السبت، 20 يوليو 2019

اسباب التشابه بين الهيروغليفية المسند - 2

ملاحظة :  انا وضعت في الصورة بعض رموز نقوش المسند، كمثال فقط ............ و ليس لانها  هذه الرموز الوحيدة المتطابقة ، لان كل حروف خط المسند، لها ما يطابقها في نقوش مصر.
------------------

  هوايتي في المطالعة و القراءة ، ثم اقترابي من عمل في مؤسسة ثقافية مهتمة بالاثار، جعلتني ادرك   منها معلومات حول حول الحجم  الكبير لتهريب الاثار في اليمن .

كل هذا جعلني ..... اهتم في الاثار و التاريخ في فترة ماضية من حياتي .... و انطلقت في البحث بنفسي عن الاثار و اتتبع الناس الذين يحصلون على الاثار في مناطقهم ..... بل كنت احاول تتبع  تجار الاثار كي اعرف عالمهم . 

في احدى الايام قرات مقال لكاتب عربي يعمل في مؤسسة علمية في فرنسا و اطلق رسالة للحكومة اليمنية يناشدها وقف تهريب الاثار و تحدث بان حجم الاثار المهربة من اليمن هي الاكبر ، فدق ناقوس الخطر لدي .

و دق ناقوس الخطر اكثر ....... خصوصا لاني اعرف بان معظم تجار الاثار دبلوماسين سعودين او اماراتين يعملون في السفارة، و يحملون حقائب دبلوماسية ، و انا كنت مطلع عن قرب حول هذا.

لاني كنت اؤمن  بان كل تحرك سعودي في المنطقة ليس عفوي، هولاء يتحركون بعمل منظم يستهدفون شيء ما ، انا لا اقصد شعوب، انا اقصد مسؤولين و مؤسسات دولة .

كان الهاجس داخلي بان هناك شيء يخافون منه و يخفوه، الموضوع ليس تهريب فقط ، هناك شيء اخر ... قد يكون هاجسي صحيح او خاطىء ، لكن الهاجس استمر معي .

لماذا دبلوماسي سعودي يهرب اثار من بلد عربي ؟

كنت اكرر السؤال في نفسي او اطرحه على البعض محاولا الوصول لجواب مقنع ..... و هذا الهاجس المستمر  جعلني ، افكر بالقيمة المعرفية  الموجودة داخل الاثار ، لذلك كنت عندما اجد مواطن يحصل على نقوش قديمة، كنت اسعى لتوثيق و تصوير النقوش.

و بدات البحث في القيمة المعرفية الموجودة في النقوش.

بدات ابحث عن كل ترجمات النقوش و افهم ما بداخلها ، و ارتب المعلومات التي اتحصل عليها .... لكني حقيقة لم اكن افكر يوما بقراءة النقوش.

لكن الامر تغير في يوما .. عندما قرات موضوع حول نقش قديم و يتحدث بانه اول قصيدة كتبت بالاوزان العربية مكتوبة بخط المسند .........و في الموضوع القيم الصوتية للنقوش و بجانبها ترجمت النقوش بلساننا اليوم .

الحقيقة اني شعرت بضيق شديد جدا، و انا اقرا القصيدة باللغة الحميرية بل جائني صداع شديد،  شعرت باني اعرف هذا الكلام لكنه صعب جدا كي افهمه، هذه ليست لغة طبيعية .. القصيدة كانت باللغة الحميرية ....... لكنها كانت  تحمل موسيقى اغنية مازالت متداولة في تراثنا حتى اليوم  و هناك مفردات قليلة مازالت في لهجتنا،  و لا اعرف هل كانت مصادفة ام مفتعلة .

و بعدها قررت ان ابدا بقراءة النقوش بدون ترجمات ........ لكن الحقيقة ان الضيق الشديد هو النتيجة التي كان تاتيني  بعد قراءة اي نقش باللغة الحميرية ... ضيق شديد جدا .

هناك شيء غلط ... انا لست غبي ابدا ... يجب ان لا اتعب نفسي .

و توقفت تماما عن قراءة النقوش ، و بدات اطرح على نفسي اسئلة حول اللغة  :

هل كان لسان اجدادنا الذين عاشوا في هذه الارض  بهذا الشكل الذي يسبب هذا الضيق و الصداع ؟! .. فكيف تبدل لساننا بشكل مختلف ؟!. هل يعقل بان مفردات لغتنا اليوم لم تكن في لغتهم قديما ، لا توجد حتى مفردة واحدة من الوقت الحالي في لسان القدماء ؟!

و بدات رحلة بحث عن اللغة و البحث من الواقع عن اجوبة لكل سؤال يصادفني حول اللغة ....حتى وصلت للمرحلة التي طرحت فيها السؤال :

لما لا تكون ترجمات الغرب مزورة .. بكلام مختصر ؟!

اعتقد بان الوصول لهذه النقطة ....... تتطلب وقت طويل رغم انه طريق مختصر جدا ......... بسبب حجم سلطة الغرب المعرفية و الاخلاقية في وعينا، و هذا الشيء يمنع الكثير من مجرد التفكير بطرح هذا السؤال ، لانه سيعرض نفسه للسخرية ... و من يتخطى هذا الحاجز، فانه سيكون قد قام باكبر خطوة معرفية في حياته.

و بدات التفكير بموضوع ترجمة خط المسند، و اطرح سؤال :

كيف تمت معرفة القيمة الصوتية لكل رمز في خط المسند، ما هي القاعدة المتبعة؟! .

طبعا ربما الكثير لا يعرف  بما فيهم اليمنين ..... بان الغرب قد فك خط المسند بالاستناد على لغة الجعزية الاثيوبية ..على اساس ان هذه مازالت باقية .... و هي اللغة الاكثر شبه باللغة الحميرية القديمة ، و سر بقاء هذه اللغة ( الجعزية) حتى اليوم ، هو لان الجعزيين كتبوا كتابهم المقدس بهذه اللغة ( العهد الجديد) ، و هذا هو سر بقاءها لليوم .... لذلك تجد بان اثيوبيا اليوم تستخدم خط مشابه تقريبا لخط المسند.

لو تلاحظ بان كل اللغات في المنطقة و  التي يدعي التاريخ بانها لغات سبقت العربية، مكتوب بها الكتاب المقدس ( العهد الجديد)، هذه الخطوة موجودة في كل المنطقة .... لكن الفرق بين الحالة الموجودة في المنطقة و اليمن، ان السريانية و القبطية، موجودة وفق قانون حدود سايكس بيكو اي، فالسريان موجودوين في العراق و الشام، و الاقباط في مصر، و وفق هذه الواقع يجب ان تكون نقوش سوريا و العراق معتمدة على اللغة السريانية،  و نقوش مصر تعتمد على اللغة القبطية . و لا يصح الاعتماد على القبطية في فك نقوش العراق .. هذا قانون سايكس بيكو ...... لكن  الحالة في اليمن هي الوحيدة التي شذت عن قانون سايكس بيكو ...... و تم اعتماد نقوش اليمن على واقع خارج حدود سايكس بيكو، و وافق سايكس بيكو على هذا الخروج من قانونه بشكل غريب و عجيب .

المهم تطلب هذا الشيء الى رحلة بحث و تفكير منطقي ... حتى وصلت الى ادراك حجم زيف هذا العمل الذي قام بها الغرب و حجم لعبتهم، و  كيف قبل الجميع بهذا العمل السخيف .. و سنضعها في بحث منفصل.

المهم ... وصلت الى مرحلة البدء في مهمة فك النقوش  بنفسي .
------------------

و بدات عمل صورة للمشكلة من كل الجوانب، و تفكيك المشكلة  الى جذور اساسية، و كانت المشكلة محصورة  في ثلاثة جذور :

الشق الكتابي ، الشق الصوتي ، الشق المرتبط بمن وضع الخط

ثم طرحت كل الأسئلة بحثا عن اجوبة لها  :

ما معنى الكتابة ، و لماذا كتب الانسان، و ما هو معنى الرموز تلك ؟، و لماذا رسمت بتلك الطريقة ؟ ، و على اي اساس تم تصميمها بهذا الشكل ؟ ..... و هل هي رموز تم تصميها بشكل عفوي او عشوائي ام وفق قواعد ؟ .... و هل هناك علاقة بين الرمز و القيمة الصوتية ؟!

هذه المهمة لم تمنعني من طرح بعض الاسئلة على مؤرخين و باحثين و قارئين لخط المسند من الواقع  .. ربما يكون هناك من يعطيني مفتاح او يملك تصور غير موجود عندي.   لكن الحقيقة كانت معظم الأجوبة غير مقنعة، و  كانت تدل على عدم وجود ادراك حقيقي لجوهر السؤال .

الحقيقة ...... اني بحثت و كنت اصل لاجوبة منطقية لبعض الاسئلة ........... حتى وصلت يوما لمرحلة متقدمة في طرح سؤالين :

- لماذا الشخص الذي وضع خط المسند،قد كتب هذا الرمز الموجود داخل المستطيل الاحمر بهذا الشكل ، هل عجز ان يجعل الخطين بشكل مستقيم .. سيكون اسهل و افضل له ؟ .

الا لو كان هناك سلطة على كاتب خط المسند هي من اجبرته على وضع الخطين مائلين و ليس باستقامة  .

- و عندما دققت في خط المسند ، شاهدت وجود رمزين اثنين، و يوجد نفس الرمزين ايضا لكن بوضعية مقلوبة ( دوران  بزاوية 180) .

فسالت نفسي : لماذا وجدت هذه الحالة في رمزين فقط، و لم تتم العملية على نصف رموز خط المسند ....... اي ان تكون نصف رموز خط المسند بأشكال معينة، و النصف الاخر مقلوب تلك الاشكال ؟!

هذه الاسئلة  جعلتني اذهب مباشرة ...الى سؤال منطقي اخر :

على اي اساس كتب سكان اليمن القدماء هذه النقوش ؟ ، ماهو المعيار الذي جعلهم يعتمدون هذه الرموز في كتابتهم؟!.

لماذا هو منطقي ؟

لانه لو لم يكن هناك معيار ما ..... او مرجعية للنقوش ،  و تمت العملية بشكل عفوي و عشوائي ...... لما اقتصرت ظاهرة القلب على رمزين فقط ، و تمت العملية على نصف رموز خط المسند .

هذا يدل .......... على ان هناك معيار دقيق معتمد في تصميم تلك الاشكال، او مرجع سابق في عملية التصميم  ... بل يدل على  ان هناك قداسة ما فرضت هذه الاشكال الكتابية .

و النتيجة المنطقية : بلا جدال .......  كان هناك قانون مفروض على من صمم خط المسند ، و كان يسير عليه في وضع رموز خط المسند .

اذا كان هناك قانون ..... فعلي البحث عن ، و عملية البحث تتطلب مني التفكير في احتمالين :

1- الاحتمال الاول ....... هو ان القانون مرتبط بسلطة موجودة عند صانع الخط نفسه ... اي سلطة خارجية
2- الاحتمال الثاني ....... هو ان القانون مرتبط بسلطة مموجودة داخل الخط نفسه ..... اي سلطة داخلية

 

البحث في الاحتمال الاول ... سيقودنا الى افتراض ان اول من وضع الخط كان يملك قانون ... رسم به تلك الخطوط ... لكن لو حاولنا ايجاد هذا القانون ... فلن نجد قانون او معادلة يسير عليها الخط، من حيث زاويته و دورانه و عدد خطوطه .

اما الاحتمال الثاني ....... بوجود سلطة داخل الخط نفسه، فهذا سيجعلنا نفترض وجود خط  اقدم منه ، و قد اكتسب سلطته من هذا الخط القديم . 

و لو حاولنا البحث في هذا الاحتمال ..... سنجد بان خط المسند مر بثلاثة  مراحل ... حسب الاكتشافات ... و وضع ترتيب زمني .. و لا نستطيع الجزم في عملية الترتيب .

لكن  لو اعتمدنا هذا الترتيب الزمني ، و بالنظر الى كل المراحل سنجد بانها متشابه و لا يوجد اي اختلاف جوهري في الموضوع، نفس الخطوط تماما ، و هذا يجعلنا نطرح السؤال مرة اخرى :

لو سلمنا بمنطق هذه المراحل الزمنية التي وضعها الغرب ، فانه يحق لنا طرح نفس السؤال على الخط في المرحلة الاولى : على اي اساس تم اعتماد اشكال المرحلة الاولى، ما هو المعيار ، لان الرمزين موجودين ايضا في المرحلة الاولى ؟!

لم يبقى لدينا الا هذا الاحتمال المقنع و المنطقي ، و هو وجود قانون من سلطة في داخل الخط نفسه .

لكن عملية البحث لن تقودنا الى نتائج ،  لانه لابد من وجود شكل كتابي اقدم، لكن بهيئة مختلفة جدا، بمعنى اخر ، لو مثلنا خط المسند بقلم الكتروني ، فلا بد من وجود قلم حبر قبله ، اخذ منه الشكل .

بتفكير بسيط ... عملية البحث لن تصل الى اي نتيجة حقيقية ابدا .... لان هذا الاشكال هي الموجودة في النقوش ... و لم تظهر نقوش اخرى بتصميم مختلف .

لكن ماذا لو خرج الباحث من حدود سايكس بيكو الضيقة جدا و المصطنعة و الغير علمية ابدا، بحثا عن ذلك القلم الحبر ؟!

مؤكد باننا سنجد قلم الحبر  ......  و سنصل الى القانون الموجود داخل بنية الخط نفسه .... الذي فرض هذه الاشكال الكتابية في خط المسند ... و هو القانون المنطقي جدا و النهائي ....... و لن  يترك اي سؤال يطرح بدون جواب .

و  قلم الحبر هذا موجود في مصر .

-------------------------------

الان ... دعونا ننسي كل ما سبق ... و كاننا لا نعرف شيء ، و قام شخص  باعطائي هذه الصورة ... و طرح علي السؤال  :

ما معنى هذا التشابهه و التطابق،  بين الهيروغليفية و المسند، تشابه، بين كتابتين يفصل بينهم مسافة كبيرة ؟!

الجواب :

■ في البداية ..... ساطرح على نفسي سؤال منطقي : من أخذ من الاخر ، هل سكان مصر اخذوا من سكان اليمن، ام العكس ؟!  او السؤال بطريقة اخرى ، هل الهيروغليفية اخذت من المسند، ام العكس ؟

لكن ربما ان صيغة السؤال، ستسبب حساسية لدى اصحاب الذوات المتورمة و المنغمس في عقلية سايكس بيكو ..... و ساطرح السؤال بطريقة اخرى ثالثة :

اي واحد منهما هو الاقدم، و ايهما الاحدث ؟

اعتقد بان الجواب سيكون خاطىء لدى الكثير، و سيكون الجواب يعتمد على نفس فكرة تطور التلفون  .... في البداية تلفون لديه شاشة فيها خطوط بسيطة ثم تحول الى تلفون لديه شاشه فيها رسوم ، و بان المسند هو الاقدم ، و الهيروغليفية الاحدث .

لكن العكس هو الصحيح

الهيروغليفية هي الاولى، و المسند جاء بعدها .

سنضع الاسباب في مقال اخر ، حتى لا يطول المقال .

الان .. اصبح لدي حقيقة ... بان الهيروغليفية هي الاقدم و المسند هي الاحدث .

■ انا اشاهد الرموز متطابقة  .......... و مادام و ان المسند جاء بعد الهيروغليفية ، فمنطقيا انهما  خط واحد، لكن الثاني متطور عن الاول . و اعتقد ان اسم كلا الخطين واحد .

السؤال المنطقي :  

لماذا لم تتم تسميه المسند بالهيروغليفية المتاخرة ....  او سمي بالهيروغليفية المتطورة ، او سمي بالديموطيقية ؟!، او لماذا لا تسمى الهيروغليفية بخط المسند الاول ؟!

بل ان السؤال الاهم  :

لو وضع شخص امامي خط المسند و الخط الديموطيقي .. و الخط الديموطيقي  هو الخط الذي كان من بين الخطوط الموجودة في حجر رشيد ، و الذي قال الغرب بان هذا الخط كان هو خط الانسان في مصر في مرحلة متأخرة، بعد ان تخلى عن الهيروغليفية ، و تمكن الغرب من فك الهيروغليفية بمساعدة هذا الخط . 

ثم  طرح هذا الشخص علي سؤال منطقي : اي خط من بين هذين الخطين ..... قد خرج من الخط الهيروغليفي ، او السؤال بطريقة اخرى : ماهو الخط الذي بمثابة الابن الحقيقي للهيروغليفية ؟!

ساجيب عليه سريعا :  خط المسند .

هل يعقل بان انسان من مكان بعيد ملتزم بحروف الكتابة في مصر و لديه حرص شديد على كتابة الرموز بنفس شكلها و عناية فائقة في كتابتها ..... بينما الانسان المصري بعد الهيروغليفية يخترع كتابة اخرى ، تحتوي على رموز غريبة ، غير موجودة في كتابه الاصل ......... اي لا اصل لها في كتابة الاجداد و لا توجد لديه عناية فائقة في كتابته ، و قد عاش فترة طويلة على هذا الخط، لكنه لم يخلف الا حجر واحد عليه كتابة ديموطيقية ؟!

بل السؤال المنطقي :

التابوت الخشبي المنقوش عليه خط المسند ، و الذي كان يحوي مومياء لشخص يمني قيل كان يعمل تاجر للمواد التي تدخل في طقوس المعابد . و اكتشف في أحدى مقابر معبد الإله أوزير جوار هرم سقاره في  مصر و هو معروض في متحف القاهرة ....... و قيل بانه مات في عهد حكم بطليموس لمصر ...... اي في نفس الفترة التي كتب فيها بطليموس حجر رشيد المكتوب بثلاث كتابات ، الهيروغليفية و الديموطيقية و اليونانية ..... و الذي بواسطته استطاع الغرب ان يفك نقوش مصر 

لماذا لم يتم اعتبار خط المسند من قبل علماء الغرب كمرحلة متقدمة للخط الهيروغليفي و كان كتاب الانسان في مصر، رغم التطابق الواضح  بين الاثنين .......... و الاعتماد عليه في فك الهيروغليفية ، و ذهبوا الى الاعتماد على الخط الديموطيقي  بانه كان كتابة الانسان في مصر ،مع انه يحوي رموز غير موجوده في الهيروغليفية ، و لا توجد عناية فائقة فيه كما في المسند . ؟!

■ المسند يوجدفي اليمن ....... و الهيروغليفية توجد في مصر ، و لايوجد بينها حدود سياسية ، بل هناك مسافة و بحر يفصل بين المكانين.

هل يعقل ان سكان اليمن يتحملون عناء و مشقة السفر الى مصر، حتى يأخذوا منها رموز كتابية سهلة و بسيطة جدا ؟!

هل يصعب على الانسان القديم في اليمن، ان يخترع و يبتدع كتابة خاصة به برموز جديدة و مختلفة تماما ، و يكتب بها كتابتة المحلية ؟! .......... ما هي السلطة القوية التي جعلت الانسان في اليمن لا يبتكر رموز خاصة به ،و يستورد خط من خارج حدوده ؟! ... مع ان الموضوع سهل جدا و ليس معقد .

هذا العمل  .......  يدل على على ان العالم قديم جدا ....... و كان متواصل بسهولة و لا يعرف فضاء حدودي ........ و كان هناك عالم معولم متصل  و  الانسان القديم في اليمن، كان يرى الهيروغليفية ككتاب له مقدس، و لهذا الكتاب سلطة معرفية و مقدسة و دينية عنده ......و كانت مصر مركز مرتبط بالانسان القديم في اليمن ، و الا لما تحمل كل هذه المسافة لياخذ منها هذه الرموز .

و هذا يدل على ان الانسان في اليمن و الانسان في مصر، كانا  يحملان فضاء ديني و معرفي واحد .

لكن السؤال المنطقي :

لماذا مسميات الهات الديانة اليمنية القديمة ، مختلفة تماما عن مسميات الهات الديانة المصرية القديمة ، حسب التاريخ الذي قدمه لنا الغرب ؟!

■  ساسال نفسي منطقس ، اذا كان  الانسان في اليمن قد تحمل عناء السفر من اجل البحث عن رموز كتابية من كتابة مصر، فالسؤال :

هل اخذ الانسان في اليمن من كتابة مصر  للشكل فقط،  أم انه قد اخذ الشكل مع القيمة الصوتية ؟!

اعتقد بانه .... من غير المعقول ان هذه السلطة التي فرضت على الانسان في اليمن عدم ابتكار رموز خاصة به، و جعلته يأخذها من مصر  .... فيقوم باخذ الرموز بشكل عشوائي، وفق منطق قائم  على عبارة "  رموز فقط .. المهم نكتب  " . لانه لو كان الامر مجرد رموز لكان قد اخترع لنفسه رموز  .... و الامر مش صعب ....... لكن اصراره على عدم ابتكار رموز  ... ثم ذهابه ياخذ رموز كتابته من مصر ... فمن المنطقي بان الانسان في اليمن سياخذ الاثنين .

منطقيا ....... سيأخذ الرمز مع قيمته الصوتية.

لكن السؤال المنطقي  :

لماذا القيمة الصوتية لرموز المسند مختلفة عن القيمة الصوتية لرموز الهيروغليفية ....... الاشكال متطابقة لكن القيم الصوتية غير متطابقات ابدا، حسب ترجمات الغرب ؟!

■  عندما ياخذ الانسان في اليمن الرمز مع قيمته الصوتية، فهذا يعني بانه كان يستطيع قراءة الهيروغليفية،و العكس صحيح بان الانسان القديم في مصر كان يستطيع قراءة  المسند بسهولة جدا، فكلها رموز من كتابة و يعرف القيمة الصوتية لكل رمز .

و هذا يعني ... بان  اللسان واحد ... اللغة واحدة .

لكن السؤال المنطقي :

لماذا اللغة اليمنية القديمة، مختلفة عن اللغة المصرية القديمة تماما، حسب ترجمات الغرب  ؟!

لماذا الاصرار من قبل الغرب ...... على القول بان التابوت الخشبي المنقوش عليه خط المسند و الذي كان يحوي مومياء تاجر يمني ، و المعروض في متحف القاهرة ...... قد قام رجال يمنين اخرين بكتابة خط المسند عليه، لانه اراد ان يكرم جثمانه بكتابة و لغة بلاده .

مع ان كتابة بلاد هذا التاجر اليمني ........ قد جاءت من مصر، و الانسان المصري قديما كان يستطيع ان يكتب بخط المسند بدون احتياج لوجود يمني اخر حتى يكتب بخط المسند على التابوت، و يستطيع ان يكتب بلغة هذا التاجر اليمني.

و لماذا الكتابة فوق التابوت بخط المسند قد جعلها الغرب  تكريم للتاجر اليمني ................ و ليست لانها كتابة مثل بقية الكتابة الهيروغليفية الموجودة فوق التوابيت ؟!

من غير المنطقي ان هذا التاجر اليمني ........ قد سافر لمصر و هو يحمل معه تابوت قبرة ، و تكون الصدفة ان يوجد يمني اخر يكتب بخط بلاده ... الا لكون الامر وفاة هناك  .... ثم تم تحنيطة و تم عمل تابوت و نقش عليه خط المسند بنفس الطريقة التي كانت معمولة في السابق، و دفن داخل مقبرة .

و لا علاقة للموضوع برغبة التاجر في كتابة خط بلاده، او بتكريم له في مقابر الاله اوزير غي  مصر  ... وهم .

مؤكد بان هذا السيناريو كتب بهذه الطريقة ........ حتى لا يعتقد احد بان المسند ليس الا المرحلة المتطورة من الهيروغليفية، و بانه هو الخط الذي قد اصبح معمول فيه في مصر ايضا .... اي ان المجتمع قد انتقل من مرحلة الهيروغليفية الى المسند ....  و اصبحت الهيروغليفية مثل الشيء التوقيفي ... و هذا التابوت قد صمم في حقبة زمنية لم تعد الهيروغليفية كتابة الانسان في مصر... بل قد انتقل المجتمع الى زمن مختلف تماما عن العالم الذي كتب الهيروغليفية .

■ عندما اشاهد  هذا التشابه سيجعلني اطرح سؤال : لماذا اكتفي الانسان في اليمن اخذ تقريبا 28 حرف ، و لم يأخذ كافة الرموز، لان عدد الرموز في كتابة مصر كثيرة جدا ؟!

منطقيا ... سيكون الامر سببه النظام الكتابي بين الاثنين ، نقوش مصر بحكم انها القديمة ، فمؤكد بانها مرتبطة بكتابة معمولة بنظام مختلف قديم، بينما نقوش اليمن بنظام كتابي مختلف جديد .

■ انا الان ادرك تماما بان خط المسند قد خرج من الخط الهيروغليفي ، و هذا يعني شيء هام زمنيا :

لا يمكن ان يحدث التقاء زمني في الاحداث بين الخطين، بمعنى اخر .... لايمكن ان يدون حدث في نفس الوقت داخل الخطين .

بمعنى اكثر دقة ..... لو دون خط الهيروغليفية حادثة ما ، فمن غير الممكن ان تكون نفس الحادثة مدونة في المسند . و لو حدث فهو تزوير واضح .

■ هذه المعاني السابقة التي وصلنا لها ، ستجعلنا نصل الى عدة حقائق .

1- لا يمكن ان يظهر في اليمن اي نقوش فيها رموز بدون مرجعية لها في خط المسند، اي نقوش تحتوي على رموز مختلفة عن رموز المسند، لو ظهرت نقوش مختلفة عن المسند فهي مزورة و مستحدثة و لا حقيقة لها.

ايضا ... صحيح ان مرجع المسند هو الهيروغليفية ، لكن لا يمكن ان يظهر في اليمن اي نقوش اقدم من المسند او احدث من المسند و فيها رموز كتابية  لها مرجع في الهيروغليفية  و مختلفة تماما عن خط المسند . و لو ظهرت فهي مزورة و مستحدثة في فترة قريبة.

لان المسند هو المرجع الاول في اليمن .... و كل الخطوط التي ستاتي بعد خط المسند سيكون مرجعها هو خط المسند .

يعني بشكل مختصر ... لو قال لك الغربي بانهم اكتشفوا نقوش في اليمن مختلفة عن خط المسند، و اخرج لك تاريخ طويل و عريض  لشعب جديد و حضارة قديمة تحمل لغة و ديانة و الخ  ...... فلا تصدق كلامه ، لان النقوش ستكون مزورة و قد صنعها بنفسه . 

بل لن هذا الشيء ينطبق على محيط مصر ايضا ،  فاي مكان تظهر فيه  نقوش تحوي رموز بدون وجود مرجعية لها في نقوش مصر ، فهي لعبة تزوير مؤكدة .

اعرف بانك تستطيع اليوم ان تصنع اي رموز كتابية و باي اشكال تريدها،لكن بالنسبة للزمن القديم فمرجعية الكتابة هي الكتابة في مصر فقط، و من غير الممكن ان يوجد كتاب في الزمن القديم بدون مرجعية الكتابة في  مصر.

و هذا يصنع لك مقياس علمي دقيق .... يدحض كثير من الخرافات و التزوير التاريخي الذي يقوم به المشروع الصهيوني في المنطقة ، و يدحض كثير من الخرافات بسهولة و ثبات كبير، حول وجود كتابة عبرية او التيفناغ و غيرها قديما ........ فكلها كتابة برموز غريبة و لا وجود لاصل لها في نقوش مصر ... و هذا يدل على انها اختراع حديث.

2- الكتابة قديما هي اختراع واحد فقط ......... بمعنى ان الكتاب واحد قديما.. او بمعنى اخر  ... في قديم الزمان ... بدا الانسان من كتاب واحد . و هو كان مرجع الجميع .

3- لا يمكن ان يظهر خط قديم فجاءة ... و اذا ظهر فجاءه فهو اختراع حديث .

■ اخيرا ..هناك ملاحظة مهمة ...... وجود اصرار شديد على رسم بعض رموز خط المسند بعد دوران بزاوية 90 درجة عن ماهو في نقوش مصر .

اعتقد ... باننا امام مقياس زمني .

كيف ؟

لمقال قادم
.
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق