السبت، 29 يونيو 2019

القران الكريم هو مقروء التوراة - 2

ما علاقة الرسول بالتوراة و ما دخله بها؟ ، و ماهو جوهر الامر  المطلوب من الرسول ليحكم بالتوراة ؟

■ {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين}

كيف تفهم هذه الاية حسب التصور الحالي عند المسلم ؟!
هناك ناس طلبوا من الرسول التحكيم في التوراة. فالله يقول للرسول : كيف يحكمونك بالتوراة ، مع ان التوراة فيها حكم الله واضح ، ثم يتولون بعد حكمك و ما هم بمؤمنين .

لكن الاية لا تعني هذه الصورة ، التي زرعت في عقل المسلم و جعلته اعمى عن ادراك صورة اخرى .

هنا الوحي يخاطب الرسول .. بصيغة سؤال تهكمي استحالي :

كيف تريد منهم ان يحكموك في التوراة ، و التوراة اصلا فيها حكم الله بشكل قاطع ، ثم يتولون بعد حكمك و ماهم بمؤمنين.

يعني .... بالمختصر :

لن يؤمنوا .. سيتولون .. لو فكرت بانهم سيحكمونك .

و تاتي  بعد هذه الاية ... مباشرة

■  { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }

بعد الاية السابقة .. بانهم لن يؤمنوا لتحكيم الرسول

تاتي هذه الاية  ... لتوضح لنا .......  قاعدة العامة الثابتة ، لكل زمان و مكان :  بان التوراة انزلت و فيها هدى و نور للجميع ، و اداة تحكيم للنبيون .

لكن ما العلاقة بين التوراة و الكتاب ؟

هل يستقيم معنى الاية لو قلنا:

{ انا انزلنا الكتاب فيه هدى و نور  يحكم به النبيون الذين اسلموا للذين هادوا و الربانيون و الاحبار بما استحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء }

اذن الاية ..... تتحدث عن شيء ما مجهول هويته و عن كتاب الله ، و هذا الشيء المجهول مرتبط بعلاقة مع كتاب الله ، لانه سيكون مصدر تحكيم، فعبر هذا الشيء المجهول سيحكم الانبياء الذين اسلموا للذين هادوا و الاحبار بما استحفظوا و استخفوا من كتاب الله .

ماهو الشيء المرتبط بالكتاب و يمكن له ان يظهر الكتاب؟

خطوط كتابية

هذه الاية تشير ... الى  كون كتاب الله مستحفظ او مخفي عند الاحبار و الربانين و شاهدين عليه.

فلا تخشوا كلام الناس ، و اخشوا الله

ولا تشتروا بآيات الله، مقابل المال ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .

الان
ما العلاقة بين التوراة و الكتاب و ايات الله و حكم الله ؟!

قلنا سابقا .. بان التوراة هي خطوط الكتاب .

ما دام و ان التوراة مصدر الحكم ، و الله يامرنا بان لا نشتري بايات الله ثمن قليلا ... فالايات موجودة في التوراة ... اي مجموع ايات الله تسمى التوراة .

اي ان المقصود ب ايات الله ... ليس حكم الزنى ... بل ايات الكتاب

ما هو الدليل

■ {ا ل ر ¤ تلك آيات الكتاب وقرآن مبين}

ا ل ر ... الخ ... هي ايات الكتاب

و الايات هي مصدر الحكم ...  حسب الايات السابقة ، و من لم يحكم بنا انزل الله من ايات في التوراة ، فاولئك هم الكافرون .

السؤال كيف يتم الشراء بهذه الايات ثمنا قليلا ، حسب النص السابق  {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } ؟

يعني مثلا ... لو علمت هذه الحقيقة لكنك قررت ان تخفيها، من اجل استمرار  السياحة التي تدر مال كبير على الناس ... فانت ستكون قد اشتريت بايات الله ثمن قليلا .... و اخفيت الحقيقة ، و من يخفي الحقيقة .... فهو كافر ( من يغطي الحق )

اذن .. ما معنى الحكم ؟! 

■ { ا ل ر ¤ كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}

الاية تسير بشكل متزن و منطقي مع الاية السابقة ، بان الكتاب محكوم بايات مفصلة من عند الله ، اي ان الايات السابقة تتحدث عن تحكيم ايات كتاب الله .

معنى حكم الله في الايات السابقة هو :

تحكيم ايات الكتاب .

اي ان جوهر الموضوع يدور حول إحكام ايات كتاب الله من اجل قراءته  .. و ليس حكم الزنى او قطع يد السارق .. الخ

{ا ل ر ¤ تلك آيات الكتاب وقرآن مبين}

تحكيم تلك الايات ... ايات كتاب الله .. التي يجب غن لا تشتروا بها ثمن قليلا  ....  من اجل قران مبين ( تلاوة مبينه )

اي  الحكم الذي يحكم به النبيون ...  هو القران المبين او تلاوة الكتاب .

جوهر الحكم هو القران المبين

ماهو الدليل ؟

■ {وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق}

الان تاكدنا اكثر ... بان اساس الحكم عربي ..... اي ان محكم الكتاب عربي  ... اي قران عربي مبين .

اذن القضية الجوهرية التي يدور حولها خطاب الوحي للنبي هو الحكم العربي للكتاب ، اي مقروء الكتاب الذي احكمت اياته حكما عربي.

■ {كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}

هذه الاية تؤكد باننا استنتاجنا السابق صحيح ... و بان جوهر حكم التوراة ( مجموع ايات الله) ... هو قران عربي

التوراة = مجموع ايات الله = الايات مفصلات قران عربي مبين

اي ان الكتاب اصلا و فصلا من بداية نزوله ... و هو كتاب عربي مبين ... بلسان عربي .

اي ان جوهر الموضوع يدور حول ترجمة الكتاب .

■ {قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون} {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}

جوهر التوراة المكونة من ايات الله ........ هو قران عربي غير اعوج و ليس قران اعجمي اطلاقا ... بل قران عربي ... بلسان عربي مبين .

هذه الايات تؤكد ....  بان هناك الان ... من يلحد بايات كتاب الله بلسان اعجمي  ... بينما هو لسان عربي مبين .. و هناك من يقرا كتاب الله بقران عربي اعوج ... بينما هو قران عربي مبين غير ذي عوج  .

ما الذي يزيد من تاكيد كل ما سبق ؟!

■ {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ¤ ألقى الشيطان في أمنيته ¤ فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ¤ ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد}

انظر هنا

الله يخاطب الرسول ... بانه لم يرسل من قبله من رسول و لا نبي الا اذا تمنى .

فيلقي الشيطان في امنيته .... فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته .

فيجعل ما القاه الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ، و اما ايات الله فهي للمؤمنين نور و هداية .

اذن جوهر حكم النبي الذي ورد في الاية ....  {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين } .... ليس تحكيم حول حادثة مدنية بين شخصين او حادثة شخصية ........... بل هو نسخ و محو ما القاه الشيطان على ايات كتاب الله .... و احكام ايات الله في كتابه.

الموضوع متعلق بقضية جوهرية كبيرة جدا ... و ليست قضية شخصية حسب تفسير الطبري .

اذن

جوهر مهمة الرسول ... هو الكتاب ........ المكون من ايات عديدة ... و مجموع الايات تسمى التوراة .
جوهر ...... مهمة الرسول ........ هو احكام ايات كتاب الله ... الذي فصلت و احكمت اياته قران عربي.

■ {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}

كتاب الله .... مكون من العديد من الايات ..... الايات التي فصلت قران عربي .... و هذه الايات حسب القران .. تنقسم الى نوعين :

1- ايات محكمات
2- ايات متشابهات

هذه المعلومة  .. تقدم لك معلومة صحيحة  حول نظام كتابة التوراة الذي كان معمول به ... حتى تستطيع ان تقراه بشكل صحيح .. اي تقراه قران عربي مبين غير ذي عوج .

اذن جوهر رسالة الرسول  . ليست اخراج الناس من عبادة الاصنام كما في قصة مكة حسب كتاب ابن هشام ... بل  .... كتاب الله . لان الناس مسلمين منذ عهد ابراهيم ......... جوهر الرسالة هو احكام ايات كتاب الله لتي فصلت قران عربي ... اي ترجمة كتاب الله ............ الترجمة الصحيحة الحقة التي كان الناس يسيرون عليها منذ القدم ...... لولا مشروع الشيطان الذي صمم لعبة ماكرة خبيثة و حرف الكتاب ..... و صنع للاسلام و لهذه الامة ذاكرة جديدة

بعد التاكد من هذا

■ { قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}

الان الرسول ... عندما يامره الله ... بان يقول لهم : اتوا بالتوراة لاتلوها ... فان الرسول .... سيتلوا قران عربي مبين ...... بلسان عربي غير ذي عوج  و  غير اعجمي .... و ليس بلسان عبري او لسان سرياني اعوج  و ليس بلسان قبطي او يوناني .

جوهر القصة ........ هو المنطوق الصحيح الطبيعي للتوراة و الذي عاش عليه الناس قديما ..... حتى ظهر مشروع الشيطان القادم من الغرب و قام بتحريف الكتاب  ... و مسح ذاكرة الناس الامية و لم يعودوا يدركون هذه الحقيقة اليقينية .

{قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين}

■ {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}

متى قالت اليهود و قالت النصارى هذا الكلام ؟

اثناء تلاوتهم للكتاب .... الكتاب الذي انزل على الرسول ... بعد ان نسخ الله ما القاه الشبطان و حكم اياته عبر الرسول . الكتاب الذي فصلت اياته قران عربي مبين، لا عبري و لا سرياني و لا قبطي ... سيجدون بان كتبهم صناعة حديثة من قبل مشروع سياسي غربي .... و بان الكتاب الاول التي وجد الناس عليه ... محكوم و مفصل قران عربي مبين .

  و يوم القيامة ... هو اليوم الذي سيحكم بينهم الله ... اليوم الذي سيخرج الكتاب الذي احكمت و فصلت اياته قران عربي مبين . 

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

الناس كانوا امة واحدة ....... بدين واحد ... و كتاب واحد ... لولا مشروع شيطان الغرب ...... الذي اخفى الكتاب . ... و صنع ذاكرة جديدة للمنطقة و العالم .

و النبي بشير و نذير ... و انزل عليه الكتاب الذي سيحكم بين الناس . و يصلح كل ما افسده الشيطان .. و جعل الناس يختلفوا حوله.

------------------------------------

اخيرا ..... مازالت هناك نقطة مهمة جدا جدا جدا ...... بخصوص المقال السابق .. و الذي ذكرنا فيه اقوال كتب التراث حول تفسير الايات

{وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ¤ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }

لكن الموضوع يحتاح الى تفصيل كبير  و شرح مطول ..... لاننا سنقوم بشرح عشر ايات تأتي بعد هذه الايات في السورة ، حتى تنجلي الحقيقة ، حقيقة  كون معظم هذا التراث قد اخرجته الطابعة العثمانية ... اي ان عمره حديث جدا ... لكن لعبة التقويم و الزمن ... هي التي خدعت العقل .

كان مشروع ... من اجل القضاء على امة ... و اخفاءها نهائيا .

لذلك سيكون في مقال قادم

.
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق