‏إظهار الرسائل ذات التسميات التاريخ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التاريخ. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 9 أبريل 2020

فاضل الربيعي و احمد داوود - الحق الغائب عنهم

دعونا نتخلص من الحساسية تجاه اي نقد نطرحه، و حتى و ان كان يحمل نوع من الحدة ( و هو خطأ ) فنحن منشغلين بنقد منطق و فكر  ، و نحن لا نتعرض اطلاقا لشخصيات مفكرين اطلاقا ، بالعكس فنحن نحبهم و نبجلهم و نقدرهم .

نحن ننتقد منهج فكري فقط، و من الخطأ التعليق على اي نقد بانه كتبه شخص يستجحش الناس او شخص يحاول ان يصعد على حساب قامات ...  لا يجب ان يكون هذا هو التصور ... يجب ان يكون النقد موجه للمادة فقط .. بدون ادخال الاشخاص .

ثم السؤال : لمن يكتب مفكرينا كل هذه الكتب ؟!

اليس للجميع لاجل قراءتها ...... اذن فمن حق القارىء نقدها بدون تحسس او اي تفسير اخر ........ لانه من الخطأ تحويل الانتاج الفكري مهما كان حجمه الى صنم شخصي، لان المعرفة ستصبح  مقتصرة على ما يقوله شخص معين مهما كان هذا القول ،  و ليس ما مدى صحة اي قول . .

لا اريد ان اكرر حديثي الدائم في اي موضوع يتطرق لانتاج مفكرين لدينا، من اجل كسر حاجز نفسي يتكرر دائما عندما نتطرق لنقد اي فكر ..... فانا احب و احترم المفكر فاضل الربيعي و احمد دواوود و مكتبتي تحوي انتاجهم .

و يحق لنا نقد انتاجهم .... صحيح نحن لا نصل الى المستوى المعرفي و الفكري، لكن هذا لا يمنع اطلاقا من نقد انتاجهم .. و حتى نتخلص من هذا الحاجز .. فيمكن اعتبار الموضوع طالب يعرض نقطة غابت عن الأستاذ .

لماذا انا مركز بشكل متواصل على هذا الجانب ؟

هنام البعض يعتقد بان الموضوع هو عقدة داخلي ناحية فكرة معينة تتكرر في انتاج فاضل الربيعي او احمد داوود، لكن الحقيقة بان الامر ليس عقدة اطلاقا، و لكن لان الافكار التي تتكرر لدى فاضل الربيعي و احمد دواوود هي نقاط جوهرية تسبب في زيادة صعوبة خروج الناس من الوعي الصهيوني الجاري في المنطقة  ... هكذا ارى .

---------------------

الان اسمحوا لي الحديث براحة في نقد منهج الفكري و شرح الموقع الحقيقي الذي يتواجد فيه انتاج المفكرين فاضل الربيعي و المؤرخ و احمد داوود ... و بدون حساسية .

في اي موقع يتواجد فاضل الربيعي و احمد داوود ؟!

في المستطيل الاخير الموجود في الصورة ... بشكل مختصر .

لماذا ؟

بنية الانتاج الفكري لفاضل الربيعي و احمد دواوود يقوم على اساس جوهري صلب هو نظرية التطور و الاساس الاخر هو الاعتماد على نصوص الاخر و اعادة تاويلها فقط .

  التطور هو القاعدة المتحكمة بانتاجهم بشكل واضح ......  و هذه النظرية التي يسعى الغرب لجعلها عقيدة و ركيزة المعرفة و التي اثرت على جوانب كثيرة في علوم اخرى و خلقت بنية معرفية تفسر العالم بنفس فكرة التطور ... و هذا سينعكس على كل عملية تفكير في الظواهر من حولنا .

كيف ؟!

■ بالنسبة لفاضل الربيعي

فاضل الربيعي يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخيه صحيحة و يؤمن بانها صحيحة، و يسميه دائما بالتوراة ،لكنه لا يعتمد القراءن في انتاجه ابدا .

مع انه من المفروض ان يعتمد القران كوثيقة تاريخية كما يعتمد كتاب اليهود كوثيقة تاريخية و يجعلها اساس و مرتكز في قراءة التاريخ ... خصوصا و القراءن اصل له و ينتمي له اكثر من كتاب اليهود، و قد تكون هذه النقطة سبب في ادراكه لشيء غاب عنه و هو لا يعرف .

فمثلا القراءن يقول لفاضل الربيعي : {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

فالقراءن يمدح التوراة و لا يذمها ابدا ...... و هذا الخطاب في القراءن الواضح و الصريح و الامر فيه،  سيجعلنا نعتقد بانه من المفروض بان المسلم سيحمل معه ( التوراة ) بجانب ( القران ) ... او بمعنى اخر سيكون ( كتاب اليهود ) بجانب ( القراءن ) مع المسلم اليوم .

اي انه من المفروض بان المسلم يحمل ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) معه اليوم ... و عندما سيحمل المسلم ( كتاب اليهود ) و ( القراءن ) سنكون في وضع غير صحيح .... لان ( كتاب اليهود ) يوجد فيه قصص مختلفة تماما عن القصص في القراءن ... فايهما التوراة عندئذ ؟!

في القراءن توجد قصة ( ابني ادم ) ... و في كتاب اليهود قصة ( هابيل و قابيل ) .. . فايهما القصة الصحيحة ؟!

في القراءن ترد القصة كنبأ و في كتاب اليهود ترد كقصة من الزمن الماضي ...... و هذه النقطة التي لا يريد ان يستوعبها فاضل الربيعي .

كيف ؟!

هناك فرق بين قصص الشعوب و بين النبأ ، قصص الشعوب تسرد للتسلية و التربية ، بينما النبأ قصة ستحدث في الواقع و يجب ان يعلم بها الناس، و هذه الانباء هي الاداة الجوهرية التي خرجت منها ثقافة الانبياء في منطقتنا .

لكن فاضل الربيعي ينظر للمسألة من جانب تطوري فهو مثلا يعتقد بانه لا يوجد شيء اسمه سرقات في الاديان، و بان كلمة سرقة منطق خاطىء .......  فهي بنية دينية واحدة لاصل ديني واحد و اتخذت اشكال متعددة لجوهر واحد بسبب الزمن ، فمثلا يعتقد بان قصة هابيل و قابيل في كتاب اليهود هي قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة كانت في اديان سابقة تتحدث عن اثنين وقع بينهما خلاف، و في الاسلام تطورت تلك الحقيقة حتى وصلت للصياغة الموجودة في القراءن .

لكن الامر مختلف في حالتنا ... لان النبأ لم يقله احد قبل النبأ، هو نبأ حديث نزل و لا يفهم الا بنفس الصياغة الذي موجود فيه و باللغة الاصلية الذي نزل به .

اي ان كل قصة تشابه النبأ ستكون قصة كتبت بعد النبأ و لا تحمل داخلها اي حقيقة، و لا معنى لها ، بل انها في وظيفة لمنع و قطع وصول النبأ للناس ... خصوصا لو جعلت لهذه القصة عمر اقدم من النبأ ... عندها ستكون انت سارق و قد قمت بهذا العمل حتى توقف الزمن على اصحاب النبأ .. ستكون وظيفتك صناعة فساد .

هناك امر صريح في القراءن للمسلم بان يكون معاه التوراة ، لكن نجد المسلم اليوم لم يأخذ كتاب اليهود و اكتفى بالقراءن، بل يعتبرها محرفة .

و اذا كان كتاب اليهود هو التوراة حسب اعتقاد الربيعي ، فما الفائدة عندما يامر الله المسلم بكتاب اليهود ، و التي ستكون مع المسلم و القصص التي في كتاب اليهود هي نفسها قصص القراءن ؟! ، بل سيحدث تناقض و تعارض شديد عند المسلم ...... فالمسلم لا يعرف الا الله  و في كتاب اليهود اسمه الاله ( يهوه ) ، فهل الله يغير اسمه من كتاب الى اخر و هل يجب على المسلم تعلم العبرية حتى يقرا كتاب اليهود، ام سنقوم بترجمة كتاب اليهود الى العربية حتى نستطيع قراءته .

لكن اذا كان كتاب اليهود ليس التوراة و القراءن يمدح التوراة جدا، فمن المفروض بان المسلم معاه الان التوراة بجانب القران .. لكن لم يحدث هذا الشيء ... لماذا ؟!

لان القراءن هو مقروء ( قران ) التوراة ............. لان الخطوط الاولى الكتابية  التي كتب القراءن بها تسمى ( التوراة ) ... فمثلما ان المسلم يقدس القراءن كلام الله فالمسلم كان يقدس التوراة ايضا خطوط الكتاب.

لكن التوراة اخفيت عن الناس بواسطة قوة و بسبب اخفاءها تمكنت هذه القوة من كتابة كتاب اليهود و الذي جعلوه يشابه  القراءن ليحسبه فاضل الربيعي التوراة و من دين واحد جاء من عند الله .

ثم تم جلب جماعة بشرية من اسيا و اعطي لها هذا الكتاب الجديد الذي يشابه القراءن ، ثم كتب لهم تاريخ افتراضي داخل تقويم زمني غربي افتراضي داخل بيت فاضل الربيعي، و بعدها  قاموا بتوطينهم في بيت فاضل الربيعي ........ و بعد فترة قاموا بتجميعهم الى داخل غرفة في بيته .

و بسبب غياب هذه الشيء عن فاضل الربيعي ....اصبح فاضل الربيعي يتواجد في المستطيل رقم ( 3 ) .

و اصبح فاضل الربيعي داخل المستطيل رقم ( 3 ) محتار حول اصول هذه الجماعة التي احتلت غرفة في بيته ، بسبب عدم وجود اي اثر لهم في الغرفة التي هم الان موجودين فيها .....و لكي يحارب شرعية وجودهم في احدى غرف بيته، و بعد بحث وجد بان هولاء اصلهم الحقيقي في غرفة اخرى داخل منزله، و بان الاوصاف في كتابهم تنطبق على الغرفة الاخرى بل ان كتابهم كتب في الغرفة الاخرى.

لكنه لا يقول بانه يجب نقل هذه الجماعة من الغرفة الي يتواجدون فيها حاليا الى الغرفة الاخرى، بل يقول بان اصولهم الحقيقية الاولى فقط، و بانهم اصلا عرب قدماء عاشوا قديما في تلك الغرفة الاخرى ثم تشتتوا في كل غرف البيت بعد ان قام شخص من البيت بسبيهم  و اليوم تم تجميعهم لغرفة في بيته .

و كل هذا الشيء لان فاضل الربيعي ... لم يكن شاهد على الواقع في فترة دخول المحتل لبيته و هو يقوم بتوطين هذه الجماعة البشرية داخل غرف بيته لانه لا يملك وثائق  عن تلك الفترة ، فالطابعة لم تدخل له ساعتها ......... ثم بعدها ادخل الطابعة و اخرج له تاريخ افتراضي لصناعة اصل قديم لهم في بيته، ثم بعد 150 سنة قام بتجميعهم لغرفة داخل بيته و خرج المحتل من بيته.

و هذا الشيء لا يستطيع فاضل الربيعي ادراكه ... لانه اكثر التصاق بالكتب ، و يقرا واقع بيته من داخل الكتب التي كتبها المحتل الذي جعل تلك الجماعة تحتل احدى غرف بيته، و غاب عنه قراءة الواقع بدون الاعتماد على اي نصوص تنتمي للاخر ... و اهمل نص اصيل و صحيح كوصية و موجود في بيته  ... وصية من اجداده حتى لا يتوه داخل هذه اللعبة و هو ( القراءن) التي تشرح له كل اللعبة  ....... و استبدله بكتاب اليهود و نصوص المحتل الذي احتل غرفته و جعل اليهود فيها .

و ايمانه بكتاب اليهود كوثيقة تاريخية صحيحة  و تخليه عن القراءن هو السبب الذي صنع داخله هذا المنهج القائم على هذه الاسس .

1- نظرية التطور ( الاديان تطورت حتى وصلت للحالة الحالية )
2- الاعتماد على نصوص المحتل ( كتاب اليهود كتب تاريخ غربية ترجمات غربية لنقوش قديمة )
3- اهمال الواقع .

و هذه الاسس ...... هي التي وضعته في المستطيل رقم (3) و الذي صممه له المحتل ......... و جعل انتاجه محصور في خانه صنعها له المحتل ... و افرزت نظريات تتماشى مع تصورات الغرب .

فمثلا ... هذه الاسس جعلت فاضل الربيعي ينظر للتوراة ككاتب يمني قديم و هو كتاب اليهود، و اصبح يرى العالم قديما من منظور هوياتي، و تناسى ان 450 مليون انسان في المنطقة، في العراق في الشام في اليمن في مصر في النغرق . يملكون قراءن يقول لهم بان التوراة كتاب هداية و نور للناس جميعا و لا يحمل اي صفة مناطقية،
و اصبح يرى العالم قديما شعوب متعددة بلغات و اديان، و نسى رؤية الواقع بانه يملك وحدة يناقض هذه التصورات الموجودة في كتاب اليهود .

لو تدبر القراءن الذي ورثه من اجداده سيجد بانه يقوم على اسس مختلفة تماما عن الاسس التي بنى عليه منهجه .

1- فلا يوجد تطور في الدين في القراءن .. هو دين واحد .

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}

2- الناس كانوا امة واحدة ... منذ البداية

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

3- التوراة هداية و نور للناس و ليس كتاب يمني

{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

4- كتاب اليهود لعبة ليحسبه الناس هو التوراة

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

----------------------------

■ بالنسبة لاحمد داوود

اعتقد بانها بنية واحدة تماما ... لدى احمد داوود و الربيعي ... تقوم على نظرية التطور و على الاعتماد على نصوص الاخر المحتل و الثقة بها ،  و اهمال الواقع و اهمال القراءن .

لكن احمد داوود يتميز بانه عشق نظرية التطور ، و هذه النظرية هي لب انتاجه، فهو يقرا التاريخ بشكل تطوري بحت في فهم الاديان و الاساطير و اللغات . 

هو يعتمد على كتب الغرب اليونانية بدرجة كبيرة و  التي كتبت عن المنطقة في قراءة التاريخ ، و هذا الشيء جعله يرى العالم بصورة يونانية و بان كل هذا العالم خرج من الحضارة السريانية ( اليونانية ) .

يعتقد بان كل ما هو موجود في كتب اليونان نصوص صحيحة كتبت قديما، و مؤمن بصدقها حتى لو جعلته يدخل الى الفضاء السحري، فهو يعتقد بان الواقع قديما كان يخضع لتلك القوانين الموجودة في كتب اليونان ...... بسبب حجم الكتب السريانية اليونانية التي هي اساس الحضارة .

و هذا الشيء انعكس على انتاجه و نظرياته

فهو يرى مثلا بان جغرافيا كتاب اليهود في عسير ،  و يعتقد بان كتاب اليهود اسمه التوراة ..... تماما مثل نظرية الربيعي.

و يعتقد بان اللغة العربية كانت في بدايتها تسمى ( عرباء ) ... لان البداية يجب ان تكون الكلمة مختلفة عن التسمية اليوم، لان قانون التطور سيفرض منطق التحول عن الكلمة الاصل  حتى يصبح اسمها ( عربية ) .

ايضا يعتقد بان اللغة السريانية و التي كتب بها نفس كتاب اليهود هي لغة سابقة للعربية، تماما كما يعتقد فاضل الربيعي بان كتاب اليهود هو التوراة و سابق للقراءن .



لكن بالنسبة لاحمد داوود فهو تخصص لغات و اساطير .

احمد داوود لانه تخصص لغات ، فهو يعتقد ايضا بان بداية اللغة كانت لغة مختلفة و غير محكية اليوم ... لان وعية يعتمد على التطور . فهو مثلا يعتقد بان اول لغة لابد ان تحوي مفردات مختلفة عن مفردات اليوم ... و مفردات اليوم تطورت عن تلك المفردات القديمة .

فمثلا حسب منطقه ...بان اللغة الاولى كان الانسان يطلق على الحيوان الذي ينبح اسم ( كب ) ثم تطورت اللغة و اصبح الناس يطلقون عليه اسم ( كلب ) .

هذا هو التصور الجوهري في ادراك اللغة عند احمد داوود .

لكن الحقيقة لا اعلم لماذا لا يريد ان يفهم بانه لا توجد كلمة اسطورة في العربية حسب التعريف الذي يقدمه و بانها قصة تحمل داخلها حقيقة قديمة ، لان كلمة الاساطير في القراءن تعني الكتابات .

و هذه النقطة التي لا يريد ان يفهمها

لان جوهر الموضوع ... اين هي كتابات اليونان القديمة و التي يمكن الوثوق بها من اجل كتابة تاريخ صحيح او معرفة حركة الاديان ؟!

لا يوجد

احمد داوود يعتمد على كتب مكتوبة بطابعة حديثة جدا لكنه يعتقد بانها نصوص تصف عالم قديم، فكيف يمكن علميا اخراج نظريات صحيحة لواقع قديم عبر نصوص طابعة حديثة ؟!

اين هي كتابات الاولين الموجود فيها كل تلك القصص التي يسميها اساطير و يتناولها و يعتقد بانها كانت تصورات الانسان في الارض ؟!

لا يوجد

احمد داوود لانه لا يريد ادرك المستطيل (2) ..... فهذا الشيء جعل موقعه يصبح في المستطيل رقم ( 3 ) ... و كل انتاجه محصور داخل المستطيل ( 3 ) و لن يخرج من تلك الدائرة .

كيف ؟!

كلمة اساطير الاولين في القراءن تعني كتابات الاولين ، يعني القراءن يقول لاحمد داوود بان ماهو في القراءن موجود نفسه في كتابات الاولين و بلسان عربي مبين ( لغة عربية ) ... و هي الاسماء الاولى التي وجد الانسان معها في الارض ... اللغة الاولى ( اللسان الاول )

يعني كلمة ( ادم ) منذ قديم الزمان في وعي الناس، و  كانت  الامم القديمة تعرف شخص باسم ( ابراهيم ) .. بهذا الاسم.

و الامم القديمة كانت تعرف بان الكون له خالق و اله واحد تماما مثل احمد داوود اليوم . 

لكن احمد داوود لا يريد ان يقرا واقع المنطقة جيدا ، و لا يريد ان يفهم معنى الاسماء الاولى و معنى ان العقيدة لا تتطور و البداية هي عقيدة واحدة و لسان واحد و نقطة واحدة فقط .

و هذا الشيء جعله يعتقد بان كل الاساكير التي كتبها اليونان و يكتبها الغرب من نقوش المنطقة صحيحة و بانها كانت قصص الاولين ، و هذا الشيء جعله يؤمن بان كل الشعوب كانت لهم اسطورة متشابه واحد في الخلق و الخ  ... و  التشابه بينها هو دليل على انها من اصل واحد و داخلها حقيقة .

و كلامه صحيح جدا ... لكن ليس بمثل تصوره

لان كل تلك الاساطير خرجت من اصل واحد فقط و هو الغرب يقوم بسحر الناس بعالم خرافي فقط .. و احمد داوود يعتقد بانها قصص جرت على مدار قرون طويلة اتخذت اشكال تطورية حتى وصلت لصيغة اليوم .

و هناك حقيقة موجودة خلف تلك الاساطير ، لكن تلك الحقيقة التي لم يصل لادراكها احمد داوود ... هي ان هناك حقيقة مخفية مبينة و هناك وعي غربي يحاول ان يختلق قصص سحرية تتشابه مع هذا الحق المبين المخفي ... حتى يعتقد احمد داوود ان العالم سار بتلك الطريقة التطورية في فهم العالم حتى وصل للنموذج الحالي .

الان احمد داوود في المستطيل الاخير ،  و عندما يقرا ترجمات الغرب سيعتقد بان الغرب قال له الحقيقة ، بينما الغرب قدم له قصة سحرية مزورة ... و هو امن بها و اعتقد بانها حقيقية ، و هذا الشيء جعله يعتقد  :

بان كلمة ( حو ) تعني الارض و الام، و اصل كلمة حواء جاءت من كلمة ( حو ) و حواء تعني الارض و الام ، بل ان كلمة حية اصلها حواء و هي رمز الخصوبة عند الانسان الاول .

و كلمة حور في العرببة اصلها سرياني  عربي ( لان السريانية التي كتب بها كتاب اليهود قد سبقت العرببة )...و اصلها ( حو ) و تعني الخصوبة و الحياة .

لكنه لا يعلم بان الغربي اخترع له اسم (حو) فقط ، لانه وثق بالغربي بشكل مطلق و صدق قصصه و اعتقد بان الانسان قديما يمكن ان يفكر بمثل هذه الطريقة التي اخترعها له الغربي، لكن بسبب مكره و ادراكه بان نظرية التطور اصبحت عقيدة الناس، فهو اخترع للناس خرافات تحمل مسميات متحورة من اسماء اصلية موجودة في لسان الناس او في نصهم المقدس، لانه يعلم بان المفكرين القائم منهجهم على اساس جوهري هو التطور، سيؤمنون بها و سيعتقدون بان الاسماء الحالية الموجودة في لسان الناس اصلها القديم حسب ما كتبه الغربي .

فاحمد داوود سيرى قصة  الالهين( دمت و حو ) تتشابه مع قصة ( ادم و حواء ) حتى بالتسميات متقاربة نوعا ماء ، و بالتالي فمؤكد بانها من اصل واحد ... و قصة ( دمت و حو ) هي الاصل الحقيقي لقصة ( ادم و حواء ) .

بالرغم من ان القران لا يتحدث اطلاقا ، عن حواء ابدا و لا يعترف بهذا الاسم .

و لا يعلم احمد داوود بان الغرب اعطاه قصة سحرية وهمية من خياله حتى يجعلوه يفكر بهذه الطريقة الخاطئة ، بعد ان زوروا كتابات اجداده الاولين .

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }

هذا هو الخلاصة الحقيقية لانتاج احمد داوود ، و هذا هو الموقع الحقيقي الذي لن يخرج ابدا عنه ... المستطيل رقم ( 3 )  و هو لا يعلم بانه داخل مربع محكم من تصميم الغرب ...  و لن يخرج من دائرة المشروع الصهيوني ... الذي لا يريد ان يخرج الناس منها .

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون} { ان انزلناه قراءنا عربيا لعلكم تعقلون } .


.
.
.







الأربعاء، 1 يناير 2020

مشكلة الصمت في التاريخ الايراني - 1

هل سالت نفسك كيف يقرا الايرانين تاريخهم ..... و هل قراءتهم للتاريخ بشكل عام تشبه قراتنا له، و هل يقراون تاريخهم بنفس قراتنا للتاريخ الايراني  ؟!

اسئلة كثيرة يجب ان تطرح، لاسباب كثيرة من اهمها ردم الحفر الموجودة بين شعوب المنطقة، و  التي يحاول الغرب خلقها عبر التاريخ الذي يقدمه الغرب لنا.

و لهذا فاني اجد هذا المقال سيكون مساهمة في ردم تلك الحفر بين ايران و بين العرب .

لكن الحقيقة  ....... ان السبب الاهم لكتابة هذا المقال متعلق بالتفكير بالتاريخ الذي قدم لنا و مراقبة قضايا التاريخ لدى الشعوب و مقارنتها بالقضايا التاريخية الاخرى الموجودة عند شعوب اخرى .

في البداية دعوني ارسم صورة عامة لشكل الهوة الموجودة في المنطقة مع ايران .

غرفتان جنب بعض في بيت لكنهما منفصلتان .... و في كل غرفة يوجد شخص، و التواصل الوحيد بين الشخصين يتم عبر شخص ثالث، ينقل لكل شخص ما قاله الشخص الاخر الموجود في الغرفة الاخرى عنه .

هذه هي خلاصة الهوة .. كيف ؟

دعوني ..... اتحدث بصراحه شديدة حتى نصل الى اقصى درجات الوضوح، لان هذه الصراحة ستجعلنا نصل الى اماكن كنا نخاف ان نصل لها ، و عدم اتخاذ هذا الشيء من قبل هو الذي صنع تلك الحواجز و الهوات.

هناك عقد موجودة في المنطقة صنعها التاريخ الذي قدم لنا، و بعض هذه العقد صنعت صورة نمطية خاطئة جدا عن الاخر.

فمثلا التاريخ الايراني لديه عقد تاريخية مع العرب، و التاريخ العربي لديه عقد تاريخية مع ايران .... و لو قمنا بتحليل اسباب تلك العقد ...... سنجد طرف ثالث هو السبب، لانه كان هو مصدر التواصل بين الغرفتين .

سنتحدث عن العقد الموجودة في  التاريخ الايراني و سنترك الحديث عن العقد عن العرب ، لانه ليس موضوع مقالنا هذا و سنتحدث عنها في مقال اخر.

العقدة الموجودة في تاريخ ايران

الاسلام جاء لهم من العرب
العرب اسقطوا حضارتهم الفارسية
الصفويين كانوا حكام اتراك و ليس فرس
التشيع جاء لهم من علماء عرب شيعة

هذه العقد ستؤثر في عقلية الشخصية الايرانية و نظرته تجاه العرب .... و للامانة العلمية، نحن لا نقول بان هذه العقد موجودة في عقلية الانسان في ايران ...... لكنها موجودة عند قلة فقط خصوصا من تربوا فكريا في حقبة شاه ايران، فحقبة حكم الشاه في ايران ايران ركزت بشكل متعمد و ممنهج على زيادة و توسعة الهوة بين الايراني و العربي عبر التسلل من تلك العقد التاريخية، عبر اغراق المكتبة الايرانية بسيل كبير من كتب التاريخ التي تدور حول تلك العقد التاريخية من كتابات غربين و ايرانين تربوا على يد تلك المدارس التاريخية الغربية  . 

و لذلك نستطيع القول بان تلك العقد هي عقد تاريخية، يمكن ان يتسلل منها اي مشروع فكري لبرمجة العقل الجمعي يستهدف توسيع الهوة بين ايران مع العرب .


اعتقد ان الترجمة من اللغة الايرانية الى العربية قليل جدا ،  هكذا ارى كقارىء عادي  ....... و كثير من انتاج الايرانين الفكري و الثقافي لا نجد له ترجمات سريعة للعربية و لذلك نجد انفسنا بعيدين عن فهم قضايا المشهد الفكري و الثقافي في ايران التي تدور في المجتمع، لذلك هناك نوع من الصعوبة في اجابة اسئلة مقالنا .

الحقيقة ........... اني لم اقرا بعد كتب تاريخ من كتابات مؤلفين ايرانين  ... بسبب ندرة الترجمات .... و مع ذلك نستطيع الاجابة عن طريق قراءة حوارات مع مفكرين و مؤرخين ايرانين، و عن طريق الاطلاع على قراءات كتاب  لبعض كتب المؤرخين و المفكرين الايرانين موجودة في الانترنت و التي تحوي اقتباسات من كتاباتهم .

لكني اعتقد باننا نستطيع الاجابة على تلك الاسئلة عن طريق مقارنتها بقراءتنا للتاريخ و مشكلات و قضايا التاريخ التي تطرح لدينا ... لماذا ؟!

اعتقد بان الموضوع ليس صعب ... فايران دولة من الشرق و جزء من المنطقة و مشكلات الفكر و قضايا التاريخ ستكون واحدة في كل المنطقة ... و عقلية الايراني هي عقلية شرقية تماما و لا يوجد فرق ... و بالتالي يمكن ادراك قضايا التاريخ التي يمكن ان تطرح في ايران .

ليس من الصعوبة ادراك مشكلات  تاريخ ايران بمقارنته بمشكلات التاريخ لدينا .... و لان الزمن الذي مر علينا هو نفسه الزمن الذي مر على ايران ، و الزمن واحد لا ينقسم و لدينا مشكلة مع الزمن ،  فعليه فمنطق الواقع سيطرح قضايا التاريخ ي المتعلقة بالزمن في ايران بشكل طبيعي كما تطرح لدينا و هي تحمل نفس الطرح و نفس المنطق و نفس الادوات و نفس النتائج .

و اعتقد بان الدولة الوحيدة في المنطقة التي لاتعاني من عقد تاريخية  في المنطقة هي تركيا ... فلا يوجد في التاريخ التركي مثل تلك العقد الموجودة في تاريخ المنطقة . و من وجهة نظري بان السبب هو في ان العثمانين كانوا مساهمين بشكل كبير في صناعة تلك العقد التاريخية في المنطقة .

لذلك دعونا نقوم بقراءة كتابين لمؤلفين ايرانين ، حتى ندرك بان مشكلات التاريخ التي تطرح في ايران هي نفسها الموجودة لدينا ... و هي الزمن ......حتى نستطيع ان نعرف الاخر جيدا و نعرف انفسنا جيدا .

كتاب ( قرنين من الصمت) و كتاب ( 12 قرن من الصمت ) ، كتابين يعتبران من اهم قضايا التاريخ التي طرحت في ايران و المنطقة.

و من خلال الكتابين ستعرف طريقة تفكير العقل الايراني في قضايا التاريخ و طريقة استجابته له،  و ستدرك بانها نفس العقلية الموجودة في كل مكان في المنطقة . 

فلو تلاحظ لاسمي الكتابين ...  ستدرك بان جوهر المشكلة في التاريخ الايراني هو الزمن، المشكلة التي حاول العقل في ايران تفكيكها و معالجتها عبر هذين الكتابين .

دعونا نقوم بمطالعة خلاصة الكتابين .

1- الكتاب الاول ( قرنين من الصمت )

هذا الكتاب من تاليف ناقد ادبي و مؤرخ ايراني في منتصف القرن الماضي اسمه عبد الحسين زارينكوب ، و هو دكتور و استاذ جامعي كان يدرس في كثير من الجامعات .. في  ايران و فرنسا و بريطانيا و الهند .


ناقد ادبي و مؤرخ ، و من هذا التخصص كتب كتابة ( قرنين من الصمت ) للرد على نظرية اسباب عدم وجود انتاج ادبي فارسي في القرنين الاول و الثاني الهجري ، و من مطالعة بعض مقتطفات الكتاب ، يبدو لي بان هذا المؤلف مركز على الادب عبر  استحضار التاريخ، و لهذا السبب اجد بان الكتاب يحاول معالجة موضوع ادبي عبر التاريخ، و ليس كتاب نقد للتاريخ صرف يناقش التفكير في  التاريخ وحده .

اعتقد بان هذا المؤلف من العقليات الايرانية التي تربت في حقبة الشاه،  من نتائج حقبة الشاه التي حاولت صناعة هوات بين الايراني و العربي ......... لذلك كان الكتاب غير موضوعي و غير علمي، بل اقرب للقراءة المتعصبة التي تناسب جو عام فرضه الشاه ........ و كان الكاتب متعصب اكثر من كونه مفكر .

و اعتقد بان  تلك العقد في التاريخ الايراني التي ذكرناها سابقا، هي منطلقات تلك العقل ، لكن اعتقد بان الفجوة الزمنية و التي مدتها 300 سنة تقريبا في تاريخ المنطقة، هي السبب التي جعلت مثل هذا العقل يحاول ان يخرج من مازق تلك الفجوة من منطلق تلك العقد التاريخية ... فكانت النتيجة كتابه هذا فقدم معالجة تاريخية متعصبة بلا منطق علمي .

هذا الكاتب ......... ربما لا يعرف بان الفجوة الزمنية موجودة في المنطقة كلها و ليس في تاريخ ايران .. و من المنطقي و العلمي بان معالجة تلك الفجوة تتطلب معالجتها في كل المنطقة و ليس في جزء واحد .

هذا الكتاب اسس لنظرية اصبحت شائعة في الدراسات الايرانية و خلاصتها  : 

{ أن القرنين الأوّليْن لدخول الإسلام لفارس كانا قرنيْ صمت وتجهيل واضطهاد ثقافي. وتتأسس النظرية على أن الفاتحين كانوا  متخلفين أجلافًا لا يحملون أي شيء يقدمونه، فحاربوا اللغات الفارسية، وفرضوا العربية بحد السِّنان، مما حتّم على الفرس التقوقعَ والسكوت الأدبي مائتيْ عام}

هذا النظرية ليس الا معالجة للخروج من مأزق الفجوة الزمنية التي مرت على ايران و المنطقة ، لكنه استخدمها لما يخدم جو عام كان موجود في ايران ايام الشاه .

لكن المؤلف بعد فترة ... و في تقديمه لطبعة جديدة من كتابه قبل وفاته عدل كثيرا من نص الكتاب، معترفا بأنه [كان مليئا بالعنصرية والأخطاء؛ لعجزي عن الاعتراف بأخطاء إيران أو هزيمة إيران ].

اعترف بعصبيته اثناء كتابة كتابه ، لكنه مازال يعاني من عجز في فهم اساس المشكلة ........ و هذا العجز جعله يستسلم لهذا التاريخ .. و يتعامل مع الموضوع كهزيمة .



نظرية الاضطهاد اللغوي

{ كان الفاتحونَ أجلافًا، حاربوا الفارسية، وفرضوا العربية بحد السِّنان }

اعتقد بان هذه النظرية ليست مقتصره على ايران، فهي موجودة في كل المنطقة ....... فاليمنين كانوا يتكلمون لغة حميرية ، و العراق كانت تتكلم لغة سومرية او بابلية و الشام كانت تتكلم  فينيقي و مصر كانت تتكلم لغة فرعوني او قبطية ( يونانية) و المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا كانوا يتكلمون لغة بربرية .

و كل هولاء ليسوا الا صورة مشابهه لهذا العقل الايراني الذي صاغ هذه النظرية. او بمعنى اخر  ليسوا  الا عقل واحد ، لان هذا العقل الذي قد استسلم لهذا التاريخ، هو السبب وراء هذا العجز في تفسير الواقع، فاستسلم لهذا التاريخ  و جعله يقدم نظريات متعصبه تحاول تفسير الواقع ، لكن خالية من المنطق و التفكير العلمي الموضوعي و الدليل.

فمثلا بخصوص نظرية هذا الكاتب الايراني ..... الحقيقة ...  لا  وجود لاي ادب او ادلة حول وجود لغة ايرانية قديمة ، قبل ما يسمى اسلام مكة .


هناك واقع و تاريخ  ... و امام هذا ... وقع عقل الكاتب في مأزق ناتج عن حقيقتين.

الأولى: غياب نصوص أدبية أو علمية مكتوبة بالفارسية القديمة.

الثانية: معظم الانتاج الادبي الفارسي ظهر باللغة الايرانية الحديثة الحالية  التي تحوي 70 بالمائة مفردات عربية .

وهذه الحقيقتان ازعجت عقلية شاه ايران ( شرطي امريكيا ) التي حاول صناعة هوة مع العرب لانها ستؤدي الى خلاصة تقول :  إن الإسلام هو الذي منح اللغة الفارسية عمقها الادبي و الصوفي و الفلسفي .

دعوني انقل لكم بعض مقتطفات من مقال قراءة في هذا الكتاب، لكاتب صحفي اسمه احمد فال الدين، بالرغم من اني لا اتفق مع معظم تعليقاته في موضوعات متعلقة بالتاريخ ، لكن ساعتبرها ردود من داخل بنية العقل المستسلم لهذا التاريخ   :

------------------------------

وللخروج من هذا المأزق افترض المؤلف وجود أدب راق لكنه ضائع. وحشد الرجل في كتابه عشرات الصفحات للتدليل على أن العرب حاربوا اللغات الفارسية، مما حتم على الفرس الصمتَ عن الإنتاج الأدبي، وعلى تلك اللغات الزوال. لكن لا يقدم أدلة بل يكتب نثرا شعرياً جنائزياً، من قبيل:

 “في الوقت الذي كانت فيه النغمات البهلوية لبربار ونغيسا تملآن البلاط الساساني بالأصوات العذبة كان اللسان العربي -بين أفواه العرب- أيبسَ وأتعس من الرمال الملتهبة… فإذا تردد صدى في الصحراء فإنما هو هيعة لص! كانت كلماتهم لا تحمل أي توجيه، ولا عاطفة، وشعرُهم متمحور حول الميسر وأعضاء الإبل، وكانت اللغات الإيرانية مليئة بالمعاني والفلسفة والمنطوقات الجميلة. كان الإيرانيون يقرؤون الكتب الدينية ويغنون أغاني الجنان، ويكتبون قصصا عن ملوكهم… ويقدرون الكلمة الجميلة“.

وبعد صفحات من هذا النمط يختم المؤلف أحد فصوله قائلا: “هل يمكننا أن نتخيل أن العرب سيتركون كتب الزرادشتيين مثلا دون إحراق؟!” حتى يبرر الإحالةَ على متخيل.

هناك اعتراف  سجله المؤلف في مقدمة كتابه يكشف الجانب الخيالي في فرضيته التي بنى عليها كتابه. فقد كتب أنه ألفه تحت تخدير ملحمة الشاهنامه، وأنه كان يكتب صفحاته وأذنُه تسمع صدى معاركها الساحرة، وتتملىّ صورَها الخلابة . لكن الحقائق شيء، وديوان الشاهنامه شيء آخر، باتفاق المؤرخين.

الفارسية القديمة.. بين الواقع والخيال

من طرائف الأدلة التي يقدمها المؤلف لتبرير غياب الشعر من الفارسية في القرنين التاليين للفتح الإسلامي أن الفرس كانوا يخافون من كتابة الشعر تحت الحكم الإسلامي. وذلك لأن الشعر الفارسي سيتحدث عن الخمر والنساء، وهذه أمور محرمة في الشعر العربي .

لكن الحقائق شيء، والتحيز العرقي شيء آخر.

ولذا لم تشهد الفارسية دخولا لعالم الشعر والأدب والفكر إلا بعد أن لقحتها لغة العرب كما يرى ريتشارد فراي (وهو رجل معروف بحبه لإيران حتى منحه القومي الإيراني المتعصب على خوداه وسام “إيران دوسته” (صديق إيران) وأوصى أن يدفن في أصفهان وهو ما تحقق له بعد إذن من الرئيس نجاد).

فقد أكد فراي أن”الفرق البارز بين البهلوية (الفارسية القديمة) والفارسية الجديدة هو الحضور الهائل للعربية في هذه الأخيرة. وهذا العامل هو الذي جعل الفارسية لغة عالمية ذات أدبٍ راقٍ، وهو أمر افتقدته البهلوية، فقد كانت العربية بلا ريب هي التي منحت الفارسية ثراءها الذي قاد إلى نهضتها الأدبية في مجال الشعر خصوصا. فقد ولدت الفارسيةُ الجدية على أيدي مسلمين من الفرس متمكنين من العربية لكنهم يكنون حبا خاصا للغتهم“.

الفارسية الإسلامية

بل ينبه فراي –وغيره من الباحثين- إلى أن الترجمة من العربية هي التي خلقت الفارسية كما نعرفها اليوم، فقد “بدأت النهضةُ الأدبية في بلاط السامانيين، ومن الضروري التأكيد على أن بدايات النثر الفارسي كان ترجمةً عن العربية، كترجمة تاريخ الطبري، وتفسيره“.

ولعل حالة الفارسية شبيهة بحالة العربية من كون الإسلام كان عامل البعث لها وإنشائها إنشاءا باعتبارها لغة  علوم وآداب وفنون، فالنهضة الفارسية “كانت نهضة مؤسسة على الإسلام، فالنظام القديم قد مات ”

والباحث لا يستغرب وجود هذا النمط من الفرضيات المتحيزة ضد الإسلام والعرب، فما هذه الظاهرة إلا خلفًا لسلفٍ شعوبيٍ ظهر ثم اندثر، وظل الفرس -قبل ذلك وبعده- شعبا من شعوب الإسلام الحية التي تنافح عنه بالسيف والقلم.

وهذا النمط من الشعوبية معزول جدًا في المجتمع الإيراني تمامًا كالشعوبية القديمة التي يجزم كاتوزيان بأنها كانت موضةً فكرية في جماعة محدودة من المثقفين، لا ظاهرة شعبية منتشرة. 

-------------------------------

انتهى

الان لو تلاحظ خلاصة القضية التي يناقشها هذا الكتاب، هي نفسها القضايا التي تطرح حاليا في المنطقة و التي تحملها جماعات تتبنى هويات تخيلية مفارقة للواقع و تدعي بان تلك الهويات كانت سابقة لهذا التاريخ التخيلي ... هويات قائمة على اللغة و الدين .

فلو تلاحظ بان فكرة [  نحن لسنا عرب لكن عربنا الاسلام ] هو خلاصة هذا التاريخ الذي كتب لشعوب المنطقة ..و هو الوظيفة الاساسية التي لاجلها كتب هذا التاريخ ... نزع شعوب المنطقة من حقيقتها لصالح عوالم تخيلية موجودة في الورق .

لكن النقطة المضحكة في المسألة الايرانية ... ان العربي يعتقد بان الايراني فارسي و لغتة فارسية ... لكن الفارسي يعتقد بانه تم تعريبه و اصبح لسانه عربي .

هذا الشيء يجعلك تستفسر عن سببه .

لو نلاحظ واقع المنطقة .. سنجد في كل دول في المنطقة  يوجد فيها اقليات تحمل كتاب ديني مكتوب بلغة غير لسان معظم سكان  البلاد ، و حسب التاريخ الذي كتب للمنطقة .... قام هذا التاريخ بجعل جميع تلك الاقليات تسبق زمنيا و تاريخيا و دينيا للاغلبية التي تحمل كتاب ديني مكتوب بلسان عربي .

فمثلا  ... ستجد زرادشتين تعدادهم 20 الف في ايران و يحملون كتاب ديني مكتوب باللغة البهلوية و قبلها كان مكتوب باللغة الايرانية القديمة ، و هي لغة ( صعبة ) و يتكلمون باللغة الايرانية .... و التاريخ الذي كتب لايران و لنا يدعي بان هذه الديانه كانت قبل الاسلام و كانت لغة كتابهم الديني هي لغة ايران قديما قبل الاسلام

تماما نفس هذا المشهد في معظم دول المنطقة .... هناك اقليات تحمل كتاب ديني مكتوب بلغة مختلفة عن لسان اغلبية الشعب و يدعي التاريخ الذي كتب للمنطقة ... بان لغة كتابهم الديني و دينهم كان سابق زمنيا للسان و دين غالبية الشعب .

العراق و سوريا و لبنان و مصر ... الخ

اعتقد بان هذه الملاحظة تغنيك عن قراءة كتب التاريخ ، لتدرك بان هذا الشيء ليس واقع نتاج حركة تاريخية طبيعية ، بل واقع نتيجه حركة قوة تتفاعل مع الحدود السياسية و  هي من كتبت هذا التاريخ ...... هي من صنعت هذا الواقع و هذا التاريخ .

لماذا ؟!

هناك واقع طبيعي ... و حركة واقع طبيعي ......... و هناك واقع مستحدث في المنطقة ... يستهدف اللسان العربي ... و يستهدف منع الوعي الجمعي من الوصول لجوهر المشكلة و ادراك حركة الواقع الطبيعي الذي جرى على مدى الاف السنين و هو من شكل هذه المنطقة .

فمثلا في الحالة الايرانية

■ هناك 20 الف زرادشتي في ايران ....  هل هو تعداد ديانه عاشت قبل 3000 الف سنة ؟!

هذا وهم .... هذا واقع مستحدث

■ ايضا .. لو تلاحظ فان اللغة البهلوية هي لغة كتاب الزرادشتين ، لكنها لغة ثانية بعد لغة اسمها الفارسية القديمة .
فحسب التاريخ ......... كان كتاب الزرادشتين الديني مكتوب بلغة الايرانية القديمة مدة 800 سنة ، ثم بعدها قرر حاكم ايراني استبدالها بلغة اخرى اسمها اللغة الايرانية المتوسطة البهلوية و جعلها لغة كتاب الزرادشتين في 300 م.

هل يعقل بان كتاب ديني تستبدل لغته بدون سبب ؟، هل يعقل بان عقيدة تستبدل لغة نص كتابها الديني المقدس ؟! ....... و كيف اختفت لغة قديمة بدون وجود سبب ؟! ... لكن لغة الكتاب الديني تحافظ على لغة المجتمع و يمنع انقراضها .

هذا عالم تخيلي

■ لو تلاحظ الى اللغة البهلوية ستجدها لغة صعبة و لا يتكلم بها احد في ايران الا الزرادشتين .... و هي لغة نصوصهم الدينية ،  و لا يوجد لها اي ارشيف كتابي قديم كتبت بها ... و هي لغة صعبة يتعلمها الزرادشتي. لغة ليست حية ... بل لغة كتاب ديني .

و هذه الحالة تجدها في العراق و مصر و الشام ......... هناك لغات دينية تخص اقليات دينية و تتعامل بها في نطاق الدين و ليست محكية حية .

هذه الشيء ...... يجعلك تستشعر بان هناك شيء في المنطقة يستهدف اللسان العربي عبر هذا الاستحداث في واقع قديم و صناعة واقع جديد لتبرير تاريخ مكتوب .

حتى ايران لم تنجو من هذا الواقع المستحدث المخادع ..... لان اللغة الايرانية تحوي 70 بالمائة مفردات مشتركة مع العربية .

لماذا ؟!

اعتقد .... بان هذا التاريخ لن يستطيع إدراكه و ادراك غايته الاساسية و فهم هذا الواقع المستحدث عقلية مثل عقلية هذا الكاتب الايراني ( عبد الحسين زارينكوب) و من يحملون نفس عقليته سوى في ايران او المنطقة  الا بعد حل مشكلة :  لماذا هناك كتابين دينين بنفس الموضوعات و بلغتين مختلفتين ( القران و العهد القديم ) في المنطقة و كلاهما يقولان بانه منزل من الخالق ؟! ...... اجابة السؤال حتى يتم ادراك حركة التاريخ الطبيعية و  التي جرت في المنطقة كلها و يتم ادراك كل هذا التاريخ الذي كتب لشعوب المنطقة بشكل جيد و حل مشكلة هذه الفجوة الزمنية .

ساتوقف هنا ......... و في الجزء الثاني نواصل بقية الحديث عن مشكلة الصمت في التاريخ الايراني  .














الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

الغرب سرق التوراة قبل سرقة الارض

انت الان تشاهد الغرب يسرق الارض بوقاحة و سفالة ، لكنك لا تريد ان تصدق بأنهم قبلها قد سرقوا كل شيء،  الدين و الكتاب و الزمن و التاريخ .

انت الان تشاهدهم يسرقون الارض بوقاحة و سفالة و قذارة، لكنك لا تستطيع ان تتخيل او يصعب عليك ان تخيل بانهم قد قاموا قبلها بسرقة اسم كتابك بوقاحة و سفالة و قذارة و انت لا تعلم ، لقد سرقوا كتابك الذي كان مكتوب فيه القران الكريم ( النبأ العظيم ) و اخفوه تماما، ثم كتبوا كتاب مزيف يشابه القران الكريم في الموضوعات بلغة جديدة اعجمية و جعلوا اسمه باسم كتابك ( التوراة ) ،  لتعتقد و تحسبه بانه كتاب من عند الله لانه يشبه القران الكريم و يتحدث في موضوعات قريبة من موضوعات القران .

{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}{ كتاب فصلت اياته قرانا عربيا لقوم يعلمون ¤ لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين }

الغرب ....لم يكونوا ليستطيعوا سرقة الارض او حتى يتجراوا على سرقة حجرة واحدة من الارض بدون ان يسبقوا هذا العمل بسرقة الحقيقة من عقول الناس.

■ لقد سرقوا اسم كتابك ( التوراة ) و جعلوه تسميه لكتابهم المزيف الذي كتبوه بايديهم  .

{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

■ لقد سرقوا اسم ربك ( الله ) و جعلوا اسمه ( يهوه ) ليكون اله كتابهم الجديد المزيف الذي يشبه قرانك.

{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}

■ لقد سرقوا لسانك و لسان الكتاب الاصلي، و صنعوا لغة اعجمية لتكون لغة كتابهم المزيف الذي سمي باسم كتابك و تصبح لسان الارض التي ينون سرقتها و لسان الشعب اللقيط الجديد .

{ لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين }

لقد سرقوا زمنك و تاريخك الاول في الارض ، و جعلوه زمنهم و تاريخهم الاول قبلك بواسطة التقويم الزمن الروماني .

■ لقد سرقوا دينك فطرة الله في الارض و صنعوا دين بزمن وهمي و تاريخ وهمي سبق فطرة الله في الارض و جعلوك تؤمن بانه دين من عند الله ... بواسطة التقويم الزمني الروماني .

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب (19) فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد }

لقد شردوا شعب اصيل من الارض ، و قاموا بتوطين شعب مصطنع لقيط من اختراعهم .

{أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير (39) الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }

لقد سرقوا كل شيء منك، بواسطة اله الطابعة التي جاء بها المحتل و فرض كتبها عليك ،  لاجل سرقة عقول الناس قبل سرقة الارض منك.

سرقوا كل شيء حتى عقول الناس، لسرقة الارض و سرقة الانسان و استعباده في الارض .

ليس لاجل السرقة ... لا

بل هو مشروع شيطان حقا و يقينا في الارض.

انت لا تواجه مشروع بشر، انت تواجه مشروع ابليس و ذريته في الارض .. مشروع ماكر جدا و سيقوم باي شيء لايخطر بعقلك لاجل اغواءك .

{وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال (46) فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام} { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحق والحق أقول (84) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (85) قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين (86) إن هو إلا ذكر للعالمين (87) ولتعلمن نبأه بعد حين }

--------------------

حاول مع الوقت تفهم
الوقت لم يعد كما كان
لا احد يولد متعلم
اغلط و لكن تعلم
مش عيب لو كنت غلطان
العيب انك تجلس مصمم تغلط
و هذا هو العيب
اسمع من اخوك : اعقل
الجهل طول الزمن عيب .

( كلمات اغنية شعبية )





الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

الفتنة الكبرى - تابوت بخط المسند في هرم سقارة

في البداية سانقل لكم مقال لباحث و طالب دراسات عليا في قسم التاريخ و الاثار في جامعة صنعاء. وانا لا اريد ان احدد هوية صاحب المقال، لكني مضطر ان احدد صفة الباحث لمعرفة طبيعة مخرجات و  قراءة مؤسساتنا العلمية للتاريخ، حتى نعلم حجم العبث الفكري و العلمي الذي يصنع مخيلة شعوبنا.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

المقال :

لوحظ في الآونة الأخيرة إنتشار كتب وأبحاث ومنشورات تحمل في مضمونها معلومات مفادها أن اليمن القديم هي أرض بني إسرائيل وأنها البلاد المذكورة في التوراة كمسرح للأحداث اليهودية وأن مصر المذكورة في القرآن ليست هي مصر الفرعونية وما إلى ذلك من نظريات ..

والرد على مثل تلك الكتابات تطالعنا به النقوش اليمنيه القديمة لتخرس وتلجم أفواه الهارفين بذلك الكلام فمملكة مصر القديمة = مصر الفرعونية مذكورة بهذا الإسم في العديد من النقوش اليمنيه في مختلف الفترات ( ما قبل الميلاد و ما بعد الميلاد ومن قبل الإسلام بشكل عام )..

مع العلم بأن هذا الموضوع ليس حكراً على مصر فقط فمن يطالع نقوش المسند اليمني يجد أنها تذكر العديد من المناطق الجغرافية بأسمائها التاريخية المعروفة بها حالياً حيث تذكر على سبيل المثال بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين و آشور و كلدان و تدمر و غـزة و الفرس و الروم وحتى بعض الجزر اليونانية كما تذكر الهند والحبشة والكثير من المناطق داخل الجزيرة العربية واليمن وكل تلك المناطق - الممالك ما تزال تحمل نفس التسميات الجغرافية الى يومنا وهل هناك من لا يعرف أين تقع بلاد ما بين النهرين أو من لا يعرف أين كان الآشوريين وووو ... الخ
والنقش الذي بين أيدينا اليوم المكتوب قبل ما يزيد عن 2300 عام يكشف ويوضح العديد من الحقائق الهامة جداً والتي تطالعون تفاصيلها في سياق هذا البحث المتواضع ،وبإذن الله سوف يتبع هذا البحث بحثاً آخر يتناول موضوع الكتابات والمؤلفات التي تتحدث عن اليمن ومصر وبني إسرائيل بشكل موسع مستشهدين فيه بنقوش يمنية وأخرى من خارج اليمن.

   
عموماً هذا النقش مكتوب على تابوت خشبي لشخص يمني اسمه ( زيد إل الظيراني) كان يعمل تاجراً - وكيلاً لتوريد النباتات العطرية والبخور اليمني المستخدم في معابد مصر القديمة ، وهناك على أرض الكنانة كانت وفاته بين إخوانه المصريين فتم تحنيط جثمانه ودفنه في أحدى مقابر معبد الإله أوزير حب المعروف بإسم سرابيس جوار هرم سقاره بجمهورية مصر العربية حيث عثر على التابوت المحفوظ حالياً في متحف القاهره ..

صحيح أن لصوص المقابر لم يتركوا جثمانه لنتعرف عليه فقد سرقوا المومياء كما سرقت الكثير من مومياوات الملوك الفراعنه وغيرهم إلا أن بقاء التابوت بحد ذاته يمثل للتاريخ والباحثين بشكل عام الكثير والكثير ..
ويبدو أن زيد أبى إلا أن يكون محياه يمنياً ومماته يمنياً فاللغة التي تحدث بها وكتب بحروفها وهو حي يرزق رافقته في الممات وكأنه أراد أن ينام مطمئناً قرب شيء يربطه بأرض وطنه فلم يجد أفضل من أن يُكتب على تابوته نقش بلغة أجداده يحكي جزء يسير من قصة حياته في مصر لكنه لم يعلم بأن هذا الجزء اليسير كان وبكل ما تعنيه الكلمة إرثاً وأثراً كبيراً شهد بأنه مُنح ميزة لم تمنح لأحد سواه فإيداع جثمانه في تابوت مكتوب عليه بحروف المسند اليمني داخل مقبرة معبد إله مصري لم يحدث مع أي شخص آخر فكيف تسمح الآلهة - الكهنة بوجود لغة أخرى غير التي كانت تذكر أوامر ونواهي الآلهة المصرية في تلك المعابد إن لم يكن السبب يتمثل بالتكريم والمنزلة الكبيرة التي تمتع بها اليمنيين في أرض الكنانة وتكريم زيد نموذجاً على تلك المنزلة ..
إننا نقف اليوم بكل إجلال وإكبار وفخر أمام ذكرى يمني أصيل لدراسة النقش ولنتعرف على صفحة مشرقة من صفحات تاريخ أبناء اليمن في الخارج وأيضاً لكشف ودحض بعض النظريات بخصوص اليمن ومصر والتي انتشرت في العصر الحديث وحتى نثبت صحة ما جاء آنفاً سوف نبدأ باستعراض نص النقش ولنا وقفات أثناء شرح المحتوى والإيضاحات ..
-------------------------------
أولاً نص النقش :
1- [...] ن ف ق ن / ك ز ي د إ ل / ب ن / ز ي د / ب ن / ظ ي ر ن / ذ و ب / ذ س ع ر ب / أ م ر ر ن / و ق ل ي م ت ن / ك أ ب ي ت ت / أ ل أ ل ت / م ص ر / ب ي و م هـ ي / ت ل م ي ث / ب ن / ت ل م ي ث /
2- [ ع ل ] / و ي ف ق ر / ز ي د إ ل  / ب و ر خ هـ / ح ت ح ر / و ي ف ن ن و /  ك ب / ب ن /  ك ل / أ ب ي ت ت هـ / أ ل أ ل ت / م ص ر / ت م خ هـ س م / ك سَ و / ب و ص / ك ص ي هـ س / و ي ع ل ي ن س /
3- ب أ هـ س / ع د / م ن / ب ي ت / أ ل هـ ن / أ ث ر ح ف / ب و ر خ هـ / ك ي ح ك / خ ر ف / ث ن ي / و ع ش ر ي / ك ت ل م ي ث / م ل ك ن / و ر ث د / ز ي د إ ل / [ج - ل] م ن س / و ن ف ق س / أ ث ر ح ف / و أ ل أ ل ت / ع م س / ب م ح ر م هـ س ..
-------------------------------
ثانياً المحتوى - شرح المفردات :
نفقن : النفوق يعني الموت عندما يقال على سبيل المثال نفقت الحيوانات أي ماتت وأصبحت جثث هامدة والمقصود هنا يعود على جثمان الشخص ومنه يذهب المعنى إلى المومياء و التابوت 
كـ زيد إل : الكاف حرف ملكية بمعنى يمتلكه فلان أي يعود ملكية هذا الشيء لـ فلان ، زيد إل اسم علم مذكر وهناك الكثير من النقوش التي تذكر أشخاص حملوا هذا الإسم
إلا أن أهمها نقش - وثيقة عقد قران لشخص اسمه زيد إل من بني ظيران 
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php?id=30&prjId=1&corId=0&colId=0&navId=357407394&recId=3157&mark=03157%2C039%2C001&vM=yes
نص السطر 39 من النقش : زيد إل / بن /عبد / ذ ظيرن / ذ أهل / موقه / سكرب / وخسر / بدر / بن / مصر
والمعنى : زيد إل بن عبيد ذي ظيران من أهالي موقه عقد قرانه ودفع مهر بدور من مصر ..والبعض يرى بأنه هو نفسه زيد إل صاحب التابوت ..
بن زيد : بن لفظ البنوة والتبني بمعنى ولد ، نجل والمقصود زيد إل بن زيد 
بن ظيرن : النسب القبلي بمعنى من بني ظيران
وهي قبيلة مذكورة في العديد من النقوش مواطنها في محافظة الجوف حالياً  
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php?id=30&prjId=1&corId=0&colId=0&navId=357407394&recId=2917&mark=02917%2C004%2C005&vM=yes
ذ وب : حرف الذال هنا = ذو وهو من الأسماء الخمسة بمعنى صاحب
أما لفظ وب فقد يكون بمعنى القبيلة
وهناك من يرى بأنه إشارة الى المعبود الفرعوني وب 
ذ سعرب : حرف ذ إسم موصول بمعنى الذي ، ولفظ سعرب بمعنى تاجر أي احترف العمل التجاري كالإستيراد والتصدير  ..  
أمررن  وقليمتن : نبات المُر معروف بأنه من النباتات العلاجية والعطرية التي كانت تستخدم في صناعة البخور ، والقُليمة هي القرفــة ..
كأبيتت : الكاف حرف ملكية سبق توضيحه والمعنى هنا لـ بيوت - معابد
ألألت : آلهة
مصر : هذا اللفظ الصريح يشير إلى أرض مصر المعروفة بأرض الكنانة أو جمهورية مصر العربية حالياً أو مملكة مصر الفرعونية والدليل على هذا ما يذكره النقش في السياق التالي ..
بيومهي : في أيام ، في زمن ، في عهد
تلميث بن تلميث : المقصود هنا بطليموس بن بطليموس وهذا يعني أن زيد مات في فترة زمنية كانت مصر تحت حكم البطالمة .. هذا وكان أول من حكم مصر منهم بطليموس بن لاجوس الذي يعرف بإسم بطليموس الأول = سوتر المنقذ .. في البداية كان حاكماً على مصر من قبل الاسكندر المقدوني واستمر بهذا المنصب من عام 323 ق.م إلى عام 300 ق.م ثم استقل بحكم مصر حتى توفي عام 284 ق.م وتولى الحكم بعده إبنه فيلاديلفيوس المعروف بإسم بطليموس الثاني واستمر بالحكم من عام 284 ق.م إلى عام 246 ق.م وهو المذكور في هذا النقش ..
للمزيد من المعلومات حول حكم البطالمة لمصر يرجى زيارة هذا الرابط
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Historia/historia-0144-5.htm
وهنا أود التنويــــــــــــــــــــه بأن في هذا رداً يخرس كل الأفواه التي تقول بأن مصر المذكورة في القرآن الكريم بلداً آخر غير مصر الفرعونية وأن مصر المذكورة في النقوش اليمنية ليست هي مصر الفرعونية فهذه التسمية هي لمصر الفرعونية نفسها والدليل أن حكم البطالمة كان في مصر القديمة علماً بأن ما يأتي في سياق النقش لاحقاً يؤكد ذلك وبكل صراحة ..
عل  : عُـلَّ بمعنى أصيب بمرض كأن يقال : فلان يعاني من عِلَّه في بدنه 
ويفقر : لفظ للدلالة على نهاية الحياة بمعنى مات ، توفي ، هلك 
زيد إل  : الشخص المقصود بأنه مات وهو زيد إل صاحب التابوت
بورخه : الباء حرف جر ، ورخ شهر والمعنى في شهر
حتحر : هتهر - هتور ، وهو واحد من شهور التقويم القبطي و يقابله حالياً شهر نوفمبر
وهذه قائمة الشهور القبطية
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85_%D9%82%D8%A8%D8%B7%D9%8A
وفي هذا أيضاً تأكيد بأن مصر هي نفسها مصر الفرعونية فلم يكن التقويم القبطي مستخدماً إلا في مصر القديمة وأعتقد بأن أقباط مصر يستخدمونه إلى اليوم وبنفس مسميات الاشهر القديمة .
وهنا أود الإشارة بأنه كان في مدينة منف المصرية آلهة إسمها (حتحور- حتحر) وأسمها بما يعني منزل - مقر حورس وتعد من أشهر الآلهة المصرية فهي عين الإله رع التي دمرت أعدائه بالإضافة إلى أنه كان يعبدها المصريين في مدينة طيبة على وجه خاص كإله للموتى ، وغالباً ما تظهرها النقوش والرسوم والتماثيل بهيئة إمرأة تحمل على رأسها تاج بشكل قرنين بينهما قرص الشمس كما تظهر بهيئة البقرة وأحياناً لبؤة أو ثعبان أو شجرة ،
المزيد من المعلومات عن الآلهة حتحور تطالعونها في هذا الرابط
http://www.civilizationguards.com/2014/04/research-hathor.html
يفننو : يفنن فعل مضارع بمعنى يرسل ، يبعث ، و الواو للجمع والمقصود أرسلوا 
كب : لفظ مجهول المعنى لكن من خلال السياق يمكن القول بأنه من مواد التحنيط .. مع العلم بأن لفظ كبي - مكبي يقصد به التطييب بالرائحة العطرة وهذا اللفظ ما يزال متداولاً إلى اليوم في اليمن
أيضاً يمكن الإفتراض بأن بمعنى كَبَّ إشارة للكثرة والوفرة
فيقال كَبَّ = صَبَّ عليه العطور كباً = صباً
بن كل أبيتته : من كل معابد
ألألت مصر : آلهة مصر = مملكة مصر القديمة مصر الفرعونية أرض الكنانة ..
تمخهسم : هناك إختلاف بين الباحثين في معنى اللفظ .. لكن من سياق نفهم بأن اللفظ مركب من مقطعين : تمخه ربما يكون نوع من القماش + سم لواحق لفظية في اللهجة المعينية تقابلها الهـاء في السبئية  
كسَو : الكساء هو الرداء واللفظ هنا بالجمع بمعنى أكسية 
بوص : البوص نوع من القماش الخاص والمستخدم في تكفين الموتى والبعض يقولون انه قماش الكتان
كصيهس : حرف الكاف إشارة للملكية وسبق توضيحه من قبل ، ولفظ صيهس بمعنى الهدية المرسلة لشخص والمقصود لـ زيد
يسعلينس : حرفي السين زوائد لفظيه وجذر اللفظ يعلي بمعنى قام بإعلاء - رفع
والعلو - الرفع هنا بمعنى إعلاء المنزله والمكانه وبمعنى الرفع على الأعناق
كما قد يشير إلى إزالة ما علق بالجثة وهو الأقرب للسياق
بحيث يكون المقصود كأن يقول القائل : رُفِعَ البلاء من بدن فلان  
بأهس : لفظ اختلف بشأنه الباحثين لكننا نعتقد بأنه من البأس بمعنى الشر والمرض فحرف الهاء زائد لفظي
وعندما نربطه مع لفظ يسعلينس يؤكد أن الرفع كان إزالة المرض أو إزالة ما علق بالجثمان من ذنوب وأمراض وذلك عبر الصلوات والطقوس في مرحلة التحنيط بمعنى ان اللفظ يحمل معنيين لهما نفس الدلالة
مع العلم بأن الروح في الهيروغليفية تسمى ( با ) وتظهر في الرسوم بهيئة طائر
المزيد من المعلومات عن الروح في مصر القديمة بهذا الرابط
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1_%D8%B9%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD#.D8.A8.D8.A7_.28.D8.A7.D9.84.D8.B4.D8.AE.D8.B5.D9.8A.D8.A9.29
عد : إسم إشارة للمكان فيأتي بما معناه وصل إلى مكان كذا ، كما يأتي كحرف جر ويختلف معناه بحسب السياق والمقصود هنا يشير إلى المكان الذي وضعت فيه جثة زيد إل
من بيت آلهن : في معبد الآلهة
أثر حف : معبود فرعوني وهو المعروف بإسم أوزير حب ..
وفي هذا أيضاً تأكيد على أن مصر المقصودة بالنقش هي مصر القديمة وما يؤكد ذلك أنه يوجد في القطاع الغربي من هرم سقاره مجمع ديني يضم السيرابيوم + مجمع الفلاسفة الباثنيون + مجموعة مقابر (تي وبتاح حتب) ونحن هنا يهمنا السيرابيوم فهو مكان ضريح الإله سرابيس وهذا المسمى اليوناني للمعبود المصري ( حب ) الذي يظهر في الرسوم والنقوش والتماثيل بشكل الثور المسمى (أبيس) وبالتالي كلمة سرابيس لفظ مركب يجمع بين الإله أوزير والإله حب ..
لمن يرغب في المزيد من المعلومات عن السيرابيوم يرجى زيارة هذه الروابط

http://nefertari-egyptian.blogspot.com/2011/12/blog-post_24.html

http://www.marefa.org/index.php/%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%85%D8%8C_%D8%B3%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A9

بورخه كيحك : في شهر كيهك وهو من شهور التقويم القبطي ويقابله شهر ديسمبر ..
وأعووووود مجدداً للتساؤل هل كان يستخدم التقويم القبطي في مكان آخر بالعالم غير مصر القديمة ؟ بالطبع لا والدليل أن أخواننا الأقباط المصريين ما يزالون يستخدمون هذا التقويم إلى اليوم ..
وبالتالي ماذا سيكون رد بعض الناس الذين صدقوا الهرف العقيم القائل بأن مصر المذكورة في القرآن هي بلداً آخر ؟! فالنقوش اليمنيه القديمة ها هي تثبت بأنها هي مصر المعروفة حالياً !!
هنا وبالعودة إلى ما يتصل بشهر كيهك أود التوضيح بأن هذا هو التاريخ الفعلي لدفن جثمان زيد إل فقد سبق أن ذكر النقش بأن وفاته كانت في شهر هتور - نوفمبر أي أن الكهنة أدخلوا جثمان زيد الى المقبرة ليتم دفنه في الشهر التالي من الوفاة وهي فترة تستمر خلالها طقوس التحنيط المقدرة بأربعين يوم يمر خلالها جسد المتوفي بمراحل عديدة أهمها غسل الجسد وتطهيره ومن ثم نزع المخ ونزع الأحشاء ووضع مواد الحشو داخل الجسد ومن ثم يتم وضعه في حوض مملوء بملح النطرون لامتصاص السوائل منه حتى يصبح جافاً وجاهزاً لما بعدها من المراحل المتمثله في الحنوط والتكفين والتطييب ....الخ
وهنا كذلك يتوجب علينا العودة إلى معنى لفظ بأهس فمراحل التحنيط تكون بالعادة مصحوبة بصلوات وشعائر وطقوس تعمل على تخليص الروح من أي شرور وبالتالي يصبح المقصود بكلمة بأهس الجثمان = المؤمياء الخالصة من أي شرور وآثام بمعنى أنه تم تنقية الجسد من أي أمراض - بكتيريا وهي الشرور التي قد تسبب عدم تحنطه بشكل سليم وهذا يعود بنا الى معنى لفظ عُـلَّ مما يؤكد بأن زيد مات بمرض ما ولذلك لم يقوم الكهنة بدفنه إلا بعد تأكدهم بأن مومياء زيد أصبحت نقية وطاهرة جاهزة للدفن
خرف ثني وعشري : السنة الثانية والعشرين
كتلميث ملكن : الكاف حرف الإشارة للملكية و تلميث هو بطليموس والمعنى لـ بطليموس ،  ملكن بمعنى المُلك والمقصود هنا لـ بطليموس الملك أو لمُلك بطليموس
وبإضافة اللفظين إلى التاريخ السابق لتتشكل عبارة واحده نصها خرف ثني وعشري كتلميث ملكن ومعنى العبارة : في العام الثاني والعشرين لحكم بطليموس ، هذا يقودنا للتساؤل عما يقصد بالعام الثاني والعشرين
أي هل يقصد به من تاريخ حكم البطالمة لمصر بشكل عام ؟
أم أنه يقصد به حكم الملك بطليموس الأول أم حكم الملك بطليموس الثاني ؟ 
والإجابة على هذه التساؤلات كما يلي : 
الملك بطليموس الأول حكم مصر بصفته حاكم عسكري من عام 323 ق.م الى عام 300 ق.م يعني قرابة 7 سنوات
ثم حكم مصر بصفته ملك مستقل من عام 300 ق.م إلى عام 284 ق.م يعني قرابة 24 عام
ومجموع الفترتين التي حكم فيها بطليموس الأول تقريباً 40 عام
وتولى الحكم بعده إبنه الملك بطليموس الثاني إلى عام 246 ق.م يعني ما يقارب 38 عام
وهكذا فالعام الثاني والعشرين يقصد به إحدى هذه الاحتمالات : 
1- أن وفاة زيد ودفنه كان في العام 22 لوقوع مصر تحت حكم البطالمة =عام 303 ق.م
2- أن وفاة زيد ودفنه كان في نفس العام الذي مات فيه الأب وتولى فيه الإبن الحكم عام 284 ق.م
3- أن وفاة زيد ودفنه كان في العام 22 من تاريخ تولى الملك بطليموس الثاني للحكم وهو عام 263 ق.م
وبالعودة إلى السطر الأول من النقش الذي يذكر بطليموس بن بطليموس فإن الإحتمال الأول ضعيف وبالتالي فإن الفترة تنحصر في فترة حكم الإبن وهنا نعتقد بأن موت زيد ودفنه كان في نفس العام الذي مات فيه الأب وتولى فيه الإبن للحكم وهو عــام 284 قبل الميلاد ..   
رثد : أودع ، بمعنى وضع الحماية على شيء معين و بمعنى وضع هذا الشيء في حماية الآلهة 
زيد إل : صاحب التابوت 
جمنس - لمنس ونفقس :هناك إختلاف إن كان اللفظ جمنس أو لمنس
لكن ورود لفظ نفقس بعده ويعني التابوت يجعل المفهوم جثمانه وتابوته
أثر حف : الإله أوزير حب وقد سبق الإيضاح بشأنه
وألألت عمس بمحرمهس : والآلهة الأخرى التي معه في معبده ..
-------------------------------
ثالثاً المعنى العام للنقش :
من الشرح السابق لمعاني المفردات والإيضاحات المرافقه ومع بعض التقديم والتأخير في بعض الألفاظ ليناسب السياق يصبح معنى النقش كما يلي :
هذا تابوت زيد إل بن زيد الظيراني ذَ وب الذي (كان يقوم) بتوريد المـر والقرفـة لمعابد آلهة مصر في زمن بطليموس بن بطليموس ..
مرض زيد إل ومات في شهر هتور ، وقد أرسل جميع كهنة معابد آلهة مصر الأكفان والكتان (والأقمشة ومواد التحنيط اللازمة) كهدية منهم (كما قام كهنة معبد أوزير حب أثناء التحنيط بأداء الصلوات والطقوس) لرفع الأمراض والشرور من مومياء زيد إل (وبعد الإنتهاء من تلك الطقوس) أوصلوه إلى معبد الإله أوزير حب في شهر كيهك من العام الثاني والعشرين لحكم بطليموس وأودعوا جثمان وتابوت زيد إل حماية الإله أوزير حب والآلهة الأخرى معه في معبده ..
-------------------------------
رابعاً أهمية النقش :
1- تكمن أهمية النقش بأنه يعتبر دليلاً قاطعاً بأن مصر المذكورة في النقوش اليمنيه هي نفسها مصر الفرعونية أرض الكنانة وهي نفسها مصر المذكورة في القرآن الكريم ..
2- ما ورد في النقش من ألفاظ وكلمات تذكر الحكام البطالمة والمعابد والآلهة الفرعونية ومسميات الشهور القبطية ومكان العثور على التابوت هرم سقارة يؤكد أن مصر المذكورة في النقوش والمذكورة في القرآن الكريم هي الإقليم الجغرافي التي تقع عليه حالياً جمهورية مصر العربية وبشكل واضح وصريح لا شك فيه ، وهنا يحق لنا الفخر كل الفخر كيمنيين بأن محتوى نقوشنا يؤيدها صدق كلام الله رب العالمين بالقرآن الكريم وهنيئاً لكم معشر اليمنيين تاريخ عريق تاريخ صادق تاريخ مُصدَّق ..وصدق القائل سبحانه وتعالى على لسان الهدهد (وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) صدق الله العظيم .. نعم فمن سبأ تأتي أصدق الانباء  ...
3- يشير النقش إلى العلاقات التجارية بين اليمن ومصر قديماً كما يكشف المنزلة الكبيرة والقدر العالي الذي تمتع به اليمنيين في أرض الكنانة والذي ظهر في منزلة زيد عند المصريين فجميع كهنة المعابد في مصر تشرفوا بأن بعثوا بكل مستلزمات التحنيط والأكفان والكرامة الاخرى تتمثل بأنهم دفنوا المومياء في معابد الآلهة لا فرق بينه وبين أي شخص منهم بجوار مومياوات الآلهة والفراعنة والكهنة ..
-------------------------------
خامساً ملاحظات ختامية :
* أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان لأستاذي الفاضل خالد الحاج الذي أمدّنا مشكوراً بمجموعة من الصور الحديثة للتابوت ومنها الصور المرفقه
ونأمل من الأخوة الأساتذة الاجلاء المحررين في مدونة النقوش تحديث الصورة الموجودة في المدونة فهي قديمة وغير ملونة والنقش لا يظهر بشكل واضح .. 
* بخصوص بعض الألفاظ الوارده في النقش والتي إختلف الباحثين بشأنها وكذلك الألفاظ التي تختلف في النطق عن الكتابة في النقش مثل : ذ وب ، كب ، تمخهسم ، وغيرها أعتقد أن السبب يعود إلى كاتب النقش فربما أنه كان يمنياً لم يعرف كيف يفسر الكلمات المصرية الخاصة بمواد التحنيط بما يقابلها في اللغة اليمنيه فقام بكتابتها بناءً على النطق اللفظي لها عند المصريين ، أو أن ما حدث عكس ذلك فربما كان كاتب النقش مصري ولم يعرف كيف يفسر بعض الألفاظ المصرية بما يقابلها في اللغة العربية الجنوبيه فقام بكتابتها بناءً على النطق اللفظي لها عند المصريين ..
هذا إن لم أكن مخطئاً في تفكيري وأترك التعقيب والتصحيح والإضافة للجميع

* النقش منشور وموثق في مدونة النقوش العربية الجنوبية dasi
ويحمل الرمز معين 338  وRES 3427
ولمن يرغب في الإطلاع يرجى زيارة هذا الرابط

http://dasi.cnr.it/index.php?id=dasi_prj_epi&prjId=1&corId=0&colId=0&navId=109851477&recId=4252

والله من وراء القصد  ..

( انتهى مقال الباحث )
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

تستطيع ان تتعرف على تفاصيل المعلومات حول هذا التابوت من الرابط التالي
http://dasi.cnr.it/index.php?id=dasi_prj_epi&prjId=1&corId=0&colId=0&navId=109851477&recId=4252

ملاحظة بسيطة : عندما تفتح الموقع ستلاحظ عبارة بارزة فيه و هي : الحضارة العربية الجنوبية قبل الاسلام.

------------------------------------

الباحث يحاول في هذا المقال اثبات بطلان من يقول بان جغرافيا بني اسرائيل في اليمن القديم، و  كدليل ايضا على زيف النظريات الجديدة التي تتحدث بان مصر ليست الحالية و بانها في مكان اخر، و تحدث بتفصيل عن هذا الدليل.

لو سلمنا بصحة ترجمات الغرب المعتمدة رسميا، و بصحة التاريخ الذي كتبه الغرب لنا، فانا الحقيقة اشكر هذا الباحث، لان هذا الدليل الذي يستند عليه يفحم الجميع فعلا. 

فعلا ..... لدينا دليل قديم و نقوش قديمة جدا ، و ليس دليل حديث او نصوص مطبوعة داخل الورق ، تؤكد بطلان كل النظريات و الجدل حول ان مصر في مكان اخر غير مصر حاليا .

دليل مادي و عيني .... بقطع الشك باليقين و يجعل كل من يتحدث عن مصر اخرى فهو يملك غرض اخر لا نعرف ما هو .

و مع ذلك فهذا الدليل الذي يقدمه هذا الباحث ، و شرحه المفصل له يثير السخرية جدا من وجهة نظري، و انا اسف لقول هذا.

لماذا ؟!

ماهي اكبر آفه في عقل الباحث لدينا، و تمنعه من قراءة التاريخ بشكل سليم ؟

عقلية سايكس بيكو .

نعم ...... نحن لا ننطلق من اعتبارات أيديولوجية لنرفض سايكس بيكو، لكن لانها فعلا عقلية غير علمية ابدا، لان الناس قديما لم تكن تعرف حدود سياسية و حدود اليوم حديثة جدا، و هي من جعلت العقل يعتقد بان واقع اليوم مثل الامس، و بان كل مجتمع قديم في المنطقة كان يحاول و يجتهد من اجل الحافظ على الحدود السياسية القائمة اليوم .

و هذه العقلية لن تعطيك نتائج دقيقة اثناء قراءة التاريخ و لن تجعلك تقترب من فهم الصورة الحقيقة للتاريخ.

------------------------------------

الان سنطرح السؤال المنطقي الاول :
■ على اي اساس اعتبر الباحث هذا التابوت لشخص من اليمن، او بالاصح السؤال ليس موجه للباحث بل موجه للغرب ......... على اي اساس اعتبر الغرب هذا التابوت لشخص من اليمن  ؟!

1- هل لان اسمه زيد ال الضيراني فهو يمني، بينما  اسماء المصرين غريبة و بلكنة يونانية ( رمسيس تحتموس منقرع جدقرع )؟!

لكن هذا القياس خاطىء.

لان لديك الان مصريين اسماءهم يونانية و  هم مصريين و ليسوا يونانين ( جرجيس تيوضراس الخ )، و قديما .... كان التواصل بين الجغرافيا قائم و لا يستبعد ان يكون شخص مصري اسمه زيد، هذا لو افترضنا ان الاسماء  المصرية كلها فعلا كانت وفق قراءة شامبليون.

2- هل لان النقوش المكتوبة على التابوت بخط المسند المنتشر بكثرة في اليمن، بينما المصري يكتب بالهيروغليفية ؟

لكن هذا القياس خاطىء

لان الارجتيني يستخدم خط الكتابة الاسباني و هو بالحقيقة ليس اسباني بل ارجنتيني . 

هذا من جهة ، و من جهة اخرى

الستم تقولون وفق التاريخ الذي قدم لنا :

"  اللغة المصرية القديمة كتبت بخطوط أربعة هي: الهيروغليفية، والهيراطيقية، والديموطيقية، والقبطية،  وهي خطوط لم تظهر كلها في وقت واحد وإنما جاءت في إطار تتابع زمني يعبر عن الامتداد الزمني الطويل الذي عاشته اللغة المصرية القديمة ويعبر في نفس الوقت عن النضج الفكري للإنسان المصري القديم والذي أدرك أن متطلبات الحياة قد تتطلب بين الحين والآخر أن تكون بينها وبين الأداة المعبرة عن اللغة، وهي الكتابة، تناسق ولأن الخط الهيروغليفي – خط العلامات الكاملة – هو أقدم الخطوط المصرية وأطولها عمراً وأكثرها وضوحًا وجمالاً، فقد لجأ المصري في بعض المراحل الزمنية إلى تبسيطه وتمثل ذلك في الخط الهيراطيقي، ثم لجأ إلى تبسيط آخر في مرحلة تالية، وتمثل ذلك في الخط الديموطيقى، الأمر الذي يعني أن هناك علاقة خطية واضحة بين الخطوط الثلاثة. أما الخط الرابع من خطوط اللغة المصرية القديمة وهو الخط القبطي فقد كتب بالأبجدية اليونانية مضافاً إليها سبع علامات من الكتابة المصرية القديمة في شكلها الديموطيقيي لم يتوفر نطقها في العلامات اليونانية."

قلتم بان المصري كتب باربعة خطوط :

الهيروغليفية
الهيراطيقية
الديموطيقية
القبطية

و  بالرغم ........ من ان الكتابة القبطية حروفها يونانية بحتة غريبة جدا و لا يوجد لها اي اصل في الكتابة الهيروغليفية، لكنكم اعتبرتم هذه الكتابة معبره عن اللغة المصرية القديمة.

و بالرغم من ان ... الكتابة الهيراطيقية كتب بها المصري قديما طوال 2000 سنة لكن لا يوجد هناك نصوض كافية منطقية تعبر عن كل تلك المدة التي استعمل به هذا الخط، و كذلك الحال مع الديموطيقية، و الغريب ان هذه النصوص تكتب في مخطوطات ورققة و غير مكتوبة على الاحجار في ذلك الزمن القديم، لان المصري قديما كتب على البردي و الحجر بالهيروغليفية، و المفروض هناك نقوش على الحجر بتلك الكتابات ، بالاضافة لعدم وجود تشابه ملحوظ واضح بين خطي الهيراطيقية و الديموطيقية مع خط الهيروغليفي، حتى نعتقد بان هذين الخطين خرجا من الهيروغليفية .

في يوما ما عندما سالت هذا الباحث: على اي اساس تم اعتماد هذه الرموز في خط المسند ؟

فاجاب بانه اختيار لاعتبارات ثقافية محلية و لا معنى جوهري علمي لطرح مثل هذا السؤال .

و امامكم خط المسند و الخط الهيروغليفي .

الخطان متطابقان و منطقيا ان المسند تطور عن الهيروغليفية ......و مادام و ان المسند جاء بعد الهيروغليفية ، فمنطقيا انهما  خط واحد، لكن الثاني متطور عن الاول .

السؤال المنطقي :  

لماذا لم تتم تسميه المسند بالهيروغليفية المتاخرة .. او سمي بالهيروغليفية المتطورة ، او سمي بالديموطيقية ؟! ........ او لماذا لا تسمى الهيروغليفية بخط المسند الاول و الاخر خط المسند المتاخر ؟!

بل ان السؤال الاهم  :

لو وضع شخص امامي خط المسند و الخط الديموطيقي  و الخط الهيراطيقي و الديموطيقي  هو الخط الذي كان من بين الخطوط الموجودة في حجر رشيد ، و الذي قال الغرب بان هذا الخط كان هو خط الانسان في مصر في مرحلة متأخرة، بعد ان تخلى عن الهيروغليفية ، و تمكن الغرب من فك الهيروغليفية بمساعدة هذا الخط . 

ثم  طرح هذا الشخص علي سؤال منطقي : اي خط من بين هذين الخطين .......... قد خرج من الخط الهيروغليفي ، او السؤال بطريقة اخرى : ماهو الخط الذي بمثابة الابن الحقيقي للهيروغليفية ؟!

ساجيب عليه سريعا :  خط المسند .

هل يعقل بان انسان من مكان بعيد ملتزم بحروف الكتابة في مصر و لديه حرص شديد على كتابة الرموز بنفس شكلها و عناية فائقة في كتابتها ..... بينما الانسان المصري بعد الهيروغليفية يخترع كتابة اخرى ، تحتوي على رموز غريبة غير موجودة في كتابه الاصل و وثائقها قليلة.

اي لا اصل لها في كتابة الاجداد و لا توجد لديه عناية فائقة في كتابته ، و قد عاش فترة طويلة على هذا الخط، لكنه لم يخلف الا حجر واحد عليه كتابة ديموطيقية ؟!

لماذا عندما يتعلق الامر بخط المسند فهناك عمى متعمد ، مع انه الخط الاكثر منطقية و وضوح بانه خرج من رحم الهيروغليفية بشكل قاطع، و المفروض القول بان اللغة المصرية القديمة قد كتبت بهذا الخط ايضا ..... و اليمن ممتلئة بهذه النقوش مما يؤكد بان حقبة زمنية و قد كتبت اللغة المصرية القديمة بهذا الخط.

ام ان مشروع سايكس بيكو يفرض كتابة تاريخ تكون فيه اليمن بلغة مختلفة عن لغة مصر القديمة ؟! 

هذه قراءة تقوم على اساس غير علمي، هذا تاريخ غير طبيعي و غير واقعي يقوم على قواعد صارمة وضعها كاتب متأخر للتاريخ .
------------------------------------

الان ... سنتحدث عن منطق هذا الباحث

هذا الباحث يصدق كل ما كتبه الغرب له، و يحفظ كل ما يكتبه الرجل الابيض و يعتبره قانون علمي صارم ينطق بالحق، لكن هذا الحفظ الاعمى بدون تفكير جعله يقع في اخطاء مضحكة كثيرة و يكتب واقع غير منطقي.

■ طبعا الباحث يؤمن بترجمة الغرب.

و لو افترضنا صحة الترجمة، فهل يعقل بان النقش الذي كتبه المصري تكريما ليمني و يتحدث فيه عن تاريخ وفاته في شهر قبطي على حد قول الباحث، اي انه يؤمن بان المصري قديما كان اسمه قبطي، ثم يكتب هذا القبطي اسم بلاده باسم ( مصر ) ، المفروض انه يكتب ايجبت او كميت حسب ما تقوله ترجمات الغرب لنقوش مصر ؟!

السؤال : كيف يسمي المصري بلاده باسم مصر في نقوش المسند ، و يسمي بلاده ايجبت او كميت في نقوش الهيروغليفية ؟!

هل يستطيع هذا الباحث حل هذا التناقض الساخر من العقل  ؟!

هذا تاريخ مضحك

و اتوقع ان يكتب الغرب لهولاء الباحثين الحفظة تخريجه جديدة تحل هذا التناقض كما هو معتاد عليهم ..... بان يقولوا مثلا ان اسم مصر على لسان الساميين، و هم كرموا الرجل بان كتبوا مصر بلسانه.

هذا الباحث مطالب بحل هذا التناقض ...... كيف يستند  هذا الباحث على ترجمات الغرب و  يقول بان اسمها مصر، لكنه لايستند على ترجمات الغرب لنقوش الهيروغليفية التي تقول ان اسمها كميت ؟

■ هذا الباحث يؤكد بان شهري هتور و كيهك قبطي، و بانه دفن على تقويم القبطي، و الدليل هو رابط صفحة التقويم القبطي.

لكن على افتراض صحة و حقيقة وجود تقويم قديم قبطي .. لان صناعة  التقاويم مثل محلات بيع الفول .... ففي كل شارع تشاهد محل بيع فول ، و صناعة التقاويم لكل من هب و دب و مش صعبة، و الأمازيغ ( البربر سابقا) الذين لم يكتبوا حتى حرف واحد طوال وجودهم قد صنعوا لهم تقويم عمره 3000 سنة لتاكيد اصالتهم التاريخية بالارض و ليسوا وافدين جدد.

لكن على افتراض صحة وجود التقويم القبطي قديما .... فالمفروض ان النقش يحدد سنة الوفاة وفق التقويم القبطي و ليس اساس تاريخ ظهور بطليموس كغازي لمصر .

ثم ان التقويم القبطي عمره 1734 سنة على افتراض صحة هذا العمر، و هذا يعني بان قول الباحث حول التقويم القبطي خاطىء.

لانه لو كان التقويم القبطي المعمول به حاليا صحيح و هو التقويم الذي يتحدث عنه هذا الباحث و كان معمول ساعة وفاة هذا التاجر، لكنا الان في عام 3000 سنة مثلا من التقويم القبطي و ليس في سنة 1734 من التقويم القبطي .

ثم هل يعقل بان شخص يحضى بمكانة ....... و يتم تكريمه على حد كلام الباحث و يؤرخ على تابوته  تاريخ بالاعتماد على سنة غزو ملك يوناني لمصر ؟!

ثم هل كان المصري ساعتها لا يملك تقويم زمني، و قد عجز عن وضع تقويمه على تابوت لشخص يتم اكرامه.؟!

هل  هذا العجز جعله يحدد سنة وفاة هذا الرجل معتمدا على اساس غزو ملك يوناني لمصر.؟!

لماذا التاريخ يتعمد جعل المصري قديما يعشق الغازي الابيض القادم من اوروبا و يعتبره مصدر تقويم زمني؟!

هذا تاريخ ساخر 

هذا الباحث مطالب بحل هذا التناقض بين قوله بوجود تقويم قبطي في تلك الفترة، و بين كون عمر التقويم القبطي 1734 .

■ انظر كيف يحاول الباحث حل اسباب وجود اسمين لشهرين قبطين في النقش .

"  وبالعودة إلى ما يتصل بشهر كيهك أود التوضيح بأن هذا هو التاريخ الفعلي لدفن جثمان زيد إل فقد سبق أن ذكر النقش بأن وفاته كانت في شهر هتور - نوفمبر أي أن الكهنة أدخلوا جثمان زيد الى المقبرة ليتم دفنه في الشهر التالي من الوفاة وهي فترة تستمر خلالها طقوس التحنيط المقدرة بأربعين يوم يمر خلالها جسد المتوفي بمراحل عديدة أهمها غسل الجسد وتطهيره ومن ثم نزع المخ ونزع الأحشاء ووضع مواد الحشو داخل الجسد ومن ثم يتم وضعه في حوض مملوء بملح النطرون لامتصاص السوائل منه حتى يصبح جافاً وجاهزاً لما بعدها من المراحل المتمثله في الحنوط والتكفين والتطييب ....الخ  "

السؤال المنطقي لصاحب المقال :
هل هذه الصيغة الرسمية الدينية الشرعية عند كتابة النصوص على التوابيت؟

او بمعنى اخر ... هل هذه صيغة ثابتة في كتابة النصوص على توابيت الموتى ؟!

لاننا لانجد مثل هذه الصيغة على التوابيت الاخرى التي تحوي جثث محنطة،فالنصوص التي وصلتنا المكتوبة في التوابيت الاخرى ، لا تتحدث بكون الشخص قد مات في شهر ما، و دفن في شهر مختلف.

فلماذا هذا التابوت قد شذ عن القاعدة ؟!

مع العلم ... بان موضوع الكتابة على التوابيت يعتبر من ضمن الطقس الديني المقدس، و يجب ان يتخذ صيغة واحدة ثابتة ، و لا يجب ان تكون الصيغة  متغيرة او عشوائية حسب المزاج.

و الباحث مطالب بحل هذا التناقض بين كون هذا النص المكتوب على هذا التابوت مختلف عن بقية نصوص التوابيت الاخرى، في تركيزة على ذكر اسم الشهرين القبطين .

■  انظر جيدا الى هذا التاريخ الذي يكتبه الغربي و يسخر من العقل بصورة وقحة جدا،و  يحفظه هولاء الباحثين.

هذا التابوت ....... لشخص توفي في عهد حكم بطليموس لمصر ، اي ان عمره من عمر بطليموس، و لدينا حجر رشيد الذي كتب في عهد بطليموس .

اي ان لدينا وثيقتين بعمر واحد، و كتبتا في عهد بطليموس ... حجر رشيد و هذا التابوت .

حجر رشيد مكتوب عليه اسم (بطليموس) حرفيا، بينما هذا التابوت مكتوب فيه اسم (تلميث) و هناك اصرار على ان كلمة ( تلميث) تعني بطليموس .

لماذا عجز المصري ان يكتب اسم ( بطليموس) على هذا التابوت بخط المسند،  كما كتبه بشجاعة و وضوح في حجر رشيد بخط الهيروغليفي ؟!

لماذا كتبه ( تلميث ) و لم يكتبه ( بطليموس)،مع ان كل الحروف الصوتية لكلمة ( بطليموس) موجودة في حروف المسند ؟!

لماذا المصري في كل نقش يكتب المصري اسم بطليموس بصيغة صوتية مخالفة ؟!

ما اسم ابن الحرام ( بطليموس ) ؟!

تلميث ابن تلميث = بطليموس ابن بطليموس

حتى بطليموس يكتب اسمه مع كلمة ابنlol

يعني لا يصح ان يكتب المصري اسمه بطليموس بطليموس بدون اضافة كلمة ابن lol .

هل المصري يتعامل مع مفردة ابن ايضا ؟!

هذا ليس تاريخ و ليست مادة علمية .. هذا احتقار و استخفاف بالعقل .

و من المؤكد ...... بانهم سيجدون لهذا الاستخفاف و الاحتقار للعقل تخريجه جديدة، و سيقولون بان بطليموس كان يسمى في صغره باسم تلميث lol .

الان السؤال المنطقي: لماذا يصعب ظهور اسم بطليموس في نقوش المسند، بينما يسهل ظهور اسمه في نقوش الهيروغليفية؟!

لقد اضطر الغرب لابتكار اسم جديد لبطليموس و الادعاء بانه اسم بطليموس .

لانه ببساطة شديدة .... خط المسند مكون من 30 رمز تقريبا، و عند تزوير هذا الخط سيكون الامر معقد من ناحية اظهار اسم بطليموس في اي نقش قديم مكتوب بخط المسند، بينما الهيروغليفية تحوي رموز كثيرة جدا، تفوق 5000 الف رمز و من السهولة ان تقنع اي شخص بان هذه الرموز هي اسم بطليموس.

هذا الباحث مطالب بحل هذا التناقض، بين ان ملك يحمل اسمين  تلميث و بطليموس .

■ الان انظر .. لدينا وثيقتين بعمر واحد، و كتبتا في عهد بطليموس ....... حجر رشيد و هذا التابوت .

اي انه في زمن واحد، كتب المصري بخط المسند تكريما لرجل يمني لانها كتابة منطقة اليمني، و في نفس الوقت كتب المصري بخط الديموطيقي على حجر رشيد .

المصري الان يكتب بخطين اثنين ، و الخطين خرجا من الهيروغليفية .

لكن المسند اكثر تعبير واضح لنقوشه القديمة بينما الديموطيقي يبدو غريب و غير واضح  .

السؤال المنطقي :

لو طرحنا سؤال ماهو الخط المنطقي الذي يمكن القول بانه ينتمي للمصري قديما و معبر عن يده التي كتب بها الهيروغليفية ... هل  المسند ام الديموطيقي ؟!

طبعا المسند

بل السؤال المنطقي :

في ذلك الزمن، كان هناك خطين خرجا في نفس الوقت من الهيروغليفية ، المسند و الديموطيقي . 

تستطيع ان تشاهدالخطين و تقارنهما مع الهيروغليفية ... فالسؤال :

اي واحد منهما يعبر منطقيا عن المرحلة الثانية للهيروغليفية ؟!

الاعمى سيقول المسند ... واضح جدا و بارز، بجانب سبب هام متعلق باسباب اختيار هذه الرموز سنتحدث بها في مقال اخر .

فاذا كان اليمني قد ذهب الى مصر و تحمل تعب السفر و لم يفكر ان يخترع كتابة خاصة به، بل اخذها من مصر، و اخذ من الكتابة الهيروغليفية بعض من رموزها و طور كتابتها بشكل اسهل، و كانت مرجعية خطه مصر ، فان السؤال المنطقي :

لماذا لم يستخدم اليمني الكتابة الديموطيقية المختصرة و السهلة مادام و هو عاجز عن ابتكار خط لنفسه، الم يذهب الى الكتابة التي اخترعها المصري .... اذن فالخط الديموطيقي سيكون اسهل له و توفر عليه عناء تعب الاختيار،  و هي كذلك من اختراع المصري ايضا، و كان سيختارها بدل ان يختار رموز اخرى من الهيروغليفية ليكتب بها؟!

هذا يعني بان المسند ....... هو اول اختيار تم بعد الهيروغليفية، او اول مرحلة تطورية قد خرجت من الخط الهيروغليفي، و ليس الهيراطيقي او  الديموطيقي .

و هذا يعني بان حجر رشيد مزيف، و قصة الخط الديموطيقي هو من صناعة الغرب.

الباحث مطالب بحل مسألة التطابق بين المسند و الهيروغليفية، على اساس اعتقاد الباحث بانه تابوت لرجل يمني، و اعتقاد هذا الباحث بان هذه النقوش يمنية، لان الخط هو مصري خالص و ليس يمني و هذا يعني بان التابوت خاص بشخص مصري.

■ لاحظ ... كيف ان الباحث يؤكد حقيقة اسم هذا التاجر و اسم قبيلته من خلال نقوش اخرى .

فهو يقدم لنا نقوش اخرى تؤكد وجود هذا الاسم، بل انه منهجه يصل به الى الاعتقاد بان اسم هذه القبيلة مازال موجود اليوم في اليمن .

اولا ....... هل يعقل بان اسم قبيلة قبل 2300 سنة مازالت موجود لليوم، المفروض ان هذه القبيلة هي كل تعداد اليمن ، مع العلم بان مسميات الناس اليوم حالة حديثة جدا، منقطعة عن تسميات الماضي القديم.

اما النقطة الاهم التي لم ينتبه لها  هذا الباحث و التي تفسر له سبب تكرر هذا الاسم في النقوش و يعتمده كدليل هي :

انك عندما تزور نقوش قديمة، و تخلط الاصوات فيها و تغير اصوات حروفها، فانه من الطبيعي جدا ان يتكرر معك دائما اسم معين في كل النقوش، و هذا يفسر اسباب تكرر هذا الاسم و اللقب دائما في كثير من نقوش المسند .... حتى في جزيرة على البحر المتوسط اكتشفوا نقش مسند، و ترجمة النقش تحوي اسم زيد تاجر مواد مقدسة ، حتى النقش الذي يقدمه هذا الباحث يوجد فيه اسم زيد.

يعني مثلا

لنفرض جملة شائعة متداولة في لغة ما  :

مثلا ... كلمة كتب

لو جعلنا منطوق
حرف ( ك ) هو ( ز )
حرف ( ت ) هو ( ي )
حرف ( ب ) هو ( د )

سننطق الكلمة ( زيد )

و هنا سيتكرر هذا الاسم في كثير من المقالات التي تكتب في الصحف، هذا شرح مختصر للفكرة .

ثم هل يعقل بان اسم هذا الشخص دائما في كل النقوش من اليمن الى مصر الى جزيرة في البحر الابيض المتوسط و كل النقوش تتحدث عن تاجر مواد مقدسة lol .

مضحك

الباحث مطالب بحل مسالة هذا التاجر الذي يحمل اسم واحد و يتكرر دائما في نقوش المسند .

■ الان انظر الى هذا المنطق ...... يقول الباحث بان المصري قام بتكريم هذا اليمن بدفنه في مقبرة الاله أثر حف ( و هو اوزير حب )


هذا احتقار و استخفاف بالعقل  .... لا يمكن تحمله

يا اخونا الباحث الكريم ....... المصري قديما كان يسمي الهه باسم ( اوزير حب ) ..... حسب ما قالت لنا ترجمات الغرب لنقوش مصر و المعتمدة رسميا في ارقى جامعات الغرب.

فلماذا هذا المصري و هو يكتب اسم الهه في نقوش المسند يكتبه باسم ( أثر حف ) و لا يكتبه بهذه الصيغة ( اوزير حب ) ؟!

لماذا عجز المصري على كتابة اسم ( اوزير حب ) مع ان الحروف الصوتية لكلمة ( اوزير حب) موجودة كلها في نقوش المسند و يمكن كتابة هذه المقاطع الصوتية بسهولة بواسطة خط المسند ؟!

طبعا الباحث غير مستوعب بانه في المسند من الصعوبة جدا ايجاد تراكيب صوتية لكلمة اوزير وفق ترتيب الثلاثين الحرف، بينما الهيروغليفية يمكن اختيار اي رموز و اسقاط هذه التسمية عليها، لان الرموز كثيرة ، و لذلك تجد بان حسب قاموس شامبليون، فكل اله مصري قديم كانت له اكثر من عشر صيغ كتابية مختلفة و تنطق بنفس النطق .

و عليه فلا بد من جعل اي كلمة غريبة في نقوش المسند المزورة كمعنى مقارب لاسماء الهات مصر

الباحث مطالب بحل مسألة اختلاف اسم الاله المصري في نقوش المسند عن اسمه فس نقوش الهيروغليفية .

■ انظر .... يقول الباحث بان هذا التاجر ابى الا ان يكتب على تابوته بخط بلاده؟!

كيف عرف الباحث، بانه ابى الا ان يدفن بخط بلاده، من اين اخرج هذه المعلومة ؟

اذا كان فعلا قد ابى الا ان يكتب اسمه على تابوته بخط المسند دليل اصالته و اعتزازه ببلاده، فاعتقد بان هذا الحرص الشديد من هذا التاجر سيجعله ايضا يلزم من يكتب على تابوبته كتابة اسم الهه اجداده التي يعبدوها في اليمن، لانه لا يؤمن بالهة المصرين ، بل يؤمن بالهة اليمنين ( المقة - عم - ود ) .... بل من المفروض ان يدفن في مكان اخر و لا يدفن في مقبرة الاله اوزير لانه لا يعترف بها، اي انه كافر بها حتى لو هو تاجر المواد المقدسة لمعابدها  ؟! lol .

الباحث مطالب بحل هذا التناقض بين اصرار التاجر على كتابة نقوش المسند على تابوته كتعبير عن اصالته لوطنه، و بين كونه لم يكتب اسم الاله اليمني الذي يعبده هذا التاجر وتم عمل طقوس له مصرية و لم يتم عمل طقوس يمنية على جثته .

■ هذا الباحث ... يعتقد بان الامر تكريم لهذا التاجر.

مجرد تاجر و تم دفنه في مقبرة الاله الاكبر اوزير، في عهد بطليموس ... السؤال المنطقي :

اذن .... اين قبر بطليموس و كليوباترا و يوليوس و بقية شلة الرواية اليونانية، لماذا لم يتم تكريم كل تلك الشخصيات بالرغم من انها تحمل اعلى مناصب في البلاد ملوك ..... و قد كتب المصري اسماءهم في نقوش و المفروض اننا سنجد قبور هولاء مازالت قائمة ، بينما هذا تاجر بسيط و قد تم تكريمة بشكل مبالغ به ؟!

دولة البطالمة حكمت مصر 250 سنة ، ثم دولة اخرى رومانية حكمت مصر 300 سنة ، بمجموع 500 سنة تقريبا، و حكم خلال هذه المدة اكثر من اربعين ملك، فاين هي قبورهم ؟!

لا يوجد لهم ... لا حس و لا خبر .
مختفين من الطبيعة و الواقع، مجرد قصص تسكن الدماغ فقط و لا يوجد لها اي اثر في الواقع .

لكن فرد بسيط من اليمن و مجرد زائر لمصر،و صنع له تابوت و دفن في مقبرة الاله الاكبر اوزير lol.


اذن الامر ليس تكريم، و الا لكان قد كرم شلة ملوك اليونان و الرومان بنفس الطريقة و اضخم، الامر مجرد طقس ديني فقط.

مسلسل كرتوني

الباحث مطالب بحل هذا التناقض ....... بين قيام المصري بدفن تاجر و تحنيطة، و عدم قيامه بهذا الشيء تجاه بطليموس و بقية ملوك اليونان و الرومان.

■ اذا كان الامر تكريم من قبل المصرين لهذا التاجر، و دليل على حب و تقدير ، فلماذا لم يتم تكريمه بكتابة نقوش هيروغليفية على تابوته؟!

لان المصري قديما ...... قد قام بتكريم كل غزاة الارض حسب التاريخ الذي كتبه لنا الغرب، و كتب أسماؤهم بنقوش مقدسة ..... الاسكندر بطليموس داريوس الخ ....... بينما هذا اليمني المسالم الذي يخدم دينهم و يخدم معابد مصر ........ لم يكتب المصري اسمه بنقوش الهيروغليفية.

يا ترى ما السر ؟!

و لماذا اصلا يكتب بالهيروغليفية على تابوت هذا الملك ..... و المسند اصلا كتابة هيروغليفية لكن متطورة . اي ان المصري فعلا قد كتب على التابوت نقوش هيروغليفية .

الباحث مطالب بحل هذا التناقض في اعتقادة بان الامر تكريم لهذا التاجر، لكن هذا التكريم منع المصري من كتابة نقوش هيروغليفية على تابوته.

■ هذا الباحث يعتقد بان اسباب صعوبة بعض الألفاظ الوارده في النقش بسبب كاتب النقش .

" إختلف الباحثين بشأن معناها مثل : ذ وب ، كب ، تمخهسم .. بأن السبب يعود إلى كاتب النقش فربما أنه كان يمنياً لم يعرف كيف يفسر الكلمات المصرية الخاصة بمواد التحنيط بما يقابلها في اللغة اليمنيه فقام بكتابتها بناءً على النطق اللفظي لها عند المصريين ، أو أن ما حدث عكس ذلك فربما كان كاتب النقش مصري ولم يعرف كيف يفسر بعض الألفاظ المصرية بما يقابلها في اللغة العربية الجنوبيه فقام بكتابتها بناءً على النطق اللفظي لها عند المصريين .."

لا حول و لا قوة الا بالله.

وكيل توريد مواد مقدسة، في وظيفة رسمية و عايش في مصر و مختلط بالمصرين و يعجز عن كتابة اسماء هذه المواد.

و لنفرض بان كاتب النقش يمني هل يعقل بانه لا يعرف اسماء المواد هذه بلغة المصرين، يعني هل يصعب عليه ان يسال اي مصري ما اسم هذه المواد،

يخبط كتف اي مصري ماشي من الشارع، او الي جنبه في غرفة التحنيط .. و يساله ما اسم هذه المواد .

الا لو قلت لي بانه يحتاج الى مترجم، لاننا سنصل لقمة السخافة، لان اليمني مترابط بتجارته مع المصري و يعرف لغته، ثم لماذا يترجم، لماذا لا تعتقد بان اللغة واحدة، ام ان سايكس بيكو عقيدة في عقولكم تحرم عليكم مجرد التفكير بهذا المنطق ؟!

اما لو كان كاتب النقش مصري، و هو مصري فعلا، لانه من المستحيل تخيل ان اليمني ذهب الى مصر و هو يحمل تابوته و منقوش عليه هذه الكتابة و قد حدد تاريخ وفاته بسنة بطليموس .

لو كان مصري، فان اسماء المواد المقدسة ستكون اسماء واحدة بين اليمني و المصري ، لماذا ؟!

اذا كانت المواد المقدسة لا توجد في مصر بل في اليمن، فمن المنطقي جدا بان تسميه المواد التي تعرف في لسان اليمني سيلتزم بها المصري و لن يخترع اسم جديد لها .

يعني مثلا ...

هل  فاكهة الكيوي معروفة لدينا ؟!

لا طبعا ... لانها لا تزرع لدينا.

اذا فمن اطلق عليها اسم كيوي ؟!

طبيعي انها التسمية لدى سكان الموطن الأصلي للكيوي. و قد التزمنا به، و لم نخترع تسميه له مختلفة .

و عليه فان المصري سيلتزم بتسمية اليمني للمواد، لانها غير موجودة في مصر بل في اليمن . 

هذا الباحث الطيب يعتقد بان السبب يكمن في كاتب النقش، و لهذا السبب وصل الى هذا الجواب الذي يعتقد بانه منطقي، لكن لم يخطر بباله ابدا فكرة ان المشكلة ليست في الكاتب بل في مترجم النصوص، و بان طريقة فكه للنقوش خاطئة بشكل متعمد، و هي سبب طريقة التفكير اللامنطقية التي اوصلته الى هذا التفسير .  

هذا التفسير الذي قدمه الباحث، يؤكد بان لدينا مشكلة في مناهج التفكير ...... و سببها الاول هو عقيدتنا المطلقة ... الايمان بترجمات الغرب.

هذه العقيدة تجعلنا نعتقد بان كل هذه الالفاظ المضحكة و الغريبة التي نتجت عن تزوير النقوش و التي تشبه لغات الوحوش و الحيوانات كانت موجودة قديما على لسان سكان المنطقة، و نحاول ان نجد لها اشتقاقات لغوية من لغتنا الحالية .

فمثلا الباحث يقول :

جمنس - لمنس ونفقس :هناك إختلاف إن كان اللفظ جمنس أو لمنس ، لكن ورود لفظ نفقس بعده ويعني التابوت يجعل المفهوم جثمانه وتابوته.

لا حول و لا قوة الا بالله
لمنس و نفقس = تعني = جثمانه و تابوته lol

انا مستعد ان اتخلى عن كل ما املك مقابل ان يقنعني هذا الباحث .... بكيف اقتنع من اعماق عقله و قلبه بهذه الترجمة و بان نفقس تعني تابوت  ، و كيف  وصل الغرب لترجمة كلمة لمنس بجثمانة و كلمة نفقس بتابوته، و من اي لغة حيوانات او اي لغة كائنات فضائية توصل الغرب لادراك معنى هذه الكلمات  .

لم يلاحظ هذا الباحث الحافظ جدا بانه قال لنا

بان كلمة 

ن ف ق ن .... تعني توفي او مات ( فعل )

لكنه يعتقد بان نفس الكلمة لكنها في موضع اخر و تعني تابوت .

ن ف ق س .... تعني تابوت ( اسم )

هذا الباحث مطالب بحل هذا التناقض الحاد، في كون كلمة واحدة تعني .. فعل و اسم ... في نفس الوقت . 

ن ف ق ن = ن ف ق س
مات = تابوت

ايضا اقرا :
" يسعلينس : حرفي السين زوائد لفظيه وجذر اللفظ يعلي بمعنى قام بإعلاء - رفع
والعلو - الرفع هنا بمعنى إعلاء المنزله والمكانه وبمعنى الرفع على الأعناق
كما قد يشير إلى إزالة ما علق بالجثة وهو الأقرب للسياق
بحيث يكون المقصود كأن يقول القائل : رُفِعَ البلاء من بدن فلان  
بأهس : لفظ اختلف بشأنه الباحثين لكننا نعتقد بأنه من البأس بمعنى الشر والمرض فحرف الهاء زائد لفظي
وعندما نربطه مع لفظ يسعلينس يؤكد أن الرفع كان إزالة المرض أو إزالة ما علق بالجثمان من ذنوب وأمراض وذلك عبر الصلوات والطقوس في مرحلة التحنيط بمعنى ان اللفظ يحمل معنيين لهما نفس الدلالة. "

مش طبيعي و الله اطلاقا ........ اسف جدا .

لكنها الحقيقة ... اي انسان يقتنع بهذه اللغة و التفسير ... هو غير طبيعي ابدا.

هل لان الكلمة تحوي حروف ( ع ل )  .. فهي تعني علو ... حسب منطق الباحث ؟!

انظر ايضا

كصيهس : حرف الكاف إشارة للملكية وسبق توضيحه من قبل ، ولفظ صيهس بمعنى الهدية المرسلة لشخص والمقصود لـ زيد.

الكاف ... للملكية
سين .... زائدة ( حسب كلام الباحث )

صيهس = صيه  = ( هدية )

صيه = ( هدية )

صيه هي  صه .. و تعني ( اسكت ) lol
هذا ما يدرس في جامعاتنا العلمية .

------------------------------------

ما هو جوهر قصة هذا التابوت ؟!

من كتب هذا النقش على التابوت .....و ما هي صفة صاحب التابوت و لماذا دفن في مقبرة مصرية قرب هرم سقارة  ؟!

مشكلة جدا ان يكتشف تابوت مكتوب عليه حروف مسند و مدفون في مصر، لابد من صناعة سيناريو غير حقيقي له .

من بين السيناريوهات .. ان كاتب النقش يمني، لكن لا يوجد دليل على انه يمني، و من غير المعقول ان الرجل قد كتب النقش بنفسه .... او نفترض وجود اشخاص يمنين بجوارة.

و كاتب المقال محتار بين ان يكون يمني او مصري.

طبعا المصري هو من كتب هذا النقش ... اذن فلماذا كتب المصري النقش بلغة هذا اليمني و لم يكتبه بلغته، لاننا لا نستطيع ان نقول بان خط المسند يمني بحت .... لان كل رموز المسند موجودة في الهيروغليفية، اي ان المسند مرحلة متطورة كتب بها المصري ؟!

جوهر القصة و التي يخاف منها الغربي هي لغة النقوش .... و لهذا السبب اخرج لنا الغرب قصة التاجر اليمني،  فالغرب لا يريد بشكل مطلق ان يكون التابوت لشخص مصري.

لانه لو كان مصري ..... فلسان المصري في نقوش المسند ...... ستكون مختلفة عن لسانه في نقوش الهيروغليفية، اي ان المصري قديما كان يكتب بلسانين مختلفين .

مع انه من المفروض .. ان لسان المصري في نقوش المسند هو نفس لسانه في نقوش الهيروغليفية، و لا يجب ان تبرز اي فكرة اتصال ابدا بين لغة اليمن قديما و مصر قديما.

و لهذا السبب تجد سيناريو القصص التي يخرجها الغرب اثناء كتابة التاريخ في المسائل الجوهرية دائما ما تكون مضحكه و متناقضة و غير واقعية،  لان هذه الافكار قاتله و مدمرة .... و ستجعل الناس يقتربون كثيرا من ادراك اللغة الحقيقية المكتوب بها نقوش مصر .

و عندها ستنكشف اللعبة الدائرة في المنطقة ، و مشروع صناعة الديانة اليهودية الذي صممته قوى سياسية و نسبت لها تاريخ وهمي حتى يستمر اعتقاد المسلم المسكين بان ربهم قد انزل قديما التوراة على اليهود لكنهم حرفوها، و المهم بان التوراة قد انتهت من ذكراة المسلم.

و الحمد لله المسلم يعتقد اليوم بان معاه القران و هو كافي ، فما حاجة المسلم للتوراة الصحيحة اصلا ؟!

المسلم لا يريد ان يستشعر خطاب القران و الذي يفتتح بالاية :

{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}

اخيرا السؤال الجوهري ... و الذي يكشف زيف هذا التاريخ، و بان المسند هو الابن الشرعي و الحقيقي للهيروغليفية ، و بان الديموطيقي و الهيراطيقي لم يخرجا اطلاقا من الهيروغليفية ابدا، و يؤكد بان هذا النقش على التابوت كتبه مصري و بلغته الاصلية:

لماذا اختار واضع خط المسند هذه الرموز دون غيرها من رموز الهيروغليفية ؟!

الجواب ببساطة :

لان الكاتب لاول للخط الهيروغليفي يعرف بان رموز المسند هي الايات المحكمات في الهيروغليفية ، و نقوش التابوت الخشبي او المسند ستفك نقوش الهيروغليفية بشكل صحيح .



الجمعة، 2 أغسطس 2019

احمد داوود و محمد اركون - الاساطير و الميثولوجيا

برأي ان كلمة ( اسطورة) قد سببت مشكلة كبيرة جدا في العقل المسلم و العربي اثناء فهم القران او قراءة التاريخ ، بسبب تعمد في  جعل معنى الكلمة  مرادف لكلمة ميثولوجيا اليونانية ، و تحديدا من القواميس التي نسب لها زمن قديم،  فاعتقد المسلم انها لفظة في لسان العرب قديما ....... فمعظم القواميس تعرف الكلمة على انها : أحاديثَ تُشبهِ الباطِل الأحاديثُ لا نِظامَ لها.

و هذا التعريف  الخاطىء لكلمة الاسطورة في وعي العربي، زاد من ترسيخه و تثبيته ..... السياق التي وردت فيه كلمة الأساطير في القران الكريم، فزاد في منح الكلمة معنى و مدلول سلبي في وعي المسلم.

فالمعنى السلبي  جاء للمسلم من سياق الاية الكريمة {إنْ هَذَا إلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} و التي جاءت على لسان من يكذبون بما اتى به القران الكريم ، وً هو سياق سلبي، فلا يمكن لنا ان نصف القران بالاساطير ، لأننا إذا عملنا هذا سنصف القران بالكذب و نصبح نحن مكذبون للقران و هذا ما يرفضه المسلم .

هذه الكلمة اصبحت مدخل لدى بعض المستشرقين ... الذين يقولون .... لان القران نفسه ينقل المصطلح العلمي على لسان المكذبين الذين كانوا يملكون علم، ليس الا دليل  على صحة هذا الوصف، و هذا الشيء جعل البعض من المفكرين يتصدون لهذا القول،  و يحاولون شرح المصطلح و ازالة اللبس منه ... و من هولاء محمد اركون و احمد داوود.

● فمثلا تحدث محمد اركون حول هذه النقطة  بعد ان تعرض لانتقادات، بعد ان تمت ترجمة عبارة له في كتاب له بالفرنسية تصف الخطاب في القران بخطاب أسطوري البنية، فخرج اركون يرد على تلك الانتقادات و يوضح بانه لم يقل اسطوري و لكن الخطأ بسبب الترجمة، لأن المترجمين الى  اللغة العربية يترجمون مفهوم (le mythe) بالفرنسي الى أسطورة بالعربي .
وطالب محمد اركون بضرورة ترجمة عبارة the myth في اللغة الانجليزية و  le mythe بالفرنسية الى لفظة القصص في اللغة العربية، لان القرآن يقول {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ}، و لهذا السبب يصف أركون  خطاب القرآن بانه خطاب قصصي مبني على القصص.

محمد اركون اصاب في نقطة و هي ان المايث لا تعني الاسطورة ، لكنه ارتكب خطأ، و ليس اي خطأ .... فاصبح ينطبق عليه المثل العربي الذي يقول : جاء يكحلها فاعماها . 

لان اركون حاول تكيف القران حسب شروط المناهج الاستشراقية ، و لم يستطع ان يخرج من هذا المنهج في دراسة واقع ينتمي لثقافة اخرى، و هذه المشكلة اوجدت صعوبة لدى اركون في البحث عن لفظة عربية  مقاربة لمعنى كلمة مايث اليونانية ، و لم يجد اركون الا كلمة قصص ، لانها جاءت في سياق ايجابي .

اركون تعمد اختيار كلمة تحمل سياق ايجابي من ثقافة من اجل تجميل كلمة تحمل سياق سلبي في ثقافة مختلفة ....... اي انه جعل المنهج الاستشراقي و كلمة مايث ... المرجع الاول في التفكير و المعنى .

● اما  المؤرخ احمد داوود فيقول عن الاسطورة :
"  الأسطورة سجل حقيقي لأحداث تاريخية معينة خضعت في كثير من الأحيان لمحسنات في اللغة والأسلوب والخيال الشاعري مع الاحتفاظ الأكيد بالمادة التاريخية المراد تدوينها, وتخضع للبحث والتمحيص قبل أن تعتمد وتحفظ في المعابد كجزء أساسي من التراث ينهض بأدوار تعليمية وتربوية ودينية. الأساطير القديمة تعكس أحداثاً تاريخية حقيقية وعلى الباحث والمؤرخ وحده أن يعرف كيف يستنبط منها المادة التاريخية."

و هنا احمد داوود وقع في خطا كبير ، فهو يريد ان يوفق بين ايمانه بالقران و بالتاريخ، و يريد ان يكيف مفردة الاسطورة مع قراءته للتاريخ ، و لا يدرك بان هذا تحريف لمعاني القران   . 
         

----------------------------------

لو بحثنا في وعي العربي تجاه كلمة اساطير او اسطورة ، ستجد بان الوعي ينظر بالشكل الاتي :

قصة محفورة في وعي المجتمعات من القدم ، و تتكرر وفق نظام، اما تكرار بشكل حقيقي في الواقع،  او تكرار بشكل اسقاط غير حقيقي على احداث من باب القداسة للاسطورة .

اي ان المجتمع المحفور في عقله اسطورة ما ..... و لنقل اسطورة او قصة او مايث موسى .. فانه عندما يقرر ان يكتب يوما ما عن شخص فسوف ينسب له تلك القصة التي ورثها من القديم .. بثلاث حالات: 

1- الحالة الاولى

الوعي يعتقد بانه سياتي يوم ما بعد عدة قرون ، و سيولد ولد قرب نهر او بحر او في وادي او ارض الخ  ،  و سيتم وضعه داخل صندوق او داخل فراش او داخل سيارة الخ،  و  يلقى به في ماء او في وادي او في صحراء ، و سيقوم ملك او حاكم او رئيس دولة   باخذه ... و عندما يكبر سيصبح عدو له.

و هذه العملية تتكرر طوال الزمن .

و هنا نجد المؤرخ احمد داوود في هذه الحالة

2- الحالة الثانية

الوعي يعتقد بان المجتمع طوال التاريخ  يسقط تلك الاسطورة على شخصيات من حوله، و هي لم تحدث ، و لكن من باب قداسة القصة .... اي سينسب سيناريو قصة الاسطورة اما حرفيا او بشكل متطور على شخص ما ، بالرغم من القصة لم تحدث بهذا الشكل، لكن المجتمع يحولها بهذا الشكل بسبب وجود قداسة قديمة متوارثة لهذا السيناريو .

و هذه العملية تتكرر طوال الزمن .

و هنا نجد محمد اركون في هذه الحالة

3- الحالة الثالثة

قصة واحدة حدثت في الماضي و انتهت،  و قداستها لانها موجودة في كتاب الله .

و هنا نجد المسلم العادي في هذه الحالة

----------------------------------

ما معنى الاسطورة و القصة و المايثولوجيا ، و ما الفرق بينهم ؟!

تحدثت سابقا في الموضوع هذا ، لكن ساختصر الموضوع .

● الاسطورة

بالمختصر ...... انا ادعو مجامع اللغة العربية بتعديل معنى هذه الكلمة ، لان الاستمرار في هذا المعنى هو تحريف كبير للقران الكريم، و لا اعرف ماهي الصعوبة التي منعت علماء اللغة العرب في نبذ هذا التعريف و الاعتماد على القران .

لان كلمة اساطير الموجودة في القران ، مشتقة من كلمة سطر و هي  بمعنى كتب . 

{ن والقلم وما يسطرون}

بمعنى و ما يكتبون.

و لفظة مسطور مرتبطة دائمل بلفظة الكتاب
و عندما نقول :  هذا الشيء مسطور في الورقة .....  اي مكتوب في الورقة .

{والطور (1) وكتاب مسطور (2)}
{وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا} . 

مسطور ... اي مكتوب .

لذلك فان المعنى الحقيقي للفظة الاساطير هي الكتابات ، و ليست القصص او الاحاديث  التي ترد في كتب التفسير، و لا الميثولوجيا و لا التاريخ .

كلمة اساطير الاولين على لسان المكذبين  يقصد بها كتابات الاوليين ....... و لا تعني الاحاديث التي لانظام لها او فيه شبه باطل  او ميثولوجيا الاوليين .

بمعنى ان المكذبين عندما قرأوا القران قالوا :

ان هذا الا كتابات الاوليين .

هذا يشبه قولنا عندما نتجاهل كلام بين طفلين لساخفته فنقول : هذا حديث اطفال، فلفظة حديث لا تعني لفظة سخافة، لفظة حديث تعني حرفيا لفظة كلام ، لكن المعنى الاخر الغير مباشر للجملة ضمن الموقف و السياق الذي وردت فيه يعني التجاهل لسخافته . فنحن في قولنا السابق صادقون في الوصف بانه حديث اطفال ، لكننا لا نقصد المعنى الحرفي بل نقصد المعنى الاخر الغير مباشر و هو السخافة .

اذا فالترجمة الحرفية للاية {إنْ هَذَا إلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} هي { ان هذا الا كتابات الاولين}، لكن المعنى الاخر الغير مباشر للاية التي وردت على لسان المكذبين، ضمن الموقف و السياق  هو :  ان هذا كذب . فالمكضبون صادقون في وصفهم الحرفي للقران، لكنهم يقصدون المعنى الاخر الغير مباشر ضمن السياق التي وردت فيه العبارة . و القران لا ينكر وصف المكذبين بل يعترف القران بنفسه بانه اساطير الاولين، لكن القران يستنكر فقط تكذيبهم .

● القصص

القصص في القران ........... هي احداث حقيقية وقعت بالفعل بشكل مختصر  ... حق

{نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى} {نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون}

بالحق

● الميثولوجيا

كلمة ميثولوجيا لفظة غير موجودة في لغتنا او ثقافتنا ، فكيف سنعرف معنى الكلمة ، او هل نستطيع ان نجد لها لفظة مرادفة لها في لغتنا و ثقافتنا ؟

قبل عملية البحث ... لابد من طرح سؤال :

لماذا وردت كلمة سطر في القران الكريم بغير صيغة الجمع سطور بل بصيغة  اساطير على لسان المكذبين ؟!

اساطير هي جمع الجمع لكلمة سطر، و  هي صيغة للمبالغة ، و صيغة مبالغة تدل على قدم الكتابة و على الكثرة ، تجعلنا نفهم اكثر سبب ورود صيغة ( اساطير الاولين )  دائما في ايات القران، فهي على لسان اشخاص مكذبين يصفون القران بانه كتابات الاولين التي لا يؤمنون بها

و ستجد بان لفظة اساطير مرتبطة بالزمن دائما ، اساطير الاولين  اي كتابات الاولين القدماء . اي ان القران يعترف بانه موجود في كتاب مسطور ( مكتوب)  من اساطير الاولين ( كتابات الاولين)، و بان نصوص القران التي بين ايدينا موجودة في كتابات الاولين اي انها قديمة .

و هذه النقطة هي جوهر المشكلة  .... التي جعلت محمد اركون المستند على مناهج الاستشراق يجد صعوبة في ايجاد مفردة في العربية تطابق كلمة ميثولوجيا، و جعلت احمد داوود يخلط بين مفهوم النصوص المقدسة و نصوص التاريخ الغير مقدسة .  .

لان السؤال المنطقي، الذي لم يطرحه الباحثين العرب بسبب ثقتهم المطلقة بمناهج الغرب و الاعتماد عليها في التفكير :

كيف استطيع ان اتاكد بان مجتمع ما كان يردد و يعتقد بقصص الميثولوجيا ؟

بمعنى اخر ... المسلم يؤمن اليوم باسطورة موسى و يعتقد بها كحقيقية ... اي امامنا مجتمع يؤمن بها .

لكن كيف ساتاكد بانه قبل 2500 سنة ......كان يوجد مجتمع ما في الارض و في مكان اسمه اليونان .... و كان يؤمن بالالهة فينوس كامرأة و  صعدت للسماء و تحولت الى كوكب لامع في السماء كوكب الزهرة ؟! . 

كيف ساتاكد بان مجتمع ما كان يعيش بذلك الوعي و التصور و يعتقد بتلك القصة على ذلك النحو ؟!

بمعنى اخر .... هل لو امتلكنا الة زمن و سافرنا للماضي لليونان و شاهدنا الناس هناك و استمعنا لهم ...  فهل سنجد الناس يؤمنون بهذه القصة ام سيسخرون منا ؟!

ماهي النصوص الاولى ؟ ... هذا جوهر المسألة .

لماذا ؟!

قصص الميثولوجيا اليونانية عبارة عن  نصوص لا سند لها و لا اصل حقيقي لها .

الميثولوجيا ... كلام موجود في ورق حديث ... و قد و صل الينا من كتب مطبوعة بطبعات حديثة ..... و لا يوجد دليل مادي حقيقي قديم يثبت هذا النصوص، فلا توجد كتابات قديمة على الاحجار و مدون فيها تلك النصوص .

الميثولوجيا ....... نصوص غير مقدسة حاليا ، فقط مجرد تاريخ .
لو مازالت جماعة دينية تعيش الى اليوم و تقدس هذه النصوص، فربما الامر سيكون مختلف و ربما سنعتقد بان لها اصل و سند .

الميثولوجيا .. ليست نصوص ثابته واحدة .... اي نصوص لا تملك ميزان وجدت عليه و لا تقرا الا من هذا الميزان الثابت، بل نصوص متغيرة موجودة بعدة ألفاظ مختلفة .

الميثولوجيا ........ نصوص تريد ان تمنح نفسها صفة القدم، تريد ان تجعل زمنها قديم، و تنسب نفس للقدماء جدا ...... لكن بدون وجود اصل و سند حقيقي ...

و عند هذه النقطة ......سندرك جيدا لعبة التقاويم الزمنية، و وظيفتها الرئيسية ... و التي وضعت من اجل التخلص من مشكلة الزمن و القدم و السند و الاصل  ... هذه اللعبة التي استطاعت ان تصنع تقويم زمني و تجعل من  الميثولوجيات كنقطة بداية التقويم، و بداية الزمن .


الان .. سنقوم بعمل مقارنة بين القصص و الميثولوجيا

■ القصص مقدسة حاليا ...... الميثولوجيا غير مقدسة حاليا

■ القصص لها اصل ( كتاب الله) ... الميثولوجيا لا اصل لها

■ القصص لها سند ( كتاب الله )  ... الميثولوجيا لا سند لها

{إنه لقرآن كريم ¤ في كتاب مكنون }

■ القصص ارتبطت بالالهي لانها موجودة في كتاب الله ..... اما  الميثولوجيا من بين تعاريفها انها قصص جرت على لسان الالهات.

■ القصص نص ثابت بميزان دقيق ... الميثولوجيا لا يوجد لها نص ثابت بل نصوص متغيرة و لا يوجد ميزان دقيق لها.

{الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان }

■ القصص نص جديد اولي لم يسبقه اي نص مثله لانها خرجت من كتاب الله ... الميثولوجيا نصوص متكررة ثانوية لايوجد لها مرجع ثابت

■ القصص نصوص على الالواح ... الميثولوجيا نصوص في الورق

{بل هو قرآن مجيد ¤ في لوح محفوظ }

■ القصص من كتابات الاولين ... الميثولوجيا من كتابات اليونان.

{وإنه لتنزيل رب العالمين ¤ نزل به الروح الأمين ¤ على قلبك لتكون من المنذرين ¤ بلسان عربي مبين ¤ وإنه لفي زبر الأولين }

■ القصص دليل قدم زمنها مادي (الالواح الحجرية ) ....... اما  الميثولوجيا فدليل قدم زمنها افتراضي ( تقويم زمني ) .

اخيرا

■ القصص نبأ ( مستقبل ).... الميثولوجيا تاريخ ( ماضي )

نعم هذا هو الفرق الجوهري بين قصص القران و الميثولوجيا ... و سبب كون القصص نصوص ثابته و بميزان دقيق و لا يفهم النبأ الا بهذا النص الموزون و الدقيق و باللغة التي خرج منه هذا النبأ .

{نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون}

لان السؤال الجوهري : ماهي النصوص الاولى التي كتبها الاولين القدماء ، او  ماهو الوعي و التصور للعالم الذي كان يحمله القدماء ؟!

الاجابة ستكون حول العلاقة بين النص و الزمن .
او بمعنى اخر .... زمن النصوص .


و هذا هو جوهر القضية في ادراك حقيقة الاديان  و التاريخ .

فهل يجب علينا ترجمة كلمة ( الميثولوجيا ) اليونانية للعربية بكلمة ( القصص ) حسب كلام محمد اركون؟! ... و هل القصص في القران تعني كلمة اسطورة الايجابية حسب كلام احمد داوود ؟!

اذن

ما معنى الميثولوجيا ..... او هل نستطيع ان نجد مفردة في اللغة العربية تكون هي الترجمة الصحيحة لكلمة ( مايث اليونانية ) ؟

نعم هناك كلمة مرادفة للمايثولوجيا

السحر

اي نصوص ... بدون اصل و سند ثابت لها ، و ينسب لها زمن قديم و يتم منحها مظهر مقدس قديم غير متصل لليوم و ب كونها كانت من معتقدات ناس او كانت في وعي الناس قديما ...فهي اسحار . 

اي نص ..... يدعي بانه كان على لسان الناس قديما، على لسان الاوليين و هو لم يكن اطلاقا على لسانهم .... فهو سحر او فتنه.

اي قصة تخيلية  .... تدعي بانها وقعت في الماضي و يؤمن بها الناس بانها فعلا كانت واقعة في الماضي  ... فهي سحر .

الميثولوجيا تعني السحر او الفتنة .

{واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس ¤ السحر ¤ وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن ¤ فتنة ¤ فلا تكفر}

-------------------

اخيرا

المقال ... اعادة تعريف المفردات و المصطلحات و ازالة الخطأ و اللبس بينها،  من اجل قراءة سليمة للقران و التاريخ . 

.
.