الأحد، 19 أغسطس 2018

التاريخ القديم للمنطقة كتبه سايكس و بيكو

هل يشعر الجميع بان المنطقة قديما غير مترابطة تاريخيا و هو يطالع التاريخ القديم الذي كتبه لنا الغرب بعد ترجمتهم لنقوش المنطقة، ام انا وحدي من يشعر بهذا؟!

هل يشعر الجميع ... بان كل جزء في المنطقة قديما علاقته و اتصاله مع اليونان اقوى و اكبر من علاقته و اتصاله مع بقية اجزاء المنطقة ؟

اليونان وحدهم من عاصروا كل تاريخ هذه النقوش القديمة و كتبوا عنها، بينما المنطقة لا تعرف بعضها البعض !!

كيف ؟

تاريخ المنطقة القديم الذي كتبه الغرب يحتوي كم هائل من اللغات المختلفة و الاديان المتعددة و الالهات الكثيرة، تشعر و كان المنطقة تغرق في بحر من الامم و الشعوب و الاقوام المتصارعة و المختلفة . فليس هناك اي علاقة لغوية و لا علاقة دينية و لا علاقة تجارية و لا علاقة بينها ، منفصلة عن بعضها بشكل تام .

قد يكون الامر معقول بنظر البعض .

لكن اللامعقول .. ان جميع اجزاء المنطقة متصلة مع اليونان و مرتبطة معها ثقافيا و لغويا و دينيا، فاللغات القديمة التي اطلعنا بها الغرب تحوي كم هائل من الكلمات اليونانية ، و مسميات الالهات القديمة  في المنطقة ذات تسميات يونانية ( ايزيس ، اوزريس استار ، تموس ، ادونيس، سيريس ، ...) ، حتى مسميات ملوك  و شخصيات تاريخية يونانية ( سيراميس داريوس ، توتموس، كلكامس، ... )

و كأن المنطقة ولدت من مخيلة الهة يونانية . و وضعت قوانين عبودية صارمة على المنطقة و لا يجب ان تخرج عنها، و هذه القوانين كالتالي :

● اليونان وحدهم من يجب ان يعاصروا جميع نقوش المنطقة و تعربدوا في كل تاريخ و زمان المنطقة ، بينما على جميع شعوب المنطقة ان تعيش منعزلة داخل محيطها الجغرافي و ممنوع عنها اي علاقة مع بقية اجزاء المنطقة .

● ممنوع منعا صارما على كل جزء من اجزاء المنطقة الاعتقاد باصول قديمة لهم جاءت من جزء اخر من المنطقة ، و على كل جزء من اجزاء المنطقة الاعتقاد بانهم هبطوا من السماء او خرجوا من الارض كالديدان بشكل مفاجىء ( مثل قصة كوكب نبتو و بناء سكان الفضاء للاهرامات )

● ممنوع على سكان اي جزء من اجزاء المنطقة تسمية انفسهم بتسمية خاصة بهم او بتسمية مشتركة مع جزء اخر من اجزاء المنطقة ... الاله اليوناني الاكبر هو صاحب الحق في اطلاق التسمية .

● ممنوع على كل جزء من اجزاء المنطقة تسمية الجغرافيا المحلية  بلغات محلية ، يجب ان تكون تسميات يونانية صرفة ( ممفيس ، هليوبولس ، ميسبوتاميا ، انوبولس ، الخ )

● ممنوع ظهور اي ملك و حاكم في اي جزء من اجزاء المنطقة و يقوم بحكم المنطقة كلها . بينما مسموح للزمن ان  يظهر ملك يوناني او روماني يحكم المنطقة كلها ( اسكندر بطليموس الخ )

● ممنوع ظهور ديانة واحدة في المنطقة كلها ، و على كل جزء في المنطقة ان يعبد الهات مختلفة و منفصلة ، ولدت من رحم الاله اليوناني الاكبر، و  يجب ان تكون بتسميات يونانية .

● ممنوع ظهور لغة واحدة في المنطقة كلها، و على كل جزء في المنطقة ان يكون بلغة منفصلة و مختلفة عن بعضها.

● ممنوع ظهور نصوص كتابية خاصة بجزء معين في المنطقة  داخل جزء اخر في المنطقة ، بل ممنوع  تدوين نصوص خاصة بجزء في المنطقة و دمجها مع نصوص اخرى خاصة بجزء اخر ، بينما مسموح لابناء الآلهة اليونانية من دمج لغتهم مع لغات المنطقة و دمج خطوطهم مع خطوط اي جزء في  المنطقة كما يحلو لهم ( حجر رشيد و غيرها ...).

● ممنوع التواصل بين اجزاء المنطقة و ان حدث فيجب ان يتم بعد ابلاغ الاله اليوناني و اخذ تصريح منه و سيقوم ابناء الاله اليوناني بتدوينة في الارشيف للذكرى .

● ممنوع على اي جزء من اجزاء المنطقة من التفكير بعبادة اله واحد، يجب ان يعبد كل جزء من الاجزاء الهات متعددة،  و كلما زادت عدد الالهات حتى لو بلغت الالف كلما نال هذا الجزء في المنطقة رضى الاله اليوناني الاكبر و الارقى و الاكثر تحضرا من كل الهات الارض.

( و هذا القانون يعبر عن صحته وجوده لدينا بحديث قبل اربع سنوات للشاعر ادونيس - حتى من اسمه يدل ان داخله يوناني و ملتزم بروح بقوانين الاله اليوناني - يقول فيه : ان فكرة التوحيد مضرة بعكس اليونان قديما الذي عاش تعدد الالهات فاكسبه حرية . ادونيس لا يعلم بانه لم يوجد على ظهر الارض منذ الازل شعب عبد الهات متعددة الا في خيال اليونان الوهمي الذي يصدقة . لم يفهم ان العالم قديما لم يسر وفق النظريات الغربية الفاسدة التي رسمت صورة ان الانسان قديما مر بمراحل عبادة الالهات حتى وصل للتوحيد ... الانسان منذ ظهورة على الارض و هو يؤمن بخالق للكون )

● ممنوع منعا باتا من ايجاد اي فكرة تربط اجزاء المنطقة ببعضها البعض .  لغويا او دينيا او سياسيا او تجاريا او ثقافيا .

● ممنوع على كل جزء من اجزاء المنطقة الخروج عن هذه القوانين و على شعوبها حتى اليوم الالتزام بوصية الاجداد الذين كانوا يعبدون الاله اليوناني .. و من يخرج سينال سخرية كبيرة و يوصف بالمتخلف و المجنون و يتعرض لعقاب يوناني برمية في سلة المتخلفين  .

هذا هو مختصر لقوانين الالهة اليونانية التي كتبت و مازالت تكتب تاريخ المنطقة .........و علينا الالتزام بقوانينها عند التفكير او محاولة كتابة التاريخ .

و هذه القوانين ..... هي المنهج الذي يسير عليها جميع مؤرخي المنطقة عند كتابتهم للتاريخ ، حتى المؤرخين الذين يعتقدون بانهم يحاولون كتابة تاريخ منصف للمنطقة بعيدا عن رواية الغرب ، فمازالوا يدورون في فلك تلك القوانين الصارمة للاله اليوناني الاعظم و الارقى و الاكثر تحضر.

قد تكون لغتي متعالية تجاه المؤرخين لكنها الحقيقة ببساطة و التي اراها ماثلة امامي . فجميع مؤرخي المنطقة مازالوا داخل فضاء ميثولوجي يوناني ، و هذا الفضاء برأي ........ ليس الا اغلال تم تقيد المنطقة بها منذ ظهور اليونان في مسرح المنطقة.

س : هل تستطيع ان تتخيل الزمن القديم بصورة مشابهة لزمن اليوم ؟ .. حاول بقدر الامكان تخيل الزمن قديما كزمن اليوم!

ج:   طبعا الامر صعب جدا عند الكثير .... اليس كذلك ؟! ... و هذا هو السحر .

انا مؤمن ايمان مطلق ... بان الصعوبة في قراءة و كتابة التاريخ ليست في نقص المراجع التاريخية او  عدم وجود الوثائق التاريخية ، بل الصعوبة في مناهج التفكير فقط .

فالمشكلة ليست في نقص الكتب، حتى لو كانت مكتبة كاملة مخزنة في عقل شخص، فلن يقدم اي شيء جديد، لان المشكلة في وجود خلل لدينا في التفكير المنطقي .

نعم .... العقل الخلاق و المنطقي لدينا ..... مدمر تماما .

لانه يمكن عبر التامل و التفكير المنطقي فقط التمكن من  قراء التاريخ و الزمن بدقة متناهية و كشف خفاياه بدون حتى احتياج لكتاب واحد.

لماذا اقول ذلك ؟

لان  الغرب يدبر للمنطقة مكيدة شيطانية و مؤجلها لوقت معلوم ، و حتى ذلك الوقت سيكون حال شعوب المنطقة مثل حال الهنود الحمر .

و الله اني صادق في كل كلمة اقولها ... و هذا الكلام نابع من كوني ارى عبث بشكل متعمد و واضح جدا من قبل الغرب في كتابة تاريخ المنطقة ... لكن العمى هو سيد الجميع .

اخيرا ... رسالة الى مؤرخي المنطقة :

يكفي مصادر يونانية ... عند كتابة التاريخ .
لقد صنعوا لكم سردية تاريخية اسطورية وهمية حتى تمنعكم من فك نقوش المنطقة و لا تكتشفوا الزمن الوهمي الذي استطاع تصميمه عقل شيطاني ماكر في الغرب .

الوقت قد حان في كتابة تاريخ مختلف، فكروا و لو لمرة في فك نقوش المنطقة بانفسكم، لانه سيغنيكم  عن مكتبة تاريخية مكونة من عشرين طابق داخل دماغكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق