الأربعاء، 20 مارس 2019

الكتابة الهيروغليفية هي التوراة - 2

لماذا الهيروغليفية هي التوراة الحقيقية؟

في  الجزء السابق تحدثنا حول التوراة من داخل نصوص القران الكريم الى المسلم الذي يؤمن بان القران كتاب سماوي، و لا ياتيه الباطل ابدا، و لا يحمل في داخله اي ذرة شك في كون القران كتاب صحيح و دقيق جدا في كلماته .

و في هذا الجزء سوف سنتحدث الى جماعة فراس السواح في الشام  و زاهي حواس في مصر  و خزعل الماجدي في العراق.

لماذا فصلت الموضوع الى جزئين ؟

عند الحديث عن القراءة التاريخية العلمية بالرجوع الى نصوص الدين سنصبح امام عقليتين ، الاولى من تضع النص الديني كمرجعية اولية في تحليله و تفكيرة و فهمه للتاريخ، و الثانية من ترفض النص الديني و يرى بان الاعتماد على النص الديني كاحد ادوات البحث يفقد البحث خاصيتة العلمية و يحوله الى رحله خيالية بعيدة عن الحقيقة .

لكن الحقيقة ... هناك قضايا تاريخية مرتبطة بالدين مازالت لم تحل حتى  يومنا هذا، فهناك رواية العهد القديم الصهيونية حول فلسطين التي جاء بها الغرب الاستعماري و  الخ .... و لا تجد لهذه القضايا تفسير موضوعي مقنع .

لدينا معاير خاصة بنا وضعناها ضمن منهج، و هذا المنهج  يجعلنا بطريقة ما في مكان بين الحالتين السابقتين ، و لم نختر نحن ذاتيا ذلك المكان ، بل ان المعايير هي من وضعتنا هناك، و نحن في ذلك المكان، لاننا لا نستطيع ان نستبعد النص الديني  بعد غربلته  لنحصل في الاخير على صورة قريبة للحقيقة، و لا نستطيع ان نستبعد النتائج الحديثة في فهم قضايا تاريخية . و هذا المكان الذي نحن فيه هو السبب الذي جعلنا نتحدث في هذا الموضوع في جزئين ، بعد ان راقبنا عقلية مجتمعنا في فهم معنى التوراة.

نحن امام عقليتين اثنتين :

العقلية الاولى هي عقلية القران .......... و الثانية هي عقلية الميثولوجيا اليونانية ........ و كل عقلية لديها قواعد و اسس و منطلقات و مرجعيات و مصادر .... اي كل عقلية لديها منهج في اللاوعي هو سبب قناعتها و تصوراتها . 

لذلك كان من الضروري الحديث في هذا الموضوع في جزئين، يطرح الموضوع وفق منهج كل عقلية.

في هذا المقال سنتحدث الى عقلية الميثولوجيا اليونانية ، و اعتقد بان حديثنا في هذا الجزء سيكون فيه صعوبة نوعا ما

لماذا ؟

لعدة اسباب

لاننا سنطرح الموضوع الى اصحاب عقلية الميثولوجيا اليونانية اي جماعة فراس السواح و زاهي حواس و خزعل الماجدي، و هذه الجماعة قائمة على منهج  في التفكير مختلف عن منهج جماعة القران .

ايضا لان الموضوع باعتقادي الشخصي ، امر عقائدي اكثر من كونه تاريخ ، و  ليس ضمن دائرة اختصاص هذه الجماعة، فلا وجود للتوراة داخل مخيلتهم التاريخية ، و لا يوجد له الاهمية الكبيرة في دائرة مخيلة هذه الجماعة. لاننا نجد هذه الجماعة  تتواجد اكثر داخل مسرح عشتار و ادونيس و ايزيس و امون و سرجون و جلجامش.

و لان هذه الجماعة لديهم خصائص عامة يتميزون بها، فمثلا هم يؤمنون بترجمات الغرب لنقوش المنكقة بشكل مطلق ، و بمراجع الغرب و لا يخالطهم شك في كون التاريخ الذي كتبه و يكتبه الغرب صحيح جدا ، و يؤمنون بفضاء ميثولوجيا اليونان و يسكنون داخله، و يؤمنون بانه عالم حقيقي كان موجود على الواقع و  قد عاشه الانسان قديما  .

لذلك اجد صعوبة نوعا ، في ايجاد نقطة البداية من اجل الدخول في الموضوع.

من اين نبدا الموضوع ؟!

ساحاول البحث عن نقطة بداية

اعتقد من المنطقي .. بان على هذه الجماعة ان تعتقد بان موضوع التوراة جانب عقائدي ديني بحت له حضور اليوم و غير غائب ابدا و لا يخالطه الشك، و هذا الحضور موجود في القران الكريم، حتى اذا لم تؤمن هذه الجماعة بنص القران، فلا اهمية لايمانها او عدم ايمانها ، لانه نص خاص بعقيدة .

اذن ........  فهذه الجماعة تابعة للنص المقدس ، اكثر من كونها متقدمة عليه في فرض الحجة التاريخية. اي ان نص القران ملزم حتى عليها في فهم الموضوع ، لانه نص يتحدث عن موضوع داخل بنيته الثقافية ، اي انه نص اولي اساسي و لا يوجد لدى هذه الجماعة نص اخر يعطيهم افضلية الحديث عليه .

لكن و مع ذلك

فهذه الجماعة تملك هي كذلك الحق  في الحديث بالموضوع و فرض حجتها بل و السخرية لان غيرها تابع لها في الحديث ، لان الهيروغليفية مجال اختصاصها و تملك حجة سابقة على جماعة التوراة  .. و نصها اساسي مرجعي ملزم على غيرها .. .

و لاننا في حديثنا نحاول  المزاوجة بين الهيروغليفية و التوراة ، فمؤكد بانه سيحدث صراع عنيف و شديد بين عالمين ، بين عقليتين ، بين مخيلتين ، بين زمنين ، بين فكرتين. بين مرجعيتين ، بين مصدرين للمعلومة.

بمعنى اخر ........ لا يوجد اي نقطة اشتراك يمكن الانطلاق منها ، لبناء ارضية من اجل الوصول الى نتيجة مرضية او مقنعة . و لان هذه النقطة المشتركة غير موجودة .... فمن الطبيعي ان اول رد لهذه الجماعة على هذا الموضوع ... هو السخرية الشديدة.

ما الحل ؟

اعتقد بانه لا يوجد اي حل منطقي و مرضي الا حل واحد فقط ، و هو ان نترك و نتخلى عن كل ما نملك ،  من معلومات و  مراجع و مسلمات و كتب و مصادر و نصوص و تاريخ ....... و نجعل من الواقع الموجود امامنا هو كتابنا و مرجعنا الوحيد و نستخدم عقلنا و المنطق  و الدليل العيني المادي .

اعتقد بانه حل منطقي و مرضي للجميع .

-----------------------------

■ السؤال الاول :
قبل غزوة نابليون لمصر ، ماذا كان يسمي سكان مصر لنقوشهم القديمة الموجودة في مصر ؟!

سؤال منطقي جدا ... اليس كذلك ؟!

هل يعقل .... بان شعب طويل و عريض و يعيش في ارض ممتلئة بنقوش لكتابات قديمة ، و يسكن بجانب معابد كثيرة و ضخمة ممتلئة بكتابات كثيرة  و لا يعرف اسم هذه الكتابه، او ليس له تسميه محلية من ثقافته لها ؟!

طيب .........في مصر يوجد مسلمين و مسيحين ، و لنقل حسب الزمن الوهمي بان الاسلام جاء بعد المسيحية ، حتى لا يتهم العقل الصهيوني الاسلام بعملية طمس للوعي ...  السؤال :

هل يعقل بانه لا المسلم و لا المسيحي يعرف اسم هذه النقوش و الكتابات ؟ .. لا يعرف المسيحي حتى اسم النقوش، و لا يعرف حتى قراءتها، و لا يعرف شيء عنها .

لا تقل لي ان اسمها الهيروغليفية ... هذه تسميه يونانية و ليست تسمية مصرية ابدا ... هذا اسم يوناني .

فهل يعقل ان تاتي بنية ثقافية مختلفة و منفصلة من مكان بعيد و تفرض تسميتها الخاصة بها على عنصر ما داخل بنية ثقافية مختلفة عنها، و يتم اعتماد تسميتها كمنهج علمي ؟!

غير علمي و غير منطقي

على الاقل ...... هناك شيء مقنع و منطقي عند سكان اليمن باحتفاضهم بتسمية محلية لنقوشهم القديمة ( المسند )، بالرغم من انها ليست التسمية الصحيحة ، و مسجل اسمها في كتب قديمة كتبها اشخاص من اليمن .

فهل يعقل بانه كل كتب التاريخ الذي وصلت لنا عن تاريخ  مصر  قديما ............. الفاطمية و العباسية و الايوبية و المملوكية و العثمانية ، و لا يوجد فيها اشارة او توضيح او تفصيل حول هذه الكتابات و النقوش ، او حول معناها او اسمها  ؟!

هل يعقل ان اذهب الى الصين ، و اقول لهم بان كتابتهم اسمها الكتابة البيروسيفية ، ثم يقوم الصينين باعتمادها ؟

فكيف يا زاهي حواس يا مصري يا الي تحب مصر، لم تسال نفسك هذه السؤال ........ لو كنت مصري حقيقي لبحثت في الموضوع و لتسالت بدل جولاتك الفاخرة في اروقة صالونات الثقافة الغربية و انت تستعرض حضارتك بالقبعة الامريكية ؟!

يجب ان يثيرك الموضوع فعلا، و يجعلك تفكر و تطرح اسئلة و تبحث  ....... و لا تسمح لشخص ياتي لك و  يفرض عليك تسميته الخاصة به و منطقه الخاص ... لو كنت فعلا محب لوطنك و كنت انسان علمي و لديك منطق سليم .

كيف يعقل بان هذه النقوش الكبيرة و التي تغرق مصر داخلها، و يتم اسقاط تسميه خارجية عليها و ليس تسميها محلية ؟. هذه اكبر عملية نصب ثقافية و علمية  تمت في التاريخ .

صح ؟

■ السؤال الثاني

ما هي العقيدة ؟

العقيدة مهما كانت .... في اي زمن او مكان ، بنية فوقية في وعي الانسان و في وعي المجتمعات .... العقيدة شكل من الاشكال العليا للوعي. و البنى الفوقية بنى صلبة و قوية جدا و لا تختفي من المجتمعات ابدا، البنى الفوقية تضفي باثرها على الواقع الجديد مع الزمن ، البنى الفوقية تسير بشكل متوازي مع التاريخ فارضة نفسها و اثرها على الواقع الجديد ... البنية الفوقية لا تختفي ابدا .

العقيدة حالة عميقة جدا في وعي الانسان و المجتمع و لا تظهر فجاءة اطلاقا .......... لها سياق قديم متصل واحد و غير منقطع،
و تظل ثابته و لا تتبدل اطلاقا.. لانها جواب عن سؤال واحد .. هو سؤال الوجود ..... البداية و النهاية .... فقط يحدث تراكم معرفي فقط حول العقيدة.

اذن ..... فالسؤال المنطقي جدا جدا  :

اين اختفت العقيدة التي استخرجها الغرب من نقوش مصر، و قال بان الانسان في مصر عرف تلك العقيدة ؟

المنطق يقول .... لو كان حقا المصريين القدماء قد عرفوا عبادة امون و حتحور و حورس و ابيس و بتاح ..... لشاهدت اليوم و بشكل مؤكد و منطقي و طبيعي في مصر او اي مكان في المنطقة جماعة دينية مازالت تعبد بتاح و ابيس و كل المجمع الالهي الضخم الذي كتبه الغرب عن عقيدة مصر القديمة .. و يمارسون نفس الطقوس القديمة التي كانت تمارس في مصر قديما كما تذكرها كتب التاريخ التي كتبها الغرب عن ديانة مصر .

لكن الغير منطقي ابدا .... بانه لا توجد حتى حبة خردل من كل ما كتبه الغرب باقي حتى اليوم او له اثر ...... و لا يوجد ابدا اي اثر لهذه العقيدة ... و لا حتى  بحجم نملة مولودة . بل لا توجد اسماء تلك الالهات اليوم على لسان اي انسان في مصر ... و تخرج بشكل لاارادي من اللاوعي الجمعي .

و هذا الامر الغير منطقي ... جعل الكثير دائما يستعيض عن فكرة البحث عن جواب منطقي ..... بطرح فكرة خرافية معتادة دائما.. بان الاسلام جاء لمحو كل ذلك العالم، و هذا المنطق الصهيوني يجعلنا نرد بجواب منطقي :

انا ادعو كل المسيحين في مصر للتخلي عن الديانة المسيحية ديانة روما، و يعودوا لعبادة امون و حتحور و ايزيس و حورس و يمارسون الطقوس التي كتبها الغرب حتى نتاكد من وجود اثر لتلك العقيدة، و بانهم فعلا اصحاب ذلك التاريخ و الزمن.

الان .... اذا كان - فأن

اذا كان ...... المصري اليوم لا يعرف اسم كتابة اجداده القدماء ،  و قد جاء شخص اخر مختلف عن المصريين و من ثقافة مختلفة و اعطاهم تسميه لكتابات اجدادهم ..... و هو من اعطى لها هيئة و  قيمة جديدة امام العالم ... و ليس المصريين من اعطوها للعالم  ، و قد استخرج للمصريين محتويات تلك النقوش و ليس المصريين من استخرجوا محتوياتها، و لا يوجد لما استخرجه اي اثر موجود على الواقع ... فأن ......... تلك النقوش القديمة الموجودة في مصر كانت تخص شعب غير موجود في الارض و لا علاقة لها بالانسان في مصر او اي انسان في الارض ...... تخص شعب من كوكب اخر .

هذا هو المنطق السليم ... صح ؟

لكن هناك منطق اخر سليم جدا جدا
اذا كان - فإن 

كما قلنا سابقا

اذا كانت ...........  العقيدة  بنية فوقية اي شكل من الاشكال العليا للوعي. و هي بنية صلبة و قوية جدا و لا تختفي من المجتمعات ابدا، و بما ان البنى الفوقية تضفي باثرها على الواقع الجديد مع مرور الزمن اي تسير بشكل متوازي مع التاريخ فارضة نفسها و اثرها على الواقع الجديد، و لها سياق قديم متصل .... فإنه  .......لابد ان تكون عقيدة المصري اليوم موجودة في نقوش اجداده القدماء ، مؤكد و بشكل قاطع لابد ان تكون عقيدة الانسان في مصر مسجلة في كتابات اجداده القدماء، لابد ان يكون امتداد عقيدة و لغة الانسان في مصر اليوم قد جاء من نقوش اجداده .

الان ........ دعونا ننسى الزمن و كتب التاريخ و نتخلى عن قصة الاديان  و نخرج من الزمن الوهمي ... و نخرج من عالم الكتب ، و نحاول ان نلتحم بالواقع الحالي و لا ننفصل عنه ،  و نفكر بواقع مصر و بشكل منطقي و علمي :

في مصر يوجد شعب بديانتين ... عقيدتين .

ديانتين الاسلام و المسيحية

و يحمل سكان مصر كتابين دينين مقدسين و يؤمن بهما الناس في مصر .... كتاب القران الكريم و كتاب العهد القديم ، و  الكتابين مكتوبين بلغتين مختلفتين ، و هما العربية و الجبتية ... لكنهما يتحدثان تقريبا في موضوع واحد بنسبة كبيرة .

لكن من نظرة للواقع ...  الديانتين يبدوان من مكون واحد ... لكن الغير منطقي ...... هو وجود لغتين مختلفتين لنصوص الكتابين المقدسين .

بمعنى

لدينا كتابان متشابهان نوعا ما في قصص الانبياء لكنهما مختلفان بالاسلوب و باللغة ........و يبدوان بانهما من أصل واحد خرج من مصر .

لماذا يوجد في مصر كتابين مقدسين و يحملان بنسبة 40%  لقصص دينية مقدسة لانبياء و متشابهة و بلغتين مختلفتين ؟

غير منطقي ..... ابدا

المنطق و العقل السليم الصافي  يقول :

لابد ان تكون ديانة واحدة من بين الاثنتين هي الديانة التي لها امتدادها مرتبط بالكتابات القديمة في مصر و هي السياق الاصلي و الحقيقي للقديم ......... و لابد ان تكون لغة كتاب هذه الديانة هي لغة كتابات مصر القديمة ....... اي لن تخرج نقوش مصر من من احدى اللغتين ، اما العربية و اما اليونانية او الجبتية .

ما الداعي لوجود عقيديتين في مصر و بلغتين مختلفتين يتكلمان في موضوعات واحدة متشابه ، كان يمكن قبول وجود عقيدتين و كتابين اثنين بلغة واحدة فقط.

لكن .... هناك مشكلة في الزمن الروماني.

لماذا انتظرت مصر من قديم الزمان، حتى ياتي اليها الفرنسين و يسمون كتابتهم بتسمية يونانية(الهيروغليفية)، و لماذا انتظرت مصر ايضا من قديم الزمان، حتى تظهر في ارضها اللغة اليونانية للوجود و يكتب بها اول نسخة من كتاب ديني مقدس لسكان مصر ؟،لماذا انتظرت مصر حتى ظهور روما حتى يصدروا اوامر سياسية بكتابة الكتاب المقدس للمصرين باللغة اليونانية ؟

اذا كانت ...... البنية الثقافية و التي جاءت و فرضت تسميتها على عنصر هام داخل بنية ثقافية مختلفة عنها و هي ليست تسميتها الاصلية و الحقيقية، و هي نفس البنية التي جاءت بكتاب العهد القديم و بلغة مختلفة و فرضت نفسها على نفس البنية الثقافية المختلفة .... اذن .... فمن المؤكد بان لا تسميتها ( الهيروغليفية)  تنتمي لمصر و لا لغتها ( الجبتية ) تنتمي لمصر .... غير اصيلة .

لو كانت النسخة الاولى من الكتاب الديني الذي ظهر اولا لسكان مصر حسب الزمن الروماني و مازال موجود و حاضر حتى اليوم مكتوب باللغة المصرية القديمة، اي لغة نقوش مصر القديمة، لكان الامر منطقي جدا بان يكون هو اول كتاب ديني في مصر ، و هو قد خرج من رحم مصر و خرح من حقيقتها.

دعونا نفكر بمنطق اخر

من يطالع نقوش مصر  بشكل مباشر و من اول نظرة فاول انطباع و ملاحظة ستتولد عنده، بان الحالة الدينية كانت عميقة جدا عند المصريين القدماء ..بل تبدو و كانها بداية الدين و العقيدة للعالم كله و ليس مصر  ....... و عندما نطالع اثار مصر و كمية و احجام الاثار الضخمة فيها،  سندرك بان مصر قديما كانت مركز  هام جدا .....  و هذا يجعلنا نعتقد بان مصر قديما كانت مركز و مصدره للعقيدة ، و ليست تابع و مستوردة للعقيدة .. فمستحيل ان ياتي لها و لسكانها قديما دين مستورد من خارجها و يوجد عندها اصل الدين ، و مستحيل ان ياتي اليها كتاب ديني خارجي و لديها كتابها الخاص بها ، و مستحيل ان ياتي لها كتاب بامر سياسي من حاكم خارجي محتل و هي مركز و ليست تابع ، و مستحيل ان ياتي لها محتل بعقيدة مختلفة و مكتوب الكتاب بلغة غريبة عن سكان مصر و هي اساس اول خط كتابي في المنطقة .

دعونا نفكر و نحن لا نعرف اي شيء الا الواقع و المنطق .. و ننسى الزمن الروماني الذي وصل لنا ... فنحن لا نعرف ما مدى صحة هذا الزمن و صحة تاريخه .... و سنحلل قصة موجودة في كتب التاريخ الذي وصل لنا و  لا نعرف ما مدى صحتها الا في كونها قصة خاصة بديانة موجودة في مصر . و تتحدث عن كتابهم المقدس ( العهد القديم ) و كيفية كتابته.

القصة التاريخية تقول : 

بان حاكم يوناني احتل مصر .... و اثناء احتلاله لمصر ...طلب من سبعين شخص ترجمة كتاب اليهود من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية ... و سميت ترجمته بالترجمة السبعينية ....... و هذا الكتاب هو اول نسخة من كتاب العهد القديم مكتوب بلغة يونانية ، حتى يحتفظ بها في مكتبة الاسكندرية .

السؤال المنطقي :

- لماذا مصر تحديدا ، و لماذا احتاج هذا الحاكم الى كل هذا العدد سبعين شخص لترجمة كتاب ........ و لماذا يترجم و لا يحتفظ بنسخة من الكتاب بلغتها السابقة ؟!

الا يتبادر الى ذهنك بان سيناريو هذه القصة ناقص و غير واقعي ، و توجد تفاصيل مخفية داخل  القصة،ولا يريد كاتبها ان يوضحها ،  الا يتبادر الى ذهنك بان الخلفية الحقيقية للقصة هي ترجمة نقوش مصر القديمة، و لا ينتبه لها من يقرا القصة  .... لان كاتب القصة تعمد مسح الواقع منها ..... و  هذا السيناريو هو الذي سبب خلط عند الناس بين كتاب العهد القديم و التوراة .

الا يتبادر الى ذهنك فكرة ان جماعة من الغرب قدمت الى مصر في زمن ما و حاولت ترجمة نقوش مصر .. و تحديدا ترجمة نبوءة مكتوبة بخطوط التوراة في احد معابدها القديمة ... لكنها فشلت و اضطرت الى نقل مقروء تلك النقوش من لسان ابناءها ... و انتجت منه كتاب جديد .

الحقيقة الاكيدة بان التوراة خطوط كتابية و هي نقوش مصر القديمة ( الكتاب المقدس للمنطقة ) ....... و الذي تعمد الغرب تسميتها فيما بعد زورا باسم الكتابة الهيروغليفية ..... حتى لا تنكشف خدعتهم القديمة .... حتى لا تنكشف الحقيقة.

الان لاحظ معي كيف قلبوا الامور على الناس في هذه القصة الوهمية و تعمدوا حرفها بسبب الزمن الوهمي :

قالوا في القصة بانهم ترجموا كتاب العبريين من اللغة العبرية  الى اللغة اليونانية ........ و الحقيقة انهم ترجموا كتاب موجود عند العرب و المكتوب بلسان عربي .

العبري = العربي
اللغة العبرية = اللغة العربية

الان دعونا نفكر بمنطق سليم ........اي اللغات التي هي واقع مصر اليوم، العربية ام اليونانية ام العبرية ام القبطية؟ ..... بمعنى اخر ...... ماهي الديانة و اللغة السائدتين حاليا في مصر  ؟

المنطق السليم المرتبط بالواقع يقول بان اللغة السائدة و الديانة السائدة في مصر ..... ستكون  هي لغة و عقيدة نقوش مصر .. لابد ان تكون لغة نقوش مصر، و  بما ان اللغة العربية هي السائدة في مصر ... فهي لغة النقوش  ....... خصوصا لان اللغة اليونانية لغة متعلقة بالغرب اكثر من الشرق ، و لا بد ان تكون مرجعية نقوش مصر بمرجعية لغة الكتاب الديني المتسيد في مصر و هو القران الكريم .

سيقول البعض ... بان النتيجة التي وصلنا لها ... لا يمكن لها  فصل الامر نهائيا ........... و هناك شيء مترابط و معقد لا يمكن حله او فصله بشكل نهائي

لكن كما قلنا سابقا ........  بان التفكير المنطقي يجعلنا نعتقد بل نجزم بان العقيدة لا تظهر فجاءة و لها سياق قديم ... و بان واحدة من الديانتين الموجودتين حاليا في مصر ........ هي امتداد مصر الطبيعي منذ قديم الزمان ........ و بان لغة كتاب هذا الدين هي الامتداد الطبيعي اللغوي لمصر منذ قديم الزمن و هي لغة نقوش اجداد المصريين .

و حسب منطقنا ......... فعندما نذهب الى غالبية الشعب المصري سنجد الغالبية تملك كتاب مقدس .. و عندما نفتش فيه سنجده يشدد في نصوصه عليهم في هذه النقطة ....... و كانه يخاطبهم اليوم ..... و يقول لهم  :

{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

- و ينبههم ايضا و يقول :

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}

- و يقسم لهم قسم عظيم بان قراءنهم موجود في كتاب اجدادهم:

{فلا أقسم بمواقع النجوم ¤ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ¤ إنه لقرآن كريم ¤ في كتاب مكنون ¤ لا يمسه إلا المطهرون}

- و ينبههم على ان قرانهم في الواح حجرية :

{بل هو قرآن مجيد ¤في لوح محفوظ }

- و يقول لهم بان نبيهم موجود في نقوشهم التي تسمى التوراة :

{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة }

و لو راجعنا القصة السابقة للحاكم اليوناني، سنجد بان تفاصيلها في الكتاب الديني للغالبية ايضا :

♣ حاكم يوناني احتل مصر .......و اثناء احتلاله طلب من سبعين شخص ترجمة كتاب العبريين .

{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ¤ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ¤ أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون}

{قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين}

♣ ترجم الكتاب من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية ... و سميت ترجمته بالترجمة السبعينية .

{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}
{ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}

♣ و هذا الكتاب هو اول نسخة من كتاب العهد القديم و هو مكتوب بلغة يونانية  ... و هذا الكتاب العهد القديم يشبه نوعا ما القران .


{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} .

♣ و هذا الكتاب تحول  بعد فترة زمنية و بقدرة قادر من اللغة اليونانية الى اللغة الجبتية ( مع انها يونانية ) . 

{ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا}

♣ طبعا و هذا الموضوع سيفصل نهائيا بدليل ، لان الغرب قد اكتشف الحقيقة و قد قالها قبل قرنين : {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}

■  هناك نقطة مهمة جدا

الا تلاحظ جماعة (الميثولوجيا اليونانية) بان هناك خلط دائم لدى غالبية الناس في تسمية لغة مصر قديما، عندما يطلقون عليهل بشكل خاطىء باللغة الهيروغليفية، بينما هذه الجماعة تصحح للناس هذا الخطأ، و تقول لهم بان الهيروغليفية ليست تسمية لغة مصر، بل هي تسمية لكتابة مصر القديمة ؟!

هذا الخلط السابق ..... هو نفسه تماما الخلط الموجود عند هذه الجماعة و بقية الناس في تسمية كتاب اليهود بالتوراة، بينما هو كتاب العهد القديم و ليس التوراة اطلاقا .. و هو ايضا نفس الخلط لدى الجميع عندما يعتقد بان التوراة اسم لكتاب ديني. ....  بينما الحقيقة ان التوراة عبارة عن خطوط قديمة مقدسة و التي كتب بها اول نسخة من القران الكريم الموجود عند المسلم ..... و هي الخطوط التي سماها الغرب زورا  بالهيروغليفية  .. و هي بدايات الخطوط التي كتب بها سكان المنطقة عقيدتهم .

■ نقطة اخرى مهمة

بحكم كون هذه الجماعة، تجعل من  تاريخ و مراجع اليونان كاساس فكري لها و الارضية التي تنطلق منها ، فنحن سنطرح عليها سؤال : لماذا اليونان سموا نقوش مصر بالهيروغليفية ؟ ..... اليس معنى الهيروغليفية هو الكتابة المقدسة .

صح ؟

السؤال المنطقي ........ فلماذا تثق هذه الجماعة ببنية ثقافية مختلفة و بعيدة عنها في تسميتها و مصطلحاتها التي تفرضها على محيطها الثقافي ، و لا تثق ببنية ثقافية محلية تعيش داخلها و من رحمها و تملك كتاب مقدس بدرجة كبيرة،  و في داخله نصوص تتحدث و بشكل واضح و صريح بان مفهوم الكتاب الديني السماوي غير مفهوم التوراة ؟!

{ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل}

بل الا يستدعي هذا الامر و من هذه الجماعة ، و لو لمجرد التفكير بالقيام بعملية مطابقة ........ بين مفهوم خطوط هيروغليفية و خطوط التوراة ؟! .
المفروض ان العقل يعمل و يشتغل و يخرج من عالم مسلسلات الكرتون اليونانية  .

■ ما هي مشكلة جماعة فراس السواح و زاهي حواس و خزعل الماجدي في فهم هذه الحقيقة ؟

ثلاث مشكلات اساسية :

الزمن الوهمي ، و التاريخ الوهمي .. و الثقة المطلقة بالغرب .

1-  الزمن

عندما تجد منظومة ثقافية متكاملة و تعاني من مشكلة لديها في مفهوم الزمن و لديها فجوات زمنية في تاريخها، فمؤكد بان هناك سبب جوهري احدث خلل جذري لها في مفهوم الزمن و في صورة الزمن في مخيلتها، و مؤكد بان الخلل ليس نتيجة عناصر داخل بنيتها،   لان عناصر البنية تحافظ على وحدة البنية الطبيعية المتزنة، مؤكد بأن الخلل نتيجة عامل خارجي لا ينتمي للبنية، احدث فوضى داخل البنية بعد ان خترقها و احدث خلل فيها .

لكن المنطق يقول ..... باننا لو اردنا البحث عن السبب و عن مكان الخلل، فعلينا الذهاب الى نواة بنية تلك الثقافة ...... مركز تلك البنية ، لان هذه البنية تتمحور كلها حول تلك النواة ،و طبيعي بان نواة تلك البنية هي اعلى نصوص دينية مقدسة ،  و عندما نذهب و نفتش في اعلى نص ديني مقدس في البنية  ، ثم نجد هذه النصوص تحوي على نصوص نبوءات ، و كما نعلم بان النبوءات مرتبطة بمفهوم الزمن ... عندها سيكون تحليلنا سليم .. و سنبدا ندرك جيدا مكان الخلل .. المكان الذي تمت منه اللعبة .. و نسأل ماذا لو تم اللعب بزمن النبوءات؟! .. سيكون هو  السبب الجوهري  الذي يفسر هذه المشكلة داخل البنية ...... منطقيا سيكون هو السبب الذي تم منه اختراق تلك البنية .... و عندما نفتش اكثر داخل النصوص ... سنجد بان اكثر نبوءة موجودة متكررة و بشكل كبير ...... هي نبأ قصة موسى ......عندها سندرك هوية المخترق، و سندرك ابعاد تلك القصة السابقة حول الحاكم اليوناني

2- التاريخ الوهمي

عندما يسرق كيان ما  الزمن من مجتمع ما، فانه يستطيع ان يكتب له مجلدات كبيرة حول  تاريخ كبير وهمي و احداث على ارضه و يدعي بانها وقعت حقيقة .. الموضوع سهل .. لكن  يحتاج الى عقل خبيث و لئيم و شيطاني و بلا ضمير ... .و لاننا لا نعرف هذا العقل و هذا الضمير فالموضوع يصعب تخيله او التفكير به.

كيف تمت اللعبة بين الزمن و التاريخ ؟

عندما يكون هناك كتاب ديني سماوي و يحضى بقداسة كبيرة لدى مجتمع كبير .. و يوجد في الكتاب نصوص انباء المستقبل، ثم يقوم كيان خارجي .. باخذ نبوءة منه و يدعي بانها قد وصلت له في الماضي .... و يصنع لها كتاب ديني ، ثم يقوم بمشروع ضخم لصناعة مجتمع جديد يؤمن بهذا الكتاب، لتجسيد هذه الكذبة على الواقع ... ثم يخترق اصحاب الكتاب الاصلي، و يغرقهم بكتب تفسر نصوص كتابهم على لسان نبيهم او على لسام رمزية لها مكانتها ، ثم يكتب لهم رواية تاريخية تجعل من نبيهم قد ظهر بعد مجتمعه الجديد الذي صنعه ... ليقنع مخيلة اصحاب الكتاب الاصلي بقصة ترتيب زمني . و بان نبوءة كتابهم قد حدثت قديما ، اي يجعل اسبقية زمنية لمجتمعه الجديد الذي خلقه ، اي يصنع ايمان جديد لاصحاب الكتاب الاصلي بحقيقة مجتمعه الجديد، و يثبت مجتمعه الجديد روحيا و فكريا و زمنيا و تاريخيا و باسم الخالق  في عقل و روح اصحاب الكتاب الاصلي ... اي يجعل بقاء مجتمعه الجديد و استمراره يعتمد بشكل اساسي على ايمان مجتمع اصحاب الكتاب الاصلي ......... فنحن امام مشروع استراتيجي لقوة  لضرب المخيلة الزمنية لدى المجتمع اصحاب الكتاب الاصلي ..و جعل الزمن يتوقف و لا يستمر بحركته من اجل منعهم من الحركة ، من اجل حجزهم داخل سجن زمني محكم جدا، من اجل جعلهم داخل سجن ضيق، لسرقة زمنهم و تاريخهم و ارضهم.

3- الثقة المطلقة بالغرب

اذا كان الجميع يرى كيف ان الغرب قدم الينا في القرن الماضي و هو يحمل معه رواية دينية صهيونية مزيفة باسم ارض الميعاد و الهيكل و و اورشاليم و اسرائيل و يريد شرعنه مشروعه الاستعماري الاحتلالي التوسعي مستندا على هذه الرواية الوهمية ، لكن مازال الكثير يجهل بان هذا المشروع قادم من بنية ثقافية لا تنتمي لنا ابدا .. و من مصلحتها تزوير وعيك و عقلك ليسرق منك كل شيء .

منطقتنا تتعرض لهجمات احتلالية متواصلة من قبل اوروبا منذ القدم و ترتكز على شرعيات روايات تاريخية دينية و هذا يعني منطقيا لدى اي انسان عاقل،  بان الغرب يجتهد منذ زمن بعيد لتفتيت المنطقة و صناعة سرديات تاريخية مزورة و مزيفة و متصارعة للمنطقة تخدم مشاريع الاحتلال و النهب و التوسع. و يجتهد في صناعة فجوات تاريخية في عقل سكان المنطقة لإنتاج حساسية و شرخ في المخيلة التاريخية لدى سكانها .

و اذا كان الجميع يشاهد اليوم القوى الغربية و القوى الاقليمية التابعة و العميلة لها في المنطقة و هي تستخدم الاعلام في الدجل و الكذب و التزوير للتغطية على حقيقة ما يجرى في الواقع اليوم، ليخفي مشاريعها التوسعية الاحتلالية ، بل انها تستخدم التزوير للتاريخ و لنصوص الاديان عيني عينك امامنا لغسيل دماغ الجماهير ، من اجل دفع الجماهير في الطريق الذي يخدم اطماعها اليوم، الا انه لا يوجد استشعار من قبل الكثير لهذا الامر، و لا يوجد ادراك بان اليوم كان مثل الامس تماما .

الغرب منذ القدم يعمل كمنظومة فكرية واحدة و  تحمل مشروع استراتيجي واحد هدفه الاحتلال و التوسع و النهب باي طريقة، و لا توجد قيمة اخلاقية امام هذا الهدف، و هذه ما يحافظ على بقاء رفاهية الغرب، و لهذا فليس من مصلحة الغرب ان ينتج لك رواية صحيحة للتاريخ ابدا ...... لان الرواية الصحيحة للتاريخ ستساهم في اصلاح مسار الزمن و تساهم في اصلاح المخيلة التاريخية و السياق التاريخي للشعوب و الى تعزيز قوة و ثبات الشعوب ، و هذا الشيء لا يصب في خدمة مشاريع الاحتلال و النهب للغرب ، لان هذا العمل لن يترك اي ثغرات في مخيلة الشعوب يمكن للغرب التسلل من خلالها للمنطقة ،  و هذا الشيء يجهله البعض ، و يجهلون بان معظم القراءات الغربية قديما للتاريخ هي عمل ايضا يصب في خدمة مشاريع قوى سياسية غربية ، و كذلك القراءات التي  تصل لنا اليوم و قادمة من الغرب تخرج من مراكز دراسات استشراقية تابعة لمخابرات الدول الغربية ، و هذه الدراسات عبارة عن مشاريع فكرية تخدم توجهات سياسية للغرب في مناطق كثيرة بالعالم.

و لذلك فعندما نتعامل مع رواية كتابات الغرب  فيجب ان نكون حذرين جدا معها، و  لا يجب ان نأمن لكتاباتهم حول تاريخنا القديم و لا يجب ان نامنهم على تراثنا و نقوشنا و لما يقولوه،  بل يجب ان لا نصدق قصصهم الكاذبة في نجاحهم في فك نقوشنا

---------

و هذه هي الاسباب  التي جعلت هذه الجماعة  تعيش داخل فضاء ميثولوجي يوناني منفصل عن الواقع ، و اصبحت بعيدة  جدا عن الواقع اليوم .... و من ادراك ان واقعنا اليوم متصل بالقديم .

لا يدركون بانه قد تم سرق زمن المنطقة ....  و هذا السرقة قد جعلت المنطقة تعيش في زمن وهمي، و كتب بعد سرقته تاريخ وهمي ، بجانب الثقة المطلقة للغرب، حيث استطاع الغرب اخراج الناس من الواقع اكثر  و جعلهم يعيشون داخل عالم الكوميكس و المسلسلات الكرتونية للميثولوجيا اليونانية ،  هي  التي دمرت العقل المنطقي السليم للناس . و هي السبب الرئيسي في صعوبة ادراك ان العقيدة لا تظهر فجاءة اطلاقا، و النظام اللغوي لنصوص العقيدة لا يظهر فجاءة اطلاقا.

العقيدة لها سياق قديم متصل واحد و غير منقطع ابدا و لها  نظام لغوي تخرج منه النصوص المقدسة للعقيدة ، و يستمر هذا النظام على طول هذا السياق منذ بداية ظهور اول نص ديني مقدس و لا يختفي ابدا حتى اليوم. و لا يوجد شيء اسمه تطور في العقيدة، هذه كذبة،  العقيدة لا تتطور ابدا، لان العقيدة هي جواب عن سؤال الوجود و المصير فقط، يعني سؤال الوجود و الموت بغض النظر عن طبيعة السبب . العقيدة تظل ثابته و لا تتبدل اطلاقا........ فقط يحدث تراكم معرفي فقط حول العقيدة.

الشيء الوحيد الذي يتغير في بنية الدين هو انتقال متدرج في عملية كتابة النصوص المقدسة من مرجعية اول شكل كتابي و هو ( التوراة)  الذي كتب به النص المقدس،فتتخذ الكتابة اشكال متعددة طوال السياق الزمني للعقيدة ، و هذه الاشكال الكتابية تعتبر اشكال مقدسة لدى المؤمنين.

عدم استيعاب هذه الشيء ... بجانب عدم استيعاب خدعة الزمن الوهمي و التاريخ الوهمي الذي كتبه العثمانين للمسلمين .....  من اهم اسباب عدم استيعاب وجود كتاب قديم جدا للاسلام، و عدم استيعاب ماهو الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين،  هذا الكتاب الذي فصلت اياته قران عربي لقوم يعلمون.  و من اسباي صعوبة ادراك المعنى الحقيقي للتوراة و الانجيل ..... و عدم استعاب كون التوراة و الانجيل عبارة عن خطوط كتابية قديمة و مقدسة ، و بان اول نسخة للقران الكريم كانت مكتوبة بخط التوراة. و قد نقل  سكان المنطقة مصاحفهم الاولى و قراءتهم الاولى للقران الكريم من داخل مصر.

هذه الحقيقة

لذلك يجب ان تدرك و  تعي جماعة (فراس السواح و زاهي حواس و خزعل الماجدي) حقيقة ما يجري في المنطقة من قبل الغرب منذ قرنين .

يجب ان يدركوا ما معنى حصول الغرب على نسخة قديمة من القران الكريم و مكتوبة على الواح حجرية .

حصول الغرب على الواح قديمة للقران بخطوط التوراة .... يعني بان مؤسسة الفاتيكان ستنهار و سيسقط منصب البابا نهائيا، سينهار العالم المسيحي و اليهودي بسبب هذا الكتاب الذي وصل للغرب قبل قرنين، و لذلك كان على الغرب و بشكل ضروري جدا، مسالة حياة او موت، القيام بتصميم مشروع استراتيجي كبير يستهدف المنطقة فكريا و معرفيا ....طمس معرفي شامل .... و تزوير شامل للمنطقة ، تزوير الوعي الجمعي و تدمير المخيلة الجمعية..

يجب ان تدرك هذه الجماعة ......... ان مخيلتهم الان و الممتلئة برموز و رسوم الكوميكس و مسلسلات كرتون و  الانيمي القادم من الميثولوجيا اليونانية ...... هي مخيلة من صناعة مشروع غربي استراتيجي ....... و بان وعيهم اليوم للتاريخ و سياق الواقع  هو من نتائج ذلك المشروع ....... لفصلهم عن الواقع الحقيقي و  لتدمير المنطق السليم حتى لا يمكن لهم ان يصلوا ابدا لهذه الحقيقة .

و قصة حجر رشيد .... الذي ظهر اثناء غزو فرنسا لمصر .. كان هو الهدف الحقيقي السري الذي جاء بفرنسا لمصر .. الهدف الحقيقي  الذي تم تغطيته ب قصة الغزو و الاحتلال  الضخم .. حتى يتحول حجر رشيد الى مجرد صدفة عابرة فقط ...... لان منطق اي انسان عادي سيقول بانه من الاستحالة ان يكون هدف غزوة عسكرية هو حجر رشيد  ..... لقد كان حجر رشيد مفتعل و متعمد و مخطط له قبل قدم فرنسا لمصر .....  لضمان انطلاقة مشروع التزوير الضخم للمنطقة

■ اخيرا

نحن مطالبون باعطاء اثبات و دليل مؤكد لهذه الجماعة ، و هو من حقهم بالطبع ...... لكن انا يهمني الان جواب للسؤال  ..... هل يبدو الكلام منطقي ؟ ..... اترك الدليل الان .... هل يبدو الكلام منطقي ؟

اذا كان الكلام يبدو منطقي .... فانتظرونا في مقال اخر ... حتى ننتهي من تجهيز الدليل ... و هو القادر على سحبكم الى الواقع 

.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق