الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

افهموا - عيسى ابن مريم ليس رسول روما

انا اسف مقدما ، لكن لم يعد امامنا شيء بعد زمن طويل من الحذر في الخوض بمثل هذه الموضوعات، لكن لابد من علاج جذري .. حتى يعرف الجميع الحقيقة ، فالمشروع الصهيوني يشتغل بوتيرة كبيرة و هناك من ينجرف معه و يدعمه و يحاول نفي المنطقة لصالح زمن وهمي و رواية وهمية من انتاج الغرب الصهيوني.

هل ولد عيسى ابن مريم حسب التاريخ الميلادي الحالي ؟

لا .... بشكل قاطع .

2 مليار مسلم حتى اليوم يؤمنون ايمان مطلق بان عيسى ابن مريم ولد قبل 2000 سنة وفق التقويم الميلادي الحالي ، 2 مليار مسلم يؤمنون برواية روما حول النبي عيسى ، لكنهم يختلفون مع رواية روما في نقطتين فقط ، بكون المسيح لم يصلب بل رفعه الله و بان اسمه عيسى و ليس يسوع.

و براي الشخصي ... فان هذه الكتلة البشرية الكبيرة هي اقوى و اهم سبب يستند عليه الفاتيكان في البقاء و الاستمرار . بل هم سبب قوي جدا في بقاء الغرب و الحفاظ على زمنهم الوهمي .

المسلم ... لا يعلم بان هذا الزمن الوهمي لميلاد المسيح عيسى  هو السبب الحقيقي الذي جعل المسلم يدخل في عالم الميثولوجيا اليونانية( الاوهام) ، لانه اصبح يحاول ان يوفق بين رواية العهد القديم و رواية روما و التي جاءت من اوامر يونانية بترجمتها و بين رواية القران و هذه المحاولة جعلته يدخل تفسيرات خاطئة لنصوص القران ، بينما الحقيقة ان القران يتحدث عن اشياء مختلفة تماما ، فالقران يريد ان يخرج القارىء من الزمن الوهمي و من ميثولوجية و اساطير اليونان ، فالقران يرفض صراحة  قصة شق النبي موسى للبحر حسب رواية العهد القديم و جميع القصص الاخرى التي جاءت في العهد القديم .

القران يقصد معاني اخرى غير المعاني التي يسمعها المسلم في احاديث شيوخ الدين ، لان جلها روايات تسربت لهم من العهد القديم .  القران يتحدث في امور مختلفة جدا .

لان المسلمين حتى اليوم لا يدركون ما هو الكتاب الذي يرد ذكره كثيرا في القران ..... حتى يعرفوا و يتاكدوا بان كل قصص الانبياء التي يتداولونها و تسربت من العهد القديم هي قصص غير صحيحة، و حتى يعرفوا المعنى الحقيقي للاية :

{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}

المسلم ....... لم يستوعب بان القران يتحدث عن شخصية مختلفة تماما عن الشخصية التي قدمتها روما في رواية المسيحية . 

فالقران يتحدث عن نبي اسمه عيسى و ليس اسمه يسوع ، و يتحدث عن نبي اسمه عيسى و  يؤمن باله اسمه الله الرحمن و ليس نبي اسمه يسوع و يؤمن باله اسمه يهوه ، و عن نبي اسمه عيسى و لغته عربية فصحى و ليس يسوع الذي لغته ( ارامية عبرية سريانية قبطية ) .

و يتحدث عن نبي اسمه عيسى و معاه شيء اسمه الانجيل و ليس عن يسوع الذي كتب  بعد موته كتاب اسمه العهد الجديد .

المسلم .....  لم يستوعب بان زمن عيسى اقدم بكثير من هذا الزمن الذي قدموه للجميع ... النبي عيسى ولد في زمن و لم يكن هناك بعد شيء اسمه روما ... و لد قبل ظهور روما بقرون عديدة .

اذن ما معنى الاية في القران ( و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم) ؟!

لا يقصد القران تفسيرات كتب التراث التي يرددها المسلمين  بكون الله بعث رجل يشبه عيسى و صلب بدلا عن عيسى . القران يقصد في جملة ( و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم) ، بان روما شبهت لكم عيسى برواية يسوع ،  فاعتقدتم بان زمن عيسى هو نفسه زمن روما .

ليس عيسى في القران  بل شبهوه لكم ... بمعنى انهم اخترعوا لكم رواية جديدة و مختلفة و بجغرافيا جديدة لعيسى،  فاعتقدتم بانه هو نفسه عيسى .

شبه لهم ..... ليس في القتل و الصلب ... بل في شخصيته نفسه، ميلاده و زمنه و حياته و الخ .

لقد صنعوا نسخة شبيهة من عيسى فاعتقد الناس بانه عيسى التاريخي الموجود في ذاكرة الناس، و ان ذلك زمنه الذي صنعته روما .

و بالرغم من حذري الشديد من روايات التاريخ العربي لان معظمها جاءت من ترجمات لكتب يونانية محرفة اسطورية ، لكن يمكن ان نلتقط حديث للطبري في تاريخه  و هو يتحدث في زمنه و لحظة كتابته كتابة  بان روما لديها تقويم معمول به الى يومه و يبدا من تاريخ انتصار الاسكندر المقدوني و لا يتحدث عن ميلاد المسيح ابدا .

فلا تستغرب عندما تجد الكنيسة القبطية تقويمها لا يبدا من ميلاد المسيح بل بعد رواية روما حول المسيح ب 300 سنة ، و لو حاولت الاستفسار عن السبب فلن تجد جواب منطقي .

لماذا قامت روما بهذه الحيلة و ما الفائدة؟

اسباب كثيرة

● ان روما كانت بحاجة لصناعة دين خاص بها ليساعدها في توسعها السياسي ...... كانت تحتاج الى تكون صاحبة مركز ديني لتقوم بتوظيفه بما يخدمها سياسيا . كان ينقصها وجود دين معها يسهل توسعها السياسي .

● هذه الخدعة الماكرة و الخبيثة في صناعة زمن وهمي حتى تستطيع روما أسر المنطقة داخل سجن زمني محكم و لا تستطع  الخروج منه.

لعبة روما بالزمن الحقيقي ، و صناعة زمن الوهمي حتى تصعد على زمن المنطقة ، و هذا هو نفسه الزمن الذي صعد عليه الغرب حتى يومنا هذا و  على حساب الزمن الحقيقي للمنطقة .

هذه هي خدعة الاسر البابلي الذي استطاع الغرب المجرم ادخال المنطقة فيه بسبب لعبتهم بالزمن .

هذه الخدعة وظيفتها الاساسية انها ستسهل لها السيطرة و التحكم بالمنطقة ، و لان الغرب ورث زمن روما ، فوفر للغرب سهولة في السيطرة و التحكم بالمنطقة . لان هذه الخدعة سيكون من نتائجها :

● اخفاء السياق الزمني للمنطقة ، عندها يمكن اللعب بالشعوب بسهولة و يسر ، بواسطة خلع شعوب المنطقة من التاريخ بسهولة  لان هذه الخدعة ستجعل زمن الغرب و روايته و لغته و جغرافيته تسبق زمن المنطقة ، و ستصبح روما و الغرب هو المرجع الاول في الرواية و العقيدة و الحقيقة .

● و هذا سيعطيهم حق تاريخي في التواجد في المنطقة بشرعية هذه الزمن الوهمي لتمرير مشاريع الاحتلال و النهب، و انتم تعرفون ما جرى في الامس في الحروب الصليبية و اليوم تشاهدون مشروع اسرائيل و قصة الهيكل و اورشاليم الذي قدم به الغرب . بينما الحقيقة ان  المنطقة لم تعرف اسم اورشاليم اطلاقا على اي بقعة جغرافية قبل دخول اليونان للمنطقة و ترجمتهم الجديدة و المحرفة للتوراة  .

● و يسهل عليهم صناعة هويات لتفكيك المنطقة و تدميرها لصالح الغرب.

● ستصبح روما و الغرب في زمن اقدم من زمن المنطقة، و عندها ستكون المنطقة لحظة زمنية عابرة ولدت من زمن الغرب بعد ان كانت المنطقة تملك زمنها المستقل . و ستكون المنطقة مجرد زمن تابع للزمن الاصلي لروما .

لماذا اختارت روما عيسى ؟

لان شعوب المنطقة لم تدرك ذاتها و هويتها و عقيدتها حتى اليوم، فهي لا تدرك بان هذه المنطقة عاشت منذ الازل على شيء جوهري و هو النبؤات الالهية، كانت تعيش على نبؤات  صادقة و تتحقق ، و  في كل حقبة زمنية ... لا تدخلها المنطقة الا على نبؤة جديدة حتى تحافظ على نفسها من الانحراف .

وظيفة الانبياء الاساسية لم تكن صناعة اديان جديدة او الاتيان بكتب دينية جديدة ، لانها عقيدة واحدة فقط تحمل معها في كل حقبة زمنية جديدة نبؤة جديدة فقط .
وظيفة الانبياء الاساسية كانت اصلاح انحراف و خلل في الزمن فقط .. لان الزمن كان هو الشاغل الاكبر في ثقافة المنطقة .

و لان هذه المنطقة ظهر فيها اول حرف كتابي في الارض، فهذا الشيء خلق فيها ثقافة تقدس النصوص و تبجلها و تعتني بها بدرجه كبيرة .

فعندما دخلت روما المنطقة ، كانت المنطقة تعيش نبوءة جديدة و حاوت روما ان تسبق زمن النبوءة فقط، لصناعة دين خاص بها و سباقة زمن المنطقة .  فهي لم تقم  بشيء سوى محاولة خاطئة لترجمة الإنجيل فقط.

{ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون} [المائدة ]

و لان المنطقة كلها كانت تقدس الانجيل ، فقامت روما بنفس خدعة الغرب اليوم بترجمة محرفة للنصوص، و قالوا لسكان المنطقة نحن نستطيع قراءة الانجيل كتابكم السماوي، و  صدق البعض مكر روما و انتجوا من الانجيل نص محرف ، و لان الغرب و روما يكتبون و يقراون من اليسار الى اليمين .

فترجمت كلمة (عيسى) بكلمة  ....... يسوع ( معكوس عيسى)
و ترجمت كلمة ( نبي ) بكلمة ...... ابن ( معكوس نبي)

فاصبح .... عيسى نبي الله ..... هو .......  يسوع ابن الله

و أضافوا للرواية قيام روما بصلب المسيح ، حتى تكون السلطة السياسية الحاكمة لروما هي من تملك الوثيقة التاريخية و الشرعية التي تؤكد صحة هذه القصة الوهمية .

فانتجوا ترجمة محرفة للانجيل، و خلقوا لغة جديدة اسموها اللغة السريانية و القبطية ، و خلقوا شخصية جديدة و و ضموها في كتاب و سموه بالعهد الجديد .

و لان الانجيل الحقيقي كان كتاب مقدس في المنطقة ، فروما استطاعت و  بسهولة ان تخرج و تنتج من الانجيل : نص ديني جديد مقدس ، و لغة دينية جديدة مقدسة ، و شخصية دينية جديدة مقدسة ، و قصة جديدة مقدسة ، و زمن جديد مقدس .

{فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}

لقد قامت روما قديما بنفس العمل تماما الذي يقوم به الغرب اليوم في المنطقة في ترجمة نقوش المنطقة ، فالغرب اليوم هو وحده من ترجم نقوشنا بدون اي تدخل منا او مساهمة  و اخرج و انتج لنا من نقوش المنطقة :  نصوص دينية جديدة ، و اديان جديدة ، و الهات جديدة ، و لغات جديدة ، و شخصيات تاريخية جديدة، و قصص و احداث جديدة ،  و الجميع صدق و يصدق كل ما ياتي من الغرب من كتاباتهم حول تاريخ المنطقة .

و هذا ما حدث قديما تماما

كنا و مازلنا حتى اليوم ... و نحن الأميين

{هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}

لكن الخطا الذي وقعت فيه روما و لم تنتبه له ، حتى تخفيه خوفا من انكشاف لعبتها ، ان روما لم تتخيل  قديما شكل المستقبل و لم تتخيل بانه سياتي زمن مثل الزمن الذي نعيش فيه ، اعتقدت روما ان العالم سيستمر بنفس ذلك المشهد و لن يتبدل العالم و تخرج الحقائق ، و لم تنتبه بانه كان هناك في المنطقة نبوءة صادقة رات المستقبل بشكل واضح ،  و اطلعتنا على مكان يوجد فيه شيء هام جدا ينهي مكر الشياطين،  و يخرج الناس من الظلمات الى النور .

{وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}

لماذا اعتقد ذلك ؟

الامر لم يعد تكهنات او فرضيات ، هذه المرة الامر مختلف تماما ، لان النسخة الحقيقية و الاصلية للانجيل موجودة معي و هي بلسان عربي مبين .

انها الحقيقة التي سيراها الجميع قريبا .

هناك تعليقان (2):