الخميس، 31 أغسطس 2017

اسباب برود و تناقض موقف الشارع العراقي من سوريا

لماذا يتسم الموقف الشعبي العراقي بالبرود نحو ما يجري في سوريا ؟

السبب هو حالة التناقض الذي يعيشها الشارع في العراق و الذي سينعكس على مواقف الكيانات السياسية التي تحافظ على جمهورها و تستقطب جماهير اخرى ، و لن يخرج من هذا التناقض الحاد الا بالاعتراف ، و تحديد العدو الحقيقي ، و النظر الى الاحداث على انها حالات متغيرة ... تخضع للمتغيرات المكانية و الزمانية و الدولية . 

عند بداية مشروع الربيع الصهيوني و دخوله الى سوريا ، كان العراق بنظري هو الحالة الاخطر على سوريا ضمن سيناريو المؤامرة ، تم وضع العراق في حالة من التناقض تجعل الشارع مؤيد للمؤامرة في سوريا و داعم لها و احيانا يتسم بالفتور و البرود ، بالرغم من ان المؤامرة كانت تستهدف العراق ايضا .

ماهو هذا التناقض ؟

الشارع في العراق ينقسم قسمين :

1-  جماعة الكارهين لصدام و نظام البعث و مؤيدين لنهايته، و هولاء سيدخلون في تناقض اذا وقفوا ضد ما يطلق عليها ثورة شعبية في سوريا ، لان الحالة في سوريا تشبه الحالة في العراق ....نظام ديكتاتوري (كما يروجه الاعلام الغربي و التابع له )، حزب بعث . و عندما يقفون ضد الحكومة السورية فانهم يقفون ضد صدام و نظامه ، و اما عند تأييد النظام السوري فهم يقفون موقف متناقض مع الحالة العراقية في عهد صدام حسين .
سينعكس هذا على وعي الشارع العراقي عندما يقوم زعيم سياسي عراقي كان و مازال معادي لفترة صدام و في نفس الوقت يقف داعم لبشار الاسد ..منهم من سيغادر جمهور ذلك السياسي و منهم من يبدا يعيد حساباته بموقفه من فترة صدام حسين ....و يبدا الشارع يطرح سؤال : هل أخطأنا في موقفنا من صدام ؟

2- جماعة المحبين لصدام و فترته ، و هولاء يشخصون المسالة و المواقف بالنظر للحالة السورية بنفس موقف صدام المتصارع  اثناء فترة حكمه مع الحكومة السورية . و هولاء ....الكثير منهم من البعث مازالت أم المعارك لديهم هي مع ايران و ليست مع امريكا .....و لان الحكومة السورية علاقتها جيده مع ايران ...فالموقف هو مباركة المؤامرة .

حالة التناقض هذه ..كانت امريكا و اسرائيل و السعودية ...يدركونها جيدا و يعملون عليها في العراق ...لانجاح مؤامرة اسقاط سوريا بينما العراق يتفرج ..فهو مازال لم يخرج بعد من حالة التناقض التي يعيشها ..و لم يستطع بعد ان يفك العقدة التي سوف تجرفه ايضا و تجرف المنطقة كلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق