الثلاثاء، 5 مارس 2019

العلاقة بين نقوش المنطقة و ازمة الهوية

يجب ان نستوعب نقطة هامة ... بان ازمة الهوية في منطقتنا لم تبدا من وقتنا الحالي ...... بل بدات قديما منذ ظهور مشروع الروم في المنطقة .... نعم ......... مشروع الروم الذي انطلق قبل قرون طويلة و الذي تمكن بدهاء كبير من اخفاء اقدم وثيقة دينية في المنطقة، و صنع بعدها خدعة كتاب العهد القديم على انه التوراة .

لقد بدا الوعي الحديث لهذه الامة بمشروع ترجمات ضخمة من كتب يونانية وهمية سحرية ..... و هذه الترجمات هي التي اسست وعينا و تصورنا التاريخي و الزمني و اللغوي  حتى اليوم ، و بعد فترة من ظهور هذه الترجمات في وعينا،  بدات يظهر في عالمنا موجة الشعوبية،  و الشعوبية و ان كان تاريخ حقيقي فهي نتاج منطقي و طبيعي لجيل تاسس على قراءة تلك الترجمات الوهمية و الاسطورية .


و الحاصل اليوم هو نفسه ما حدث بالامس بعد ترجمة كتب اليونان السحرية .



فعندما جاء الينا الغرب الصهيوني غازيا  ، كان مهتم جدا في البداية بترجمة نقوش منطقتنا ، و قد استطاع بدهاء و مكر كبيرين من اقناعنا نحن الاميين بقصص نجاحة الهوليودية في فك نقوشنا و كتاباتنا القديمة .. و قام بعدها باغراق وعينا و مخيلتنا بكم هائل و كبير و ضخم من الكتابات التي تتناول تاريخنا القديم الموجود في كتاباتنا القديمة ،فاظهر لنا عوالم جديدة خرافية و خيالية و سحرية غريبة جدا مفارقة للمنطق و الواقع ، عوالم تحوي اديان خرافية سحرية على انها كانت اديان اجدادنا قديما ،  عوالم تحوي لغات عديدة و غريبة جدا لا نفهمها اطلاقا على انها كانت لغة الارض و الاجداد، عوالم تحوي قصص خرافية يتزاوج فيها الانسان مع الحيوان،  و تتحدث عن تاريخ  يوجد فيها  شخصيات تشبه ما نشاهده في افلام الاطفال الكرتونية .

و منذ ظهور ترجمات الغرب لنقوش المنطقة و قيامنا بشكل ساذج بترجمة تلك المؤلفات الغربية ........ بدات الشعوب في منطقتنا تعاني من اضطراب ثاني لكنه اكبر من السابق ...... اضطراب كبير في مخيلتها و في  وعيها و في تفكيرها و في ثقتها و في  انتماءها .

بدات تفقد المعنى لكل شيء في محيطها، و بدات تفقد الانتماء للمكان و الزمان و اللغة و الدين ،  و بدات تغادر الواقع و تدخل الى فضاء وهمي خرافي في نظرتها للعالم و الاشياء من حولها ...... و تصارع ذاتها ...... و تفقد حجتها امام الاخر ..... و بدات تؤمن بان الارض ليست لها بل لاقوام اخريين .. و بدات تعتقد بانها محتلة لارض غيرها ... و لا تنتمي للأرض ... بل بدات تقف على الأرضية الصهيونية  في وعيها الزمني و التاريخي ...... بعد ان تعمد الغرب  بشكل واضح  من تطعيم تاريخنا برموز و شخصيات و قصص و مسميات موجودة في كتابه العهد القديم .. فجعل مخيلتنا الزمنية و التاريخية تعيش داخل كتاب العهد القديم ......... جعلنا داخل ارضيته الزمنية و التاريخية و الفكرية التي قدم بها لاحتلال المنطقة .... فنحن اليوم لا نقرا تاريخنا الحقيقي ابدا، بل نقرا كتاب العهد القديم( كتاب روما) على انه تاريخنا .... فكل الرموز الموجودة في كتاب العهد القديم و  التي يستثمرها المشروع الصهيوني للتسلل الى منطقتنا موجودة في تاريخنا الان ، تاريخنا الذي كتبه الغرب قديما و حديثا، و هو ليس تاريخنا الحقيقي اطلاقا.

لقد استطاع الغرب انتزاع شعوب المنطقة من الارض بطريقة خبيثة عبر كتابته لكل هذا التاريخ الوهمي الضخم الذي ادعى انه موجود في نقوش المنطقة ...... لقد افقدوا شعوب المنطقة الاحساس بالواقع و المكان و الزمان عبر اعطانا تاريخ خرافي وهمي غير حقيقي، فنحن منذ وقت طويل نجتر تاريخ خرافي وهمي كاذب ، سحرنا و اصابنا  بالهلوسة و و دمر مخيلتنا و عقلنا و منطقنا و نزع انتماءنا من كل شيء حولنا  ، و منعنا حتى من مجرد التفكير في اعادة فك نقوش المنطقة .

و  لذلك ........ فمن الطبيعي جدا ان يحدث اضطراب لهذا الجيل في نظرته التاريخية و الزمنية و في تفكيره و في منطقه العام ، فهو نتيجة منطقية لهذا المشروع التزويري الضخم و لهذا التاريخ  الوهمي الخرافي الكاذب الذي كتبه لنا الغرب الصهيوني و امنا به على انه حقيقة جرت في الواقع ، بينما هي ترجمات كاذبة و مزورة  لنقوش المنطقة .

ليس هذا و حسب ..... بل ان موجة الكراهية للعربية و للاسلام في المنطقة .. نتاج طبيعي جدا و منطقي .......... لهذا التاريخ الوهمي الخرافي الذي تجرعته المنطقة على مدى طويل و الذي كتبه الغرب لنا و قمنا بسذاجة كبيرة بترجمته و اعتماده تاريخ حقيقي  و وطني ... لان هذا التاريخ الوهمي فتن الناس و سحرهم و  استطاع خلق وعي جمعي يعيش داخل عالم افتراضي سحري خرافي مفارق للواقع ، و يحمل كراهية شديدة لواقعه .

لقد سحروا هذه الامة ... فعلا

و الحل بيدكم

ما قيمة ما كتبه الغرب لنا من تاريخ حتى تتشبثوا بها كانها كتب مقدسة ؟!

لا قيمة علمية و لا ثقافية و لا فكرية و لا ذرة حقيقة ... لان كل ما كتبه الغرب من تاريخ و لغات لنا ، عبارة عن اوهام و اسحار و عالم افتراضي تخيلي .

ارموا كل الكتب الغربية الوهمية،  و امنعوا كل البعثات الغربية الصهيونية  التي تاتي للتنقيب عن الاثار .. و الغوا كتب التاريخ التي تم اعتمادها على انه تاريخ وطني .

و اعيدوا فك نقوش المنطقة ........ حتى تعرفوا و تتاكدوا بيقين مطلق،  بان كل شيء كتبه الغرب لنا وهم كبير ، و بان اليهودية لا تنتمي ابدا للمنطقة ، لا لغة و لا كتابا و لا دينا و لا تاريخا . لانها صنيعة مشروع سياسي و تاريخ وهمي كتبه الغرب لها ، و اما كتاب  العهد القديم ليس الا خدعة تاريخية انطلت على الاميين الذين اعتقدوا انه التوراة و بانه كتاب سماوي  و بان اليهودية خرجت من صلب المنطقة .....  بينما الحقيقة ان العهد القديم كان بالاساس مجرد مشروع غربي سياسي قديم لاختراق المنطقة امنيا و العبث بها و  تزويرها  من اجل احتلالها لصالح مشروع استراتيجي.... لان المنطقة لم تعرف منذ الازل الا دين واحد فقط، و كتاب مقدس واحد خرجت كل المنطقة منه منذ قديم الزمان، و هذا الكتاب مكتوب بلسان عربي مبين غير ذي عوج ........ و هذا الكتاب هو سبب واقعكم الديني و اللغوي الذي انتم عليه الان .

.
.
.


هناك تعليق واحد: