الاثنين، 27 مايو 2019

هل مكة هي المسجد الحرام ؟ - 1

هل مكة هي قبلة المسلمين ؟

مؤكد بانه سؤال كبير جدا لو طرح للنقاش ، لكن اعتقد بان الامر لن يكون كبير على المسلم الذي يقرا القران و يهتدي به ،  لان المسلم يتبع الحق، و لان القران  يخاطب المسلم  في نفس موضوع اليوم .

{ وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم}

في هذه الآية:  الله يخاطب الناس بان يتبعوا الرسول حتى لو كان الامر كبير على الناس الا عند بعض الذين هم على هدى الله ، و لا يعني هذا ان ايمان الناس قد ضاع،  فلا علاقة بين الايمان  و بين هذا الامر الذي يعتقده الناس كبيرا و هذا التحول الكبير الذي لم يعتد عليه الناس . 

و هذا درس واضح من القران للجميع، هذا نور من القران يرسم للمسلم طريق مستقيم و واضح و يثبته، فلا يجب ان نربط بين الايمان بالله و بين ادراك امر ما مختلف جذريا ، او معرفة خطأ و كان المسلم يسير عليه،  لان الايمان بالله فطرة داخلك ، بينما اي امر اخر ليس فطرة ، و لا يجب ان نجعل امرا ما نمارسه و مارسه آبائنا ثم ادركنا خطاءه بالموضوع الكبير، حتى لا يمنعنا هذا من تصحيح الخطأ و من اتباع الحق المؤيد بالدليل المادي و  المؤيد ايضا بالقران .

--------------------------------

اعتقد بان اجابة هذا السؤال تحتاج مننا، الى اعادة قراءة كافة نصوص الدين الاسلامي، و كافة نصوص التراث و التاريخ .

و تحتاج القراءة الى دقة و عناية و منهج ثابت عند القراءة ، و تحتاج ايضا الى رسم مخطط ،  و في هذا المخطط توجد عدة  اعمدة .. عمود لجميع النصوص التي تتحدث في الموضوع و مرتب بشكل تصاعدي من القديم الى الحديث،  و عمود اخر لدرجة هذه النصوص و عمود اخر لزمنها و تاريخها .

و عند التعامل مع النصوص ،  فاعتقد بان علينا اولا ان نميز ثلاثة انواع من النصوص في منهجنا :

1- النوع الاول هو النص الديني الاساسي المركزي المقدس و هو في حالتنا ( القران الكريم ).

2-  النوع الثاني النص الديني التفسيري و هو النص الذي يفسر النص الاول و يحمل داخله ذاكرة فكرية عقائدية في فهم النص الاساسي و اسمي هذه بالوعي الزمني للنص و يكون هذا النوع على لسان رموز دينية في مرتبة دينية ثانية .

3-  و النوع الثالث هو نصوص الدين التي تاتي على لسان رموز دينية بدون الاعتماد على النص الأساسي.

--------------------------------

● بالنسبة لتعاملنا مع  النص الديني الاول

عند الحديث عن النص الديني الاساسي فنعني النص الاكثر صحة و قداسة ، و حين نقول الاكثر صحة فنحن نقصد جانبين اثنين ، الجانب الاول هو اعتقاد المؤمنين به بانه النص الاول الصحيح الذي منطلق ايمان المسلم، و اما  الجانب الثاني الصحة في عملية الحفاظ عليه و توريثه جيل بعد جيل .

و من الاسباب الرئيسية التي تجعلنا نضعه في راس القائمة :

لان النص الديني الاساسي المركزي المقدس لا يمكن ان ياتي فجاءة و من فراغ،  فلابد من وجود استعداد قديم لقبول مثل هذا النظام اللغوي للنصوص المقدسة ، و لابد من وجود سلطة مطلقة فوقية داخل المنظومة الثقافية تستلزم الحفاظ على النص و العناية الفائقة بنقله و حفظه، و هذا يجعلنا نفترض ان القران  نص قديمة تم الحفاظ عليه بعناية .
    
السبب الاخر ...... هو وجود ظاهرة فريدة عند المسلمين، و هي ظاهرة حفظ المسلمين للقران كاملا غيبا في صدورهم ، بدون غلط حتى في حرف واحد،  و هذه الظاهرة غير موجودة في اي دين اخر ، و ايضا غير موجودة هذه الظاهرة عند المسلم اثناء تعامله مع الانواع الاخرى من النصوص الدينية، و هذه الظاهرة تجعلنا نعتقد باننا امام ثقافة كان لديها عناية فائقة في حفظ كتابها المقدس. و هذه الثقافة لا تبدو لنا بانها ثقافة طارئة، بل ثقافة متجذرة و راسخة و قديمة جدا، لديها قيم دينية تحفظ النص المقدس حرفيا لكونه اعلى نص مقدس. 

● بالنسبة لتعاملنا مع  النص الديني الثاني

علينا ان نتعامل معه بطريقة اكثر دقة ، لانه لا يملك نفس الخصائص التي بملكها النص الديني الاول ... خصوصا لو كانت هذه النصوص قد ظهرت لاول مرة بعد القران ب 300 سنة .

بالنسبة لموضوعنا اليوم ستكون السيرة هي ثاني نص بعد القران من حيث درجتها ...... لان السيرة هي التي قدمت للمسلم الصورة الاولى لتفسيرات كتابه  المقدس و البيئة و الزمن و الظروف التي خرج منها نصه الديني المقدس . و اعطته المعنى الاول لظهور دينة .

لكن علينا ان نبين نقطة هامة جدا ، و هي بانه من الضروري جدا وجود نسخة اولى من كتاب السيرة النبوية ، لان مستحيل ان نبني بحث او نصل الى حقيقة من واقع كتاب بلا اصل ، او بمعنى اخر لابد من كتاب واحد، لاننا لا نضمن ابدا ان نبحث في موضوع معين في نسخة من كتاب  السيرة النبوية ، ثم ياتي لنا من يقول بان هناك نسخة اخرى ظهرت و تتحدث بخلاف هذا ... عندها سيكون الامر اشبه بسباق بين الحقيقة و بين من يحاول اضاعتها.

من الضروري اعتماد نسخة ، لكن الحقيقة ان اعتماد نسخة ، لا يمنع من الاعتقاد بصحة نسخة اخرى ... و هذا ما يزيد التعقيد.

لذلك سنختار اول سيرة كتبت و الموجودة حتى اليوم، و الحديث عن وجود سيرة اخرى و بان هناك من نقل منها ، فلا معنى له و لا قيمة .

اما بالنسبة لاقول الرموز الدينية الموجودة في التراث الدين،  فسنجعلها وفق ترتيب معين يبدا من :
الرسول
ال البيت و الصحابة

لكن ...... اعتمادنا على هذا الترتيب لا يعني صحتها .... بمعنى اخر ، لا استطيع قبول و اعتماد اي نص على لسان هذه الرموز لتفسير النص الديني الاول بدون معرفة مصدر تلك الاقوال ، لان جوهر المسالة من اين جاءت تلك الاقول .. هل حفظها الناس و تناقلوها، ام ان هناك مصدر و مرجع ما يذكر هذه الاقوال .

لنقل بان المصدر الرئيسي هو كتاب الكليني و البخاري .

لكن ستتكرر لدينا نفس المشكلة السابقة ، و هي بانه من الضروري جدا وجود النسخة الاولى من كتاب الكليني و البخاري ...... لان مستحيل ان نبني بحث او نصل الى اي حقيقة من واقع كتاب بلا اصل ، او بمعنى اخر لابد من كتاب واحد اصل نتاكد و نثق باننا نسير بشكل صحيح و منطقي و علمي، لاننا لا نضمن ابدا ان نستند على قول لاحد الرموز الدينية حول موضوع معين و نبني عليه تصور ما ، ثم ياتي لنا شخص اخر بنسخة جديدة من تلك الكتب و فيها تعديلات جديدة او مقولات جديدة و تعارض مقولة اخرى .

لذلك سنعتمد النسخة المتعارف عليها الان ... و من يدعي بان هناك نسخة مختفية او كلام اخر فليس معتمد.

--------------------------------

الان كيف سيكون ترتيب درجة نصوص التراث الاسلامي ؟

سيكون الترتيب بالشكل الاتي :

1- القران الكريم
2- السيرة النبوية
3- كتب التفاسير
4- كتب الاحاديث

و سنقوم بتجميع كل النصوص من الكتب السابقة ، و وضعها في صفحة على رابط خارجي ، و سنضع في الصفحة نصوص التراث للموضوعات التالية :

قصة الاسراء و المعراج - السيرة
قصة تحويل القبلة - السيرة
تفسير ايات من القران - الطبري
نصوص الاحاديث النبوية عن القبلة - الكليني البخاري مسلم
فتاوى شيوخ - وعي سلطة دينية 

و على هذا الرابط

--------------------------------

قبل مناقشة كل التراث  السابق الذي وصل للمسلم،  دعونا نعمل مختصر للقصة في عدة سطور :

¤ و لد نبي في مكة، العام الذي حاول ملك هدم الكعبة الموجودة في مكة ، عام الفيل ،  في مجتمع كان يعبد اصنام ، و كان يتيم و عاش في كنف جده ثم عمه حتى كبر ، و عندما بلغ 25 سنة  تزوج من امراة و اشتغل بالتجارة و انجب منها ابناء معظمها اناث .

¤ بعد فترة من زواجه ، كان يتعبد في غار في مكة ... يتامل .

¤ في عمر 40 سنة ... جاءة جبريل بان يبلغ قومه الدين و الاسلام، قامت زوجته بالوقوف بجانبه، و تيقن النبي بانه نبي من الله عن طريق رجل (ابن عم زوجته) و يقال انه كان نصراني .

¤ ما بين عمر ( 40 - 43 )  مدة ثلاث سنوات ظل يدعو الى الدين سرا و لم يدعو الا المقربين منه ، من اقاربه و من الاصدقاء المقربين له .

¤ في عمر 43 سنة  ..... بدا يدعو قومه للدين جهرا، فواجه صد و معارضة و اذى كبير من قومه، و امن بدينة قلة من المساكين و الفقراء .

¤ في عمر 51 سنة ...... توفيت زوجته

¤ في عمر 52 سنة .... وقعت له رحلة الاسراء و المعراج و التي فرضت فيها الصلاة.

و ملخص الرحلتين :

كان نائمًا و جاءه جبريل، فأيقظه وخرج به حتى انتهيا إلى دابة اسمها (البراق) تشبه البغل، ولها جناحان، فركب  البراق حتى وصل بيت المقدس، وصلى بجميع الأنبياء ركعتين. وهذه الرحلة من مكة إلى القدس تسمى (الإسراء)

قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}

ثم بدأت رحلة اخرى من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا وتسمى (المعراج). و بعد انتهاء المعراج نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، وركب البراق عائدًا إلى مكة.

وفي الصباح، حكى لقومه ما حدث، فكذبوه وسخروا من كلامه، وأراد الكافرين به اختبار صدقه ، فطلبوا منه أن يصف بيت المقدس -ولم يكن رآه من قبل- فأظهر الله له صورة بيت المقدس، فأخذ يصفه وهو يراه، وهم لا يرونه، وأخبرهم بأشياء رآها في الطريق، وبقوم مر عليهم وهم في طريقهم إلى مكة، فخرج الناس ينتظرونهم، فجاءوا في موعدهم  فشهدوا بصدقه.

كانت هذه الرحلة تسرية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتخفيفًا للأحزان التي مرَّ بها، وتأكيدًا من الله له على أنه قادر على نصرته، و ابتلاء للذين آمنوا حتى يميز الله الطيب من الخبيث.

¤ في عمر 53 سنة .... هاجر من مدينته مكة الى مدينة اخرى اسمها يثرب، و استقبله جميع سكان يثرب من قبيلة الازد الا القليل من المنافقين،  و امنوا به و بني هناك اول مسجد قباء ، و اسس مسجده الرئيسي المسجد النبوي.

¤ في عمر 55 سنة ( 2 من الهجرة ).... جاءه امر من الله بتحويل القبلة من بيت المقدس الى مكة .

في اليوم السابع عشر من شهر رجب في العام الثاني بعد الهجرة النبوية إلى المدينة، تم تحويل الصلاة قبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. كما قيل أن ذلك كان في ثامن أيام المحرم من العام عينه، أثناء الركعة الثانية من صلاة الظهر.

اي بعد مرور ستة عشر شهراً من استقبال المسجد الأقصى ، نزل جبريل بالوحي إلى النبي ، ليزفّ البشرى بالتوجّه إلى الكعبة.

اي بعد ان المؤمنون صلوا نحو المسجد الأقصى حوالي ستة عشرة شهرا إلى أن وقع نسخ هذا الشيء ، بقوله تعالى{ قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيت ماكنتم فولوا وجوهكم شطره}

و يقول العلماء ... بان هذا اول ما نسخ من القرآن ... هو القبلة.

لذلك كرّر الله الأمر بها تأكيداً وتقريراً ثلاث مرّات : الأولى في قوله تعالى : { فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } ( البقرة : 144 )، والثانية في قوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون } ( البقرة : 149 )، والثالثة في قوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم } ( البقرة : 150 ) .

وقد تباينت ردود أفعال الناس تجاه هذا الحادث غير المألوف.

●  أما المؤمنون ...... فلم يترددوا لحظة عن التحوّل طاعةً لله ورسوله، فامتدحهم الله وبيّن لهم أن هذه الحادثة إنما كانت اختبارا للناس وامتحاناً لهم كما قال تعالى : { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }

●  وأظهر بعض المسلمين القلق على من لم يكتب الله له شرف الصلاة إلى الكعبة ممن مات قبلهم، وخافوا من حبوط أعمالهم، وقالوا : يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس ، ؟ فأنزل الله { وما كان الله ليضيع إيمانكم } - يعني صلاتكم

●  وأما اليهود .... فقد عابوا على المسلمين رجوعهم عن المسجد الأقصى إلى الكعبة، وقابلوا ذلك بالسخرية والاستهجان، واستغلّوا ذلك الحدث بدهاءٍ ليمرّروا من خلاله الشكوك والتساؤلات طعناً في الشريعة وتعميةً لحقائقها، وقد حذّر الله سبحانه وتعالى المسلمين وأخبرهم بموقف اليهود قبل وقوعه فقال : { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }

و حسب تفسيرات العلماء ........... بان المسلمين في المدينة استطاعوا أن يجتازوا هذا الامتحان الإلهي، وبذلك نالوا شهادة الله : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } ،  وكان ذلك التحوّل إيذاناً بنهاية الشرك وسقوط رايته، وأصبحت الكعبة قبلةً للمسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

....... سنكتفي بالقصة الى هنا ........

و سنعمل ملخص اخر لكن بصيغة عددية : 

0 ----- بداية الدعوة لدين جديد ( بدون وجود صلاة او مساجد)
13 --- فرضت الصلاة للدين الجديد ( بعد رحلة من مسجد بعيد الى السماء و لقاء الخالق فرض عليه الصلاه )
15 -----  جاء امر للدين الجديد بتحويل قبلة الصلاة ( بعد ان نزل جبريل برسالة من الله يامره بتحويل القبلة )

--------------------------------

■  الصلاة فرضت بعد 13 سنة من بداية الدعوة للدين الجديد ، فتنزل ايه تؤكد هذا الامر ( اية الاسراء ) .... {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}

السؤال :  اين هو النص الصريح الذي يؤكد فرض الصلاة في تلك الاية ؟!

لا يوجد ..... مع ان هناك  ايه اخرى بعدها فيها امر واضح  بتغيير القبلة .

هل لان الاية ترد فيها كلمة مسجد ؟!

اعتقد بانه المدخل الرئيسي الذي جاءت منه رواية فرض الصلاة ، لانه كيف يستقيم لقصة دين جديد و كتاب ديني جديد ثم يتحدث بكلمة مسجد و هو لا يعرف الصلاة اصل،  و بان المسجد هو مكان للصلاة .

لذلك جاءت فكرة فرض الصلاة ، و بان كلمة مسجد بدا من تلك الرحلة .... فيكون الامر منطقي .

ايضا السؤال المعتاد دائما : كيف ان القران يصف القدس بانها  مسجد و هو اصلا لم تكن بعد مكان للصلاة ؟! ... ثم لماذا يذهب خطاب القران الى مكان بعيد عن بيئته الاولى الاصلية ليصفه باسم مسجد، و غير مشغول ببيئته الاصلية التي خرج منها ليصف اماكن قريبة منه بانها مساجد مثلا ؟!

و هذا التساؤلات جعلت بعض العباقرة ... يعتقدون بان هذه الاية كتبت في عهد عبد الملك بن مروان ليعطي المسجد الذي بناه قيمة .

لكن ماذا لو كانت القصة اصلا ليست هكذا ؟!

■ الصلاة فرضت بعد 13 سنة من بداية الدعوة ، و تحديدا بعد رحلة المعراج للسماء العليا و لقاء النبي بربه و عبر مراجعات من جبريل .

الم يكن من الاولى ان تفرض الصلاة و القبلة في نفس رحلة المعرج، مادام و ان الصلاة قد فرضت في تلك الرحلة ، فمن المفروض ان تفرض ايضا القبلة ..... خصوصا و ان الرحلة معجزة كبيرة ... تتطلب الخروج منها باكبر قدر ممكن من الفروض و الالتزامات للمسلم و لا تقتصر على فرض الصلاة فقط . ؟!

لماذا احتاجت الصلاة حتى تفرض لرحلة المعراج ، و لم يحتاج تغير القبلة لرحلة اخرى ؟!

ثم لاحظ الى نقطة هامة ... بان النبي عندما اسري به و  وصل الى المسجد الاقصى ... و قبل صعوده الى السماء العليا و تفرض عليه الصلاة  ... صلى هناك في الاقصى و كان امام للانبياء .

فكيف صلى النبي و أم ايضا الانبياء ... و لم تكن الصلاة قد فرضت بعد  .. و لا يعرف ما هي الصلاة ... و لا يعرف بان الصلاة الجماعية يكون فيها امام و خلفة مصلين ؟!

■ لماذا رحلة الاسراء ؟

حسب كتب السيرة فان السبب الرئيسي لرحلة الاسراء و المعراج من اجل مواساة النبي و الترويح عليه بعد ان فقد زوجته و بعد ان تعرض للصد من الكفار .... و بان الله قادر على نصرته .

لكن هذا يعارض الاية الواضحة .... لنرية من اياتنا ... و ليست لنواسيه او لنطلف عليه . 

الاية تتحدث بوضوح ........ بان الله اسري بالرسول حتى يجعله يرى اية من ايات الله ..... فقط ...... و ليست رحلة للتسلية و النزهة و الترفيه .

■  {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}.

لنتفق ..... بان الاية  نزلت بعد 13 سنة من الدعوة .... لتوكد على رحلة الاسراء و لتوكد فرض الصلاة للمسلمين .

صح ؟

لكن الاية ايضا نزلت ...... لتؤكد ايضا بان الكعبة او مكة قد اصبحت المسجد الحرام بشكل رسمي تماما و معتمد من الله .

صح ؟

السؤال المنطقي : فلماذا الرسول و بعد 2 سنتين من معرفة المسجد الاقصى و المسجد الحرام كان يقلب وجه في السماء، و لماذا مشهد الموضوع يبين حيرة النبي عن معرفة المسجد الحرام، و لماذا يخاطبه الله بانه سيوليه قبلة يرضاها ؟!

الحيرة و تقلب الوجه تدل على ان الرسول ... لا يعرف المسجد الحرام ...... فكيف اسري به اذن من المسجد الحرام  مادام قد عجز عن معرفة المسجد الحرام؟!

فهل يعقل بان الرسول .... قد فقد الذاكرة و لم يعد يعرف مكان مولده او المكان الذي اسري منه ؟ !

■ حسب القصة .... المعراج حدث من المسجد الاقصى و اول صلاة للنبي تمت في المسجد الاقصى .

فالسؤال المنطقي ..... الى اين كانت قبلة النبي و هو يصلي بالانبياء؟!

منطقيا الى المسجد الحرام

صح ؟!

لانه قد تم تعريفه من قبل الله بانه المسجد الحرام ؟!

الا تلاحظ معي ...  بان الصورة الطبيعية التي تترسم في مخيلة المسلم، و هو يقرا هذه الاية .... تتخيل مشهد للنبي و للانبياء و هم في المسجد الاقصى و يصلون نحو مكة ؟!

اعتقد ..... بان كاتب القصة يريد زراعة هذه الصورة في عقل المسلم.

■ متى نزلت الاية الاسراء ؟

بعد عودة النبي من الاسراء نزلت الاية على النبي .. لكن اليست الاية التي نزلت على النبي تسمي الاماكن  بالمسجد الحرام و المسجد الاقصى ؟!

لكن الغريب ان بيئة الرسول المحيطة به لا تعترف بهذه التسميات .. فهي تسمي المكان بيت المقدس ؟!

لكن ...... قد يكون هناك جواب منطقي لان الناس لا تؤمن بمصطلحات القران لانهم كفار و ليسوا اهل دين .

لكن السؤال الاهم .... لماذا الرسول في السيرة لا يلتزم بخطاب الله و هو يخبر قومه بالحادثة ؟! ... هل قال لهم انه اسري من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ام قال لهم من فراشه الى بيت المقدس ؟!

قال لهم من فراشه الى بيت المقدس .

فالسؤال المنطقي .... هل يعقل بان الرسول لم يلتزم بتبليغ رسالة الله و كلماته كما امره الله ؟! .. هل يعقل ان الرسول و هو يدعو قومه و قد تحمل كل تلك المصاعب و الاذي ... قد نسى ان يقول لقومه المسجد الحرام و ليست  الكعبة ... المسجد الحرام ... و بدل بيت المقدس ... المسجد الاقصى.

■ حسب القصة ..... الرسول اسري به ليلا من فراشة  الى المسجد الاقصى ثم عرج به من الاقصى الى السماء العليا، و بعد انتهاء المعراج ركب البراق في المسجد الاقصى و عاد الى مكة ؟!

صح ؟

الا تلاحظ معي بان الصورة متناقضة

لان الرسول اسري به من فراشه في منزله الى المسجد الاقصى تماما ، و القران يقول بشكل واضح ... بانه اسري به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى .

المفروض تكون الصورة المرسومة في الدماغ واحدة ....... مسجد مقابل مسجد ... اي يكون من المسجد الحرام نفسه الى المسجد الاقصى نفسه ... النص واضح و صريح ... و لم يقل القران الكريم :

{سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من منزله الى المسجد الاقصى}

لماذا اخترعت قصة الفراش ؟

لان الله يسميه المسجد الحرام و ليس الكعبة او مكة ، اي مكان خاص بمسلمين مؤمنين و لا يوجد حوله اصنام او اوثان ... و هذا سيؤدي الى تناقض مع الصورة التي ترسمها قصة مكة و قريش و الاصنام .

لان الكاتب لو جعل الرسول ساعتها في المسجد الحرام، فستكون الصورة في عقل المسلم بانه كان ساعتها مسجد او كان الرسول يصلي نحو القبلة و لابد انه كان يصلي نحو القدس من مكة ، و هذه الصورة ممنوعة جدا ، لانها ستؤدي الى تناقض مع الصورة التي يجب رسمها للقصة ، لان حسب السيناريو فالله سيامره بعد سنتين من رحلة الاسراء بان يتوجه نحو المسجد الحرام، ستسبب مشكلة في القصة .. لماذا لم يامره ساعتها .

و لو اسري به من المسجد الحرام نفسه ..... فكيف يعقل ان يكون مسجد و هو اصلا مكان اصنام و شرك و كفر و اوثان ........ و ايضا مستحيل ان يكون النبي نائم داخل المسجد الحرام حتى يسري به.

قصة الفراش و البراق ستساعدنا في حل هذا الشيء .

■ حسب القصة ..... الرسول اسري به ليلا من المسجد الحرام  الى المسجد الاقصى ثم عرج به من الاقصى الى السماء العليا، و بعد انتهاء المعراج ركب البراق في المسجد الاقصى و عاد الى مكة ؟!

صح ؟!

السؤال المنطقي .... هل نطلق عليها رحلة  الاسراء ، ام رحلتي الاسراء ؟!

المنطق يقول .... رحلتي الاسراء .

رحلة من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ، ثم رحلة اخرى من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام .

لكن القران يتحدث بشكل واضح جدا .... بان الله اسرى بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ... فقط ... و توقف المشهد عند المسجد الاقصى ... و بدون عودة الى المسجد الحرام ، حتى يرى من ايات الله .

هذه النقطة ....... هي السبب الرئيسي الذي جعل كاتب السيرة يبتكر قصة البراق لان العملية تحتاج عودة ... حتى لو توقف المشهد عند المسجد الاقصى . فطبيعي بان تكملة المشهد في عقل المسلم سيكون بتخيل البراق و هو يعود الى نفس المكان.

.
.
يتبع

.

هناك 3 تعليقات:

  1. والله حيرتني بهذه المقاله ، كيف لم يتنبه العلماء الأوائل ، أم أن الدين تعرض لتزوير من طرف الأعداء ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، تحياتنا لك

    ردحذف
  2. سلام بارك الله فيك الحمد لله الذي بين الحق أخييييييييييييرا و متى البقية ؟؟؟

    ردحذف
  3. جاء الحق جاء الحق.. اللهم اجعلنا من اتباع الحق

    ردحذف