الأربعاء، 17 يوليو 2019

الفرق بين التوراة و الانجيل و القران

{اقرأ وربك الأكرم ¤ الذي علم بالقلم ¤ علم الإنسان ما لم يعلم}

اعتقد بان الصعوبة في فهم معادلة الكتاب و الفرق بين التوراة و الانجيل و القران ... يعود الى اسباب كثيرة ... من اهمها الزمن الوهمي الذي وضعه العثمانين ...... و التاريخ الوهمي الذي كتبه العثمانين ، تحديدا رواية مكة التي قدمت للمسلم،  ايضا هناك سبب اخر هو عدم ادراك الفرق بين الكلام و النص .

بخصوص الزمن و التاريخ ، فقد تحدثت في مقالات كثيرة عنها، لكن  سلختصرها في سطور قليلة .

ترتيب الزمن الروماني الحالي و التاريخ الذي كتب لاجل تثبيت هذا الزمن، جعلت مخيلة المسلم الزمنية ، تعتقد بان عقيدته و هو  ظاهرة حديثة جاءت بعد زمن قديم جدا، لم تكن عقيدته و هو متواجد فيه. و هذا الشيء جعل المسلم يفهم القران بشكل خاطىء ، و جعلته يعتقد بان العالم قديما كان مازال في مرحلة تطور حيواني، يطور فيها عقيدته و نظرته الوجودية للعالم و الحياة ، حتى وصل اخيرا للنموذج الاسلام .

ايضا هذا التاريخ الذي قدم للمسلم، جعلته يعتقد بان لغة القران وصلت له بينما هو كان يتكلم بلغة مختلفة ، و هذا الوعي انعكس على فهم المسلم للقران، فجعله يقرا القران و يبحث عن مفردات القران في قواميس الاتراك التي كتبها. و هذا الامر فصل المسلم عن القران .

ايضا .. هذا التاريخ الذي قدمه الاتراك للمسلم و العربي، جعلت العرب حالة تاريخية حديثة، ظهرت من نقطة صغيرة ضيقة و هي  مكة ، و بان العرب هذا هو بداية ظهورهم في التاريخ، و هذه اللعبة انعكست على وعي العربي في ادراك الحقيقة التي صنعت العالم قديما حتى وصلت لوعي الحاضر و هو يحمل كتاب بلسانه بلسان عربي مبين .

و هذا الشيء جعل العربي و المسلم ، مستسلم لوجود انفصال تام بينه و بين نقوش بلاده القديمة .....  و هذا الوعي يدركه الغرب الصهيوني لانه كان يراقبنا اثناء الاحتلال العثماني، و يراقب وعي الشعوب بعد دخول التراث العثماني لنا . و هذا الامر سهل للغرب الصهيوني حرية انتاج كل هذا التاريخ اليوناني المسرحي الخرافي من داخل نقوش المنطقة ... لزيادة احداث انفصام بين المسلم و العربي مع الواقع .

و هذه اللعبة العثمانية و الغربية ، هي التي جاءت باسرائيل للمنطقة عبر المشروع الصهيوني ، و هي التي جعلت الاقليات الدينية و اللغوية في المنطقة التي كتب لها تاريخ وهمي تطلق احقادها على المسلم و العربي ... و تناصر المشروع الصهيوني في المنطقة .

بينما خطاب القران يقول للمسلم واضح جدا  :

بان الدين عند الله الاسلام، و هذا يعني بان الناس عاشت منذ القدم على فطرة عقيدة تؤمن بالله و باليوم الاخر .

و بان الكتاب الاول بلسان عربي مبين .

هذه المعلومات اليقينية ....... تؤكد لك السبب الجوهري في كون الاسلام هو دين غالبية المنطقة، و بان اللغة العربية هو اللسان الاول للانسان في هذه المنطقة ... و تؤكد لك السبب الجوهري في كون لسان الغالب في المنطقة هو العربي .

هذه النقاط الجوهرية ......... يجعلك تدرك بان هذه الامة عاشت بدين واحد و لسان واحد .... منذ الازل .. و اثناء رحلة هذه الامة طوال القرون الاولى الماضية ....... و مرت بمرحلة تطوير خلال الزمن لكتابها الاول المقدس .........  و طبيعي جدا بان اي كتاب جديد سيظهر سيكون بلسان عربي، حتى لو كان بشكل جديد مختلف عن الكتاب الاول .

و طبيعي جدا ... بل من المنطقي ...... بان الكتاب الجديد سيكون مستخرج من الكتاب الاول ... يحمل نفس الهيئة ، لكن متطور في طريقة الكتابة اي الشكل .

يعني مثلا :

لو كان في الكتاب الاول يوجد صورة لباب منزل ..... فمن المنطقي انك ستجد في الكتابة الجديدة المتطورة ... شكل مستطيل راسي مثلا .

هذه النقطة تشرحها نصوص في القران بشكل مختصر ، و توضح لك طبيعة التوراة و الانجيل و العلاقة و الفرق بينهما .

{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}

فهو يوضح لك طبيعة كتابة التورة  ... بكلمة .. ترى ... اشياء مصورة راكعة ساجده .
و يوضح لك طبيعة كتابة الانجيل ..... بزرع و ساق مستقيمة . تبدو خطوطه بصورة زرع و ساق .


-------------------------------



ما هو الفرق بين الكلام و النص ؟

اعتقد بان الجواب معروف عند الجميع

لكن .. اريد اقدم مثال .. لشرح علاقة اخرى

الكلام المباشر الذي نتحدث به يوميا ،  عندما يسقط في داخل ورق يسمى نص.

عندما تتحدث مع ابنك مثلا .... يسمى كلام ... لكن لو كان اخوك  يكتب في ورقة كافة حديثك السابق مع ابنك.. سيسمى ما بداخل الورق نصوص و ليس كلام .

هذا الفرق ... هو نفسه الفرق بين القران و الكتاب .

امة كبيرة، كان دينها الاسلام و لسانها عربي ، و  كان لديها كتاب مقدس ... ساسميه ( كتاب 1 )  ....... ثم بعد قرون طويلة ، فكرت بصناعة كتابة سهلة جديدة و  متطورة ..... ساسميها ( كتاب 2) ، فمن المنطقي و الطبيعي ... بان الخط الجديد (  كتاب 2 ) سيكون بالاعتماد على ( كتاب 1 ) المقدس ، و بلسان عربي و مكتوب فيه عقيدتهم .

ثم بعد زمن طويل قررت تغير خطها ( كتاب 2 ) و تزيد من تطويره ليكون اكثر بساطة ، فمن الطبيعي بان الخط الجديد الثالث ( كتاب 3 ) .. سيكون بالاعتماد على ( كتاب 1 ) بلسان عربي و فيه عقيدتهم .


كلمة كتاب تعني ....... اي كلام يتحول بواسطة قلم الى نص مخطوط أو مرسوم على حجر او طين او ورق ، يسمى كتاب .

و مازلنا حتى اليوم نقول :
ارسل الكتاب لابي ( اي ارسل الرسالة لابي)

و في مصر يقولون للعقد الزواج ( كتاب ) .

كلمة قران تعني ........ هو قران اي مقروء كتاب لهذه الامة .

لكن من المنطقي بان هذه الامة ستسمي اي خطوط باسم كتاب لكن اول كتابة ( كتاب 1 )  سيسمى باسم الكتاب( بالتعريف) ، و ستسمي اي قراءة للكتب باسم قران ، لكنها ستسمي مقروء اول كتاب باسم القران الكريم  .

فلو احضرنا التوراة الحقيقي .... التي كتبت بها هذه الامة سيكون قران عربي .

و لو احضرنا الانجيل الحقيقي ... الذي كتبت به هذه الامة سيكون قران عربي .

------------------

تبقى نقطة اخيرة

الزبور .... هل هو مسمى لكتاب اخر مثل التوراة و الانجيل ؟!

زبور ... جمعها .... زبر

اعتقد بان معنى كلمة زبور هو ... كتاب .... حسب القران .. و لا تعني كتاب منفصل .

مثال : اشتريت اليوم زبور ... اي اشتريت كتاب .

لكن لا يصح ان اقول : اشتريت اليوم انجيل .. لانه مسمى لكتابة  معينة .

فالتوراة زبور ، و الانجيل زبور ... الخ

لاحظ في القران الكريم ... ترد كلمة زبور .. باربع صيغ :

زبورا - الزبور - زبرا - الزبر

{ وآتينا داوود زبورا}

هل اؤتي داوود كتاب مثل الانجيل او التوراة ، اسمه الزبور ؟

لا ..... لان القران يقول اتينا داوود زبورا ( نكره و ليس معرف)  و ليس ... اتينا داوود الزبور ... و هذا يدل على ان الكلمة ليست مسمى لكتاب مختلف ... بل تسميه لاي كتاب .

فربما يكون داوود ...  قد اؤتي ...الانجيل او التوراة .

لان القران واضح ... كل نبي يؤتي كتاب ... يكون اسم الكتاب معرف

{ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل}

و ليس اتيناه إنجيلا ... بل .... الإنجيل ( معرف )

{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}

البعض يعتقد بان الزبور هنا ، هو زبور داوود .

كما قلنا
زبور = كتاب
الزبور = الكتاب

الزبور معرف ... و هو الكتاب ... الذي لا ريب فيه .

{فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير}

الزبر و الكتاب المنير

لو عدنا للمثال السابق

فخطاب القران .. يعني بالكتاب المنير  ( كتاب 1 ) المقدس

اما  الزبر .... فهي جميع الكتب التي خرجت من ( كتاب 1) ، اي الكتب التي تطورت من الكتاب الام ( كتاب 1 ) .

اي ( كتاب 2 ) و ( كتاب 3 ) الخ

{نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين (195) وإنه لفي زبر الأولين }

انظر ....... كيف يؤكد القران على الحقيقة السابقة  ... بان كل كتب ( زبر ) الاولين ... بلسان عربي مبين .

زبر الاولين .... كتب القدماء   .

{وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون (52) فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون}

كلمة زبرا ... تعني كتبا .

اعتقد بان هذه الاية ... ليست الا وصف دقيق لحال هذه الامة اليوم و  التي تفرقت ... و كل واحد اصبح  بما لدية من كتابات الاولين فرحون .. تفرقوا حسب الكتب .

فهذا فرح بالهيروغليفية كتاب الاجداد و فرح بالمعبودات التي يكتبها الغرب له منها ، هذا فرح بالمسند كتاب الاجداد و قصص البطولات و الالهات ، و هذا فرح بالمسمارية كتاب الاجداد و قصص الالهات التي ترقص  ....... و هذا فرح بالفينقية كتاب الاجداد .. الخ

و هولاء الفرحون ..... لم يعودوا يدركون الحقيقة التي مسحتها الصهيونية العالمية من دماغه..... بان هذه كلها كتب امة واحدة، و كل هذه الكتب خرجت من كتاب واحد .. ام الكتاب ،  الكتاب ( كتاب 1 ) .

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

--------------------------


هذه القصة .. بشكل مختصر ... و اتمنى انها قد وصلت .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق