الأحد، 18 سبتمبر 2016

جزيرة الشيطان - من يقوم بتمويل الارهاب ؟

في لقاء مع قناة فضائية اجنبية طرح الحسن بن طلال سؤال : إذا لم تكن دول الخليج من يمول الدولة الاسلامية فمن يفعل؟


الى اليوم و الراي العام في المنطقة بشكل خاص او في العالم بشكل عام، لم يصل الى قناعة حول الارهاب ، و من يصل الى قناعة اليوم في امر، سرعان ما يغير تلك القناعة في اليوم الاخر ، مع حجم الـــضخ المعلوماتي و الاحـــــداث المتسارعة في المنطقة و العالم التي تجعل من الراي العام يغير تلك القناعات من وقت الى اخر. 


بخصوص الراي العام في المنطقة، فالامس كانوا ينظرون لظاهرة الارهاب بان جذرها الحقيقي هو ذاتي بسبب الدين و الاعلامي الديني ، لكن مع الوقت سرعان ما تكون راي عام اخر في المنطقة ينسب الارهاب الى عمل دول في المنطقة كالسعودية و قطر و الخ ، و تكون راي عام اخر خصوصا في دول الخليج بان الارهاب من عمل ايران و سوريا ، اما في اليمن تكون راي اخر يقول بان سبب الارهاب السعودية و قطر ، و البعض يتهم امريكا و الغرب ، اما العلمانيون اليمنيون الطازجون ينظرون للارهاب انه بسبب الاسلام .


و هذه القناعات تتغير من وقت الى اخر و لم يصل الناس الى حسم نهائي مؤكد حول فهم اسباب هذه الظاهرة ،  


هذه القناعات المتغيرة تذكرني برواية لاجاثا كريستي قراتها منذ مدة باسم جزيرة الشيطان ( اعتقد) و اسمها الحقيقي هي ( ثم لم يبقى احد )، و تلك الرواية اعدت قراءتها خمس مرات كي اعرف من هو القاتل، قبل ان افتح الصفحات النهائية لمعرفة هوية القاتل، و في كل مرة اعيد قراءتها اغير فكرتي عن القاتل.


الرواية تتحدث عن عدد من الناس ، يتلقون دعوة الى جزيرة ، و يتعرض كل واحد منهم للقتل من وقت الى اخر ، عدتها مرات عديدة، و في كل قراءة اصل الى هوية القاتل، قررت فتح الصفحات التي تاتي بعد بعد الصفحة التي توقفت عندها، و المفاجئة في كل مرة بان من اعتقدت انه القاتل تم قتله ، و هكذا قتل كل فرد في الجزيرة بالتتابع ، و انا اعتقد اني قد وصلت للتعرف على القاتل، و عندما قررت الاستسلام و الاستمرار بمتابعة الرواية حتى اخر ورقة ، كانت المفاجئة ، بان الجميع قتلوا ، فمن يكون القاتل ، و بدات افكر في هوية القاتل الاسطوري ، ربما يكون وحش في الجزيرة ، او ان اجاثا كرستي بدات تسلك سلوك خرافي هذه المرة في شكل القاتل في روايتها ، يموتون جميعا و لا يوجد احد في الجزيرة كي يمكن اتهامه بالقتل ، الجميع قتلى ، فمن يكون القاتل.....وحش ، شيطان مثلا 


 و تابعت القراءة حتى تم كشف هوية القاتل من قبل الشرطة،  فــالقاتل في هذه الرواية مختلف عن بقية القتلة في روايتها البوليسية الاخرى، فالقاتل هذه المرة هو واحد من الضحايا العشرة، و الاكثر غرابة ان القاتل لم يكن الضحية الاخيرة ، و هنا الذكاء، فقد كان القاتل هو الضحية التاسع الذي وجدت جثته ملطخة بالدماء. 


لماذا القاتل مختلف عن بقية الروايات البوليسية ؟


لانه يصعب على من يقرا هذه الرواية ان يذهب عقله الى هذه الفكرة او هذا الاحتمال ، فصعوبة معرفة القاتل تكون في الشخص البعيد كل البعد عن الشبهات والشكوك ، ف عندما نجد تلك الصعوبة الشديدة في معرفة القاتل، فيجب علينا البحث عن الشخص البعيد كل البعد عن الشبهات و الشكوك . 


القاتل هو المقتول........و لم يكن القاتل شخصية اسطورية كما اعتقدت انا.


و هنا يكمن السبب في صعوبة حل لغز الارهاب في المنطقة... فـــ من يحاربون الارهاب هم انفسهم من يصنعون الارهاب. 


 فالقاتل في قصة اجاثا كريستي ، هو نفسه القاتل في لغز الارهاب، فهم من صنعوا الارهاب و هم من يحاربو الارهاب ، و كل ذلك من اجل التدخل في المنطقة و العالم ، و لهذا فاسباب الارهاب ليست اسباب اسطورية كما يحاول الجميع الاعتقاد بها ، و توسع داعش الكبير في المنطقة و العالم لايجعلنا نعتقد انه تنظيم اسطوري ، كما اعتقدت انا في قصة جزيرة الشيطان ، بل هناك اسباب واقعية و موضوعية تجعلنا نفهم قوة ضلك التنظيم و قدراته في الانتشار و اختراق الحدود و التي توحي لنا بانه تنظيم اسطوري ، و تلك الاسباب هي ببساطة ان الارهاب عمل استخباراتي للقوى الكبرى العالمية ، من اجل تبرير و شرعنة تدخلها في المنطقة لتدميرها و نهب ثرواتها، من اجل اطماعها في منطقتنا و العالم . 


-------------------


ابن الشمس 


.

.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق