الأحد، 18 سبتمبر 2016

مسرحية التحالف السعودي لمحاربة الارهاب

كيف استطاعت امريكا قتل اسامة بن لادن في عام 2011 ؟

كانت القاعدة في البداية مشروع امريكي في المنطقة و العالم ، تستطيع بها امريكا التدخـــــل بشؤون الدول المنطقة و فرض سياسيتها و ضمان عدم خروجها من نطاق المصالح الامريكية ، خصوصا و ان امريكا تزعمت دول العالم في مكافحة الارهاب الذي لم يعرف معناه جيدا، و بمساعدة اذرعها في المنطقة السعودية و قطر، اللتين ضخمتا افكار القاعدة و جعلت من مصطلح القاعدة في كل مكان اعلاميا و فكريا، و كانت اي دولة ترفض مكافحة الارهاب تصنف من الدول الداعمة للارهاب .

كان مشروع للتدخل و الحفاظ على مصالح القوة الاكبر في العالم امريكا. مشروع محاربة الارهاب ، كان يمثل شرعية دولية، و من يعارض فانه داعم للارهاب .

لكن مشروع اخر ظهر و جاب مفعول افضل من المشروع السابق ، و هو مشروع الثورات العربية ، مشروع اسقاط الانظمة في المنطقة و صناعة انظمة جديدة تتبع سياسة امريكا و تابعة لمشروعها بمساعدة اذرع امريكا في المنطقة قطر و السعودية و الامارات ، و من يعتقد ان الخلاف بين قطر و السعودية حقيقي فهو لم يفهم المعادلة، هو خلاف على من يصبح الوكيل المؤتمن لامريكا فقط.

الثورات جابت مفعول سريع بسقوط نظام تونس و ليبيا و مصر سريعا ، و ليبيا بعد تدخل الناتو الذي لم يكن يستطيع القيام بذلك لولا شرعية الثورات الربيع العربي و الديكتاتور الذي يقتل شعبه و الجميع اصبح مؤيد للعمل،  و اعتقد الجميع ان سوريا ستسقط تباعا بعدها و اليمن، و هذا الامر جعل من امريكا تفكر بطوي صفحة القاعدة و ابن لادن ، و اغلاق هذا الملف تماما ، و فجأة تعلن امريكا صدور اوامر بقتل ابن لادن بعد تحديد مكانه و تم اخفاء الجثة و لم تقم امريكا باعتقاله و لم تحضره الى امريكا و تقوم باستجوابة بخصوص احداث سبتمبر في امريكا ، و قامت بالقاء جثته في البحر كما ادعت ، و هكذا اقتنع الجميع بالقصة و طويت الصفحة ابن لادن. و مرت السنة و التي بعدها و نظام السوري صامد و اليمن مازالت تعاني من ازمة لكن ستصبح بيد قطر قريبا .

حتى عام 2014 تعلن امريكا الحل السياسي في سوريا....فكرة الثورة في سوريا لم تاتي مفعولها جيدا كما في باقي الدول المنطقة .

و فجأة يتم الاستيلاء على معسكرات للجيش العراقي و تسلم لايدي جماعة تطلق على نفسها الخلافة الاسلامية ، و يصعد رجل يدعي انه الخليفة المسلمين ، و تبدا تتغير المعادلة السياسية في اليمن و يتقدم انصار الله من صعدة حتى صنعاء و يقتحمون دار الرئاسة و يهرب ما يصطلح على تسميته الرئيس الشرعي و تقوم جماعة انصار الله بملاحقته حتى مدينة عدن ثم يهرب و يطلب قصف دولي لاعادة الشرعية لليمن .

مشروع الثورات العربية سقط في سوريا و صمد النظام، و لم يكن لدى امريكا من حل الا اعادة فكرة القاعدة مرة اخرى ، و هذه المرة بمسمى اخر هو دولة الخلافة الاسلامية (داعش) و بشخصية قيادية جديدة بعد ان طويت صفحة القيادي بن لادن ، وهي ابوبكر البغدادي .

و اليوم السعودية تشكل تحالفا إسلاميا دوليا لمحاربة الإرهاب مقره الرياض. و هذا العمل هو مشروع امريكي بواجهة سعودية ، لعمل تحالف للحفاظ علي مصالح امريكا في المنطقة و الدول التي ستنضم للتحالف و غيرها، و هذه الخطوة لم تكن لتأتي الا بعد دخول لاعبين كبار(قوى دولية) روسيا في الحرب علي الارهاب (مسرحية امريكا لاستمرار تدخلها في شؤون الدول بحجة مكافـــحة الارهاب ) و انضمام لاعبين كبار اخرين كفرنسا لروسيا في تحالفها ضد الارهاب.

.
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق