الخميس، 7 ديسمبر 2017

رسالة الى الليبرالين - ما هي قضية فلسطين؟

قضية فلسطين ...هي بالاساس الاول حق،  و ليست قضية سياسية او انسانية او دينية ....فكل ماسبق عبارة عن تفاصيل ثانوية للاساس الاول و هو الحق.

امسح كل التصورات السابقة التي وصلت لك من الاعلام (صحف، قنوات، تلفزيون، اذاعة، مجلات) حول فلسطين، قم بعملية فورمات لعقلك بنفس طريقة عمل الفورمات لذاكرة الهاتف، ثم بعد الفورمات انظر من الان لقضية فلسطين بنفس نظرتك الحالية للجزائر ايام الاستعمار الفرنسي.

اسرائيل في فلسطين هي نفسها فرنسا عندما كانت في الجزائر تماما، مجرد مشروع استعماري غربي فقط.

فرنسا غزت الجزائر و احتلتها فترة طويلة و مارست كل انواع القتل و التدمير و التشريد بحق الجزائرين و قامت بنهب ثروات الجزائر، و عملت على مشروع طمس و محو هوية الجزائرين ،  ثم انتقلت فرنسا لمشروع توطين الفرنسين في الجزائر بعد اعتبار الجزائر جزء من اراضي فرنسا . و قام الجزائرين بثورات عديدة ضد الاحتلال الفرنسي و التي انتهت بطرد المحتل الفرنسي و ترحيل المواطنين الفرنسيين الذين قامت فرنسا بتوطينهم في الجزائر و تم اعادتهم الى بلادهم الاصلية فرنسا.

هذه قصة الجزائر ، و هي قصة سهلة و ليست صعبة او معقدة ، و هذه القصة هي نفسها قصة فلسطين مع الاحتلال الاسرائيلي و التي لا تحتاج الى كل هذا التعقيد الذي زرعوه في عقول الكثير.

لماذا جعلوا فلسطين قضية معقدة ؟

لان الغرب الناهب يعي جيدا ان الاحتلال المباشر مصيره الرحيل، لانه سيكون في مواجهة مباشرة مع الشعوب، فقاموا بصناعة اسرائيل بانها دولة جديدة لا تنتمي للغرب و ليس لها علاقة بالغرب و لها حق تاريخي في التواجد في المنطقة ، فخلقوا خرافة الشعب اليهودي باعطاء وعد بلفور لاسرة روتشلد الصهيونية مالكي بنوك بريطانيا على اساس ان تلك الاسرة هي الممثل الرسمي لليهود، من اجل صناعة الشعب الذي سيستوطن الكيان الاسرائيلي لضمان استمرار و بقاء المشروع، و بشرعية دينية لاختراق الوعي حتى يكون شرعية الاحتكام هي الدين، و اخفاء الاساس الحقيقي لاسرائيل و هو الاستعمار و الاحتلال الغربي، فجعلوا من فلسطين قضية دينية ليضحكوا بها على العالم و شعوب المنطقة .

الان بريطانيا ليست في الواجهة بكونها المحتل الحقيقي لفلسطين، و في الواجهة الان اسرائيل التي حكامها يتم تعينهم مباشرة من بريطانيا لادارة مشروع بريطانيا الاستعماري في المنطقة، اسرائيل التي حكومتها تردد دائما و بشكل وقح و سخيف و مخادع قصة حقها التاريخي منذ 3000 سنة و قصة اورشاليم، لانهم يعرفون انهم مجرد كيان مصطنع لصالح الغرب و لا يملكون اي شرعية في التواجد و البقاء، فيرددون تلك القصص التاريخية كشرعية امام العالم، ليضحكوا و يسخروا بها على العقول السخيفة و السطحية ، فهم يعرفون جيدا كذب قصتهم لكنهم يدركون ايضا انهم أمام وعي ساذج يردد كل ما يسمع و يجعله محل نقاش حتى لو كان سخيف فهو مازال وعي اسطوري يؤمن بمركزية العقل الغربي و يتعامل بجدية و تهيب لأي فكرة قادمة من الغرب .

هل فلسطين قضية دينية؟

لا .. لا علاقة للدين بقضية فلسطين من قريب او بعيد ، هي حق فقط . هم يريدون تحويل عقلك الى زاوية بعيدة لتمنعك من رؤية الحق الفلسطيني.

اين تكمن صعوبة استيعاب هذه الحقيقة ؟

لكي تستوعب هذه الحقيقة فعليك اولا ان تمسح من عقلك فكرة ان اليهود قوم او شعب و التي اقنعوك بها، هذه خرافة صهيونية اختلقها الغرب الناهب و ضحك بها على السذج اليهود و بقية الديانات من اجل صناعة الشعب الذي سيستوطن اسرائيل كي لانجاح و بقاء مشروعها الاستعماري في فلسطين، فاليهود مثل المسيحين و مثل المسلمين تماما، عبارة عن شعوب امنت بديانة فقط لا اكثر .

خرافة الشعب اليهودي هي نفسها الخرافة التي حاول الغرب القيام بها في الوقت الحاضر عندما حاول الغرب صناعة دولة داعش و دعوته للمسلمين في كل مكان للهجرة لها و القتال لاجلها من اجل صناعة شعب جديد خرافي سيستوطن في العراق و الشام كي ينجح مشروعهم الاستعماري الجديد في العراق و الشام بتاسيس دولة داعش.

الدولة الاسلامية(داعش) = اسرائيل

خرافة شعب اسرائيل = خرافة شعب دولة داعش

خرافة الشعب اليهودي = خرافة الشعب الاسلامي

اليهود دين و ليسوا شعب ، فهناك يهود يمنيون و هناك يهود عراقيون و هناك يهود مصريين و هناك يهود سوريون و هناك يهود فلسطينيون و هناك يهود مغربيون و هناك يهود جزائريون و يهود تونسيون و يهود ليبيون و هناك يهود اثيوبين و هناك يهود ايرانيون و هناك يهود روس .و تواجد اليهود في كافة دول لمنطقة قديما ليس لانهم هاجروا اليها قادمون من اكذوبة فلسطين بل هم سكان اصليين في تلك البلدان منذ القدم، منذ بداية استيطان البشر في تلك البلدان،لكنهم تبنوا دين اليهودية .

فيهود اليمن هم يمنيون اصلا  و لهجتهم يمنية و ثقافتهم يمنية و اغانيهم يمنية و  ملامحهم هي نفسها ملامح سكان اليمن ، و يهود ايران هم ايرانيون اصلا و ملامحهم هي نفس ملامح الايرانيون و لغتهم فارسية ، و يهود اثيوبيا هم اثيوبيون اصلا و فصلا  و ملامحهم هي نفسها ملامح الاثيوبيون و لغتهم هي اثيوبية، و اليهود المغاربة هم مغاربة اصلا و ملامحهم مثل ملامح المغاربة و لهجتهم هي نفسها لهجة المغاربة . و يهود روسيا هم اصلا روس خزر و لغتهم روسية و ملامحهم مثل الروس .

اليهود ليسوا شعب .. اليهود ديانة .

هذه كل القصة  .

و يجب علينا القضاء على تلك الاساطير الصهيونية داخل مخيلتنا ..يكفي اساطير و علينا ان نرى واقعنا و نحلله بعيدا عن تلك الاساطير ...الغرب يسخر منا و و يضحك علينا مجدد بطريقة وقحة.

اسرائيل مجرد مشروع يتسلل منه الغرب الاستعماري لتفتيت و تدمير المنطقة و احتلالها من جديد،  اسرائيل مجرد مشروع احتلال استعماري فقط ، استطاع الغرب الناهب بمؤامرة دولية من زراعة كيان اسرائيل و تاسيسها على شرعية دينية بنفس الطريقة التي حاول بها الغرب  من زراعة كيان داعش في المنطقة و تاسيسها على شرعية دينية، من اجل اختراق الوعي المحلي و جعله يتصور بان قضية فلسطين و داعش مرجعيتهما دينية. بينما هما (اسرائيل و داعش) بالاساس مشروع غربي استعماري واحد وظيفته الاساسية العمل لصالح الغرب، من اجل نهب و تدمير و احتلال المنطقة .

و هذا هو السبب الذي يجعل جماعة العلمانية و الليبرالية الجدد في المنطقة و موضة المفكرين الجدد مصابون باعاقة فكرية في استيعاب مشكلة فلسطين، فهم ينظرون دائما اليها من باب الدين ، فيحاولون دائما الظهور بمظهر المثقف و الحداثي بترديد مقولات الصهيونية و الغرب بشكل سخيف و سطحي حول ان سبب مشكلة فلسطين هو الدين،  و بعضهم ممن يملك عقدة من الاسلام و العرب و يجد في الغرب قبلته يعود للدين الذي لا يؤمن به او يعود للتاريخ الذي يستعر منه ليؤكد على ان جميع الاديان بما فيها القران تؤكد على احقية اليهود أو يردد مقولة ان اليهود و العرب اولاد عم، و البعض يقول ان حل فلسطين بالعلمانية و جعل القدس مدينة للاديان الثلاثة .

شيء مضحك و سخيف.

المشروع الغربي الصهيوني سينتصر بسذاجة هولاء المفكرين و الباحثين، الاستعمار يعود من جديد بثوب الحق اليهودي الكاذب الذي ضحكوا به على عقول مازالت تفكر و تنطلق من مركزية العقل الغربي.

هل فلسطين قضية انسانية ؟

لا.. بل قضية حق، فالموضوع الانساني الذي تروج له جماعة العلمانية من اجل تفريغ  فلسطين من مقولة الحق و اعماء الناس عن حقيقة اسرائيل بانها مشروع غربي استعماري فقط ، فنحن لا نقف مع فلسطين من باب انساني... بل من باب حقنا و مصلحة ذاتية مشتركة بالدرجة الاولى.

فلسطين قضية حق حق حق 

هل فلسطين قضية تخص فلسطين وحدها ؟

لا .. بل هي قضية تخص المنطقة كلها و العالم ، لانها قضية مشروع استعمار غربي ، اثره يمتد الى كل مكان ، و اذا كان هناك من يتاجر بها من العرب ، فلا يعنينا هذا و ليست مشكلتنا ، و حصر الموضوع بالتجارة هو تميع للحقيقة، و حتى التجارة بها  لا يمنع من كونها قضية كل شعوب المنطقة ، لان تاثيرها يطولنا جميعا .

هل تشاهد دول امريكا الجنوبية و كيف تناصر قضية فلسطين و كيف يقفون وقفة غضب ضد امريكا و قرارتها حول فلسطين ، لانهم يدركون معنى قضية فلسطين و انها مشروع استعماري و نجاحه يعني منح الغرب قوة كبيرة و  تزيد من وحشيتة في العالم و تزيد من دفعة نحو نهب الشعوب و اذا ما فشل الغرب في فلسطين فهذا يعني عملية اضعاف للامبريالية الغربية و زيادة امان و استقرار العالم. و هذا هو السبب الحقيقي في وجود دول غير عربية لا تعترف باسرائيل ابدا ..لانهم يعرفون ان اسرائيل مجرد مشروع استعماري غربي ..فقضية فلسطين بالنسبه لهم قضية  مصلحة ذاتية لهم ستطولهم بالدرجة الاولى ..و لذلك هم لا يعترفون باسرائيل. 

فلسطين ليست قضية خاصة بالفلسطينين ، بل هي قضية المنطقة المركزية كلها و الامر لا علاقة له بالشعارات، لان فلسطين هي سبب الوضع المزري الذي تعيشه دولنا و المنطقة ، هي سبب هذا الوضع الامني الشديد الذي يحكم المنطقة منذ قرن ...فنحن في دولنا لسنا منعزلون ، و كل دولة ليست بمعزل عن اي دولة اخرى، نحن نعيش داخل نظام عالمي يؤثر في كل مكان و اي مشكلة في مكان ما داخل النظام العالمي ستضفى باثرها على بقية الاماكن ، و هذا النظام العالمي تشكل مركزه في فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية ، و عليك ان تتاكد بصورة قاطعة بانه لن يحدث اي استقرار و أمن في المنطقة و لن يحدث اي تغيير في بلدك الا عندما تغادر اسرائيل من المنطقة. فاسرائيل مشروع صنعه الغرب كحجرة شاذة ليبني منها الغرب نظام عالمي يصب في مصلحته .

لن تنعم هذه المنطقة بسلام الا بطرد اسرائيل من المنطقة ، لان اسرائيل مشروع احتلال استعماري غربي وظيفي مهمته الاساسية مسمار جحا الغرب الصهيوني لتفتيت و تدمير و احتلال المنطقة و لا علاقة لقضية فلسطين بتوراة او انجيل او قران او تاريخ او انساب او انسانية .

و كما تم طرد فرنسا من الجزائر بعد احتلال طويل ، فمصير اسرائيل هو الطرد من المنطقة، و كما تم طرد المستوطنين الفرنسيين من الجزائر و اعادتهم الى بلادهم الاصلية فرنسا، فسوف يطرد الاسرائيلين من فلسطين و سيعودون الى بلدانهم الاصلية ، و كل دولة اوروبية ستاخذ مواطنيها الذين ارسلتهم الى فلسطين تحت مسمى يهود.

هناك تعليقان (2):

  1. تحية لشخصك الكريم, إسرائيل لم تكن دولة في كل تاريخها وهي ليست سوى عشائر من البدو الأراميين في براري كنعان بارض اليمن ولاعلاقة ليهود العالم ببني إسرائيل, أكثر من 88% من يهود العالم هم من الأشكناز, قبائل الخزر السلافية.

    ردحذف
  2. برجاء قراءة الكتب التالية:
    التوراة جاءت من جزيرة العرب - د.كمال صليبي
    العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود - د.أحمد داوود

    ردحذف