الأحد، 26 مايو 2019

نقد فرضية الربيعي - اليمن ليست جغرافيا كتاب اليهود

من يتابع النظريات الجديدة التي تتحدث عن جغرافيا مختلفة لكتاب اليهود .... و من بينها النظريات التي تنقل جغرافيا كتاب اليهود الى اليمن و اورشاليم و قدس و قصة ممالك اليهود في اليمن، سيرى بانها اصبحت موجه تتنامى كثيرا لدى الكثير من القراء في المنطقة ... بل اصبحت الموضة الحالية في الوسط الثقافي، و هذه الموجه تستند على كتب باحثين و مفكرين عرب من امثال كمال صليبي و فاضل الربيعي و اخرين ، الذين يقدمون نظريات مختلفة و جديدة في قراءة التاريخ .


الحقيقة بان هذه النظريات تستند على مجهود كبير من قبل هولاء الباحثين و المفكريين، و لا يجب ان يستهان به ، بل انها تصنع ارشيف لجهد بحثي و ارضية جديدة، يمكن ان الاستناد عليها لبناء نظريات اخرى او بحوث اخرى و تفتح طاولة نقاشات مختلفة ...... و لا يجب ان يعفي هذا الجهد و الابحاث من نقد من المتخصصين و الباحثين المعارضين لهذه النظريات . و اعتقد بان هذا شيء مفيد، لان هذا النقاش و النقد سيحرك المياة الراكدة، و تفتح زوايا جديدة في التفكير بالتاريخ . 


لكن هناك مشكلة براي الشخصي ...........عندما يكون هناك موجه فكرية تنمو و تجرف الكثير بدون وجود مكابح ، خصوصا عندما لا يكون هناك مع هذه الموجة موجة اخرى موازية تنقدها و تكشف اماكن قصورها و اخطاءها، لان هذا سيؤسس لوعي جديد لا يملك نقاط مراجعة و سصبح وعي جمعي راسخ ... لذلك ساحاول في هذا المقال تقديم نقد لهذه النظريات و المنهج المعتمد التي تسير عليه هذه الموجه ، بخطوط عريضة .... من وجهة نظر قارىء عادي.


 


-----------------------


 عند متابعة هذه الموجة التي تتحدث حول نقل جغرافيا كتاب اليهود الى جغرافيا اخرى .. سنجد بانها تنقسم الى نوعين، النوع الاول يمثله كمال صليبي و زياد مني ، و النوع الثاني يمثله فاضل الربيعي . 


النوع الاول يعتمد على المنهج : 


1- يعتبر كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة 

2- الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم 

3- الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


النوع الثاني يعتمد على المنهج : 


1- يعتبر كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة، لكن بنسختها السبعينية المكتوبة باللغة اليونانية، لان ترجماتها العربية فيها اخطاء كثيرة . 


2- الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم، و مسميات جغرافيا الماضي 

3- الاعتماد على كتب التراث العربي التي وصلت لنا، و على التراث الشعبي . 


4- الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


5- الاعتماد على ترجمات نقوش المنطقة . 


-----------------------


قبل ان ادخل في الموضوع، لابد من سؤال هام 


ما اهمية طرح هذه الموضوعات و صياغة نظريات جديدة، هل الموضوع مهم للناس او العالم، هل له فائدة ستعود على الواقع ؟ 


بالنسبة للموجة ......... قد يكون الامر يدخل في موضوع تفنيد التاريخ الصهيوني و شرعية الكيان الصهيوني .... او من باب البحث بسبب وجود تناقض بين ماهو موجود في كتاب اليهود و بين الواقع و التنقيبات التي لم تظهر اي اثر لوجود يهودي في ما يطلق عليها فلسطين ، لكن بالاخير نظريات لا يمكن تاكيدها، لكن من وجهة رأي ........ ان هذا لا يمنع من طرحها و تطويرها من اجل اكتشاف ادلة.


اما بالنسبة لي ...... فالامر يدخل في توضيح بان القصة حديثة جدا .... و الارتباط الوثيق بين هذا الموضوع و المشروع الغربي الصهيوني الذي يجري اليوم على طول و عرض منطقتنا ... حتى ندرك طبيعة دور كل قوة في المنطقة . 


-----------------------


 ساقتصر مقالي على نقد منهج النوع الثاني، لانه اشمل و يضم داخله النوع الاول . 


■ الاعتماد على كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة . 


السؤال المنطقي : على اي اساس يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة ؟ .


قد يكون هناك عذر لدى الباحثين العرب المسيحين و الذين يؤمنون بكتاب اليهود ككتاب مقدس، لان الايمان بهذا الكتاب يعني الايمان بان كل ما بداخله صحيح و تاريخ حقيقي .  


لكن الباحث المسلم الذي يساهم في صناعة هذه الموجة ، او تجرفه هذه الموجه ، فعلى اي اساس يعتبر كتاب اليهود وثيقة تاريخية صحيحة ؟! 


قد يكون انصار هذه الموجة من النوع الحداثي، الذين يعتقدون ببطلان فكرة شائعة لدى المسلم بان كتاب اليهود محرف .... و بان هذه الفكرة قديمة غير حداثية ، و قد صاغتها القوة السياسية في زمن قديم لم تكن المجتمعات قد وصلت لمفهوم العلمانية و التعايش بين الاديان . 


 و قد يكون السبب الحقيقي هو نظرة هولاء بان الاديان سياق ديني واحد و هو نفس خط الاسلام، و الله انزل كتب و لا يجب رفضها و فيها صحة ...... خصوصا و ان كتاب المسلم ( القران ) يمدح التوراة و الانجيل و يدعو المسلم بالايمان بكتب الله و التوراة و الانجيل و القران كلها كتب الله . 


دعونا نرسم الصورة العامة في عقل المسلم. المسلم يؤمن بان الله نزل التوراة لكنها حرفت ، فانزل الله الانجيل لكنه حرف، و انزل الله القران و هو محفوظ و غير محرف .  


اذن فلابد ان تكون البداية ........... ان يحل الباحثون و المفكرين المسلمين اصحاب هذه الموجه .... هذه المشكلات اولا قبل اعتماد كتاب اليهود كوثيقة صحيحة ... و هذه المشكلات : 


□ لماذا لم يحتفظ المسلم او اي دين بالتوراة بدون تحريف و يستمر معهم، او بمعنى اخر لماذا لم يستمر التوراة بدون تحريف، و بقت نسخة منه غير محرفة ليكون كتاب المسلم ؟! 


لانه مادام و ان المسلم يملك كتاب مختلف عن كتاب اليهود باللغة و الاسلوب و بطريقة سرد القصص ..... فالقران ملزم للمسلم بينما كتاب اليهود غير ملزم له ..... و هذا يعني ان التاريخ الموجود في كتاب اليهود ملزم على اليهود لانهم يؤمنون بهم .... و غير ملزم للمسلم حتى لو كان يحتوي تاريخ و هناك جماعة تؤمن به، فهو يعتبر تاريخ غير حقيقي بالنسبة له، لانه لو كان المسلم يؤمن بكتاب اليهود و يقراه فالتاريخ ملزم على المسلم و حقيقي و صحيح و قد حدث فعلا . 


□ لماذا يمدح كتاب المسلمين ( القران ) التوراة ....... بل يجعلها مصدر التحكيم الاول للانبياء .......لكن في نفس الوقت المسلم يعارض امر صريح من الله و يرى كتاب اليهود بانه محرف و لا يؤمن به ؟! 


□ و من ناحية اخرى ... هذه الموجة لديها اختلاف حول النسخة المعتمدة الصحيحة لكتاب اليهود .... فالنوع الاول يعتمد النسخة العربية من كتاب اليهود ويعتبرها صحيحة، و النوع الثاني يعتقد بان النسخة العربية مليئة بالاخطاء .......و يعتمد على النسخة السبعينية ( المكتوبة باليونانية) ، و يترجمها الى اللغة العبرية، و هذا النوع يعتقد بان الترجمة السبعينية هي النسخة الاولى من كتاب اليهود ، و هي النسخة الاصل و الصحيحة و يجب فهم هذا التاريخ من هذه النسخة . 


اعتقد بان النوع الثاني من هذه الموجة هي اقرب الى الصحة في منهجه باعتماد الترجمة السبعينية المكتوبة باللغة اليونانية، لانها فعلا النسخة الاولى من كتاب اليهود ...........و لا يجب اعتماد الترجمة العربية ...... لان هناك شيء لا يعرفه الكثير بان هناك ترجمات كثيرة لكتاب اليهود، و كل فترة تطلع ترجمة مختلفة نوعا ما، في مسمياتها و جغرافيتها و شخصياتها و الخ . 


لكن السؤال المنطقي : الترجمة من لغة الى لغة متعددة و مختلفة ، فماهي شروط الترجمة الصحيحة ، خصوصا و نحن امام لغة يونانية قديمة ؟! 


□ بل ان السؤال الاهم : 


● اذا كانت ....... اليهودية ديانة حقا اصيلة خاصة بجماعة لديها كتاب اصيل، فهل يعقل بان كتابهم المقدس تكون اول نسخة منه بلغة قوم اخريين ( اليونانية) .. بل هل يعقل ان يكون كتابهم المقدس ظهر للوجود نتيجة قرار سياسي لحاكم اجنبي ؟!



● و هل يعقل ..... بان كتاب ديني اصلي و ميراث تليد و نص مقدس الهي ويظهر نتيجة عملية ترجمة . اي ولادة من اللغة اليونانية الى لغتهم الاصلية و ليس العكس ؟


● هل يعقل ......... بانه لم يكن لديهم كتاب مقدس ثم يكتشفون كتابهم من خلال لغة اخرى اجنبية ؟! ... هل يعقل ... بان ظهور كتاب اليهود نتيجة عملية تحويل ، و ليس كما هو بدون ترجمة ؟ 


لابد من اجابات علمية و منطقية لهذه الاسئلة السابقة قبل اعتماد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية بنسخته السبعينية الاصلية .  




■ الاعتماد على مسميات جغرافيا اليوم، و مسميات جغرافيا الماضي. 


السؤال المنطقي : على اي اساس نعتمد مسميات جغرافيا اليوم و الامس ؟! 


لان مسميات جغرافيا اليوم قد تكون مسميات نتيجة تواجد يهود في مناطق، و طبيعي بان الانسان سيسمي اماكن من كتابه الديني، اي سيسقط تسميات كتابه المقدس على مناطق تواجده من باب تقديسه لمسميات الاماكن في كتابه ... ثم تصبح مسميات رسمية متعارف عليها لدى الجميع ..... ايضا هناك ملاحظة مهمة و هي ان المنطقة تعرضت لحكم من قوى خارجية ..........و هناك احتمال كبير بان هذا الحكومة الاجنبية قد عممت مسميات جديدة على مناطق و اعتمدت، ثم اصبحت متوارثة . 


اما بالنسبة لمسميات الامس ... فطبيعي بانها ستؤخد من كتب التراث. 


لكن هل اعتمد وثيقة تاريخية كتبها شخص من اواسط اسيا عن جغرافيا بعيدة عنه .... هل لانه مسلم و كتبها بالعربية تصبح وثيقة حقيقية ؟ . 


اما لو كان الشخص من نفس المكان ... فهل هناك مخطوطة اكيدة لهذا الكتاب .... و هل نستطيع التاكد من زمن هذه الوثيقة و تاريخ كتابتها ، هل نملك دليل قاطع يؤكد متى كتبت الوثيقة ؟ 


و حول هذه النقطة ، لابد ان نشير الى كتاب صفة جزيرة العرب الذي يعتمده المفكر فاضل الربيعي للاستدلال على نظريته حول جغرافية كتاب اليهود بانها في اليمن . 


موضوع الحسن الهمداني موضوع يحتاج الى تفصيل، لكن ساطرح على فاضل الربيعي عدة أسئلة، لانه يعتبر كتاب الهمداني سند كبير على صحة نظريته . 


● هل هناك مخطوطة اصل لكتاب الهمداني ؟!


● الا يثير الامر ريبة بوجود رجل في اليمن و من منطقة نائية و منعزلة ، و متبحر بعلوم اليونان و بارع جدا في تحديد مواقع جغرافية وفق نظام بطليموس ؟ 


● هل يعقل ان رجل دين يمني ............. في تلك الفترة منشغل بتحديد الجغرافيا، هل كان هناك وعي حدودي و سياسي بدا يتشكل عنده، رغم ان ذلك الزمن لم يكن التفكير قد وصل لهذا الوعي السياسي الحدودي 


● الا يثير الامر غرابة، بان الهمداني طاف اليمن و لم يتحدث اطلاقا عن وجود اليهود فيها ؟! 


● الا يثير الامر غرابة، بان رجل متطرف لقوميته و لكن لم يخرج كتاب واحد حول خط المسند ؟! 


● هل نحن متاكدين من الزمن الحقيقي للهمداني؟ ....... لان الامر غريب نوعا ما ............ فهو لا يذكر بعض المدن في اليمن مع انها قديمة و موجودة لليوم، و تتطابق هذه الغرابة مع رحلة الرجل الغربي نيبور لليمن ( و الذي كان بارع برسم الخرائط و تحديد المواقع ) ...... فنيبور مثلا عند زيارته لليمن لا يذكر ايضا وجود نفس المدن التي لم يذكرها الهمداني؟! 


■ الاعتماد على كتب التراث العربي التي وصلت لنا


السؤال المنطقي : الكل يعرف بان معظم تراث العرب ظهر في فترة واحد بعد فجوة تاريخية و جميعها ترجمات يونانية و معظم من كتبها شخصيات غير عربية و لا تعرف لهم وثيقة رسمية ، فهل استطاع انصار هذه الموجة معالجة هذه النقطة قبل اعتماد هذه الكتب ؟ 


بمعنى اخر ... هل لدى انصار هذه الموجة منهج يعرف من خلاله على زمن كتابة هذه النصوص و زمن المخطوطات ؟! 


■ الاعتماد على تحليل اللغة العربية و العبرية و جذورها الاولى و معانيها و تحولات اللغة عبر الزمن. 


صحيح بان هذا المنهج يمكن اعتباره قرينة ، لكن االحقيقة هذا المنهج ليس دقيق مائة بالمائة ، فهو لا يقوم على قاعدة ثابتة يقينية ... معظمها محاولات صعبة .......و لا يقدمون منهج واضح ثابت حتى يستطيع اي شخص من الوصول الى نفس نتائجهم في بحوث اخرى تاريخية . 


■ الاعتماد على ترجمات نقوش المنطقة . 


السؤال المنطقي : هل يثق انصار هذه الموجة بترجمات الغرب لنقوش المنطقة ..... مع ملاحظة ان الغرب يؤمن بكتاب اليهود، و معظم مترجمي النقوش و كتاب التاريخ يهود ....... و من مصلحتهم ترجمة نقوش المنطقة لتاكيد صحة كتاب اليهود، و لا تنسى بان هناك مشروع غربي لاحتلال المنطقة قدم الينا بشرعية كتابه و بان له حق تاريخي عندنا ؟!


هل يثقون بترجمة الغرب ؟! 


اعتقد بان هذا ليس منهج علمي ......... من يريد اعتماد ترجمات نقوش المنطقة ....لتاكيد صحة النظريات التي يتبناها، فعلية ان يقوم هو بترجمة النقوش بنفسه و يتاكد من صحة الترجمات. خصوصا و ان النوع الثاني من الموجة قد رفض اعتماد ترجمة كتاب اليهود للعربية، بسبب امتلاءها بالاخطاء .. و ذهب الى النسخة الاولى الاصل المكتوبة باليونانية و يقوم بترجمتها، فمن الاولى ان يقوم النوع الثاني من الموجة بالذهاب للنقوش و ترجمتها بانفسهم . 


------------------------------------


الان 


ما هي المشكلة الاساسية لهذه الموجة ؟! 


براي الشخصي ... المشكلة الاساسية هي الزمن و الواقع . 


بخصوص الزمن 


 لا يوجد مع هذه الموجة مقياس زمني دقيق يستطيعون من خلاله التاكد من كل خطواتهم .... لو استطاعت هذه الموجة من الوصول الى مقياس دقيق و قاطع للزمن و اعتماده في صياغة نظرياتهم ستكون هي الخطوة الاولى الصحيحة اما البحث بدون تاكد من زمن وثائق او معلومات فهي موجة لا يمكن لها الخروج بنتائج سليمة . سنكون داخل دائرة مستمرة . و لا نعرف لنا مكان


اما بخصوص الواقع 


فاعتقد بان هذه الموجة قد بحثت في كل الكتب ..... لكنها نست كتاب الواقع ....... لانه لا يجب ان يقتصر البحث حول ظاهرة من الواقع داخل الكتب فقط ...يجب ان ينتقل للواقع و طرح اسئله من داخل كتاب الواقع عن الدليل المادي. 


لانه براي .... ان الاعتماد على كتب التاريخ في دراسة الواقع خطا يقع فيه الكثير ...... لان الواقع كتاب طبيعي مفتوح، بينما الكتب صناعة غير طبيعية، و نسبة الخطا فيها كبيرة عند محاولة فهم الحقيقة، لانك تحتاج بجانب تلك الكتب الى وثيقة تؤكد تلك الكتب. الاعتماد على الكتب في قراءة الظواهر ..... يصيب الشخص باعاقة مزمنة تمنعه من فهم الواقع ، لانك عندما تعتمد على كتب قديمة لتفسير ظاهرة ما ....... فانك تنقل الظاهرة من مجال الواقع الى مجال النصوص،فيتحول العقل من قارىء للواقع الى قارىء للنصوص، و من سيد للواقع الى تابع للنصوص، و يصبح تفسير الواقع ضمن مجال تاؤيل النصوص، فيتحول الخلاف حول فهم الظاهرة من خلاف على تفسير واقع ما الى خلاف حول النصوص لذاتها و تاويلاتها، فيغيب الواقع تماما بين تاويلات و تفسيرات لنصوص تاريخية. 


كيف ؟ 


بخصوص الموجة التي تتحدث عن جغرافيا كتاب اليهود في اليمن ... لا بد ان نطرح عليها مثل هذه الاسئلة من الواقع : 


 كم عمر تواجد اليهود في اليمن ؟ و كيف ظهروا في اليمن، و كم احتاجوا من وقت للانتشار و طبيعة القرابة الاسرية ؟ و كم تعدادهم ، و في اي زمن تم ذكرهم، خصوصا و ان هناك ندرة في المصادر المحلية التي تتحدث عن اليهود ، و ماهو حديث كبار السن عن تواجدهم، و هل توارثوا معلومات من اجدادهم حول اليهود في منطقتهم . 


انا الحقيقة ...... كتابي الواقع و ليست الكتب المليئة ب تاريخ افتراضي . 


ذهبت للواقع و وجدت بان : 


- اليهود في اليمن كانوا نوعا ما منبوذين ( بغض النظر اذا كان هذا الفعل صحيح او غير صحيح ). ... هذا التعامل مع اليهودي ليس بسبب قصة يهود خيبر او غيرها الموجودة في التاريخ، نحن نتحدث عن واقع كان موجود قبل ظهور هذا التراث في عقل الناس ( كتب الحديث و السيرة و التاريخ و تفسير القران) ، فالناس لم تكن تعرف كل هذا التراث ..... و اعتقد انها ردة فعل لاشعورية طبيعية من المجتمع نحو ظاهرة جديدة و غريبة قدمت اليهم، تحاول ان تحرف واقعهم.  


- لو كانت اليمن يهودية قبل الاسلام حسب التاريخ الذي قدم، لكان حال اليهود في اليمن في وضع متسيد. 


- اليهود في اليمن كانوا يدخلون في حمى قبائل لا تدين باليهودية ، و هذا التعامل في عرف القبائل، كان قانون و عرف قبلي تجاه الاشخاص الغرباء او ما يطلق عليهم الهجرة و الذين هم ليسوا من اصل المنطقة . و هذا يؤكد بان اليهود ظاهرة جديدة و لم يكونوا اصل قديم في مناطق تواجدهم . 


- اليهود كانوا لا يملكون ارض اطلاقا و لا يمتهنون مهنة الزراعة . 

و هذا يؤكد بشكل قاطع بان تواجدهم في اليمن حديث، بمعنى انهم ليسوا اصل طبيعي في اليمن، لو كانت اليمن يهودية قبل الاسلام حسب التاريخ الذي قدم، لكان اليهود في اليمن هم ملاك ارض و يمتهنون الزراعة ايضا . 


هذا يعني ان اليهودية ليست حالة اصيلة في اليمن، نحن نقرا واقع و لا نقرا تاريخ افتراضي . 


- اليهود في اليمن كانوا يملكون لغتين، لغة عربية و لغة اعجمية و مخلوطة بمفردات مثل اللغة العربية لكنها محرفة (عبرية) . 

لو كانت اليهودية قديمة و اصيلة و متجذرة في اليمن، حسب التاريخ الذي كتب، لكان اهل اليمن لغتهم الاصلية عبرية و يقراون القران بلغة عربية مثل الاتراك و الباكستانين، لكن العكس هو الواقع، اليهودي يتكلم لغتين ، اللغة الطبيعية و لغة اخرى هي لغة الدين ، بينما المسلم يتكلم لغة واحدة فقط و هي اللغة الطبيعية و الدين . 


هذا يعني بان اللغة العبرية ظاهرة حديثة في اليمن، و ليست اصيلة كما تذكره كتب التاريخ . 


- لو كانت اليهودية قديمة و راسخة في اليمن قديما ....... حسب اعتقاد هذه الموجة ، لما كان هناك في اليمن حتى اليوم إسلام، لانه لا يوجد شيء جوهري يستدعي تبديل الدين عند اليمنين مادامت بنية الدين واحدة. 


انا اقرا واقع و لا اقرا عالم افتراضي موجود في كتب تاريخ . 


لذلك 


عندما اقول بان اليهودية حديثة جدا في اليمن، فانا الان اقرا واقع ماثل امامي ككتاب مفتوح، و احاول ان اقرا و افهم الظاهرة من داخل هذا الكتاب المفتوح .... الواقع هو كتابي المفتوح . 


لماذا ؟ 


- عندما تعلم بان تعداد اليهود في احدى مدن اليمن تعدادها 10 الف نسمة عام 1945، حوالي 50 شخص فقط، بنسبة( 0.5 % ) فهذا تعداد ليس عمره 3500 سنة اطلاقا ... في تلك المنطقة او محيطها .  


- عندما تعلم بان تواجد اليهود في بعض مناطق اليمن كان عبارة عن تجمعات صغيره من 10 اشخاص و يسكنون في تجمع مكون على الاكثر من ثلاثة بيوت صغيرة جدا و منعزلة .  


- عندما تسال كبار السن هل كانوا يلعبون مع اطفال اليهود عندما كانوا صغارا ، فيقولون لك نعم ، لكن اباء هولاء كبار السن لم يلعبوا مع اطفال اليهود عندما كانوا صغار . 


 

كتاب الواقع يجعلني ادرك بان اليهودية مشروع حديث سياسي ، فالسياسة عندما تريد اختراق أنظمة طبيعية ، تحدث خلل في النظام الطبيعي، و هذا الخلل ينتج عنه فوضى و ظواهر غريبة لا يمكن تفسيرها . 


و هذا هو السبب في صعوبة ادراك اصول اليهود من قبل هذه الموجة و صعوبة تحديد هوية اليهود و اصولهم التاريخية، فتعدادهم القليل اليوم لا يدل على قدم هذه الديانة ابدا . تعدادهم ليس تعداد 3500 سنة .. وهم ... و مؤكد بان اليهودية مجرد دين مع كتاب ديني و تمت صناعة لغة جديدة من العدم لهذا الكتاب . 


هل تعتقد ان صناعة لغة امر صعب ؟ ... لا ليس صعب الم تسمع بلغة الاسبرانتو ، لغة صممت حديثا و يتكلم بها بعض علماء اللغة على اساس جعلها لغة عالمية .


 لو كانت اليهودية تحمل كتاب بلغة اصلية حقيقية، لما تسبب الامر بهذه الصعوبة عند الباحثين فاصبح اليهودي في كل مكان يتكلم لغتين، لغة البلد و لغة كتابه الديني ، بل انه يتعلم لغة دينه .... يتعلم هذه اللغة !!. فمن اين جاءت اللغة الثانية ؟!، هكذا يسال الباحثين .... لابد انها خرجت من مكان قديم لهم و وطن قديم .. وفق منطق الكثير من الباحثين . 


لكن وضع اليهود مختلف عن اي وضع موجود ..... فاليهودي يعتقد بان لغته الدينية هي اللغة الاصل و اللغة الاصل هي لغة غريبة عنه، بعكس الباكستاني او التركي الذي يقرا كتابة الديني لكنه في نفس الوقت يعتقد انها لغة دينية ، و لغته الاصلية هي اللغة الاصل الباكستانية او التركية .  

 


الناس لا تستطيع تخيل ان القوى السياسية تستطيع خلق واقع جديد لا تستطيع الظروف الطبيعية خلقه ، واقع لا يستقيم مع الطبيعة ...... فمن صمم اليهودية، صنع كتاب و لغة و دين و زرع فيهم فكرة وهمية انهم شعب، هذه كل القصة . 


و لانها مشروع سياسي . فمن الطبيعي... بانه لا يوجد لليهود مركز ديني واحد لهم و تجدهم بمختلف الاجناس ...... من العربي الى الاثيوبي الى الصيني الى التركي الى الاوروبي .... رغم ان كاتب تاريخ اليهودية جعلهم شعب و لا يتفق الجميع حول اصول هذا الشعب حسب ما كتبه المشروع السياسي القديم ........ و مشروع اسرائيل اليوم من اجل معالجة هذا الخلل الذي احدثته تلك القوة السياسية قديما. 



لماذا وصل بعض الباحثين الى الاعتقاد بان اليهود من اليمن؟ 


لان الكاتب الاول لقصة اليهودية، حاول صناعة قصة جديدة لهذا الدين، بلغة جديدة و مسميات جديدة، تشبه قصة الهجرة الاولى من اليمن و قصة العرب لكنها قصة محرفة ... بعد زيارته لليمن و الاطلاع جغرافيا اليمن ......... فاصبح العربي في هذه القصة الجديدة هو عبري .... و اصبحت العربية هي العبرية و اصبح البحر الاحمر هو ريدان .. و اصبح القران هو العهد القديم في القصة الجديدة ...... و بسبب خدعة الزمن و التاريخ الوهمي اعتقد البعض بان زمن و تاريخ اليهود سابق و قديم . 


هذه كل القصة ببساطة شديدة . 


هل أبالغ ؟ 


 ليست مبالغة .. لانه عندما نتاكد بان القران يتحدث عن نقوش المنطقة و فيها الكتاب الاول الذي كتب في الارض بلسان عربي ، و هو بنفس منطوق القران و بنفس نص القران، بلسان عربي مبين سندرك كل قصة التاريخ ... و حقيقة ما يجري اليوم . 


 هذا واقع امامي موجود يشرح كل التاريخ الوهمي الذي كتب كله في وقت واحد ... و عمم على الجميع . 


-----------------------


الى اصحاب هذه النظريات و انصارها ..............دعونا نترك التاريخ الموجود في الكتب و نقرا الواقع .... و نحاول معالجة التناقض عند المسلم بين ايمانه بان التوراة من عند الله لكنه لا يؤمن بكتاب اليهود و يعتقد بانه محرف 


الان


■ لدينا كتابين دينين و يتناولان موضوعات تبدو متشابهة و قصص انبياء لكن باسلوبين مختلفين و بلغتين مختلفتين . 


الاول العهد القديم خاص بجماعة دينية لا تعرف لها اصل ابدا، تعدادها يبلغ 6 مليون و الغرب يتبنى هذا الكتاب، و الكتاب الثاني خاص ب 2 مليار مسلم منهم 500 مليون عربي .


المفروض بانه كتاب واحد فقط و يتحدث بموضوع واحد ... هذا اذا مازلت تؤمن بقصة الاديان السماوية ......... و بان اليهودية دين سماوي .. و جاء قبل الاسلام لان الله لا يغير كتاب الى كتاب اخر و بلغات مختلفة و باسلوب مختلف . هناك كتاب واحد منهما اصلي و الاخر مزيف عمدا و مصطنع لغرض سياسي.


و ساحدثكم بحكمة الارض و الاجداد 


 مادام و ان اليهود هم الجماعة الوحيدة في العالم الذين لا تعرف لهم اصل فكتابهم مزيف عن اصل ... و مادام المسلم اصيل فكتابه اصلي .


 


■ معانا كتابين العهد القديم و القران و يتحدثان عن قصص واحدة، قصة موسى و يوسف و ابراهيم و هابيل و قابيل و الخ .


 ما الفائدة ان ينزل الله كتابين اثنين بنفس الموضوع و بلغتين مختلفتين و باسلوبين مختلفين.؟!

 .


لكن في كتاب العهد القديم روايات قد حدثت في الماضي بينما القران يتحدث حول انباء ستحدث في المستقبل. هذا هو الفرق الجوهري.


 طيب لماذا يبدل الله اللغة و الزمن من وقت لاخر ؟ 


هناك كتاب اصلي و هناك كتاب مزور عن الاصل . 

 

■ لديك كتابان اثنان ............. واحد بلسان عربي و الاخر بلسان عبري، و يتناولان نفس الموضوع و نفس القصص. الكتاب الاول هو كتاب معظم المنطقة ، و الكتاب الثاني هو كتاب يؤمن به معظم الغرب .... و بيننا و بين الغرب صراع و حروب مستمرة .  


لكن بنية المنطقة هي صاحبه الارض و قائمة على ثقافة عدم الاعتداء على احد ... مسالمة في محيطها الجغرافي ..... اما بنية الغرب الفكرية ...فقائمة على النهب و السرقة و الفساد و الخراب و الاستغلال و الاحتلال.


فهل تتوقع بان هذه البنية الغربية يمكن ان تملك كتاب ديني اصلي حقيقي ، و ليس لعبة ماكرة و خدعة كما هو معتاد علي الغرب. مستحيل يخرج من هذه البنية الغربية حقيقة قديمة اصيلة ، مستحيل يخرج من هذه البنية شيء حقيقي طبيعي . 


لو فكرت في ثقافة بنية من يحملون القران .... فهي ثقافة تقدس القران و تقدس الحرف الواحد فيه ..... و تملك ثقافة حفظ هذا الكتاب غيبا، و تحارب من يقول بان هناك حرف واحد ناقص . تعتبره تحريف ... بل تصارع نفسها لو ادخل اليها شخص فكرة ان هناك كلمة ناقصة . 


لكن لو فكرت في ثقافة بنية ثقافة من يحملون العهد القديم، فهي ثقافة لا تقدس الحرف في كتابها ابدا ، و كل فترة تطلع ترجمات جديدة للعهد القديم و كل فترة تطلع نسخة جديدة فيها تعديلات كثيرة في كتاب العهد القديم . 


فبالله عليك .... فكر معي قليلا 


هذا يدل على اننا امام ثقافتين اثنتين .... الثقافة الاولى اصيلة جدا و هي الاصل و تملك الحق ......... مقابل ثقافة غير اصيلة مستهتره و كتابها لا يحمل قداسة و ليس حقيقة و الا لما كان كل فترة تطلع نسخ منه عليها تعديلات . هذا مشروع سياسي و ليس حقيقة و اصل . 


فايهما الكتاب الذي سبق الاخر زمنيا ؟ 


الاصل طبعا 


و مادام القران هو الاول زمنيا و الاصل ، فالبعقل و المنطق .. كتاب العهد القديم ظهر بعد القران ... اذن فالتاريخ كذبة و الزمن لعبة.


■ الان لنفكر بطريقة اخرى .. كتابان متشابهان نوعا ما في قصص الانبياء لكنهما مختلفان بالاسلوب و باللغة، و يقال بانهما من أصل واحد خرج من المنطقة. 


لكن 


لماذا انتظرت المنطقة منذ بداية الخلق ......... حتى تظهر اللغة اليونانية للوجود و يكتب بها اول نسخة من كتاب مقدس ؟ ، لماذا انتظر العالم حتى ظهور الروم اليونان حتى يصدروا اوامر سياسية بكتابة الكتب المقدسة باللغة اليونانية ؟ 


اي اللغات تعبر اكثر عن المنطقة ، اليونانية ام العربية؟  


لو كانت اول نسخة من الكتاب المقدس الديني الذي ظهر اولا في المنطقة و مازال موجود حتى اليوم، مكتوبة باللغة السومرية او المصرية او البابلية او الحميرية ، لكان الامر منطقي جدا بان يكون هو اول كتاب ديني في المنطقة و خرج من رحم المنطقة و خرح من حقيقتها. 


غير منطقي 



خدعة الزمن الوهمي و التاريخ الوهمي .... السبب الحقيقي و الاول و المباشر في عدم فهم اصل الحكاية.


لان الاصرار على تناول قصص الانبياء في كتاب المسلمين و كتاب اليهود .... دليل على ان هناك نزاع و صراع على نص ديني مقدس قديم واحد، اي نص موجود مسبقا ...... .. و هذا النص عبارة نص الهي مقدس و فيه نبوءة الهية تستلزم نقلها بحذافيرها و بلغتها الاصلية و بدون اعادة صياغة او ترتيب او زيادة او نقصان . 



اي لابد عندها من وجود شيء مرجعي و قياسي يفصل الموضوع. و هذا الشيء المرجعي لابد ان يكون كتاب قديم كان لديه نظام دقيق( ميزان) و كانت تكتب بواسطتة انباء الغيب و النصوص الدينية و هذا الميزان يحتاج الى نظامه اللغوي الذي خرج منه. 


لابد من وجود كتاب مرجع .... و هذا الكتاب سيكشف لنا ما هو الكتاب الاصل و ما هو الكتاب المحرف و المزور. 


{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}


اذن .. فاين هو الكتاب الاصل المرجع الذي سيكشف كل اللعبة ؟! كيف الطريق للكتاب ..... هل هو مخفي .. ام موجود حتى نكشف لهذه الموجة كل اللعبة و التي هي حديثة و قد ساهم الاتراك في تنفيذها . 



{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} 





■ القران الكريم .. من اسمه القران ..... و لا يسمى كتاب ... القران اي مقروء لكتاب .... القران اي قراءة .... و القراءة لا تتم الا لكتاب. 


فمادام القران مقروء كتاب ، فاين هو الكتاب اذن ؟! 


و مادام و ان القران يتحدث عن ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، و فصلت اياته قران عربي، فمؤكد بانه يتحدث للمسلم عن الكتاب الاصل .......... اي الوثيقة الاولى الذي نقل منه جميع المسلمين نصهم الاول السماوي، الوثيقة الاصل حتى لا يضحك عليهم احد . 


من السهولة ان نكتشف بانه مخفي ، لان اخفاءة هو سبب كل هذه الفوضى .... لكن الوصول للكتاب ليس بالامر الصعب .... لو نفكر بشكل منطقي ، من زوايا كثيرة ........ من زاوية الكتابة البشرية الموجودة في المنطقة ..... لانه من المفروض بان الكتاب هو اول كتابة ظهرت في المنطقة . و لا يوجد الا الكتابة التصويرية . 



لكن دعونا نفكر و من زاوية مختلفة ، في كونه عقل واحد من كتب لنا التاريخ و صمم الزمن و صنع الافكار و التصورات.



لان هذا العقل ... قد صنع للمسلم زمن جديد و قصة جديدة بان كتابهم خرج من غرفة مظلمة في مكان ضيق اسمه مكة ......... و جعل اليهود في القصة سابقون لزمن الاسلام..... ثم كتب لليهود تاريخ وهمي يقول بان كتابهم كتب بقرار من حاكم يوناني ( وهمي ) عندما كان في مصر .


الان ........ مادام و ان هذا العقل قد جعل قصة اليهود تبدا من مصر ......... فثق ثقة مطلقة بان ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه موجود في المساجد القديمة في مصر ( المعابد) ..... اول خط كتابي كتب في الارض ... و المكتوب بخطوط التوراة (التي اطلق عليها الغرب تسمية مزورة و هي الهيروغليفية ). 


و ثق ثقة مطلقة ....... بان قصص امون و حتحور و ايزيس و اتون و توت عنخ امون الخ في نقوش مصر .. كلها قصص سحر اسود خبيث حتى تسحر عقول الناس .. تمنع اي مسلم او انسان في الارض من الوصول الى هذا اليقين و الحقيقة المخفية . 


هذه اللعبة و المشروع الضخم كان من ضمن خطة نابليون و الغرب الصهيوني قبل غزوة مصر و المنطقة .... هذا مشروع استراتيجي فكري و ديني و تاريخي لسرقة المنطقة و احتلالها على مدى بعيد ........... يفكرون بهذه الطريقة .. هذه مشاريع استراتيجية لقوى سياسية . 


---------------------


الان ...... لو تاكدنا و تيقنا بشكل مؤكد و قاطع، بان التوراة عبارة عن خطوط كتابية قديمة و ليست اسم لكتاب ديني، و بان القران كان مكتوب بخطوط التوراة .


 فاذن السؤال الهام لماذا يدعي اليهود بان كتابهم هو التوراة ؟. و ما اصل كتابهم ؟، و ما اصل اليهود ؟ 


سبب ادعاء اليهود بان كتابهم هو التوراة ........... هو لان اليهودية صناعة مشروع قوة قديمة هي من صنعتهم ..... بعد ان تمت لعبة ماكرة شيطانية بالزمن و التاريخ .. ... و هي من قامت بتزوير عقول الناس ، و لا يوجد للعهد القديم اي اصل تاريخي ابدا.


 فتلك القوة ...... هي من كتب هذا الكتاب بعد ان استعارت نصوص دينية من كتاب مقدس اصلي خاص بامة اصيلة ، من اجل منحها اصل ديني و علاقة ارتباط دينية و تاريخية بالمنطقة ، لتثبيت عالم مزيف وهمي في المنطقة و العالم، دينيا و زمنيا و تاريخيا، لاختراق المنطقة بعد ان استطاعت هذه القوة اخفاء الحقيقة و اخفت الكتاب و صنعت ذاكرة جديدة للمنطقة و العالم . 


و اما ما هو اصل اليهود ؟ 

 فلا اصل لهم ابدا 


و هذا هو السبب المنطقي ........... الذي يفسر سبب كثرة الكتب و النظريات التي تتحدث حول اصول عديدة و كثيرة لليهود و عدم اتفاقها على اصل ...... و سبب هذه الموجة التي تحاول ان تضع لها بصمة في البحث عن اصل اليهود ...... و سبب عجز الباحثين من معرفة و تحديد اصل اليهود و لا يوجد لديهم دليل مقنع ، لانهم اصلا يفكرون داخل عالم افتراضي صنعته هذه القوة، لان اليهود و بشكل مؤكد اصلهم هو مشروع قوة سياسية ، لقد خرجوا من وعي قوة ... لقد خرجوا من معمل او مختبر صناعي... هذا اصلهم . 


بمعنى اخر .... مؤكد بان اليهودية .......... بدات باستقطاب قبائل اسيوية تركية و قام العثمانين بتوطينهم في المنطقة ..... ثم بتربية اطفال ايتام او اختطافهم او اخذهم من اماكن مختلفة ، و تم تربيتهم على تعاليم ديانة اليهودية و جعلهم يحتفظون بكتاب ديني على انه كتابهم المقدس من يهوه ...... ثم تم نشرهم ، و بعد اجيال و سنين، تتجسد ديانة على الواقع ... تصبح واقع ....... تحمل كتاب ديني و لغة ثانية و تاريخ وهمي و زمن وهمي . 


انهم يستحدثون مجتمعات و اديان، يصنعون عالم جديد، يخلقون مجتمعات بشرية، تم تصميم دائرتها الدينية و الفكرية و اللغوية بواسطة عقول بشرية شيطانية .. انهم ارباب ديانات .. و مجتمعات يقودونها ..... بعد ان استطاعوا سرقة الزمن من الارض عبر حيلة ماكرة . 


اليهود ...... كان تواجدهم في المنطقة، من اجل ثلاثة اهداف


الهدف الاول ........... تثبيت تحريف لمعاني القران في الواقع، اي تجسيد الوهم و الزيف في عقول المسلمين بعد تزوير التاريخ و بانهم كانوا سابقة زمنية موجودين في كل المنطقة .. اما الهدف الثاني كانوا في مهمة اعلامية داخل المنطقة .... تزوير جغرافيا المنطقة ، استحداث مسميات جغرافية جديدة تشابه كتابهم، و ترديد معلومات كاذبة و ترسيخها في المجتمعات، اما الهدف الثالث من اجل عملية تفريخ اعداد اليهود في المنطقة .


القوة التي صنعت اليهود و عملت على نشرهم في المنطقة من مدة طويلة .... هي نفسها هذه القوة التي قامت بتجميع اعدادهم بعد ان قامت بعملية تفريخ لهم في كل مكان و وضعتهم في ارضنا في الشام .  


فهل مازلت هذه الموجة ...... مقتنعة بقصة اورشاليم و ممالك اليهود في اليمن و كل كتب تاريخ حول احداث العهد القديم.




 يا فاضل الربيعي ...... و يا انصار موجة جغرافيا كتاب اليهود في اليمن .... التوراة ليس كتاب ... بل خطوط الكتاب ... و هي خطوط قديمة ، الخطوط الاولى التي كتب بها الانسان في المنطقة ... و هي ايضا الخطوط الاولى التي كتب بها القران الكريم و التي نقل المسلمين منها ... لكن الغرب و بمساعدة العثمانين ... قد استطاعوا صناعة زمن و ذاكرة جديدة مزورة للمنطقة لسرقة المنطقة و احتلالها و استعباد سكانها. 




لذلك ... و بما ان ... هذه الموجة مازلت تعتقد بان كتاب اليهود هو التوراة ... اذن فهذه الموجة تقوم على ضلال و اوهام ... اي ان كل البناء الذي قامت عليه هذه الموجة وهم كبير ... لان كل التاريخ الموجود في كتاب اليهود عالم وهمي من خيال مؤلفين .... و يراد تجسيده على الواقع من قبل القوة السياسية التي صنعت اليهودية . 


اللعبة حديثة نسبيا 


{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ¤ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}


{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} 


.

.

هناك 5 تعليقات:

  1. هل تعرف الدكتور أحمد داوود وقناة ذاكرة العرب وما رأيك فيهم ؟

    ردحذف
  2. انت لا تعرف عن تاريخ اليمن ولا عن خطوط المسند ولاعن اللغة اليمنية القديمة فلا ترد الا عندما تكون عندك الحجة ثم من قال اليمنيين لا يعرفون شيى بل يعرفون ولكن يكتمون المعلومات ولغة القران نزلت بلسان قريش وليس بلسان اليمن

    ردحذف
  3. فلغة اليمن غير لغة قريش غير لغة بلد الحيرة والغساسنة

    ردحذف
  4. شكرا علي هذا التحليل المنطقي يريدون تغيير تاريخ اليمن لتسليمها للمحتل خصوصا انها تواجه اليوم حرب تستهدف تقسيمها لسبع دويلات

    ردحذف
  5. قرات كتاب الهمداني صفة جزيرة العرب لاتوجد اية اشارة لذكر جبل قدس يسميه الهمداني بجبل المغلس الذي يجاور جبل الصلو ثانيا يوضح الهمداني وباكثر من مكان ان بلد اليهود العتيقة وبيت المقدس وايلياء في فلسطين الحالية ضمن اقليم سوريا وايضا يوضح حدود بقية البلدان كمصر وغيرها طبقا للخريطه المتعارف عليها اليوم وهذا يناقض مايفوله فاضل الربيعي بان فلسطين ومصر تقع ضمن اليمن

    ردحذف