الخميس، 23 مايو 2019

قصة اليوم عمرها 250 سنة !

حسب السيرة النبوية ، و هو التصور العام الموجود في وعي كل مسلم، بان النبي قبل 1400 سنة هاجر من مكة  الى المدينة لنشر دعوته التي امره الله بها ، و خلال سنتين من مكوث الرسول في المدنية بنى المسلمين مسجدين اثنين، و هما مسجد قباء و المسجد النبوي و قبلتيهما الى القدس ، و  بعد سنتين فقط عندما لم يكن هناك في الارض ساعتها الا مسجدين اثنين و تقريبا 10 الف مسلم، امر الناس بتحويل القبلة من المسجد الاقصى الى مكة .

فهل يعقل و بعد هذه القصة التي عمرها 1400 سنة ، و نلاحظ بان معظم المساجد القديمة في المنطقة و التي بنيت بعد تلك القصة ب 500 الى 1000 سنة ، و نكتشف بان قبلتها متجهة نحو القدس؟!

معانا احتمالات كثيرة حسب نوعية الموضوع:

■ اما ان سكان المنطقة كانوا مسلمين و معاهم مساجد قديمة اقدم من 1400 سنة و قبلتها نحو القدس، قبل ظهور النبي ، ثم جاء اليهم نبي ولد في مكة و طلب من المسلمين في المنطقة بتغير القبلة الى قبلة جديدة هي مكة . و اما ان الرسول الذي ولد قبل 1400 سنة لم يامر الناس بتغير القبلة، و القدس هي القبلة الصحيحة التي صلى عليها المسلمين في المدينة ، و بعد ان انتشر الاسلام في كل المنطقة استمر المسلمين بقبلة القدس ، لان عمر تلك المساجد بنيت بعد ظهور النبي بزمن كبير .

■ اما ان السيرة النبوية سيرة كاذبة وهمية فرضت على المسلمين في زمن ما . و اما ان السيرة النبوية صحيحة ، ماعدا هذه الجزئية التي تتحدث عن تحويل القبلة .


■ اما ان الرسول قد ولد قبل بناء تلك المساجد في المنطقة ، و اما ان الرسول قد ولد بعد بناء تلك المساجد في المنطقة.

■ لو كان الموضوع هو الزمن ، فمعانا ثلاثة احتمالات:  اما ان التقويم الهجري خاطىء كله و اما ان التقويم الهجري صحيح لكن التاريخ خاطىء و اما ان التقويم قد كتب اعتمد حديثا

■ لو كان الموضوع هو الاسلام ، فمعانا احتمالين  :  اما ان الاسلام دين قديم جدا ... وهذا التحول فيه هي تحولات داخلية عادية داخل بنيته يقوم بها الانبياء ، و لا تعني عقيدة جديدة . و اما ان الاسلام دين قديم جدا ... وهذه التحول فيه هو تحول جديد خارجي خاطىء داخل بنية دين .

■ اما بخصوص عمر مكة ، فمعانا احتمال واحد : بان عمر مكة احدث من عمر مدن المنطقة القديمة، و  تلك المساجد في المنطقة  اقدم عمرا من مكة .

لماذا هو احتمال واحد بخصوص عمر مكة  ؟!

--------------------------------

في احد الايام و في جلسة مع بعض الاصدقاء، كنا نتحدث فيها عن موضوعات كثيرة ...... حتى وصلنا الى موضوع حول تاريخ مدينتي .... فانتهز احد الاصدقاء الفرصة و سال صديق اخر يدرس ماجستير في التاريخ سؤال بنوع من الحيرة ، حول تاريخ مدينتنا القديمة، فقال له : لماذا كل شيء مرتبط بلمدينة عمره حوالي 250 سنة و لا يزيد .. بالرغم من ان المكان يبدو قديما؟، من كان يسكن هنا و اين هم و كيف ؟! .

و بدا الدكتور بسرد التاريخ و الزمن و الدويلات و الخ ، و صديقي يقول له  بحرقة : انا اعرف هذا التاريخ و قد حفظته غيبا ،  لكن اين كل هذا ؟ ، لماذا لم يستمر او نسمع بوجودهم اليوم  ؟! .. و ارتفع صوته  :  ما قبل 250 سنة غير موجود في دماغي، ظلام كله .

الحقيقة اني ضحكت كثيرا عندما طرح صديقي سؤاله، و انا اشاهد علامات الحيرة في وجهة، لان هذه الملاحظة كانت موجودة ايضا لدي، و قد مررت بتلك التساؤلات و الحيرة .

كل شيء قديم في مدينتي،  لكن العمر الحقيقي الشعبي المحلي لا يتجاوز 250 سنة ......حتى لو قيل بان عمر بعض مساجدها 1400 سنة ، لكن بشكل واقعي الزمن المحلي عمره 250 سنة . معظم الاسر في مدينتي تاريخهم هو 250 سنة .. معظم القصص الشعبية التي مازالت متداولة و مرتبطة بالعائلات في مدينتي و مازالت في ذاكرة اليوم عمرها 250 سنة ... حتى الاحداث الكبير التي مازالت في ذاكرتنا عمرها نفس العمر . حتى الوثائق و الاصلاحات .... رجال الدين ... شياء كثيرة جدا ،  لدرجة ان اللاوعي الجمعي عندما يريد تحديد عمر ما فهو يحدده بهذا العمر بشكل تلقائي .. كل شيء تقريبا 250 سنة .

ماذا اقصد بالزمن المحلي ؟

لا اقصد الزمن المكتوب في الكتب  ، انا اقصد الزمن الواقعي المحسوس في المجتمع .......... اقصد عمر الذاكرة الشعبية المحلية .... عمر ذاكرة المجتمع المرتبطة بالمكان . 

لكن صديقي الذي ذكر  هذه الملاحظة الدقيقة ... لم يكن يعلم بان ملاحظتة تلك ليست حكرا على المكان الذي يعيش فيه ، بل  موجودة في كل مكان في المنطقة تقريبا .

نعم ... ليست مبالغة ... لقد كانت تلك الظاهرة دائما في بالي لكن مع الوقت و مطالعتي المتنوعة، كانت المفاجئة ... بان  الذاكرة الشعبية في المنطقة عمرها نفس العمر تقريبا، و كان هناك من ضغط زر للزمن على كل المنطقة .

و يستطيع اي فرد في المنطقة ان يلاحظ هذا الشيء لو دقق و ركز جيدا .

--------------------------------

ما هي الذاكرة ؟

لو اعتبرنا الحياة مكونة من شيئين ... بيانات و معلومات . و المعلومات هي معالجة للبيانات. 

فالسؤال : طوال رحلة الانسان في الارض و هو يصادف بيانات من حوله و معالجات لها ، فاين تذهب المعلومات او كيف حفظت تلك المعلومات التي جعلته يصل لوضع اليوم ؟

لابد من وعاء يحفظ المعلومات طوال رحلة الانسان، و هذا الوعاء هو الذاكرة ..... و الحياة فيها ذاكرات عديدة بالاعتماد على وجود كيان عاقل فيها مهتم بتلك الذاكرة.

الانسان له ذاكرة شخصية ، يخزنها في دماغة ، و عندما يكبر و يتزوج و يصبح له ابناء ، تتكون اسرة و ستتكون لهم ذاكرة أسرية ، تخزن في منزل او متعلقات ،و عندما تكبر الاسرة بعد مدة طويلة، تتكون قبيلة  و يصبح لهذه القبيلة ذاكرة ايضا اخرى تخزن في اشعار و قصص  ، و عندما تستقر هذه القبيلة مع قبيلة اخرى في مكان واحد يتكون مجتمع ، و يتكون لهذا المجتمع ذاكرة ايضا لكنها اكبر و تخزن في اعمال المجتمع، و عندما يكبر هذا المجتمع  يصبح شعب و له ذاكرة ايضا لكنها اكبر ، و عندما يهاجر هذا الشعب خلال زمن و يتكاثر ، فانه عندها يصبح امة و تتكون لها ذاكرة ايضا و هي اكبر ذاكرة . 

الانسان ليس الا نموذج مصغر للشعوب و الامم ... و ما ينطبق على الانسان ينطبق ايضا عل الامم ...... و لهذا فعند دراسة الشعوب فنحن ندرسها بنفس المبادىء و القوانين التي يتم فيها دراسة الفرد .

لذلك فنحن عندما نريد ان ندرس ذاكرة شعب او امة  .... فنحن ندرسها  و نتعامل معها كانها مثل الانسان الفرد تماما........ تملك وعي زمني و ذاكرة مثل وعي و ذاكرة الانسان .... و كما ان الانسان له وعي زمني و ذاكرة شخصية ... فالامة لديها ايضا وعي زمني جمعي واحد و ذاكرة جمعية واحدة  .

الان تخيل التجربة التالية :

لو قام شخص بضرب راسك بواسطة عصى غليضة و بقوة كبيرة  ؟

ستفقد الوعي مدة ، و بعد ان تفوق ستكون فاقد للذاكرة .

هل  هذه التجربة يمكن القيام بها ايضا على الشعوب و الامم؟

نعم ....... عبر خطة محكمة و دقيقة .

كيف ؟!

الامة مثل الانسان الفرد تماما ، ياتي وعيها من مصدرين :

1- ذاكرة الماضي الجمعية
2- و ادراك الحاضر .

اين توجد ذاكرة الامة ؟

ذاكرة اي امة  .... موجودة في النصوص الكتابية التي دونتها هذه الامة طوال رحلتها الزمنية و التي اوصلتها لوعي الشعب او الامة . ذاكرة الامة موجودة في السجلات الكتابية القديمة ..... الارشيف القديم .

ماذا  لو  تم سرقة  هذا الارشيف او اخفاءه او تزويرة و كتابة ارشيف جديد لها ؟!

سيتم طمس ذاكرتها القديمة، و سيتم كتابة ذاكرة جديدة لها . اي انه سيتم صناعة امة جديدة من امة قديمة ........... سيتم صناعة امة جديدة بوعي جديد بعد الغاء الامة القديمة داخل هذه الامة . 

ستسرق امة كاملة

بل ان الاخطر ....عندما يتم استبدال الارشيف الحقيقي الذي يحتوي على معلومات حقيقية صادقة ،  بارشيف فيه عالم وهمي غير حقيقي.  ستجعل هذه الامة تعيش بوعي و لا تشعر بالمحيط من حولها .

و هذه الفكرة لخصها مؤرخ تشيكي بقوله :

" لتصفية الشعوب، نبدا بمسح ذاكرتهم، ثم نتلف كتبهم التي تحوي ثقافتهم و تاريخهم، ثم ياتي شخص اخر ليكتب لهم كتب اخرى، و يعطيهم ثقافة اخرى، و يبتكر لهم تاريخ اخر ، ثم بعدها يبدا الشعب بالنسيان تدريجيا ، من هو!، و كيف كان!، و العالم الذي حوله سينساه ايضا بسرعة."

في تاريخ الشعوب و الامم ... تظهر اشياء  تصنع تحولات و انقلابات تاريخية .... مثلا كانت الزراعة منعطف تاريخي في حياة الشعوب، و كانت الكتابة  منعطف تاريخي .

السؤال .... ماذا لو  ان هذه الامة مرت بمنعطف تاريخي خطير، و هذا المنعطف هو  بداية ظهور الطباعة و الورق .
--------------------------------

الان لنطرح السؤال الرئيسي حول قبلة المساجد القديمة في المنطقة :

لماذا الدهشة و الاستغراب و الحيرة هي ردة فعل اي انسان في المنطقة، عندما يكتشف بان معظم المساجد القديمة في المنطقة قبلتها ليست نحو مكة ؟

اعتقد بان تلك التجربة السابقة تم تنفيذها في المنطقة . من قبل قوة خارجية و عبر ايادي داخلية لبست لباس داخلي، و تمت العملية خلال حقبة زمنية طويلة .... عبر تدمير ارشيف قديم و تزوير ارشيف اخر ....ززز. فضاعت ذاكرة هذه الامة القديمة الحقيقية الواقعية و استبدلت بذاكرة جديدة موجودة في كم هائل من الكتب التي طبعت في فترة ما .

فاصبحت الشعوب تعيش داخل هذه الذاكرة الجديدة الوهمية الموجودة في تلك الكتب ، و فارقت الواقع المحيط بها و بدات تنساه و لا تشعر به و اصبحت تجد عجز في تفسير اسباب الواقع من حولها .  .

اعتقد بان اي شعب او  امة تملك وعي زمني غير صحيح، و ذاكرة سحرية، و فانها تصبح لا تنتمي للواقع ، تفارق الواقع، و لا تشعر بالواقع ، و تعجز عن تفسير الواقع، و تضع تفسيرات غير منطقية لواقع حقيقي مثبت .... تصبح ذاكرتها الجديدة هو المفكر به، و يصبح الواقع هو اللامفكر به ... تصبح الذاكرة الجديدة هي المتسيدة على الواقع، و تقدم على الواقع .... و هذا هو العمى .

--------------------------------

في احدى الحوارات ذكر صديق من العراق ، ملاحظة حول اسباب ظهور كل هذا التقدم و العلوم خلال فترة قريبة ، و يعتقد بان العالم ليس عمره هذا العمر ..... و اعتقد بان ملاحظته صحيحة جدا.

لكن السؤال : كيف نستطيع ان نجد مقياس زمني للذاكرة يسلسل اي حدث او معلومة بمرجعية ثابته  ؟

اعتقد بان مقياس الزمن صعب نوعا ما ... لكن ليس مستحيل.. لكن سنفترض طريقتين اثنتين :

بالبحث عن مقياس طبيعي ثابت او نصنع مقياس خاص بنا .

بالنسبة للمقياس الطبيعي .. سيكون عبر ظاهرة طبيعية تصنع لنا ساعة زمنية دقيقة و يكون عبرها تسجيل الاحدث في كل مكان و بسهولة ..... و ايجاد هذا الشيء سيكون حل نهائي يضمن توثيق الحدث و عدم تزويره .

اما بالنسبة لصناعة مقياس.......  فلدينا التقويم، لكن مشكلة التقويم ان التقويم يخضع للتزوير، خصوصا عندما يوضع تقويم لامة، و لا توجد اي وثيقة تؤكدة او حضور شهود من كل مكان لاعتمادة و تاكيده ، لابد ان يكون صناعة التقويم اتفاق شعب او  امة و ليس عمل فردي من قبل شخص و تعيش امة على تقويم لا تعرف مصدرة، و يمكن عبر هذا التقويم تاليف تاريخ بشكل مفتوح و تعديله .

لذلك ....لو فكرنا بالزمن و اهميته للذاكرة ، سنجد بان الزمن لا يمثل مشكلة بالنسبة لذاكرة لانسان كما هو للشعوب و الامم، لان الانسان زمنه صغير مقارنة بزمن ذاكرات اخرى و خصوصا ذاكرة امة .  عندما يصل الوعي لمستوى الشعب او الامة يصبح الزمن مهم جدا لذاكرتها.

هل ابتكرت هذه المنطقة مقياس للزمن خاص بها ؟

اعتقد نعم .... و لم نعد نستوعبه.

فقد كان لدى هذه الامة نظام دقيق في تحديد الزمن ، و هذا النظام هو الانبياء و النبوءات، و هذا هو  الجواب الحقيقي حول اسباب ظهور الانبياء في هذه المنطقة دون سواها. النبوءات الالهية هي البنية الثقافية لهذه الامة . لان هذه المنطقة  خرجت من كتاب يحوي انباء المستقبل .

الانبياء ليسوا اشخاص .......... ياتون بدين جديد او كتب لاديان جديده ، بل يقدمون  نبوءات الهية . لاجل اصلاح الزمن .

لماذا اصلاح الزمن ؟

لانه براي ... ان كل الخراب الذي يحدث للعالم بسبب الزمن، و طوال رحلة الانسان في الارض ، و الزمن هو المشكلة الرئيسية . لان صناعة زمن وهمي سيصنع احداث وهمية ، و يعيش الانسان عليها كحقيقة، و  هو تدمير للحقيقة و الطبيعة و الفطرة البشرية .

و هذا ما حدث للمنطقة .

و القران  قد خرج من تلك البنية القديمة جدا، خرج من ذلك الكتاب السماوي، و هو نباء عظيم لاصلاح الزمن و نسف الاباطيل  التي وضعت للزمن .

--------------------------------

الان كيف نصلح زمن شعب او امة و نستعيد ذاكرتها القديمة ؟!

بشيئين اثنين :

اصلاح الزمن و استعادة الارشيف القديم.

و اعتقد بان هذا هو جوهر خطاب القران .

{فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ¤ ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}

{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}

--------------------------------

دعونا نعود لسؤال صديقي :

لماذا كل شيء في ذاكرتنا الشعبية عمره 250 سنة تقريبا ؟

سافترض انا جواب .

هذا العمر هو الحد الفاصل بين الواقع و الوهم، بين العالم الحقيقي و العالم الوهمي. و هذا العمل بداية صناعة زمن جديد ... او بداية صناعة الذاكرة الجديدة لهذه الامة .

لكن لماذا هذا الزمن تحديدا ؟

مادام و ان مقياس الزمن الدقيق لهذه الامة كان قائم على الانبياء و  النبوءات الالهية .... والتي هي البنية الاساسية الثقافية لهذه الامة ..... فاعتقد بانه قد حدثت لعبة بالانبياء في ذلك الحد الفاصل . و عندما نقول لعبة بالانبياء فطبيعي اننا نقصد الزمن . لان النبي هو الزمن ... هو اعلان زمن ... و ظهور زمن جديد . 

الان :

ما هو التفسير الحقيقي لكون القبلة في معظم مساجد المنطقة في اتجاه القدس و ليست نحو مكة ؟

انا ساقرا كتاب الواقع باعتبار اني شخص لا يعرف كتب ورقية .

عندما نجد قبلة المساجد القديمة نحو القدس في معظم دول المنطقة، بينما القبلة المتعارف عليها الان هي نحو مكة ..... ثم نلاحظ بان تلك المساجد تبدو قديمة جدا ..... بينما بناء مسجد مكة حديث جدا ...... فمؤكد بانها قبلة حديثة و  هناك من حول القبلة ، منذ فترة قريبة نسبيا .

--------------------------------

الا يمكن ان تكون كل القصة حديثة ، بينما نحن نعتقد بانها قديمة ؟!

من 200 الى 250 سنة ... لما لا يكون هذا هو عمر كل القصة ؟!

عندما تجد جل كتب التراث الذي وصل لنا، حاولت اخفاء اي اشارة نحو الاهرامات و بشكل غريب و محير ،  و كان التراث كتبه وعي واحد. فهذه الملاحظة تجعلنا نعتقد بانه كان هناك وعي .....و قد تعمد عبر مشروع من صناعة ذاكرة جديدة ممسوح منها واقع من حولنا ، كان يريد مسح الاهرامات من ذاكرة الناس و هذا الشيء يجعلنا نتتبع خطوات و تحركات هذا الوعي ، لان هذا البناء الضخم الذي لا يمكن ان يتعرض لهذا التجاهل و هو بكل هذه الضخامة الا لان خلفه سر  يخص من تم مسح ذاكرتهم .

لكن الغريب..... ما ان يظهر نابليون في مصر، فتظهر معه الاهرامات،  و نكتشف  وجود هذه الاهرامات في الارض و نبدا نتعرف عليها.

ليست الاهرامات فقط ...... بل كل نقوش المنطقة، الهيروغليفية و المسمارية و المعابد ... الخ . فقبل وصول نابليون للمنطقة غازيا ، كانت كل نقوش المنطقة و اثارها مختفية من الارض ... الغرب وحدهم من اخرجوها لنا ... و نحن طوال الزمن لم نكن نشاهدها ابدا . لان التراث الذي وصل لنا لا يتحدث عنها ابدا .
 

الان لو دققنا في الزمن سنجد بان عمر ظهور نابليون في المنطقة  هو 250 - 200 سنة  ........... و هو نفس العمر تقريبا الذي ذكره صديقي .

و عندما قدم نابليون للمنطقة ، فكر بانشاء دولة لليهود و عاصمتها القدس لتدير اطماع دولته في المنطقة (  القدس التي معظم مساجد المنطقة القديمة قبلتها نحوها ) .

200 الى 250 سنة

الصدفة انه بعد هزيمة نابليون و خروجه من مصر ، ذكرت مكة لاول مرة في التاريخ المعاصر ،عندما خرج جيش من مصر بقيادة محمد علي باشا ليسترد مكة من جماعة ال سعود و محمد بن عبد الوهاب التي احتلتها .

عمر مكة في التاريخ الحديث 250 - 200 سنة  ايضا .

محمد علي باشا اول حاكم في العصر الحديث يحج لمكة ، و هو اول من قام بعمل تقليد  كسوة الكعبة من مصر .

عمر هذا العمل  250 - 200 سنة  ايضا .

تقريبا ..... المنطقة كلها انتظرت 300 سنة منذ ظهور الالة الطابعة ، عندما ادخل محمد علي باشا الالباني  الطابعة لمصر،

عمر الاله الطابعة في مصر هو 250 - 200 سنة . تقريبا .

نفس العمر الذي تحدث به صديقي .

الان ... السؤال المنطقي :

هل قامت تلك الالة الطابعة ... بطباعة الذاكرة الجديدة لسكان مصر و المنطقة ، و جعلتنا نعتقد بان القصة قديمة ، هل تلك الاله هي التي كتبت كل هذا التراث و نحن نعتقد بانه قديم ، و هل تلك الطابعة من كتبت قصة مكة و صنعت زمن جديد للمنطقة ؟

هل القصة عمرها 200 الى 250 سنة ؟!

هل هذا هو الحد الفاصل بين الواقع و الوهم، بين العالم الحقيقي و العالم الوهمي. الحد الفاصل بين الذاكرة القديمة و الذاكرة الحديثة .. بداية صناعة زمن جديد و مسح الزمن القديم .. او بداية صناعة الذاكرة الجديدة لهذه الامة  .

و اما  السؤال الاهم :

هل القران باعتباره كتاب انبياء يستطيع ان يقدم لنا جواب دقيق يحسم الامر ؟

اعتقد نعم

.
.
.


هناك تعليق واحد:

  1. يمكن الرجوع لارشيف الدوله العثمانيه التي حكمت المنطقه وبها وثائق عمرها اكثر من ،250 سنه وفهم الماضي والتيقن من تاريخ الذاكره الشعبيه

    ردحذف