السبت، 29 يونيو 2019

القران الكريم هو مقروء التوراة - 1


في البداية ....... لابد من استعراض اقول كتب التراث التي وصلت للمسلم، من مؤلفي اواسط اسيا الاتراك، التي فسرت للمسلم هذه النصوص القرانية .

الامر مهم و ضروري ... حتى يستطيع المسلم رؤية المشروع بشكل واضح ............. و يشاهد حجم الفساد المنظم الذي حاولت حقبة العثمانين و الصفويين زراعتها في وعينا و ترسيخة ... عبر تدمير و افساد و الغاء نصوص المسلم المقدسة التاسيسية ، و يدرك حجم المخطط .

-----------------------

سانقل التفسيرات الرسمية ....من اشهر كتاب تفسير للقران، و هو تفسير الطبري ، و هذه التفسيرات هي الوعي العام الموجود لدى معظم المسلمين من كل المذاهب .

{وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين (43) إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (44) وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون }

-----------------------

{و كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله}
يعني معالى ذكره: وكيف يحكمك هؤلاء اليهود يا محمد بينهم، فيرضون بك حكما بينهم، وعندهم التوراة التي أنزلتها على موسى، التي يقرون بها أنها حق وأنها كتابي الذي أنزلته على نبيي، وأن ما فيه من حكم فمن حكمي، يعلمون ذلك لا يتناكرونه، ولا يتدافعونه، ويعلمون أن حكمي فيها على الزاني المحصن الرجم.

{ثم يتولون من بعد ذلك}

يقول: يتركون الحكم به بعد العلم بحكمي فيه جراءة علي وعصيانا لي. وهذا وإن كان من الله تعالى ذكره خطابا لنبيه صلى الله عليه وسلم، فإنه تقريع منه لليهود الذين نزلت فيهم هذه الآية.

يقول لهم تعالى: كيف تقرون أيها اليهود بحكم نبيي محمد صلى الله عليه وسلم مع جحود نبوته وتكذيبكم إياه، وأنتم تتركون حكمي الذي تقرون به أنه حق عليكم واجب جاءكم به موسى من عند الله؟ يقول: فإذا كنتم تتركون حكمي الذي جاءكم به موسى، الذي تقرون بنبوته في كتابي، فأنتم بترك حكمي الذي يخبركم به نبيي محمد أنه حكمي أحرى، مع جحودكم نبوته. {وما أولئك بالمؤمنين}.

{وما أولئك بالمؤمنين} يقول: ليس من فعل هذا الفعل: أي من تولى عن حكم الله الذي حكم به في كتابه الذي أنزله على نبيه في خلقه بالذي صدق الله ورسوله فأقر بتوحيده ونبوة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك ليس من فعل أهل الإيمان. وأصل التولي عن الشيء: الانصراف عنه.


4-إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولـئك هم الكافرون}

القول في تأويل قوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا} يقول تعالى ذكره: إنا أنزلنا التوراة فيها بيان ما سألك هؤلاء اليهود عنه من حكم الزانيين المحصنين، {ونور} يقول: وفيها جلاء ما أظلم عليهم وضياء ما التبس من الحكم.

{يحكم بها النبيون الذين أسلموا} يقول: يحكم بحكم التوراة في ذلك: أي فيما احتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه من أمر الزانيين النبيون الذين أسلموا، وهم الذين اذعنوا لحكم الله وأقروا به. وإنما عنى الله تعالى ذكره بذلك نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم في حكمه على الزانيين المحصنين من اليهود بالرجم، وفي تسويته بين دم قتلى النضير وقريظة في القصاص والدية، ومن قبل محمد من الأنبياء يحكم بما فيها من حكم الله.

كما:9385 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا} يعني النبي صلى الله عليه وسلم9386 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لما أنزلت هذه الآية: "نحن نحكم على اليهود وعلى من سواهم من أهل الأديان "

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: ثنا رجل من مزينة ونحن عند سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود بامرأة، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي بعث بتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله وقلنا: فتيا نبي من أنبيائك! قال: فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم ما تقول في رجل وامرأة منهم زنيا؟ فلم يكلمهم كلمة، حتى أتى بيت المدراس، فقام على الباب، فقال: "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى! ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن؟ " قالوا: يحممم ويجبه ويجلد - والتجبيه: أن يحمل الزانيان على حمار تقابل أقفيتهما، ويطاف بهما - وسكت شاب.

{يحكم بها النبيون الذين أسلموا} النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء يحكمون بما فيها من الحق

حدثنا المثني، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن عوف، عن الحسن في قوله: {يحكم بها النبيون الذين أسلموا} يعني النبي صلى الله عليه وسلم. {للذين هادوا} يعني اليهود، فاحكم بينهم ولا تخشهم.

القول في تأويل قوله تعالى: {والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء} يقول تعالى ذكره: ويحكم بالتوراة وأحكامها التي أنزل الله فيها في كل زمان على ما أمر بالحكم به فيها مع النبيين الذين أسلموا، الربانيون والأحبار. والربانيون: جمع رباني، وهم العلماء الحكماء، البصراء بسياسة الناس وتدبير أمورهم والقيام بمصالحهم. والأحبار: هم العلماء. وقد بينا معنى الربانيين فيما مضى بشواهده، وأقوال أهل التأويل فيه. وأما الأحبار: فإنهم جمع حبر، وهو العالم المحكم للشيء، ومنه قيل لكعب: كعب الأحبار. وكان الفراء يقول: أكثر ما سمعت العرب تقول في واحد الأحبار: حبر بكسر الحاء.وكان بعض أهل التأويل يقول: عني بالربانيين والأحبار في هذا الموضع: ابنا صوريا اللذان أقرا لرسول الله بحكم الله تعالى في التوراة على الزانيين المحصنين.

{بما استحفظوا من كتاب الله} فإن معناه: يحكم النبيون الذين أسلموا بحكم التوراة، والربانيون والأحبار - يعني العلماء - بما استودعوا علمه من كتاب الله الذي هو التوراة. والباء في قوله: {بما استحفظوا} من صلة الأحبار.وأما قوله: {وكانوا عليه شهداء} فإنه يعني أن الربانيين والأحبار بما استودعوا من كتاب الله يحكمون بالتوراة مع النبيين الذين اسلموا للذين هادوا، وكانوا على حكم النبيين الذين أسلموا للذين هادوا شهداء أنهم قضوا عليهم بكتاب الله الذي أنزله على نبيه موسى وقضائه عليهم.

{وكانوا عليه شهداء}
يعني الربانيين والأحبار هم الشهداء لمحمد صلى الله عليه وسلم بما قال أنه حق جاء من عند الله، فهو نبي الله محمد، أتته اليهود فقضى بينهم بالحق.

{فلا تخشوا الناس واخشون}
يقول تعالى ذكره لعلماء اليهود وأحبارهم: لا تخشوا الناس في تنفيذ حكمي الذي حكمت به على عبادي وإمضائه عليهم على ما أمرت، فإنهم لا يقدرون لكم على ضر ولا نفع إلا باذني، ولا تكتموا الرجم الذي جعلته حكما في التوراة على الزانيين المحصنين، ولكن اخشوني دون كل أحد من خلقي، فإن النفع والضر بيدي.

.وأما قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} يقول: ولا تأخذوا بترك الحكم بآيات كتابي الذي أنزلته على موسى أيها الأحبار عوضا خسيسا، وذلك هو الثمن القليل. وإنما أراد تعالى ذكره نهيهم عن أكل السحت على تحريفهم كتاب الله وتغييرهم حكمه عما حكم به في الزانيين المحصنين، وغير ذلك من الأحكام التي بدلوها، طلبا منهم للرشا؛

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} قال: لا تأكلوا السحت على كتابي. وقال مرة أخرى، قال: قال ابن زيد في قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا} قال: لا تأخذوا به رشوة9400 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} ولا تأخذوا طعما قليلا على أن تكتموا ما أنزلت.

القول في تأويل قوله تعالى: {ومن لم يحكم لما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} يقول تعالى ذكره: ومن كتم حكم الله الذي أنزله في كتابه، وجعله حكما يين عباده فأخفاه، وحكم بغيره، كحكم اليهود في الزانيين المحصنين بالتجبيه والتحميم، وكتمانهم الرجم، وكقضائهم في بعض قتلاهم بدية كاملة وفي بعض بنصف الدية، وفي الأشراف بالقصاص وفي الأدنياء بالدية، وقد سوى الله بين جميعهم في الحكم عليهم في التوراة؛ {فأولئك هم الكافرون} يقول: هؤلاء الذين لم يحكموا بما أنزل الله في كتابه، ولكن بدلوا وغيروا حكمه

{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولـئك هم الظالمون}

القول في تأويل قوله تعالى: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص}
يقول تعالى ذكره: وكتبنا على هؤلاء اليهود الذين يحكمونك يا محمد، وعندهم التوراة فيها حكم الله. ويعني بقوله: {كتبنا} فرضنا عليهم فيها أن يحكموا في النفس إذا قتلت نفسا بغير حق بالنفس، يعني: أن تقتل النفس القاتلة بالنفس المقتولة. {والعين بالعين} يقول: وفرضنا عليهم فيها أن يفقئوا العين التي فقأ صاحبها مثلها من نفس أخرى بالعين المفقوءة، ويجدع الأنف بالأنف، ويقطع الأذن بالأذن، ويقلع السن بالسن، ويقتص من الجارح غيره ظلما للمجروح.

وهذا إخبار من الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن اليهود، وتعزية منه له عن كفر من كفر منهم به بعد إقراره بنبوته وإدباره عنه بعد إقباله، وتعريف منه له جراءتهم قديما وحديثا على ربهم وعلى رسل ربهم وتقدمهم على كتاب الله بالتحريف والتبديل.

يقول تعالى ذكره له: وكيف يرضى هؤلاء اليهود يا محمد بحكمك إذا جاؤوا يحكمونك وعندهم التوراة التي يقرون بها أنها كتابي ووحيي إلى رسولي موسى صلى الله عليه وسلم فيها حكمي بالرجم على الزناة المحصنين، وقضائي بينهم أن من قتل نفسا ظلما فهو بها قود، ومن فقأ عينا بغير حق فعينه بها مفقوءة قصاصا، ومن جدع أنفأ فأنفه به مجدوع، ومن قلع سنا فسنه بها مقلوعة، ومن جرح غيره جرحا فهو مقتص منه مثل الجرح الذي جرحه، ثم هم مع الحكم الذي عنده في التوراة من أحكامي يتولون عنه ويتركون العمل به؛ يقول: فهم بترك حكمك وبسخط قضائك بينهم أحرى وأولى.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: لما رأت قريظة النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بالرجم وكانوا يخفونه في كتابهم، نهضت قريظة، فقالوا: يا محمد اقض بيننا وبين إخواننا بني النضير! وكان بينهم دم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت النضير يتعززون على بنى قريظة ودياتهم على أنصاف ديات النضير، وكانت الدية من وسوق التمر أربعين ومئة وسق لبني النضير وسبعين وسقا لبني قريظة. فقال: "دم القرظي وفاء من دم النضيري " . فغضب بنو النضير، وقالوا: لا نطيعك في الرجم، ولكن نأخذ بحدودنا التي كنا عليها! فنزلت: {أفحكم الجاهليه يبغون} ، ونزل: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} .

حدثني المثني، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص} قال: فما بالهم يخالفون، يقتلون النفسين بالنفس، ويفقئون العينين بالعين

-----------------------

قبل مناقشة هذا التفسير العثماني ، لابد من عرض بعض النقاط التي نجدها في كتب التراث هذه .

القدرة الفائقة لهولاء المؤلفين في تذكر اسماء الاشخاص الذين تحدثوا في هذه التفاسير.

لكن النقطة التي تدعو للاستغراب، مثلا عندما يسرد الطبري النص الاتي :

" حدثنا المثني، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن عوف "
حدثنا فلان عن فلان عن فلان .

من هولاء الاشخاص

ثم ما اهمية سرد اسماءهم اذا كان الانسان العادي لا يعرف منهم؟!

ما اهمية قوله ... حدثنا عوف ... و من يكون عوف هذا ؟! ... هناك مليون عوف .. اي واحد منهم عوف .. و اذا عرفنا الاسم الكامل لعوف ... ما الاهمية و انا لا اعرفه ابدا .. و لا اعرف من يكون ... الرجل قد مات .. و لا استطيع سؤاله .

هذا الاسلوب .... عن فلان عن فلان ...الذي يقوم بها الطبري و جماعة اواسط اسيا الذين كتبوا معظم هذا التراث في ايصال المعلومة .... يشبه تماما اسلوب اعلام النفط الصهيوني في نقل الاخبار و ايصال المعلومة للمشاهدين :

" صرح مصدر موثوق، عن مصدر مسؤول رفيع المستوى ... الخ "

لاجل اقناعك بصدق المعلومة التي يقدمها .

-----------------------

الان ....... بعد ان قرات ما كتبه الطبري في تفسير هذه الايات ... و هو الوعي الموجود عند كل مسلم تقريبا .. ساطرح عليك سؤال :

القران في معظم اياته يتحدث بخطاب لامة ، و لو افترضنا كون القران كتاب بشري و النبي هو اعلى منزلة في هذه الامة، هل يعقل بان الوعي الذي ستفرزه امة كبيرة ، ستجعل من اعلى نص مقدس لها .يتناول موضوع حادثة صغيرة مع يهودي و يتحدث عنها ؟!

فكيف لو كان القران ... من عند الله لنبي ؟!

الان ... ماهو جوهر الموضوع الذي غرسه الطبري و شلته في عقل المسلم ؟

جوهر الموضوع .........حادثة زنى و اراد اليهود ان يسالوا الرسول و يتاكدوا من حكمة ... و حكمه كان سبب اسلام يهوديان ..

اي ان الحكم ... الذي امر الله نبيه ان يحكم به هو حكم  الزاني المحصن ... و هو الرجم. ... و الله قد أنزل التوراة فيها بيان ما سأل هؤلاء اليهود النبي عن  حكم الزانيين المحصنين .

اقرا الايات مرة اخرى

هل يوجد هناك حتى اشارة واحدة في الايات تتحدث عن الزنى ؟!

يعني لماذا الله ينزل نصوص غامضة للمسلم، الم يكن من الاولى ان يوضح كلامه ، حتى لا يضحك احد على المسلم و يعطيه تفسيرات اخرى ، يعني اذا كان للله لا يتحدث في هذا الامر، لكن المسلم يؤمن بان الطبري اله و شريك لله ، و يؤمن بكلامه مع ان الله لا يقول كلمة مما قاله الطبري .

بل بالعكس ........ الاية الثالثة لو افترضنا صحة تفسيرات الطبري و شلته ... و امنا بها .. فهي تؤكد بطلان كلامه السابق

لان الاية الثالثة ... تحدد طبيعة الحكم الذي امر الله نبيه ان يحكم به ....... و هو حكم القصاص و العين بالعين .

المعنى واضح ... حكم القصاص و ليس حكم الزنى.

صح ؟!

لكن ما يهمني في تفسيرات الطبري، هو طريقته الذكية جدا في تحريف مقاصد كلام الله .


كيف فسروا الايات و مفرداتها

- المقصود بالنبيون هم ( الرسول محمد )
- الذين اسلموا ... الذين اسلموا لحكم الزنى في التوراة

- {والربانيون والأحبار}

  الربانيون والأحبار. والربانيون: جمع رباني، وهم العلماء الحكماء، البصراء بسياسة الناس وتدبير أمورهم والقيام بمصالحهم. والأحبار: هم العلماء و الأحبار: فإنهم جمع حبر، وهو العالم المحكم للشيء .

- {بما استحفظوا من كتاب الله}
بما حفظ الاحبار من علم من كتاب الله الذي هو التوراة.
-  {وكانوا عليه شهداء}
فإنه يعني أن الربانيين والأحبار بما استودعوا من كتاب الله يحكمون بالتوراة مع النبيين الذين اسلموا للذين هادوا، وكانوا على حكم النبيين الذين أسلموا للذين هادوا شهداء أنهم قضوا عليهم بكتاب الله الذي أنزله على نبيه موسى وقضائه عليهم.

- {فلا تخشوا الناس واخشون}
يقول تعالى ذكره لعلماء اليهود وأحبارهم: لا تخشوا الناس في تنفيذ حكمي الذي حكمت به على عبادي وإمضائه عليهم على ما أمرت، فإنهم لا يقدرون لكم على ضر ولا نفع إلا باذني، ولا تكتموا الرجم الذي جعلته حكما في التوراة على الزانيين المحصنين، ولكن اخشوني دون كل أحد من خلقي، فإن النفع والضر بيدي.

-  {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا}
ولا تأخذوا بترك الحكم بآيات كتابي الذي أنزلته على موسى أيها الأحبار عوضا خسيسا، وذلك هو الثمن القليل. وإنما أراد تعالى ذكره نهيهم عن أكل السحت على تحريفهم كتاب الله وتغييرهم حكمه عما حكم به في الزانيين المحصنين، وغير ذلك من الأحكام التي بدلوها، طلبا منهم للرشا؛

- {ومن لم يحكم لما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

ومن كتم حكم الله الذي أنزله في كتابه، وجعله حكما يين عباده فأخفاه، وحكم بغيره ... كحكم اليهود في الزانيين المحصنين بالتجبيه والتحميم، وكتمانهم الرجم، وكقضائهم في بعض قتلاهم .

-----------------------

الله يخاطب  في القران الكريم علماء اليهود الذين لا يؤمنون بالقران ..... بان يخشوه و ينفذوا حكمه الموجود في التوراة .... لكن بطريقة غير مباشرة.
فالخطاب ليس للمسلم .... بل لليهود احبار اليهود العلماء الجهابذة .. لان الله يحبهم .. فيامرهم في القران ان يقيموا الحد الزنى عندهم .

لكن كلام الله لا يصل لاحبار اليهود في القران .. لان اليهود معاهم كتاب اخر .. فلماذا الله لم يقل لليهود هذا الكلام في كتاب احبار اليهود ... و قام بطريقة غير مباشر .... بتوصيل كلامه عبر كتاب المسلم، لماذا جعل الله كتابه المسلم مجرد وسيط.

لماذا صنع الله كتاب و ديانة لتكون ... جهاز توصيل بينه و بين احبار اليهود ...... حتى يوصل لهم حكم الزاني المحصن .

لان  الله يستطيع ان ينزل على اليهود في كتابهم هذا الحكم بشكل مباشر ... بدون وساطة من كتاب المسلمين .

لكن كيف سيخاطب الله .... احبار اليهود عندما ينتقل الى كتاب اليهود ؟ .. هل سيخاطبهم بلسان عبري ام عربي ؟


اذا كان الموضوع حكم الزنى ، فما علاقة الموضوع بشراء ايات الله ؟!

و هل الزنى حكم ... و هل حكم الزنا يسمى ايضا بالايات ؟

سيقول البعض ...... بان الايات المقصود بها ايات القران .. او ايات التوراة .

لكن الم يكن من الاولى القول : و لا تشتروا بحكم الله ثمن قليلا .

و لماذا الخشية لا تتحقق الا بتطبيق حكم الزنى، و ليس حكم القتل او اي حكم اخر .. و تنزل ايات مثل هذه ؟!

كما قلنا بان الايات لا تتحدث عن الزنى، و لا توجد اي اشارة للزنى ... هذا كلام الله .. واضح جدا  ، و اما الطبري فليس اله و يملك كتاب ...... و يفرض كلامه على كلام الله  .

و لذلك فانه يجب ان نفصل هذا الموضوع نهائيا:

لا صحة لموضوع حكم الزنى .

و لو ان الطبري و شلته فسروا هذه الايات بالحكم الموجود في الاية الثالثة، فربما سيكون التفسير  اكثر قبول و اكثر منطقية .

لانه حسب تفسير الطبري و شلته :

{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص}
كتبنا على هؤلاء اليهود الذين يحكمونك يا محمد، وعندهم التوراة فيها حكم الله ...... ويعني بقوله: {كتبنا} فرضنا عليهم فيها أن يحكموا في النفس إذا قتلت نفسا بغير حق بالنفس، يعني: أن تقتل النفس القاتلة بالنفس المقتولة. {والعين بالعين} يقول: وفرضنا عليهم فيها أن يفقئوا العين التي فقأ صاحبها مثلها من نفس أخرى بالعين المفقوءة، ويجدع الأنف بالأنف، ويقطع الأذن بالأذن، ويقلع السن بالسن، ويقتص من الجارح غيره ظلما للمجروح.

اي انهم ...... كانوا يفقاون عين بعينين .. و يقطعوا اذن باذنين، و حسب كلام الطبري ... فالله يامرهم عين بعين و اذن باذن ... و من لم يحكم بهذا الحكم فهو كافر.

هذا هو الحكم الحقيقي ...... و من لم يحكم بهذه الحكم فهو كافر ..... فاين حكم الزنى المحصن ؟!

هذا لو افترضنا صحة تفسير الطبري و شلته لهذه الاية .

تبقى اخيرا ... الاية

{قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين}
السؤال :

هل كان النبي محمد يستطيع القراءة ، عندما يامره الله بتلاوة التوراة . و هل كان يستطيع قراءة الخط العبري للتوراة ؟!

بل ان السؤال الاهم : هل كان النبي محمد يتكلم بالعبرية .لان التوراة مكتوبة بالعبرية . و عندما يتلو لليهود ... سيتلو نصوص بلسان عبري .

-----------------------

في هذا المقال .... عرضت تفسيرات التراث التي وصلت للمسلم و حاولنا معالجتها من داخل بنيتها و اثرنا اسئلة حولها .... لادراك مقدار تناقضها و فسادها.

في المقال القادم سنشرح هذه الايات بشكل مطول و مفصل.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق