الأحد، 3 فبراير 2019

زرادشت بين الحقيقة و الوهم - 3

دعونا في هذا المقال نذكر اكثر الاسئلة التي تطرح من قبل الكثير حول الديانة الزرادشتية . 



● هل الزرادشتين يسمون انفسهم بالمجوس ؟ 


اطلاقا ... لا يسمون انفسهم مجوس بل يرفضون هذه التسمية ، و يسمون انفسهم .. اتباع الدين الحق او الزرادشتين . خصوصا ان نصوص الافيستا الحديثة لم يرد فيها هذه الكلمة بشكل عام و واضح.  


لكن الحقيقة وردت هذه اللفظة في بعض مقاطع اسفار الافيستا، و يقال بانها مدسوسة و محرفة. 


فمثلا 


1- في احدى نصوص الافيستا بان لعنة اهورامزدا تنزل على كل من يسيء معاملة Magi ( الماجي ). 


2- و هناك نص يقول فيه الاله اهورامزدا لزرادشت : الرجل الذي له زوجه خير من ذلك الذي يعيش كمجوسي(Magus) . 

و حسب تفسير الافيستا مجوسي في هذا النص اي من يعيش كزاهد و متبتل . 



● فلماذا يطلق عليهم القران مجوس ؟ 


الحقيقة ان لفظة مجوس و التي ترد في القران مرة واحدة ، لا تفصل معنى المجوس و لا تحدد طبيعتهم ، لذلك لا نستطيع ان ان نعتبر لفظة المجوس في القران يقصد بها هذا الدين ابدا ، فهناك احتمال كبير بان من كتب التاريخ في زمن ما حاول اسقاط هذه التسمية الموجودة في القران عليهم، من اجل حجز مكان لهذه الديانه في زمن القران . 


هل نغصبهم على ان يكونوا مجوس و هم ليسوا مجوس ؟!




● هل ورد اسم زرادشت في كتاب هيرودت ؟ 


اطلاقا، لم يرد اسم زرادشت في تاريخ هيرودت . 


لكننا نعتقد بانه اسم يوناني، و هو ترجمة معكوسة لاسم الملك داريس الموجود في الوثائق اليونانية و اليهودية. 


داريس = داريز 

(حرف السين ينطق ز مثل كلمة قيصر تنطق سيزر)

- داريز = زيراد 

- زيرادس = زيرادش 

( السين ينطق شين بلهجات مختلفة ) نفس اسم الملك كورس الذي ينطق قورش. 

- زيرادش = زيرادشت ( تاء اضافة مشهورة في اللغة الايرانية ) 


و اسباب اعتقادنا بان الاسم هو ترجمة معكوسة للملك داريوس، لان التاريخ اليوناني الذي كتب عن هذا الملك يقول بانه كان ملك متدين جدا و وصل بالدين في ايران الى قمة المجد و ذروة الكمال، و يعتبر هو اول ملك لاول امبراطورية توحيدية في العالم القديم. 



 هناك كتابات تاريخية تدعي ان الاسم ورد في كتب اليونان، لكن الحقيقة انه كذب .... الا لو اخرج الفاتيكان كتاب جديد و وضع له اسم مؤلف جديد و ادعى انه كتب في القرن الاول قبل الميلاد .... فعندها يصبح موضوع آخر . 


● هل ورد اسم هذه الديانة في كتابات اليونان ؟ 


لا .. اطلاقا .


 لكن ورد اسم مجوس في كتابات هيرودت عند حديثة عن ملوك الفرس . لكن هيرودت لا يحدد طبيعة هذه التسمية، فهو يطلقها على من حاولوا السيطرة على الحكم في فارس و يصفهم بالمجوس


فحسب تاريخ هيرودت عندما كان حاكم الفرس قمبيز في مصر، جاءه نباء خروج المجوس عن طاعته . 


و كتب هيرودت على لسان داريوس الذي خلف قمبيز: استل الفرس سيوفهم لقتال المجوس و احتفل الفرس بنهايتهم، و جعلوه عيد لهم .  


 الحقيقة ........ نحن لا نعرف اللفظة نفسها من المصدر الرئيسي اليونان، لكن حسب الترجمة العربية اسمهم مجوس .لكن القصة وردت في موضوع سياسي بحت و لا يحمل طابع ديني. 


على العموم ..... هل يعقل بان دين شعب و يقوم حاكم يعتنق نفس الدين بملاحقة اتباع هذا الدين ؟ 


● متى كان اول ظهور لاسم زرادشت ؟ 


اول ظهور لاسم زرادشت جاء في شهانامة الفردوسي. حسب كلام مؤرخ ايراني ناصر بوابير . 


الفردوسي ليس مؤرخ بل شاعر و لا تعتبر اشعاره وثائق تاريخية.

و لمن لا يعرف شهانامة الفردوسي، فهو اشعار تمجد تاريخ فارس و ملوك الفرس وقصصهن التي وردت في مؤلفات اليونان . و الاسماء الواردة فيها ليست الا تعريب للاسماء اليونانية . 



الباحث الايراني يتحدث بان بداية ظهور هذا الاسم كان على يد الفردوسي ، لكن هذا الاسم ظهر ايضا في تاريخ الطبري و كتابات ابن النديم ...... طبعا نحت لا نستطيع ان نحدد بدقة زمن تلك المؤلفات حتى نقارنها بزمن الشاهنامة ، مع ان الباحث الايراني يعتقد بان ابن النديم و ابن المقفع شخصيات وهمية . 


 لذلك نحن متاكدين بان اول ظهور لاسم زرادشت جاء في فترة ظهور النصوص العربية التي ترجمت كتب اليونان . 

و لمن يريد مقارنة شخصية الفردوسي بشخصية اخرى، فاقرب شخصية للفردوسي هو الهمداني في اليمن . 

فمكانة الفردوسي في ايران تشبه مكانة الهمداني في اليمن تماما، و اشعار الشاهنامة للفردوسي التي تمجد ملوك فارس تشبه تماما اشعار قصيدة الدامغة للهمداني التي تمجد ملوك حمير في اليمن.

كان للاثنين دور في صناعة هوات، فالفردوسي صنع هوة بين العرب و الايرانين و الهمداني صنع فجوة بين العرب انفسهم ( القحطانين و العدنانين ). 

 الغريب ان الفردوسي و الهمداني كان ظهورهم مفاجىء في التاريخ. و الاثنين كان عندهم اطلاع بالثقافة اليونانية.




● ما طبيعة هذا الدين ؟ 


اعتقد بان الزرادشتية فلسفة جديدة لصناعة ايمان لمجتمع جديد، لانه لو كان الامر دين قديم، لاستمر الدين السابق و لكان زرادشت معلم ضمن الدين السابق. فالمجتمع الفارسي كان يعبد اهورامزدا حسب ما ورد في التاريخ . 


حسب التاريخ المكتوب زرادشت رأى أن تاريخ العالم يتمثل في الصراع بين الخير الذي يمثله الإله "أهورامزدا"، والشر الذي يمثله الإله "أهرمان"، وأهورامزدا لا يمكن أن يكون مسئولا عن الشر؛ لأن الشر جوهرٌ، مثله مثل الخير، وأن هاتين القوتين وجهان للموجود الأول الواحد؛ لذلك لا بد أن يكون بعد الموت حياة أخرى، بعدما ينتصر الإله الأوحد على الشر، عندئذ يُبعث الموتى، ويحيا الناس مرة أخرى. 


الاستدلالات فلسفية للقضايا الغيبية ، اكثر من كونها تسليم و ايمان يشير لوجود سياق قديم  


و حسب التاريخ الرسمي، قام ابن عم زرادشت بنصح زرادشت بأن يدعو المتعلمين من قومه إلى تعاليمه؛ لأن تعاليمه الجديدة صعبة على فهم الناس غير المتعلمين.


انظر ....... كيف ان الرواية تزيد من تاكيد ان الموضوع فلسفة صعبة تحتاج الى متعلمين و ليس الى عامة الناس .



---------------------



الان دعونا نطرح الاسئلة التي لم تطرح من قبل 



لماذا نعتقد ان هذا الدين صناعة مستحدثة ؟  


هناك اسباب كثيرة تدعونا لهذا الاعتقاد 


1- لان هناك نزعة و خاصية قومية و عرقية واضحة فيه، و هذه النقطة لا ينتبه لها الكثير، في فهم طبيعة الاديان، لاننا نعتقد تماما بان الحقيقة الوجودية الاولى و الايمان بها مستحيل ان تحمل طابع قومي او عرقي .... و كأن الوجود لا يعني الا قوم معينين، فلا يمكن للحقيقة قديما ان تصل لهذا الوعي التصنيفي، هذا وعي حديث جدا، و هذا يعني بانه كان هناك مشروع سياسي بدا يفكر وفق منطق قومي و حدود سياسية و هو وراء خلق هذه الديانة كي تكون ممثلة تاريخية و سياسية لفضاء جغرافي . 


انظر مثلا ..حسب التاريخ 

---------------------

 ظل زرادشت على جبل سابلان يستوضح أفكاره، التي تخرج في بطء شديد كأنها ولادة متعثرة، و بينما هو واقف على الجبل رأى نورًا يسطع فوقه، وإذا به "فاهومانا" كبير الملائكة، قد جاء ليقود زرادشت إلى السماء ليحظى بشرف لقاء الرب، ويستمع إلى تكليفه بأمر النبوة، فصدع بالأمر، ثم قال بعدها: سأنزل إلى الناس، وأقود شعبي باسم أهورامزدا من الظلام إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الشر إلى الخير.

---------------------

سينزل زرادشت للناس ليقود شعبه .. و لا يقود الناس بشكل عام . زرادشت مشغول بقومه و غير مشغول بالناس اجمعين، فصراع الخير و الشر بالنسبة لزرادست منحصر ضمن حدود قومه .  


بنية هذا الدين غير تبشيرية ، بل دين قومي عرقي اكثر من كونه دين يمثل حقيقة للناس جميعا، و هذا الاجراء متعمد من قبل مؤسس الديانة، ليحفظ مسار هذا الدين ضمن هدف المشروع السياسي المراد له، لذلك تجد انعكاس هذه البنية طاغية على اتباعة . 


فمثلا اتباع الزرادشتية في الهند .. ينظر اليهم كعرقية اكثر من نظرتهم كدين .....و الزرادشتين في الهند و ايران يسمون انفسهم بالبارسين اي الفرس ...... على اساس انهم الممثلين الرسمين لحقبة تاريخية قديمة في فارس. 


هل هذا يعني ان الزرادشتي في ايران هو فارسي، بينما المسلم في ايران ليس فارسي ؟!


هذه الملاحظة ... تجدها في كل الاديان الموجودة في المنطقة و التي حسب الزمن الروماني يقال بانها سبقت الاسلام في الظهور و التواجد، فالمسيحي في مصر يسمي نفسه قبطي ، و المسيحي في سوريا و العراق يسمي نفسه سرياني او اشوري، وجميع التسميات لهذه الجماعات الدينية بما فيها الزرادشتي (فارسي) مصدرها رواية اليونان التاريخية .


تقريبا هذه البنية الموجودة في الزرادشتية هي نفسها الموجود عند اليهودية ... البنية القومية.  


2- تجد بداية تاسيس الدين تدخل السياسة في كتابة الكتاب المقدس ...... و هذه الملاحظة لا ينتبها لها الكثير، فكثير من الاديان تجد بان قرار سياسي هو وراء اخراج الكتاب المقدس. 


فالحاكم الفارسي في القصة ، من يعود له الفضل في اصدار اول نسخة من كتاب الافيستا و مازال زرادشت موجود. 


3- لا يوجد لدى هذا الدين معابد قديمة ابدا تدل على قدم هذا الدين، فاقدم معبد و اشهره موجود في الهند و هو معبد فهرام . و هو بناء لايبدو من شكله ان عمره اكثر من 400 سنة .


لذلك يحاول كتاب التاريخ الادعاء بان معابدهم هدمت في حقبة الاسلام من اجل تقديم تفسير منطقي لعدم وجود معابد قديمة لهم . 


لكن الغريب ان معابد الزرادشتين الذين يعتنقون دين توحيدي، هدمت على يد المسلمين الذين يشتركون بعبادة توحيدية، بينما معابد الاديان القديمة في المنطقة الغير توحيدية و التي تؤمن بتعدد الالهات بقت حتى اليوم و لم يهدمها المسلمين . كمعابد مصر و اليمن و الخ . 


و ماذا عن كعبة زرادشت الموجودة في ايران ؟ 


قصة وهمية ، فذلك البناء الذي على شكل دكان او غرفة منزل و الذي يتسع لخمسة اشخاص ، قد اطلق عليه في فترة حديثة اسم كعبة زرادشت، و لم يكن يعرف بهذا الاسم اطلاقا، فحسب المصادر الرسمية يقال ان عمر التسمية هو 400 سنة، و هو موجود في منطقة نائية جدا و مقفرة و لا تدل على انها مكان تجمع سكاني ابدا، بل في منطقة جبلية . 


لكن ............ لو سلمنا جدلا بان تلك الغرفة الصغيرة كانت معبد زرادشتي، عندها ستبطل حجة ان معابدهم هدمت بدليل بقاء هذا المعبد الى اليوم. 


● اذن ماهو اصل ديانة الزرادشتية ؟ 


حسب التاريخ ..... وصلت تعاليم زرادشت إلى جميع أنحاء إيران وإلى اليونان والهند.


لاحظ معي ... لماذا الهند و اليونان بالتحديد؟ 


من الطبيعي ان الدين سينتشر في ايران لانه دين دولة فارس قديما ، لكن لماذا الهند و اليونان ايضا دون غيرها من المناطق ؟ 

المنطق يقول بان الدين لو انتشر فسينتشر في المناطق المجاورة لايران، فلماذا سيقفز قفزة كبيرة الى اليونان البعيدة جدا، لانه من المفروض انه ينتشر في منطقتنا التي سيطرت عليها فارس قديما. 


 ثم لماذا سينتشر في الهند و اليونان ، و طبيعة الدين قومية، و هذا ما نراه في هذه الديانة ؟ 


القصة تفضح نفسها بنفسها .... لان هذا الدين بالاصل هو صناعة هندية وفق فلسفة يونانية، او بمعنى ادق ، مزيج بين الهندوسية و اليونانية، تزاوج بين السنسكريتية و اليونانية ،او بمعنى ابسط هذا الدين ظهر من البداية في الهند و انتقل الى ايران و ليس العكس . 


لماذا؟ 


لايوجد مكان مناسب لصناعة دين جديد بسهولة و بساطة الا الهند ...و حجم الاديان و اللغات الموجودة في الهند يجعل منها ارضية خصبة لعمل تجارب مخبرية لصناعة الاديان و اللغات . 


عندما تطالع رواية هذا الدين تجدها خلطة بين عالم يوناني و هندي ... بشكل غريب .... الحالة الوحيدة في الهند التي تجدها زواج بين الهندية و اليونانية . 


 فتجد مسمى الاله اهورامزدا تحريف لاسم هورمز اله الحكمة و رسول الاله في مؤلفات اليونان . و اسم زرادشت ليس الا تحريف لاسم الملك المؤمن داريوز الذي ذكر في المصادر اليونانية لكن بترجمة معكوسة للحروف . 


ايضا حسب التاريخ كانت لغة الكتاب المقدس الاولى هي الافستا و هي لغة قريبة للسنسكريتية و هي لغة كتاب الهندوسية، و لان السنسكريتية لغة قديمة و صعبة جدا ، ابتكر كاتب رواية هذا الدين قصة مقنعة حول اختفاء اللغة الفارسية القديمة، و جعل الملك الساساني يضطر بعد تجميع الكتاب لترجمته للغة الفارسية المتوسطة. و هنا تم صناعة لغة اكثر سهولة لتمثل ما قبل اللغة الايرانية الحديثة حتى تكون لغة الكتاب . 


لماذا نعتقد بان هذه الديانة تاسست من البداية في الهند و ليس في ايران ؟ 


لسببين اثنين 


اولا لوجود اقدم معبد للديانة في الهند 

ثانيا و هو السبب الاهم و الاقوى ، و هو تعداد اتباع هذه الديانة في الهند ، و الذي هو العدد الاكبر من اي مكان في العالم . 


لماذا ؟ 


دعوني اشرح لكم نقطة لا ينتبه لها الكثير 


عندما تطالع تاريخ الاديان و التاريخ المنطقة بشكل عام تجد اصابع الاتهام تتجه نحو الاسلام بانه وراء نقص اعداد اتباع الاديان الاخرى . هذه الخدعة دائما تنطلي على الحمقى و السذج عند فهم التاريخ و الواقع ، و هذه الخدعة هي السبب الاول الذي جعل العقل عاجز دائما عن تفسير الزمن و التاريخ، بالرغم من ان الواقع يقدم اجابات قاطعة ... لكن تلك الخدعة دائما هي السبب. 


عندما نطالع تاريخ المسيحية، تجد ادبيات المسيحين تحتوي على كم هائل من قصص اضطهاد روما للمسيحين لكن تجد التاريخ يركز على جعل المسيحي يعظم روما و يبجلها بالرغم من بشاعة اعمالها، فمثلا مؤرخ الكنيسة القبطية الرسمي يتحدث بان مليون مسيحي مصري قتل على يد روما ، لكن يطالب المؤمنين بالدعاء للامبراطورية الرومانية لخدمة الرب. 


لكن عندما يطالعوا كتابات التاريخ التي كتبوها بانفسهم عن مسلم قتل مسيحي، لا ينامون الليل و يسكن داخلهم حقد و كراهية، و السبب طريقة صياغة التاريخ الذي يحاول تصوير المسلم بشكل لا ينتمي له .. بل من عالم ادنى . 


هذه الخدعة حاولوا صناعتها مع الزرادشتية ايضا، بالرغم من ان التاريخ يتحدث بان اليونان من قضوا على دولتهم، و احرقوا كل تراثهم الا انهم معجبون و يحبون اليونان، و لان واقع اليوم يقول ان الاسلام دين ايران، فهذا يعني بان الاسلام جاء و قام بسحقهم . 


و هنا الخدعة 


عندما تطالع كتابات التاريخ الرسمية للزرادشتين تجد بانهم يتعمدون القول بانهم هاجروا الى الهند بسبب دخول الاسلام ايران، لعدم وجود بيئة مناسبة للعيش، و هو السبب ايضا في قلة تعداد الزرادشتين في ايران لان المسلمين كانوا يعتبروهم كفار فقرروا الرحيل الى الهند . 


لكن العجيب ان الزرادشتين لم يهاجروا الى الهند او الى اي مكان عندما غزاهم جيش الاسكندر المقدوني الضخم، هاجروا فقط عندما جاء الاسلام ، قرروا الرحيل عن ايران لان الاسلام قدم اليهم. 


طبعا .... كذب 


دعونا نتفق مع هذا المنطق 


لماذا لم يهاجروا الى مكان اخر غير الهند؟!، فلدينا حالة مشابهة لهم و هم اليهود، فحسب التاريخ الموجود بانهم هاجروا لكل مكان، و تواجدوا بجانب المسلمين، فلماذا انحصرت هجرة الزرادشتين الى الهند فقط . 


لنتفق على ان هذا التاريخ صحيح و نؤمن بهذه القصة ، و بانهم هاجروا بسبب الاسلام. 


لكن لو هاجر 10 الف شخص من ايران الى الهند قبل 1400 سنة لكان تعدادهم اليوم يصل الى اكثر من 20 مليون شخص، بينما الواقع اليوم اقل من ذلك الرقم بكثير، فتعدادهم حسب احصاء 2011 يصل ل 60 الف شخص في الهند فقط. 



اعتقد بان تعدادهم في الهند يفضح كل القصة ، فتعدادهم في الهند هو الاكثر من اي مكان اخر، و مادام و ان الهند كانت مكان هجرتهم لانها اكثر امان لهم، فلا يمكن الاعتقاد عندها بوجود عوامل في الهند كانت هي نفسها العوامل في ايران و التي ادت لجعل تعدادهم يصل الى هذا الرقم القليل . 


60 الف زرادشتي في الهند 


العجيب و الغريب ان تعداد المسلمين في الهند يفوق تعداد الزرادشتين، مع ان الاسلام وصل للهند بعد وصول الزرادشتين 


200 مليون مسلم في الهند 


العجيب انهم لم يهاجروا من الهند و بيئتهم قد اصبحت مثل بيئة ايران ممتلئة بالمسلمين، بل لم يتعرضوا لاضطهاد المسلمين في الهند كما في ايران . 


تعداد المسلمين في الهند اكثر من 200 مليون شخص 


هل يعقل ان 1400 سنة هي المدة المطلوبة و المعقولة لجعل عدد الزرادشتين في الهند يساوي 60 الف شخص فقط؟! ، و هل يعقل ان 200 مليون مسلم هو نتاج حقبة زمنية تصل الى 1400 سنة في الهند ؟ 


القصة مختلفة 


انظر ايضا 


تعداد الزرادشتين في العالم كله يصل الى 180 الف فقط 


60 الف في الهند 

20 الف في ايران

5 الف في باكستان 

20الف في امريكا 

و الخ 


هل يعقل ............. ان ديانة كانت منتشرة في كل ايران و عمرها 3500 سنة ، و كانت ديانة عميقة و متجذرة في كل اجزاء ايران، و وصلت للهند و اليونان، يكون تعداد معتنقيها اليوم حوالي 180 الف شخص ؟!



مالذي يزيد التاكد من هذه النتيجة و بشكل قاطع ؟ 


لدينا حالة مشابهة تماما لحالة الزرادشتية و هي اليهودية . 


- ديانتين و كلاهما ذات طابع قومي و عرقي


- الزرادشتية و اليهودية تقريبا بنفس العمر الزمني، فزرادشت مات في عام 550ق.م، و قورش حرر اليهود من السبي عام 538ق.


- و كان الزرادشتين يتواجدون في كل انحاء ايران، و اليهود في كل انحاء فلسطين . و مساحة ايران اكبر من فلسطين بعشرات المرات. و تعداد الزرادشتين اكبر من تعداد اليهود منطقيا .  


- و حسب التاريخ الوهمي الذي قدم الينا، فقد تعرض اليهود لسبي و اضطهاد طوال الزمن اكثر من الزرادشتين، و الزرادشتين تعرضوا لاضطهاد ايضا . 


اذن فمن المنطقي جدا ....... الاعتقاد و الجزم بان هذا التطابق بين اليهودية و الزرادشتية في الزمن و الوضع و الظروف، سيؤدي الى نتائج متطابقة بين الديانتين في الوقت الحاضر. 


 لكن النتائج الحالية غير متطابقة تماما ...... فتعداد اليهود في العالم اليوم حسب الاحصاءات الرسمية هو 15 مليون شخص، بينما عدد الزرادشتين في العالم هو 180الف فقط .


هل هذا منطقي ؟!


لا 



طبعا ... الاعتقاد بكون الاسلام هو وراء نقص عددهم، خدعة يتعمد من يكتبون التاريخ دائما وضعها، حتى يمنعوا الناس من فهم القصة الحقيقة للتاريخ ، و بكون الاسلام اقدم دين في الارض. 


الحقيقة المؤكدة ان 180 الف شخص هو تعداد اتباع دين عمره الحقيقي لا يتجاوز 400 سنة بالكثير، لكن نسب له تاريخ وهمي حتى يؤكد تاريخ وهمي اخر و يكون ممثل شرعي لزمن وهمي. كما نسب للدين اليهودي تاريخ وهمي تماما حتى يكون هو ممثل شرعي لمشروع سياسي. 


● ملاحظة كتابية 


لاحظ معي الى : 


- اسم فيستا .... هذا الاسم ينطق ايضا بستاق ، و السبب لان اسم فيستا باللسان اليوناني، لكن ينطق باللسان اللاتيني بالشكل بيستاق. 


- تماما مثل كلمة فهرام التي تعني نار في السنسكريتية، لكنها تنطق ايضا بهرام .... و لذلك تجد معابد النار تنطق في الهند فهرام .......... لكنها تنطق بهرام حسب ترجمات الغرب لنقوش ايران ... و كان هناك كهنة حسب التاريخ يسمون بهرام . 


- نفس الشيء ينطبق على اللغة الفهلوية و التي تنطق ايضا بهلوية، فالفهلوية باللسان اليوناني و البهلوية باللسان الاتيني. 


- تماما مثل اسم فارس الذي ينطق بارس ، فكلمة فارس اسم باللسان اليوناني، اما بارس فهو باللسان اللاتيني . 


مع اني اعتقد بانه ليس لسان بل ترجمات ...... فالنطق الاصل كان بحرف الفاء لكن المترجمون كانوا يكتبون بحرف الباء .. لان حرف الفاء مقارب رسمة مع حرف الباء 


Ph = P



هذه الملاحظة تؤكد لنا اننا داخل مشروع ترجمة و تأليف . 


● تبقى هناك النقطة الغريبة المتعلقة بهذا الدين و التي لا ينتبه لها الكثير ابدا . 


الا تلاحظون بان الزرادشتية و التي حسب التاريخ الذي قدم لنا تعتبر من الديانات القديمة و التي يقال بانها من زمن 550ق.م، بل ان بعض الباحثين يرجع زمنها الى زمن اقدم، قد كانت معاصرة لاديان المنطقة القديمة، من ديانات بلاد النهرين و ديانة مصر و ديانة اليمن، لكن الغريب انها ظلت باقية الى اليوم بينما بقية ديانات المنطقة اختفت تماما من الوجود . هل يعقل ؟ 


المفروض .... اننا اليوم نجد في مصر، مازال فيها مصريين يعتنقون ديانة مصر القديمة عبادة امون و اتون و ايزيس، و مازال في العراق و الشام حتى اليوم ناس يعتنقون ديانة الهلال الخصيب القديمة ، و عبادة عشتار و ادونيس و تموز و انليل مثل حال الزرادشتين في ايران. 


لماذا ؟ 


 لانه من المفروض ان الاعتقاد بتواجد من مازال يؤمن حتى اليوم بامون و اتون و عشتار و تموز في مصر و الهلال الخصيب سيكون اكثر منطقية و طبيعية من عبادة اهورامزدا، سيكون لاحتمال اكبر من الزرادشتية، لان هناك وثائق و نصوص ضخمة تؤكد على مدى عمق و تجذر الدين في الهلال الخصيب و مصر و التي عاصرت زمن عبادة اهورامزدا في ايران . 



فهل يعقل ان الزرادشتين الوحيدين في المنطقة الذي استطاعوا الحفاظ على دينهم من ذلك الزمن و لا يوجد لديانتهم الوثائق و النقوش الكافية كحال نقوش اليمن و مصر و الهلال الخصيب التي توكد على تواجد تلك الاديان و مدى عمقها و تجذرها في تلك البلدان ؟!


هل يعقل ؟!


● لكن ماذا عن نقوش ايران التي تتحدث عن هورامزدا و الزرادشتية؟ 


جواب هذا السؤال يحتاج الى شرح مفصل لقصة كتاب الافيستا و قصة اديان ايران القديمة و قصة اللغات الايرانية القديمة و قصة نقوش ايران . لكن هذا الموضوع يحتاج قبلها الى عرض ملخص بسيط عن تاريخ ايران القديم المكتوب في المصادر الرسمية ، حتى تتضح الصورة و نستطيع فهم القصة من جذورها . 


-------------------------------


حسب المصادر الرسمية الحالية، مرت ايران قديما بعدة دول كان من اشهرها اربع دول ( حقب ) :  


1 - الدولة الاخمينية 230 سنة 

2 - الدولة الهيلنية 150 سنة

3 - دولة البارثيين 470 سنة 

4 - دولة الساسانين 400 سنة 


-----------------------------------------


1- الدولة الاخمينية( 560 ق.م - 333 ق.م )( 230سنة تقريبا)


■ الأخمينيون هم أسرة ملكية فارسية ، أحد الشعوب الإيرانية القديمة، الذي كان الموجة الأخيرة من موجات الشعوب الهندية - الأوربية (الآرية) التي اجتاحت أراضي إيران في مطلع الألف الأول ق.م.ظهرت الأسرة الأخمينية، التي لايعرف أصلها، في مطلع القرن السابع ق.م. وكونت لها إمبراطورية في فارس في عام 560ق.م . استولت هذه الدولة علي مساحة كبيرة ضمت غرب الأناضول وبابل وإيران وفلسطين ومصر. 


■ الحروب ( مع اثينا ) 


 اشتهر هذا العصر بالحروب الميدية بين الفرس من جهة والمدن الإغريقية من جهة أخرى.


■ عاصمة الدولة ( بيرسبوليس ) 


■ اول ملوكها ( كورس سيروس قورش )


■ اشهر ملوك هذا العصر ( قورش قمبيز و داريوس و أردشير )


اعظم ملوك هذه الفترة هو كورس (قورش) (579ق.م - 530ق.م) الذي يعرف باسم (سيروس) اسس الامبراطورية الفارسية عام و من اعماله اجتاح بابل في عام ( 538ق.م ) و تحرر اليهود فيها من السبي البابلي . 


■ الديانة ( عبادة الاله اهورامزدا ) 


عرف عن داريوس الاول بانه كان ملك متدين جدا و وصل بالدين في ايران الى قمة المجد و ذروة الكمال، و يعتبر هو اول ملك لاول امبراطورية توحيدية في العالم القديم. 


■ اللغة ( الفارسية القديمة الافيستا - العيلامية - البابلية) 


كتبت الوثائق الاخمينية على الصخر بثلاثة لغات و هي : 

- اللغة الفارسية القديمة (الافيستا)

- اللغة العيلامية

- اللغة البابلية 


■ الخط الكتابي ( مسماري - ارامي بهلوي ) 


ترجح الابحاث بان اللغة الفارسية القديمة كانت مكتوبة بخط ارامي قديم ، في حين ان اللغة الفارسية القديمة التي سجلتها النقوش التي على الصخور كتبت بحروف مسمارية . 


■ الاثر الحضاري ( مزيج من الفارسية و المصرية و البابلية )


كانت التصميمات العمرانية و النقوش البارزة خليط من الفن المصري و البابلي و فن اسيا الصغرى . 


■ اخر ملوك هذا العصر هو داريوس الثالث ( 336ق.م - 330ق.م) 


داريوس الثالث هو حفيد داريوش الثاني. (380ق.م -330ق.م). إٍسمه الأصلي هو آرتاشتا ويدعوه اليونانيون كودومانوس. كان آخر ملوك الفترة الاخمينية في بلاد فارس وحكم من عام 336 ق.م حتى عام 330 ق.م. إعتمد آرتاشتا اسم داريوش كإسم الحكم. 


■ سقطت على يد الاسكندر المقدوني عام (330ق.م او 333ق.م)


خرج الاسكندر بجيش قوامه 35000 جندي لغزو ايران ، و توجه في البداية نحو الساحل السوري و هناك التقي بالجيش الفارسي و استطاع ان يقضي على جيش الفارسي في الساحل السوري ، فقرر داريوس الثالث الهرب، و سار الاسكندر بجيشه اسفل الساحل، حتى وصل الى قلب مصر و عاد مرة اخرى الى الساحل السوري ، و منها شق جيشه طريقة الى ما بين النهرين ، و هناك قابل الاسكندر جيش فارسي عدده عشرة اضعاف جيشه اي 350 الف جندي ، و استطاع هزيمته و اضطر داريوس الثالث للهرب مرة اخرى .ثم اتجه الى بابل و استولى عليها و استقبل كفاتح. 


و اتجه الاسكندر الى مدينة برسبوليس و قام باحراقها و تدميرها انتقاما لاحراق فارس لاثينا، ثم خرج الاسكندر لمطاردة داريوس الثالث ، حتى وصل لجبال البرز و هناك وجد داريوس مقتول على يد اتباعه . 


2- الدولة اليونانية حقبتين 


1 - الحقبة الاولى الاسكندر ( 333ق.م - 323ق.م ) ( 10 سنوات) 

2 - الحقبة الثانية السلوقية ( 321ق.م - 170ق.م) (150سنة)


الحقبة الاولى ( بزعامة الاسكندر )


■ قامت الحقبة الاولى ، بعد سقوط عاصمة الاخمينين على يد الاسكندر . 


كان الاسكندر نادرا ما يقوم بضبط احوال مملكته، و كان مدفوع برغبة لمعرفة نهاية العالم ، فتوجه الاسكندر الى مناطق لم تكن معرفة لدى اليونانين. كانت رحلة الاسكندر الاستكشافية تحمل طابع علمي و ثقافي، حيث حفظ سجلات دقيقة اثناء رحلته، دون فيها معلومات عن خطوط السير و المسافات و الشعوب التي التقي بها و دون معلومات حول النباتات و الحيوانات و ارسلت الى اليونان . 


تزوج الاسكندر من روكسانا بنت ملك البلخ (باكتيريا)، ثم واصل رحلته الى ان عبر نهر السند، و هناك رفض جيشه مواصلة السير معه لانهم ظلوا غائبين عن موطنهم 7 سنوات . 


فعاد بجيشة الى برسبوليس و اخذ محتويات قبر قورش ، و اتجه الى السوس و هناك بدا بتنفيذ فكرته التي تهدف الى انشاء دولة واحدة للعالم تتحد فيه الثقافة اليونانية بالثقافة الفارسية على اساس المساواة بينهما ، و صبغ الشرق بالثقافة اليونانية، فأنشأ مستعمرات يونانية ، و شجع 10 ألف من جنوده على الزواج من الفارسيات . 


■ الاثر الحضاري ( يوناني ) 


■ اشهر ملوك الحقبة ( الاسكندر المقدوني ) 


■ انتهت بسبب موت الاسكندر (323ق.م)


 عندما كان عمر الاسكندر اقل من 33 سنة، اصيب فجاءة بحمى شديدة و كان ساعتها في بابل ، و مات في عام ( 323ق.م ) . و بعد موت الاسكندر وقعت المساحة الكبيرة التي فتحها الاسكندر بايدي قواد جيشه، و تحولت الى دويلات عديدة كبيرة مقسمة . 


الحقبة الثانية 

الدولة السلوقية ( 321ق.م - 160ق.م ) ( 150 سنة ) 


■ بسبب موت الاسكندر تفككت الامبراطورية المقدونية و تحولت الى دويلات ، و هناك ظهرت دولة اتخذت مدينة سلوقيه عاصمة لهم و حكموا ايران ، لكنهم بعد فترة نقلوا العاصمة الى انطاكية و لذلم اهملت شؤون ايران و تقلص نفوذهم فيها، فنشات دويلات محلية فيها و اصبحت ايران معدة لظهور حكام جدد . 


السلوقيون سلالة هلنستية ترجع تسميتها إلى مؤسس الأسرة الحاكمة للدولة السلوقية، سلوقس الأول نيكاتور أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، شكلت هذه الدولة إحدى دول ملوك طوائف الإسكندر، التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني، وخلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد حكمت منطقة غرب آسيا، وامتدت من سوريا وتراقيا غرباً وحتى الهند شرقاً. كان للسلوقيين الدور الكبير في تفاعل الحضارة الإغريقية و الحضارات الشرقية.


 كثيراً ما يرد ذكر السلوقيين لدى المؤرخين الغربيين كأعداء لروما، خلال ما عرف بالحروب الرومانية السورية (Roman-Syrian War) في القترة ما بين (192 - 188 ق.م.) بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير.


كان سلوقس الأول المنصور أحد ملوك الطوائف الذين اجتمعوا بعد موت الإسكندر المقدوني في اتفاقية تريباراديسوس (Triparadisus) عند نهر العاصي في سورية عام 321 ق.م. لتقاسم الإمبرطورية، وكان أن نال سلوقس الأول ولاية بابل، لكنه ما لبث أن اتجه إلى بطليموس الأول إثر الهجوم الذي شنه القائد أنتيغونوس الأول مونوفثالموس في العام (316 ق.م) على شرق الهلال الخصيب، لكنه عاد في العام 312 ق.م. وأعلن بداية الحكم السلوقي رسمياً، وتبع ذلك في العام 305 ق.م. بتلقيب نفسه ملكا أسوة بباقي ملوك الطوائف، وجعل من سلوقية على دجلة عاصمة لحكمه، وتابع سلسلة من المعارك في شرق الإمبرطورية، وكان أن تخلى بعد صلح عن مناطق قريبة من الهند لصالح دولة ماوريا


بعد موت أنطيوخس الثالث (187 ق.م) استقلت الأقاليم التي ضمّت للدولة في عهده واقتصرت حدود الدولة السلوقية على الهلال الخصيب وغرب أيران، وبدأت سلالة حاكمة في فارس تفرض نفسها على ايران ( البارثين ) . 


■ عاصمة الدولة ( سلوقية المدائن ) 


■ اشهر ملوك الحقبة ( سلوقس )


■ الاثر الحضاري ( يوناني ) 


■ انتهى حكم السلوقين في ايران على يد البارثيين ( 150ق.م ) 


4 - دولة البارثين ( 247 ق.م – ‏ 224 م )( 470 سنة تقريبا )


■ كانوا من قبائل الساكا التي كانت تنتشر في شرق بحر قزوين، سيطروا على اقليم باراثو الذي كان تابع للدولة الاخمينية . كان صعودهم بعد القضاء على السلوقين . و بعد انتصارات الملك ميثرادتس (مهرداد الاول ) عد البارثيين انفسهم ورثة الاخمينين سياسيا . 


بالرغم من ان البارثيين حكموا مدة كبيرة لكن المعلومات عنهم ليست غنية كما هي المعلومات حول الاخمينين، ربما لانهم كانوا طورانيين، و كأنه من أجل هذا لم تعن بهم القصص الفارسية كعنايتها بالأسر الفارسية. و يقول الفردوسى بعد ذكر ملوكهم:« كان قصيرا أصلهم وفرعهم فلم يحدّث أهل التجارب بتاريخهم. ولم أسمع عنهم إلا الاسم ولا رأيتهم في كتاب الملوك».


■ الحروب ( مع روما ) 


خاض البارثيين حروب مدة 3 قرون مع روما . 


■ كانت عاصمة الدولة طيسفون ( المدائن ) 


■ اول ملوكها ( ارشك )


■ اشهر ملوكهم آرشك فرايتس و ميثرادتس (مهرداد )


■ الديانة ( توفيق بين هيلينية و زرادشتية ) 


اختاروا الديانة الزرادشتية في القرن الاول الميلادي ، كديانة رسمية للبلاد ، و اعد اول تفسير للافستا بامر من ملك بارثي . 


■ اللغة ( اليونانية كلغة رسمية في البداية - الارامية - بهلوية) 


 اختار البارثيين اللغة اليونانية كلغة رسمية في البداية. 

مع ان البارثيين يتكلمون لغة فارسية وسيطة قريبة جدا من اللغة التي كانت متداولة في عهد الاخمينين. 


■ الخط الكتابي ( ارامي بهلوي ) 


كان البارثيين يكتبون بالخط الارامي الذي يسمى الخط ( البهلوي) ، و هناك نقوش عديدة على الصخر مكتوبة بالخط البهلوي، لكن عيوب هذا الخط انها خطوط بدائية تجعل قراءة هذه النقوش صعبة و معقدة . 


■ الاثر الحضاري ( مزيج بين الفارسية و اليونانية ) 


خلف البارثيين نقوش في منطقة ساجستان اكثرها اغريقية ، و اكثر الاثار تحمل سمة هيلنية (اغريقية ) و تتواجد في غرب ايران. لقد كان البارثيين متأثرين بالحضارة اليونانية. لذلك كانت حضارتهم مزيج بين الفارسية و الاغريقية حتى ان احد ملوكها سمى نفسه ( محب الاغريق ). 


■ اخر ملوك هذه الدولة أرتبانوس(ارطبون) ( 214م - 224م )


■ سقطت هذه الدولة على يد الملك الساساني اردشير (224م)


5 - دولة الساسانين ( 224 م - 633 م )( 400 سنة تقريبا )


■ يرجع تسمية الساسانيين إلى الكاهن ساسان الذي كان جد أول ملوك الساسانيين أردشير الأول. الساسانية هو الاسمُ الذي استعملَ للإمبراطورية الفارسية الثانية. السلالة الساسانية أُسّستْ مِن قِبل الملك أردشير الأول بعد هَزيمة ملكِ ألبارثيين الأخير أرتبانوس الرابع. الساسانيون ربطوا نسبهم بالاخمينين للتعبير عن اصالتهم و كوريث شرعي سياسي للبلاد ، و قامت دولتهم بعد القضاء على البارثيون. 


■ الحروب ( مع روما و بيزنطة ) 


خاض الساسانيون طوال حكمهم حروب مع روما و بيزنطة 


■ عاصمة الدولة ( اصطخر في برسبوليس ثم المدائن ) 


كانت اصطخر عاصمة البلاد ثم انتقلت الى المدائن و هي الان مدينة عراقية تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق بغداد، بنيت المدائن قرب مدينة المدائن التاريخية عاصمة الساسانيين الفرس قطسيفون وسلوقية، بالنسبة لقطسيفون حيث كانت تسمى بالفارسية الفهلوية تيسفون. بينما سلوقية بنيت قريبه من تسيفون. لذلك سميت بالمدائن لانها تضم عدة مدن . 


■ اول ملوكها ( اردشير )


■ اشهر ملوكها ( كسرو الاول و يزدجر و اردشير )


تولى حكم هذه الامبراطورية 34 ملك ، و كان من اعظم ملوك هذه الدولة كسرو الاول ابن قاباذ (531م - 578م)، الذي يعرف باسم ( انشروان ) ، قام باصلاح زراعي في فارس و شجع التعليم، و قام بترجمة كتب من اللغة اليونانية و السنسكرينية الى اللغة البهلوية. و من اعماله ارسال اسطول حربي لليمن و قام بتحريرها من الاحتلال الحبشي في عام (535م)


■ الديانة ( زرادشتية - مانوية - مسيحية - يهودية )


 كانت الزرادشتية دين الرسمي للدولة ، و كان هناك رئيس اعلى الدين، يتبعة عدد كبير من الكهنة ، و يسمى الكاهن ب موبدان و يقيم في كل مدينة . و مهمتهم تنظيم معابد النار المقدسة ، فكان في كل قرية نار خاصة بها ، و كان تسمى النار ( فهرام) . 


و في عام ( 224م ) جعل الملك اردشير من الزرادشتية دين رسمي للبلاد ، حيث عمل على اعادة احياء الزرادشتية ، عندما قام بجمع عدد من العلماء و رجال الدين و طلب منهم احياء تعاليم الديانة الزرادشتية. و بناء على توجيهات الملك قام سبعة من كبار رجال الدين و بعد تنقيب شامل في كل بلاد فارس من ان يجمعوا عن طريق الرواية الشفهية ما بقى محفوظ في الصدور . و تمكنوا من العثور على بعض اجزاء متناثرة من كتاب الافيستا ، فنسقوا ما اطمانوا لصحته و وضع في كتاب و تم اجازته من قبل العلماء .و ترجم الى اللغة البهلوية .  


كتب الافيستا في هذا العهد مرات عديدة ، و كتبه شابور بخط خاص عرف بخط الافيستا ، و قام كسرو الاول باعداد تفسير جديد للافيستا . 


و بالرغم من ان دين الدولة كان الزرادشتية ، الا ان اديان اخرى شقت طريقها، فقد دعى ماني في عهد شابور الى عقيدة خليطة بين الزرادشتية و النصرانية و اليهودية . 


■ اللغة ( اللغة البهلوية ) 


كانت اللغة الفارسية الوسيطة (البهلوية ) هي لغة العصر الساساني، حتى اخذت تقترب الى شكلها الحالي الحديث . 


■ الخط الكتابي ( الارامي البهلوي ) 


كانت اللغة الفارسية تكتب بالخط البهلوي المعقد، و لذلك تم تسمية اللغة نسبة لهذا الخط ( اللغة البهلوية ) 


■ الاثر الحضاري ( طابع محلي ) 


■ اخر ملوك هذه الدولة يزدجر الثالث ( 631م - 636م )  


يزدجر الثالث و هو حفيد ملك الدولة الساسانية كسرى الثاني الذي قتله ابنه الملك الساساني قباذ الثاني.كان يزدجرد ممن نجا من سيف عمه شيرويه حين قتل إخوته وبنيهم هرب به ظئر له إلى بعض الأطراف. 


■ سقطت الدولة الساسانية على يد الفاتحين العرب .


في اواخر القرن السادس ، استطاع كسرو الثاني الاستيلاء على دمشق و القدس و تقدم نحو القسطنطينية ، لكن الامبراطور البيزنطي هرقل تحرك و اجتاز بلاد مابين النهرين حتى وصل للمدائن، و انتهى الامر بتوقيع معاهدة سلام بين فارس و بيزنطة بعد ان انهكمها التعب . 


و بعد فترة قليلة من تلك المعاهدة ، سقطت الدولة الساسانية على يد الفاتحين العرب بقيادة سعد بن ابي وقاص (633م او 636م )، عندما تقدم المسلمين العرب الى المدائن و انتصروا على الجيش الفارسي بقيادة رستم، و بعدها توجه الفاتحين الى عاصمة الدولة الاولى اصطخر التي تبعد 5 كيلومتر عن مدينة بيرسبولس و قاموا بتدميرها و حرقها  


بعد انتصار جيوش العرب المسلمين في معركة المدائن ، هرب يزدجرد الثالث إلى حلوان، ثم إلى اصبهان، فلما انتصر المسلمون في موقعة نهاوند هرب إلى اصطخر، فتوجه احد قادة الفتوحات بعد فتح اصبهان لمطاردة يزدجر فلم يقدر عليه. 


عاش يزدجر العشر السنوات الاخيرة هاربا مطاردا، و قتل يزدجر في مدينة مرو على يد طحانٍ. ‏ويقال إن الطحان قدم له طعامًا فأكل وأتاه بشراب يشرب فسكر فلما كان المساء أخرج تاجه فوضعه على رأسه فبصر به الطحان فطمع فيه فعمد إلى رحا فألقاها عليه فلما قتله أخذ تاجه وثيابه وألقاه في الماء‏.‏ وكان عمره عندما قتل 28 سنة . 


يتبع 

.


.

هناك تعليق واحد: