان تحوي مفردات مختلفة عن مفردات اليوم ... و مفردات اليوم تطورت عن تلك المفردات القديمة .

فمثلا حسب منطقه ...بان اللغة الاولى كان الانسان يطلق على الحيوان الذي ينبح اسم ( كب ) ثم تطورت اللغة و اصبح الناس يطلقون عليه اسم ( كلب ) .

هذا هو التصور الجوهري في ادراك اللغة عند احمد داوود .

لكن الحقيقة لا اعلم لماذا لا يريد ان يفهم بانه لا توجد كلمة اسطورة في العربية حسب التعريف الذي يقدمه و بانها قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة ، لان كلمة الاساطير في القراءن تعني الكتابات .

و هذه النقطة التي لا يريد ان يفهمها

لان جوهر الموضوع ... اين هي كتابات اليونان القديمة و التي يمكن الوثوق بها من اجل كتابة تاريخ صحيح او معرفة حركة الاديان ؟!

لا يوجد

احمد داوود يعتمد على كتب مكتوبة بطابعة حديثة جدا لكنه يعتقد بانها نصوص تصف عالم قديم، فكيف يمكن علميا اخراج نظريات صحيحة لواقع قديم عبر نصوص طابعة حديثة ؟!

اين هي كتابات الاولين الموجود فيها كل تلك القصص التي يسميها اساطير و يتناولها و يعتقد بانها كانت تصورات الانسان في الارض ؟!

لا يوجد

احمد داوود لانه لا يريد ادرك المستطيل (2) ..... فهذا الشيء جعل موقعه يصبح في المستطيل رقم ( 3 ) ... و كل انتاجه محصور داخل المستطيل ( 3 ) و لن يخرج من تلك الدائرة .

كيف ؟!

كلمة اساطير الاولين في القراءن تعني كتابات الاولين ، يعني القراءن يقول لاحمد داوود بان ماهو في القراءن موجود نفسه في كتابات الاولين و بلسان عربي مبين ( لغة عربية ) ... و هي الاسماء الاولى التي وجد الانسان معها في الارض ... اللغة الاولى ( اللسان الاول )

يعني كلمة ( ادم ) منذ قديم الزمان في وعي الناس، و  كانت  الامم القديمة تعرف شخص باسم ( ابراهيم ) .. بهذا الاسم.

و الامم القديمة كانت تعرف بان الكون له خالق و اله واحد تماما مثل احمد داوود اليوم . 

لكن احمد داوود لا يريد ان يقرا واقع المنطقة جيدا ، و لا يريد ان يفهم معنى الاسماء الاولى و معنى ان العقيدة لا تتطور و البداية هي عقيدة واحدة و لسان واحد و نقطة واحدة فقط .

و هذا الشيء جعله يعتقد بان كل الاساكير التي كتبها اليونان و يكتبها الغرب من نقوش المنطقة صحيحة و بانها كانت قصص الاولين ، و هذا الشيء جعله يؤمن بان كل الشعوب كانت لهم اسطورة متشابه واحد في الخلق و الخ  ... و  التشابه بينها هو دليل على انها من اصل واحد و داخلها حقيقة .

و كلامه صحيح جدا ... لكن ليس بمثل تصوره

لان كل تلك الاساطير خرجت من اصل واحد فقط و هو الغرب يقوم بسحر الناس بعالم خرافي فقط .. و احمد داوود يعتقد بانها قصص جرت على مدار قرون طويلة اتخذت اشكال تطورية حتى وصلت لصيغة اليوم .

و هناك حقيقة موجودة خلف تلك الاساطير ، لكن تلك الحقيقة التي لم يصل لادراكها احمد داوود ... هي ان هناك حقيقة مخفية مبينة و هناك وعي غربي يحاول ان يختلق قصص سحرية تتشابه مع هذا الحق المبين المخفي ... حتى يعتقد احمد داوود ان العالم سار بتلك الطريقة التطورية في فهم العالم حتى وصل للنموذج الحالي .

الان احمد داوود في المستطيل الاخير ،  و عندما يقرا ترجمات الغرب سيعتقد بان الغرب قال له الحقيقة ، بينما الغرب قدم له قصة سحرية مزورة ... و هو امن بها و اعتقد بانها حقيقية ، و هذا الشيء جعله يعتقد  :

بان كلمة ( حو ) تعني الارض و الام، و اصل كلمة حواء جاءت من كلمة ( حو ) و حواء تعني الارض و الام ، بل ان كلمة حية اصلها حواء و هي رمز الخصوبة عند الانسان الاول .

و كلمة حور في العرببة اصلها سرياني  عربي ( لان السريانية التي كتب بها كتاب اليهود قد سبقت العرببة )...و اصلها ( حو ) و تعني الخصوبة و الحياة .

لكنه لا يعلم بان الغربي اخترع له اسم (حو) فقط ، لانه وثق بالغربي بشكل مطلق و صدق قصصه و اعتقد بان الانسان قديما يمكن ان يفكر بمثل هذه الطريقة التي اخترعها له الغربي، لكن بسبب مكره و ادراكه بان نظرية التطور اصبحت عقيدة الناس، فهو اخترع للناس خرافات تحمل مسميات متحورة من اسماء اصلية موجودة في لسان الناس او في نصهم المقدس، لانه يعلم بان المفكرين القائم منهجهم على اساس جوهري هو التطور، سيؤمنون بها و سيعتقدون بان الاسماء الحالية الموجودة في لسان الناس اصلها القديم حسب ما كتبه الغربي .

فاحمد داوود سيرى قصة  الالهين( دمت و حو ) تتشابه مع قصة ( ادم و حواء ) حتى بالتسميات متقاربة نوعا ماء ، و بالتالي فمؤكد بانها من اصل واحد ... و قصة ( دمت و حو ) هي الاصل الحقيقي لقصة ( ادم و حواء ) .

بالرغم من ان القران لا يتحدث اطلاقا ، عن حواء ابدا و لا يعترف بهذا الاسم .

و لا يعلم احمد داوود بان الغرب اعطاه قصة سحرية وهمية من خياله حتى يجعلوه يفكر بهذه الطريقة الخاطئة ، بعد ان زوروا كتابات اجداده الاولين .

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }

هذا هو الخلاصة الحقيقية لانتاج احمد داوود ، و هذا هو الموقع الحقيقي الذي لن يخرج ابدا عنه ... المستطيل رقم ( 3 )  و هو لا يعلم بانه داخل مربع محكم من تصميم الغرب ...  و لن يخرج من دائرة المشروع الصهيوني ... الذي لا يريد ان يخرج الناس منها .

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون} { ان انزلناه قراءنا عربيا لعلكم تعقلون } .


.
.
.







الأحد، 26 مايو 2019

نقد فرضية الربيعي - اليمن ليست جغرافيا كتاب اليهود

من يتابع النظريات الجديدة التي تتحدث عن جغرافيا مختلفة لكتاب اليهود .... و من بينها النظريات التي تنقل جغرافيا كتاب اليهود الى اليمن و اورشاليم و قدس و قصة ممالك اليهود في اليمن، سيرى بانها اصبحت موجه تتنامى كثيرا لدى الكثير من القراء في المنطقة ... بل اصبحت الموضة الحالية في الوسط الثقافي، و هذه الموجه تستند على كتب باحثين و مفكرين عرب من امثال كمال صليبي و فاضل الربيعي و اخرين ، الذين يقدمون نظريات مختلفة و جديدة في قراءة التاريخ .


الحقيقة بان هذه النظريات تستند على مجهود كبير من قبل هولاء الباحثين و المفكريين، و لا يجب ان يستهان به ، بل انها تصنع ارشيف لجهد بحثي و ارضية جديدة، يمكن ان الاستناد عليها لبناء نظريات اخرى او بحوث اخرى و تفتح طاولة نقاشات مختلفة ...... و لا يجب ان يعفي هذا الجهد و الابحاث من نقد من المتخصصين و الباحثين المعارضين لهذه النظريات . و اعتقد بان هذا شيء مفيد، لان هذا النقاش و النقد سيحرك المياة الراكدة، و تفتح زوايا جديدة في التفكير بالتاريخ . 


لكن هناك مشكلة براي الشخصي ...........عندما يكون هناك موجه فكرية تنمو و تجرف الكثير بدون وجود مكابح ، خصوصا عندما لا يكون هناك مع هذه الموجة موجة اخرى موازية تنقدها و تكشف اماكن قصورها و اخطاءها، لان هذا سيؤسس لوعي جديد لا يملك نقاط مراجعة و سصبح وعي جمعي راسخ ... لذلك ساحاول في هذا المقال تقديم نقد لهذه النظريات و المنهج المعتمد التي تسير عليه هذه الموجه ، بخطوط عريضة .... من وجهة نظر قارىء عادي.


 


-----------------------


 عند متابعة هذه الموجة التي تتحدث حول نقل جغرافيا كتاب اليهود الى جغرافيا اخرى .. سنجد بانها تنقسم الى نوعين، النوع الاول يمثله كمال صليبي و زياد مني ، و النوع الثاني يمثله فاضل الربيعي . 


النوع الاول يعتمد على المنهج : 


1- يعتبر كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة 

2- الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم 

3- الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


النوع الثاني يعتمد على المنهج : 


1- يعتبر كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة، لكن بنسختها السبعينية المكتوبة باللغة اليونانية، لان ترجماتها العربية فيها اخطاء كثيرة . 


2- الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم، و مسميات جغرافيا الماضي 

3- الاعتماد على كتب التراث العربي التي وصلت لنا، و على التراث الشعبي . 


4- الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


5- الاعتماد على ترجمات نقوش المنطقة . 


-----------------------


قبل ان ادخل في الموضوع، لابد من سؤال هام 


ما اهمية طرح هذه الموضوعات و صياغة نظريات جديدة، هل الموضوع مهم للناس او العالم، هل له فائدة ستعود على الواقع ؟ 


بالنسبة للموجة ......... قد يكون الامر يدخل في موضوع تفنيد التاريخ الصهيوني و شرعية الكيان الصهيوني .... او من باب البحث بسبب وجود تناقض بين ماهو موجود في كتاب اليهود و بين الواقع و التنقيبات التي لم تظهر اي اثر لوجود يهودي في ما يطلق عليها فلسطين ، لكن بالاخير نظريات لا يمكن تاكيدها، لكن من وجهة رأي ........ ان هذا لا يمنع من طرحها و تطويرها من اجل اكتشاف ادلة.


اما بالنسبة لي ...... فالامر يدخل في توضيح بان القصة حديثة جدا .... و الارتباط الوثيق بين هذا الموضوع و المشروع الغربي الصهيوني الذي يجري اليوم على طول و عرض منطقتنا ... حتى ندرك طبيعة دور كل قوة في المنطقة . 


-----------------------


 ساقتصر مقالي على نقد منهج النوع الثاني، لانه اشمل و يضم داخله النوع الاول . 


■ الاعتماد على كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة . 


السؤال المنطقي : على اي اساس يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة ؟ .


قد يكون هناك عذر لدى الباحثين العرب المسيحين و الذين يؤمنون بكتاب اليهود ككتاب مقدس، لان الايمان بهذا الكتاب يعني الايمان بان كل ما بداخله صحيح و تاريخ حقيقي .  


لكن الباحث المسلم الذي يساهم في صناعة هذه الموجة ، او تجرفه هذه الموجه ، فعلى اي اساس يعتبر كتاب اليهود وثيقة تاريخية صحيحة ؟! 


قد يكون انصار هذه الموجة من النوع الحداثي، الذين يعتقدون ببطلان فكرة شائعة لدى المسلم بان كتاب اليهود محرف .... و بان هذه الفكرة قديمة غير حداثية ، و قد صاغتها القوة السياسية في زمن قديم لم تكن المجتمعات قد وصلت لمفهوم العلمانية و التعايش بين الاديان . 


 و قد يكون السبب الحقيقي هو نظرة هولاء بان الاديان سياق ديني واحد و هو نفس خط الاسلام، و الله انزل كتب و لا يجب رفضها و فيها صحة ...... خصوصا و ان كتاب المسلم ( القران ) يمدح التوراة و الانجيل و يدعو المسلم بالايمان بكتب الله و التوراة و الانجيل و القران كلها كتب الله . 


دعونا نرسم الصورة العامة في عقل المسلم. المسلم يؤمن بان الله نزل التوراة لكنها حرفت ، فانزل الله الانجيل لكنه حرف، و انزل الله القران و هو محفوظ و غير محرف .  


اذن فلابد ان تكون البداية ........... ان يحل الباحثون و المفكرين المسلمين اصحاب هذه الموجه .... هذه المشكلات اولا قبل اعتماد كتاب اليهود كوثيقة صحيحة ... و هذه المشكلات : 


□ لماذا لم يحتفظ المسلم او اي دين بالتوراة بدون تحريف و يستمر معهم، او بمعنى اخر لماذا لم يستمر التوراة بدون تحريف، و بقت نسخة منه غير محرفة ليكون كتاب المسلم ؟! 


لانه مادام و ان المسلم يملك كتاب مختلف عن كتاب اليهود باللغة و الاسلوب و بطريقة سرد القصص ..... فالقران ملزم للمسلم بينما كتاب اليهود غير ملزم له ..... و هذا يعني ان التاريخ الموجود في كتاب اليهود ملزم على اليهود لانهم يؤمنون بهم .... و غير ملزم للمسلم حتى لو كان يحتوي تاريخ و هناك جماعة تؤمن به، فهو يعتبر تاريخ غير حقيقي بالنسبة له، لانه لو كان المسلم يؤمن بكتاب اليهود و يقراه فالتاريخ ملزم على المسلم و حقيقي و صحيح و قد حدث فعلا . 


□ لماذا يمدح كتاب المسلمين ( القران ) التوراة ....... بل يجعلها مصدر التحكيم الاول للانبياء .......لكن في نفس الوقت المسلم يعارض امر صريح من الله و يرى كتاب اليهود بانه محرف و لا يؤمن به ؟! 


□ و من ناحية اخرى ... هذه الموجة لديها اختلاف حول النسخة المعتمدة الصحيحة لكتاب اليهود .... فالنوع الاول يعتمد النسخة العربية من كتاب اليهود ويعتبرها صحيحة، و النوع الثاني يعتقد بان النسخة العربية مليئة بالاخطاء .......و يعتمد على النسخة السبعينية ( المكتوبة باليونانية) ، و يترجمها الى اللغة العبرية، و هذا النوع يعتقد بان الترجمة السبعينية هي النسخة الاولى من كتاب اليهود ، و هي النسخة الاصل و الصحيحة و يجب فهم هذا التاريخ من هذه النسخة . 


اعتقد بان النوع الثاني من هذه الموجة هي اقرب الى الصحة في منهجه باعتماد الترجمة السبعينية المكتوبة باللغة اليونانية، لانها فعلا النسخة الاولى من كتاب اليهود ...........و لا يجب اعتماد الترجمة العربية ...... لان هناك شيء لا يعرفه الكثير بان هناك ترجمات كثيرة لكتاب اليهود، و كل فترة تطلع ترجمة مختلفة نوعا ما، في مسمياتها و جغرافيتها و شخصياتها و الخ . 


لكن السؤال المنطقي : الترجمة من لغة الى لغة متعددة و مختلفة ، فماهي شروط الترجمة الصحيحة ، خصوصا و نحن امام لغة يونانية قديمة ؟! 


□ بل ان السؤال الاهم : 


● اذا كانت ....... اليهودية ديانة حقا اصيلة خاصة بجماعة لديها كتاب اصيل، فهل يعقل بان كتابهم المقدس تكون اول نسخة منه بلغة قوم اخريين ( اليونانية) .. بل هل يعقل ان يكون كتابهم المقدس ظهر للوجود نتيجة قرار سياسي لحاكم اجنبي ؟!



● و هل يعقل ..... بان كتاب ديني اصلي و ميراث تليد و نص مقدس الهي ويظهر نتيجة عملية ترجمة . اي ولادة من اللغة اليونانية الى لغتهم الاصلية و ليس العكس ؟


● هل يعقل ......... بانه لم يكن لديهم كتاب مقدس ثم يكتشفون كتابهم من خلال لغة اخرى اجنبية ؟! ... هل يعقل ... بان ظهور كتاب اليهود نتيجة عملية تحويل ، و ليس كما هو بدون ترجمة ؟ 


لابد من اجابات علمية و منطقية لهذه الاسئلة السابقة قبل اعتماد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية بنسخته السبعينية الاصلية .  




■ الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم، و مسميات جغرافيا الماضي. 


السؤال المنطقي : على اي اساس نعتمد مسميات جغرافيا اليوم و الامس ؟! 


لان مسميات جغرافيا اليوم قد تكون مسميات نتيجة تواجد يهود في مناطق، و طبيعي بان الانسان سيسمي اماكن من كتابه الديني، اي سيسقط تسميات كتابه المقدس على مناطق تواجده من باب تقديسه لمسميات الاماكن في كتابه ... ثم تصبح مسميات رسمية متعارف عليها لدى الجميع ..... ايضا هناك ملاحظة مهمة و هي ان المنطقة تعرضت لحكم من قوى خارجية ..........و هناك احتمال كبير بان هذا الحكومة الاجنبية قد عممت مسميات جديدة على مناطق و اعتمدت، ثم اصبحت متوارثة . 


اما بالنسبة لمسميات الامس ... فطبيعي بانها ستؤخد من كتب التراث. 


لكن هل اعتمد وثيقة تاريخية كتبها شخص من اواسط اسيا عن جغرافيا بعيدة عنه .... هل لانه مسلم و كتبها بالعربية تصبح وثيقة حقيقية ؟ . 


اما لو كان الشخص من نفس المكان ... فهل هناك مخطوطة اكيدة لهذا الكتاب .... و هل نستطيع التاكد من زمن هذه الوثيقة و تاريخ كتابتها ، هل نملك دليل قاطع يؤكد متى كتبت الوثيقة ؟ 


و حول هذه النقطة ، لابد ان نشير الى كتاب صفة جزيرة العرب الذي يعتمده المفكر فاضل الربيعي للاستدلال على نظريته حول جغرافية كتاب اليهود بانها في اليمن . 


موضوع الحسن الهمداني موضوع يحتاج الى تفصيل، لكن ساطرح على فاضل الربيعي عدة أسئلة، لانه يعتبر كتاب الهمداني سند كبير على صحة نظريته . 


● هل هناك مخطوطة اصل لكتاب الهمداني ؟!


● الا يثير الامر ريبة بوجود رجل في اليمن و من منطقة نائية و منعزلة ، و متبحر بعلوم اليونان و بارع جدا في تحديد مواقع جغرافية وفق نظام بطليموس ؟ 


● هل يعقل ان رجل دين يمني ............. في تلك الفترة منشغل بتحديد الجغرافيا، هل كان هناك وعي حدودي و سياسي بدا يتشكل عنده، رغم ان ذلك الزمن لم يكن التفكير قد وصل لهذا الوعي السياسي الحدودي 


● الا يثير الامر غرابة، بان الهمداني طاف اليمن و لم يتحدث اطلاقا عن وجود اليهود فيها ؟! 


● الا يثير الامر غرابة، بان رجل متطرف لقوميته و لكن لم يخرج كتاب واحد حول خط المسند ؟! 


● هل نحن متاكدين من الزمن الحقيقي للهمداني؟ ....... لان الامر غريب نوعا ما ............ فهو لا يذكر بعض المدن في اليمن مع انها قديمة و موجودة لليوم، و تتطابق هذه الغرابة مع رحلة الرجل الغربي نيبور لليمن ( و الذي كان بارع برسم الخرائط و تحديد المواقع ) ...... فنيبور مثلا عند زيارته لليمن لا يذكر ايضا وجود نفس المدن التي لم يذكرها الهمداني؟! 


■ الاعتماد على كتب التراث العربي التي وصلت لنا


السؤال المنطقي : الكل يعرف بان معظم تراث العرب ظهر في فترة واحد بعد فجوة تاريخية و جميعها ترجمات يونانية و معظم من كتبها شخصيات غير عربية و لا تعرف لهم وثيقة رسمية ، فهل استطاع انصار هذه الموجة معالجة هذه النقطة قبل اعتماد هذه الكتب ؟ 


بمعنى اخر ... هل لدى انصار هذه الموجة منهج يعرف من خلاله على زمن كتابة هذه النصوص و زمن المخطوطات ؟! 


■ الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


صحيح بان هذا المنهج يمكن اعتباره قرينة ، لكن االحقيقة هذا المنهج ليس دقيق مائة بالمائة ، فهو لا يقوم على قاعدة ثابتة يقينية ... معظمها محاولات صعبة .......و لا يقدمون منهج واضح ثابت حتى يستطيع اي شخص من الوصول الى نفس نتائجهم في بحوث اخرى تاريخية . 


■ الاعتماد على ترجمات نقوش المنطقة . 


السؤال المنطقي : هل يثق انصار هذه الموجة بترجمات الغرب لنقوش المنطقة ..... مع ملاحظة ان الغرب يؤمن بكتاب اليهود، و معظم مترجمي النقوش و كتاب التاريخ يهود ....... و من مصلحتهم ترجمة نقوش المنطقة لتاكيد صحة كتاب اليهود، و لا تنسى بان هناك مشروع غربي لاحتلال المنطقة قدم الينا بشرعية كتابه و بان له حق تاريخي عندنا ؟!


هل يثقون بترجمة الغرب ؟! 


اعتقد بان هذا ليس منهج علمي ......... من يريد اعتماد ترجمات نقوش المنطقة ....لتاكيد صحة النظريات التي يتبناها، فعلية ان يقوم هو بترجمة النقوش بنفسه و يتاكد من صحة الترجمات. خصوصا و ان النوع الثاني من الموجة قد رفض اعتماد ترجمة كتاب اليهود للعربية، بسبب امتلاءها بالاخطاء .. و ذهب الى النسخة الاولى الاصل المكتوبة باليونانية و يقوم بترجمتها، فمن الاولى ان يقوم النوع الثاني من الموجة بالذهاب للنقوش و ترجمتها بانفسهم . 


------------------------------------


الان 


ما هي المشكلة الاساسية لهذه الموجة ؟! 


براي الشخصي ... المشكلة الاساسية هي الزمن و الواقع . 


بخصوص الزمن 


 لا يوجد مع هذه الموجة مقياس زمني دقيق يستطيعون من خلاله التاكد من كل خطواتهم .... لو استطاعت هذه الموجة من الوصول الى مقياس دقيق و قاطع للزمن و اعتماده في صياغة نظرياتهم ستكون هي الخطوة الاولى الصحيحة اما البحث بدون تاكد من زمن وثائق او معلومات فهي موجة لا يمكن لها الخروج بنتائج سليمة . سنكون داخل دائرة مستمرة . و لا نعرف لنا مكان


اما بخصوص الواقع 


فاعتقد بان هذه الموجة قد بحثت في كل الكتب ..... لكنها نست كتاب الواقع ....... لانه لا يجب ان يقتصر البحث حول ظاهرة من الواقع داخل الكتب فقط ...يجب ان ينتقل للواقع و طرح اسئله من داخل كتاب الواقع عن الدليل المادي. 


لانه براي .... ان الاعتماد على كتب التاريخ في دراسة الواقع خطا يقع فيه الكثير ...... لان الواقع كتاب طبيعي مفتوح، بينما الكتب صناعة غير طبيعية، و نسبة الخطا فيها كبيرة عند محاولة فهم الحقيقة، لانك تحتاج بجانب تلك الكتب الى وثيقة تؤكد تلك الكتب. الاعتماد على الكتب في قراءة الظواهر ..... يصيب الشخص باعاقة مزمنة تمنعه من فهم الواقع ، لانك عندما تعتمد على كتب قديمة لتفسير ظاهرة ما ....... فانك تنقل الظاهرة من مجال الواقع الى مجال النصوص،فيتحول العقل من قارىء للواقع الى قارىء للنصوص، و من سيد للواقع الى تابع للنصوص، و يصبح تفسير الواقع ضمن مجال تاؤيل النصوص، فيتحول الخلاف حول فهم الظاهرة من خلاف على تفسير واقع ما الى خلاف حول النصوص لذاتها و تاويلاتها، فيغيب الواقع تماما بين تاويلات و تفسيرات لنصوص تاريخية. 


كيف ؟ 


بخصوص الموجة التي تتحدث عن جغرافيا كتاب اليهود في اليمن ... لا بد ان نطرح عليها مثل هذه الاسئلة من الواقع : 


 كم عمر تواجد اليهود في اليمن ؟ و كيف ظهروا في اليمن، و كم احتاجوا من وقت للانتشار و طبيعة القرابة الاسرية ؟ و كم تعدادهم ، و في اي زمن تم ذكرهم، خصوصا و ان هناك ندرة في المصادر المحلية التي تتحدث عن اليهود ، و ماهو حديث كبار السن عن تواجدهم، و هل توارثوا معلومات من اجدادهم حول اليهود في منطقتهم . 


انا الحقيقة ...... كتابي الواقع و ليست الكتب المليئة ب تاريخ افتراضي . 


ذهبت للواقع و وجدت بان : 


- اليهود في اليمن كانوا نوعا ما منبوذين ( بغض النظر اذا كان هذا الفعل صحيح او غير صحيح ). ... هذا التعامل مع اليهودي ليس بسبب قصة يهود خيبر او غيرها الموجودة في التاريخ، نحن نتحدث عن واقع كان موجود قبل ظهور هذا التراث في عقل الناس ( كتب الحديث و السيرة و التاريخ و تفسير القران) ، فالناس لم تكن تعرف كل هذا التراث ..... و اعتقد انها ردة فعل لاشعورية طبيعية من المجتمع نحو ظاهرة جديدة و غريبة قدمت اليهم، تحاول ان تحرف واقعهم.  


- لو كانت اليمن يهودية قبل الاسلام حسب التاريخ الذي قدم، لكان حال اليهود في اليمن في وضع متسيد. 


- اليهود في اليمن كانوا يدخلون في حمى قبائل لا تدين باليهودية ، و هذا التعامل في عرف القبائل، كان قانون و عرف قبلي تجاه الاشخاص الغرباء او ما يطلق عليهم الهجرة و الذين هم ليسوا من اصل المنطقة . و هذا يؤكد بان اليهود ظاهرة جديدة و لم يكونوا اصل قديم في مناطق تواجدهم . 


- اليهود كانوا لا يملكون ارض اطلاقا و لا يمتهنون مهنة الزراعة . 

و هذا يؤكد بشكل قاطع بان تواجدهم في اليمن حديث، بمعنى انهم ليسوا اصل طبيعي في اليمن، لو كانت اليمن يهودية قبل الاسلام حسب التاريخ الذي قدم، لكان اليهود في اليمن هم ملاك ارض و يمتهنون الزراعة ايضا . 


هذا يعني ان اليهودية ليست حالة اصيلة في اليمن، نحن نقرا واقع و لا نقرا تاريخ افتراضي . 


- اليهود في اليمن كانوا يملكون لغتين، لغة عربية و لغة اعجمية و مخلوطة بمفردات مثل اللغة العربية لكنها محرفة (عبرية) . 

لو كانت اليهودية قديمة و اصيلة و متجذرة في اليمن، حسب التاريخ الذي كتب، لكان اهل اليمن لغتهم الاصلية عبرية و يقراون القران بلغة عربية مثل الاتراك و الباكستانين، لكن العكس هو الواقع، اليهودي يتكلم لغتين ، اللغة الطبيعية و لغة اخرى هي لغة الدين ، بينما المسلم يتكلم لغة واحدة فقط و هي اللغة الطبيعية و الدين . 


هذا يعني بان اللغة العبرية ظاهرة حديثة في اليمن، و ليست اصيلة كما تذكره كتب التاريخ . 


- لو كانت اليهودية قديمة و راسخة في اليمن قديما ....... حسب اعتقاد هذه الموجة ، لما كان هناك في اليمن حتى اليوم إسلام، لانه لا يوجد شيء جوهري يستدعي تبديل الدين عند اليمنين مادامت بنية الدين واحدة. 


انا اقرا واقع و لا اقرا عالم افتراضي موجود في كتب تاريخ . 


لذلك 


عندما اقول بان اليهودية حديثة جدا في اليمن، فانا الان اقرا واقع ماثل امامي ككتاب مفتوح، و احاول ان اقرا و افهم الظاهرة من داخل هذا الكتاب المفتوح .... الواقع هو كتابي المفتوح . 


لماذا ؟ 


- عندما تعلم بان تعداد اليهود في احدى مدن اليمن تعدادها 10 الف نسمة عام 1945، حوالي 50 شخص فقط، بنسبة( 0.5 % ) فهذا تعداد ليس عمره 3500 سنة اطلاقا ... في تلك المنطقة او محيطها .  


- عندما تعلم بان تواجد اليهود في بعض مناطق اليمن كان عبارة عن تجمعات صغيره من 10 اشخاص و يسكنون في تجمع مكون على الاكثر من ثلاثة بيوت صغيرة جدا و منعزلة .  


- عندما تسال كبار السن هل كانوا يلعبون مع اطفال اليهود عندما كانوا صغارا ، فيقولون لك نعم ، لكن اباء هولاء كبار السن لم يلعبوا مع اطفال اليهود عندما كانوا صغار . 


 

كتاب الواقع يجعلني ادرك بان اليهودية مشروع حديث سياسي ، فالسياسة عندما تريد اختراق أنظمة طبيعية ، تحدث خلل في النظام الطبيعي، و هذا الخلل ينتج عنه فوضى و ظواهر غريبة لا يمكن تفسيرها . 


و هذا هو السبب في صعوبة ادراك اصول اليهود من قبل هذه الموجة و صعوبة تحديد هوية اليهود و اصولهم التاريخية، فتعدادهم القليل اليوم لا يدل على قدم هذه الديانة ابدا . تعدادهم ليس تعداد 3500 سنة .. وهم ... و مؤكد بان اليهودية مجرد دين مع كتاب ديني و تمت صناعة لغة جديدة من العدم لهذا الكتاب . 


هل تعتقد ان صناعة لغة امر صعب ؟ ... لا ليس صعب الم تسمع بلغة الاسبرانتو ، لغة صممت حديثا و يتكلم بها بعض علماء اللغة على اساس جعلها لغة عالمية .


 لو كانت اليهودية تحمل كتاب بلغة اصلية حقيقية، لما تسبب الامر بهذه الصعوبة عند الباحثين فاصبح اليهودي في كل مكان يتكلم لغتين، لغة البلد و لغة كتابه الديني ، بل انه يتعلم لغة دينه .... يتعلم هذه اللغة !!. فمن اين جاءت اللغة الثانية ؟!، هكذا يسال الباحثين .... لابد انها خرجت من مكان قديم لهم و وطن قديم .. وفق منطق الكثير من الباحثين . 


لكن وضع اليهود مختلف عن اي وضع موجود ..... فاليهودي يعتقد بان لغته الدينية هي اللغة الاصل و اللغة الاصل هي لغة غريبة عنه، بعكس الباكستاني او التركي الذي يقرا كتابة الديني لكنه في نفس الوقت يعتقد انها لغة دينية ، و لغته الاصلية هي اللغة الاصل الباكستانية او التركية .  

 


الناس لا تستطيع تخيل ان القوى السياسية تستطيع خلق واقع جديد لا تستطيع الظروف الطبيعية خلقه ، واقع لا يستقيم مع الطبيعة ...... فمن صمم اليهودية، صنع كتاب و لغة و دين و زرع فيهم فكرة وهمية انهم شعب، هذه كل القصة . 


و لانها مشروع سياسي . فمن الطبيعي... بانه لا يوجد لليهود مركز ديني واحد لهم و تجدهم بمختلف الاجناس ...... من العربي الى الاثيوبي الى الصيني الى التركي الى الاوروبي .... رغم ان كاتب تاريخ اليهودية جعلهم شعب و لا يتفق الجميع حول اصول هذا الشعب حسب ما كتبه المشروع السياسي القديم ........ و مشروع اسرائيل اليوم من اجل معالجة هذا الخلل الذي احدثته تلك القوة السياسية قديما. 



لماذا وصل بعض الباحثين الى الاعتقاد بان اليهود من اليمن؟ 


لان الكاتب الاول لقصة اليهودية، حاول صناعة قصة جديدة لهذا الدين، بلغة جديدة و مسميات جديدة، تشبه قصة الهجرة الاولى من اليمن و قصة العرب لكنها قصة محرفة ... بعد زيارته لليمن و الاطلاع جغرافيا اليمن ......... فاصبح العربي في هذه القصة الجديدة هو عبري .... و اصبحت العربية هي العبرية و اصبح البحر الاحمر هو ريدان .. و اصبح القران هو العهد القديم في القصة الجديدة ...... و بسبب خدعة الزمن و التاريخ الوهمي اعتقد البعض بان زمن و تاريخ اليهود سابق و قديم . 


هذه كل القصة ببساطة شديدة . 


هل أبالغ ؟ 


 ليست مبالغة .. لانه عندما نتاكد بان القران يتحدث عن نقوش المنطقة و فيها الكتاب الاول الذي كتب في الارض بلسان عربي ، و هو بنفس منطوق القران و بنفس نص القران، بلسان عربي مبين سندرك كل قصة التاريخ ... و حقيقة ما يجري اليوم . 


 هذا واقع امامي موجود يشرح كل التاريخ الوهمي الذي كتب كله في وقت واحد ... و عمم على الجميع . 


-----------------------


الى اصحاب هذه النظريات و انصارها ..............دعونا نترك التاريخ الموجود في الكتب و نقرا الواقع .... و نحاول معالجة التناقض عند المسلم بين ايمانه بان التوراة من عند الله لكنه لا يؤمن بكتاب اليهود و يعتقد بانه محرف 


الان


■ لدينا كتابين دينين و يتناولان موضوعات تبدو متشابهة و قصص انبياء لكن باسلوبين مختلفين و بلغتين مختلفتين . 


الاول العهد القديم خاص بجماعة دينية لا تعرف لها اصل ابدا، تعدادها يبلغ 6 مليون و الغرب يتبنى هذا الكتاب، و الكتاب الثاني خاص ب 2 مليار مسلم منهم 500 مليون عربي .


المفروض بانه كتاب واحد فقط و يتحدث بموضوع واحد ... هذا اذا مازلت تؤمن بقصة الاديان السماوية ......... و بان اليهودية دين سماوي .. و جاء قبل الاسلام لان الله لا يغير كتاب الى كتاب اخر و بلغات مختلفة و باسلوب مختلف . هناك كتاب واحد منهما اصلي و الاخر مزيف عمدا و مصطنع لغرض سياسي.


و ساحدثكم بحكمة الارض و الاجداد 


 مادام و ان اليهود هم الجماعة الوحيدة في العالم الذين لا تعرف لهم اصل فكتابهم مزيف عن اصل ... و مادام المسلم اصيل فكتابه اصلي .


 


■ معانا كتابين العهد القديم و القران و يتحدثان عن قصص واحدة، قصة موسى و يوسف و ابراهيم و هابيل و قابيل و الخ .


 ما الفائدة ان ينزل الله كتابين اثنين بنفس الموضوع و بلغتين مختلفتين و باسلوبين مختلفين.؟!

 .


لكن في كتاب العهد القديم روايات قد حدثت في الماضي بينما القران يتحدث حول انباء ستحدث في المستقبل. هذا هو الفرق الجوهري.


 طيب لماذا يبدل الله اللغة و الزمن من وقت لاخر ؟ 


هناك كتاب اصلي و هناك كتاب مزور عن الاصل . 

 

■ لديك كتابان اثنان ............. واحد بلسان عربي و الاخر بلسان عبري، و يتناولان نفس الموضوع و نفس القصص. الكتاب الاول هو كتاب معظم المنطقة ، و الكتاب الثاني هو كتاب يؤمن به معظم الغرب .... و بيننا و بين الغرب صراع و حروب مستمرة .  


لكن بنية المنطقة هي صاحبه الارض و قائمة على ثقافة عدم الاعتداء على احد ... مسالمة في محيطها الجغرافي ..... اما بنية الغرب الفكرية ...فقائمة على النهب و السرقة و الفساد و الخراب و الاستغلال و الاحتلال.


فهل تتوقع بان هذه البنية الغربية يمكن ان تملك كتاب ديني اصلي حقيقي ، و ليس لعبة ماكرة و خدعة كما هو معتاد علي الغرب. مستحيل يخرج من هذه البنية الغربية حقيقة قديمة اصيلة ، مستحيل يخرج من هذه البنية شيء حقيقي طبيعي . 


لو فكرت في ثقافة بنية من يحملون القران .... فهي ثقافة تقدس القران و تقدس الحرف الواحد فيه ..... و تملك ثقافة حفظ هذا الكتاب غيبا، و تحارب من يقول بان هناك حرف واحد ناقص . تعتبره تحريف ... بل تصارع نفسها لو ادخل اليها شخص فكرة ان هناك كلمة ناقصة . 


لكن لو فكرت في ثقافة بنية ثقافة من يحملون العهد القديم، فهي ثقافة لا تقدس الحرف في كتابها ابدا ، و كل فترة تطلع ترجمات جديدة للعهد القديم و كل فترة تطلع نسخة جديدة فيها تعديلات كثيرة في كتاب العهد القديم . 


فبالله عليك .... فكر معي قليلا 


هذا يدل على اننا امام ثقافتين اثنتين .... الثقافة الاولى اصيلة جدا و هي الاصل و تملك الحق ......... مقابل ثقافة غير اصيلة مستهتره و كتابها لا يحمل قداسة و ليس حقيقة و الا لما كان كل فترة تطلع نسخ منه عليها تعديلات . هذا مشروع سياسي و ليس حقيقة و اصل . 


فايهما الكتاب الذي سبق الاخر زمنيا ؟ 


الاصل طبعا 


و مادام القران هو الاول زمنيا و الاصل ، فالبعقل و المنطق .. كتاب العهد القديم ظهر بعد القران ... اذن فالتاريخ كذبة و الزمن لعبة.


■ الان لنفكر بطريقة اخرى .. كتابان متشابهان نوعا ما في قصص الانبياء لكنهما مختلفان بالاسلوب و باللغة، و يقال بانهما من أصل واحد خرج من المنطقة. 


لكن 


لماذا انتظرت المنطقة منذ بداية الخلق ......... حتى تظهر اللغة اليونانية للوجود و يكتب بها اول نسخة من كتاب مقدس ؟ ، لماذا انتظر العالم حتى ظهور الروم اليونان حتى يصدروا اوامر سياسية بكتابة الكتب المقدسة باللغة اليونانية ؟ 


اي اللغات تعبر اكثر عن المنطقة ، اليونانية ام العربية؟  


لو كانت اول نسخة من الكتاب المقدس الديني الذي ظهر اولا في المنطقة و مازال موجود حتى اليوم، مكتوبة باللغة السومرية او المصرية او البابلية او الحميرية ، لكان الامر منطقي جدا بان يكون هو اول كتاب ديني في المنطقة و خرج من رحم المنطقة و خرح من حقيقتها. 


غير منطقي 



خدعة الزمن الوهمي و التاريخ الوهمي .... السبب الحقيقي و الاول و المباشر في عدم فهم اصل الحكاية.


لان الاصرار على تناول قصص الانبياء في كتاب المسلمين و كتاب اليهود .... دليل على ان هناك نزاع و صراع على نص ديني مقدس قديم واحد، اي نص موجود مسبقا ...... .. و هذا النص عبارة نص الهي مقدس و فيه نبوءة الهية تستلزم نقلها بحذافيرها و بلغتها الاصلية و بدون اعادة صياغة او ترتيب او زيادة او نقصان . 



اي لابد عندها من وجود شيء مرجعي و قياسي يفصل الموضوع. و هذا الشيء المرجعي لابد ان يكون كتاب قديم كان لديه نظام دقيق( ميزان) و كانت تكتب بواسطتة انباء الغيب و النصوص الدينية و هذا الميزان يحتاج الى نظامه اللغوي الذي خرج منه. 


لابد من وجود كتاب مرجع .... و هذا الكتاب سيكشف لنا ما هو الكتاب الاصل و ما هو الكتاب المحرف و المزور. 


{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}


اذن .. فاين هو الكتاب الاصل المرجع الذي سيكشف كل اللعبة ؟! كيف الطريق للكتاب ..... هل هو مخفي .. ام موجود حتى نكشف لهذه الموجة كل اللعبة و التي هي حديثة و قد ساهم الاتراك في تنفيذها . 



{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} 





■ القران الكريم .. من اسمه القران ..... و لا يسمى كتاب ... القران اي مقروء لكتاب .... القران اي قراءة .... و القراءة لا تتم الا لكتاب. 


فمادام القران مقروء كتاب ، فاين هو الكتاب اذن ؟! 


و مادام و ان القران يتحدث عن ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، و فصلت اياته قران عربي، فمؤكد بانه يتحدث للمسلم عن الكتاب الاصل .......... اي الوثيقة الاولى الذي نقل منه جميع المسلمين نصهم الاول السماوي، الوثيقة الاصل حتى لا يضحك عليهم احد . 


من السهولة ان نكتشف بانه مخفي ، لان اخفاءة هو سبب كل هذه الفوضى .... لكن الوصول للكتاب ليس بالامر الصعب .... لو نفكر بشكل منطقي ، من زوايا كثيرة ........ من زاوية الكتابة البشرية الموجودة في المنطقة ..... لانه من المفروض بان الكتاب هو اول كتابة ظهرت في المنطقة . و لا يوجد الا الكتابة التصويرية . 



لكن دعونا نفكر و من زاوية مختلفة ، في كونه عقل واحد من كتب لنا التاريخ و صمم الزمن و صنع الافكار و التصورات.



لان هذا العقل ... قد صنع للمسلم زمن جديد و قصة جديدة بان كتابهم خرج من غرفة مظلمة في مكان ضيق اسمه مكة ......... و جعل اليهود في القصة سابقون لزمن الاسلام..... ثم كتب لليهود تاريخ وهمي يقول بان كتابهم كتب بقرار من حاكم يوناني ( وهمي ) عندما كان في مصر .


الان ........ مادام و ان هذا العقل قد جعل قصة اليهود تبدا من مصر ......... فثق ثقة مطلقة بان ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه موجود في المساجد القديمة في مصر ( المعابد) ..... اول خط كتابي كتب في الارض ... و المكتوب بخطوط التوراة (التي اطلق عليها الغرب تسمية مزورة و هي الهيروغليفية ). 


و ثق ثقة مطلقة ....... بان قصص امون و حتحور و ايزيس و اتون و توت عنخ امون الخ في نقوش مصر .. كلها قصص سحر اسود خبيث حتى تسحر عقول الناس .. تمنع اي مسلم او انسان في الارض من الوصول الى هذا اليقين و الحقيقة المخفية . 


هذه اللعبة و المشروع الضخم كان من ضمن خطة نابليون و الغرب الصهيوني قبل غزوة مصر و المنطقة .... هذا مشروع استراتيجي فكري و ديني و تاريخي لسرقة المنطقة و احتلالها على مدى بعيد ........... يفكرون بهذه الطريقة .. هذه مشاريع استراتيجية لقوى سياسية . 


---------------------


الان ...... لو تاكدنا و تيقنا بشكل مؤكد و قاطع، بان التوراة عبارة عن خطوط كتابية قديمة و ليست اسم لكتاب ديني، و بان القران كان مكتوب بخطوط التوراة .


 فاذن السؤال الهام لماذا يدعي اليهود بان كتابهم هو التوراة ؟. و ما اصل كتابهم ؟، و ما اصل اليهود ؟ 


سبب ادعاء اليهود بان كتابهم هو التوراة ........... هو لان اليهودية صناعة مشروع قوة قديمة هي من صنعتهم ..... بعد ان تمت لعبة ماكرة شيطانية بالزمن و التاريخ .. ... و هي من قامت بتزوير عقول الناس ، و لا يوجد للعهد القديم اي اصل تاريخي ابدا.


 فتلك القوة ...... هي من كتب هذا الكتاب بعد ان استعارت نصوص دينية من كتاب مقدس اصلي خاص بامة اصيلة ، من اجل منحها اصل ديني و علاقة ارتباط دينية و تاريخية بالمنطقة ، لتثبيت عالم مزيف وهمي في المنطقة و العالم، دينيا و زمنيا و تاريخيا، لاختراق المنطقة بعد ان استطاعت هذه القوة اخفاء الحقيقة و اخفت الكتاب و صنعت ذاكرة جديدة للمنطقة و العالم . 


و اما ما هو اصل اليهود ؟ 

 فلا اصل لهم ابدا 


و هذا هو السبب المنطقي ........... الذي يفسر سبب كثرة الكتب و النظريات التي تتحدث حول اصول عديدة و كثيرة لليهود و عدم اتفاقها على اصل ...... و سبب هذه الموجة التي تحاول ان تضع لها بصمة في البحث عن اصل اليهود ...... و سبب عجز الباحثين من معرفة و تحديد اصل اليهود و لا يوجد لديهم دليل مقنع ، لانهم اصلا يفكرون داخل عالم افتراضي صنعته هذه القوة، لان اليهود و بشكل مؤكد اصلهم هو مشروع قوة سياسية ، لقد خرجوا من وعي قوة ... لقد خرجوا من معمل او مختبر صناعي... هذا اصلهم . 


بمعنى اخر .... مؤكد بان اليهودية .......... بدات باستقطاب قبائل اسيوية تركية و قام العثمانين بتوطينهم في المنطقة ..... ثم بتربية اطفال ايتام او اختطافهم او اخذهم من اماكن مختلفة ، و تم تربيتهم على تعاليم ديانة اليهودية و جعلهم يحتفظون بكتاب ديني على انه كتابهم المقدس من يهوه ...... ثم تم نشرهم ، و بعد اجيال و سنين، تتجسد ديانة على الواقع ... تصبح واقع ....... تحمل كتاب ديني و لغة ثانية و تاريخ وهمي و زمن وهمي . 


انهم يستحدثون مجتمعات و اديان، يصنعون عالم جديد، يخلقون مجتمعات بشرية، تم تصميم دائرتها الدينية و الفكرية و اللغوية بواسطة عقول بشرية شيطانية .. انهم ارباب ديانات .. و مجتمعات يقودونها ..... بعد ان استطاعوا سرقة الزمن من الارض عبر حيلة ماكرة . 


اليهود ...... كان تواجدهم في المنطقة، من اجل ثلاثة اهداف


الهدف الاول ........... تثبيت تحريف لمعاني القران في الواقع، اي تجسيد الوهم و الزيف في عقول المسلمين بعد تزوير التاريخ و بانهم كانوا سابقة زمنية موجودين في كل المنطقة .. اما الهدف الثاني كانوا في مهمة اعلامية داخل المنطقة .... تزوير جغرافيا المنطقة ، استحداث مسميات جغرافية جديدة تشابه كتابهم، و ترديد معلومات كاذبة و ترسيخها في المجتمعات، اما الهدف الثالث من اجل عملية تفريخ اعداد اليهود في المنطقة .


القوة التي صنعت اليهود و عملت على نشرهم في المنطقة من مدة طويلة .... هي نفسها هذه القوة التي قامت بتجميع اعدادهم بعد ان قامت بعملية تفريخ لهم في كل مكان و وضعتهم في ارضنا في الشام .  


فهل مازلت هذه الموجة ...... مقتنعة بقصة اورشاليم و ممالك اليهود في اليمن و كل كتب تاريخ حول احداث العهد القديم.




 يا فاضل الربيعي ...... و يا انصار موجة جغرافيا كتاب اليهود في اليمن .... التوراة ليس كتاب ... بل خطوط الكتاب ... و هي خطوط قديمة ، الخطوط الاولى التي كتب بها الانسان في المنطقة ... و هي ايضا الخطوط الاولى التي كتب بها القران الكريم و التي نقل المسلمين منها ... لكن الغرب و بمساعدة العثمانين ... قد استطاعوا صناعة زمن و ذاكرة جديدة مزورة للمنطقة لسرقة المنطقة و احتلالها و استعباد سكانها. 




لذلك ... و بما ان ... هذه الموجة مازلت تعتقد بان كتاب اليهود هو التوراة ... اذن فهذه الموجة تقوم على ضلال و اوهام ... اي ان كل البناء الذي قامت عليه هذه الموجة وهم كبير ... لان كل التاريخ الموجود في كتاب اليهود عالم وهمي من خيال مؤلفين .... و يراد تجسيده على الواقع من قبل القوة السياسية التي صنعت اليهودية . 


اللعبة حديثة نسبيا 


{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ¤ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}


{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} 


.

.

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

هل كانت التوراة موجودة قبل موسى؟

لماذا اطرح هذا السؤال ؟ 

هذا السؤال هو من بين عدة اسئلة اخرى تناقش موضوعات مهمة، و اجد من الضروري طرحها و نقاشها للخروج باجوبة منطقية و مقنعة و مؤكدة. صحيح ان الموضوع يدخل بالدرجة الاولى ضمن هدف تدبر و تدارس القران الكريم و فهم صحيح لخطاب القران الكريم. 


 لكن في نفس الوقت نحن نطرح هذا الموضوع لاننا في الوقت الحالي نواجه مشروع صهيوني قديم، و قد عاد قبل سبعة عقود تقريبا، و هو يحمل معه كتاب ديني(العهد القديم) كوثيقة شرعية يدعي بها ان له ميراث قديم في منطقتنا، و هذا المشروع قد استبق هذه اللحظة بمشروع فكري و اعلامي منذ قرون و حتى اليوم،لصناعة وعي جمعي صهيوني في المنطقة، يكون راضخ لهذا المشروع و مقتنع بالقصة .


 لقد استطاع هذا المشروع اختراق العقول عبر مدخل هام جدا و خطير و هو الدين و الايمان،فكما يعرف الجميع فمعظم المنطقة مسلمين و لديهم كتاب ديني يحمل نصوص متشابهة مع نصوص كتاب العهد القديم الذي قدم به الغرب لمنطقتنا .......... و هذا الاختراق استطاع ان يجعل الكثير من المسلمين يقعون في الفخ و اصبحوا يحملون وعي ديني و تاريخي صهيوني و هم لا يشعرون. و هذا الاختراق يفرض علينا مقاومته، و يجعلنا نطرح سؤال اخر و هو ، كيف يمكن لنا مواجهة هذا المشروع، و حتى اليوم لا يعرف احد ما هو التوراة و العهد القديم و الفرق بينهما ؟ 


هذه هي الاسباب التي جعلتنا ان نطرح اسئلة الموضوع 


ما الفرق بين التوراة و العهد القديم؟



 جواب هذه السؤال يحتاج الى دخولنا الى التاريخ و عرض الادلة و الخ، و نقاش طويل جدا، و قد يحتاج الى صفحات، و طبعا هذا الشيء مطلوب و ضروري فعلا ، لكننا سنؤجله الى موضوع اخر تاريخي، لاننا سنناقش هذا الموضوع من جهة خاصة بفئة من الناس و هم المسلمين، و من جانب ديني فقط، من القران ، اي اننل الان سنتدبر القران الكريم و نتدارسه فقط ، فالموضوع الان يناقش مسلمين يؤمنون بالقران الكريم بانه نص صحيح و لا يوجد فيه اي شبهة باطل.

 


دعونا الان نناقش الموضوع 


هل التوراة انزلت على موسى فقط؟ 

هل كانت التوراة موجودة قبل موسى؟ 


هذه الاسئلة اجابتها سهلة في وعي المسلم اليوم، و هذا الوعي هو نتاج كتب التراث التي ادخلت لعقل المسلم ، و التي ظهرت دفعة واحدة في فترة زمنية معينة ، و هي التي اصلت هذا الوعي لهذه الفكرة الراسخة، و زاد الخطاب الديني اليوم و الذي يملك شبكة اعلامية ضخمة، في تاصيل و تكريس وعي صهيوني و وعي خاطىء غير وعي القران الكريم . 


طبعا ...... الجواب المباشر على الأسئلة السابقة هي ان التوراة انزلت على موسى ، و لم يكن هناك توراة قبله.


 لكن لو طرحنا سؤال مرتبط : من اين جاءت هذه الفكرة ؟ 


1- اعتقد ان الاساس الاول في هذه الفكرة ، جاء من السيرة النبوية التي جعلت نزول القران اثناء تواجد اليهود في مدينة الرسول من يهود قينقاع و خيبر و الخ، و هذا يعني بان القران جاء بعد كتاب اليهود الموجودين في المدينة، و هو التوراة الذي انزلت على موسى، ايضا قصة في السيرة النبوية، تتحدث حول يهودي اسلم و احضر اليهود ليسلموا و اكد بان اسم النبي محمد موجود في كتاب يهود المدينة لكنهم اخفوة ..... و هذه القصة جعلت الرسول يؤيد كتاب اليهود بس مخفي منه اسم النبي فقط . و انعكست القصة على وعي المسلم اليوم .   


هذه هي المعلومة الاساسية التي كونت تلك الفكرة عند المسلم ، و جعلتها عقيدة . فالمسلم يؤمن تمام الايمان بان مالدى اليهود اليوم هو التوراة، بس محرف و مخفي منه اشياء فقط ... لكن بشكل عام هو توراة موسى . 


2- ايضا هناك اسباب النزول و قصص في السيرة و التي حاولت تفسير الايات التي تتحدث حول موسى و التوراة ، و بانها كانت تتحدث حول حوادث جرت في زمن الرسول مع اليهود و نزلت ايات القران لتؤكدها . 


3- و هناك كتب التراث و التي ورد فيها قصص الانبياء ، و التي زادت في تاصيل تلك الفكرة في الوعي . 


لن نناقش هذه الجوانب المرتبطة بالموضوع، ستكون في مقال اخر منفصل . 


لكن انا اطرح اسئلة هامة على المسلمين : 


لماذا ذكر التوراة و قصة موسى بذلك الشكل في القران، مجرد اشارات صغيرة و غير مفصلة و بتلك اللغة ، ماذا كان المانع من تفصيل القصة كما في كتب التراث و قصص الانبياء، و ما هو المانع من شرح ماهو التوراة و عرض ايات و نصوص من التوراة ؟

 بل ماهو الداعي من الحديث حول التوراة و قصة موسى و قصته معروفه لدى الجميع و عند اليهود، فهل هي مباراة و مسابقة في من يسرد القصة الاجمل و الاحسن ؟ 


اسئلتي لمن يؤمن بالقران الكريم و بانه نص صحيح جدا . 


مادام القران الكريم هو النص الاول و الاساسي و الصحيح و الالهي الذي نزل للمسلم، فالمفروض بان اي نص اخر غير هذا النص قد جاء و ظهر بعد هذا النص القراني .. بمعنى اخر ، القران هو النص الاول و السابق، و غير هذا النص فهو لا يعبر عن الحقيقة، لان القران صاحب النص الاصلي . 


لذلك فمن المفروض على المسلم جعل القران هو مرجعه الاول لفهم قصة موسى و فهم معنى التوراة، و غير ذلك فهو ليس صحيح بل تزوير و تحريف مهما اعجبتك . 


الان دعونا نذهب الى القران و نقوم ببحث و نتدبر آياته


■ {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} 


لو بحثنا في جميع ايات القران، سنجد فيها مدح كبير و نظرة إيجابية نحو التوراة ، و لا يوجد نحوه اي ذم او قدح، بل تجعل منه نور و هداية للناس .... بل تجعل منه مصدر الحكم الاول ... بينما الواقع مختلف ... فالمسلم ينظر الى كتاب اليهود بانه كتاب محرف. 


الاية واضحة ............ القران يقول نزلنا التوراة بشكل عام و ليس بشكل خاص ، و بانه كتاب هداية و نور ، بل يجعل من التوراة كتاب تحكيم لكل الانبياء. 


 الاية واضحة .... تتحدث عن قاعدة عامة في كل مكان و زمان، اي ليست كما زورت كتب التراث و كتب التفاسير الوعي عندما جعلت هذه الاية لها مناسبة خاصة و زمن معين و مكان معين ..... الاية قاعدة عامة ..... انا نزلنا التوراة ليحكم بها النبيين ( و ليس نبي معين كمحمد ). 


الاية توضح لنا بان الله انزل التوراة بشكل عام... يعني لم ينزلها الله على اي شخص مخصص، اي انزلها لتكون مرجع حتى يحكم بها النبيين، و هذا يعني ان هناك انبياء كثيرون، و كان التوراة مصدر تحكيم لهم، و لم ينزل التوراة على موسى . 


الاية توضح لنا ... بان التوراة انزل منذ البداية و هو هدى و نور ، و انزل منذ البداية ليكون مصدر تحكيم للانبياء، و انزل و هناك مسلمون، هذا يعني بان التوراة وجدت لاجل ان يحكم بها النبيين ، بين الذين اسلموا في المقدمة ، للذين اصبحوا يهود و الاحبار و الرهبان في النهاية. 


■ {ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون} 


لو فتشت في جميع ايات القران، سنجد بانه و لا اية واحدة تقول انا نزلنا الكتاب على موسى ، بل دائما اللفظة المقترنة مع موسى( اتينا موسى الكتاب ) ، حتى مع عيسى ( اتينا عيسى الانجيل ) 


لماذا التشديد و الحرص الدائم في القران على ان تكون كلمة اتينا و ليست كلمة نزلنا . هذا يعني ان هناك فرق بين كلمتي (نزلنا و اتينا). 


كلمة نزلنا .... متعلقة بشيء من البداية ، اي ببداية وجود او ظهور الشيء .


كلمة اتينا .... متعلقة بشيء موجود مسبقا، اي ان شخص تحصل علي شيء موجود مسبقا . 


لاحظ الى الاية ............ الله اتى موسى الكتاب و ليس التوراة. 

فدائما موسى في ايات القران ( يؤتى الكتاب) و ( لا يؤتى التوراة)، و هناك فرق بين التوراة و الكتاب .


 لانه لو يكن هناك فرق لذكر في القران لفظة (كتاب التوراة)، او كان بدل كلمة الكتاب كلمة التوراة ، خصوصا و ان ايات اخرى في القران تجمع الكتاب و التوراة و الانجيل في جملة واحدة . 


■ {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} 


لاحظ الى الاية .... كيف تذكر في تعليم عيسى اربع اشياء ، الكتاب و الحكمة و التوراة و الانجيل . 


هذا يعني بان التوراة شيء و الكتاب شيء اخر مختلف . 


لاحظ ايضا .... لم تقل الاية نزلنا و لا اتينا ، بل يعلمه. 


هل الله ينزل كتاب لنبي، ثم يعلمه كيف يكون هذا الكتاب ؟ 


كلمة يعلمه ... تعني ان هناك شيء موجود مسبقا ، او معلوم مسبقا لكنه بعيد عن الناس، و هناك شخص سيعلم هذا الشيء الموجود مسبقا. 


لاحظ ... اقتران العلم بين التوراة و الانجيل ، و هذا يعني بان ما ينطبق على الانجيل الذي علمه الله عيسى ينطبق على حالة التوراة ايضا ، و يحتاج الى علم حتى يحصل عليه الشخص، اي حتى يصبح ممن اتاه الله الكتاب و التوراة و الانجيل ( اي حتى يؤتى لهذا الشخص التوراة او الانجيل) 


 


طبعا ..... هناك ايات اخرى كثيرة تحتاج الى تدبر، و سيكون نقاشها في موضوعات اخرى اثنلء رحلتنا مع القران الكريم، لكني فضلت هذه الايات لانها تفي بهذا الموضوع و تعطينا صورة واضحة لنتائج : 


● التوراة لم ينزل على احد مخصص حسب القران ، بل جعله الله منذ البداية ليكون كمرجعية 


● كل النبيين كان معهم التوراة، و موسى لو اتاه الله التوراة ، فهو حالة عادية جدا من بين جميع النبيين. 


● التوراة خاص بالمسلمين و فيه هدى و نور و مرجعهم .   


● التوراة لم تنزل على موسى 


● الكتاب لم ينزل على موسى ، بل اتاه الله الكتاب ، اي علم موسى الكتاب حتى حصل عليه ( اتاه الكتاب). . 


● التوراة ليس كتاب لتشريع او لتاسيس دين جديد، بل مرجع تحكيم . 


اخيرا 


اذا ....كيف يحل المسلم الان هذا التناقض في كون التوراة كتاب المسلمين و مرجعيتهم و عدم ايمانه بكتاب اليهود ، هل كتاب اليهود اليوم هو كتاب المسلم الذي فيه هدى و نور و مرجعه كما امر الله بذلك في القران ؟ 


لا ...... ما هو موجود اليوم لدى اليهود ليس التوراة اطلاقا، لا من قريب و لا من بعيد، و لا يوجد حرف واحد فيه مرتبط بينه و بين التوراة الحقيقية . الموجود لدى اليهود اليوم ... اسمه كتاب العهد القديم و ليس التوراة ..... و المفروض بان المسلم يلتزم بهذا الاسم عند ذكر كتاب اليهود ..... اسمه العهد القديم .


لماذا حدث خلط عند المسلم ؟ 


التراث هو اهم الاسباب، لان معظم التراث خرج مرة واحدة في زمن معيت، و تم وضعه لاجل صناعة هذا الوعي تحديدا. 


 فالعهد القديم هو الكتاب الذي اخرجته روما عندما دخلت المنطقة و حصلت اثناء دخولها على النسخة الاصلية و الحقيقية من التوراة، فاستدعت 70 رجل لترجمة التوراة المكتوب بلسان عربي مبين، و انتهت المهمة باخراج كتاب بلسان عبري ( صنعوا للكتاب الجديد لغة جديدة) و لا علاقة له بالحقيقة لا من قريب و لا من بعيد ... كتاب مصطنع صناعة لاجل صناعة عالم قديم وهمي مزيف لا يمت للحقيقة باي صله، مشروع امبراطورية كبيرة لتزوير الوعي و المنطقة و العالم كله . 


{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}


اعد قراءة الاية، حتى تصل الى كلمة (لتحسبوه ) و رددها عدة مرات، لتحسبوه .... لتحسبوه ... لتحسبوه .... الستم اليوم تحسبوا كتاب العهد القديم بانه كتاب التوراة و بانه كتاب سماوي من عند الله. 


ماهو من الكتاب و ماهو من عند الله ... بل من عند روما  

.

.

.

الخميس، 27 ديسمبر 2018

العهد القديم ليس التوراة اطلاقا

لماذا يصعب على الكثير الايمان بعدم وجود اي حقيقة او معلومة صادقة في كتاب العهد القديم؟

لان الكثير سيفكر


هل يعقل بان كتاب خاص بديانة و لا يوجد فيه حقيقة ، فكيف امنوا به، على الاقل الايمان يفرض وجود حقيقة واحدة؟

لم يستوعبوا القدرة الفائقة ( قوة مطلقة)  لدى راس هرم القوة السياسية للامبراطوريات في صناعة و تاسيس اديان و كتب دينية ، التاريخ الحاضر شاهد على ذلك .......عندك البهائية و غيرها.

صناعة جيل واحد فقط ، ثم يتوارث بعدها جيل بعد جيل تلك الديانة.

لكن هناك ديانة طبيعية و فطرية ..... و بغض النظر عن كونها سليمة و صحيحة  ... فوجودها  لم يكن صناعة سياسية ، فطرة طبيعية توارثها الناس منذ القدم، مثل ديانة القبائل المنعزلة .

و هذا هو حال الاسلام.

لقد عاشت شعوب المنطقة على فطرة الايمان بخالق لهذا الكون اسمه الله. منذ قديم الزمن ،منذ الاستيطان البشري الاول في المنطقة ، و كان لديهم كتاب سماوي ( بغض النظر عن كونه كتاب من الله او لا، لكنه كتابهم و يعتبروه كتاب من عند الله ) ...و هذا الكتاب توارثوا قداسته .

حتى ظهر الرجل الابيض في منطقتنا ...... الروم.

غزو كبير للمنطقة.... و  تسبب في سقوط المنطقة .

قاموا بمؤامرة شيطانية

قام الروم بسرقة هذا الكتاب ...... من المكان الذي كانت شعوب المنطقة تحج اليه قديما .. المكان الذي توارثوا زيارته منذ عصور سحيقة . و هذا المكان هو النقطة التي خرجوا منها و هاجروا منها و استوطنوا المنطقة في بدايات الهجرة البشرية قبل عشرات الاف السنين.

قام الروم بمحاولة ترجمة هذا الكتاب المكتوب بخط معقد و صعب و هو بمنطوق عربي مثل منطوق القران الكريم تماما . 

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}

و لان الكتاب ليس كتابهم، و لان لسانهم غير عربي بل اعجمي ، قام الروم بانتاج ترجمة محرفة و وهمية و كاذبة و لغة جديدة محرفة (العبرية) بديل عن (العربية )،

{ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}
{قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون}

و قاموا بتاليف تاريخ و قصص و احداث عن شعوب و دول و كلها وهمية،  و اخبار و قصص عن ملوك كاذبة ، و شخصيات وهمية ،  و اشعار و مسرحيات و جغرافيا و مسميات  مثل مسلسلات الاطفال الكرتونية .. عالم كله وهمي تماما .... من خيال كاتب روائي.

{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

و ادخلوا في الكتاب قصص الانبياء الموجودة في الكتاب الاصلي و  التي هي بنفس نص القران تماما لا زيادة و لا نقصان . و هي النص الاصلي الحقيقي قبل كتابة العهد القديم .

و لكن لان الروم خيالهم روائي حولوا تلك القصص الى روايات ،  بل جمح خيالهم اكثر و بالغوا فوضعوا تفاصيل كثيرة لتلك القصص من احداث و زيارات و لقاءات و مواقف لتكون بعدها بحجم كبير ، و هذه النقطة هي السبب الحقيقي التي اوحت للمسلمين المساكين بان الكثرة و الحجم الكبير للقصة و التفاصيل العديدة دليل على الصحة و دليل على انهم الاصحاب الاصلين للرواية  ، لان المسلم عندما يفتش عن تلك القصص في القران لا يجد الا نصوص صغيرة لا تشبع خياله كما اشبع الرومان خيال الناس بتلك القصص و بتفاصيل الانبياء الوهمية .

{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}
{إن هذا لهو القصص الحق}

  بعد ذلك ........... جعلوا اليهود في داخل الكتاب يترحلون في كل المنطقة ، حتى تكون رحلتهم اشبه بعملية سفر في الزمن لمسح العالم القديم عن كل المنطقة و استبدالة بهذه الرواية الجديدة.

ثم  .......... صنعوا نسخة كتاب العهد القديم و بداوا نشره في المنطقة و كان عندنا ناس مساكين ليبرالين يصدقون الرجل الابيض فامنوا.

ثم ....... قام الروم بعدها باخفاء الكتاب الاصلي الحقيقي .

{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}

و اخيرا .....قاموا بتزوير وعي المنطقة ..... بعد ان اخفوا ارشيف ضخم في المنطقة ، و استبدلوه بارشيف ضخم مزور ،  في الدين و التاريخ و الزمن و الخ.

و اخفوا من ذاكرة و وعي هذه الامة كتابها و وعيها القديم ، هذا الامة التي احتفظت فقط بمنطوق اخر نبوءات كتابها في داخل صدورها، لكن حقيقة كتابها الاصلي اصبح ممسوح من ذاكرتها .

{لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون}

و قاموا بنقل جغرافيا الكعبة من بكة الى مكة .

ما هي المشكلة ؟

الاسلام كان فطرة عند الناس ..... و ليس مثل اليوم مؤسسة يقوم عليها رجال دين   ، الاسلام كان لا يملك مؤسسة دينية تستطيع اختراع و تزوير الاشياء و اقناع الناس .. صعب جدا و مستحيل لان وعيها الديني فطرة و ليس مؤسسة ، و هذا الامر كان مختلف عند الروم .. الروم صنعوا مؤسسة لدين جديد عبر صناعة رجال دين تصل قداستهم الى قداسة الارباب .... و  هذه المؤسسة الدينية  تستطيع و بسهولة جدا ان تكتب اي تاريخ حتى لو كان وهمي و مزور و ان تصنع و تنتج اي زمن تريده، و سيصبح حقيقة مؤكدة نتيجة ايمان الناس بها .. لان ايمان الناس مرتبط بالمؤسسة  و ليس فطرة . 

{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون (31) يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}

هذا هي اصل القصة

{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}

الخميس، 19 يناير 2017

القدس ليست اورشاليم - فرضية مدهشة

نزلت الكتابين فلسطين المتخيلة و القدس ليست اورشاليم للمفكر العراقي فاضل الربيعي، بعد ان قام المفكر برفعهما بالنت على هيئة نسخة الكترونية كمبادره منه يشكر عليها لنشر الثقافة و المعرفة للجمهور العريض ،  و بدات اطالع فيهما من وقت الى اخر ، مطالعة قارىء عنده بعض المعارف التاريخية و لديه اهتمام في مسائل تاريخية لكن لست بالباحث.

الحقيقة شيء يدعو للدهشة فعلا ، في كثير من الزوايا في الكتابين، و حالة التطابق الملفتة الموجودة الكتابين بين اجزاء كثيرة من التوراه و وصف الهمداني و موروث اليمن ، فعلا امر مدهش و محير في نفس الوقت ، وصل لتطابق في تفاصيل صغيرة جدا ، تبدو غير مهمة للبعض،  لكن تؤكد ان تطابق تفاصيل الرواية التوراتيه و بتفاصيل التي يسردها الهمداني و مع  لهجة اليمنين و موروث اليمن الثقافي حول اماكن معينة امر ليس صدفة ، بل يخيل لك ان من كتب التوارة هو الهمداني او رجل عجوز يمني يسرد تفاصيل جغرافيا اليمن  .

هذه الدراسة الملفته، تجعلنا نفكر بسؤال هل مازلنا بحاجة الى دراسات اخرى حول نفس الموضوع ، او في موضوعات اخرى تدور حول الموضوع؟، فمثلا مازلنا بحاجة الى دراسات حول متى بدا تغير الرواية الدينية ا على مر العصور حتى الوصول الى هذا الوعي المزيف ان صحت هذه الدراسة ، و نحتاج الى دراسة علمية حقيقية حول اللغة العبرية و اللغة اليمنية القديمة ......الخ ، و ايضا نحن بحاجةالى ردود علمية على هذين الكتابين من قبل باحثين و اكادميين، ليكون لنا الحكم بالحجة العلمية . لكن بشكل عام  نستطيع القول ان هذه الدراسة يمكن ان نضعها تحت بند فرضية قوية و ليست حقيقة، و ننتظر ردود عليها كفرضيات اخرى تملك ادلة اقوى تنسف هذه الفرضية  ، فرضية  و ليست حقيقة، و لن ترتقي لمستوى النظرية لانه مازلنا نحتاج الى شاهد صغير يثبت كل ما جاء في الكتاب.

الحقيقة ....و انا اتصفح الكتابين اذهلني التطابق ذلك، و وصل ذروته و انا اقرا نص في التوراه كما ترجمه الباحث، و المدهش ان تسميات الاماكن في التوراة و تقارب الاماكن التي تتحدث بها التوراه تنطبق على اماكن في منطقتي بشكل مذهل و ليس كما تحدث عنها الباحث حول وجود تحريف في اسم مكان معين ، اربع اماكن متقاربة في التوراه تنطبق على ماهو موجود في منطقتي في اليمن ، و التحريف اللفضي البسيط كما يقول الباحث لم يكن تحريف ، بل هي بنفس اللفظ ، و الاكثر غرابة ان تلك المناطق كانت مساكن لليهود كما تحكي الجدات و الاجداد ، فــ طرحت السؤال بطريقة معكوسة: هل التوراه كانت تتحدث عن تلك الاماكن في اليمن ، ام ان اليهود اسقطوا تلك الاماكن في التوراه على الارض اليمنية، كعادة الشعوب المتدينة التي تسمي الاماكن باسماء اماكن مقدسة لهماو اسماء اماكن تذكرهم بالوطن ؟

شيء مذهل فعلا ، و انكشفت قداسة التوراه و هو يتحدث بلهجة يمنية ، و كان الحاكي شيخ يمني كبير في السن .

و الحقيقة الاخرى....ان هذه الدراسة تستطيع الاجابة على تساولات قديمة لدي اشعر بها و المسها، اسئلة ملحة جدا اسلئة لا يلمسها الا انسان يمني قبل ان يكون باحث مختص، اسئلة خطيرة لا يطرحها الكثير رغم ان التاريخ اليمني يفرضها بقوة ، و ساطرحها في مقال اخر  .

و مع ذلك ... لو طرحنا فكرة صحة تلك الفرضية تماما و تحولها الى حقيقة (فرضية فقط ) ، هذا يدعونا الى طرح اسئلة خطيرة جدا و ربما مرعبة ؟

1- هل يمكن اعتبار التوراه جزء من تاريخ و هوية اليمن و ثقافتها ، و يجب تقديرة و تبجيلة كميراث الاجداد قديما مثلا ؟

2- هل يمكن اعتبار اليهودية موروث يمني قديم و يحب الحفاظ عليها ؟

3- لماذا هناك انقطاع بين النقوش القديمة في اليمن و الحدث التوراتي بل بالنكهة اليهودية؟

4- هل تعتقد ان هناك عملية سطو كبير على النقوش اليمنية من قبل مؤسسات و قوى ، خوفا من ظهور مثل هذه الحقيقة ؟

4- و هل بني اسرائيل قبيلة يمنية كانت تسكن جزء في اليمن ام كانت هي تسكن اليمن كلها ؟

.
.
.