لماذا اسرائيل مختفية دائما في المشهد السياسي في كثير من قضايا المنطقة ، ما سر هذا الصمت ، كيف تتحرك اسرائيل لاجل مصالحها في المنطقة ؟
الكثير منا يعرف ملحمة الالياذة رائعة هوميروس ، هناك من قراءها و هناك من شاهد فلم طروادة و الذي مثل فيه براد بيت دور البطولة في شخصية اخيلس و تلك الحرب التي دارت عشر سنوات بين اسبرطة و طروادة ، و التي انتهت بخدعة الحصان الخشبي ، ليصبح ذلك الحصان اشهر حصان في التاريخ …. حصان طروادة.
لكن هل سأل احدكم من قبــل لماذا تحديدا الحصان ؟، لماذا اختار الاسبرطيين الحصان دون غيره من الحيوانات في تلك الخدعة التي جعلتهم ينجحون في التسلل الى داخل اسوار طروادة ؟، لماذا لم يكن شكل اخر ، كان يكون هندسي او عربة ، او أي مجسم كان ؟
دائما عندما نذكر أو نتذكر حصان طروادة، فاننا نشير لقاعدة يونانية مفادها( في المقدس يوجد المدنس) و تراجيديا طروادة كباقي تراجيدات اليونانية تفسر كيف أمكن و يمكن دائما أن نمرر المدنس و الخبيث و الحيل و الخراب و نلج به أعتى الحصون، إن نحن أعطيناه غلاف المقدس، و لكي يسهل علينا فهم هذه التراجيديا، لابد أن نعرف أن مدينة طروادة كانت تقدس الحصان ، و لم تجد اسبرطة غير حصان خشبي كهدية منها لطروادة بداخله وضعت 12 جنديا من اقوى جنودها ، و نشرت حوله جثث مضرجة بالدماء لجنود و اختفى الاسبرطيون للدلالة على انهم ليسوا موجودين و ليسوا مسؤولين عن ذلك الحصان . صحت طروادة و فتحت أبواب سورها المنيع لتجد الحصان المقدس، ففرحت و استبشرت به بعد ان امنت انه مرسل من الرب ، بعد ان قتل جنود العدو ، و ادخلته الى داخل اسوارها تحتفل به و بالنصر ، و تحت جنح الليل تسرب الاثنى عشر جندي اسبرطي و ذبحوا كل الحراس و فتحوا الأبواب لجنود اسبرطة ، و هكذا طروادة فاقت لتجد نفسها و الخراب في كل مكان حولها .
هل تبدو القصة خرافية ؟
بالطبع لا، فما قام به الاسبرطيون في خدعة الحصان المقدس ، يتم عملة من قبل خبراء الامن في مجالات كثيرة ، انه تكتيك يتم عمله ضمن المشاريع الاستراتيجية في مجالات كثيرة ، استراتيجية التموية و الخداع بالمقدس او الموثوق منه بحيث يصعب رؤية الصورة الحقيقية المختفية خلف المقدس .
الان و في الوقت الحالي نشاهد مثال حي على الهواء مباشرة لتلك التقنية القديمة في الاختراق و التدمير بواسطة المقدس ( حصان طروادة )، تستخدمها اسرائيل في المنطقة لصعوبة اختراق اسرائيل المنطقة بشكل مباشر ، فصنعت المجسم المقدس للمنطقة دولة السعودية التي تحكم(مكة) حامية الاسلام و المسلمين ، فتعاملت معها المنطقة بقداسة و ثقة مطلقة و استبشار ، و اطمئن للجميع بان سور المدينة قوي و العدو خارج السور لا يستطيع اختراق السور ، و غفل الجميع و ناموا و بدا حصان طروادة(مكة) المنطقة بالخروج و الانتشار (النفوذ) و الاستيلاء على الاشياء لصالح العدو (الاطماع) و تنفيذ عملية التخريب و التدمير(الفتن و الحروب و الخداع) في كل مكان داخل السور لصالح العدو (اسرائيل) و الجميع مذهول من اين الخراب و لا يمكن ان يذهب عقلة بان يكون السبب هو حصان طرواده (مكة) لانه مقدس ، و يستمر الخراب و التدمير و هو عاجز عن فهم السبب حتى سقوط السور بشكل نهائي (سقوط كيانات الدول جميعها) .
لذلك علينا أن نفهم المعادلة جيدا، المملكة العربية السعودية هو مديرة مشروع إسرائيل في الشرق الأوسط ، والمملكة العربية السعودية هي حصان طروادة، و كل تحرك للمملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الأوسط، سياسيا، ودينيا، و اعلاميا هو تحرك إسرائيل بالاساس، المشروع السياسي للمملكة العربية السعودية هو مشروع إسرائيل. هذه هي الحقيقة.
الإرهاب والإسلام المتطرف من مصلحة إسرائيل لتدمير دول الشرق الأوسط و تدمير النسيج الاجتماعي فيه، من أجل حماية إسرائيل ، و جعلها القوة الأولى. داعش هو مشروع إسرائيلي لخدمة إسرائيل، وهذا السبب في ان إسرائيل ليس لديها خوف من داعش، فقط خوفها من اليمن وإيران وسوريا، وهذا خو السبب في ان السياسة الغربية ليست جادة في انهاء داعش .
ابن الشمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق